عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
شاء الله أن تختلف العقول والفهوم، اختلافاً يثري الحياة وينميها لو أننا فهمنا هذا الاختلاف على أنه اختلاف تنوع، إذ كيف سيكون الحال لو أن كل البشر كانوا على شاكلة واحدة في فهم وقياس الأمور وتصور الأشياء؟ فأنت لا تكاد تجد قضية إلا ولها رأي مساند وآخر مخالف، فما المانع في ذلك إن كان في هذا نفع أو مصلحة عامة أو خاصة؟
وكذا الحال في فهم النصوص الشرعية، فطالما أن هناك نصوصاً غير قطعية الدلالة، وتحتمل أكثر من فهم، وكل فهم يستند إلى ما يعضده من أدلة، فمن الطبيعي أن توجد هناك اجتهادات تختلف باختلاف فهم النص، ولولا هذا ما وجدت المذاهب الفقهية. ولكن.. هل يعني الاختلاف في فهم النص أن تختلف القلوب وتتنافر؟! وأن يتخذ بعضنا بعضاً أعداءً، وأن ننقل ساحة المعركة إلى داخل الصف المسلم، ويكون بأسنا بيننا شديداً، ونغفل عن عدونا الحقيقي وعن المعركة الحقيقية معه؟!! فطالما أن الفهم منضبط بضوابط الاجتهاد الصحيح، فما الذي يمنع من وجود اجتهادات في فهم النص الواحد إن كان يحتمل ذلك؟
يقول الشيخ أحمد حسن الباقوري –مدير جامعة الأزهر آنذاك- :(( الواقع أن الإسلام لا يطلب التوحيد بين المذاهب، ولكنه يمقت أن يكون بين المذاهب خلاف يصل إلى حد العداوة، وما دامت المذاهب قد وجدت نتيجة أمرين: نصوص محتمِلة وعقول مختلفة، إذن فالتوحيد غير محتمل الوقوع بالمرة)).
وقال الشيخ علي الطنطاوي-يرحمه الله-: ((إن الاجتماع على العمل بالقول المرجوح أقل ضرراً من شق الصف وإيقاع الخلف بين المسلمين للعمل بالقول الراجح في المسائل الفرعية، التي لا تحل حراماً ولا تعطل واجباً، وليست من أصول الدين)).
ثم ألم يختلف الصحابة -رضي الله عنهم- في بعض القضايا، وهم من هم في الفقه والورع والعلم والدراية؟! ولكن هذا لم يخرجهم عن حد أدب الاختلاف، وبقوا إخوة متحابين..
عاشوا على الحب أفواهاً وأفئدةً باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
قال عمر بن عبد العزيز:((ما أحب أن أصحاب رسول الله –صلى الله عله وسلم- لم يختلفوا، لأنه لو كان قولاً واحداً كان الناس في ضيق، وإنهم أئمة يقتدى بهم، ولو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة)).
ولله دَرُّ الإمام الشافعي ما أفقهه وما أعقله، فقد رُوي عن يونس الصدفي أنه قال:((ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟)).
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وأذهب غيظ قلوبنا، وأجرنا من مضلات الفتن ما أحييتنا... آمين، والحمد لله رب العالمين.
فقه الائتلاف
لبنى شرف / الأردن
وكذا الحال في فهم النصوص الشرعية، فطالما أن هناك نصوصاً غير قطعية الدلالة، وتحتمل أكثر من فهم، وكل فهم يستند إلى ما يعضده من أدلة، فمن الطبيعي أن توجد هناك اجتهادات تختلف باختلاف فهم النص، ولولا هذا ما وجدت المذاهب الفقهية. ولكن.. هل يعني الاختلاف في فهم النص أن تختلف القلوب وتتنافر؟! وأن يتخذ بعضنا بعضاً أعداءً، وأن ننقل ساحة المعركة إلى داخل الصف المسلم، ويكون بأسنا بيننا شديداً، ونغفل عن عدونا الحقيقي وعن المعركة الحقيقية معه؟!! فطالما أن الفهم منضبط بضوابط الاجتهاد الصحيح، فما الذي يمنع من وجود اجتهادات في فهم النص الواحد إن كان يحتمل ذلك؟
يقول الشيخ أحمد حسن الباقوري –مدير جامعة الأزهر آنذاك- :(( الواقع أن الإسلام لا يطلب التوحيد بين المذاهب، ولكنه يمقت أن يكون بين المذاهب خلاف يصل إلى حد العداوة، وما دامت المذاهب قد وجدت نتيجة أمرين: نصوص محتمِلة وعقول مختلفة، إذن فالتوحيد غير محتمل الوقوع بالمرة)).
وقال الشيخ علي الطنطاوي-يرحمه الله-: ((إن الاجتماع على العمل بالقول المرجوح أقل ضرراً من شق الصف وإيقاع الخلف بين المسلمين للعمل بالقول الراجح في المسائل الفرعية، التي لا تحل حراماً ولا تعطل واجباً، وليست من أصول الدين)).
ثم ألم يختلف الصحابة -رضي الله عنهم- في بعض القضايا، وهم من هم في الفقه والورع والعلم والدراية؟! ولكن هذا لم يخرجهم عن حد أدب الاختلاف، وبقوا إخوة متحابين..
عاشوا على الحب أفواهاً وأفئدةً باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
قال عمر بن عبد العزيز:((ما أحب أن أصحاب رسول الله –صلى الله عله وسلم- لم يختلفوا، لأنه لو كان قولاً واحداً كان الناس في ضيق، وإنهم أئمة يقتدى بهم، ولو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة)).
ولله دَرُّ الإمام الشافعي ما أفقهه وما أعقله، فقد رُوي عن يونس الصدفي أنه قال:((ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟)).
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وأذهب غيظ قلوبنا، وأجرنا من مضلات الفتن ما أحييتنا... آمين، والحمد لله رب العالمين.
فقه الائتلاف
لبنى شرف / الأردن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى