عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
إنّ الغزل باب من أبواب الشعر العربي تأثّر بما لم يتأثّر به باب سواه في تاريخ الأدب؛ فإنّك لن تجد أيّ نوع من أنواع الشعر قلّبه الزمن وغيّره كالغزل عند العرب.
ماهيّة الغزل:
هناك تشابه كبير بين تعاريف الغزل والنسيب والتشبيب، حتّى أنّ المؤرخين وكذلك النقاد اختلفوا على تعاريفها .
فمنهم من قال إنّها بمعنى واحد، ومنهم من اعترف باختلافها ولكن مع صعوبة التفريق بينها.
إلاّ أنّ هناك من جعل الغزل خاصّاً بذكر الأعضاء الظاهرة في المحبوب، ثمّ بوصفها وبمدحها أيضاً، وجعل النسيب خاصّاً ببثّ الشوق وتذكّر ماضي الأيّام الخالية، وتمنّي التمتّع المقبل باللهو. أمّا التشبيب فقد توقفوا عنده لما فيه من اضطراب في المعالم؛ ففي تاج العروس عُرّف التشبيب أنّه ذكر أيّام الشباب واللهو والغزل.
الغزل في العصر الجاهلي:
لقد قلّ الغزل في الشعر الجاهليّ، وتعود قلّته لأسباب كثيرة منها :
وجود الحجاب:
لقد كانت المرأة محتجبة في الجاهلية لا يظهر منها إلا وجهها وأجزاء قليلة من جسمها، كما كانت مختبئة دائماً داخل خدرها، لا تخالط الرجال الأجانب.
ويستدل على ذلك بقول امرئ القيس:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها ............
وقول الأعشى :
لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ...... ولا ترى الشمس إلا دونها الكلل
(والكلل ستر ينصب على الهودج )
وقول عنترة:
رفعوا القباب على وجوه أشرقت ......... فيها فغيب السّهى في الفرقد
(القبة: غرفة مستورة- السّهى: نجم ضئيل النور جدا- الفرقد: نجم القطب الشمالي ظاهر النور جدا)
وغيرها من الأبيات التي تدلّ على أنّ النساء كانت تحجب وتمنع في الخدور .
وبهذا يكون قلّة مشاهدة الرجال للنساء من غير أقاربهم سبباً في قلّة الغزل في الشعر الجاهليّ.
2- أمّا السبب الثاني لقلّة الغزل يعود إلى ضيق العرب ونفورهم من ذكر أوصاف نسائهم في شعر تتناقله الألسن والرواة.
المرأة في الشغر الجاهليّ:
من خلال ما ذكر من غزل في الشعر الجاهلي - رغم قلتّه- يمكننا أن نستخلص أوصاف المرأة في هذا العصر التي أحبّها الشعراء فيه:
لقد أحبّ شعراء الجاهلية في المرأة:
- القامة المعتدلة المائلة إلى الطول
كقول عمرو بن كلثوم في معلقته :
............ سمنت وطالت روادفها تنوء بما ولينا .
البدانة:
لقد أفرط الجاهليّون في مدحها وأحبوا المرأة العظيمة الجسم.
قال المراد بن المنقذ العدويّ
قطف المشي قريبات الخطى ............ بدّنا مثل الغمام المزمخر
( القطوف : البطيء أو البطيئة في السير- البادنة : السمينة- المزمخر: الكثير الصوت( الرعد ويكون عادة كثيفا ثقيلا بطيئا) ).
- الشعر الطويل حالك السواد:
أما شعر المرأة الجاهليّة التي أحبّه الشعراء فهو الشعر الأسود الحالك كالليل، على أن يكون طويلاً، فطول شعر الأنثى وشدّة اسوداده من عناصر الجمال في المرأة الجاهليّة.
يقول أمرؤ القيس:
غذائرها مستشذرات إلى العلى ............... تضّل العقاص في مثنى ومرسل
(الغديرة: الخصلة من الشعر- مستشزرة: مفتولة- العقصة( بالكسر): العقدة في الشعر- المثنّى: الشعر المطوي بعضه على بعض- المرسل: الشعر المنسدل)
وكما قال:
وفرع يزيّن المتن أسود فاحما ................ أثيث كفتؤ النحلة المتعثكل
(الفرع: الشعر- المتن: الظهر- أثيث: كثيف- القنو: العذق الجاف الذيجرّد من تمره- المتعثكل: الذي يبرز منه أشياء كأنّها تتحرّك في الهواء.)
وبتتبعنا لشعر الجاهليين نجد أنّ العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم، بل إلى السبط المتموّج. وربّما كانت المرأة العربية ترسل بعض الغدائر في مقدّمة رأسها حتّى قال سويد بن أبي كاهل اليشكريّ :
....... وقروناً سابقاً أطرافها .
وقد استحسن امرؤ القيس كثافة هذه القرون حتّى شبّه بها شعر فرسه حيث قال:
لها غدر كقرون النساء
(غدائر: ضفائر)
- الوجه الأبيض النقي الصافي المائل إلى السمرة أو الحمرة.
أمّا الوجه: فقد مال العرب في الجاهليّة إلى الوجه الصافي النقيّ في بياض مائل إلى السمرة ، وعبّروا عن ذلك كلّه بكلمة "أدماء" والأدمة تعني السمرة، والأديم هو ظاهر الارض .
قال زهير:
فأمّا ما فويق العقد منها ........... فمن أدماء مرتعها الكلاء
وأمّا المقلتان فمن مهاة ............ وللدرّ الملاحة والصفاء
(المها: بقر الوحش – الدرّ: اللؤلؤ)
وقال الأعشى:
ظبية من ظباء وجرة أدماء ........ تسف الكباث تحت الهدال
(وجرة: اسم مكان- أدماء: سمراء- سفّ الدواء: تناوله- الكباث: ثمر شجر الأرك- الهدال: نبات طفيلي يعلق بالأشجار)
كما أن العرب أحبّوا اللون الذي يخالط بياضه شيء من الصفرة فيخرج لون كلون القمر أو الدرّ يسمى "أزهر" .
وقد مدح امؤ القيس هذا اللون في معلقته :
كبكر المقاناة البياض بصفرة ............ غذاها نمير الماء غير المحلّل
(البكر: الفذّ الذي لم يسبق بمثله- المقاناة: الخلط- النمير: الصافي- المحلل: الماء الذي ينزل بقربه أقوام كثيرون فيصبح عكراً)
- الخدّ الأملس الطويل:
أمّا الخدّ فقد كان من المستحسن أن يكون طويلا أملس " أسيلا" وقد أكثر الشعراء من وصف الخدّ في شعرهم.
- العيون الواسعة التي فيها حور:
ومن الخدّ إلى العيون، فالعيون في الشعر الجاهلي كانت توصف بالسعة والنجل، وتستعار من بقر الوحش كقول امرؤ القيس:
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ............ بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ
(تصدّ: تنفر، تدير وجهها فيبدو خدّها أسيلا- وتتّقي: تحذر – وجرة: اسم مكان- مطفل: لها طفل، إذا كانت الظبية مطفلا كانت أشدّ شراسة في دفع المقتربين من جرائها)
كما كثر في الشعر الجاهليّ كلمة الحور، وهو شدة سواد الحدقة وشدة بياض العين.
- الأنف الأقنى:
ومن الخدّ والعين ننتقل إلى الأنف العربيّ الذي كان أقنى دائماً ، مرتفعاً وسط القصبة ضيّق المنخرين وعلى هذا قول "معن بن أوس" :
وأقنى كحدّ السيف يشرب قبلها............
(الأقنى: الذي يشبه القناة أو الرمح، المستقيم)
- الثغر المنوّر، والأسنان الناصعة، والشفتين السمراوين:
أمّا الثغر فيصف أمرؤ القيس الثغر فيقول:
بثغر كمثل الاقحوان منورّ .......... نقي الثنايا أشنب غير أثعل
(الاقحوان: نبات بريّ بتلاته بيض تشبه الأسنان وقلبه أصفر- منوّر :مزهر- أشنب: أبيض- أثعل: متراكب،بعضه فوق بعض)
ومن هنا نجد أنّ الأسنان كانت ذات لون نقيّ برّاق منوّر . أمّا اللثة فمن قول طرفة نستدلّ أنّها شديدة الحمرة كالرمل الخالص، ولا يستحسن أن تكون متضخّمة:
وتبسم عن ألمى كأنّ منوّرا ............ تخلّل حرّ الرمل دعص له ندي
( ألمى : فم ذو شفتين سمراوان- تخلل حر الرمل : أسنانها نابتة في لثة حمراء صافية- الدعص : الجانب المكور من الرمل )
أمّا الشفاه فقد وصفت باللعس (الميل إلى السمرة) وسميت ( لمياء ) .
- العنق الطويل الأبيض:
وبالنزول إلى العنق والنحر عند العربيّة في الجاهليّة فتجد أنّه ينطبق عليهما ما ينطبق على الوجه من حيث اللون . أمّأ من حيث الطول فكان يفضل أن تكون العنق طويلة.
- اليد غير الموشومة:
وقد اختلف الشعراء في جمال اليد وبما أنّ الوشم كان الصفة أنذاك فقد وجد بعض الشعراء أنّ اليد الخالصة من الوشم أجمل،
كعبيد بن الابرص :
وإنّها كمهاة الجوّ ناعمة ............ تدني النصيف بكفّ غير موشومة
(المها: بقرة الوحش- النصيف:الغطاء)
هذه كانت الصفات التي وجدت في شعر الغزل عند الجاهليين والتي أحبّها الرجل في المرأة في ذلك العصر . وبالعودة إلى الصفات المذكورة سابقا والتي أعلن الشاعر الجاهليّ أنّه يحبها في المرأة فإننا نجد أنّها صفات لا تزال محبوبة حتّى يومنا هذا، مع اختلاف فيما يتعلّق بضخامة المرأة .
وفي الختام:
هذه الصفات التي أحبها الرجل الجاهلي في المرأة إنما هي صفات كانت موجودة في المرأة المعاصرة له ، وتماما كما يحب الرجل الافريقي المرأة الافريقية ، والرجل الصيني المرأة الصينية بالفطرة كذلك الرجل الجاهلي أحب المرأة المعاصرة له أي المرأة الجاهلية .
المرأة من خلال الغزل في الشعر الجاهلي
أ.سحر عبد القادر اللبّان
ماهيّة الغزل:
هناك تشابه كبير بين تعاريف الغزل والنسيب والتشبيب، حتّى أنّ المؤرخين وكذلك النقاد اختلفوا على تعاريفها .
فمنهم من قال إنّها بمعنى واحد، ومنهم من اعترف باختلافها ولكن مع صعوبة التفريق بينها.
إلاّ أنّ هناك من جعل الغزل خاصّاً بذكر الأعضاء الظاهرة في المحبوب، ثمّ بوصفها وبمدحها أيضاً، وجعل النسيب خاصّاً ببثّ الشوق وتذكّر ماضي الأيّام الخالية، وتمنّي التمتّع المقبل باللهو. أمّا التشبيب فقد توقفوا عنده لما فيه من اضطراب في المعالم؛ ففي تاج العروس عُرّف التشبيب أنّه ذكر أيّام الشباب واللهو والغزل.
الغزل في العصر الجاهلي:
لقد قلّ الغزل في الشعر الجاهليّ، وتعود قلّته لأسباب كثيرة منها :
وجود الحجاب:
لقد كانت المرأة محتجبة في الجاهلية لا يظهر منها إلا وجهها وأجزاء قليلة من جسمها، كما كانت مختبئة دائماً داخل خدرها، لا تخالط الرجال الأجانب.
ويستدل على ذلك بقول امرئ القيس:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها ............
وقول الأعشى :
لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ...... ولا ترى الشمس إلا دونها الكلل
(والكلل ستر ينصب على الهودج )
وقول عنترة:
رفعوا القباب على وجوه أشرقت ......... فيها فغيب السّهى في الفرقد
(القبة: غرفة مستورة- السّهى: نجم ضئيل النور جدا- الفرقد: نجم القطب الشمالي ظاهر النور جدا)
وغيرها من الأبيات التي تدلّ على أنّ النساء كانت تحجب وتمنع في الخدور .
وبهذا يكون قلّة مشاهدة الرجال للنساء من غير أقاربهم سبباً في قلّة الغزل في الشعر الجاهليّ.
2- أمّا السبب الثاني لقلّة الغزل يعود إلى ضيق العرب ونفورهم من ذكر أوصاف نسائهم في شعر تتناقله الألسن والرواة.
المرأة في الشغر الجاهليّ:
من خلال ما ذكر من غزل في الشعر الجاهلي - رغم قلتّه- يمكننا أن نستخلص أوصاف المرأة في هذا العصر التي أحبّها الشعراء فيه:
لقد أحبّ شعراء الجاهلية في المرأة:
- القامة المعتدلة المائلة إلى الطول
كقول عمرو بن كلثوم في معلقته :
............ سمنت وطالت روادفها تنوء بما ولينا .
البدانة:
لقد أفرط الجاهليّون في مدحها وأحبوا المرأة العظيمة الجسم.
قال المراد بن المنقذ العدويّ
قطف المشي قريبات الخطى ............ بدّنا مثل الغمام المزمخر
( القطوف : البطيء أو البطيئة في السير- البادنة : السمينة- المزمخر: الكثير الصوت( الرعد ويكون عادة كثيفا ثقيلا بطيئا) ).
- الشعر الطويل حالك السواد:
أما شعر المرأة الجاهليّة التي أحبّه الشعراء فهو الشعر الأسود الحالك كالليل، على أن يكون طويلاً، فطول شعر الأنثى وشدّة اسوداده من عناصر الجمال في المرأة الجاهليّة.
يقول أمرؤ القيس:
غذائرها مستشذرات إلى العلى ............... تضّل العقاص في مثنى ومرسل
(الغديرة: الخصلة من الشعر- مستشزرة: مفتولة- العقصة( بالكسر): العقدة في الشعر- المثنّى: الشعر المطوي بعضه على بعض- المرسل: الشعر المنسدل)
وكما قال:
وفرع يزيّن المتن أسود فاحما ................ أثيث كفتؤ النحلة المتعثكل
(الفرع: الشعر- المتن: الظهر- أثيث: كثيف- القنو: العذق الجاف الذيجرّد من تمره- المتعثكل: الذي يبرز منه أشياء كأنّها تتحرّك في الهواء.)
وبتتبعنا لشعر الجاهليين نجد أنّ العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم، بل إلى السبط المتموّج. وربّما كانت المرأة العربية ترسل بعض الغدائر في مقدّمة رأسها حتّى قال سويد بن أبي كاهل اليشكريّ :
....... وقروناً سابقاً أطرافها .
وقد استحسن امرؤ القيس كثافة هذه القرون حتّى شبّه بها شعر فرسه حيث قال:
لها غدر كقرون النساء
(غدائر: ضفائر)
- الوجه الأبيض النقي الصافي المائل إلى السمرة أو الحمرة.
أمّا الوجه: فقد مال العرب في الجاهليّة إلى الوجه الصافي النقيّ في بياض مائل إلى السمرة ، وعبّروا عن ذلك كلّه بكلمة "أدماء" والأدمة تعني السمرة، والأديم هو ظاهر الارض .
قال زهير:
فأمّا ما فويق العقد منها ........... فمن أدماء مرتعها الكلاء
وأمّا المقلتان فمن مهاة ............ وللدرّ الملاحة والصفاء
(المها: بقر الوحش – الدرّ: اللؤلؤ)
وقال الأعشى:
ظبية من ظباء وجرة أدماء ........ تسف الكباث تحت الهدال
(وجرة: اسم مكان- أدماء: سمراء- سفّ الدواء: تناوله- الكباث: ثمر شجر الأرك- الهدال: نبات طفيلي يعلق بالأشجار)
كما أن العرب أحبّوا اللون الذي يخالط بياضه شيء من الصفرة فيخرج لون كلون القمر أو الدرّ يسمى "أزهر" .
وقد مدح امؤ القيس هذا اللون في معلقته :
كبكر المقاناة البياض بصفرة ............ غذاها نمير الماء غير المحلّل
(البكر: الفذّ الذي لم يسبق بمثله- المقاناة: الخلط- النمير: الصافي- المحلل: الماء الذي ينزل بقربه أقوام كثيرون فيصبح عكراً)
- الخدّ الأملس الطويل:
أمّا الخدّ فقد كان من المستحسن أن يكون طويلا أملس " أسيلا" وقد أكثر الشعراء من وصف الخدّ في شعرهم.
- العيون الواسعة التي فيها حور:
ومن الخدّ إلى العيون، فالعيون في الشعر الجاهلي كانت توصف بالسعة والنجل، وتستعار من بقر الوحش كقول امرؤ القيس:
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ............ بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ
(تصدّ: تنفر، تدير وجهها فيبدو خدّها أسيلا- وتتّقي: تحذر – وجرة: اسم مكان- مطفل: لها طفل، إذا كانت الظبية مطفلا كانت أشدّ شراسة في دفع المقتربين من جرائها)
كما كثر في الشعر الجاهليّ كلمة الحور، وهو شدة سواد الحدقة وشدة بياض العين.
- الأنف الأقنى:
ومن الخدّ والعين ننتقل إلى الأنف العربيّ الذي كان أقنى دائماً ، مرتفعاً وسط القصبة ضيّق المنخرين وعلى هذا قول "معن بن أوس" :
وأقنى كحدّ السيف يشرب قبلها............
(الأقنى: الذي يشبه القناة أو الرمح، المستقيم)
- الثغر المنوّر، والأسنان الناصعة، والشفتين السمراوين:
أمّا الثغر فيصف أمرؤ القيس الثغر فيقول:
بثغر كمثل الاقحوان منورّ .......... نقي الثنايا أشنب غير أثعل
(الاقحوان: نبات بريّ بتلاته بيض تشبه الأسنان وقلبه أصفر- منوّر :مزهر- أشنب: أبيض- أثعل: متراكب،بعضه فوق بعض)
ومن هنا نجد أنّ الأسنان كانت ذات لون نقيّ برّاق منوّر . أمّا اللثة فمن قول طرفة نستدلّ أنّها شديدة الحمرة كالرمل الخالص، ولا يستحسن أن تكون متضخّمة:
وتبسم عن ألمى كأنّ منوّرا ............ تخلّل حرّ الرمل دعص له ندي
( ألمى : فم ذو شفتين سمراوان- تخلل حر الرمل : أسنانها نابتة في لثة حمراء صافية- الدعص : الجانب المكور من الرمل )
أمّا الشفاه فقد وصفت باللعس (الميل إلى السمرة) وسميت ( لمياء ) .
- العنق الطويل الأبيض:
وبالنزول إلى العنق والنحر عند العربيّة في الجاهليّة فتجد أنّه ينطبق عليهما ما ينطبق على الوجه من حيث اللون . أمّأ من حيث الطول فكان يفضل أن تكون العنق طويلة.
- اليد غير الموشومة:
وقد اختلف الشعراء في جمال اليد وبما أنّ الوشم كان الصفة أنذاك فقد وجد بعض الشعراء أنّ اليد الخالصة من الوشم أجمل،
كعبيد بن الابرص :
وإنّها كمهاة الجوّ ناعمة ............ تدني النصيف بكفّ غير موشومة
(المها: بقرة الوحش- النصيف:الغطاء)
هذه كانت الصفات التي وجدت في شعر الغزل عند الجاهليين والتي أحبّها الرجل في المرأة في ذلك العصر . وبالعودة إلى الصفات المذكورة سابقا والتي أعلن الشاعر الجاهليّ أنّه يحبها في المرأة فإننا نجد أنّها صفات لا تزال محبوبة حتّى يومنا هذا، مع اختلاف فيما يتعلّق بضخامة المرأة .
وفي الختام:
هذه الصفات التي أحبها الرجل الجاهلي في المرأة إنما هي صفات كانت موجودة في المرأة المعاصرة له ، وتماما كما يحب الرجل الافريقي المرأة الافريقية ، والرجل الصيني المرأة الصينية بالفطرة كذلك الرجل الجاهلي أحب المرأة المعاصرة له أي المرأة الجاهلية .
المرأة من خلال الغزل في الشعر الجاهلي
أ.سحر عبد القادر اللبّان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى