خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
يواجه المجتمع العربي عامة والإسلامي خاصة غزواً ثقافياً وفكرياً وحضارياً وعسكرياً والأساليب التي ابتكرها الأعداء لم تعد محدودة وإنما توسّعوا قدر الإمكان في طرق أي باب من شأنه أن يحقق أهدافهم فكانت من بين هذه الأساليب الحروب النفسية المرتكزة على “الإشاعة” والتجنيد لها.
وحتى الأنظمة والحكومات باتت تلتجئ وبكثرة إلى هذا السلاح أي “الإشاعة” لتغليف ممارسات خاطئة أو تعظيم أخطار محدِقة في أعداء “افتراضيين”.. وما على الشعوب إلا السجود أو السكوت!
يعرِّف الدكتور أحمد أبو زيد الإشاعة فيقول: ” هي تلك المعلومات أو الأفكار التي يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة” ولئن كانت الإشاعة صادرة عن خبيث أو ساذج ففي كلتا الحالتين فإنها تفتك بالمجتمعات وتضرّ بأسسه السليمة ويمكن اعتبارها أسلحة دمار شامل للحقائق!..
وقد هدانا الإسلام لأحسن الأخلاق ولكن البعض يأبى.. فيتلقّى الإشاعة ويذيعها بدلاً من طمسها خاصةً إن وافقت هواه ودغدغت فضوله.. وأرشدنا الله جل وعلا في محكم آياته إلى كيفية التعامل مع هذا النوع من الأخبار فقال عز من قائل: ” يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا ” .. وقد يتعذّر على المرء أن يتحرّى الدقّة في الخبر فهنا ما عليه إلا أن يلتزم الصمت ولا يروِّج لهذه الإشاعات خوفاً من أن يقع في الإثم فقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام حيث قال: ” كفى بالمرء إثما أن يحدِّث بكل ما سمع ” قال المناوي رحمه الله تعالى: “أي إذا لم يتثبت لأنه يسمع عادة الصدق والكذب فإذا حدّث بكل ما سمع لا محالة يكذب والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد؛ لكن التعمد شرط الإثم” فمن يطيب له أن يُكتَب مع الكاذبين؟!
والأنبياء والرسل والصالحون هم أكثر من تعرّض للشائعات.. فمن قائل أنهم سحرة أو مجانين أو سفهاء وذلك ليصدّ المغرضون عن دعوة الأنبياء إلى لله جل وعلا.. وقد سرت الشائعات في زمن الصحابة فكانت إشاعة موت الحبيب عليه الصلاة والسلام في معركة أُحُد لكسر شوكة المسلمين وإضعافهم، وإشاعة رمي أمّنا عائشة رضي الله عنها بالزنا في حادثة الإفك لهزّ بيت النبوة.. وإبليس بدأها حين وسوس لأبينا آدم وحواء عن شجرة الخلد في الجنّة.. فإبليس نعوذ بالله تعالى منه قد سعى للشائعات سعيها وجنّد من جنوده من يسقي تربها منذ بداية الخلق وسيبقى كذلك حتى يرث الأرض ومن عليها.. فلا أقل من أن نرفض أن نكون من جنود إبليس عن خبث أو سذاجة!
وقد تكون الإشاعة مفبركة بخبثٍ للإيقاع بين الناس أو للتشهير وقد تكون وسيلة دنيئة يعتمدها بعض الإعلاميون أو السياسيون لترويج ما يناسب خططهم السياسية ومشاربهم الحزبية ولتحطيم خصومهم فيعمدوا من خلالها إلى عملية غسيل دماغ للمتابعين لهم ليصلوا إلى أهدافهم فالغاية عند هؤلاء دائماً تبرِّر الوسيلة ولِم لا وقد باع الناس عقولهم واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير! وأخطر ما تكون الإشاعة حين يتم ترويجها في المجتمعات بغية بث الفوضى والبلبلة والاضطراب وإلباس الباطل ثياب الحق وتلطيخ الدين بكل ما يسيء لطمسه في زمن يتّسِم بالإحتقان السياسي وانقسام القِوى فيعمد كل فريق إلى اختلاق ما يحطّم الفريق الآخر والخاسر الأكبر هو المجتمع الأهلي!
والإشاعة نوع من غسيل الدماغ الجماهيري التي يعمد إليها من يريد اللعب بموازين القِوى أو طمس معالِم معينة أو تغيير مشاعر الأفراد وأفكارهم وبذلك تتم السيطرة على إدارة الأزمة وتوجيه الرأي العام للمسار المُراد له وكسب التأييد في الفترات العصيبة التي تمر بها البلاد..
ولعل أعظم الأمثلة على خلق الفوضى من إشاعات مُغرِضة ما يتعرّض له المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من نعتهم بصفات لا تليق أقلها “الإرهاب” والرجعية والتخلّف والوحشية.. وما ذلك إلا ليطبّق الشيطان الأكبر أميركا ومن والاها من الدول تحقيق مصالحها على حساب شعوب ودول كفلسطين والعراق وغيرها من الدول المسلمة.. كل ذلك تحت مسمّى نشر الديمقراطية ومحاربة “الإرهاب” الذي جعلوه شمّاعة أنشأوها للقضاء على الإسلام والمسلمين..
ومن جهةٍ أُخرى قد تكون الإشاعة تجارة الساذجين الذين لا أهداف راقية لهم سوى القيل والقال والكلام من غير طائل وقد يتناول الأعراض في جلسات الدردشة وحول “الأراكيل” وفي المقاهي حيث يشعلون النار بالحسنات فلا يبقى الا رماد يُنبتُ سيئاتٍ وأوزاراً !.. متناسين إنذار الله جل وعلا لهم في الآية الكريمة حيث قال سبحانه ” ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا ” .. وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام “بئس مطيّة الفتى : زعموا“..
خضعتُ لدورةٍ مؤخراً عمد المدرِّب فيها على إجراء تجربة لإظهار مدى تغيّر المعلومات عند انتقالها من شخص لآخر فأخرَج من القاعة عشرة أشخاص وأبقى عشرة آخرين وأملى على أخت كتابةً قصة لا تتعدى العشرة أسطر.. ثم دخل أول شخص من الخارج فقرأت الأخت عليه القصة وكان عليه أن يخبر الشخص التالي الداخل القصة نفسها وهكذا كل شخص يخبر الشخص التالي ونحن مدهوشون من تباين المعلومات بين كل قصة والتي تليها حتى توصل الأمر عند الشخص الأخير أن تكون عنده قصة مختلفة تماماً عن الأولى مع العلم أن كل الأشخاص في القاعة كانوا ملتزمين بالصدق الكامل ولم يكن عند أيٍّ منهم نيّة مبيّتة في الاضافة أو الحذف من القصة وهم على درجة كبيرة من الالتزام الإسلامي.. فهذا خبر صحيح ومن تناقله ثقات ومع ذلك تغيّر الخبر ليكون خبراً آخر تماماً فكيف إن كان الخبر من الأصل غير صحيح ومن يتناقلوه يتعمّدون الكذب؟! سؤال يستحق الوقفة لتعلم القارئ الفاضل أنك ربما تشارك هؤلاء - ولو عن غير قصد – في نشر الشائعات التي قد تهدم بدل من أن تساهم في بناء مجتمعنا وهو أحوج ما يكون الى البناء!
أما عن انتشار الشائعات فلقد أسهمَت الجوالات والفضائيات والانترنت والثورة التكنولوجية في نشر الشائعات في أقل وقت ممكن.. ممّا يجعل الأمر أشدّ خطورة وخاصة في الأحوال الخاصة كالحروب والمعارك مستغلين بذلك التوتر النفسي لدى الشعوب وحالة عدم الإستقرار وسوء الأوضاع بشكل عام..
والحال الذي يمر به العالم في هذه الآونة جعلته ساحة خصبة للإشاعات.. فتجد أي شخص يسمع الخبر وينشره من دون تحقق حتى تكاد تجد لنفس الحادثة أكثر من عشر روايات وكلها قابلة للتصديق من قِبَل المواطنين على اختلاف توجّهاتهم.. ولكل فضائية رواية.. ولكل حزب رواية.. ولكل شائعةٍ أذناً تتلقّف ولساناً ينشر!
قارئي العزيز.. هل ترضى أن تكون بوقاً لكل ناعق؟! أترك لك الإجابة.. وأنا على يقين أنك أسمى من أن ترضى بذلك.. ولذلك أدعوك إلى التحقق والتثبّت من الخبر قبل نشره، وإلى التفتيش عن الأدلة لكل مقولة، وإلى إحسان الظن بالمسلمين وأخيراً توضيح الحقائق للناس إن تأكّدت منها ونصحهم أن يتوقفوا عن أفعالهم هذه والانشغال بما هو نافع أكثر.. “ومن صمت نجا“!
وكُرِه لكم: قيل وقال!
أ.سحر المصري
وحتى الأنظمة والحكومات باتت تلتجئ وبكثرة إلى هذا السلاح أي “الإشاعة” لتغليف ممارسات خاطئة أو تعظيم أخطار محدِقة في أعداء “افتراضيين”.. وما على الشعوب إلا السجود أو السكوت!
يعرِّف الدكتور أحمد أبو زيد الإشاعة فيقول: ” هي تلك المعلومات أو الأفكار التي يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة” ولئن كانت الإشاعة صادرة عن خبيث أو ساذج ففي كلتا الحالتين فإنها تفتك بالمجتمعات وتضرّ بأسسه السليمة ويمكن اعتبارها أسلحة دمار شامل للحقائق!..
وقد هدانا الإسلام لأحسن الأخلاق ولكن البعض يأبى.. فيتلقّى الإشاعة ويذيعها بدلاً من طمسها خاصةً إن وافقت هواه ودغدغت فضوله.. وأرشدنا الله جل وعلا في محكم آياته إلى كيفية التعامل مع هذا النوع من الأخبار فقال عز من قائل: ” يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا ” .. وقد يتعذّر على المرء أن يتحرّى الدقّة في الخبر فهنا ما عليه إلا أن يلتزم الصمت ولا يروِّج لهذه الإشاعات خوفاً من أن يقع في الإثم فقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام حيث قال: ” كفى بالمرء إثما أن يحدِّث بكل ما سمع ” قال المناوي رحمه الله تعالى: “أي إذا لم يتثبت لأنه يسمع عادة الصدق والكذب فإذا حدّث بكل ما سمع لا محالة يكذب والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد؛ لكن التعمد شرط الإثم” فمن يطيب له أن يُكتَب مع الكاذبين؟!
والأنبياء والرسل والصالحون هم أكثر من تعرّض للشائعات.. فمن قائل أنهم سحرة أو مجانين أو سفهاء وذلك ليصدّ المغرضون عن دعوة الأنبياء إلى لله جل وعلا.. وقد سرت الشائعات في زمن الصحابة فكانت إشاعة موت الحبيب عليه الصلاة والسلام في معركة أُحُد لكسر شوكة المسلمين وإضعافهم، وإشاعة رمي أمّنا عائشة رضي الله عنها بالزنا في حادثة الإفك لهزّ بيت النبوة.. وإبليس بدأها حين وسوس لأبينا آدم وحواء عن شجرة الخلد في الجنّة.. فإبليس نعوذ بالله تعالى منه قد سعى للشائعات سعيها وجنّد من جنوده من يسقي تربها منذ بداية الخلق وسيبقى كذلك حتى يرث الأرض ومن عليها.. فلا أقل من أن نرفض أن نكون من جنود إبليس عن خبث أو سذاجة!
وقد تكون الإشاعة مفبركة بخبثٍ للإيقاع بين الناس أو للتشهير وقد تكون وسيلة دنيئة يعتمدها بعض الإعلاميون أو السياسيون لترويج ما يناسب خططهم السياسية ومشاربهم الحزبية ولتحطيم خصومهم فيعمدوا من خلالها إلى عملية غسيل دماغ للمتابعين لهم ليصلوا إلى أهدافهم فالغاية عند هؤلاء دائماً تبرِّر الوسيلة ولِم لا وقد باع الناس عقولهم واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير! وأخطر ما تكون الإشاعة حين يتم ترويجها في المجتمعات بغية بث الفوضى والبلبلة والاضطراب وإلباس الباطل ثياب الحق وتلطيخ الدين بكل ما يسيء لطمسه في زمن يتّسِم بالإحتقان السياسي وانقسام القِوى فيعمد كل فريق إلى اختلاق ما يحطّم الفريق الآخر والخاسر الأكبر هو المجتمع الأهلي!
والإشاعة نوع من غسيل الدماغ الجماهيري التي يعمد إليها من يريد اللعب بموازين القِوى أو طمس معالِم معينة أو تغيير مشاعر الأفراد وأفكارهم وبذلك تتم السيطرة على إدارة الأزمة وتوجيه الرأي العام للمسار المُراد له وكسب التأييد في الفترات العصيبة التي تمر بها البلاد..
ولعل أعظم الأمثلة على خلق الفوضى من إشاعات مُغرِضة ما يتعرّض له المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من نعتهم بصفات لا تليق أقلها “الإرهاب” والرجعية والتخلّف والوحشية.. وما ذلك إلا ليطبّق الشيطان الأكبر أميركا ومن والاها من الدول تحقيق مصالحها على حساب شعوب ودول كفلسطين والعراق وغيرها من الدول المسلمة.. كل ذلك تحت مسمّى نشر الديمقراطية ومحاربة “الإرهاب” الذي جعلوه شمّاعة أنشأوها للقضاء على الإسلام والمسلمين..
ومن جهةٍ أُخرى قد تكون الإشاعة تجارة الساذجين الذين لا أهداف راقية لهم سوى القيل والقال والكلام من غير طائل وقد يتناول الأعراض في جلسات الدردشة وحول “الأراكيل” وفي المقاهي حيث يشعلون النار بالحسنات فلا يبقى الا رماد يُنبتُ سيئاتٍ وأوزاراً !.. متناسين إنذار الله جل وعلا لهم في الآية الكريمة حيث قال سبحانه ” ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا ” .. وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام “بئس مطيّة الفتى : زعموا“..
خضعتُ لدورةٍ مؤخراً عمد المدرِّب فيها على إجراء تجربة لإظهار مدى تغيّر المعلومات عند انتقالها من شخص لآخر فأخرَج من القاعة عشرة أشخاص وأبقى عشرة آخرين وأملى على أخت كتابةً قصة لا تتعدى العشرة أسطر.. ثم دخل أول شخص من الخارج فقرأت الأخت عليه القصة وكان عليه أن يخبر الشخص التالي الداخل القصة نفسها وهكذا كل شخص يخبر الشخص التالي ونحن مدهوشون من تباين المعلومات بين كل قصة والتي تليها حتى توصل الأمر عند الشخص الأخير أن تكون عنده قصة مختلفة تماماً عن الأولى مع العلم أن كل الأشخاص في القاعة كانوا ملتزمين بالصدق الكامل ولم يكن عند أيٍّ منهم نيّة مبيّتة في الاضافة أو الحذف من القصة وهم على درجة كبيرة من الالتزام الإسلامي.. فهذا خبر صحيح ومن تناقله ثقات ومع ذلك تغيّر الخبر ليكون خبراً آخر تماماً فكيف إن كان الخبر من الأصل غير صحيح ومن يتناقلوه يتعمّدون الكذب؟! سؤال يستحق الوقفة لتعلم القارئ الفاضل أنك ربما تشارك هؤلاء - ولو عن غير قصد – في نشر الشائعات التي قد تهدم بدل من أن تساهم في بناء مجتمعنا وهو أحوج ما يكون الى البناء!
أما عن انتشار الشائعات فلقد أسهمَت الجوالات والفضائيات والانترنت والثورة التكنولوجية في نشر الشائعات في أقل وقت ممكن.. ممّا يجعل الأمر أشدّ خطورة وخاصة في الأحوال الخاصة كالحروب والمعارك مستغلين بذلك التوتر النفسي لدى الشعوب وحالة عدم الإستقرار وسوء الأوضاع بشكل عام..
والحال الذي يمر به العالم في هذه الآونة جعلته ساحة خصبة للإشاعات.. فتجد أي شخص يسمع الخبر وينشره من دون تحقق حتى تكاد تجد لنفس الحادثة أكثر من عشر روايات وكلها قابلة للتصديق من قِبَل المواطنين على اختلاف توجّهاتهم.. ولكل فضائية رواية.. ولكل حزب رواية.. ولكل شائعةٍ أذناً تتلقّف ولساناً ينشر!
قارئي العزيز.. هل ترضى أن تكون بوقاً لكل ناعق؟! أترك لك الإجابة.. وأنا على يقين أنك أسمى من أن ترضى بذلك.. ولذلك أدعوك إلى التحقق والتثبّت من الخبر قبل نشره، وإلى التفتيش عن الأدلة لكل مقولة، وإلى إحسان الظن بالمسلمين وأخيراً توضيح الحقائق للناس إن تأكّدت منها ونصحهم أن يتوقفوا عن أفعالهم هذه والانشغال بما هو نافع أكثر.. “ومن صمت نجا“!
وكُرِه لكم: قيل وقال!
أ.سحر المصري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى