عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
وقفت حائرة لا أعرف ماذا أفعل وأنا أراها على سرير أبيض والأطباء حولها
آلات كثيرة موصولة بجسدها النحيل بواسطة أسلاك ممدودة ومتوزعة في أنحاء جسمها المنهك.
وقفت في طرف الغرفة أراقب آلة تخطيط القلب وهي تتحرك
وشفتاي تتمتمان بآيات من القرآن
الاااا أنت يا أمي، ليتني كنت الممددة على هذا السرير ولست أنت
أرجوكم أنقذوها، لا تجعلوا هذا القلب المملوء حبا يتوقّف
لا لا ، بل أرجوك ياربي
ساعدها، أعدها الينا...لا يمكنني العودة دونها، أتيت معها في سيارة الإسعاف في هذا الليل البهيم
ولن أعود إلا معها..أرجوك يا الله، أعطها الصحة ،أعدها الينا
سالت عبراتي فانتبه إلي طبيب من بين الأطباء الكثر الذين يحاولون إسعافها
رطن بالانكليزية بعض الكلمات مع ممرضة كانت بجانبه
انتبهت إلي وأشارت لي أن اخرجي
هززت رأسي رافضة، وتركت سراح دموعي فسالت أنهارا
أرجوكم ، تمتمت بالانكليزية ، دعوني معها، لا أريد أن أخرج وأتركها معكم لوحدها
يكفيها الشعور الذي يساورها الآن وهي لا تدري ماذا سيحل بها
أنا ابنتها...أرجوكم
اختلست نظرة إلى أمي...فوجدتها من بين الأسلاك والآلات تتمتم
وأدركت أنها تقرأ القرآن. عرفت أنها لن تكون لوحدها
فخرجت، لم أستطع الجلوس في غرفة الانتظار، ولم تستطع الممرضة إرغامي على ذلك،
جل ما استطاعت أن تفعله هو أن تجعلني أقف خارج الغرفة.
مرت الساعات وهم معها والباب موصد دوني...ساعات خلتها سنوات
ثم خرج الطبيب الذي لمحني...ابتسم لي ابتسامة مشجعة وفيها من الاعتذار الكثير
قال إنه أصر على إخراجي لأن أمي كانت تحت خطر شديد، ولم يرد لي أن أرى ما كان متوقعا لها أن يحدث
ولكنها الآن ولله الحمد صارت أفضل
كنت أتمنى حينها لو أستطيع أن أسجد سجدة شكر لله
وتطييبا لخاطري تركوني أبيت معها في الغرفة مع أنه يخالف قوانين المستشفيات هناك
سأعود معك يا أمي كما أتينا، الحمد لله لن أعود وحدي
بعد الفجر استيقظت أمي عندما شعرت بشفتي تلثم قدميها
ضمتني إلى صدرها فأجهشت بالبكاء.
لحظات عصيبة لن أنساها
أ.سحر عبد القادر اللبان
آلات كثيرة موصولة بجسدها النحيل بواسطة أسلاك ممدودة ومتوزعة في أنحاء جسمها المنهك.
وقفت في طرف الغرفة أراقب آلة تخطيط القلب وهي تتحرك
وشفتاي تتمتمان بآيات من القرآن
الاااا أنت يا أمي، ليتني كنت الممددة على هذا السرير ولست أنت
أرجوكم أنقذوها، لا تجعلوا هذا القلب المملوء حبا يتوقّف
لا لا ، بل أرجوك ياربي
ساعدها، أعدها الينا...لا يمكنني العودة دونها، أتيت معها في سيارة الإسعاف في هذا الليل البهيم
ولن أعود إلا معها..أرجوك يا الله، أعطها الصحة ،أعدها الينا
سالت عبراتي فانتبه إلي طبيب من بين الأطباء الكثر الذين يحاولون إسعافها
رطن بالانكليزية بعض الكلمات مع ممرضة كانت بجانبه
انتبهت إلي وأشارت لي أن اخرجي
هززت رأسي رافضة، وتركت سراح دموعي فسالت أنهارا
أرجوكم ، تمتمت بالانكليزية ، دعوني معها، لا أريد أن أخرج وأتركها معكم لوحدها
يكفيها الشعور الذي يساورها الآن وهي لا تدري ماذا سيحل بها
أنا ابنتها...أرجوكم
اختلست نظرة إلى أمي...فوجدتها من بين الأسلاك والآلات تتمتم
وأدركت أنها تقرأ القرآن. عرفت أنها لن تكون لوحدها
فخرجت، لم أستطع الجلوس في غرفة الانتظار، ولم تستطع الممرضة إرغامي على ذلك،
جل ما استطاعت أن تفعله هو أن تجعلني أقف خارج الغرفة.
مرت الساعات وهم معها والباب موصد دوني...ساعات خلتها سنوات
ثم خرج الطبيب الذي لمحني...ابتسم لي ابتسامة مشجعة وفيها من الاعتذار الكثير
قال إنه أصر على إخراجي لأن أمي كانت تحت خطر شديد، ولم يرد لي أن أرى ما كان متوقعا لها أن يحدث
ولكنها الآن ولله الحمد صارت أفضل
كنت أتمنى حينها لو أستطيع أن أسجد سجدة شكر لله
وتطييبا لخاطري تركوني أبيت معها في الغرفة مع أنه يخالف قوانين المستشفيات هناك
سأعود معك يا أمي كما أتينا، الحمد لله لن أعود وحدي
بعد الفجر استيقظت أمي عندما شعرت بشفتي تلثم قدميها
ضمتني إلى صدرها فأجهشت بالبكاء.
لحظات عصيبة لن أنساها
أ.سحر عبد القادر اللبان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى