لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
بنت عائشه
بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

" مستقبل العلاقات الإسلامية الأمريكية في ظل الرئاسة الجديدة " Empty " مستقبل العلاقات الإسلامية الأمريكية في ظل الرئاسة الجديدة " {الأربعاء 28 سبتمبر - 19:11}

د. سعد العتيبي: " هذا الرجل سيرته الذاتية ومواقفه لا تبشر بالاعتدال الذي يأمل فيه الكثير من العرب والمسلمين "
د اللويحق: " سيبقى القلق الأمريكي وشماعة الإرهاب حاضرة ما دامت الملفات الساخنة في العالم الإسلامي مفتوحة "

مرفت عبدالجبار – جدة

عبّر كثير من مفكري الأمة الإسلامية عن توقعاتهم وآمالهم في العلاقات الأمريكية الإسلامية في ظل الرئاسة الأمريكية الجديدة لباراك أوباما، وذلك عبر الصحف ومواقع الإنترنت واللقاءات التلفزيونية، آخذين بعين الاعتبار العلاقات القديمة التي ربطتهما في عهد من تعاقبوا على الرئاسة الأمريكية، حيث أجمع الأغلب أنه لم يكن هناك جديد يذكر على صعيد العلاقات مع الشرق الأوسط، وعلى صفحتنا هذه نناقش التغيير الذي نادى به أوباما، هل سينعكس فعلياً على العلاقات تجاه الشرق الأوسط؟ وبخاصة أنه وعد بسحب الجيش الأمريكي من العراق والنظر في القضية الفلسطينية.
بداية مع د.سعد العتيبي، عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث أجاب قائلاً:
إذا ما نُظر إلى الشعار الذي صوت له الناس ممن رشحوا أوباما من الناخبين الأمريكيين، سنجد أنه شعار: التغيير؛ وهذا يعني أن الناس قد ملّت حياتها في الولايات المتحدة، وأنهم سئموا قيادة المحافظين الجدد لهم، تلك القيادة التي استمرت قرابة عقد من الزمن، ولا سيما بعد إفرازاتها النتنة، في داخل الولايات المتحدة وخارجها بدءاً بالحروب، وانتهاء بالمعضلة الاقتصادية؛ ولهذا وجدنا اتجاهاً عالمياً يتمنى سقوط ماكين بوصفه امتداداً للمحافظين الجدد، ويود فوز أوباما نكاية بهم، وظناً منه أنه لن يكون - مهما كان - أكثر سوءا من ولايتي بوش ونائبه – وإن شئتم أستاذه - ديك تشيني.
ولكن هذه المشاعر إن عبرت عن رفض الأمريكيين في الولايات المتحدة جميعها لواقع طالما نادى به المتأمركون في عالمنا العربي والإسلامي؛ فإنَّ توقع حقيقة التغيير، واستشراف مستقبل السياسة الأمريكية فيما يتعلق بقضايانا في الشرق الأوسط فلسطين والعراق أو غيرهما، لا يمكن الركون فيه إلى تلك المشاعر، وإنما ينبغي أن يستشرف من خلال آلية نظام الحكم الأمريكي، وحقيقة الشخصيات التي تديره، ومواقفها السياسية المسبقة من قضايانا، وأقدمها وأعقدها قضية فلسطين المحتلة.
وإذا ما عدنا إلى صلاحيات الرئيس الأمريكي في الشأن الخارجي - الذي يهم العالم الإسلامي - فإنها بمقتضى المادة الثانية من الدستور الأمريكي تتمثل في: رسم السياسة الخارجية والإشراف على تنفيذها، فهو المسؤول الأول عن تنظيم العلائق الخارجية كإجراء المفاوضات، وعقد الاتفاقيات والمعاهدات، والاعتراف بالدول، وتعيين الدبلوماسيين، لكن النظام السياسي الأمريكي يجعل من رئيس الدولة رئيسا فعليا للسلطة التنفيذية بخلاف أنظمة الحكم البرلمانية؛ ولذلك لا بد أن يعتمد على وجود جهاز تنفيذي، وهذا الجهاز هو الذي يقوم بوظيفة مؤثرة جداً في قيادة الدولة، ومن خلالها يتحول النظام المؤسسي الأمريكي إلى نظام تديره نخبة من الشخصيات التي غالباً ما تكون ذات تأثير بالغ في توجيه الدولة، ويتحول فيها الرئيس إلى ما يشبه الرمز، بينما تتحول بقية المؤسسات التقنينية إلى ميدان للشد والجذب في إطار يتحكم في مساره في الغالب الجهاز التنفيذي للرئيس، وبمعنى آخر: فإن الولايات المتحدة وإن كانت دولة مؤسسات في الظاهر إلا أنها تدار في حقيقة الأمر من خلال الشخصيات ذات النفوذ في الجهاز التنفيذي للرئيس، فحكومتها الحقيقية حكومة خفية...
كما أن الرئيس الأمريكي هنا مرشح حزب؛ وهذا يعني أن تصرفاته يجب ألاّ تخرج عن سياسة الحزب؛ فأوباما مرشح الحزب الديمقراطي، وليس مرشحاً مستقلاً.
ومن هنا فإن من المهم جداً أن لا نقرأ مستقبل السياسة الأمريكية من خلال شخصية الرئيس مهما كانت معتدلة الطبع، فإن اعتدالها يتحول في أحسن حالاته إلى طريقة التعامل لا إلى حقيقة السياسة، وبمعنى آخر: قد يكون أكثر دبلوماسية.
وبناء على ما سبق فإن استشراف مستقبل العلاقة الأمريكية الإسلامية يعتمد في قراءة الموقف الأمريكي في رئاسة أوباما قراءة عامة، على فهم قضيتين:
الأولى: الشخصيات المتنفّذة في الجهاز التنفيذي لأوباما بصفته رئيساً.
والثانية: موقف الحزب الديمقراطي من القضايا التي يراد استشراف مستقبل سياسة أوباما فيها.
وإذا ما أردنا النظر في القضية الأولى من خلال ما أمكن الوقوف عليه من معلومات معلنة، فسنجد ما يلي:
في وقت الحملة الانتخابية كان من مستشاريه: ديفيد آرون DAVID AARON، وهو من المشاركين في دراسات مؤسسة راند! ومن ذلك الكتاب الأخير: " الجهاد بعباراتهم أو بأصواتهم " (IN THEIR OWN WORDS Voices of jihad)، الذي تحدث فيه عن نقولات منسوبة لعدد من علماء الإسلام ودعاته من السابقين واللاحقين، ومنهم المجددان: أبو العباس ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب والشيخ حسن البنا وغيرهم. وليس المجال الآن للحديث عن هذا الكتاب الذي يضم عشرة فصول فيما يزيد على ثلاثمائة صفحة.
وإثر فوز أوباما في الانتخابات – وذكر أن ذلك قبل فوزه بساعتين!- اختار رام إسرائيل إيمانويل لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وهو يشبه منصب رئيس الوزراء، بل إن من المحللين والمراقبين من يرون أنه أقوى تأثيراً من منصب نائب الرئيس! فهو ذو رأي مؤثر جداً في اختيار موظفي البيت الأبيض والوزارات المختلفة، بما في ذلك وزارة الخارجية، والمستشارين الخارجيين، يقول الباحث في الشؤون الأمريكية د.باسم خفاجي: " إن من سيشغل هذا المنصب سيكون له تأثير فعلي في الإدارة الأمريكية القادمة، فهو من يشرف على جميع الأعمال والموظفين في البيت الأبيض، وهو من يحدد جدول الرئيس الأمريكي، وهو من يقرر من يقابل الرئيس، ومتى يقابله، وهو مسؤول عن إدارة المعلومات التي تصل للرئيس، أو تعرض عليه، وهو أيضاً حلقة الوصل بين الرئيس وبين الكونجرس الأمريكي، وغير ذلك من المهام الحساسة والمؤثرة، ويشار إليه عادة أنه أقرب منصب شبيه بمنصب رئاسة الوزراء في الدول التي تتبع ذلك النظام ".
وتابع " العتيبي ": ورام إيمانويل: يهودي متدين، ولد لأم تحمل جنسية الكيان الصهيوني... بل إنه قد خدم كمتطوع مدني في (جيش الدفاع الإسرائيلي) عام 1991م، وأمضى في شبابه الكثير من عطلات الصيف في الكيان الصهيوني ليتعرف عليه عن قرب، وليجمع تاريخ الأسرة في مواجهة العرب في فلسطين، كما تذكر صحيفة نيويورك تايمز في مقال مطول عنه نشر في عام 1997م، أي منذ أكثر من 11 عاماً، وتنبأ المقال كذلك، أن هذا الرجل سيكون له مستقبل واعد في الحياة الأمريكية السياسية!
ويذكر أن من المهام التي اعتبرها تتويجاً لعمله في البيت الأبيض في مدة رئاسة كلينتون لارتباطها بالكيان الصهيوني، أنه كان المشرف العام على جميع ترتيبات الحفل الذي عقد في البيت الأبيض في عام 1993م لتوقيع اتفاقية أوسلو، وبقي عضواً في مجلس النواب منذ عام 2003م حتى توليه منصب كبير موظفي البيت الأبيض في الإدارة القادمة. وهو الوحيد بين الديمقراطيين من ولاية إلينوي الذي صوت لصالح الحرب على العراق، وخالف بذلك إجماع الفريق الديمقراطي للولاية في هذا القرار المهم. ومما جاء في ترجمته أنه معروف بعلاقة قوية باللوبي الصهيوني الأمريكي "إيباك"، وأنه هو من قام بنفسه بتعريف باراك أوباما بقيادات هذا اللوبي خلال الحملة الانتخابية. وعرف بأنه يلوم العرب على أنهم لا يحاربون استخدام الفلسطينيين للمقاومة، وأنه معروف بحدة طباعه، وجرأته في الحديث والتعبير عن آرائه، وقد أصدر مؤخراً كتاباً هاماً بعنوان " الخطة: أفكار كبرى للولايات المتحدة الأمريكية"، وساهم بقوة في عودة التيار الديمقراطي إلى الفوز بالأغلبية في مقاعد مجلسي النواب والشيوخ، وكان يعد الشخصية الرابعة في الترتيب القيادي للكونجرس الأمريكي الديمقراطي حتى اختياره للمنصب الجديد.
وأما تاريخ عائلته وعلاقتها بالصهاينة، وعلاقة والده بمنظمة صهيونية متطرفة وفق التصنيف البريطاني فيطول الحديث بذكره.
ولهذا قال د.باسم خفاجي: " إن سيرته الذاتية، ومواقفه العامة لا تبشر بالاعتدال الذي يأمل فيه الكثير من العرب والمسلمين في الإدارة القادمة عند التعامل مع ملف الصراع حول فلسطين. التأثير الذي سيمارسه رام إيمانويل سيظهر سريعاً على المواقف السياسية الأمريكية من هذا الملف، ما لم يختر باراك أوباما شخصية قوية مقابلة لرام في منصب وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما سيعرف في القريب ".
وأما إذا ما أردنا النظر في القضية الثانية وهي موقف الحزب فربما كانت الصورة فيها أوضح، بسبب ماضي الحزب، ويكفي في هذا التذكير بماضي الحزب الديمقراطي بشأن فلسطين والعراق مثلاً، فسنجد أنه كان أقلّ حماسة من المحافظين الجدد، لكنه لا ينفك عن التزامات الولايات المتحدة تجاه الكيان الصهيوني التي بدأت واضحة، وكانت صريحة منذ لحظة الاعتراف به بُعَيد إعلان الكيان بمقدار وصول صوت الأثير من فلسطين المحتلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فقط! حتى لا يتم الاعتراف قبل الإعلان كناحية شكلية!
أليس الحزب الديمقراطي هو الذي كانت حكومته تحتج على أعمال المقاومة وتصمت عن أعمال الصهاينة، وتشدد الحصار على العراق حتى مات بسبب حصارها مئات الآلاف من أطفال العراق... وهل نسينا مَن ضرب مصنع الشفاء للأدوية في السودان رداً على ضرب سفارتي بلاده في نيروبي ودار السلام؟!
لعل في هذه الإشارات ما يكفي لتذكر ذلك الماضي.

وأضاف د.جميل اللويحق عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بذات النقطة: من المعلوم أن الخطوط العامة في السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير القادة السياسيين، سواء كانوا من الديمقراطيين وهم الأكثر هدوءاً في العادة أو من الجمهوريين, وأن لها أجندة شبه معلنة وخصوصاً فيما يخص المنطقة والحالة الإسلامية عموماً, وعطفاً على هذه المسلمة المعروفة فلا أظن أن من المنطق والحكمة في شيء التعويل على ظنون أو إشارات تغيير تصدر من هنا وهناك.
ومع ذلك فالمتوقع أن يحدث بعض التغيير البطيء في جانب السياسات التي تحقق تلك الخطوط العامة، فربما تأخر قليلاً مبدأ استخدام القوة العسكرية المباشرة في المرحلة الحالية عطفاً على الإرث المزعج الذي خلفته الإدارة السابقة وعلى بروز المشكلة المالية، ولن تجد الإدارة الحالية حرجاً في ذلك باعتبار أن التغيير السياسي الجديد سيكون غطاءً مناسباً لمثل هذا الترتيب.
وشخصياً أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد انحساراً في التجاوز الأمريكي على العالم لضخامة الأعباء الداخلية بالدرجة الأولى، ولكون العالم اليوم يشهد نفرة هائلة من العم الأمريكي بسبب حماقاته السابقة, وفي الوقت نفسه سيبقى القلق الأمريكي وشماعة الإرهاب حاضرة في التعاطي مع الحالة الإسلامية ما دامت الملفات الساخنة في العالم الإسلامي لا تزال مفتوحة, وردود الأفعال المتعلقة بها واردة وفي مقدمتها الملف الفلسطيني الذي لم تتأخر الإدارة الجديدة في الإعلان عن رؤيتها له من خلال إعلانها الانحياز التام للطرف الإسرائيلي المظلوم والذي تمثل حمايته سياسةً أمريكيةً دائمةً يورثها السابق للاحق، وإعلان ذلك كان دائماً أحد أعمدة الحملة الانتخابية لكلا المرشحين, والذي كان مصداقه العاجل تعيين كبير موظفي البيت الأبيض من رؤوس الإسرائيليين في واشنطن. وينضاف إلى ذلك الملف العراقي، والأفغاني.

" إسلامية والد أوباما لا تكفي "

د. اللويحق: " لا أعتقد أن الرجل يتوافر على شيء من خصوصية القرب للمسلمين "
د. العتيبي " تفاؤل المسلمين لتغيير أوباما فيما يخدمهم تفاؤل في غير محله، وعليهم تغيير أنفسهم ليغير الله عليهم "

وعن ما يؤمله العالم الإسلامي من داخل أمريكا وخارجها بتغير الرئاسة، ولاسيما أن البعض بدا متفائلاً بأوباما كرئيس لأب مسلم قال د.اللويحق:

ما يبديه البعض من تفاؤل بسبب كون أوباما من أب مسلم فهو ما أخشى أن يحدث عكسه، إذ ربما اجتهد الرجل في نفي هذا الهاجس عنه أمام أنصاره واللوبي الصهيوني برد فعل مبالغ فيه, وهي حالة نفسية معروفة.
ولا أعتقد أن الرجل يتوافر على شيء من خصوصية القرب للمسلمين، ولو كان لديه شيء من ذلك لما تُرك إلى أن يصل إلى الرئاسة الأمريكية.

وأضاف د.العتيبي: ربما كان المجيء بأوباما نوعاً من (فرمتة) سمعة الولايات المتحدة في العالم، ومحاولة لاستعادة بعض مفقوداتها الخطيرة في عهد المحافظين الجدد؛ بعد الشعور بانتهاء عصر القطب الواحد.
وعلى كل حال، فإن التغيير في داخل الولايات المتحدة، وهو ما يتوقع من الولاية الجديدة أكثر، لا يعني اختلاف التعامل مع الدول الإسلامية، اللهم إلا ما يشعر الأمريكيون أن ضرره عليهم بات أمراً لا يمكن تحمله، ولا سيما في ظل أزمتهم المالية، وفي ظل ما يظهر من براءة الديمقراطيين من عبثية المحافظين الجدد، فلِمَ يتحملون أعباء على دولتهم يمكنهم التنصل منها؟
ومن هنا فإن انتظار المسلمين لتغيير أوباما فيما يخدمهم ربما كان تفاؤلاً في غير محله، وما يمكن الجزم به أن الديمقراطيين أكثر تفهماً للغة التخاطب معهم إذا ما كانت لغة أمة واسعة الانتشار، أو دولاً تتحدث بلغة الاستقلال والحمية للسيادة. وعليه فإن على المسلمين انتظار التغيير الذي يعيد لهم مكانتهم في حال واحدة هي تغيير ما بأنفسهم ومجتمعاتهم مما فيها من الوهن والضعف والابتعاد عن دينهم، ومن الثقة في من لا يوثق بهم من المؤثرين في الرأي العام ممن يشعرون الأمة بالذلة والهوان ووجوب التبعية: {... إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...}(الرعد:11)، وأن يتحدثوا باسم الأمة وفق ما تؤمن به الأمة ليشعر الآخرون بثقلهم والتفاف حكامهم وشعوبهم، ووحدة أمتهم، وإلا فسيبقون كالأيتام على موائد اللئام، كما يقال.

" أمريكا والملف الإيراني"

د. خالد الغيث: "الخلاف بين إيران وأمريكا خلاف تكتيكي وليس خلافاً إستراتيجياً"
د. اللويحق: " تجربة أمريكا القريبة في العراق لا تدعو إلى التكرار"

هل ستستمر المخاوف الأمريكية من السلاح النووي الإيراني وبالتالي الضغط وربما فرض العقوبات أو الحرب؟ وما مدى تأثيرها على العالم الإسلامي إن حدثت؟ أم أن المسألة لا تعدو كونها مسرحية؟!
قال د.خالد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى:
إذا تحدثنا عن الملف الإيراني، فنلاحظ أن الغرب قد أقدم في عام 1979م على التخلي عن الشاه رضا بهلوي، وقام باستنساخ حالة الدولة الصفوية التي ظهرت في إيران في القرن 16م، وكان لها دور واضح في التعاون مع أوروبا لإسقاط الدولة العثمانية السنية، إلى حد أن الزعيم الصفوي الشاه إسماعيل كان يقول عن العثمانيين: (إن نعال واحد من النصارى أحب عندي من كبار الدولة العثمانية!).
وقد كان للغرب ما أراد، حيث صرح علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس الإيراني السابق، في 8 فبراير 2002م، في خطبته بجامعة طهران، بقوله: (إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، ولولا مساعدة القوات الإيرانية في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني! وتابع قائلاً: "يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان).
كما صرح محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية سابقاً، في الإمارات العربية المتحدة في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في (15/1/2004م) بقوله: (إنّ بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق، وأنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة)!
لا شك أن تصريحات الساسة الإيرانيين تغني عن أي تعليق.
وتفسير ما سبق هو أن الخلاف بين إيران وأمريكا خلاف تكتيكي وليس خلافاً إستراتيجياً، وهو ما أشار إليه المفكر الشيعي محمد حسين فضل الله بقوله: (إن الخطوط السياسية في إيران لا تمنع من علاقات مع أمريكا، ولكن مسألة التجاذب والجدية بين أمريكا وإيران هي مسألة الشروط، إذ تعمل إيران على أن تحافظ على موقعها وعنفوانها واستقلالها، بينما تريد أمريكا إخضاع إيران على الطريقة التي تخضع بها الدول الأخرى. وأعتقد أن القضية لا بد أن تصل إلى نقطة التوازن؛ لأن أمريكا وحسب رصدي للطريقة الأمريكية السياسية، التي تدير بها أمريكا المواجهة ضد إيران، أي طريقة العصا والجزرة، توحي أن أمريكا تفكر ولو في المستقبل البعيد في أن تحرك مصالحها الاقتصادية والسياسية في الساحة الإيرانية. ومن الممكن جداً أن تقدم بعض التنازلات في مقابل ما تقدمه إيران من تنازلات على الطريقة الواقعية التي تقول: لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم)!

ورأى د.العتيبي أن الديمقراطيين يميلون عادة إلى الدبلوماسية أكثر من ميلهم إلى الحرب.
وقال د.اللويحق بخصوص الشأن الإيراني: يغلب على الظن أن الإدارة الحالية ستنهج حلولاً لمشكلاتها معه لا تستحضر فيها القوة العسكرية، فالمخاطر المترتبة على ذلك كبيرة جداً، والتجربة القريبة في العراق لا تدعو إلى التكرار.

" أمريكا وتوأمها اليهودي"

د. الغيث: " ثمثل قضايا اليهود للأمريكان قضية ولاء وبراء، يعادون من أجلها العالم كله"
_ ما سر خطبة ودّ اليهود في كثير من القرارات الأمريكية ومنها تعيين أوباما لـ رام إيمانويل، وهو يهودي متعصب كأكبر العاملين في البيت الأبيض، وهل في هذا مؤشر على السير على خطى بوش ومن سبقه، ولا سيما فيما يتعلق بقضايانا؟
يرى د.العتيبي أن هذه قضية دينية تاريخية تعمل لتحقيق التنبؤات، فاليهود وإن حذر منهم الزعيم الأمريكي بنيامين فرانكلن منذ أمد بعيد، بعد أن توقع سيطرتهم على البلاد وهيمنتهم على النصارى، إلا أنهم كانوا يسيرون بطريقة هادئة وفاعلة، وساندهم في ذلك البروتستانت الصهاينة الذين أسسوا جامعة هارفارد، وكانت أول رسالة عالمية عالية (دكتوراه) تدعو لأن تكون اللغة العبرية هي اللغة الأم! بسبب تقاطع المعتقدات في انتظار حرب هرمجدون.

وأضاف د.الغيث قائلاً: يعد الفكر السياسي الأمريكي نتاج ثقافة توراتية صارمة، تعود للقرن 16م، لكونه ولد من رحم حركة الإصلاح الديني في أوروبا، تلك الحركة التي تزامن ظهورها مع اكتشاف القارة الأمريكية. ولعل إطلالة سريعة على الحراك الثقافي والسياسي للبروتستانت منذ هجرتهم من أوروبا إلى أمريكا وحتى وقتنا الحاضر تكشف الغموض المصطنع للسياسة الأمريكية.
ففي أمريكا تمكن المهاجرون البروتستانت من التعبير عن ثقافتهم الدينية التوراتية بكل حرية، ومن ذلك أنهم شبهوا خروجهم من أوروبا إلى أمريكا، بخروج اليهود أيام موسى عليه السلام من مصر إلى فلسطين، حيث نظروا إلى أمريكا على أنها (بلاد كنعان الجديدة) أي فلسطين، ونظروا أيضاً إلى الهنود الحمر وهم سكان أمريكا الأصليين – على أنهم الكنعانيون العرب، وهم سكان فلسطين الأصليون، ولما كانت التوراة المحرفة تذكر أن اليهود قد أقاموا المجازر للكنعانيين فقد فعل المهاجرون الشيء نفسه بالهنود الحمر.
كذلك فقد كان المهاجرون البروتستانت الأوائل يؤدون صلواتهم باللغة العبرية، ويطلقون على أبنائهم وبناتهم أسماء أنبياء وأبناء وبنات بني إسرائيل الوارد ذكرهم في التوراة، كما قاموا بفرض تعليم اللغة العبرية في مدارسهم.
وعندما أسسوا جامعة (هارفارد) عام 1636م كانت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدراسة في الجامعة، وفي عام 1642م نوقشت أول رسالة دكتوراه في جامعة (هارفارد) وكان عنوانها (اللغة العبرية هي اللغة الأم).
وفي عام 1776م اقترحت اللجنة المشكلة لتصميم شعار أمريكا أن يكون الشعار مستوحى من التوراة.
ومع تزايد الاهتمام باليهود قامت أمريكا في عام 1844م بفتح أول قنصلية لها في القدس، وهناك بدأت تقارير القنصل الأمريكي تتوالى على رؤسائه، وقد كانت تتمحور حول ضرورة التعجيل في جعل فلسطين وطناً لليهود.
يقول القس الأمريكي (جورج أوتيس): (نحن نؤمن بأرض إسرائيل، كما نؤمن بأن كل الأرض المقدسة هي ميراث الشعب اليهودي غير القابل للنقل أو التصرف، وهو الوعد الذي أعطي إلى إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ولم يلغ قط، كما أن إنشاء إسرائيل الحديثة هو إيفاء لا ينازع للنبوءة التوراتية، ورؤى النذير بمقدم المسيح، إننا نعتقد أن اليهود في أي مكان ما زالوا هم شعب الله المختار، وأن الله يبارك من يباركهم).
وعن قيام الدولة اليهودية يقول الرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق (جيمي كارتر): (إن إنشاء دولة إسرائيل، هي إنجاز النبوءة التوراتية وجوهره)، وقال أيضاً مخاطباً اليهود حين زار فلسطين في عام 1979م: (إننا نتقاسم معكم تراث التوراة).
أما الرئيس الأمريكي السابق (ريغان) فقد كان مشغوفاً بتسريع خطوات العد التنازلي للألفية السعيدة، حيث قال: (إن إسرائيل هي الديمقراطية الثابتة الوحيدة التي يمكن أن نعتمد عليها كموقع لحدوث (هرمجدو). وقال أيضاً: (إن جميع النبوءات التي يجب أن تتحقق قبل هرمجدو قد مرت).
إن أمريكا تنظر إلى الدولة اليهودية نظرة دينية، فهي بالنسبة لها ضرورة عقدية لعودة المسيح عليه السلام، كما تزعم نبوءة الألفية السعيدة، وهي بالنسبة لهم أيضاً قضية ولاء وبراء، يعادون من أجلها العالم كله؛ لذا فإن من ينظر إلى القضية بغير المنظار العقدي، فإنه يظلم نفسه ويضيع وقته بلا طائل، وتأملوا معي كلام (بريجنسكي) مستشار الرئيس (كارتر) للأمن القومي حيث قال: (إن على العرب أن يفهموا أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تكون متوازنة مع العلاقات العربية؛ لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية علاقات حميمة، مبنية على التراث التاريخي والروحي، بينما العلاقات الأمريكية العربية لا تحتوي أياً من هذه العوامل).
مما سبق يتضح أن السياسة الأمريكية بالنسبة للقضية الفلسطينية تتسم بالثبات والوضوح، سواءً من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي.
" أمنية "

وختم د.اللويحق الحديث قائلاً:
الذي أتمناه من القيادات المؤثرة في العالم الإسلامي وخصوصاً السياسية منها أن تسعى إلى تحقيق مرحلة الاستعصاء على النفوذ الأمريكي الطاغي، وأن تبدأ في مشروعات علمية واقتصادية وغيرها تقوم على رؤيتها المستقلة وعلى الثقة في شعوبها وتوظيف طاقاتها الهائلة لتضمن حياةً كريمةً في عالم الغد الذي لا يعرف إلا الأقوياء، وأعتقد أن من أهم وسائل تحقيق ذلك الحرص الدائم على الانتماء إلى الهوية الإسلامية، فهي العمق الأكبر لهذه الأمة والتي تمنع تشرذمها ووقوعها تحت سلطان الخصوم, كما تمنع ذوبانها في الآخر واستلاب بقايا كرامتها وعزتها.



" مستقبل العلاقات الإسلامية الأمريكية في ظل الرئاسة الجديدة "

مرفت عبدالجبار
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى