لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين Empty أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين {السبت 1 أكتوبر - 16:33}






سحر علي المصري


دبلوم الإرشاد الأسري
1428 هـ / 2007 م



الإهداء..

إلى نبع العاطفة..

إلى التي أسقتني الحنان والرحمة حتى الثمالة.. ولم تتعب.. ولم تنضب..

إلى التي افترشَت قلبها لتحضن ألمي وأملي.. فمسحت آهاتي.. ولم تصخب!

إلى أمي الغالية.. أهدي هذا النتاج.. ولو أنه قليل..

ابنتك..




وشكر خاص من الأعماق..

إلى مؤسسة الفرحة.. إذ أتاحت لي فرصة الترقي

إلى الأستاذة استقلال الباكر.. والدال على الخير كفاعله

إلى الدكتورة حنان فاروق.. عنوان الصداقة الحقّة.. إذ تلبيني كلما سمعت النداء..

إلى ابنتي مريم.. السبب الأول لدراستي هذه وانسجامي فيها.. إذ تحمّلت رؤية ظهري وأنا على الجهاز أدرس فاشتاقت لوجهي!

إلى أختي ديالا.. إذ احتضنت محاولاتي الأولى للتطبيق العملي للدراسة عليها.. ولم تتضجّر!

وأخيراً وليس آخراً.. إلى كل من ساهم في نشر وتعبئة الاستبيان وتحمّل المشقّة وثقل السؤال..

ومن لم يشكر الناس.. لم يشكر الله..

سحر












التمهيد للدراسة..
الزواج آية وامتثال لأوامر الله جل وعلا وفيه حفظٌ للنسل لعمارة الأرض وقضاء للوطر وتصريف للغريزة بطريقة شرعية يؤجر عليها المسلم وتحقيق للأنس والراحة بين الزوجين فتستقر الحياة ويسعد المجتمع. يقول الله جلّ وعلا في كتابه الكريم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسِكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمة إنّ في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكّرون".
فإن تحقّق السكن النفسي بين الزوجين أصبحت حياتهما مطمئنة سعيدة مستقرّة وينعكس هذا الإطمئنان والسعادة على الأسرة فتُنتِج جيلاً قوياً قادراً على التغيير المنشود في المجتمع. وإذا عاش الزوجان جفافاً عاطفياً بينهما فسيبدأ كلّ منهما رحلة التفتيش عن الذات والحنان خارج حدود الآخر وقد يصل بهما الأمر الى الخيانة أو الطلاق.
إذاً يمكن اعتبار العاطفة وإخراج المشاعر هي من أهم الأولويات المشتركة بين الرجل والمرأة كما أثبتت إحدى الدراسات فهذا الأمر هام جداً في الحياة العائلية وخاصة بين الرجل والمرأة لتحقيق الإشباع العاطفي بينهما ولتثبيت أركان البيت. فبالحب يتكامل الرجل مع المرأة وتصبح الحياة أكثر اشراقاً وبهجة وتنتفي مشاعر الوحدة والبؤس ولكن من دون البوح بهذه المشاعر التي تبقى حبيسة الأفئدة فإن البيت سيبقى بارداً وقد ينهار وتتفكك حينها الأسرة ويضيع الأبناء!
إلا أن أهمية الإشباع العاطفي قد تغيب عن أذهان الزوجين بعد فترة من الزواج إذ يعتادان على نمطية رتيبة وروتين مقلِق وتصبح علاقتهما جدباء قاحلة من كل عواطف حتى في الأوقات الحميمية بينهما.
فهذه دراسة أسأل الله جل وعلا أن تُعيد إلى من يقرأها الهمّة لتغيير حاله وإذكاء المشاعر التي فترت بينه وبين زوجه علّ الروض يخضرّ ويزهر من بعد موات.











الباب الأول
الدراسة النظرية
الفصل الأول
مدخل للدراسة

مشكلة الدراسة:
ترتبط مشكلة الدراسة بعدم ادراك الزوجين للدور الذي يلعبه الإشباع العاطفي في استقرار العائلة وسعادتهما وانعكاس فقدان هذا الإشباع سلباً على الأسرة جمعاء. والسؤال الذي يجب أن تجيب عليه الدراسة هو: هل فعلاً للإشباع العاطفي أهمية وأثراً في الأسرة؟ فكم من أسرةٍ وصلت الى الطلاق والتفكك الأسري جرّاء تغاضي الطرفين عن إصلاح هذا الخلل في التعبير أو اشباع العاطفة عند كليهما. فكان لزاماً على المهتمين بالشأن الأُسري العمل على تناول هذه المشكلة لتفادي الأخطار التي تحدق في البيوت.
وتتحدد مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة على الأسئلة الآتية:
هل هناك علاقة بين الاشباع العاطفي والسعادة الزوجية؟
ما هي العوامل التي تعيق عملية الإشباع العاطفي بين الزوجين؟
ما هي أهمية هذا الإشباع في الحياة الزوجية؟ وما هي أنواعه؟
ما هي الحلول والمقترحات لنشر أهمية هذا الإشباع؟

أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة من الواقع المرير لمجتمعنا حيث انتشرت ثقافة الطلاق والخيانة والخلع وهذه المفردات التي تفشّت بشكل كبير ومُلفِت. ومن الأسباب الأساسية التي تعمل على دفع الزوجين لهذه الطرق هو عدم الإشباع العاطفي بينهما مما يؤثّر على استقرار الأسرة وانتفاء المودة في حياتهما. من هذا المنطلق آثرت طرح الموضوع للفت النظر الى هذه النقطة الهامة في حياة الزوجين والحث على انتهاج السبل الكفيلة في إعادة الروح لهذه العلاقات الساكنة قبل فوات الأوان.
أهداف الدراسة:
الوقوف على إظهار أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين.
الوقوف على العوامل المساعِدة على تحقيق الإشباع العاطفي.
إظهار الأسباب التي تعيق عملية الإشباع العاطفي.
نشر ثقافة الإشباع العاطفي وأثره في استقرار وسعادة الزوجين.
بيان أنوع الإشباع العاطفي
طرح جملة اقتراحات وتوصيات يمكن تعميمها على المهتمين بالشأن الأُسري للعمل على تحقيقها.

فرضيات الدراسة:
ان الدراسة تفترض:
وجود علاقة أساسية ومهمة بين الإشباع العاطفي عند الزوجين والسعادة واستقرار العائلة.
وجود علاقة بين الحرمان العاطفي والتفكك الأسري.
وجود علاقة بين التقارب الفكري والعلمي والثقافي والعمري وبين التقارب العاطفي بين الزوجين.
وجود علاقة بين الصحة النفسية للزوجين وبين الإشباع العاطفي.
وجود علاقة بين الجنوح الى الخيانة والجريمة وبين الحرمان العاطفي.

حدود الدراسة:
منطقة طرابلس في شمال لبنان.

عيّنة الدراسة:
تم اختيار عيّنة عشوائية من المتزوجين رجالاً ونساءًا في مدينة طرابلس من عمر 24 حتى 65 سنة .
أدوات الدراسة:
تعتمد الدراسة في تحليلها على:
مقابلة بشأن موضوع البحث مع الدكتورة حنان فاروق وهي مستشارة اجتماعية منذ خمس سنوات.
استبيان موجّه إلى عيّنة من المتزوجين شمل مجموعة من الأسئلة تتعلق بالفرضيات.

دراسات سابقة:
* أُجرِيَت دراسة نٌشِرَت في مجلة الأسرة أنّ الإناث في المجتمع قد يقعن تحت ضغوط أسريّة من الأزواج أو الوالدين أو الأشقاء مما يعيق استقرارهن الاجتماعي ويشعرن بالحرمان العاطفي بسبب العلاقات الأسرية والزوجية القائمة على التشاحن والتنازع والتصارع. وتفيد الدراسة أنه في المناخ الأسري الرديء الذي يفتقد إلى الاستقرار الاجتماعي تشعر حينها الأنثى فيه بحرمان عاطفي، ممّا يضطرها إلى أن تبتكر وسائل غير مشروعة للبحث عن الحب والحنان كأن ترتكب أفعالاً محرّمة تحقق ذاتها وتعوّض الفشل العاطفي الذي واجهته في حياتها الأسرية.
وفي دراسة ميدانية على النساء المحكوم عليهنّ بالسجن في السعودية نشر نفس المصدر أن ما نسبته 86.8% من السجينات جنحن للجريمة بدافع الحرمان العاطفي إما انتقاماً وكراهيةَ بالزوج وإما بحثاً عن الحب والحنان.
وورد في الدراسة: "كشفت الدراسة الميدانية أن هناك من المتزوجات المحكوم عليهن بالسجن لارتكابهن أفعال إجرامية كن يفتقدن الاستقرار بالحياة الزوجية ويقل توافقهن الزواجي مع أزواجهن ويشعرن بالحرمان العاطفي بسبب الفارق العمري والإكراه بالزواج، وبالتالي عدم التلاقي والتقارب بالأفكار والتفاهم والحوار، فلا يوجد تبادل للمشاعر الدافئة التي تبعث الحيوية في العلاقات الزوجية، مما يضطرهم إلى البحث عن ذلك النوع الدافئ من المشاعر بأي شكل من الأشكال، حتى ولو اضطرهم ذلك إلى ارتكاب سلوك محرم تحقق لهم تقدير للذات، وتحصل على إعجاب الرجال الآخرين بنظرتهم إليها بالإعجاب والتقدير....".
ومن ناحية أُخرى تشير الدراسة الى أنه " قد ترتكب بعض الزوجات الأفعال المحرمة كانتقام وكراهية للزوج بسبب ما تعانيه من إحباطاً وشعور بالعجز مما قد يدفعها ذلك إلى التنفيس عن هذه الضغوط بالعدوان والتمرد، ففقدان المودة والرحمة مع الزوج والشعور بالنبذ والإهمال منه يشعرها بتهديد في حياتها الزوجية وانصراف زوجها عنها، فتندفع في ثورات عارمة ضد زوجها تتمثل في أبشع صور الكراهية للزوج وهو ارتكاب الجريمة كأسلوب انتقام وتشفي من حرمان الزوج عاطفته نحوها...."
* وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط تأكيد المتخصص النفسي وليد الزهراني في مركز الطب النفسي السلوكي للإرشاد والعلاج النفسي في الرياض أن 95 % من مرتادات العيادات النفسية في السعودية هن ممن يعانين الفراغ العاطفي ويقعن تحت طائل الاكتئاب والرهاب الاجتماعى جراء علاقات عاطفية فاشلة أو تبعات علاقة زوجية غير ناجحة، مما يترتب عليه بحث المرأة عمن يعوضها ما فقدته من اهتمام واحتواء فتلجأ إلى أساليب غير صحيحة. ويضع وليد الزهراني اللمسات الأخيرة على دراسة حديثة له حول (تأثير الفراغ العاطفي في الأسرة السعودية) الى أن أهم الأسباب التي تدفع المرأة إلى البحث عن العاطفة خارج إطار الأسرة الى عدم الاستقرار داخل المنزل والملل والإهمال والمشاكل الأسرية وغياب الوازع الديني والاحتياج العاطفي، الى جانب طبيعة عمل الزوج وسفره الدائم وغيابه عن المنزل، مشيرا الى أنه لا فرق بين المتزوجة والبكر في سرعة الوقوع تحت وطأة الاحتياج العاطفي. وأردف أن أكثر السيدات اللائي يبحثهن عن الحنان هن ممن تتسع بينهن وبين أزواجهن الفارق الثقافي فهي تطمح إلى حياة رومانسية مليئة بالعاطفة بينما الزوج بعيدا عن هذا الشعور ويطالبها فقط بالإنجاب ورعاية الأبناء من دون النظر إلى احتياجاتها الخاصة مشيرا الى أن اكثر ما تحتاجه المرأة هو الاحتواء والحنان والإحساس بالأمان.
* وفي تقرير لمجلة "بونته" الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات. وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.
خطوات الدراسة:
أما الهيكلية العامة للدراسة فتضمّ مقدّمة وبابين يحتويان على فصول عدّة وهي مقسّمة كالآتي:
الباب الأول: الإطار النظري

الفصل الأول: مدخل الدراسة
مشكلة الدراسة
أهمية الدراسة
أهداف الدراسة
فرضيات الدراسة
حدود الدراسة
عيّنة الدراسة
أدوات الدراسة
دراسات سابقة
خطوات الدراسة

الفصل الثاني:


أولاً: تحديد المفاهيم
ثانياً: الإشباع العاطفي في القرآن
ثالثاً: أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين
رابعاً: وسائل تحقيق الإشباع العاطفي بين الزوجين
خامساً: عوامل تعيق الإشباع العاطفي بين الزوجين
سادساً: آثار عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين على الأسرة واستقرارها
سابعاً: أنواع الإشباع العاطفي بين الزوجين
ثامناً: وقفات مع الحبيب عليه الصلاة والسلام في عملية الاشباع العاطفي
تاسعاً: نص المقابلة مع الدكتورة حنان فاروق
عاشراً: هذا المسكن.. فأين السكن؟ (قصة واقعية)



الباب الثاني: الدراسة الميدانية


الفصل الأول: نتائج الإستبيان وتحليلها


الفصل الثاني: الاقتراحات والتوصيات

الخاتمة
نموذج عن الاستبيان
قائمة المراجع


الفصل الثاني

أولاً: تحديد المفاهيم

معنى الإشباع العاطفي بين الزوجين لغة واصطلاحاً

الإشباع العاطفي لغة:

الإشباع مشتق من شبع والشِّبَعُ: ضدّ الجوعِ.
وأَشبَعَ الثوبَ وغيرَه: رَوّاه صِبْغاً، وقد يستعمل في غير الجواهر على المثَل كإِشْباع النَّفْخ والقِراءة وسائر اللفظ.
وكلُّ شيء تُوَفِّرُه فقد أَشْبَعْت.

العاطفي مشتق من عطف وعَطَفْتُ، أي مِلتُ..
وعَطَفْتُ عليه، أي أشفقت.

الأُسْرَةُ: الدِّرْعُ الحصينة
وأُسْرَةُ الرجل: عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم.

فالإشباع العاطفي بين الزوجين المُتناوَل في البحث مرتبط بالأسرة فكان لزاماً أن نحدّد أيضاً ما معنى هذا المصطلح أي الأسرة.

تعريف الأسرة ومقوماتها:

"ولعلّ أفضل تعريف للأسرة أنها جماعة من الناس توحدّهم صلات قربى قوية قائمة على روابط الدم أو الزواج أو التبنّي والادعاء، وتجمعهم روابط العيش المشترك الذي تُراوح أنشطته بين اللهو وتمضية وقت الفراغ والعمل وتناول الغذاء والإقامة والتعاون والثقة والسكنى في دار واحدة. وقد انبثقت هذه الجماعة في ظروف الحياة الطبيعية والاجتماعية للإنسان، لتؤدي وظائف ضرورية لكل من الفرد والمجتمع، أقلها الإشباع العاطفي لأفرادها، وتوفير وضع ملائم للتعاون الاقتصادي والتواصل الجنسي والتناسل ورعاية الذرية والحفاظ على مظاهر الحضارة ونقلها من جيل إلى آخر

الأسس النفسية للأسرة: من أبرز خصائص الأسرة الإنسانية وأشهر أسباب نجاحها في مهامها وأقوى عوامل تمتين اللحمة بين أفرادها أنها اجتماع يقوم على المودة، ينشأ وينمو في جو من عواطف الحب ومشاعر الحنان والاحترام والإيثار والرغبة الصادقة بتحمّل المسؤولية. إن جميع الأدوار الأسرية تحدث في سياق وجداني. وتعدّ الأسرة المكان الأساسي لنماء تلك العواطف الإيجابية، ومحل تفريغ شحنة التوترات النفسية الناجمة عن الحياة الاجتماعية وضغوطها، فتوفّر بذلك للإنسان السكن النفسي والاطمئنان الداخلي، وتمنحه الراحة والسعادة، وتعيده إلى حال الانسجام الضرورية لأداء أدواره الحيوية بفاعلية ونجاح، وترضي في داخله لاعج الرغبة بالخلود والامتداد في الزمان من خلال الذرية.
إن وظيفة السكن النفسي والإشباع العاطفي هي إحدى أهم الوظائف التي تضطلع بها الأسرة. ومن سمات تطور الأسرة المعاصرة أنها تميل إلى تأكيد هذه الوظيفة. ولا شك في أن حدوث خلل في أداء هذه الوظيفة يضع الأسرة أمام مشكلات كبيرة تهدد بانحلالها، لذلك أخذت المشكلات النفسية للأسرة تحظى باهتمام متزايد من الباحثين."


الإشباع العاطفي اصطلاحاً:

الإشباع العاطفي بين الزوجين هو ارتواء قلبيهما بالحب والحنان والمودة والرحمة بحيث لا يكون عندهما نقص في المجال العاطفي فيفتشان عنه خارج حدود الإطار الزوجي.
والإشباع العاطفي هو عبارة عن قسمين: اشباع العاطفة القلبية واشباع الغريزة الجنسية. فكما أن الجسد بحاجة الى تغذية وإشباع للجوع فكذلك القلب فإنه بحاجة إلى إشباع، والجنس أيضاً بحاجة إلى إشباع لئلا يؤدي النقص في هذه الحوائج إلى تغيير في السلوك والانحراف عن الطريق القويم أو على أقل تقدير العيش في اكتئاب وألم.

ثانياً: الإشباع العاطفي في القرآن

نفسٌ واحدة.. الزواج آية من آيات الله جل وعلا شرّعه لغايات سامية ووضع جل وعلا أسساً له ومنهجاً كما في كل ميدان من ميادين الحياة البشرية ليسعد الإنسان بما حباه الله جل وعلا ويحقّق المطلب الأسمى لوجوده وهي خلافة الله جل وعلا في أرضه. والحياة الزوجية علاقة متينة ورابط قدسي بين الزوجين أساسه المودة والرحمة والتفاهم والمشاركة النفسية والوجدانية بينهما.
يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ "
يقول سيد قطب في الظلال مفسِّراً الخلق من نفس واحدة والسكن في هذه الآية: " فهي نفس واحدة في طبيعة تكوينها، وإن اختلفت وظيفتها بين الذكر والأنثى وإنما هذا الاختلاف ليسكن الزوج إلى زوجه ويستريح إليها؛ وهذه هي نظرة الإسلام لحقيقة الإنسان ووظيفة الزوجية في تكوينه.."
ثم يركّز على قضية الأمن والراحة بين الزوجين فيقول: " والأصل في التقاء الزوجين هو السكن والاطمئنان والأنس والاستقرار ليظلل السكون والأمن جو المحضن الذي تنمو فيه الفراخ الزغب وينتج فيه المحصول البشري الثمين، ويؤهل فيه الجيل الناشئ لحمل تراث التمدن البشري والإضافة إليه. ولم يجعل هذا الالتقاء لمجرد اللذة العابرة والنزوة العارضة كما أنه لم يجعله شقاقاً ونزاعاً وتعارضاً بين الاختصاصات والوظائف أو تكراراً للاختصاصات والوظائف؛ كما تخبط الجاهليات في القديم والحديث سواء!"
وفي نفس السياق يقول الله جل وعلا في القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَا"
وفي الظلال يقول سيد قطب رحمه الله تعالى في هذه الآية: توحي الآية بأن قاعدة الحياة البشرية هي الأسرة. فقد شاء الله أن تبدأ هذه النبتة في الأرض بأسرة واحدة فخلق ابتداء نفسا واحدة وخلق منها زوجها فكانت أسرة من زوجين "وبثَّ منهما رجالا كثيرا ونساء". ومن هذه الأسرة الأولى يبث رجالا كثيرا ونساء كلهم يرجعون ابتداء إلى وشيجة الربوبية ثم يرجعون بعدها إلى وشيجة الأسرة التي يقوم عليها نظام المجتمع الإنساني بعد قيامه على أساس العقيدة.
ويقول الإمام ابن كثير في خلق النفس الواحدة: يقول تعالى آمرا خلقه بتقواه وهي عبادته وحده لا شريك له ومنبها لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة وهي آدم عليه السلام " وخلق منها زوجها " وهي حواء عليها السلام خلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته فأنس إليها وأنست إليه. – انتهى –
فالخلق من نفس واحدة أدعى للتناسب والسكن إلى بعضهما والراحة ثم أن خلق المرأة من الرجل تبثّ في القلب رحمة عنده أنها منه وأنها قريبة وترتبطهما علاقة خَلقية قبل أن تكون زوجية وهذا من حكمة الله جل وعلا وفضله على البشر أن هيّأ لهم ما يعينهم على استمرارية حياتهم وضمان سعادتهم وما على البشر إلا انتهاج شرعه جل وعلا وتنمية هذه المشاعر والحفاظ على هذا العطاء الإلهي ليكون السرور والرضا والراحة في الحياة.
سكنٌ.. مودّةٌ ورحمة.. وفي آية تتجلّى فيها كل المعاني الراقية للزواج يقول الله جل وعلا: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
وفي تفسيره للمودة والرحمة يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "المودة هي: المحبة، والرحمة هي: الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد" .
أما الظلال فجاء فيها: والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الأخر وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين؛ وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة. ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب واستقرارا للحياة والمعاش وأنسا للأرواح والضمائر واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء. والتعبير القرآني اللطيف الرفيق يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس: "لتسكنوا إليها".. "وجعل بينكم مودة ورحمة"..
"إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".. فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقا للآخر. ملبيا لحاجته الفطرية: نفسية وعقلية وجسدية. بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار؛ ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء والمودة والرحمة لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد.. – انتهى -
يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله : "وأمّا الودّ فهو خالص الحبّ وألطفه، وأرقّه وأصفاه، وهو من الحبّ بمنزلة الرأفة من الرحمة"
وفي تفسير القرطبي ورد أن ابن عباس قال: المودة الجماع والرحمة الولد.
فحين يتحقق السكن بين الزوجين والطمأنينة يكون الجماع تعبيراً عن هذا الحب ورغبة في تقرّب كلّ منهما للآخر والتصاقه به وتتجلى الرحمة في تكوين هذا الولد في الرحم ليكون رحمة دائمة بين الزوجين وجامعاً لهما ما رعيا حقوق بعضهما البعض وأبعدا الشيطان عن حياتهما.

وفي آية بديعة من آيات الله جل وعلا يصف الزوجين بأن أحدهما لباس للآخر إذ يقول جل وعلا: " هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ"
وللباس معانٍ كثيرة جاء منها في كتب التفسير بأنه الشيء الملتصق بالجسد، وفيه معنى التكافؤ النفسي والبدني، والزينة، والستر، والطهارة، والاستغناء، والنعيم، والوقاية، وحفظ العورة، والتجدد. ولعلّ أهم معنى يطابق بحثنا هنا هو معنى السكن كما ورد عن مجاهد في تفسير القرطبي.


ثالثاً: أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين

ما أن يكبر الإنسان يبدأ بالشعور ان هناك ما ينقصه ويبدأ رحلة التفتيش عن نصفه الآخر ليسكن إليه ويشاركه السعادة في هذه الحياة. فالله جل وعلا زرع في كلا الرجل والمرأة فطرة الميل الى الآخر ليستمر النسل وتعمر الأرض. وحين يلج الرجل والمراة في حياة الزوجية يكونان قد بنيا قصوراً في الأحلام ويتمنيا أن تتحقق في عشّهما وألاّ ينغّص معيشتهما ألم.

ومن المُلفِت هذه النظرة عند حديثي العهد بالزواج من أن الحب هو ذاك الحب الذي شاهداه في الأفلام والمسلسلات وأنه سيدوم لهيبه الى أن يضمهما قبرهما بعد عمر طويل. ويغفل هؤلاء أن الحياة الزوجية جملة مسؤوليات وأعباء وقودها المودة والرحمة بينهما وأنهما إن لم يعملا المحافظة على أسباب دوام هذه المحبة وعلى تزكية هذه المشاعر وتنميتها وإزكائها بالأقوال والأفعال وبذكاء فسينهار البيت أمام لسعات المحن المتتالية.

وهذا الحب ليس مجرد مشاعر تترجمها اللقاءات الحميمة بين الزوجين وإنما هو وحدة رؤية وآمال وتفاهم ومصارحة ومشاركة بالإضافة طبعا إلى السكن.

وللإشباع العاطفي أهمية على الصعيدين النفسي والجسدي. ومن دونه فإن البيت الذي أُسّس على الحب من أول يوم سينهار رويداً رويداً وسيجد كلّ من الزوجين نفسه محبط عاطفياً وجسدياً.

فالركن الأول بعد تقوى الله جل وعلا والتوكل عليه واخلاص النية له في بناء هذا البيت الزوجي من الأساس هو ملء الفراغ العاطفي عند كلّ من الزوجين ومحاولة اشباع أحدهما للآخر عاطفياً حتى لا يكون البيت مجرد جدران تجمعهما وأرواحهما وقلبيهما خارجه. ودمار البيوت يبدأ من فقدان الحرارة في العلاقات بين الزوجين فيه.

اذاً أهمية الإشباع العاطفي تنبع من حاجة الرجل والمرأة الى سكن ومودة يجب على كل طرف أن يوفّرها للآخر حتى لا يسقط أيّ منهما في بؤر الرذائل من تعاسة وخيانة وجريمة واكتئاب وانحراف بحثاً عن الحب والحنان.
يقول د. عبد العزيز بن عبد الله الدخيل أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بجامعة الملك سعود: " الحاجة إلى الإشباع العاطفي غريزة تولد مع الإنسان، وهذا ما أثبتته دراسات كثيرة.... وبحسب نظرية الحاجات للعالم «ماسلو»، فإن للإنسان حاجات متدرجة - أسماها الحاجات الإنسانية Human needs - تعمل كدافع أو محفز لأن يسلك سلوكاً ما حيث قسمها ماسلو إلى خمسة أقسام هي: الحاجات الفسيولوجية والحاجة إلى الأمن، والحاجة إلى الحب، والحاجة إلى تقدير الآخرين، والحاجة إلى تقدير الذات.... وما لم تشبع بطريقة سليمة تتفق مع معاييرنا الدينية والاجتماعية فإنها لا بد أن تخرج بشكل او بآخر قد لا يتفق مع المعايير الدينية والأخلاقية والاجتماعية..... فإذا كان عدم أو ضعف اشباع الفتاة أو الزوجة لحاجة الحب والتقدير اليها من قِبَل أسرتها او زوجها يعدّ عاملا مساعدا في أن تبحث عنه بشكل منحرف، فما بالنا بمن لا يكتفون من الآباء والأمهات والأزواج بعدم إشباع الحب والتقدير لدى أبنائهم وانما ينزعون إلى إيذاء بناتهم وأولادهم وزوجاتهم بالشتم أو الضرب؟ إن من أسس الوقاية من انحراف الأبناء والبنات والزوجات، أن نسعى إلى اشباع احتياجاتهم من الحب والحنان والتقدير، أن نشيع ثقافة الحب داخل الأسرة، وألا نخجل من التودد لبعضنا البعض."
كما يؤكّد أستاذ الطب النفسي الدكتور هاشم بحري على أنّ: "الحب هو الضمان الوحيد لنجاح العلاقة الزوجية، وتأتي بعده عوامل أخرى، مثل: طبيعة الزوج والزوجة، وتحكيم العقل في العلاقة. فالحياة الزوجية شَرِكَة نفسية وجسدية يدخلها اثنان بِنِيَّةِ الاستمرار، ويتوقف استمرار العلاقة ودرجتها على قدرة الزوجين على الذوَبان كل في الآخر، فإذا كان هذا الذوبان على طريقة تقديم التنازلات لتمضي سفينة الحياة، فإن استمرار العلاقة سيكون نسبياً، ومعرَّضاً للأزمات؛ إذا ما تعرضت معادلة التنازلات للاهتزاز".
وقد يبقى الأزواج مع بعضهم البعض بالرغم من الصمت الزوجي أو الخرس العاطفي أو في أسوأ الحالات الطلاق العاطفي ولكن الحياة لن يكون لها معنى من دون هذه المشاركة العميقة وفي كل شيء التي أرادها الله جل وعلا بين الزوجين ليحققا النعيم في البيوت. ومعلوم أن الذي يفتقر إلى حاجة عنده جسدية كانت أم نفسية – ولعلها الأخطر – فلن يكون باستطاعته الإبداع ولا حتى الإنجاز على المستوى المطلوب في أيّ من أموره وستكون الحياة مجرد ورقات تُطوى في صحيفته وأيام تمر من دون طعم ولا لذة.

وقد يكون مآل زواج محطّم الى الطلاق الفعلي وتفكك الأسرة وتجرّع الأبناء لويلاتِ هذا التفكك خاصة على النطاق النفسي.

والجدير بالذكر أن الإشباع العاطفي يختلف مفهومه وطرق ترجمته عند الأفراد حسب الوعي والثقافة والإمكانات والتوقّعات ولكن الأساس يبقى موحّداً لأن النفس البشرية مجبولة على الغرائز والفطرة نفسها. وعلى الزوجين توضيح متطلباتهم وحاجاتهم للشريك منذ الأساس وأن يتفهّم كلٌّ الآخر ويسعى لإشباعه حتى لا يصطدما عند أول بلاء فينهار الصرح الذي حسِبوه ممرّداً.

فحريٌّ على الزوجين أن يعيا طبيعة العلاقة الزوجية ويقدّرا هذه المسؤولية الكبرى لإنشاء أسرة مستقرة.

والله جل وعلا جعل أساس العلاقة الزوجية المودة والرحمة وكانت هذه آية من آياته جل وعلا. ولو لم تكن هذه العواطف من الأهمية بمكان ما كان خلق ربنا جل وعلا حواء ليسكن اليها آدم عليه السلام وما كان سعى سيدنا آدم عليه السلام للبحث عن أمنا حواء عليها السلام حين هبطا الى الأرض فكان هو في الهند وهي في الحجاز فبقي يفتش عنها حتى وجدها. ما الذي جعله يجوب كل هذه القفار إن لم يكن حاجته للعاطفة والسكن؟!

ويقول الشيخ محمد الغزالي حيث قال: " هناك معالم ثلاثة ينبغي أن تتوفر في البيت المسلم، أو أن تظهر في كيانه المعنوي ليؤدي رسالته ويحقق وظيفته، هذه الثلاثة هي: السكينة والمودة والتراحم..
وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر، والود المتصل، والتراحم الحاني فإن الزواج يكون أشرف النعم، وأبركها أثرا… وسوف يتغلب على عقبات كثيرة، وما تكون منه إلا الذُّريات الجيدة"

وفي كتابه "الحب أحسن دواء" يتحدث الدكتور عادل صادق عن الحب وأهميته للصحة النفسية للإنسان. فالصحة ليست الخلو من المرض لكن الصحة هي السعادة والأمن النفسي.. والمصدر الأساس للسعادة هو الحب، والمصدر الأساسي للأمن النفسي هو الحب، وتلك غاية الإنسان من الحياة.. السعادة، والأمن. والصحة هي إنتظام الإيقاع، هي الإنسجام، هي البديع والشكل الجميل، هي الأنا المتحدة روحاً ونفساً وجسداً، وهي القدرة على التواصل العاطفي مع الآخر.. فيقدم الدكتور عادل صادق "روشتة" مكتوب فيها دواء واحد لكل متاعب الإنسان وآلامه وهو الحب.

وقد أوضحت دراسة طبية أميركية أن عناق المرأة واحتضانها مفيد لقلبها. وقال باحثون في جامعة نورث كارولينا درسوا حالات كل من الجنسين في 38 زوجا من الرجال والنساء، إن الاحتضان يؤدي الى ازدياد مستويات هرمون الأوكسيتوسين الذي يسمى هرمون الارتباط، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يقلل من مخاطر التعرض لأمراض القلب. وأضاف الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة سايكوسوماتك ميديسن إنهم لاحظوا انخفاض ضغط الدم لدى النساء أكثر من الرجال بعد عناقهن واحتضانهن.
ويشير الأستاذ عيسى المسكري في معرض حديثه عن صمت الأزواج أن هناك دراسة حديثة بجامعة لوجانو السويسرية أكدت على الفوائد الصحية للزواج والاستقرار العاطفي، فقد ثبت أنّ الزواج وسكن المشاعر يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن، حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة على تخفيف حدّة توتر الجسم، ويفرز هرمونات السعادة بكمّ أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية اكتشف الباحثون أنّ الأسبرين لا يشفي الصداع؛ لكن نصف ساعة من الإلفة الزوجيّة هي الدواء. وأكدت مجموعة كبيرة من النساء الأمريكيّات اللاتي يعانين من نوبات الصداع النصفي أنّ الأسبرين لا يفيد، ولكن النوبة تزول بعد ساعة صفاء مع الزوج الحبيب.
أضف إلى ذلك أنّ الحب والدفء الأسري يساهم في علاج الأرق ويساعد على الوقاية من سرطان البروستاتا بنسبة لا تقل عن  58%. وأثبتت الفحوصات والتحاليل أنّ هناك فرصة أفضل للمصاب بالسرطان للشفاء إذا كان زوجاً أو زوجة ترفرف على حياتهما السعادة والمحبّة، لأنّ العواطف الإيجابيّة والسلوك الودود ينشطان نظام المناعة في الجسم.
كما أكدت الدراسة أنّ الزواج يفيد في تقوية عضلات القلب لما فيه من دفع مؤقت للدم وتنشيط للدورة الدموية، وبالتالي تمدّ الجسم بالمزيد من الطاقة، وفي هذا الصدد يقول الباحثون إنّ الزواج أفضل ألف مرة من استخدام أغلى الأدوية التي تعالج سقوط الشعر الذي يحدث في غياب الإحساس بالاستقرار النفسي، ويستثنى من ذلك حالات الصلع الوراثي أو تلك الحالات المرضيّة المفاجئة التي تصيب الرجال والنساء لأسباب مختلفة.
"فالحب هو رأس المال الرابح ولا خسارة معه فهو أساس الرحمة وملاك السكن وقوام المودة، وكلما زاد رأس المال اتّسعت التجارة وزاد ربحها"

رابعاً: وسائل تحقيق الإشباع العاطفي بين الزوجين


مما لا شك فيه أن الفترة الأولى من الزواج – عند الأغلب - تكون الأكثر تشبّعاً للعاطفة. فالمشاعر لا تزال غضّة طرية والشغف لاكتشاف الحياة الجديدة في أوجّه ولهفة اللقاء والشوق للحبيب في أعلى درجاتها والتواصل العاطفي كبير بين الزوجين ابتداءاً من النظرات الحنونة واللمسات الدافئة والكلمات الغزلية فكل تصرّف يؤخَذ بإيجابية ويعتبره الشريك تعبيراً عن الحب والرغبة في إسعاده.

ولكن بعد فترة من الزواج يبدأ الملل يتسرّب الى هذه العلاقة ويتعطّل التواصل اللفظي بالغالب وهناك الانشغال بالأطفال والمسؤوليات الكثيرة الناتجة عن هذا الإرتباط وأيضاً هناك التصادم بين الزوجين نتيجة الاختلافات في الطبائع والتوقعات. وهذا لا يعني أن الحب انتهى كما يعتقد البعض وإنما أصبح له وجه آخر ومع ذلك فإن أهمل الزوجان هذا الفتور فسيترتّب على ذلك النفور ثم التباعد ثم الانفصال إن لم يتم رأب الصدع في العلاقة الزوجية.

وعلى الزوجين أن يتفهما طبيعة خلق كلّ منهما. فالمرأة بطبعها عاطفية وتحب سماع الكلام الجميل والتعبير عن مشاعرها وتسعد أن هناك من يسمع لها ويقدّر كلامها وذلك لأنها خُلِقَت من شيء حي فتتعامل بروح وعاطفة أكثر؛ وهي عطاء بلا حدود إن عرف الشريك كيف يفهمها ويهتم بها بطريقة صحيحة.
والرجل بدوره يعتقد أن أفعاله تعبِّر عن مكنون نفسه دون ضرورة اللجوء الى التعابير الكلامية ومن هنا تبزغ أهمية المصارحة بين الزوجين وفهم كلٍّ منهما لاحتياجات الآخر ومحاولة اشباعها بكل ما أوتي من قوة وجهد.
ويجب أن تبقى في الحسبان حقائق مهمة جداً أولها أن الشرع هو المرجع بينهما ثم حقيقة قد تكون غائبة عن أذهان الكثيرين وهي أن حب الزوجة لزوجها وحبه اياها هو حب في الله جل وعلا. أي أن كلاهما يحتسب هذا الحب عند الله جل وعلا ارضاءاً له سبحانه وتطبيقاً لشرعه القويم. فإذا ما تغلغلت هذه المفاهيم في نفوس الزوجين استطاعا أن يتخطّيا مصاعب كثيرة وأن يطبقا أموراً جليلة ولو على حساب أنفسهما وراحتهما لأن مردود كل ما يقومان به سيجدانه عند الله تعالى يوم القيامة.

إنّ الحب والاحترام والثقة والمصارحة والحوار، الإخلاص والوفاء والصدق، والأمانة والتضحية والتسامح هم عناوين عريضة ومهمة في الحياة الزوجية وتساعد على تثبيت دعائم البيت السعيد. وترجمة هذه المشاعر الراقية تكون بكلمة حانية ولمسة مباركة ونظرة عاشقة وبهذا كله يكون الإشباع العاطفي ولا أدنى شك. وعلى الزوجين انتهاج السبل الكفيلة بتأجيج المشاعر لتحقيق الإشباع المطلوب لاستمرارية الحياة.

وسأسرد ضمن نقاط أساسية بعض الوسائل التي تساعد على تحقيق الإشباع العاطفي بين الزوجين والاستمرارية هي الشرط الضامن – بعد الله جل وعلا – لبقاء حرارة الحب والرغبة بين الزوجين.

المعاشرة بالمعروف
التناصح بالحق وبأسلوب حسن
الإلتقاء على الطاعات من صيام وصلاة وتلاوة قرآن كريم
القيام بكامل الواجبات وعدم التمنّن
الرحمة والعفو والتسامح
عدم تكليف الطرف الآخر ما لا يطيق
التذكّر ان هناك واجبات وليس فقط حقوق
الإبتعاد عن الروتين اليومي ومحاولة التجديد
التهادي ولو كانت رمزية
الاتصال الدائم من العمل للإطمئنان وبث كلمات الحب
تذكر المناسبات الخاصة المشتركة والاحتفال بها
التفريق بين مسؤولية الأولاد وحقوق الشريك
التفريق بين الأًصدقاء وحقوق الشريك
الاهتمام باللباس والنظافة والرائحة الزكية
استعادة الذكريات الخاصة والجميلة
فتح المجال للمرح والمزاح والمدعابة أثناء التخاطب
أخذ اجازة قصيرة لإشعال الشوق
كتابة الرسائل للبوح بما ينخر الصدر حين يفتقد طرف ما التواصل المباشر بشريكه
اكرام كل طرف لأهل الطرف الآخر وعدم نقدهم وشتمهم في غيابهم
إدخال السرور بالطرق الشرعية المتاحة
المدح في الغياب والإطراء في الحضور
الشكر على كل معروف أو خدمة يقوم بها أحدهما للآخر
المراعاة حين الغضب وخاصة في فترة الحيض عند النساء
المناداة بأحب الأسماء أو الكنية
التزين والتطيّب والتجمّل للقاء
الاستقبال والتوديع عند الباب بحرارة
ضبط الأعصاب وعدم الاستثارة حين النقاش الحاد
الاستجابة للقاء الحميمي وعدم التذرّع بالانشغال أو عدم الرغبة
إشعار الشريك بالتقدير له ولجهوده في ترتيب أمور الأسرة
المساندة النفسية عند الحاجة إليها
التغافل عن السلبيات والتركيز على الايجابيات
ادامة التبسم وإظهار علامات الرضا
الاعتدال في الغيرة
مشاركة الطرف الآخر في الهوايات حتى لو لم تكن ضمن اهتماماته
اشاعة نظرات العطف والحنو والاعجاب
تخصيص أوقات للتخطيط للمستقبل وكيفية تربية الأولاد
التفاعل في وقت الأزمات كالأمراض والمشاكل
الإصغاء بدون مقاطعة
تجنب العبارات القاسية والكلمات المؤذية
المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة
كسر الرتابة الجمود وتغيير الديكور في المنزل
البعد عن سوء الظن والاتهامات
اظهار الشوق والوله بعد فراق ولو بسيط
إشعار الآخر بالطمأنينة والأمان في وجوده
حفظ أسرار الشريك
عدم المقارنة بالآخرين
عدم الحفاظ بذكريات الآلام
التماس الأعذار حين الخطأ
عدم التحدث في العيوب امام الناس وخاصة الأهل
البوح للشريك أنك فخور لارتباطك به
كظم الغيظ وامتصاص الغضب
ترداد كلمة "أنا احبك" ولو من دون مناسبة
الاعتذار في حال الخطأ فهذه ليست منقصة
عدم هجر فراش الزوجية بسبب الخلافات
حل كل المشكللات وعدم ترك ملفات مفتوحة
الاحتضان والإكثار من اللمس ليس فقط في أوقات الجماع
احترام كل طرف لأهل الطرف الآخر واستيعاب الأخطاء إن وُجِدَت

قد تكون هذه الأمور مشتركة بين الزوجين ولكن هناك بعض النقاط المهمة التي تتوجب على الزوج خاصة كما ان هناك نقاط أُخرى تتوجب على الزوجة بشكل خاص ويمكن تلخيصها
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين Empty رد: أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين {السبت 1 أكتوبر - 16:33}



النفقة الكافية
تعليمها أمور دينها
العدل إن كان هناك تعدد زوجات
عدم التهديد بالطلاق
عدم حرمانها من أهلها
الترفيه عنها
عدم اللجوء الى الضرب الا في نهاية المطاف
توفير المسكن الشرعي لها

حقوق الزوج على زوجته:

الاهتمام بهندامه وأشيائه
الاستئذان في الخروج والاستقبال
الطاعة بغير معصية
احترام رغباته وذوقه
تربية أولاده وحفظ بيته


ولعل في وصية أمامة بنت الحارث لابنتها قبيل زواجها كل الخير فقد أجملت وجمعت فأوعت.. فقد قالت:

* أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً.
* أي بنية! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً.
* فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
* وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
* وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
* أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
* أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
* ثم اتقي- مع ذلك- الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
* وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.
* وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
* واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.

وفي قصة القاضي شريح مع زوجته لفتة مهمة أيضاً توضح أهمية معرفة كل طرف لنفسية شريكه والاتفاق على أسس البناء منذ أول يوم ليُصار الى تحقيق الإشباع العاطفي بالطمأنينة والرضا بين الزوجين.

قال شريح القاضي: خطبت امرأة من بني تميم؛ فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي؛ فقلت : إن من السنّة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها؛ فتوضأْتُ فإذا هي تتوضأ بوضوئي؛ وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي؛ فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها؛ فقالت: على رسلك يا أبا أمية؛ ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله؛ أما بعد.. فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك؛ فبيِّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك، ولكنْ إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً؛ وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به "إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".
فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه، أما بعد.. فإنك قلت كلاماً إن ثبتِّ عليه يكنْ ذلك حظاً لي، وإنْ تدعيه يكن حجةً عليك، أحب كذا وأكره كذا؛ وما رأيت من حسنة فبثيها، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، قالت: من تحب مِن جيرانك أن يدخل دارك آذن له، ومَن تكره أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال: فبتّ معها بأنعم ليلة، ومكثت معي حولاً؛ لا أرى منها إلا ما أحب، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء؛ وإذا بعجوز تأمر وتنهى فقلت: مَن هذه؟ قالوا: فلانة أم حليلتك، قلت: مرحبا وأهلا وسهلا، فلما جلسْتُ أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك يا أبا أمية، فقلت: وعليك السلام ومرحبا بك وأهلا، قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة وأوفق قرينة، لقد أدبتِ فأحسنت الأدب، وريضتِ فأحسنت الرياضة؛ فجزاك الله خيراً، فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا يُرى أسوأ حالاً منها في حالتين: إذا ولدت غلاماً أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشرّ من الروعاء المدللة. قالت: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلت: ما شاءوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية، فمكثَت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئاً؛ وكان لي جارٌ يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك:
رأيت رجالاً يضـربون نساءهم
فشلّت يميني يوم أضـرب زينبا
أأضـربها في غير جرم أتـت به
إليّ فما عـذري إذا كنت مذنبا

خامساً: عوامل تعيق الإشباع العاطفي بين الزوجين


في الفقرة السابقة تم سرد بعض العوامل التي تساعد في عملية الإشباع العاطفي لدى الزوجين وبالطبع فإن افتقار الحياة الزوجية من هذه العوامل من شأنها أن تعيق عملية الإشباع.

وبالإضافة الى انتفاء عوامل تنمية الحب الواردة فهناك عدة عوامل تقتل بذرة الحب وتؤدي إلى التباعد بين الزوجين وفي نهاية المطاف قد يصلان الى الانفصال الروحي أو الجسدي أو الاثنين معاً.

وكأساس يجب على الزوجين تفهّم نفسيات بعضهما البعض وعدم توقّع الكمال والخروج من الأحلام الوردية التي نسجاها أيام الخطوبة وعليهما مناقشة النواقص فيهما بكل حب واحترام وقبول ورضا ومن ثم يعملان على توحيد الرؤيا والمسار؛ ولا شك أن العطاء والتضحية مهمان في عملية الاندماج في الحياة الزوجية.

وتتكلم الأخت عبلة بساط جمعة في كتابها "مهارات في التربية النفسية لِفرد متوازن وأسرة متماسكة" عن الاختلافات التي يدخل بها كلا الزوجان الى عالم الزوجية وضرورة أن يكونا متهيئين لها عند تكوين الشراكة الزوجية. فهناك الاختلاف في وجهات النظر للكثير من الأمور والاختلاف في العادات اليومية، وفي النظرة للحياة الاجتماعية وكذلك اختلاف في أولويات الانفاق وتربية الأولاد وغيرها من الأمور المهمة في الحياة بين الشريكين.
وعلى الزوجين أن يحترما هذه الفروقات ولا يجعلاها سبباً في التفريق بينهما بل هي غنىً لأفكارهما وعليهما ان يسعيا لإيجاد قرار موحّد في كل أمر مبني على المشاورة والمصارحة والمشاركة.

وفي الحقيقة عندما يخفق الطرفان بالحديث عن توقعاتهما فإن ذلك يؤدّي إلى تدهور تدريجي في الحوار والخطاب مما يسبب شيئاً من ضعف الثقة بينهما. فعندما ينزعج أحد الطرفين من الآخر يبتعد عنه وتبدأ الأفكار السلبية تسيطر عليه ويبدأ الحب بالتراجع وتنشأ حالة من اللامبالاة.
ويقول بعض الخبراء أن الذي يحدد طبيعة مستقبل حياة الزوجين ليس مقدار المحبة بينهما وانما طريقة تعاملهما مع النزاعات والخلافات.

توافق.. رغم الإختلاف.. يشبّه الأستاذ محمد رشيد العويد المرأة والرجل بالقوس والسهم فيقول: ما أكثر انطباق القوس والسهم على المرأة والرجل، فالمرأة في انحنائها النفسي أشبه بالقوس والرجل في طبيعته المباشرة وانطلاقه في الحياة أشبه بالسهم وانطلاقه في الفضاء، والمرأة في لينها وطواعيتها وعطفها أشبه بالقوس التي إذا شدها الرامي بالسهم على الحبل انحنت وانعطفت واستجابت، والرجل في صلابته وجديته أقرب إلى صلابة السهم واستقامته، والمرأة التي تبقى مستقرة في بيتها أشبه بالقوس التي تبقى في يد الرامي، بينما السهم الذي ينطلق قوياً في الفضاء كلما زاد انحناء القوس أشبه بالرجل الذي ينطلق قوياً في الحياة كلما زادت محبة زوجته له وعطفها عليه.


إنّ من أهم أسباب الخلافات التي تعيق عملية الإشباع العاطفي عند الزوجين هي:

ضعف الوازع الديني
العصبية الزائدة والغضب
فقدان أسلوب الحوار السليم
سوء العلاقة الحميمية بين الزوجين
رفض أحد الأطراف للآخر بسبب تراكمات المشاكل
عدم القدرة على الاندماج بسبب عدم التكافؤ
الوصول الى مرحلة الصمت الزوجي
تهميش أحد الأطراف لشريكه وعدم مراعاته
الأنانية وايثار الذات
عدم المشاركة في الهموم والمشاعر
الايذاء البدني او المعنوي
الانتقاد والهجوم المباشر على الآخر والاحتقار
التفنن في اختلاق النكد
إنكار فضل الشريك خاصة عند الغضب
الذنوب والمعاصي


ومن أهم وسائل حل الخلافات وتجاوز العقبات الزوجية:

الحوار الجيد المبني على حسن الانصات والاحترام وعلى النية الصادقة بضرورة حل المشكلات والوصول الى درجة مقبولة من التواصل الإيجابي لإكمال رحلة الحياة معاً ومن أجل توفير أجواء مريحة ومستقرة للأبناء أيضاً.
المصارحة ومن ايجابياتها:

- إخراج مكنونات النفس وعدم تراكمها.
- التقريب بين وجهات النظر وأنماط السلوك.
- الشعور بالثقة المتبادلة.
- الوقاية من كثير من المشكلات وحلها فى مهدها قبل تفاقمها.
- إشعار لكل طرف بأهميته عند الطرف الآخر.
- تحقيق المودة والرحمة والسكن لكلا الزوجين.
الإستماع من غير لوم
الصبر والاستغفار والرضا وحسن التوكل على الله جل وعلا
تقوى الله جلَّ وعلا والتزام شرعه سبحانه وسُنّة المصطفى عليه الصلاة والسلام


ولعل من الأمور التي تعيق الإشباع العاطفي بين الزوجين أيضاً كما يؤكّد الدكتور مأمون المبيض في كتابه "التفاهم بين الزوجين" حين تكلم عن الحاجات العاطفية للرجل والمرأة هو عدم ادراك كلّ منهما الطريقة الأفضل لتوفير هذه الحاجت العاطفية فيعمد كل طرف الى تقديم الحب بالطريقة التي يفضّلها هو.


فالرجل مثلاً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، والحب الذي يعبر عن تقدير جهوده وما يقدمه. بينما تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها، وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم.

سادساً: آثار عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين على الأسرة واستقرارها


لم يعد يخفى على عاقل ما للأسرة واستقرارها من أهمية في حياة الفرد. ويكفي أن تكون الأسرة هي اللبنة الأساس لبناء المجتمع لتحظى بهذه الأهمية البالغة وبهذا الكَم من الدراسات والمتابعة. ولربما كان الزمن الذي نعيش فيه جيوبه حبلى بالأحداث والمشاكل والكوارث نتيجة البُعد عن الدين والعولمة وانتشار الفساد عبر الفضائيات ووسائل الإعلام وغيرها.

والأسرة – كما غيرها – عانت من هذه الآفات المنتشرة إن على صعيد العلاقة الزوجية وإن على صعيد الأبناء. فتعالت الصرخات من هذه المخاطر التي تهدد الأسرة وارتفعت نسب الطلاق وعلَت موجة الخيانة الزوجية وتفككت الأُسَر فلجأ الأبناء إلى المخدرات والعربدة وفتشت الفتيات على ما يسد رمقهنّ من العاطفة المفقودة في بيت الأهل.
وإزاء كل هذا تؤكّد الدراسات أن الخطر متربصٌ بالأسرة إن لم يراعي الزوجان علاقتهما بالدرجة الأولى لأن تبِعات تخاصمهما ستؤدي دون أدنى شك الى تفكك الأسرة وضياع الجيل الواعد.
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين Empty رد: أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين {السبت 1 أكتوبر - 16:34}

المأوى الفارغ Empty Shell

" عندما تفتقر العلاقة العاطفية بين الزوجين بحيث لا يشعر أحدهما بوجود الآخر او باهميته في حياته الوجدانية او ينظر كلّ منهما للآخر على أنه غريب، عندئذ تصبح خليّة الأسرة فارغة في مشاعرها وواهية في روابطها العاطفية وتضحى عواطفهم غير مشبعة وتمسي التزاماتهم الأسرية (كزوج وزوجة) شكلية فارغة من روحها إنما يبقيان مرتبطين اسمياً وظاهرياً دون طلاق أو انفصال بينهما.
هذا النوع من الوضع الأسري يشوبه العنف والشجار المستمر الذي يعمل على إذابة السعادة الزوجية وروح المرح بينهما وهذا يعني ان تفاعلاتهما لا تحدث إلا عند الضرورة والحاجة.
أما تفاعل الأبناء مع والديهم فإنها تحدث عند الضرورة أيضاً وحسب التزاماتهم العامة خالية من التعابير الودية والمشاعر الحارة.
وإزاء الشجار والعراك المستمر بين الزوجين فإن أبنائهما يفكرون بالخلاص من هذا المناخ الحاد والمشحون بالمشاكل اليومية وهذا هو التفكك الأسري" اهـ ملخَّصاً.

اذاً فالأبناء يتأثرون بهذه الأجواء القاتمة بين الأبوين سواء بسلوكهم الاجتماعي أو أخلاقهم وأدائهم الدراسي. ولربما ساقهم الرفض الى جحود الآباء وعصيان أوامرهم انتقاماً منهم على عدم توفير الأمن والاستقرار النفسي في البيت.
وفي الدراسات والبحوث الجنائية اتضح أنّ أحد أهم عوامل الجنوح الى الجريمة هو النقصّ الحاد في التغذية العاطفية للجاني.
وبدورها إن لم تجد الفتاة العاطفة في البيت فقد تلجأ الى التفتيش عنها خارج الإطار العائلي ولربما ابتُلِيَت بذئب بشري نزع عنها لباس العفّة والتقوى فمن يكون المسؤول يومها؟

الخيانة الزوجية

إن عدم اكتفاء كل طرف بشريكه في الحياة الزوجية نتيجة انعدام الإشباع العاطفي بينهما قد يؤدي ولا شك الى الخيانة الزوجية. حيث أنّ كلّ من الرجل والمرأة لديه متطلبات نفسية وجسدية فإن لم يجد ما يشبع غريزته عند زوجه وفقد الوازع الديني فقد يلجأ إلى التفتيش عن طرف آخر يلبي حاجاته الغريزية. وفي ظل الانفتاح الذي يعيشه مجتمعنا اليوم لا يحتاج المرء الى كثير تفتيش ليحصل على مراده. وفي أحسن الأحوال إن وُجِد الوازع الديني فقد يلجأ الزوج الى التعدد ليحصل على الإشباع الذي يريد.




الاكتئاب

حين لا يحصل الزوجان على ما يسعيان اليه من اشباع عاطفي في حياتهما الزوجية فقد يصل الأمر بالبعض منهم أن يدخلوا في دوامة الاكتئاب واليأس وتتحوّل حياتهم لدهليز معتِم لا نور فيه ولا دفء مما يعكس أثره على الانجازات التي تكاد تنعدم لفقدان الأمل والرغبة والحافز على الاستمرار والإبداع والانتاج.

كانت هذه أهم الآثار التي تتولّد عن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين وهي لا شك خطيرة لوحدها فكيف إذا أضفنا عليها آثاراً أُخرى؟!

سابعاً: أنواع الإشباع العاطفي بين الزوجين


لله درّها من عاطفة ترفع والى الفضائل تدفع ورضا الله تجلب تلك التي خصّها الأزواج لبعضهم البعض. وللإشباع منافذ عدّة أهمها:
اشباع العاطفة القلبية
اشباع الحواس: النظر والسمع والذوق واللمس والشمّ
اشباع الغريزة الجنسية

إنّ كلا الزوجين بحاجة لهذا الإشباع ليأمنا في بيتهما ويستقرا نفسيا ولا يكونا جائعين عاطفياً فتتكدّر الحياة ويتنغّص العيش. ولئن كانت المرأة بتركيبتها العاطفية أحوج من الرجل لسماع كلمات الحب ولإحساسها أن هناك من يهتم بها ويشغله أمرها فغن الرجل أيضاً بحاجة الى اشباع عاطفي ليستمر في العطاء والانتاج.
أرِح القلب بصدق المودة.. يقول الشيخ الأستاذ محمد حسين فى كتابه "العشرة الطيبة للمرأة": "أرأيت أيها الزوج العاقل لو أن إنسانًا أعطاه الله نعمة المال الكثير فكنزه ولم يستثمره ولم ينفق منه على نفسه ولا على من يجب عليه النفقة عليهم .. ما تقول فيه؟ إن المال جعله الله ليتداول بين الناس لا ليكنزوه، وكذلك كنوز العواطف التي تملكها في قلبك لزوجتك ولا يصل منها إليها ما يكفيها، ولهذا لا يقنعها ملكك لها وكنزها في قلبك، بل ستشكك في وجودها عندك. أنفق أيها الفتى على أهلك ولا تحرمهم رفدك فيزداد منها بعدك، قل لها بملء الفم، واغترف مما في القلب، ولا تجعلها تشعر أبدًا أنك بخيل القلب حتى لو كنت سخي اليد."
فالقلب بحاجة الى تلك العواطف التي تزهر فيه فتورِثه الراحة النفسية وإذا ما أشبع جانب الاحتياج العاطفي فسيكون طريقاً لتذليل كل المصاعب واحتمال كل الأعباء والمسؤوليات عن طيب نفس.

وللكلمة سِحر.. فكن الساحر الذي يمزج عواطفه بكيمياء الكلمة فترتعش لسماعها شغاف القلوب. قد يتحمّل الزوج أو الزوجة مشقات وأعباء جسيمة ثم ينهار التعب أما لسعة دفء من كلمة تخرج من عمق القلوب بصدق "أحبك"! وليس من الضروري أن تكون هناك مناسبة لتبوح بهذه المشاعر الحميمة لشريكك بل اجعلها ترنيمة خاصة تبثها بصدق كلما سنحت لك الفرصة ولا تقل أن الشريك متأكد من محبتك له فالإنسان بحاجة الى أن يسمع ويتلذذ بالبوح بالرغم من تأكده من المشاعر.
يقول فايز سليم في كتابه اللمسة السحرية في السعادة الزوجية: «كلمة أحبّك لها مفعول عجيب وتأثير ساحر في نفس سامعها، فهذه الكلمة تفتح آفاق الحياة، وتبعث الأمل في النفوس، وترسم لوحة السعادة بقلم الحب. وإنّها لتدفع إلى تحقيق المستحيل، لكن الكثير منا يعتبرون هذه الكلمة وما على شاكلتها من الوجدانيات أمراً صبيانياً ساذجاً.. بل يعتبرونها من المراهقات المتأخرة التي لا تليق بأفعال الرجال"
ولقد سأل الكاتب الاجتماعي محمد رشيد العويد مجموعة من النساء عن موقفهنّ ومشاعرهنّ تجاه كلمات رقيقة طيبة فيما لو صدرت من أزواجهنّ فكانت هذه بعض إجاباتهن:  
*  سأكون سعيدة، وسأردّ على كلامه بكلام أحسن منه.
  * أشعر بالرضا لأني أرضيت ربي.. ونلت رضى زوجي.
* ترتفع معنوياتي كثيراً، وقد يزداد حبي له أكثر فأكثر.
  * يختفي إحساسي بالتعب.
وقد ثبت علمياً أن عبارات الحب تؤثِّر على خلايا الكائنات الحية في الجسم وتساعد على تنظيم الدورة الدموية وتقاوم الخلايا الخبيثة. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع في هذا الاتجاه ويشيع ويشجّع على اشاعة الحب ونشر ثقافة الإفصاح وعدم التكتم بالمشاعر وخير دليل حادثة الصحابي حينما أخبره أنه يحب فلانًا، فسأله: أأخبرته؟ قال: لا، قال: إذن فأخبره". وإن كان هذا منهج الحبيب عليه الصلاة والسلام مع الصحابة فكيف بين الأزواج وهم أولى لعمارة الكون؟!

وفي المجتمع الذي يسوده الحب يتّسِم هذا المجتمع بالترابط وينعم بالصحة النفسية ولكن المشكلة في التربية التي يتلقّاها الرجال خاصة في المجتمعات الشرقية حيث انه الرجل القوي الذي لا يجب أن يُظهشر ضعفه ويعبِّر عن مشاعره التي هي ديدن النساء وهذا خطأ فادح في التربية لأن عواقبه خطيرة على استقرار الأسرة إن امتنع الرجل عن البوح بمكنون نفسه تجاه زوجته وشعر بالمهانة إن فعل!

وعينٌ تتمتّع.. يتذمّر الكثير من الأزواج أن الزوجة لا تتزيّن إلا حين خروجها للحفلات أو استقبالها لصويحباتها بينما تزهد في إظهار محاسنها لزوجها بعد فترة من الزواج. ولا شك أن اشباع عين الزوج بمفاتن زوجته كفيل أن يغض بصره عن الحرام لكفايته بالحلال. وتزيّن كلا الزوجين للآخر عربون مودة وخير برهان على الاهتمام بالشريك.

وقد ذكر الميناوي في "فيض القدير" أن أحد حكماء الرجال قال: "تزيّن المراة لزوجها من أقوى أسباب المحبّة والألفة بينهما وعدم الكراهية والنفرة، لأن العين ومثلها الأنف – رائد القلب -، فإذا استحسنت منظراً أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة، وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهية والنفرة".

وليس التزيّن للنساء فقط فإن الرجال عليهم أيضاً أن يتزيّنوا لنسائهم وقد كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: "إني أحب ان أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتجمّل لي".

وفي نفس الإطار نذكّر بما قاله الحبيب عليه الصلاة والسلام أن تبادل النظرات بين الزوجين من أسباب تنزّل الرحمات فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما!" فلغة العيون واللمس من أعظم وسائل الإشباع العاطفي بين الزوجين.

وللأنف سبيل.. كيف لا وقد قال الشاعر: والعين تعشق ما تهوى وتبصره.. كذلك تعشق فيك الأنف والأذن
والرائحة تنتشر بسرعة ويتأثر بها القلب وتغري الرجال وتجذبهم ولذلك حرّم الشرع خروج المرأة متعطّرة لما لذلك من فتنة محتّمة.
فليحرص كلّ من الزوجين أن لا يجد من صاحبه الا كل ريحٍ جميل ولعل الأزهار تساهم في تحلية الأنف فتخيّم على المكان نسمات طيبٍ مسكِرة! ويكفي أنّ ألوان الزهور تعالج بعض الأمراض النفسية كالقلق، والتوتر، وتعيد للجسد نشاطه، وتبعث في الحياة الزوجية مفردات السعادة كما يؤكّد الأستاذ عيسى المسكري.

وللّمسة نصيب.. قد يعتقد بعض الأزواج أن اللمس يكون فقط في غرفة النوم وحين الجماع وهذا أمر خاطئ تماماً.. فإن اللمسة الحانية ليس لها موعد ولا مقدّمات وإنما تكون في كل وقت ومكان.. وليس بالضرورة أن تكون فقط ضمن العملية الجنسية بين الزوجين.
فقد تكون الجلسة لمشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب أو على الشرفة للراحة فيجب استغلال هذه الدقائق في إظهار الحب للشريك بأن يمسك الواحد بيد الآخر أو يضع يده على كتفه وبحضور الأبناء ليتعلموا أن يعبِّروا عن مشاعرهم خاصة مع شركائهم في المستقبل.
فاللمسة تُسلي الروح وتُنسي المتاعب والمشقات اليومية وتُذهِب التعب الذي تعانيه الزوجة في الرعاية وتدبير أمور المنزل والأبناء؛ وكذلك الزوج الذي يكابد خارج المنزل ليؤمِّن رغبات وحاجات العائلة. وهي لا تكلّف شيئاً ومفعولها كبير!

أإشباع في التذوق؟! هناك مثلٌ شعبي تردِّده النساء دائماً فيقلن: الطريق الى قلب الرجل معدته.. ولربما كان هذا الأمر صحيحاً الى درجة ما ولو لم يكن يعلو في عملية الإشباع المرتبة العالية كالأنواع الأُخرى.. ولكن يبقى أن الرجل يحب أن تهتم زوجته بأكله وتُتقِن فنون المطبخ والطبخ فهذا يعود عليه بالراحة والسعادة. وعلى الزوجة أن تراعي هذا الجانب وتتعلّم أصناف جديدة وتحرص على طبخ الأصناف التي يحبها زوجها والحلويات وتعاجله بفنجان قهوة مثلاً إذا كان معتاداً أن يشربه في ساعة معينة من دون طلب منه وهذا ترجمة للإهتمام منها فتطيب نفسه لذلك.

طهارة امتزاج.. إنّ عملية الإشباع الجنسي جدّ مهم في الحياة الزوجية وكم اهتزت دعائم بعض البيوت نتيجة عدم التوافق الجنسي بين الزوجين. فالتحصّن وإشباع الغريزة الجنسية في النفس تكاد تكون من أهم العوامل التي يسعى الزوج للزواج من أجلها بالإضافة الى ايجاد السكن النفسي مع النصف الآخر.

وقد ترجم هذه المعاني الأستاذ محمد قطب رحمه الله تعالى فاتى ببيان ولا أروع حيث قال: "يقول إنسان لنفسه: إنني أحس في أعماقي بحنين إلى الجنس الآخر، ورغبة قوية في اللقاء بأحد أفراده، والامتزاج معه، والإفضاء إليه، والإتحاد الكامل معه حتى كأننا شخص واحد لا شخصان منفصلان" ويتابع فيقول: "أنا لست جسداً خالصاً، ولا تمر عليّ لحظة واحدة في حياتي أكون جسداً بلا عقل، وإحساسي بالجنس هو قطعة مني، هو جزء من كياني كله، فلأكن إذن على الفطرة السليمة لبني البشر. فليكن إحساسي بالجنس شاملاً لكياني كله، شاملاً لكل ما أنا مشتمل عليه من مشاعر. فليكن رغبة جسم، وخفقة قلب، ورفّة روح. فليكن "عاطفة". فليكن – إلى جانب الرغبة – مودةً ورحمة وتعاطفاً وتفاهماً وامتزاجاً روحياً ولقاء يرتفع بالكيان إلى عليين"

فإن كان هذا الإحساس المرهف والإدراك العميق لحقيقة الجنس في نفس كلٍّ من الزوجين فقد توصلا إلى حقيقة راسخة في مفاهيم الحياة الجنسية ولا بد أن يكون الإشباع من هذا الجانب محقّقاً إن توفّرت حيثيّات اللقاء الحميمي وفنونه.
والعملية الجنسية علاج لبعض الأمراض النفسية فقد نقلت وكالة أنباء رويترز أن أفضل علاج ظهر في عام 1995 للتخلص من القلق هو معاشرة الرجل زوجته.. وفقأ لما أوردته مجلة "منزهيلث" (صحة الرجال) التي قالت : إن نتائج الأبحاث تشير إلى أن المعاشرة المنتظمة لا تخفف من الإجهاد فحسب، بل إنها تطيل العمر أيضاً.
وكذلك هي تُنقِص الوزن وقد تحتاج الى هذه المعلومة بعض النساء الراغبات في إنقاص أوزانهنّ. فقد ذكر الأستاذ محمد رشيد العويد أن العالمان الأميركيان هيليوشين وغرايدمان أكّدا أن مجموع الطاقة الحرارية التي تبذل خلال المعاشرة الزوجية الواحدة تتراوح بين 50 إلى 75 ألف وحدة حرارية.

وإن شعر أحد الزوجين أنه مرفوض – جنسياً – من الآخر فسيسقط في دائرة التعب النفسي والوحدة وقد تنقطع قنوات الاتصال بمن حوله وخاصة الشريك لأنه غير مشبع جنسياً وتتأزم حالاته وينعدم بعدها الحوار وكافة أشكال التفاهم والتودد بين الطرفين. وما هذا إلا لأن العلاقة الجنسية هي تعبير عن المودة والرغبة في الشريك فإن انتفت وتعطّلت فكأنها رسالة ضمنية أن الشريك يرفض شخص الطرف الآخر وليس العملية بحد ذاتها ومن هنا ينشأ الخصام والتباعد وتكبر الفجوة بين الزوجين. ويؤكد الدكتور ستيفان فرينزو أستاذ النفس في جامعة ماركيت الأميركية أن أصعب أنواع الوحدة وأقساها على القلب هي تلك التي يحس بها المرء وهو وسط أهله وأقاربه؛ ويقول: إن انعدام جو التفاهم وتبادل الآراء والعواطف يترك المرء في مرارة الوحدة ولو أحاط به مئات من الناس بمعسول الكلام. إنها أقسى أشكال الوحدة.

يقول الخبراء: إن على الرجل إن أراد تجاوب زوجته أن يظهر لها حبه وحنانه قبل الاقتراب منها. وحبذا لو عمل على إصلاح الأمور بعد كل مشاجرة تفاديا لتراكم البرود والنفور فيما بعد".

ولقد جاء في وصف الحور في الجنان أنهم عرباً أترابا والعروب هي المتوددة الى زوجها وعربت المرأة إذا تحببت إلى زوجها، وقال ابن الأثير في 'النهاية' العَرابة هي التصريح بالكلام في الجماع والمقصود من لفظة العرب هو فاعلية المرأة في الاستجابة لزوجها بالتدلل والتلطف والمداعبة فكوني ملاكه الودود ليكون ملِككِ الشفوق.

وتودد المرأة الى زوجها والتفنن والإبداع في إغرائه وتحقيق الإشباع الجنسي له ليس من قلة الحياة بل هو على العكس تماماً قِمّة الأخلاق وجزء من العبادة التي تؤجَر عليها إن هي أخلصت النية لله جل وعلا.

وعلى الزوجين أن يتحضّرا للقاء الحميمي بالتزين والتطيّب والمداعبات فلا يقع الرجل على زوجته كما تقع البهيمة بل هو التودد وإن انتهى الزوج ووصله ما يريد من العملية الجنسية فعليه أن ينتظر زوجته لتبلغ ما بلغ هو فتجد الراحة وكذلك عليهما بعد قضاء الوطر أن يتداعبا ويحرصا على إشباع العواطف كما الجسد.

يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى: " وفي بضع أحدكم صدقة ومن تراجم النسائي على هذا الترغيب في المباضعة ثم ذكر هذا الحديث ففي هذا كمال اللذة وكمال الإحسان إلى الحبيبة وحصول الأجر وثواب الصدقة وفرح النفس وذهاب أفكارها الرديئة عنها وخفة الروح وذهاب كثافتها وغلظها وخفة الجسم واعتدال المزاج وجلب الصحة ودفع المواد الرديئة فإن صادف ذلك وجها حسنا وخلقا دمثا وعشقا وافرا ورغبة تامة واحتسابا للثواب فذلك اللذة التي لا يعادلها شيء ولا سيما إذا وافقت كمالها فإنها لا تكمل حتى يأخذ كل جزء من البدن بقسطه من اللذة فتلتذ العين بالنظر إلى المحبوب والأذن بسماع كلامه والأنف بشم رائحته والفم بتقبيله واليد بلمسه وتعتكف كل جارحة على ما تطلبه من لذتها وتقابله من المحبوب فإن فقد من ذلك شيء لم تزل النفس متطلعة إليه متقاضية له فلا تسكن كل السكون ولذلك تسمى المرأة سكنا لسكون النفس إلينا"

فسبحان من خلق الأزواج كلها.. وجعل الأُنس والسكن في هذه العلاقة الربانية المباركة فضلاً منه وتنعُما..


ثامناً: وقفات مع الحبيب عليه الصلاة والسلام في عملية الإشباع العاطفي بين الزوجين

ومن مثلُ النبيّ محمدا؟
أدّبه ربه فأحسن تأديبه.. حتى إذا ما سئلَت عنه أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان قرآناً يمشي على الأرض. بأبي أنتَ وأمي يا رسول الله.. سيرته العطِرة تفوح بكل الروائع فهو قدوة في كل شيء. لقد كان القائد والإمام والمشرِّع والأب والقاضي والزوج الرحيم وأكثر.. ثم أنه صلى الله عليه وسلم كان نموذجاً يُحتذى في كل منحى من شخصيته المباركة.
يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"
فمن أراد القدوة ليقلّد فيتميّز بتبعّله فهذا النبي الحبيب له خير قدوة فليلتزِم.
وحقيقة لقد جمع البعض جُملة أمور كان النبي صلى الله عليه وسلّم يقوم بها مع زوجاته – على كثرتهنّ- فمن قرأها لم يزدد إلا حباً وإعجاباً وإجلالاً لهذا النبيّ الكريم صلوات ربي وسلامه عليه. فقد كان نِعم الزوج الحنون العطوف المتفهِّم الذي يراعي زوجاته ويصبر على غيرتهنّ ويناقشهنّ دون تعنيف ولا توبيخ.
وسأعرض في هذا المبحث عناوين رئيسة دون الخوض في التفاصيل إن شاء الرحمن جل وعلا لأنه موضوع عميق وكبير ويصلح أن يكون بحثاً قائماً بذاته..

مناداتها بتلطّف: كان صلى الله عليه وسلم يقول لأمنا عائشة: "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام قلت وعليه السلام ورحمة الله قالت وهو يرى ما لا نرى".
رفع اللقمة الى فمها: يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى فِي امرأتك"
التزيّن والتطيّب والتحضّر لملاقاتهنّ : فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت بالسواك. وعن أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: " كنت أطيّب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما يجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"
وضع الفم على نفس موضع فم الزوجة: عن أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها: "كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في"
التقرب العاطفي من الزوجة حتى في حال الحيض: عن أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن"
الحِلم والأناة: فمن حديث أنس رضي الله تعالى عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمسك حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيت التي كسرتها"
رقية أهل بيته: عن عائشة قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي"
مجاراتها فيما تحب: عن عائشة قالت: "والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي و الحبشة يلعبون بالحراب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف"
اللعب مع الزوجة: عن عائشة رضي الله عنها أنها "كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال هذه بتلك السبقة".
الإفصاح عن حبه لهنّ أمام الناس: فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال: عائشة فقلت من الرجال؟ فقال: أبوها قلت ثم من؟ قال عمر بن الخطاب فعدّ رجالا.
تخصيص الوقت لهنّ: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث معها"
مساعدة أهله في أعمال البيت: فقد سئلت أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها: "ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت: كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة"
مدحها أمام الجمع: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
إعراضه عن الضرب: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة"
السماع لها مهما طال الحديث: فبعد سرد أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها لحديث أم زرع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماعه لها دون تأفف: " قالت عائشة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائش كنت لك كأبي زرع لأم زرع"
الأخذ بمشورتهنّ: كأخذه صلى الله عليه وسلم بمشورة أم سلمة رضي الله تعالى عنها يوم صلح الحديبية.

وللحبيب عليه الصلاة والسلام أحاديث كثيرة يوصي بها الرجال وفي خطبة الوداع أمرهم أن يُحسِنوا لهنّ وكان يشجّع الرجال أن يكونوا خير أعوان لزوجاتهم وكذلك النساء حثّهنّ في أحاديثه صلى الله عليه وسلم أن يُحسِنّ معاملة الرجال وأخبر عن الثواب العظيم.. ومن أحاديثه في هذا الموضوع صلى الله عليه وسلم:
"استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء"
"لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر أو قال غيره"
" إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجِر"
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله جل وعز في الجنة. قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال: كل ولود ودود، إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى "
"فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك، فأضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
"إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها"
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم"
" إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها"
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام".

تاسعاً: نص المقابلة مع الدكتورة حنان فاروق


ما هي برأيك أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين؟

الزواج الذى هو الرباط المقدس بين رجل وامرأة اختارا تكوين بيت.. ومن أسس العلاقات الزوجية هو طلب العفاف للزوجين.. ومن أين يتأتى هذا العفاف إن لم تقم العلاقة الزوجية على إشباع عاطفي يبث الحنان والدفء فى الأسرة؟.. والعلاقة الزوجية ليست علاقة أجساد فحسب وإلا كانت حددت بوقت وتنتهي حالما انتهى الغرض منها.. لكنها علاقة بناء.. ولهذا فقد قال العرب عن الدخول بالمرأة (البناء بها).. والبناء أبداً لا يأتي من علاقات عابرة أو مادية وإنما يلزمه لكي يتم توافق واتفاق وتفاهم واقتراب وإلا لهدم كل طرف ما بناه الآخر عند أول اختلاف.. والرضا بالطرف الآخر وعنه لا يتم إلا إذا حرص كل من الطرفين على إشعار الآخر بالحب الحقيقي والحنان والحرص على استكمال رحلة الحياة معه بالذات.. وأنه لا يقارنه بغيره مهما امتلك هذا الغير من مميزات.. فإذا حدث خلاف هذا فقد تنقطع الرحلة المشتركة أو على الأقل تكون منقوصة الأعمدة مما يؤهلها للسقوط إما تماماً وإما فى أداء مهمتها وعي بناء الأبناء البناء الصحيح السوي الذى يكفل للمجتمع ككل النجاح والتقدم.

ما هي وسائل تنمية الإشباع العاطفي بين الزوجين؟

ينبغي للزوجين منذ البداية أن يفهما طبيعة الزواج وأنه ليس علاقة تملكية يتحكم فيها طرف فى الآخر.. لذا أول محاور الإشباع العاطفي هو الاستماع للآخر للوصول إلى فهم طبيعته ومتطلباته.. مميزاته وعيوبه.. دون ترك فرصة للآخرين خارج محيط الأسرة اياً كانت درجة قربهم وقرابتهم للتدخل أو إبداء الرأى فى أمور خاصة لا علاقة لهم بها.. أيضاً لا يجب أن يضع الطرف الآخر فى مقارنة من أي نوع مع آخرين لأننا ببساطة لا نعرف من هؤلاء الآخرين إلا ما يظهرونه هم فقط أما خصوصياتهم فلا يعلمها إلا الله ثم من يعايشونهم فى حياة كاملة متكاملة.. علينا أيضاً ألا نستصغر الأشياء البسيطة التي تبث معاني جميلة وكبيرة فى النفوس الإنسانية مثل الهدايا المعبرة عن الحب ولمسات الحنان والتربيت التى توصل للطرفين مدى تفهم الآخر لتعبه وجهوده من أجل الأسرة فتمحو أي أثر للتعب وتبدله برضا وحب عميق.. ربما أيضاً الإتفاق على طريقة واحدة لتربية الأطفال وعدم إبداء المعارضة أو التعارض في الآراء أمام الأطفال ينمي نوعاً من الاحترام الذي يساند الحب ويدفعه للأمام إذ أن الحب المجرد من الاحترام محكوم عليه بالموت.. عبارات الثناء على موهبة الآخر وقدراته وإبرازها أمام الأبناء والآخرين خاصة أقرباء الزوجين من الأهمية بمكان.. كما يجب ألا ننسى الاهتمام المتبادل بوالدي وأقارب الطرفين فهو يضفي محبة شاملة على الأسرة الصغيرة من الأسرة الكبيرة مما يؤكد ويوسع مساحة الحب العميق بين جميع أفراد الأسرة ويغرس مشاعر الامتنان بين الطرفين..

تحدثتِ أختي عن العوامل المساعِدة التي بموجبها تتعزز عملية الإشباع فما هي عوامل هدم الإشباع العاطفي؟

إنّ عوامل هدم الإشباع العاطفي بين الزوجين هي بالضبط عكس عوامل البناء..
فالإصرار على عدم التفهم وقطع الحوار بين الطرفين إضافة إلى عدم الاحترام المتبادل هي أول عوامل هدم العلاقة العاطفية من أساسها.. الانتقاد الدائم بمناسبة وبغير مناسبة للآخر خاصة أمام معارف وأقرباء الطرفين والانتقاص من قدرات بعضهما البعض سراً وجهراً والخلافات العلنية والألفاظ النابية والإقلال من شأن اهتمامات الطرف الآخر ومحاولة تحطيمه بقصد أو بدون قصد.. والإهمال التام أو غير التام كلها معاول تهدم فى كيان الإشباع العاطفي للطرفين..

تُرى ما هو أثر الإشباع العاطفي بين الزوجين على الأسرة واستقرارها؟

لا شك أن تمام الإشباع العاطفي لكل من طرفي بناء البيت يغرس الاستقرار فى البيت ويجعل كلا من الطرفين والأبناء في حالة من الرضا تمكِّن السفينة من إكمال رحلتها بقدر قليل من المشاكل والعقبات وتمكنها من الثبات فى وجه العواصف والأنواء التي تمر بها الأسرة في أوقات كثيرة من رحلتها.. أيضاً هذا البيت المستقر لا ينتج إلا أبناءاً أسوياء غير مصابين بأمراض العصر من القلق والاكتئاب والعنف والخجل المرضي.. وأقدر على خوض رحلة الحياة بثبات وبخطى واثقة من نفسها.. ودعونا لا ننسى أن الأبناء منذ نعومة أظفارهم يشعرون بنوعية العلاقة بين والديهما ويتأثرون سلباً وإيجاباً بها وبمردوداتها..
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين Empty رد: أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين {السبت 1 أكتوبر - 16:34}

من خلال الاستشارات التي ترِدك دكتورة حنان هل وجدتِ أن عدم الإشباع يحتل مركزاً عالياً في المشاكل الأسرية؟

بالتأكيد.. فعدم الإشباع العاطفي هو أساس من الأسس التى ترتكز عليها معظم المشاكل الأسرية التي تخترق محيط البيت وتبدأ فى البحث عن حلول خارجية.. فالإشباع العاطفي قادر بإذن الله على أن يحل ويتخطى معظم العقبات التي يقابلها الأزواج..




هل برأيك أن عدم الإشباع العاطفي يستحق أن يطلب أحد الطرفين الطلاق من أجله؟

أحياناً.. فطبائع البشر تختلف ودرجات تحملهم وإيمانياتهم ليست متساوية.. ودعونا نتفق أن فاطمة بنت قيس طلبت الخلع من زوجها لأنها لم تكن واثقة أنها تستطيع أن تعيش حالة الإشباع العاطفي.. فخافت على نفسها الفتنة ودرء المفسدة مقدم على جلب المنفعة..

هل تعتقدين أنه من الأفضل البقاء في أسرة واحدة حتى لو كان الطرفان يعيشون حالة طلاق صامت من أجل الأبناء على أن يلجأوا الى الطلاق؟

من وجهة نظرى.. الأمر يستحق عشرات بل مئات المحاولات قبل الجزم باستحالة العشرة.. فالبيوت لا تبنى على الحب وحده.. وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل أراد أن يطلق زوجته "لأنه لا يحبها": ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم.

كيف يتأكد الطرفان أن الجفاف العاطفي الذي سيلقونه بعد الطلاق ليس أكبر من الجفاف العاطفي الذي يلقونه في ظل الأسرة المتباعدة الأطراف عاطفيا؟

يمكن التأكد من ذلك إذا انفصمت عرى الاحترام والتقدير بينهما.. فمن الممكن أن يعيش زوجان تحت سقف واحد بحب قلبل واحترام كبير.. لكن تسرب وانسلال الاحترام حتى لو تواجد الحب يخل بالميزان.. وليس هذا فحسب بل ينكسر الأمل حتى فى تربية سوية لجيل ليس له أي ذنب..

فاقد الشيء لا يعطيه فهل تظنين أن المرأة غير المشبعة عاطفياً تستطيع أن تعطي أبناءها الحب؟ وهل يكونون العوض عن الزوج؟

اتفقنا أنها قدرات.. بمعنى أن هناك أرامل ومطلقات يفضلن العيش من أجل أبنائهن على ارتباط جديد وبالتأكيد ليس لديهن إشباع عاطفي.. لكنهن يغدقن الحب على أبنائهن ويشبعوهم عاطفياً ونفسياً.. وليس معنى هذا أن المرأة التي لا تستطيع أن تعيش بغير زوج يشبعها عاطفياً بها نقص.. بل هو اختلاف طبائع البشر.. وقدرات متباينة..





عاشراً: هذا المسكن.. فأين السكن؟! (قصة واقعية)


تترقرق عيناها بالدموع كلما لفحت نيران الذكرى تلك المحنة.. لا تحب دخول دهاليز الماضي خشية الانكسار من جديد.. فقد عانت كثيراً قبل ان تلملم الجراح وتلتقط أشلاء روحها المتناثرة بعد كسرها.. ولو باختيارها هي!
ابتدات قصتها حين تقدّم لها شاب فاختارته عن قناعة لسبب واحد فقط لا غير: ملتزم!
من بين العشرات الذين تقدّموا وجدت فيه نفحة ايمان تمثّلت – لقصور فهمها يومها – بلحية واتّزان فلم تلتفت لوضعه المادي ولا الثقافي ولا العلمي والفروقات بينهما كثيرة وقالت كلمتها التي اعتادت أن تبثّها بكل جرأة: هذا الذي أريده لأعيش حياة اسلامية معه وأعوّض الماضي!
أما أي ماضي فكانت حديثة عهد بالالتزام وقد ضيّعت سنوات عشرون ربما قبل أن تتعرف على الله جل وعلا.. فأرادت من يعلّمها دينها الذي لم تكن تفقه منه شيئاً إلا ما سمعته هنا وهناك ومن نثار كتب!
وفي أول لقاء بينهما كانت القاعدة التي أرادتها شعاراً للحياة: القرآن والسُنّة! وحين الخلاف نحتكم الى شرع الله جل وعلا. كم كانت بريئة يومها!
بعد العقد ابتدأت الأمور تتضِح أكثر.. أين التزامه الذي أريد؟ اصطدمت بحائط الواقع ولكنها لم تستطع الخروج من المأزق.. اعتمدت على الأمل فخانها!
كانت تحلم بتغيير للأفضل حين يكونان في بيتهما ووعدت نفسها بالمحاولة. فقد خشِيت عليه من صدمة تركها له وهو يحبها كما ادّعى.. أو كما يفهم الحب!
تزوجا.. فعرفت من أول ليلة أن المسير بينهما قليل.. وأنها لا بد مفارقة!
وابتدأت رحلة الجفاف العاطفي من أول الطريق.. وتتالت الصدمات.. فأصبح رفضها بحجم تلك الصدمات المتلاحقة! فانهار كل شيء ولم يبق الا الألم..
عانَت منه كثيراً وكانت تفتش عن زاوية واحدة عنده تتكئ عليها فلم تجد.. تحوّل كل حلم الى سراب.. ولم يكن يجمعهما الا ورقة استحلّ أن يكون معها في بيت واحد بعد توقيعها.. ولكنه خرج من قلبها بمجرد أن سكنا معاً هذا البيت الكئيب..
كانت تستجدي منه كلمات حب.. ولكنه كان عاجزاً عن البوح بمشاعر لم يكن يفقه منها الا أحرف يتناقلها تجار الكلمات في الأفلام: أحبك! كان يقولها بلا روح ولا معنى والهدف: لقاء اكتشفت معه معاني الاغتصاب المرير! فكرهت ذلك الفراش الذي امتص دموعها وآهاتها المخنوقة من الكراهية والقرف!
كل يوم كان يبعده عنه أميال وأميال.. ولا تكاد تدخل في نقاش جاد معه الا تجده أبعد ما يكون عن فهمها فتوقفت عن الكلام.. وانعدم الحوار بينهما.. وأصبحا غريبين في دار واحدة.. وكل يوم كانت تعي مرارة ما تعيشه وتفقد الكثير من مميزاتٍ لفتَت إليها رؤوساً وقلوبا!
لم تعد تستطيع المتابعة بعد أن استحالت الحياة بينهما فطلبت الطلاق فرفض.. فكيف يتخلى عن "ممتلكاته"؟!
كان عطاؤه لها معدوماً.. وكانت ملتزمة بكل أمور البيت.. كل شيء! وكان هو يعيش بين أشيائه الصغرى عديمة القيمة!
كانت الأيام تمضي بطيئة جداً.. ولم يعد لأي شيءٍ طعم أو لون.. حتى الصلاة.. حتى القيام.. حتى القرآن الكريم..
وصلَتْ من اليأس مبلغاً لا يعلمه الا الله.. لم تحاول النهوض لأنها كانت تنتظر شيئاً واحداً فقط: الموت!
مضت سنوات طوال حسِبَتْها دهوراً.. وابتدأ الانهيار التام يُنذِر بالأفول.. ومرضَتْ مرضاً شديداً ما استدعى لدخولها المستشفى وقرر الأطباء اجراء عمليات جراحية لها.. وكان الطبيب يردّد لأمها: ما تعاني منه نسبته الكبرى نفسي فالمرض العضوي ليس بجديد وهو مذ وُلِدَت ولكن الآن ظهرت أعراضه لأنها محطّمة!
حاول إخراج مكنون نفسها في جلسات خاصة بينها وبينه فرفضَت الكلام.. وقبل أن يبدأ مشرط العملية بتمزيق بدنها المقرَّح بالهموم وافقت أمها على طلاقها.. فتنفست الصعداء..
وخرجت من السجن المظلم.. ومن الجدران التي أدمنت تحطيمها برأسه االصغير.. ومن قمقم القهر والتبعية..
وأول دخولها بيت أهلها من جديد نظرت الى المرآة وتساءلت: من هذه؟!

نقطة على حرف..

هذه القصة عايشتها مع صاحبتها منذ البداية.. ولم أسردها هنا لأملأ الصفحات ولكن للعِبرة ولأخذ الحكمة منها.
الاختيار كان من الأساس خطأ.. فالأخت لم تكن ملتزمة وحين تعرفت على الاسلام اعتقدت أن المسلمين صورة عن الاسلام ولم تدرِ أن الاسلام في واد وأغلب المسلمين في واد آخر إلا من رحم ربنا جل وعلا..
حين اختارت هذا الزوج اختارته لدينه ولكن لا يكفي أن يكون الزوج مصلياً وتظهر عليه علامات الالتزام.. ان الصلاة والصيام والالتزام هم أمور لا بد من التفتيش عنها في زوج المستقبل ولكن هناك التكافؤ أيضاً وهو مهم جداً بين الزوجين. فقد انعدم التكافؤ المادي والثقافي والعلمي بينهما.. وكانت شخصيتها أقوى من شخصيته بكثير فحاول طمسها.. وكانت ملتزمة ولكنها منفتحة على العالم بحُكم تربيتها البعيدة عن الدين وكان منغلق على نفسه فأرادها مثله وهذا ما لا يمكن أن يكون لأن تغيير الشخصية تماماً لا يستطيعه انسان!
انعدام المصارحة والحوار والثقة بينهما أدّى الى خلق شرخ بينهما وهوّة لم تُردَم أبداً وساهمت في الوصول الى ما وصلا إليه..
وتوعِز الأخت السبب الرئيس في خلعها له إلى انعدام العواطف بينهما فخشيت على نفسها من الفتنة وخافت أن تكون حصب جهنم لأنها لم تكن تستجيب دائما لمتطلباته الشرعية لأنها كانت تشعر أنها لعبة يلهو بها في الليل ولا علاقة له بها الا حين يردي هذا اللهو.. فكانت تنأى بنفسها عن هذا الأمر وتمقته!
ان الجفاف العاطفي الذي عاشته معه أدّى الى النفور من كل شيء حتى العبادة التي لم تعد تجد فيها حلاوة وأصبح الرفض مرافقاً لها على الدوام..
ان هذه الفتاة حين تزوجت انتقلت من مستوى مادي الى مستوى أدنى بكثير فلم تهتم طالما أن الدين كان أساس الاختيار.. وفجأة وجدت نفسها مسؤولة عن ادارة البيت والتكفل بحاجياته من راتبها.. ووجدت الى جانبها رجلاً كان من المفروض أن يكون معيلها وسكنها فلم يكن الا عبئاً اضافياً عليها بل ان مجرد وجوده على هذا الحال كان يحطمها.. ويقولون له القوامة!
قالت لي يوماً: كنتُ مستعدة لتخطي كل الصعاب والصبر على كل شيء.. لو وجدتُ منه حناناً وحبا!!














الباب الثاني
الدراسة الميدانية


الفصل الأول
نتائج الإستبيان وتحليلها


تم توزيع العيّنة على شريحة عشوائية من النساء والرجال المتزوجين.
مجموعة النساء كان عددها ثلاثين امرأة متزوجة تتراوح الأعمار ما بين 24 و 56 سنة.
أما مجموعة الرجال فكان عددها ثلاثين تتراوح أعمارهم بين 27 و 65 سنة.
وذلك في منطقة طرابلس وفي أماكن مختلفة فيها.
كما تميّزت المجموعة باختلاف المستوى الثقافي والعلمي بين أفرادها.
وتراوحت عدد سنوات الزواج ما بين سنة و38 سنة.

والجدير بالذكر أن العديد ممّن طلبنا منهم تعبئة الاستبيان رفض ذلك حتى مع تأكيدنا لهم أن الشخص لن يُعرَف لأن ذلك غير مهم وإنما الدراسة هي المهمة وليس الأسماء وأن الورقة ستندمج مع عشرات الأوراق في ملف واحد إلا ان هذه التطمينات لم تهدئ من روعهم ولم يُقنِعهم.

وقد لمست من هذا الأمر أن الأمور المتعلّقة بالعواطف والحياة الخاصة لا يمكن أن يُسمح بالتدخل فيها ولا إبرازها خشية من أمرين: إما الوقوع بالكذب لتغطية نقص ما في الحياة الخاصة؛ وإمّا كشف أوراق يُراد لها أن تبقى طي الكتمان فكشفها يعتبره الكثيرون "فضيحة"!











نتائج الاستبيان للإناث

السؤال نعم لا نسبة نعم المئوية
1. هل تعتقد ان الإشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟ 30 - 100 %
2. هل تعتقد أن الطرف الآخر يحبك ويشبعك عاطفياً؟ 22 8 74 %
3. هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في عبارات الدلال والغزل؟ 12 18 40 %
4. هل تعتقد ان الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في المداعبة والملامسة؟ 21 9 70 %
5. هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟ 6 24 20 %
6. هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الاشباع العاطفي بينهما؟ 28 2 94 %
7. هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟ 27 3 90 %
8. هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الآخر هو ضعف ومهانة؟ 4 26 14 %
9. هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟ 11 19 37 %
10. هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟ 7 23 24 %
11. هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟ 4 26 14 %
12. هل تخصّص أوقاتاً مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟ 23 7 77 %
13. هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفاً؟ 25 5 84 %
14. هل تعتمد النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب تجاه الشريك؟ 23 7 77 %
15. هل تودّع الشريك بالتحية الحارة حين الدخول والخروج من المنزل؟ 13 17 44 %
16. هل تتّسِم أحاديثكما غالباً بالجدية والحِدّة وتخلو من الضحك والدعابة والمرح؟؟ 8 22 27 %
17. هل تؤمن أن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلاق؟ 17 13 57 %
18. هل تؤمن أن الإشباع العاطفي لدى الشريك يجعله يقدّم التضحيات والتنازلات أكثر؟ 27 3 90 %
19. هل تعتقد أن الإشباع العاطفي يقتصر على نجاح العلاقة الجسدية فقط؟ 1 29 4 %
20. هل تعتقد أن الطرف الآخر يهتم بمشاعرك؟ 28 2 94 %
21. هل تعتقد أن حسن الإختيار من الأساس يساعد على الإشباع العاطفي لاحقاً؟ 27 3 90 %
22. هل تعتقد ان من أسباب الجفاف العاطفي بين الطرفين: الغيرة المَرَضيّة وعدم الاهتمام والتهميش؟ 28 2 94 %
23. هل تعتقد ان الهدايا والانصات وإظهار الشوق عوامل مهمة في عملية الاشباع العاطفي بينكما؟ 26 4 87 %
24. هل تعتقد أن إشعار الشريك أنه هدية من الله تعالى وأنك فخور به يحقق الإشباع العاطفي بينكما؟ 25 5 84 %
25. هل تعتقد أن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين يؤثّر على استقرار الأبناء النفسي؟ 28 2 94 %
26. هل تفضّل أن تقضي حياتك مع شريكك على أن تقضيها مع أي شخص آخر؟ 29 1 97 %
27. هل تعتقد أن الحب والإحترام والتفاهم هم علامات لقياس الإشباع العاطفي بين الزوجين؟ 24 6 80 %



نتائج الاستبيان للذكور


السؤال نعم لا نسبة نعم المئوية
1 هل تعتقد ان الإشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟ 30 - 100 %
2 هل تعتقد أن الطرف الآخر يحبك ويشبعك عاطفياً؟ 27 3 90 %
3 هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في عبارات الدلال والغزل؟ 17 13 57 %
4 هل تعتقد ان الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في المداعبة والملامسة؟ 20 10 37 %
5 هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟ 5 25 17 %
6 هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الاشباع العاطفي بينهما؟ 24 6 80 %
7 هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟ 29 1 97 %
8 هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الآخر هو ضعف ومهانة؟ 1 29 4 %
9 هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟ 12 18 40 %
10 هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟ 4 26 14 %
11 هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟ 2 18 7 %
12 هل تخصّص أوقاتاً مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟ 27 3 90 %
13 هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفاً؟ 29 1 97 %
14 هل تعتمد النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب تجاه الشريك؟ 23 7 77 %
15 هل تودّع الشريك بالتحية الحارة حين الدخول والخروج من المنزل؟ 20 10 67 %
16 هل تتّسِم أحاديثكما غالباً بالجدية والحِدّة وتخلو من الضحك والدعابة والمرح؟؟ 4 26 14 %
17 هل تؤمن أن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلاق؟ 18 12 60 %
18 هل تؤمن أن الإشباع العاطفي لدى الشريك يجعله يقدّم التضحيات والتنازلات أكثر؟ 22 8 74 %
19 هل تعتقد أن الإشباع العاطفي يقتصر على نجاح العلاقة الجسدية فقط؟ 1 29 4 %
20 هل تعتقد أن الطرف الآخر يهتم بمشاعرك؟ 28 2 94 %
21 هل تعتقد أن حسن الإختيار من الأساس يساعد على الإشباع العاطفي لاحقاً؟ 29 1 97 %
22 هل تعتقد ان من أسباب الجفاف العاطفي بين الطرفين: الغيرة المَرَضيّة وعدم الاهتمام والتهميش؟ 29 1 97 %
23 هل تعتقد ان الهدايا والانصات وإظهار الشوق عوامل مهمة في عملية الاشباع العاطفي بينكما؟ 25 5 84 %
24 هل تعتقد أن إشعار الشريك أنه هدية من الله تعالى وأنك فخور به يحقق الإشباع العاطفي بينكما؟ 26 4 87 %
25 هل تعتقد أن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين يؤثّر على استقرار الأبناء النفسي؟ 28 2 94 %
26 هل تفضّل أن تقضي حياتك مع شريكك على أن تقضيها مع أي شخص آخر؟ 27 3 90 %
27 هل تعتقد أن الحب والإحترام والتفاهم هم علامات لقياس الإشباع العاطفي بين الزوجين؟ 26 4 87 %

كان هناك إجماع كامل اناثاً وذكوراً على أن الإشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية (السؤال الأول ونسبته 100% عند الإناث والذكور)
وفي سؤال عن إشباع الشريك له عاطفياً (السؤال رقم 2) فقد كانت نسبة الإناث اللواتي يعتقدن أن الشريك يشبعهنّ عاطفيا هي 74% بينما كانت عند الذكور 90%.
والمرأة بطبعها عاطفية ويهمها عبارات الغزل والدلال فيمكن ايعاز دنو نسبة الإناث عن نسبة الذكور الى أن 40% فقط يشعرن أن الشريك يحقق لهنّ الإشباع العاطفي في عبارات الدلال والغزل.
أما في سؤال الإشباع الجسدي من مداعبة ولمس فقد كانت النسب بين الإناث والذكور متقاربة فالنساء 70% بينما الرجال 67%. وبالرغم من أن هذه النسبة متدنية نسبياً إلا أن هذا يعطي صورة عن واقع الإشباع الجسدي للمتزوجين وأن هناك نقصاً في هذا الجانب.
ولكن الملفت هو نسبة النساء في اشباع أزواجهنّ لهنّ في عبارات الغزل فقد كانت 40% وهي نسبة بلا شك متدنية جداً وهذا يعكس قصور الأزواج في تدليلهنّ لزوجاتهنّ.
يشترك معظم الأزواج والزوجات على أن الزواج هو مسؤولية وضغوط ولكن مع سكن ومودة.
والأغلبية من النساء والذكور تعتقد أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على إتمام الإشباع العاطفي بينهما. وهذا يُظهِر وعي في هذه المسألة فلهذه النقطة أهمية كبرى في سكن الشريكين لبعضهما البعض.
وكذلك يؤمن أغلب الأزواج والزوجات أن الحب يمكن تطويره وتنميته بعد الزواج وهذه نقطة إيجابية يمكن العمل عليها في المساعدة على تبيان السبل التي يجب انتهاجها لتنمية هذا الحب.
4% من الرجال و 14% من النساء يعتقدون أن البوح بالمشاعر للزوج هو مهانة له وضعف. وهذه نسبة ضعيفة تقابلها نسبة كبيرة ممن يؤمن بأن البوح ليس منقصة. وربما في مجتمعنا اللبناني الذي تميّز بالانفتاح يختلف عن المجتمعات العربية الأُخرى التي يجد فيها الرجل بوحه لمكنون نفسه من المشاعر ينقص من هيبته فيمتنع.
37% من النساء و 40% من الرجال يبوحون للطرف الآخر بحبهم كل يوم وهذه لا شك نسبة تحتاج الى العمل على رفعها عبر نشر ثقافة الحب الزوجي وضرورة البوح به كل يوم وبوسائل شتى.
هناك عدد لا بأس به يشعر بجفاف المشاعر مع شريكه وهذه مشكلة لأن بنيان هذا البيت مهدد بالتصدع والانهيار.
من خلال نتائج الاستبيان يظهر لنا أن النسبة الأكبر تعي أن المتطلبات العاطفية أهم من المتطلبات الضرورية كالملبس والمشرب في الحياة الزوجية وكذلك أهمية تخصيص اوقات للشريك للتحدث فيها عن المستقبل والأبناء والمصارحة.
ولكن لا يزال هناك نقص في طرق التعبير عن الحب مما يهدد الاشباع العاطفي لدى الزوجين. فإن ما نسبته 77% فقط يعتمد لغة العيون للبوح عن الحب. و84% فقط من النساء تمدح الشريك إذا أسدى لها معروفاً بينما تكبر هذه النسبة عند الرجال لتصل الى 97%.
وتتقارب النسبة من جديد حين السؤال عن الاعتقاد ان عدم الاشباع العاطفي قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلاق فكانت نسبة تقارب 57%.
أغلب الأزواج لا يعانون من فقدان المرح والدعابة في أحاديثهما.
90% من النساء تؤمن أن الاشباع يؤدي الى التنازل والتضحية وهذا طبيعي فسِمة المرأة العطاء والذوبان إن هي شعرت بالانتماء والتقدير والحب.
شبه إجماع أن الاشباع العاطفي لا يقتصر على العلاقة الجسدية وهذا يُظهشر وعياً في هذا المجال فمع أن العلاقة جد مهمة في الاستقرار النفسي للزوجين الا أنها ليست العامل الوحيد الذي يضمن الاشباع العاطفي بينهما.
94% ومعادلة من جديد في النسبة التي تؤمن أن الشريك يهتم بمشاعر الشريك وهذا يؤكّد أن الحب قائم ولكنه بحاجة الى تعبير.
أغلب المشاركين يؤمنون أن حسن الاختيار من الأساس يساعد على الإشباع العاطفي وأن الحب والاحترام والتفاهم هم علامات قياس الإشباع العاطفي لدى الزوجين.
كذلك الأمر فإن نسبة كبيرة وافقت على أن الغيرة المرَضية وعدم الاهتمام والتهميش هم أسباب الجفاف العاطفي ولو أنني كنت أتوقع نسبة أكبر مما وجدت.
بينما تساوت النسبة وكانت 94% عند كلا الطرفين في ان إشعار الشريك أنه هدية من الله تعالى يحقق الاشباع.
وفي سؤال تمضية الحياة مع الشريك دوناص عن غيره فقد كانت 97% من النساء تفضل ذلك بينما نزلت النسبة الى 90% وفي بعض الحالات التي أعرف أنها تعاني من الجفاف العاطفي سألتها لِم تبقين معه إن توفّر الأفضل وطبعاً هذا افتراض لنرى مدى امكانية الانسلاخ عن الشريك ولو افتراضياً فكان الجواب أن من تعرفه أفضل ممن تتعرف عليه وكيف أقبل بغيره وقد أفضى بعضنا الى بعض؟!
أما بالنسبة لاستقرار الأبناء في ظل أسرة غير مشبعة عاطفياً فقد كانت نسبة الاناث على الموافقة 80% بينما ارتفعت النسبة عند الذكور الى 87% .





الفصل الثاني
الاقتراحات والتوصيات

نخلص بعد هذا البحث إلى جملة من التوصيات والاقتراحات:

- تسخير جهود دار الفتوى لتوعية المسلمين
- مراقبة الإعلام وتخصيص برامج هادفة لتوعية الأسرة وبيان خطر التفكك الأسري
- إنشاء لجان لتوعية الأُسر والإرشاد الأسري لتحسين وضع الأُسر ومعالجة مشاكلها
- وضع مناهج دراسية في السنوات الثانوية الأخيرة وفي الجامعات للتوعية حول الحب والزواج والأسرة والأمور المتعلقة بها

الحثّ على دعم الزواج المتكافئ
عدم التزويج بالإكراه
قيام الدعاة بدورهم في التوعية بأهمية الأسرة
عقد دورات تدريبية وندوات ومحاضرات وحلقات نقاش حول متطلبات تأسيس علاقة زوجية ناجحة
أخذ الجمعيات الدينية لدورها وبث نظرة الإسلام للأسرة
اصدار النشرات والكتيّبات التي تُعنى بالشأن الأُسَري
دورات تأهيل للمقبلين على الزواج
دورات للمتزوجين حول كيفية إسعاد الشريك وضمان استقرار الأسرة وتربية الأبناء










اسـتـبـيــــان
السادة المشاركون.. نحيطكم علماً أنّ كل ما سيَرِد في هذا الاستبيان مخصّص لأغراض البحث العلمي وغير مطلوب ذكر الإسم شاكرين لكم سِعة صدركم ومشاركتكم معنا في هذا الاستبيان.
الجنس: _________ العمر: ____________ عدد سنوات الزواج: _____________ عدد الأولاد: _______

السؤال نعم لا
1 هل تعتقد ان الإشباع العاطفي هام وضروري في الحياة الزوجية؟
2 هل تعتقد أن الطرف الآخر يحبك ويشبعك عاطفياً؟
3 هل تعتقد أن الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في عبارات الدلال والغزل؟
4 هل تعتقد ان الطرف الآخر يحقق لك إشباعاً في المداعبة والملامسة؟
5 هل وجدت أن الزواج ضغوط وأعباء ومسؤولية فقط دون سكن ومودة؟
6 هل تؤمن أن التقارب الفكري والعمري والثقافي بين الزوجين يساعد على اتمام الاشباع العاطفي بينهما؟
7 هل تؤمن أن الحب يمكن تنميته وتطويره؟
8 هل تعتقد أن البوح بالمشاعر للطرف الآخر هو ضعف ومهانة؟
9 هل تبوح لشريكك بحبك كل يوم؟
10 هل تشعر بجفاف المشاعر مع شريكك؟
11 هل متطلباتك الضرورية كالملبس والمشرب أهم من متطلباتك العاطفية؟
12 هل تخصّص أوقاتاً مع الشريك للحوار والتصارح والتخطيط للمستقبل؟
13 هل تمدح الشريك إذا أسدى إليك معروفاً؟
14 هل تعتمد النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب تجاه الشريك؟
15 هل تودّع الشريك بالتحية الحارة حين الدخول والخروج من المنزل؟
16 هل تتّسِم أحاديثكما غالباً بالجدية والحِدّة وتخلو من الضحك والدعابة والمرح؟؟
17 هل تؤمن أن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين قد يؤدي الى الخيانة والجريمة والطلاق؟
18 هل تؤمن أن الإشباع العاطفي لدى الشريك يجعله يقدّم التضحيات والتنازلات أكثر؟
19 هل تعتقد أن الإشباع العاطفي يقتصر على نجاح العلاقة الجسدية فقط؟
20 هل تعتقد أن الطرف الآخر يهتم بمشاعرك؟
21 هل تعتقد أن حسن الإختيار من الأساس يساعد على الإشباع العاطفي لاحقاً؟
22 هل تعتقد ان من أسباب الجفاف العاطفي بين الطرفين: الغيرة المَرَضيّة وعدم الاهتمام والتهميش؟
23 هل تعتقد ان الهدايا والانصات وإظهار الشوق عوامل مهمة في عملية الاشباع العاطفي بينكما؟
24 هل تعتقد أن إشعار الشريك أنه هدية من الله تعالى وأنك فخور به يحقق الإشباع العاطفي بينكما؟
25 هل تعتقد أن عدم الإشباع العاطفي بين الزوجين يؤثّر على استقرار الأبناء النفسي؟
26 هل تفضّل أن تقضي حياتك مع شريكك على أن تقضيها مع أي شخص آخر؟
27 هل تعتقد أن الحب والإحترام والتفاهم هم علامات لقياس الإشباع العاطفي بين الزوجين؟

قائمة المراجع

القرآن الكريم
صحيح البخاري
صحيح مسلم
سنن النسائي
مسند الإمام أحمد
سنن أبي داوود
صحيح ابن حبان
مسند أبي يعلى الموصللي
سنن الترمذي
المعجم الصغير
في ظلال القرآن ؛ سيد قطب
روضة المحبين ؛ ابن القيم الجوزية
سحر الكلمة ؛ عيسى المسكري ، دار ابن حزم ، بيروت ، 2006 م، الطبعة الأولى
سلوك الأسرة المسلمة على نهج الحبيب عليه الصلاة والسلام ؛ وجدي غنيم ، دار المعرفة ، بيروت 2005م ، الطبعة الثانية
بحر المحبة ؛ عيسى المسكري ، دار ابن حزم ، بيروت ، 2006م ، الطبعة الأولى
مهارات في التربية النفسية لِفَرد متوازن وأسرة متماسكة ؛ عبلة بساط جمعة ، دار المعرفة ، بيروت 2002م ، الطبعة الأولى
التفكك الاجتماعي ؛ د. معن خليل العمر ، دار الشروق ، 2005م ، الطبعة الأولى
لسان العرب
الموسوعة العربية – المجلد الثاني
مواقع انترنت: - جريدة الشرق الأوسط
موقع اللمسات الزوجية
جريدة الرياض
موقع الألوكة
مستشفى الطب النفسي د. عادل صادق

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى