لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

احذروا العطلة Empty احذروا العطلة {الأحد 2 أكتوبر - 16:35}

احذروا العطلة

مسجد خالد بن الوليد

26/ربيع ثاني/1423هـ

الحمد لله مالك الصيف والشتاء، ومقلب الصباح والمساء، ومدبر أمر عباده كما يشاء، لايخرج العبد عن عبادته طرفة عين، ولا يغيب عن مراقبته بكيف وأين.

يتقلب المؤمن في عبادته فارغاً ومشغولاً، ويتقرب المحسن إليه بنومه وراحته، كما يتقرب إليه بمجاهدته وبذل طاقته، والصلاة والسلام على من أمر باغتنام الأوقات واستثمار الطاقات فقال: (اغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك) ( [1] ) فصلى الله عليه من ناصح أمين، و رؤوف رحيم بالمؤمنين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، الذين حفظوا الله فحفظهم، ونصروه فنصرهم، وعلى من في هذا الطريق تبعهم.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،معبود في كل مكان وزمان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي لا تمر عليه لحظة بلا ذكر، ولا تمر عليه نعمة بلا حمد و شكر. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فأوصيكم بتقوى الله عز وجل.

عباد الله:

هذه العطلة الصيفية على الأبواب: فهل تدرون ما العطلة؟

إنها امتحان بعد امتحان، ومفترق طرق بين الربح و الخسران، و الطاعة و العصيان.

نعم أيها الأخوة:

إن العطلة الصيفية فراغ في حياة ما يقرب من نصف الأمة، بل يزيد على النصف من طلاب و طالبات ومدرسين و مدرسات. و الفراغ سم قاتل وعدو شرس مقاتل، إما أن نتغلب عليه فنسخره لديننا ودنيانا، وإما أن يتغلب علينا ويسوقنا صاغرين وراء أهوائنا وشهواتنا، بل وأعدائنا الذين مردوا على ذبح الفضيلة ونشر الرذيلة وتخدير الأمة و التمكين لأعدائها.

عباد الله:

إنني عندما أتحدث عن العطلة إنما أتحدث عن مرض الفراغ القاتل الذي لا تحصى مفاسده، والذي هو أحد أركان الفساد كما قال الشاعر:

إن الشباب و الفراغ و الجِده ** مفسدة للمرء أيُّ مفسده

ولذا فإنا ادعوا إلى ملئه وتغطيته ولانظل فيه ضائعين تائهين معرضين لنتائجه الوخيمة، والله تعالى قد أمرنا أن نسد هذا الفراغ ولا ندعه يقضي علينا [فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ] و عندما أقول لا بد أن نملأ الفراغ فليس معناه أن نخرج من جو الدارسة و الجد لندخل في نصب

آخر ومشقة لا. فلأجسادنا و عقولنا ولأنفسنا علينا حقاً ولا بد أن نعطي كل ذي حق حقه.

إنني لا أمانع أبداً أن تستغل العطلة في نزهة مفيدة، أو رحلة جميلة، أو راحة معتدلة، ولكن يجب أن يكون ذلك كله مدروساً ومضبوطاً ومضموناً من أن يتحول إلى عادات سيئة وأمراض اجتماعية و مخالفات شرعية.

إن الطلاب لا يهمهم إلا الانطلاق من القيود والاستمتاع بكل ما يروق لهم دون أن يفكروا فيما ينفع أو يضر، ولاحرج، فالصغير هذا شأنه، ولكن الله جعل المسؤولية عليكم أيها الآباء فأنت أيها الرجل مسئول عن أهل بيتك، وأنتِ أيتها الأم مسئولة عن بيت زوجك و أولادك وكلكم مسئول عن رعيته، و الأمر قد يتوجه إليكم أيها الآباء والأمهات: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ] وإن النار لتلهب في كل مكان من حول أولادكم، فهل ترضون أن يقع أولادكم فيها؟.

عباد الله:

إن من مواقد هذه النار وهي كثيرة:

1) مواقع أتوقع أن تفتح لتبث من خلالها سموم القنوات الفضائية المشفرة، والتي فيها ألوان من الفساد بمختلف أنواعه، يفتحها من يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، الذين يذبحون الأمة بدراهم محرمة يجمعونها.

2) مواقع ألعاب تتخذ مرتعاً و بؤرة لأنواع من الفساد، فساد المخدرات، فساد الأخلاق السيئة والعادات الرديئة، وأكبر من ذلك أن يرتادها ذئاب بشرية وكلاب مسعورة، همها اقتناص الغافلين من الأطفال وجرهم إلى الفاحشة.

3) عصابات مخربة هي أخطر من عصابات الاختطاف وقطع الطريق، تلك هي عصابات المخدرات و الخمور وأنواع الفساد، وهؤلاء من أفتك أسلحة الأعداء لضرب الأمة وإضاعة شبابها وقتل روح الرجولة فيهم.

4) هناك هيئات ومسميات مختلفة لا يدرى من ورائها ولا نسمع إلا بإعلاناتها تقيم الدورات وبالأخص النسائية، ثم في أثناء ذلك تبث السموم وتقدمها في الدسم، و النصيحة أن لانقدم على التسجيل إلا على من نعرف و نتأكد من دينه و أمانته وحسن مقصده واستقامة منهجه؛ لأن الأعداء منتشرون في كل مكان، و دعاة جنهم كثير ومن أجابهم إليها قذفوه فيها قال تعالى: [قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ] و نحن أولى بهذا الخطاب من أهل الكتاب.

و بالمناسبة أيها الآباء و أيتها الأمهات يا من يغار على الأعراض يا من يحرص على سمعته ويحافظ على مكانته ويراعي مسئوليته:

إنه يلاحظ كثرة خروج النساء والشابات وغير المتزوجات والمراهقات، كثرة خروجهن في أوقات مختلفة من ليل أو نهار وظهر وعصر وأوقات مريبة وحركات غريبة ومواقع يرتدنها مريبة، إن هذه الظاهر هي ظاهرة السوء، ونذير الشؤم، ودليل على غفلة مميتة وغَيرة مفقودة ورجولة مطعونة، ومخططات ملعونة كلها موجهة لهذه الأمة في أعز عنصر فيها، في الأم الطاهرة، والزوجة العفيفة، والبنت الشريفة في المجتمع الطاهر، الذي لا يراد له الطهارة. فلنتقِ الله فإن الله تعالى يقول: [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ] ويخاطب زوجات النبي الطاهرات أمهات المؤمنين فيقول سبحانه: [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا] وقد جعل الله من علة أمر الحجاب أنه يوجد فئات من الرجال مولعون بالتربص بالنساء و السعي وراءهن، فقال سبحانه بعد الأمر بالحجاب في سورة الأحزاب: [لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا] وهؤلاء إذا كانوا موجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فهل يمكن أن نكون سالمين منهم اليوم؟.


[1] رواه الحاكم في المستدرك 4 / 341 برقم 7846 وصححه الألباني : في صحيح الجامع حديث رقم: 1077.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى