خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
رقم القرار: 7/60 بتاريخ: 1/11/2005
صادر عن: الجمعية العامة للأمم المتحدة
العنوان: إحياء ذكرى محرقة اليهود
نبذة مختصرة عن القرار:
إن الجمعية العامة،
.. وإذ تشير إلى المادة ٣ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه،
.. وإذ تضع في اعتبارها أن المبدأ الأساسي لميثاق الأمم المتحدة المتمثل في ”إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب“ دليل على الصلة الراسخة بين الأمم المتحدة ومأساة الحرب العالمية الثانية الفريدة من نوعها،
.. وإذ تشير إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها التي اعتمدت لتفادي تكرار أعمال الإبادة الجماعية من قبيل الأعمال التي ارتكبها النظام النازي،
.. وإذ تشير أيضا إلى ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن تجاهل حقوق الإنسان وازدراءها أفضيا إلى أعمال أثارت وحشيتها الضمير الإنساني
.. وإذ تؤكد من جديد أن محرقة اليهود التي أدت إلى مقتل ثلث الشعب اليهودي ومعه عدد لا يحصى من أفراد الأقليات الأخرى ستظل إلى الأبد إنذارا لجميع الناس بأخطار الكراهية والتعصب والعنصرية والتحيز،
١ - تقرر أن تعلن الأمم المتحدة يوم ٢٧ كانون الثاني/يناير يوما دوليا سنويا لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود؛
٢ - تحث الدول الأعضاء على وضع برامج تثقيفية لترسيخ الدروس المستفادة من محرقة اليهود في أذهان الأجيال المقبلة للمساعدة في الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية مستقبلا، وتثني، في هذا السياق، على فرقة العمل المعنية بالتعاون الدولي بشأن التثقيف بمحرقة اليهود وإحياء ذكراها وإجراء البحوث بشأنها؛
٣ - ترفض أي إنكار كلي أو جزئي لوقوع محرقة اليهود كحدث تاريخي؛
..
٦ - تطلب إلى الأمين العام وضع برنامج توعية موضوعه ”المحرقة والأمم المتحدة“ واتخاذ تدابير لتعبئة اﻟﻤﺠتمع المدني من أجل إحياء ذكرى محرقة اليهود والتثقيف بها للمساعدة في الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية في المستقبل…..
وجاء في كلمة الشيخة هيا راشد آل خليفة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عند اعتماد قرار بشأن إنكار محرقة اليهود في نيويورك في 26 كانون الثاني/يناير 2007 بدعم سبعة وخمسين دولة وبدون تصويت: “والجمعية العامة، إذ تتخذ هذا الإجراء اليوم، إنما تؤكد مجدداً إدانتها للمحرقة كجريمة ضد الإنسانية. وهذه إشارة قوية للجميع بأن المجتمع الدولي موحّد الصفوف في مواجهة جميع الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية. وعلينا، صوناً لكرامة البشرية جمعاء، أن نشحذ عزيمتنا للحيلولة دون وقوع فظائع من هذا القبيل بغض النظر عن الزمان أو المكان الذي قد تقع فيه.”
أين هذه الجمعية من أحداث غزة يا سعادة الشيخة وأين توحيد الصفوف في مواجهة المحرقة الغزاوية؟ وهل تستطيعون مواجهة الولايات المتحدة ولعنة الفيتو التي تُحِلّها على القرارات حين تتعلّق بالكيان الغاصب؟! ما لنا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً في كل مرة يكون المسلمون هم الضحايا؟!
لكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمان.. إلا المسلم؟! وإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب إلا الجيل الموحِّد؟! وأية اتفاقية لمنع الإبادة قد وُضِعَت والشعب الفلسطيني يُباد منذ عقود دون نصرة؟! لِم لا يقولونها جهاراً ويسمّوا الأسماء بمسمّياتها: أننا هنا جميعا
لخدمة اليهود ولحماية الأمن الصهيوني! ولتعظيم الولايات المتحدة الأميركية!!
يتعلّلون أن تجاهل الوقائع التاريخية للأحداث الرهيبة للمحرقة “تزيد من مخاطر تكرارها”! وقد حصل وتكررت المحارق ولكن ليس على يد هتلر ولا النازيين وإنما على يد الصهاينة أنفسهم! فلقد انقلب أحفاد الضحايا إلى قتلة احتلّوا الأرض وأبادوا الشعب وأصبح ديدنهم محاربة أصحاب الحق تحت مسمّى “مكافحة الإرهاب” وحماية أرضهم التي اغتصبوها من الفلسطينيين وأقاموا المجازر تلو المجازر على مدى قرون دون أن يهز العالم طرفاً! أما حين يأتي أحد على ذكر المحرقة بسوء فتنتفض كرامات وتهلّل الأصوات الخرساء إلا من الدفاع عن الصهاينة مندّدة ومتّهِمة بالعداء للسامية وبالعنصرية!
ودعينا لا نذهب بعيداً أيتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما حصل في غزة هو جريمة حرب بشهادة منظمات دولية لحقوق الإنسان وتم إرسال خبراء ليؤكِّدوا استعمال الكيان الصهيوني للقنابل الفوسفورية المحرّمة دولياً فماذا أنتِ فاعلة إزاء مَن تبكي على أجدادهم وتمنعين مَن يمس حقيقة محرقتهم؟ هذه محرقة أكيدة أمامكِ فما الخطوات التي ستتّخذينها حيال ما جرى؟! قد دعا الأمين العام بان كي مون – مأجوراً - حين زار غزة إلى فتح تحقيق كامل في قتل المدنيين فما الذي سينتج عنه؟ أم أن الموضوع سيُطوى بدون عقوبات كما حصل في حرب يوليو تموز في لبنان إذ أنه وبالرغم من التأكد أن الكيان استخدم القنابل العنقودية واستهدف المدنيين والبنى التحتية في كامل الأراضي اللبنانية وارتكب المجازر بحق المدنيين كما في مروحين وقانا وغيرها وأصدرت لجان التقصي ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية تقاريراً تؤكّد هذه الأمورإلا أنه لم يُُتّخَذ إجراء واحد في حق الصهاينة المعتَدين!
هذا طبعاً إذا استثنينا (دعوة) منظمة العفو الدولية للحكومة الإسرائيلية إلى “- مباشرة تحقيق مستقل وغير متحيز في الأدلة التي تشير إلى أن قواتها قد ارتكبت انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي إبان النـزاع، بما في ذلك جرائم حرب، وضمان تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. - وإلى إعادة النظر في تأويلها للقواعد والمبادئ المتعلقة بمفاهيم الهدف العسكري والميزة العسكرية والتناسب، وكذلك في حالات الدفاع، وعدم توظيف هجماتها كشكل من أشكال العقاب الجماعي - وإلى إعلان حظر على استخدام جميع الأسلحة العنقودية، وضمان عدم استخدام مثل هذه الأسلحة، بأي حال من الأحوال، ضد المناطق المدنية تحت أي ظرف من الظروف.”
وطبعاً لم يتم تقديم أي مسؤول للعدالة ولم ينتهِ الكيان عن استعمال القنابل المحرّمة على الأهداف المدنية! ففي محرقة غزة قام الكيان بقصف “مواقع ومنشآت مدنية خالفت اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين التي وقّع عليها سنة 1951″ وما قام به يُعتَبَر “جرائم حرب وإبادة جماعية” حسب خبراء في القانون الدولي؛ حتى أن منشآت الأمم المتحدة والمساجد والمستشفيات لم تسلم من القصف الصهيوني..
وربما يكون الأمل فيما سينتهجه بعض الدول مثل فنزويلا وبوليفيا ومئات المنظمات الحقوقية والمدنية من تقديم الصهاينة المسؤولين عن محرقة غزة إلى محكمة الجنايات الدولية.. وهذه الخطوة وإن لم تكن ستحقق الكثير وسيخرج الكيان كالعادة من الموضوع بريئاً معافىً إلا أنها خطوة موفّقة إعلامياً على الأقل..
آهٍ ما أشبه اليوم بالراحة.. مع وجود فوارق لا تخفى على أحد.. فالألمان شعب آري أراد سحق اليهود في تلك الحقبة والصهاينة شعب الله المختار يريدون إبادة “الغويم”! بالأمس محرقة واحدة لليهود واليوم محارق بالجملة من اليهود! بالأمس من كان يحارب النازية هو مقاوِم واليوم مَن يواجه الصهيوني المحتل فهو إرهابي.. بالأمس يهودٌ مضطهدون ملاحَقون تعلّموا كيف يتخطّون الصِعاب ليسيطروا على أصحاب القرار عالمياً.. واليوم مسلمون محاصَرون تكالبت عليهم الأُمم والأخ قبل العدو وتُرِكوا في الميدان وحدهم وموائد اللئام منتشرة! ومَن يقارن صور ما حصل لليهود في السابق وما يفعله الصهاينة بالفلسطينيين اليوم يدرك تماماً التشابه الكبير في النفسية المتعالية وفي الانحطاط التعاملي وفي أهداف الإبادة التي ينتهجها الصهاينة اليوم كما الألمان من قبلهم.. وإنها لمن سخرية الحياة أن تصدر القرارات الدولية للذكرى وللبكاء على ضحايا حرب يمارس أحفادُهم نفس الهمجية وطرق الإبادة التي مورِسَت في السابق على أجدادهم من حصار وجدار وتقتيل وتدمير وإهانة وتخويف وإذلال وإحراق! وبدمٍ بارد!! فهم لا يتعدّون كونهم صهاينة بوجوه وعقول نازية!
حدَّدوا في الغرب يوماً عالمياً ليتذكّروا ضحايا محرقة غالوا في تعدادهم بشكل كبير فتعاظم الرقم الصحيح من مئات آلاف لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة إلى ستة ملايين يهودي يدّعون أنهم قضوا نحبهم.. ويمتصّون ثروات العالم ويتحكّمون باقتصاده ويطالبون بالتعويض عن قتل أجدادهم في المحرقة بمليارات الدولارات!
وتتوافق الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي على تبني عقوبات جزائية موحّدة ضد جرائم “الإنكار أو الاستهتار بجرائم الابادة والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب” وتتراوح العقوبة من عام إلى ثلاثة أعوام.. وينعقد مؤتمر دولي في استكهولم عام ألفين عن “الهولوكوست” فتعلن فرنسا قرارها “بإدخال مادة دراسية جديدة ضمن المناهج التعليمية لطلاب المدارس تتحدَّث عن المحرقة في العهد النازي، وظلم أوروبا للطائفة اليهودية التي تعيش على أرضها فيظل تأييدها لدولة إسرائيل تكفيرًا عن الذنب الأوروبي”..
ولم يعد للمؤرّخين ولا للمفكّرين القدرة على التعبير بحريّة عن معتقداتهم بشأن المحرقة وما حصل فعلياً في الحرب العالمية الثانية لأن الصهاينة عرفوا كيف يسيطرون على العالم من خلال المال والإعلام وتمكّنوا من فرض إراداتهم حتى على الحكومات وعاثوا في الأرض فساداً وتقتيلاً.. فهم فوق القانون ولا يُسألون عما يفعلون.. جفت الأقلام ورُفِعَت الصحف!
ونحن على أبواب الذكرى السنوية للمحرقة الصهيونية حريٌ بنا أن نعلن يوم بدء العدوان على غزة في 27/12 يوماً عالمياً لذكرى ضحايا محرقة غزة وأن تُقام المعارض الفنية والتصويرية لوقائع للمحرقة وأن تُعرَض برامج تثقيفيّة حولها..
ولئن اجتمعت دول الكفر والولايات المتحدة على الصعيد الرسمي فلنحشد نحن أبناء الأمّة على الصعيد الشعبي والجمعيات المدنية والاجتماعية ومنظمات حقوقية ولنعمل بشكل مضاد لما ينشرونه من أكاذيب ونحرص على التمسك بالثوابت وعلى نشر المفاهيم الصحيحة للقضية وبلورة الحقائق المتعلّقة بممارسات الكيان الغاصب في الأرض المحتلة ولنتعاهد على العمل لنصرة القضية بأية طرق متوفّرة لنا وأهمها المقاطعة.. ولقد أكّد المفكر الفرنسي الدكتور رجا جارودي (روجيه قبل الإسلام) على أهمية المقاطعة حيث قال “نستعمل السلاح الذي بأيدينا: المقاطعة الاقتصادية والحازمة لمن يضطهدنا ولبضاعته. أميركا عندما نحاصرها اقتصادياً لا يمكن أن تتحمل فقدان أكثر من مليار مستهلك لبضاعتها، لا نبيعها شيئاً ولا نشتري منها شيئاً، لا يستطيعون تحمل هذه السلاح ذاته، هذا سلاحنا، المقاطعة الاقتصادية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بالذات.”
مع الأمل أن نعود في أقرب وقت في المحافل الدولية إلى أصل الموضوع: فلسطين أرض محتلة من قِبَل الصهاينة والدفاع عن أمن “اسرائيل” هو محض هراء وتبرير غير منطقي للقضاء على أصحاب الحق الأصليين ولقد آن الأوان أن ينتقل المسلمون من موقع المدافِع إلى موقع المهاجِم وتفجير المسمّى الحقيقي للصراع والمطالبة بإنهاء الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين الحبيبة..
..
إيّاكَ وعِرض المحرقة!
أ.سحر المصري
صادر عن: الجمعية العامة للأمم المتحدة
العنوان: إحياء ذكرى محرقة اليهود
نبذة مختصرة عن القرار:
إن الجمعية العامة،
.. وإذ تشير إلى المادة ٣ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه،
.. وإذ تضع في اعتبارها أن المبدأ الأساسي لميثاق الأمم المتحدة المتمثل في ”إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب“ دليل على الصلة الراسخة بين الأمم المتحدة ومأساة الحرب العالمية الثانية الفريدة من نوعها،
.. وإذ تشير إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها التي اعتمدت لتفادي تكرار أعمال الإبادة الجماعية من قبيل الأعمال التي ارتكبها النظام النازي،
.. وإذ تشير أيضا إلى ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أن تجاهل حقوق الإنسان وازدراءها أفضيا إلى أعمال أثارت وحشيتها الضمير الإنساني
.. وإذ تؤكد من جديد أن محرقة اليهود التي أدت إلى مقتل ثلث الشعب اليهودي ومعه عدد لا يحصى من أفراد الأقليات الأخرى ستظل إلى الأبد إنذارا لجميع الناس بأخطار الكراهية والتعصب والعنصرية والتحيز،
١ - تقرر أن تعلن الأمم المتحدة يوم ٢٧ كانون الثاني/يناير يوما دوليا سنويا لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود؛
٢ - تحث الدول الأعضاء على وضع برامج تثقيفية لترسيخ الدروس المستفادة من محرقة اليهود في أذهان الأجيال المقبلة للمساعدة في الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية مستقبلا، وتثني، في هذا السياق، على فرقة العمل المعنية بالتعاون الدولي بشأن التثقيف بمحرقة اليهود وإحياء ذكراها وإجراء البحوث بشأنها؛
٣ - ترفض أي إنكار كلي أو جزئي لوقوع محرقة اليهود كحدث تاريخي؛
..
٦ - تطلب إلى الأمين العام وضع برنامج توعية موضوعه ”المحرقة والأمم المتحدة“ واتخاذ تدابير لتعبئة اﻟﻤﺠتمع المدني من أجل إحياء ذكرى محرقة اليهود والتثقيف بها للمساعدة في الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية في المستقبل…..
وجاء في كلمة الشيخة هيا راشد آل خليفة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عند اعتماد قرار بشأن إنكار محرقة اليهود في نيويورك في 26 كانون الثاني/يناير 2007 بدعم سبعة وخمسين دولة وبدون تصويت: “والجمعية العامة، إذ تتخذ هذا الإجراء اليوم، إنما تؤكد مجدداً إدانتها للمحرقة كجريمة ضد الإنسانية. وهذه إشارة قوية للجميع بأن المجتمع الدولي موحّد الصفوف في مواجهة جميع الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية. وعلينا، صوناً لكرامة البشرية جمعاء، أن نشحذ عزيمتنا للحيلولة دون وقوع فظائع من هذا القبيل بغض النظر عن الزمان أو المكان الذي قد تقع فيه.”
أين هذه الجمعية من أحداث غزة يا سعادة الشيخة وأين توحيد الصفوف في مواجهة المحرقة الغزاوية؟ وهل تستطيعون مواجهة الولايات المتحدة ولعنة الفيتو التي تُحِلّها على القرارات حين تتعلّق بالكيان الغاصب؟! ما لنا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً في كل مرة يكون المسلمون هم الضحايا؟!
لكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمان.. إلا المسلم؟! وإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب إلا الجيل الموحِّد؟! وأية اتفاقية لمنع الإبادة قد وُضِعَت والشعب الفلسطيني يُباد منذ عقود دون نصرة؟! لِم لا يقولونها جهاراً ويسمّوا الأسماء بمسمّياتها: أننا هنا جميعا
لخدمة اليهود ولحماية الأمن الصهيوني! ولتعظيم الولايات المتحدة الأميركية!!
يتعلّلون أن تجاهل الوقائع التاريخية للأحداث الرهيبة للمحرقة “تزيد من مخاطر تكرارها”! وقد حصل وتكررت المحارق ولكن ليس على يد هتلر ولا النازيين وإنما على يد الصهاينة أنفسهم! فلقد انقلب أحفاد الضحايا إلى قتلة احتلّوا الأرض وأبادوا الشعب وأصبح ديدنهم محاربة أصحاب الحق تحت مسمّى “مكافحة الإرهاب” وحماية أرضهم التي اغتصبوها من الفلسطينيين وأقاموا المجازر تلو المجازر على مدى قرون دون أن يهز العالم طرفاً! أما حين يأتي أحد على ذكر المحرقة بسوء فتنتفض كرامات وتهلّل الأصوات الخرساء إلا من الدفاع عن الصهاينة مندّدة ومتّهِمة بالعداء للسامية وبالعنصرية!
ودعينا لا نذهب بعيداً أيتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما حصل في غزة هو جريمة حرب بشهادة منظمات دولية لحقوق الإنسان وتم إرسال خبراء ليؤكِّدوا استعمال الكيان الصهيوني للقنابل الفوسفورية المحرّمة دولياً فماذا أنتِ فاعلة إزاء مَن تبكي على أجدادهم وتمنعين مَن يمس حقيقة محرقتهم؟ هذه محرقة أكيدة أمامكِ فما الخطوات التي ستتّخذينها حيال ما جرى؟! قد دعا الأمين العام بان كي مون – مأجوراً - حين زار غزة إلى فتح تحقيق كامل في قتل المدنيين فما الذي سينتج عنه؟ أم أن الموضوع سيُطوى بدون عقوبات كما حصل في حرب يوليو تموز في لبنان إذ أنه وبالرغم من التأكد أن الكيان استخدم القنابل العنقودية واستهدف المدنيين والبنى التحتية في كامل الأراضي اللبنانية وارتكب المجازر بحق المدنيين كما في مروحين وقانا وغيرها وأصدرت لجان التقصي ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية تقاريراً تؤكّد هذه الأمورإلا أنه لم يُُتّخَذ إجراء واحد في حق الصهاينة المعتَدين!
هذا طبعاً إذا استثنينا (دعوة) منظمة العفو الدولية للحكومة الإسرائيلية إلى “- مباشرة تحقيق مستقل وغير متحيز في الأدلة التي تشير إلى أن قواتها قد ارتكبت انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي إبان النـزاع، بما في ذلك جرائم حرب، وضمان تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. - وإلى إعادة النظر في تأويلها للقواعد والمبادئ المتعلقة بمفاهيم الهدف العسكري والميزة العسكرية والتناسب، وكذلك في حالات الدفاع، وعدم توظيف هجماتها كشكل من أشكال العقاب الجماعي - وإلى إعلان حظر على استخدام جميع الأسلحة العنقودية، وضمان عدم استخدام مثل هذه الأسلحة، بأي حال من الأحوال، ضد المناطق المدنية تحت أي ظرف من الظروف.”
وطبعاً لم يتم تقديم أي مسؤول للعدالة ولم ينتهِ الكيان عن استعمال القنابل المحرّمة على الأهداف المدنية! ففي محرقة غزة قام الكيان بقصف “مواقع ومنشآت مدنية خالفت اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين التي وقّع عليها سنة 1951″ وما قام به يُعتَبَر “جرائم حرب وإبادة جماعية” حسب خبراء في القانون الدولي؛ حتى أن منشآت الأمم المتحدة والمساجد والمستشفيات لم تسلم من القصف الصهيوني..
وربما يكون الأمل فيما سينتهجه بعض الدول مثل فنزويلا وبوليفيا ومئات المنظمات الحقوقية والمدنية من تقديم الصهاينة المسؤولين عن محرقة غزة إلى محكمة الجنايات الدولية.. وهذه الخطوة وإن لم تكن ستحقق الكثير وسيخرج الكيان كالعادة من الموضوع بريئاً معافىً إلا أنها خطوة موفّقة إعلامياً على الأقل..
آهٍ ما أشبه اليوم بالراحة.. مع وجود فوارق لا تخفى على أحد.. فالألمان شعب آري أراد سحق اليهود في تلك الحقبة والصهاينة شعب الله المختار يريدون إبادة “الغويم”! بالأمس محرقة واحدة لليهود واليوم محارق بالجملة من اليهود! بالأمس من كان يحارب النازية هو مقاوِم واليوم مَن يواجه الصهيوني المحتل فهو إرهابي.. بالأمس يهودٌ مضطهدون ملاحَقون تعلّموا كيف يتخطّون الصِعاب ليسيطروا على أصحاب القرار عالمياً.. واليوم مسلمون محاصَرون تكالبت عليهم الأُمم والأخ قبل العدو وتُرِكوا في الميدان وحدهم وموائد اللئام منتشرة! ومَن يقارن صور ما حصل لليهود في السابق وما يفعله الصهاينة بالفلسطينيين اليوم يدرك تماماً التشابه الكبير في النفسية المتعالية وفي الانحطاط التعاملي وفي أهداف الإبادة التي ينتهجها الصهاينة اليوم كما الألمان من قبلهم.. وإنها لمن سخرية الحياة أن تصدر القرارات الدولية للذكرى وللبكاء على ضحايا حرب يمارس أحفادُهم نفس الهمجية وطرق الإبادة التي مورِسَت في السابق على أجدادهم من حصار وجدار وتقتيل وتدمير وإهانة وتخويف وإذلال وإحراق! وبدمٍ بارد!! فهم لا يتعدّون كونهم صهاينة بوجوه وعقول نازية!
حدَّدوا في الغرب يوماً عالمياً ليتذكّروا ضحايا محرقة غالوا في تعدادهم بشكل كبير فتعاظم الرقم الصحيح من مئات آلاف لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة إلى ستة ملايين يهودي يدّعون أنهم قضوا نحبهم.. ويمتصّون ثروات العالم ويتحكّمون باقتصاده ويطالبون بالتعويض عن قتل أجدادهم في المحرقة بمليارات الدولارات!
وتتوافق الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي على تبني عقوبات جزائية موحّدة ضد جرائم “الإنكار أو الاستهتار بجرائم الابادة والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب” وتتراوح العقوبة من عام إلى ثلاثة أعوام.. وينعقد مؤتمر دولي في استكهولم عام ألفين عن “الهولوكوست” فتعلن فرنسا قرارها “بإدخال مادة دراسية جديدة ضمن المناهج التعليمية لطلاب المدارس تتحدَّث عن المحرقة في العهد النازي، وظلم أوروبا للطائفة اليهودية التي تعيش على أرضها فيظل تأييدها لدولة إسرائيل تكفيرًا عن الذنب الأوروبي”..
ولم يعد للمؤرّخين ولا للمفكّرين القدرة على التعبير بحريّة عن معتقداتهم بشأن المحرقة وما حصل فعلياً في الحرب العالمية الثانية لأن الصهاينة عرفوا كيف يسيطرون على العالم من خلال المال والإعلام وتمكّنوا من فرض إراداتهم حتى على الحكومات وعاثوا في الأرض فساداً وتقتيلاً.. فهم فوق القانون ولا يُسألون عما يفعلون.. جفت الأقلام ورُفِعَت الصحف!
ونحن على أبواب الذكرى السنوية للمحرقة الصهيونية حريٌ بنا أن نعلن يوم بدء العدوان على غزة في 27/12 يوماً عالمياً لذكرى ضحايا محرقة غزة وأن تُقام المعارض الفنية والتصويرية لوقائع للمحرقة وأن تُعرَض برامج تثقيفيّة حولها..
ولئن اجتمعت دول الكفر والولايات المتحدة على الصعيد الرسمي فلنحشد نحن أبناء الأمّة على الصعيد الشعبي والجمعيات المدنية والاجتماعية ومنظمات حقوقية ولنعمل بشكل مضاد لما ينشرونه من أكاذيب ونحرص على التمسك بالثوابت وعلى نشر المفاهيم الصحيحة للقضية وبلورة الحقائق المتعلّقة بممارسات الكيان الغاصب في الأرض المحتلة ولنتعاهد على العمل لنصرة القضية بأية طرق متوفّرة لنا وأهمها المقاطعة.. ولقد أكّد المفكر الفرنسي الدكتور رجا جارودي (روجيه قبل الإسلام) على أهمية المقاطعة حيث قال “نستعمل السلاح الذي بأيدينا: المقاطعة الاقتصادية والحازمة لمن يضطهدنا ولبضاعته. أميركا عندما نحاصرها اقتصادياً لا يمكن أن تتحمل فقدان أكثر من مليار مستهلك لبضاعتها، لا نبيعها شيئاً ولا نشتري منها شيئاً، لا يستطيعون تحمل هذه السلاح ذاته، هذا سلاحنا، المقاطعة الاقتصادية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بالذات.”
مع الأمل أن نعود في أقرب وقت في المحافل الدولية إلى أصل الموضوع: فلسطين أرض محتلة من قِبَل الصهاينة والدفاع عن أمن “اسرائيل” هو محض هراء وتبرير غير منطقي للقضاء على أصحاب الحق الأصليين ولقد آن الأوان أن ينتقل المسلمون من موقع المدافِع إلى موقع المهاجِم وتفجير المسمّى الحقيقي للصراع والمطالبة بإنهاء الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين الحبيبة..
..
إيّاكَ وعِرض المحرقة!
أ.سحر المصري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى