بنت عائشه
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ما زالت مجتمعاتنا العربية تعاني الكثير من الانغلاق الذاتي، والنظرة العنصرية ضد كثير مِن إخواننا المسلمين، الذين يعيشون خارج القُطْر العربي، ولن أبالغ إن قلت: إن شهب العنصرية طالت حتى أبناء القُطْر الواحد نفسه!
تلك المشكلة التي درسها الإسلام عن بكرة أبيها، وأخرج مجتمعًا راقيًا، ينظر للإنسان نظرة احترام لذاتيته الإنسانية كائنًا مَنْ كان، لكنها في وقتنا المعاصر تعيد ذاتها كجاهلية في القرن الواحد والعشرين!
يشعر المرء بكثير من الحرج عندما يُشعرك مَنْ يعيش خارج بلدك (مهد الحرمين الشريفين) بأنك محط اهتمام وترحيب كبيرَيْن، وتُستقبل بحفاوة بالغة؛ كونك من هذه الأرض الطيبة، وكونك سبقت بإسلامك حديثي العهد به!
تلك المشاعر التي راودتني عندما تلقيت دعوة لحضور حفل للأخوات من الأقلية البنجلاديشية، اللاتي يدرسن لأول مرة في أحد مكاتب دعوة الجاليات بمدينة جدة.
ذهبتُ وإذ بي أرى عجبًا في صفوف هؤلاء الأخوات، بدءًا من الروح الإيمانية الجميلة، ومرورًا بمستوى التعليم والثقافة العالية في التخصصات المختلفة واللهجات المتعددة، وكذلك الإعداد الجيد للحفل، والأعمال الفنية الجميلة، والملابس التراثية الأنيقة، والتنظيم المبهر، وعدم الفوضوية وثقافة الهجوم كما في "بعض" المناسبات العربية!
وفي خِضَم مشاهدة هذه الروعة دار بخَلَدي سؤال أشعرني بحرج بالغ، أَلاَ وهو:
ما الذي قدَّمناه لهؤلاء الإخوة؟ وما الذي ينتظرونه منا؟!
وهل يعقل أن يهدونا المحبة، ويفوقونا في الكثير من النواحي، ويقدموا للعالم نماذج إسلامية فكرية وعلمية مُشْرقة في مختلف التخصصات، ويقدم بعضنا لهم ثقافة الازدراء والاحتقار، حتى نفَّروهم منا، وأشعروهم بأننا شعوب فوقية، بينما نحن في الحقيقة لا نملك سوى الإسلام الذي أعزنا رغم تأخرنا؟ إنه لأمر يُشعر بالخجل حقًّا!
إنهم ينتظرون منا أن نُقدِّم لهم العِلْم والترجمة للدين الصحيح، الخالي من البدع المنتشرة في بلدانهم، بل حتى أقل المعروف "الوجه الطَّلْق"، وتقبلهم واحترامهم بوصفهم إخوة في الدين، وتبادل الخبرات والثقافة.
نعم، هناك أمور سلبية من بعضهم، ولا يُنكَر ذلك، لكن التعميم والنظرة القاصية للجميع ظُلْم؛ فلا بد من مراجعة الحسابات، والتفكير في معاني الإخاء الجميل.
لقد نجحت بعض الدول العربية في الحد من ظاهرة الانغلاق، وفتحت الباب على مصراعيه للتعددية الثقافية، لكن ما يهم هو أن يكون هذا الانفتاح لتقبلهم لنا وللإسلام بصورته المشرقة الصحيحة، واحترام مبادئنا والاستفادة منها، لا لفرض العادات والأفكار الخاطئة وحرية التصرف المطلق باسم الحرية؛ فنحن أُمَّة الهُوية لا الاندماج السلبي.
فشكرًا لمكاتب الدعوة على الصورة الرائعة التي تقدمونها عن الإسلام، إسلام المحبة والتآخي، وشكرًا للجاليات والأقليات المسلمة التي تعطينا الصورة المشرقة والحقيقية عن مجتمعاتهم الراقية.. شكرًا بنجلاديش!
نشر في 24صحيفة سبق الالكترونية -06-2011
هذا ما فعلته "البنجلاديشيات" في جدة!
مرفت عبدالجبار
تلك المشكلة التي درسها الإسلام عن بكرة أبيها، وأخرج مجتمعًا راقيًا، ينظر للإنسان نظرة احترام لذاتيته الإنسانية كائنًا مَنْ كان، لكنها في وقتنا المعاصر تعيد ذاتها كجاهلية في القرن الواحد والعشرين!
يشعر المرء بكثير من الحرج عندما يُشعرك مَنْ يعيش خارج بلدك (مهد الحرمين الشريفين) بأنك محط اهتمام وترحيب كبيرَيْن، وتُستقبل بحفاوة بالغة؛ كونك من هذه الأرض الطيبة، وكونك سبقت بإسلامك حديثي العهد به!
تلك المشاعر التي راودتني عندما تلقيت دعوة لحضور حفل للأخوات من الأقلية البنجلاديشية، اللاتي يدرسن لأول مرة في أحد مكاتب دعوة الجاليات بمدينة جدة.
ذهبتُ وإذ بي أرى عجبًا في صفوف هؤلاء الأخوات، بدءًا من الروح الإيمانية الجميلة، ومرورًا بمستوى التعليم والثقافة العالية في التخصصات المختلفة واللهجات المتعددة، وكذلك الإعداد الجيد للحفل، والأعمال الفنية الجميلة، والملابس التراثية الأنيقة، والتنظيم المبهر، وعدم الفوضوية وثقافة الهجوم كما في "بعض" المناسبات العربية!
وفي خِضَم مشاهدة هذه الروعة دار بخَلَدي سؤال أشعرني بحرج بالغ، أَلاَ وهو:
ما الذي قدَّمناه لهؤلاء الإخوة؟ وما الذي ينتظرونه منا؟!
وهل يعقل أن يهدونا المحبة، ويفوقونا في الكثير من النواحي، ويقدموا للعالم نماذج إسلامية فكرية وعلمية مُشْرقة في مختلف التخصصات، ويقدم بعضنا لهم ثقافة الازدراء والاحتقار، حتى نفَّروهم منا، وأشعروهم بأننا شعوب فوقية، بينما نحن في الحقيقة لا نملك سوى الإسلام الذي أعزنا رغم تأخرنا؟ إنه لأمر يُشعر بالخجل حقًّا!
إنهم ينتظرون منا أن نُقدِّم لهم العِلْم والترجمة للدين الصحيح، الخالي من البدع المنتشرة في بلدانهم، بل حتى أقل المعروف "الوجه الطَّلْق"، وتقبلهم واحترامهم بوصفهم إخوة في الدين، وتبادل الخبرات والثقافة.
نعم، هناك أمور سلبية من بعضهم، ولا يُنكَر ذلك، لكن التعميم والنظرة القاصية للجميع ظُلْم؛ فلا بد من مراجعة الحسابات، والتفكير في معاني الإخاء الجميل.
لقد نجحت بعض الدول العربية في الحد من ظاهرة الانغلاق، وفتحت الباب على مصراعيه للتعددية الثقافية، لكن ما يهم هو أن يكون هذا الانفتاح لتقبلهم لنا وللإسلام بصورته المشرقة الصحيحة، واحترام مبادئنا والاستفادة منها، لا لفرض العادات والأفكار الخاطئة وحرية التصرف المطلق باسم الحرية؛ فنحن أُمَّة الهُوية لا الاندماج السلبي.
فشكرًا لمكاتب الدعوة على الصورة الرائعة التي تقدمونها عن الإسلام، إسلام المحبة والتآخي، وشكرًا للجاليات والأقليات المسلمة التي تعطينا الصورة المشرقة والحقيقية عن مجتمعاتهم الراقية.. شكرًا بنجلاديش!
نشر في 24صحيفة سبق الالكترونية -06-2011
هذا ما فعلته "البنجلاديشيات" في جدة!
مرفت عبدالجبار
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى