عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
أخافُ من حياة ٍ بلا ألوان ٍ مشرقة ٍ,وتراني أصنعُ ألواني بيدي, فإن عجزتُ عن ذلك, خشيتُ من سكون ٍ يقودني إلى موت ٍبطىء ٍ ,فأفزع ُ إلى مولاي راجيةً, أن يمُنّ عليّ بالأنس ِ من سياج ِ وحشة ٍ قد هجمتْ هجوماً على نفسي, فأبعدتْ بها عن كلِّ أنس ٍ.
تسابقُ أفكاري دموعاً مختنقةً, تتوارى بي عن كلِّ عين ٍ,فأُعلّلُ النّفس أنّ هذه دارُ بلاءٍ وابتلاءٍ ووحشة فصبراً .ومهما كان فيها من أُنس ٍ, فلابدّ من لحظات ِ خلوة ٍ وانفراد ٍ بنفس ٍ قد أبعدتْ بصاحِبها عن ربهِ فيهولهُ مايرى ُمن أوزار ٍ محمولة ٍ قد غيّرتْ من هيئتها وأو حشتْ من منظرها, فغدتْ بأبشع ِ منظرٍ .
لمّا نذوقُ مرارةَ الوحشة ِ ندركُ حقيقةَ القربِ والبُعد ونُعاينُها ,وهذه حسنةٌ محمودةٌ ,فالضّدُ يُظهرُ حُسنَهُ الّضدُّ وبضدِِّها تتميزُ الأشياءُ.فمَا أجملَ شعورَ القرب ِ والأنس ِ, وما أسوأ شعورَ البُعد ِ والوحشة ِ!
ألا يكفيكَ أن تشعرَ أنّ دنياك َ كلّها لاتساوي شيئاً في عينكَ مهمَا تزيّنتْ لكَ وتزخرفتْ, إن أنتَ أبعدتَ في السّير ِ وأخطأتَ المنزلَ .وعلى النّقيض ِ,حينما تشعرُ بالأنس ِ والقرب ِ ,يكادُ قلبكَ يخرجُ من صدركَ طرباً وفرحاً ,كأنّما قدْ رُكبتْ لهُ أجنحةٌ فيكاد ُيطيرُ بكَ سروراً ويعلو بكَ عن كلّ مُنغّص ٍومكدّرٍ ,فتتضاءلُ همومُكَ وأنكادُكَ في عينكَ.
ويتّسعُ صدرُك للدنيا باتساع ِدُنياكَ , فيالله ِ كيفَ ضاقَ صدرٌ بانشراحٍ لشعورِ وحشةٍ ,وكيفَ اتّسعَ وانشرح َ حتى خفّ بصاحبهِ عن الأرضِ فتكادُ تُطوى دُنياهُ تحت قدميه ِ!
تُنعّمُ القلوب ُوتُعذّبُ ,وتذوقُ من هذا وذاك ,لِتعلمَ حقيقةَ النّعيم ِ والعذابِ والأنسِ والوحشة ِوتُعاينهُ في دار الفناءِ قبلَ دار البقاءِ,فتبذلُ كلَّ سبب ٍ لجلب ِ أسبابِ النعيمِ ومدافعةُ نقيضهِ.
لكن يبقى سؤالٌ يدورُ في الذهنِ :
هل لقلوب ٍ لم تذُقْ من الأنس ِإلاّ مُرورَ طيفٍ, أن تدركَ حقيقةَ الأنس ِ والوحشةِ!؟ أم أنّ الأمرَ يستوي عندها إذ أنّ حالها كحالِ َمريضٍ سقيمَ الفمِ لايُميزُ بينَ ملوحةَ الماء وعذوبته, فمرارةُ فيه ِالسقيم ِ, قتلتْ كلّ الطُعوم ِوالمذاقات؟!
هل لقلب ٍ لم يُبصرْ من ضياءِ الشمسِ إلا ُشعاعاً بارداً عندَ المغيبِ أن يعي الفرقَ بينَ حرارةَ الشروقِ وبرودة َالغروب ِ؟ دائماً تلحُّ عليّ فكرةٌ ,وهي أن أخلو بنفسي ولو لبضعِ ساعات ٍمن يوم , بعيداً عن صخبِ الحياة ِوضوضائها,بعيداً عن كلِّ صوت ٍ وصورةٍ مشتتة ٍ ,بعيداً عن كلِّ رسمٍ وشخص ٍ ,وقدْ جربتُ ,وأتمنّى أن تجربوا لتدركوا أنّ الوحشةَ متمكّنةٌ ,وأنّ الغربةَ شديدةٌ ,وأنّ الامتحانَ شاقٌ ,وأنّناقد خلّطنا حتى عَميَ منّا البصر وتعسرتْ علينا الرؤيةَ فأظلمتْ من قلوبِنا الصدور وتعثّر منا الخطو فحرام ٌ وحلالٌ ومنكرٌ ومعروفٌ!فاعوّج بنا الطريقُ واستوحشتْ أجسادنا من أرواحنا فشعرنا بالغربة ففرت تفتش ُ عن أنيس ٍٍ ورفيقٍ إنّ الأنسُ بالله ِمن نعيمِ القلب الذي ينعم ُ به ِالله ُعلى من وفقهُ لذلك .فلا يفوتنّكَ هباتُ الله ِ وعطاياهُ فلنداوم الطرقَ ولنكثرَ اللجأ ولنحملَُ عدّة الصّبرَ..
اللهم آنس وحشتنا بالقرب منك
[][] أنس ..ووحشة [][]
عطاء " أم معاذ "
تسابقُ أفكاري دموعاً مختنقةً, تتوارى بي عن كلِّ عين ٍ,فأُعلّلُ النّفس أنّ هذه دارُ بلاءٍ وابتلاءٍ ووحشة فصبراً .ومهما كان فيها من أُنس ٍ, فلابدّ من لحظات ِ خلوة ٍ وانفراد ٍ بنفس ٍ قد أبعدتْ بصاحِبها عن ربهِ فيهولهُ مايرى ُمن أوزار ٍ محمولة ٍ قد غيّرتْ من هيئتها وأو حشتْ من منظرها, فغدتْ بأبشع ِ منظرٍ .
لمّا نذوقُ مرارةَ الوحشة ِ ندركُ حقيقةَ القربِ والبُعد ونُعاينُها ,وهذه حسنةٌ محمودةٌ ,فالضّدُ يُظهرُ حُسنَهُ الّضدُّ وبضدِِّها تتميزُ الأشياءُ.فمَا أجملَ شعورَ القرب ِ والأنس ِ, وما أسوأ شعورَ البُعد ِ والوحشة ِ!
ألا يكفيكَ أن تشعرَ أنّ دنياك َ كلّها لاتساوي شيئاً في عينكَ مهمَا تزيّنتْ لكَ وتزخرفتْ, إن أنتَ أبعدتَ في السّير ِ وأخطأتَ المنزلَ .وعلى النّقيض ِ,حينما تشعرُ بالأنس ِ والقرب ِ ,يكادُ قلبكَ يخرجُ من صدركَ طرباً وفرحاً ,كأنّما قدْ رُكبتْ لهُ أجنحةٌ فيكاد ُيطيرُ بكَ سروراً ويعلو بكَ عن كلّ مُنغّص ٍومكدّرٍ ,فتتضاءلُ همومُكَ وأنكادُكَ في عينكَ.
ويتّسعُ صدرُك للدنيا باتساع ِدُنياكَ , فيالله ِ كيفَ ضاقَ صدرٌ بانشراحٍ لشعورِ وحشةٍ ,وكيفَ اتّسعَ وانشرح َ حتى خفّ بصاحبهِ عن الأرضِ فتكادُ تُطوى دُنياهُ تحت قدميه ِ!
تُنعّمُ القلوب ُوتُعذّبُ ,وتذوقُ من هذا وذاك ,لِتعلمَ حقيقةَ النّعيم ِ والعذابِ والأنسِ والوحشة ِوتُعاينهُ في دار الفناءِ قبلَ دار البقاءِ,فتبذلُ كلَّ سبب ٍ لجلب ِ أسبابِ النعيمِ ومدافعةُ نقيضهِ.
لكن يبقى سؤالٌ يدورُ في الذهنِ :
هل لقلوب ٍ لم تذُقْ من الأنس ِإلاّ مُرورَ طيفٍ, أن تدركَ حقيقةَ الأنس ِ والوحشةِ!؟ أم أنّ الأمرَ يستوي عندها إذ أنّ حالها كحالِ َمريضٍ سقيمَ الفمِ لايُميزُ بينَ ملوحةَ الماء وعذوبته, فمرارةُ فيه ِالسقيم ِ, قتلتْ كلّ الطُعوم ِوالمذاقات؟!
هل لقلب ٍ لم يُبصرْ من ضياءِ الشمسِ إلا ُشعاعاً بارداً عندَ المغيبِ أن يعي الفرقَ بينَ حرارةَ الشروقِ وبرودة َالغروب ِ؟ دائماً تلحُّ عليّ فكرةٌ ,وهي أن أخلو بنفسي ولو لبضعِ ساعات ٍمن يوم , بعيداً عن صخبِ الحياة ِوضوضائها,بعيداً عن كلِّ صوت ٍ وصورةٍ مشتتة ٍ ,بعيداً عن كلِّ رسمٍ وشخص ٍ ,وقدْ جربتُ ,وأتمنّى أن تجربوا لتدركوا أنّ الوحشةَ متمكّنةٌ ,وأنّ الغربةَ شديدةٌ ,وأنّ الامتحانَ شاقٌ ,وأنّناقد خلّطنا حتى عَميَ منّا البصر وتعسرتْ علينا الرؤيةَ فأظلمتْ من قلوبِنا الصدور وتعثّر منا الخطو فحرام ٌ وحلالٌ ومنكرٌ ومعروفٌ!فاعوّج بنا الطريقُ واستوحشتْ أجسادنا من أرواحنا فشعرنا بالغربة ففرت تفتش ُ عن أنيس ٍٍ ورفيقٍ إنّ الأنسُ بالله ِمن نعيمِ القلب الذي ينعم ُ به ِالله ُعلى من وفقهُ لذلك .فلا يفوتنّكَ هباتُ الله ِ وعطاياهُ فلنداوم الطرقَ ولنكثرَ اللجأ ولنحملَُ عدّة الصّبرَ..
اللهم آنس وحشتنا بالقرب منك
[][] أنس ..ووحشة [][]
عطاء " أم معاذ "
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى