عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
خرجت من العمل لتوي
كم أنا مشتاقة إلى بيتي الدافئ وإلى فنجان من القهوة
أشربه وأنا أتابع حوارات أخوتي الأحبة
أسرعت الخطى ونفسي تمنيني بليلة هادئة دافئة بعد نهار قاس مع طالباتي الأعجميات
وصلت الى باب البيت وأنا أحمد الله أن الوقت مازال باكرا
وهذا يعني اني سأقضي سهرة أطول قبل أن يداهمني النعاس الذي أصبحت أكرهه
ولا أستسلم له الا بعد حرب ضروس بيني وبين جنوده المدججين بأسلحة فتاكة حديثة.
قرعت الباب وأنا أتخيل أخوتي وأخواتي وحنيني يسبقني اليهم
مالهذا الباب لا يفتح...
قرعته ثانية...لا بد أن المسؤول عن فتحه مشغول قليلا..والباب أغلق رغما عنه..
نعم...سيفتحه بعد قليل..فهذا حدث معي في الفترة الأخيرة...
أتمنى ألا يتأخر، فتعب العمل بدأ يلقي بثقله علي..
قرعته مرة تلو الأخرى..الباب كما هو...
لا يهم...دقائق وسيفتحه من جديد...علي أن أتعلم الصبر...رغم التعب ولكن
لا يمكنني النوم قبل لقاء أخوتي الأعزاء.
وقفت أمام الباب أرقب فتحه، أقرعه كل دقيقة ودقيقتين
وبدأ الظلام يزحف حاملا معه برد بريطانيا القاسي
وبدأ التعب يشتد علي
قدماي ماعادت تحملانني، ما العمل؟؟؟
لأجلس أمام الباب وأنتظر..
لابد أنه سيفتح في أي لحظة، وسأكمل ما تبقى من السهرة وأنعم بالدفء والأمان.
لاحت نظرة سريعة الى الشرفة التي تفتح مع البيت
هي أيضا مغلقة...ما لهذه الليلة الليلاء.
جلست على حافة الباب أقلب نظري في الأضواء المتلألئة من البيوت الكثيرة المنتشرة أمام بيتي الحبيب
والنوافذ المفتوحة التي ترحب بأي زائر يأتي
وهتف لي هاتف ان تعالي
انظري الى هذه البيوت الأشبه بالقصور
ستسعدين بها وقد تغنيك عن بيتك الصغير
انظري الى هذا البيت الضخم وانظري الى عدد ساكنيه
لا بد انه سيفتح لك ذراعيه، وهذا وذاك
لم تجلسين في الظلام وحيدة...ما عليك الا الاختيار..
لم التردد؟؟؟تعالي...قفي وامسحي عنك نظرة الحزن والكآبة التي غلفت عينيك
وابدليها ببسمة الأمل بلقاء أخوة جدد ستحبينهم حتما وستعتادين عليهم..
الهاتف اشتد اغراؤه مع اشتداد الظلام
وقفت لأجيب الهاتف وألبي دعوته
فالظلام لن يرحمني...والبرد أخافه...وبيتي والنافذة مغلقتان بوجهي..
ترددت في السير...
فعاد الهاتف لتشتد نبرته بعد ان شعر انه قد بدأ بتحقيق أولى علامات النصر
لماذا تترددين؟؟؟ أحزنا على بيت أغلق بابه دونك؟؟؟
أم على نافذة لم تراع وقفتك في البرد؟؟؟
في بيتك الجديد لن تجدي بابا موصدا أبدا
في بيتك الجديد ستجدين بدلا من النافذة نوافذ ونوافذ
ستسهرين وتتمتعين بأحلى سهرة في حياتك
هيا أسرعي.. هيااااااا
شعرت اني مسلوبة الارادة..الهاتف يشتد حدة...وبيتي بابه يشتد احكاما..والظلام غلف
المكان حولي..شعرت نفسي أتبعه دون ارادة ولكن...
ما ان ابتعدت قليلا عن بيتي حتى صرخت:
لا...لا... أنا أحب بيتي رغم ما تقول عنه أيها الهاتف...لن أبدله بقصورك المشعشعة
ولن أبدل نافذته الصغيرة بشرفك الفخمة
أنا أحب بيتي وأعرف أن ما حال دون فتحه الباب لي أمر خارج عن ارادته
ابعد عني...الظلام والبرد أهون علي من دفء قصورك المزعومة
بيني وبين بيتي عهد قديم متجدد دائما...لن أتخلى عنه أبدا ، فهو ملاذي في غربتي..
أمجنونة أنت...صرخ الهاتف بشكل يائس
ومحاولة أخيرة بعد هزيمة غير متوقعة أصابته
بيتك هذا سيتخلى عنك ذات يوم فاستبدليه اليوم قبل ان يستبدلك غدا
- ولو....ما كنت خائنة عمري.. هو بيتي الأول وسيكون الأخير
بعده الظلام والشارع أفضل لي من قصورك، فلا تحاول أرجوووك
واتركني وشأني...محاولاتك ستبوء بالفشل، وسأنتظر أن يفتح بيتي بابه من جديد، فهو
يحبني كما أحبه، ولن يلفظني أبدا..ابتعد وحاول مع غيري...ابتعد..
سمعته وقد خفت نبرته تدريجيا بخيبة ظاهرة حتى اختفت ...
حمدت الله في سري...وقمت من مكاني...
نظرت نظرة أخيرة الى باب البيت الموصد والى النافذة المظلمة
نظرة أودعتها حبي كله وشوقي وأملي باللقاء االقريب.
ومشيت...لأسلّم نفسي راضية مذعنة هذه المرة لجيوش النوم دون قتال.
ليلة باردة والباب موصد دوني
أ.سحر عبد القادر اللبان
كم أنا مشتاقة إلى بيتي الدافئ وإلى فنجان من القهوة
أشربه وأنا أتابع حوارات أخوتي الأحبة
أسرعت الخطى ونفسي تمنيني بليلة هادئة دافئة بعد نهار قاس مع طالباتي الأعجميات
وصلت الى باب البيت وأنا أحمد الله أن الوقت مازال باكرا
وهذا يعني اني سأقضي سهرة أطول قبل أن يداهمني النعاس الذي أصبحت أكرهه
ولا أستسلم له الا بعد حرب ضروس بيني وبين جنوده المدججين بأسلحة فتاكة حديثة.
قرعت الباب وأنا أتخيل أخوتي وأخواتي وحنيني يسبقني اليهم
مالهذا الباب لا يفتح...
قرعته ثانية...لا بد أن المسؤول عن فتحه مشغول قليلا..والباب أغلق رغما عنه..
نعم...سيفتحه بعد قليل..فهذا حدث معي في الفترة الأخيرة...
أتمنى ألا يتأخر، فتعب العمل بدأ يلقي بثقله علي..
قرعته مرة تلو الأخرى..الباب كما هو...
لا يهم...دقائق وسيفتحه من جديد...علي أن أتعلم الصبر...رغم التعب ولكن
لا يمكنني النوم قبل لقاء أخوتي الأعزاء.
وقفت أمام الباب أرقب فتحه، أقرعه كل دقيقة ودقيقتين
وبدأ الظلام يزحف حاملا معه برد بريطانيا القاسي
وبدأ التعب يشتد علي
قدماي ماعادت تحملانني، ما العمل؟؟؟
لأجلس أمام الباب وأنتظر..
لابد أنه سيفتح في أي لحظة، وسأكمل ما تبقى من السهرة وأنعم بالدفء والأمان.
لاحت نظرة سريعة الى الشرفة التي تفتح مع البيت
هي أيضا مغلقة...ما لهذه الليلة الليلاء.
جلست على حافة الباب أقلب نظري في الأضواء المتلألئة من البيوت الكثيرة المنتشرة أمام بيتي الحبيب
والنوافذ المفتوحة التي ترحب بأي زائر يأتي
وهتف لي هاتف ان تعالي
انظري الى هذه البيوت الأشبه بالقصور
ستسعدين بها وقد تغنيك عن بيتك الصغير
انظري الى هذا البيت الضخم وانظري الى عدد ساكنيه
لا بد انه سيفتح لك ذراعيه، وهذا وذاك
لم تجلسين في الظلام وحيدة...ما عليك الا الاختيار..
لم التردد؟؟؟تعالي...قفي وامسحي عنك نظرة الحزن والكآبة التي غلفت عينيك
وابدليها ببسمة الأمل بلقاء أخوة جدد ستحبينهم حتما وستعتادين عليهم..
الهاتف اشتد اغراؤه مع اشتداد الظلام
وقفت لأجيب الهاتف وألبي دعوته
فالظلام لن يرحمني...والبرد أخافه...وبيتي والنافذة مغلقتان بوجهي..
ترددت في السير...
فعاد الهاتف لتشتد نبرته بعد ان شعر انه قد بدأ بتحقيق أولى علامات النصر
لماذا تترددين؟؟؟ أحزنا على بيت أغلق بابه دونك؟؟؟
أم على نافذة لم تراع وقفتك في البرد؟؟؟
في بيتك الجديد لن تجدي بابا موصدا أبدا
في بيتك الجديد ستجدين بدلا من النافذة نوافذ ونوافذ
ستسهرين وتتمتعين بأحلى سهرة في حياتك
هيا أسرعي.. هيااااااا
شعرت اني مسلوبة الارادة..الهاتف يشتد حدة...وبيتي بابه يشتد احكاما..والظلام غلف
المكان حولي..شعرت نفسي أتبعه دون ارادة ولكن...
ما ان ابتعدت قليلا عن بيتي حتى صرخت:
لا...لا... أنا أحب بيتي رغم ما تقول عنه أيها الهاتف...لن أبدله بقصورك المشعشعة
ولن أبدل نافذته الصغيرة بشرفك الفخمة
أنا أحب بيتي وأعرف أن ما حال دون فتحه الباب لي أمر خارج عن ارادته
ابعد عني...الظلام والبرد أهون علي من دفء قصورك المزعومة
بيني وبين بيتي عهد قديم متجدد دائما...لن أتخلى عنه أبدا ، فهو ملاذي في غربتي..
أمجنونة أنت...صرخ الهاتف بشكل يائس
ومحاولة أخيرة بعد هزيمة غير متوقعة أصابته
بيتك هذا سيتخلى عنك ذات يوم فاستبدليه اليوم قبل ان يستبدلك غدا
- ولو....ما كنت خائنة عمري.. هو بيتي الأول وسيكون الأخير
بعده الظلام والشارع أفضل لي من قصورك، فلا تحاول أرجوووك
واتركني وشأني...محاولاتك ستبوء بالفشل، وسأنتظر أن يفتح بيتي بابه من جديد، فهو
يحبني كما أحبه، ولن يلفظني أبدا..ابتعد وحاول مع غيري...ابتعد..
سمعته وقد خفت نبرته تدريجيا بخيبة ظاهرة حتى اختفت ...
حمدت الله في سري...وقمت من مكاني...
نظرت نظرة أخيرة الى باب البيت الموصد والى النافذة المظلمة
نظرة أودعتها حبي كله وشوقي وأملي باللقاء االقريب.
ومشيت...لأسلّم نفسي راضية مذعنة هذه المرة لجيوش النوم دون قتال.
ليلة باردة والباب موصد دوني
أ.سحر عبد القادر اللبان
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى