عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله محمد ٍ وصحبه ومن والاه:
قال تعالى: "فلمّا رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ ربي غنيٌ كريم" النمل:40
عجباً لتلك النفس الإنسانية كيف هي عند البلاء بالامتحان,تتقلب فتغدو شيئاً آخر لم تكن تعرفه من قبل ,وهذا ثابت في جنس الإنسان عموماً أنه "أن رآه استغنى"فإذا رأى المال أو الملك أو الولد أو الدور والقصور تعلقت نفسه بها فأنسته النعمة التي بين يديه المنعم وشغلته عمّا خلق له لكنّ عباد الله المؤمنين هم من تظهر الابتلاءات بالنعم معادنهم الأصيلة..وقليل في البشرمن يكون ذا معدن نفيس فلا يغرنك لمعانه فإنه عند الابتلاء تظهر حقيقته ..قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر..
إنها نفوس قد تثبت عند الضيق ولكن عند اقبال دنيا تتزين ودينار يذهب لمعانه بلب العقل وخضرة زرع تورق في النفس قل ّ من يثبت..
لكنّ سليمان الشكر عليه السلام ضرب لنا أروع مثال في خضوع العبد وإخباته بين يدي مولاه ..كيف يزيد افتقاره وكيف يظهر خضوعه وحاجته وفاقته لمولاه فلم تزده النعمة أشراً ولابطراً ولم تشعره بالاستغناء عن مولاه وسيده بل يظل عبد مربوب لمولاه وسيده فينطق بتلك الكلمات التي تقشعر منها الأبدان ويكسوها مشهد الهيبة والجلال..هيبة من خضوع العبد لمولاه وانكساره واعترافه بفقره بل والاستزادة من النعم الدنيوية والأخروية إذلايملكها إلا الله..فهو يسألها مولاه قال تعالى حاكياً عن حاله:" فلمّا رآهُ مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي"
فانظر إلى أدب العبد الصالح والنبي المرسل كيف ينسب النعمة إلى مسديها الحقيقي وهو الله ,فلم يقل هذا أوتيته على علم ٍ عندي, ولم يقل ورثته كابراً عن كابر وورثني إياه أبي داوود عليه السلام,ثم انظر إلى شيء زائد على الاعتراف في كلام العبد الصالح الشاكر لمولاه ,فهو يرى أن مابين يديه ممّا تفضل الله به عليه دون سواه وهذا فيه شعور باختصاص واصطفاء بنعمة فلم يجعله يتكبر ويعلو في الأرض فساداً ويغتر بل زاده انكساراً فكلما تذكر العبد أنّ ماأعطاه الله ومابين يديه زيادة فضل عن الحاجة زاد في شكره لله وطاعته..
ويفطن العبد الصالح وليتنا نفطن لم فطن إليه وهو أنّ الله عزوجل يعطي الدنيا الحقيرة التي لاتساوي عنده جناح بعوضة ,يعطيها من يحب ومن لايحب.فليس عطاؤه دليل على تفضيل وتقريب,بل هو كما قال سليمان عليه السلام "ليبلوني أأشكر أم أكفر"إذاً الغاية من العطاء والمنع من متاع الحياة الدنيا هي اختبار وابتلاء للفقير والغني -فهما في البلاء سواء هذا يمتحن بالمحنة ليصبر وهذا يمتحن بالنعمة ليشكر..وكم من صابر لكنّ قليل هو الشاكر "اعملوا آل داوود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور"فما أعطانيه الله هو محض امتحان وابتلاء قد تسر نفسي به لكن لايطيغها هذا العرض وهذه النعمة عما خلقت له فهو وسيلة..
" ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنيٌ كريم"
ثم يلفت لأمر مهم وهو أن الله غنيٌ عن شكرنا ولايضره كفرنا..فهو الغني ونحن الفقراء إليه.."
خواطر في آيات (1)
عطاء " أم معاذ "
قال تعالى: "فلمّا رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ ربي غنيٌ كريم" النمل:40
عجباً لتلك النفس الإنسانية كيف هي عند البلاء بالامتحان,تتقلب فتغدو شيئاً آخر لم تكن تعرفه من قبل ,وهذا ثابت في جنس الإنسان عموماً أنه "أن رآه استغنى"فإذا رأى المال أو الملك أو الولد أو الدور والقصور تعلقت نفسه بها فأنسته النعمة التي بين يديه المنعم وشغلته عمّا خلق له لكنّ عباد الله المؤمنين هم من تظهر الابتلاءات بالنعم معادنهم الأصيلة..وقليل في البشرمن يكون ذا معدن نفيس فلا يغرنك لمعانه فإنه عند الابتلاء تظهر حقيقته ..قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر..
إنها نفوس قد تثبت عند الضيق ولكن عند اقبال دنيا تتزين ودينار يذهب لمعانه بلب العقل وخضرة زرع تورق في النفس قل ّ من يثبت..
لكنّ سليمان الشكر عليه السلام ضرب لنا أروع مثال في خضوع العبد وإخباته بين يدي مولاه ..كيف يزيد افتقاره وكيف يظهر خضوعه وحاجته وفاقته لمولاه فلم تزده النعمة أشراً ولابطراً ولم تشعره بالاستغناء عن مولاه وسيده بل يظل عبد مربوب لمولاه وسيده فينطق بتلك الكلمات التي تقشعر منها الأبدان ويكسوها مشهد الهيبة والجلال..هيبة من خضوع العبد لمولاه وانكساره واعترافه بفقره بل والاستزادة من النعم الدنيوية والأخروية إذلايملكها إلا الله..فهو يسألها مولاه قال تعالى حاكياً عن حاله:" فلمّا رآهُ مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي"
فانظر إلى أدب العبد الصالح والنبي المرسل كيف ينسب النعمة إلى مسديها الحقيقي وهو الله ,فلم يقل هذا أوتيته على علم ٍ عندي, ولم يقل ورثته كابراً عن كابر وورثني إياه أبي داوود عليه السلام,ثم انظر إلى شيء زائد على الاعتراف في كلام العبد الصالح الشاكر لمولاه ,فهو يرى أن مابين يديه ممّا تفضل الله به عليه دون سواه وهذا فيه شعور باختصاص واصطفاء بنعمة فلم يجعله يتكبر ويعلو في الأرض فساداً ويغتر بل زاده انكساراً فكلما تذكر العبد أنّ ماأعطاه الله ومابين يديه زيادة فضل عن الحاجة زاد في شكره لله وطاعته..
ويفطن العبد الصالح وليتنا نفطن لم فطن إليه وهو أنّ الله عزوجل يعطي الدنيا الحقيرة التي لاتساوي عنده جناح بعوضة ,يعطيها من يحب ومن لايحب.فليس عطاؤه دليل على تفضيل وتقريب,بل هو كما قال سليمان عليه السلام "ليبلوني أأشكر أم أكفر"إذاً الغاية من العطاء والمنع من متاع الحياة الدنيا هي اختبار وابتلاء للفقير والغني -فهما في البلاء سواء هذا يمتحن بالمحنة ليصبر وهذا يمتحن بالنعمة ليشكر..وكم من صابر لكنّ قليل هو الشاكر "اعملوا آل داوود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور"فما أعطانيه الله هو محض امتحان وابتلاء قد تسر نفسي به لكن لايطيغها هذا العرض وهذه النعمة عما خلقت له فهو وسيلة..
" ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنيٌ كريم"
ثم يلفت لأمر مهم وهو أن الله غنيٌ عن شكرنا ولايضره كفرنا..فهو الغني ونحن الفقراء إليه.."
خواطر في آيات (1)
عطاء " أم معاذ "
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى