خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أسابيع نادى الجُهلاء ومبتغو الفتنةِ إلى إحداثِ مُظاهرَة في بِلاد الحرمين - شرّفها الله وحفظها مِن كل كيْد - ، وأقاموا دعواهم على صفحات الفيس بوك وعلى شاشة قناة الإصلاح
وكان الدكتور سعد الفقيه - لا حقق الله إفساده - ينادي بِكلّ حماس ويوجِّه أبناء المملكة إلى الأماكِن التي يتجمّعون فيها كي يقيموا المُظاهرَة .
وأحدُ هذه الأماكِن كانت قريبة مِن بيتنا وقد رأيت ذلك الحشْد الأمني الموجود
وتذكّرت إخوانًا لنا يعيشون في أرضِ حرْب وشعرت بمشاعرهم - نصرهم الله ورفَع عنهم هذا الذُّل - .
ومع كل هذا الحمَاس مِن أهلِ الفِتنة إلا أنّه لم يخرُج للمظاهراتِ أحدٌ إلا ما سمعناه في شرق المملكة ولكن لم تقُم رايتهم .
فلماذا لم يخرُجِ السَّعوديُّون ؟
ولماذا لم يتزعزع أمنُ بلادي الغالي ؟
ولماذا رغم كلّ التحريض مِن دعاة الفتنة إلا أنّه ما خرَج أحد ؟
ولماذا لزِم أهل المملكة بيوتهم رغم أنّ هناك بعض المفاسِد في بعض الوزارات في بلادنا والتي تحتاج إلى إصلاحات وبإذن الله تكون قريبة ، وهناك احتياجات يطلبها المواطِن ؟
قيل :
- لأنَّ أغلبَ الشَّعب يحبِّون الملك عبد الله .
وقيل :
- ربما خيف مِن العقوبة ما لو تمّ القبضُ على المُتظاهِر .
وقيل :
- لأنَّ المشايخ اجتهدوا ودعوا ونادوا بأنَّ الخروج في بلاد الحرمين خروجٌ مُحرَّم شرعًا ، فاستجاب المواطِنون .
وقيل :
- بل لأنَّ الشَّعب شعبٌ يُحِبُّ السِّلمَ السياسي .
وهذي كلها أسباب وموجودة .
ولكن ...
مَن نادى فقال :
بل لأنَّ الله جلَّ جلاله حمى هذه البِلاد مِن الكيْد الذي أُريد بها .
رُبَّ رجلٍ أو امرأة قام أحدهم في آخِر ليله يدعو الله وقد احترقَ خدّه بدمعهِ بأنْ يحفظ لهذه البلادِ أمنها .
أو رُبَّ رجُلٍ أو امرأة لمَّا رأوا ما يُفعل في بلاد المسلمين مِن ثورات ومُظاهرات قالوا : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضَّلنا على كثيرٍ مِمَن خلقَ تفضيلاً .
فكانت سببًا مِن الله كي يمنع هذه الفوضى في بلادنا .
لماذا ذهبت الأنظارُ إلى الأسبابِ في الدُّنيا ونسينا مُسبِّبِ الأسبابَ سبحانه ؟
ولو أُحضرت النُّصوص القرآنية لطال المقام ، ولكن المسلِم يتأمَّل لُطفَ الله الخفيِّ في غزوات الرَّسولِ عليه الصلاة والسلام .
ومَن يقرأ في القرآن سيجِد أنَّ الله تعالى يذكِّر رسولَه والمؤمنين بأنَّه وإن رأوا أسبابًا ولكن { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
يبيِّن الله لنا في كتابِه أنّ المؤمِن لا يجب أن يعلِّق قلبَه بالأسباب ، ولا يراها نصيرًا ..
بل ..
يعلِّق قلبَه بالأحدِ الدَّيَّان ، القدير ، ذي الجلالِ والإكرام .
يتأمَّل المرءُ في كتابِ ربِّه فيجده سبحانه يقول { قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }
ثمّ يجِده عزّ وجلَّ يقول { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }
ليخبِر أصحاب النَّبي عليه الصلاة والسلام ويخبِر المؤمنين مِن بعدهم أنّه لا كثرة ولا عُدة هي التي تنصُر إنما النَّصْرُ مِن عند الله وحده .
حتى لمّا وعدَ اللهُ تعالى نبيَّهُ بالنَّصِر في يومِ بدر ، ما كان هذا ليمنعَ الرَّسول عليه الصلاة والسلام مِن دعاء ربِّه فيقول :
" اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آتِ ما وعدتني اللهم إنك إن تُهلك هذه الفئة لا تُعبد بعدها في الأرض"
فما زال يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاة أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه وراءه و قال " يا نبي الله كفاك مناشدة ربك فإنه سينجز لك ما وعدك "
فهذا هو المنهَج الذي ينبغي عليه المُسلِم ..
أن لا يعوِّل إلا على ربِّه عزّ وجلّ ولا يتعلّق إلا بربِّه تبارك وتعالى ، مهما قويت الأسباب بين يديه أو مهما انعدمت .
فإنَّ الله إذا أرادَ أمرَا قال له كُن فيكون ، وليس يعجزه شيءٌ سبحانه في الأرضِ ولا في السِّماء .
لماذا لمْ يخرِجِ السَّعوديُّون للمظاهرات ؟
كتبته : فجر الأمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أسابيع نادى الجُهلاء ومبتغو الفتنةِ إلى إحداثِ مُظاهرَة في بِلاد الحرمين - شرّفها الله وحفظها مِن كل كيْد - ، وأقاموا دعواهم على صفحات الفيس بوك وعلى شاشة قناة الإصلاح
وكان الدكتور سعد الفقيه - لا حقق الله إفساده - ينادي بِكلّ حماس ويوجِّه أبناء المملكة إلى الأماكِن التي يتجمّعون فيها كي يقيموا المُظاهرَة .
وأحدُ هذه الأماكِن كانت قريبة مِن بيتنا وقد رأيت ذلك الحشْد الأمني الموجود
وتذكّرت إخوانًا لنا يعيشون في أرضِ حرْب وشعرت بمشاعرهم - نصرهم الله ورفَع عنهم هذا الذُّل - .
ومع كل هذا الحمَاس مِن أهلِ الفِتنة إلا أنّه لم يخرُج للمظاهراتِ أحدٌ إلا ما سمعناه في شرق المملكة ولكن لم تقُم رايتهم .
فلماذا لم يخرُجِ السَّعوديُّون ؟
ولماذا لم يتزعزع أمنُ بلادي الغالي ؟
ولماذا رغم كلّ التحريض مِن دعاة الفتنة إلا أنّه ما خرَج أحد ؟
ولماذا لزِم أهل المملكة بيوتهم رغم أنّ هناك بعض المفاسِد في بعض الوزارات في بلادنا والتي تحتاج إلى إصلاحات وبإذن الله تكون قريبة ، وهناك احتياجات يطلبها المواطِن ؟
قيل :
- لأنَّ أغلبَ الشَّعب يحبِّون الملك عبد الله .
وقيل :
- ربما خيف مِن العقوبة ما لو تمّ القبضُ على المُتظاهِر .
وقيل :
- لأنَّ المشايخ اجتهدوا ودعوا ونادوا بأنَّ الخروج في بلاد الحرمين خروجٌ مُحرَّم شرعًا ، فاستجاب المواطِنون .
وقيل :
- بل لأنَّ الشَّعب شعبٌ يُحِبُّ السِّلمَ السياسي .
وهذي كلها أسباب وموجودة .
ولكن ...
مَن نادى فقال :
بل لأنَّ الله جلَّ جلاله حمى هذه البِلاد مِن الكيْد الذي أُريد بها .
رُبَّ رجلٍ أو امرأة قام أحدهم في آخِر ليله يدعو الله وقد احترقَ خدّه بدمعهِ بأنْ يحفظ لهذه البلادِ أمنها .
أو رُبَّ رجُلٍ أو امرأة لمَّا رأوا ما يُفعل في بلاد المسلمين مِن ثورات ومُظاهرات قالوا : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضَّلنا على كثيرٍ مِمَن خلقَ تفضيلاً .
فكانت سببًا مِن الله كي يمنع هذه الفوضى في بلادنا .
لماذا ذهبت الأنظارُ إلى الأسبابِ في الدُّنيا ونسينا مُسبِّبِ الأسبابَ سبحانه ؟
ولو أُحضرت النُّصوص القرآنية لطال المقام ، ولكن المسلِم يتأمَّل لُطفَ الله الخفيِّ في غزوات الرَّسولِ عليه الصلاة والسلام .
ومَن يقرأ في القرآن سيجِد أنَّ الله تعالى يذكِّر رسولَه والمؤمنين بأنَّه وإن رأوا أسبابًا ولكن { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
يبيِّن الله لنا في كتابِه أنّ المؤمِن لا يجب أن يعلِّق قلبَه بالأسباب ، ولا يراها نصيرًا ..
بل ..
يعلِّق قلبَه بالأحدِ الدَّيَّان ، القدير ، ذي الجلالِ والإكرام .
يتأمَّل المرءُ في كتابِ ربِّه فيجده سبحانه يقول { قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا }
ثمّ يجِده عزّ وجلَّ يقول { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }
ليخبِر أصحاب النَّبي عليه الصلاة والسلام ويخبِر المؤمنين مِن بعدهم أنّه لا كثرة ولا عُدة هي التي تنصُر إنما النَّصْرُ مِن عند الله وحده .
حتى لمّا وعدَ اللهُ تعالى نبيَّهُ بالنَّصِر في يومِ بدر ، ما كان هذا ليمنعَ الرَّسول عليه الصلاة والسلام مِن دعاء ربِّه فيقول :
" اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آتِ ما وعدتني اللهم إنك إن تُهلك هذه الفئة لا تُعبد بعدها في الأرض"
فما زال يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاة أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه وراءه و قال " يا نبي الله كفاك مناشدة ربك فإنه سينجز لك ما وعدك "
فهذا هو المنهَج الذي ينبغي عليه المُسلِم ..
أن لا يعوِّل إلا على ربِّه عزّ وجلّ ولا يتعلّق إلا بربِّه تبارك وتعالى ، مهما قويت الأسباب بين يديه أو مهما انعدمت .
فإنَّ الله إذا أرادَ أمرَا قال له كُن فيكون ، وليس يعجزه شيءٌ سبحانه في الأرضِ ولا في السِّماء .
لماذا لمْ يخرِجِ السَّعوديُّون للمظاهرات ؟
كتبته : فجر الأمل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى