خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسلت تشكو مِن جفوةٍ وقعت مِن صاحبةٍ لها ، وأنها أطالت مُدّة غيابها
وامتدّ بينهما (البيْـن) .
ثمّ قالت : لعلّ صداقتنا بُنيت سريعًا ، لذلك انهارت سريعًا .
حين طالعت حروفها ، جالت خواطِر الحُبّ في داخلي ، فقلت لها :
العلاقات والمشاعِر ، ما دامت قائمة لغير الله فثقي أنها لن تستمِرّ
ومتى ما داخَل العلاقات مصلحة مِن المصالِح فلن تستمِر وإن استمرت فستبقى المشاعِر جامِدة حين تنعدِم المصلحة حتى لو بقيت العلاقة قائمة
فحين ينشُد كل طرفٍ حقه ومُستحقـّـه
ولا يغض الطَّرف عن هفواتِ صاحبه
حين ينسى أنه يُعامِل عشيره وصاحبه لله ، وأنّه يرجو ما عند الله
مع ما في النفس مِن طَمَعٍ لرؤية ثمرة الحُبّ أو ثمرة العطاء .
فإنَّ الصَّداقة لا تدوم .
وكذلك الزَّوجة حين يكون أساس خدمتها لزوجها أنها تريد مقابِلاً ، أو أنها تنتظِر كلمة شُكر بمختلف ينابيعها
فصدقيني لن تستمِر في عطائها !
وسرعان ما ينضب معينها ، ثم يعتري الحياة الزوجية جمود
وقولي مثل هذا في العلاقات الباقية مع الأصدقاء والإخوان .
ليس كل علاقة بُنيت بطيئة ستكون موثّقة وليست كل علاقة سريعة ستزول
لكن هدف العلاقة هو الذي يجعله الله سببًا للبقاء أو الفناء .
هذا هو المبدأ الأوِّل
المبدأ الثاني .. هو الحُـبُّ
والحُـبُّ عطاء
صبر
كرَم
غضّ للطرف عن الهفوات
الحُب حنان
وهو حنين
والحُب صفاء
الحُب انعدام المصالِح .
حين توجَد مثل هذي المعاني في القلوب فإنَّ هذا الحُـب غالبًا بإذن الله لا يخبو ولا يتغيّر .
ريحانةَ القَلبِ رُوح الحُبِّ ساميــةٌ = فليس ُيقبل فيها الغَدرْ والكَذِبُ
ليس الهوى سِلعةً ُتشرى على ملأٍ = ولا تُــباع ولا يـــــأتي بها الغَــلبُ
كل إنسانٍ يُحِبّ صاحبه ..
ليسأل نفسه : أنا لِمَ أُحبّه ؟
فإن كان يُحِبّ شكله .. أو يُحِبّ عطاءه .
فإنّ هذا الحُب لن يدوم أبدًا .
والعلاقة لن تدومَ أبدًا
لأن الشكل قد يتغيّر ..
ولأن العطاء قد يقِلّ .
أمّا إذا كان الحُبّ لأجل الجوهَر ولأجل المخبَر فإنّ هذا الحُب لا يكاد يتأثّر بإذن الله .
المرأة تُحِب زوجها لأنه زوجها
حتى لو تغيّرت أخلاقه ، فهي تعلَم أنّ أساسه ومعدنه نفيس ، وأنه يحتاج إلى مُـعين كي يعود لأصله
فتضحّي كثيرًا وتغضّ طرفها كثيرًا حتى يعود بقوة الله وتدبيره .
وهذا ينطبِق حتى على علاقات الأصدقاء .
يعني / رجُل أحبَّ أخًا له لجوهره الجميل ولأصله النَّـظيف
فلمّا تغيّر صاحبه ..
أخذ على يده واستمرّ معه يقّوي علاقته بالله حتى عاد لرُشده .
هذا هو الحُـبّ
أمّا الحُبّ الذي ينفصِم عِند أوِّل ضربة فليس بحُب !
ولكنه مصلحة غُلفّت باسم الحُـبّ .
والحُب الذي يتغيّر مع الأيام فليس بحُبّ .
والحُبُّ الصَّادِق هو الذي وصفَه بهاء الدِّين زهير :
بيني وبينكمُ ما تعلمونَ به = حــــبٌّ يُــنزَّهُ عــنْ عيبٍ وعن مللِ
ودٌّ بـــــلا مــــلقٍ منا يزخـــــرفهُ = يُغني المَليحة َ عن حَليٍ وعن حُللٍ
أمّا المبدأ الثَّالِث ..
فالمشاعِر لا يمكن أن تكون بكثرة التواصُل
ورُبَّ أخٍ يكلِّم صاحبه مرةً في الشَّهر أو في السَنَّةِ ، هو أحبُّ إليه مِن أخٍ يسمع صوته كل يوم !
وأظنّكِ مررتِ بهذا
وأنا كذلك مررت به !
ولذلك يقول الإمام حمد – رحمه الله – " إن لنا إخواناً لا نراهم إلا في كل سنةٍ مرة ؛ نحن أوثق بمودتهم مِمَن نراهم كل يوم "
فبِقَدر ما يُكِنُّ القلبُ مِن وِداد صافٍ بِقَدر ما تدوم العلاقة وتتوثّق وتغلُظ متانتها .
أدام الله ما بيننا مِن إخاء وجمعنا على خيرٍ وأظلنا الله بظلّه يوم القيامة .
/ إضاءة /
قال فضيلة الشيخ صالِح بن عوَّاد المغامسي :
المحبة هي روح الصداقة ولا يمكننا تصور صداقة حقة بغيرها .
والوفاء هو الإذكاء لتلك الروح والذي يحييها من موتها ويعيد لها بريق الضياء إن خبت ويعظم أثره ويكبر دوره إن جاء في ساعة عظمت فيها الشدة وتجلت فيها المحنة .
وحتى تستمر وتبقى لابد أن ننأى بأنفسنا عن القدح المقذع والمزاح البالغ الشدة .
قلت عن الحُبّ
كتبته : فجر الأمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسلت تشكو مِن جفوةٍ وقعت مِن صاحبةٍ لها ، وأنها أطالت مُدّة غيابها
وامتدّ بينهما (البيْـن) .
ثمّ قالت : لعلّ صداقتنا بُنيت سريعًا ، لذلك انهارت سريعًا .
حين طالعت حروفها ، جالت خواطِر الحُبّ في داخلي ، فقلت لها :
العلاقات والمشاعِر ، ما دامت قائمة لغير الله فثقي أنها لن تستمِرّ
ومتى ما داخَل العلاقات مصلحة مِن المصالِح فلن تستمِر وإن استمرت فستبقى المشاعِر جامِدة حين تنعدِم المصلحة حتى لو بقيت العلاقة قائمة
فحين ينشُد كل طرفٍ حقه ومُستحقـّـه
ولا يغض الطَّرف عن هفواتِ صاحبه
حين ينسى أنه يُعامِل عشيره وصاحبه لله ، وأنّه يرجو ما عند الله
مع ما في النفس مِن طَمَعٍ لرؤية ثمرة الحُبّ أو ثمرة العطاء .
فإنَّ الصَّداقة لا تدوم .
وكذلك الزَّوجة حين يكون أساس خدمتها لزوجها أنها تريد مقابِلاً ، أو أنها تنتظِر كلمة شُكر بمختلف ينابيعها
فصدقيني لن تستمِر في عطائها !
وسرعان ما ينضب معينها ، ثم يعتري الحياة الزوجية جمود
وقولي مثل هذا في العلاقات الباقية مع الأصدقاء والإخوان .
ليس كل علاقة بُنيت بطيئة ستكون موثّقة وليست كل علاقة سريعة ستزول
لكن هدف العلاقة هو الذي يجعله الله سببًا للبقاء أو الفناء .
هذا هو المبدأ الأوِّل
المبدأ الثاني .. هو الحُـبُّ
والحُـبُّ عطاء
صبر
كرَم
غضّ للطرف عن الهفوات
الحُب حنان
وهو حنين
والحُب صفاء
الحُب انعدام المصالِح .
حين توجَد مثل هذي المعاني في القلوب فإنَّ هذا الحُـب غالبًا بإذن الله لا يخبو ولا يتغيّر .
ريحانةَ القَلبِ رُوح الحُبِّ ساميــةٌ = فليس ُيقبل فيها الغَدرْ والكَذِبُ
ليس الهوى سِلعةً ُتشرى على ملأٍ = ولا تُــباع ولا يـــــأتي بها الغَــلبُ
كل إنسانٍ يُحِبّ صاحبه ..
ليسأل نفسه : أنا لِمَ أُحبّه ؟
فإن كان يُحِبّ شكله .. أو يُحِبّ عطاءه .
فإنّ هذا الحُب لن يدوم أبدًا .
والعلاقة لن تدومَ أبدًا
لأن الشكل قد يتغيّر ..
ولأن العطاء قد يقِلّ .
أمّا إذا كان الحُبّ لأجل الجوهَر ولأجل المخبَر فإنّ هذا الحُب لا يكاد يتأثّر بإذن الله .
المرأة تُحِب زوجها لأنه زوجها
حتى لو تغيّرت أخلاقه ، فهي تعلَم أنّ أساسه ومعدنه نفيس ، وأنه يحتاج إلى مُـعين كي يعود لأصله
فتضحّي كثيرًا وتغضّ طرفها كثيرًا حتى يعود بقوة الله وتدبيره .
وهذا ينطبِق حتى على علاقات الأصدقاء .
يعني / رجُل أحبَّ أخًا له لجوهره الجميل ولأصله النَّـظيف
فلمّا تغيّر صاحبه ..
أخذ على يده واستمرّ معه يقّوي علاقته بالله حتى عاد لرُشده .
هذا هو الحُـبّ
أمّا الحُبّ الذي ينفصِم عِند أوِّل ضربة فليس بحُب !
ولكنه مصلحة غُلفّت باسم الحُـبّ .
والحُب الذي يتغيّر مع الأيام فليس بحُبّ .
والحُبُّ الصَّادِق هو الذي وصفَه بهاء الدِّين زهير :
بيني وبينكمُ ما تعلمونَ به = حــــبٌّ يُــنزَّهُ عــنْ عيبٍ وعن مللِ
ودٌّ بـــــلا مــــلقٍ منا يزخـــــرفهُ = يُغني المَليحة َ عن حَليٍ وعن حُللٍ
أمّا المبدأ الثَّالِث ..
فالمشاعِر لا يمكن أن تكون بكثرة التواصُل
ورُبَّ أخٍ يكلِّم صاحبه مرةً في الشَّهر أو في السَنَّةِ ، هو أحبُّ إليه مِن أخٍ يسمع صوته كل يوم !
وأظنّكِ مررتِ بهذا
وأنا كذلك مررت به !
ولذلك يقول الإمام حمد – رحمه الله – " إن لنا إخواناً لا نراهم إلا في كل سنةٍ مرة ؛ نحن أوثق بمودتهم مِمَن نراهم كل يوم "
فبِقَدر ما يُكِنُّ القلبُ مِن وِداد صافٍ بِقَدر ما تدوم العلاقة وتتوثّق وتغلُظ متانتها .
أدام الله ما بيننا مِن إخاء وجمعنا على خيرٍ وأظلنا الله بظلّه يوم القيامة .
/ إضاءة /
قال فضيلة الشيخ صالِح بن عوَّاد المغامسي :
المحبة هي روح الصداقة ولا يمكننا تصور صداقة حقة بغيرها .
والوفاء هو الإذكاء لتلك الروح والذي يحييها من موتها ويعيد لها بريق الضياء إن خبت ويعظم أثره ويكبر دوره إن جاء في ساعة عظمت فيها الشدة وتجلت فيها المحنة .
وحتى تستمر وتبقى لابد أن ننأى بأنفسنا عن القدح المقذع والمزاح البالغ الشدة .
قلت عن الحُبّ
كتبته : فجر الأمل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى