عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله الذي شرح بالقرآن صدورا ..
والصلاة والسلام على من أرسله الله بالكتاب للعالمين نورا .. وبعد :
قال الله جل وعلا في كتابه العزيز : أشربو قلوبكم
" ولكن جعلناه نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا" الشورى 52
" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام 122
- جاء في تفسير القرطبي رحمه الله :
"فأحييناه" يقول : فهديناه للإسلام ، فأنعشناه ، فصار يعرف مضارّ نفسه ومنافعها، ويعمل في خلاصها من سَخَط الله وعقابه في معاده. فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عَمَاه عنه، ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك، حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل ومنهج الطريق في الناس "كمن مثله في الظلمات"، لا يدري كيف يتوجه، وأي طريق يأخذ، لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق. فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر، لا يبصر رشدًا ولا يعرف حقًّا، يعني في ظلمات الكفر .
- وعند ابن كثير رحمه الله :
"وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" أي: يهتدي به كيف يسلك ، وكيف يتصرف به.
والنور هو: القرآن ، كما رواه العَوْفي وابن أبي طلحة، عن ابن عباس. وقال السُّدِّي: الإسلام. والكل صحيح.
- [ .. جعل النور للميت قال "يمشي به في الناس" أي يصحبه كيف تقلب ، وقال "في الناس" إشارة إلى تنويره على نفسه وعلى غيره من الناس فذكر أن منفعة المؤمن ليست مقتصرة على نفسه وقابل تصرفه بالنور وملازمة النور له باستقرار الكافر "في الظلمات " وكونه لا يفارقها ، وأكد ذلك بدخول الباء في خبر ليس " ليس بخارج منها " .. ] البحر المحيط , ابن حيان
ويطيب لي أن أعطر متصفحي بمقتطفات من تفسير الظلال لهذه الآية ..
ومن أراد الاستزادة من النور الذي وهبه الله لسيد رحمه الله .. فليعد لتفسيره !
[ .. إن هذه العقيدة تنشئ في القلب حياة بعد الموت ، وتطلق فيه نوراً بعد الظلمات .
حياة يعيد بها تذوق كل شيء ، وتصور كل شيء ، وتقدير كل شيء بحس آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة .
ونوراً يبدو كل شيء تحت أشعته وفي مجاله جديداً كما لم يبد من قبل قط لذلك القلب الذي نّوره الإيمان .
هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ . يعرفها فقط من ذاقها ..
والعبارة القرآنية هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه التجربة . لأنها تصورها بألوان من جنسها ومن طبيعتها .
إن الكفر انقطاع عن الحياة الحقيقية الأزلية الأبدية ، التي لا تفنى ولا تغيض ولا تغيب . فهو موت . . وانعزال عن القوة الفاعلة المؤثرة في الوجود كله . . فهو موت . . وانطماس في أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية . . فهو موت . .
والإيمان اتصال ، واستمداد ، واستجابة . . فهو حياة . .
إن الكفر حجاب للروح عن الاستشراف والاطلاع . . فهو ظلمة . . وختم على الجوارح والمشاعر . . فهو ظلمة . . وتيه في التيه وضلال . . فهو ظلمة . .
وإن الإيمان تفتح ورؤية ، وإدراك واستقامة . . فهو نور بكل مقومات النور . .
إن الكفر انكماش وتحجر . . فهو ضيق . . وشرود عن الطريق الفطري الميسر . . فهو عسر . . وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن . . فهو قلق . .
وإن الإيمان انشراح ويسر وطمأنينة وظل ممدود .. ]
[.. ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فيجد الوضوح في كل شأن وفي كل أمر وفي كل حدث .. يجد الوضوح في نفسه وفي نواياه وخواطره وخطته وحركِته . ويجد الوضوح فيما يجري حوله سواء من سنة الله النافذة ... ويجد تفسير الأحداث والتاريخ في نفسه وعقله وفي الواقع من حوله ، كأنه يقرأ من كتاب!
ويجد الإنسان في قلبه هذا النور ، فيجد الوضاءة في خواطره ومشاعره وملامحه! ويجد الراحة في باله وحاله ومآله! ويجد الرفق واليسر في إيراد الأمور وإصدارها ، وفي استقبال الأحداث واستدبارها! ويجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين!
وهكذا يصور التعبير القرآني الفريد تلك الحقيقة بإيقاعاته الموحية :
" أومن كان ميتا فأحييناه ، وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها؟ " .
كذلك كان المسلمون قبل هذا الدين . قبل أن ينفخ الإيمان في أرواحهم فيحييها ، ويطلق فيها هذه الطاقة الضخمة من الحيوية والحركة والتطلع والاستشراف . . كانت قلوبهم مواتا . وكانت أرواحهم ظلاما . . ثم ..
إذا قلوبهم ينضح عليها الإيمان فتهتز ، وإذا أرواحهم يشرق فيها النور فتضيء ، ويفيض منها النور فتمشي به في الناس تهدي الضال ، وتلتقط الشارد ، وتطمئن الخائف ، وتحرر المستعبد ، وتكشف معالم الطريق للبشر وتعلن في الأرض ميلاد الإنسان الجديد . الإنسان المتحرر المستنير؛ الذي خرج بعبوديته لله وحده من عبودية العبيد!
ومخرج ..~
من تتمة كلام سيد رحمه الله
( أفمن نفخ الله في روحه الحياة ،
وأفاض على قلبه النور . .
كمن حاله أنه في الظلمات ، لا مخرج له منها؟
إنهما عالمان مختلفان شتان بينهما شتان!
فما الذي يمسك بمن في الظلمات والنور حوله يفيض؟ . ا.هـ )
أشرِبوا قلوبكم بنور القرآن تُضاء حياتكم وتطيب .
النور
ابنة الرميصاء
الحمد لله الذي شرح بالقرآن صدورا ..
والصلاة والسلام على من أرسله الله بالكتاب للعالمين نورا .. وبعد :
قال الله جل وعلا في كتابه العزيز : أشربو قلوبكم
" ولكن جعلناه نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا" الشورى 52
" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام 122
- جاء في تفسير القرطبي رحمه الله :
"فأحييناه" يقول : فهديناه للإسلام ، فأنعشناه ، فصار يعرف مضارّ نفسه ومنافعها، ويعمل في خلاصها من سَخَط الله وعقابه في معاده. فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عَمَاه عنه، ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك، حياة وضياء يستضيء به فيمشي على قصد السبيل ومنهج الطريق في الناس "كمن مثله في الظلمات"، لا يدري كيف يتوجه، وأي طريق يأخذ، لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق. فكذلك هذا الكافر الضال في ظلمات الكفر، لا يبصر رشدًا ولا يعرف حقًّا، يعني في ظلمات الكفر .
- وعند ابن كثير رحمه الله :
"وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" أي: يهتدي به كيف يسلك ، وكيف يتصرف به.
والنور هو: القرآن ، كما رواه العَوْفي وابن أبي طلحة، عن ابن عباس. وقال السُّدِّي: الإسلام. والكل صحيح.
- [ .. جعل النور للميت قال "يمشي به في الناس" أي يصحبه كيف تقلب ، وقال "في الناس" إشارة إلى تنويره على نفسه وعلى غيره من الناس فذكر أن منفعة المؤمن ليست مقتصرة على نفسه وقابل تصرفه بالنور وملازمة النور له باستقرار الكافر "في الظلمات " وكونه لا يفارقها ، وأكد ذلك بدخول الباء في خبر ليس " ليس بخارج منها " .. ] البحر المحيط , ابن حيان
ويطيب لي أن أعطر متصفحي بمقتطفات من تفسير الظلال لهذه الآية ..
ومن أراد الاستزادة من النور الذي وهبه الله لسيد رحمه الله .. فليعد لتفسيره !
[ .. إن هذه العقيدة تنشئ في القلب حياة بعد الموت ، وتطلق فيه نوراً بعد الظلمات .
حياة يعيد بها تذوق كل شيء ، وتصور كل شيء ، وتقدير كل شيء بحس آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة .
ونوراً يبدو كل شيء تحت أشعته وفي مجاله جديداً كما لم يبد من قبل قط لذلك القلب الذي نّوره الإيمان .
هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ . يعرفها فقط من ذاقها ..
والعبارة القرآنية هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه التجربة . لأنها تصورها بألوان من جنسها ومن طبيعتها .
إن الكفر انقطاع عن الحياة الحقيقية الأزلية الأبدية ، التي لا تفنى ولا تغيض ولا تغيب . فهو موت . . وانعزال عن القوة الفاعلة المؤثرة في الوجود كله . . فهو موت . . وانطماس في أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية . . فهو موت . .
والإيمان اتصال ، واستمداد ، واستجابة . . فهو حياة . .
إن الكفر حجاب للروح عن الاستشراف والاطلاع . . فهو ظلمة . . وختم على الجوارح والمشاعر . . فهو ظلمة . . وتيه في التيه وضلال . . فهو ظلمة . .
وإن الإيمان تفتح ورؤية ، وإدراك واستقامة . . فهو نور بكل مقومات النور . .
إن الكفر انكماش وتحجر . . فهو ضيق . . وشرود عن الطريق الفطري الميسر . . فهو عسر . . وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن . . فهو قلق . .
وإن الإيمان انشراح ويسر وطمأنينة وظل ممدود .. ]
[.. ويجد الإنسان في قلبه هذا النور فيجد الوضوح في كل شأن وفي كل أمر وفي كل حدث .. يجد الوضوح في نفسه وفي نواياه وخواطره وخطته وحركِته . ويجد الوضوح فيما يجري حوله سواء من سنة الله النافذة ... ويجد تفسير الأحداث والتاريخ في نفسه وعقله وفي الواقع من حوله ، كأنه يقرأ من كتاب!
ويجد الإنسان في قلبه هذا النور ، فيجد الوضاءة في خواطره ومشاعره وملامحه! ويجد الراحة في باله وحاله ومآله! ويجد الرفق واليسر في إيراد الأمور وإصدارها ، وفي استقبال الأحداث واستدبارها! ويجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين!
وهكذا يصور التعبير القرآني الفريد تلك الحقيقة بإيقاعاته الموحية :
" أومن كان ميتا فأحييناه ، وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس ، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها؟ " .
كذلك كان المسلمون قبل هذا الدين . قبل أن ينفخ الإيمان في أرواحهم فيحييها ، ويطلق فيها هذه الطاقة الضخمة من الحيوية والحركة والتطلع والاستشراف . . كانت قلوبهم مواتا . وكانت أرواحهم ظلاما . . ثم ..
إذا قلوبهم ينضح عليها الإيمان فتهتز ، وإذا أرواحهم يشرق فيها النور فتضيء ، ويفيض منها النور فتمشي به في الناس تهدي الضال ، وتلتقط الشارد ، وتطمئن الخائف ، وتحرر المستعبد ، وتكشف معالم الطريق للبشر وتعلن في الأرض ميلاد الإنسان الجديد . الإنسان المتحرر المستنير؛ الذي خرج بعبوديته لله وحده من عبودية العبيد!
ومخرج ..~
من تتمة كلام سيد رحمه الله
( أفمن نفخ الله في روحه الحياة ،
وأفاض على قلبه النور . .
كمن حاله أنه في الظلمات ، لا مخرج له منها؟
إنهما عالمان مختلفان شتان بينهما شتان!
فما الذي يمسك بمن في الظلمات والنور حوله يفيض؟ . ا.هـ )
أشرِبوا قلوبكم بنور القرآن تُضاء حياتكم وتطيب .
النور
ابنة الرميصاء
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى