رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
18/3/1425هـ
" فاستبقوا الخيرات "
مسجد : خالد بن الوليد
خطبة الحاجة و الوصية بالتقوى:
عباد الله:
قال تعالى ((فاستبقوا الخيرات)) وقال تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ].
في الآية الأولى الأمر بالمسابقة إلى الخيرات بمعنى المسارعة إليها، والخيرات الأعمال الصالحة، وفي الثانية الأمر بالمسارعة إلى الجنة، وهو أمر بالمسارعة إلى الأعمال الصالحة كذلك لأنها الموصلة إلى الجنة.
و المسارعة إلى الخيرات و المسابقة إليها من أبرز صفات المؤمنين، فقد وصف الله آل زكريا في موجز الثناء بقوله تعالى: [إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ] .
ووصف المؤمنين الموحدين أهل الخشية و الإخبات إليه بالمسارعة في الخيرات، فقال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{57} وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ{58} وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ{59} وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ{60} أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{61}].
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أكثر الناس مسابقة إلى الخيرات، قال أبو سروعة رضي الله عنه: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النبي صلي الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قام مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ الناس إلى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ فَفَزِعَ الناس من سُرْعَتِهِ فَخَرَجَ عليهم فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا من سُرْعَتِهِ فقال ذَكَرْتُ شيئا من تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ)([1] ).
و المسارعة بالأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة تكون بأمور:
أ) أداء الفرائض على وقتها:
- الصلاة : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله ( [2] )
- الزكاة : [وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ].
- الحج : يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)( [3] ).
ب) التوبة من الذنوب:
ِ[إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{17} وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{18} ]
ج) أداء حقوق الناس.
د) نوافل العبادات:
1. التبكير إلى الصلوات في المساجد.
2. التبكير إلى الجمعة.
3. المسارعة إلى الصدقة فقد جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: (أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى. ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان) ( [4] ).
الخطبة الثانية
-. الحمد و الثناء و الوصية:
-. لماذا المسارعة؟.
الجواب:
1- المسارعة إلى الخيرات دليل الإيمان بالله وتعظيم شأنه، و التصديق و اليقين بوعده، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ([5]) .
ب) حذراً من تبدل الأحوال، و عروض الموانع من تلك الأعمال، واغتنام الفرص السانحة قبل أن تضيع: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) ( [6] ).
ج) حدوث الفتن الشاغلة عن الأعمال الصالحة: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً و يمسي كافراً و يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دنيه بعرض من الدنيا قليل) ( [7] ).
[1] رواه البخاري 1/291 برقم 813.
[2] رواه البخاري 1/197 برقم 504 ، مسلم 1/89 برقم 85..
[3] رواه أحمد 1 / 313 برقم 2869 .
[4] رواه البخاري 2 /515 برقم 1353 ، مسلم 2 /716 برقم 1032.
[5] رواه البخاري 1/289 برقم 807 ، مسلم 1 / 417 برقم 595.
[6] رواه الحاكم 4 /341 برقم 7846 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[7] رواه مسلم 1 / 110 برقم 118.
18/3/1425هـ
" فاستبقوا الخيرات "
مسجد : خالد بن الوليد
خطبة الحاجة و الوصية بالتقوى:
عباد الله:
قال تعالى ((فاستبقوا الخيرات)) وقال تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ].
في الآية الأولى الأمر بالمسابقة إلى الخيرات بمعنى المسارعة إليها، والخيرات الأعمال الصالحة، وفي الثانية الأمر بالمسارعة إلى الجنة، وهو أمر بالمسارعة إلى الأعمال الصالحة كذلك لأنها الموصلة إلى الجنة.
و المسارعة إلى الخيرات و المسابقة إليها من أبرز صفات المؤمنين، فقد وصف الله آل زكريا في موجز الثناء بقوله تعالى: [إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ] .
ووصف المؤمنين الموحدين أهل الخشية و الإخبات إليه بالمسارعة في الخيرات، فقال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ{57} وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ{58} وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ{59} وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ{60} أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{61}].
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أكثر الناس مسابقة إلى الخيرات، قال أبو سروعة رضي الله عنه: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النبي صلي الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قام مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ الناس إلى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ فَفَزِعَ الناس من سُرْعَتِهِ فَخَرَجَ عليهم فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا من سُرْعَتِهِ فقال ذَكَرْتُ شيئا من تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ)([1] ).
و المسارعة بالأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة تكون بأمور:
أ) أداء الفرائض على وقتها:
- الصلاة : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله ( [2] )
- الزكاة : [وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ].
- الحج : يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعجلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)( [3] ).
ب) التوبة من الذنوب:
ِ[إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{17} وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{18} ]
ج) أداء حقوق الناس.
د) نوافل العبادات:
1. التبكير إلى الصلوات في المساجد.
2. التبكير إلى الجمعة.
3. المسارعة إلى الصدقة فقد جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: (أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى. ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان) ( [4] ).
الخطبة الثانية
-. الحمد و الثناء و الوصية:
-. لماذا المسارعة؟.
الجواب:
1- المسارعة إلى الخيرات دليل الإيمان بالله وتعظيم شأنه، و التصديق و اليقين بوعده، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ([5]) .
ب) حذراً من تبدل الأحوال، و عروض الموانع من تلك الأعمال، واغتنام الفرص السانحة قبل أن تضيع: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) ( [6] ).
ج) حدوث الفتن الشاغلة عن الأعمال الصالحة: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً و يمسي كافراً و يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دنيه بعرض من الدنيا قليل) ( [7] ).
[1] رواه البخاري 1/291 برقم 813.
[2] رواه البخاري 1/197 برقم 504 ، مسلم 1/89 برقم 85..
[3] رواه أحمد 1 / 313 برقم 2869 .
[4] رواه البخاري 2 /515 برقم 1353 ، مسلم 2 /716 برقم 1032.
[5] رواه البخاري 1/289 برقم 807 ، مسلم 1 / 417 برقم 595.
[6] رواه الحاكم 4 /341 برقم 7846 عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[7] رواه مسلم 1 / 110 برقم 118.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى