لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

( ثقافة النهش ) حادثة الصحفية أسمهان الغامدي أنموذجا Empty ( ثقافة النهش ) حادثة الصحفية أسمهان الغامدي أنموذجا {الإثنين 3 أكتوبر - 20:10}

[مجموعة من الأسود تهاجم إحدى الإعلاميات بجريدة محلية أثناء تغطيتها فعاليات السيرك في أحد المنتزهات الترفيهية بالثمامة, حيث أسقطها أحد الأسود أرضاً، وانقض عليها آخر و(نهشها) بأنيابه مخلفاً جروحاً بليغة في يدها، ومازالت المحررة ترقد في المستشفى لتلقي العلاج.]
كان هذا موجز الخبر الذي تناقلته بعض الصحف الالكترونية على استحياء , أما الصحافة الورقية فلم تشر إليه، وهي التي طالما حفلت زواياها وأخبارها بقضايا المرأة !!
ولكن لم تنشره سوى صحيفة واحدة يتيمة !!
ويزول العجب بمعرفة السبب, فالصحفية تعتبر من منسوبيهم ، وكانت في مهمة عمل من قبلهم!!
ليبقى السبب الأوحد في انتشار الحادثة هو غرابتها ليس إلا !!!!

أما ردود الفعل فقد انقسمت إلى ثلاثة ردود :
جاءت ردة الفعل الأولى بلهجة متعاطفة, وكانت الثانية الأكثر حزما حيث سعى أصحابها للتذكير بهجوم تلك المحررة على أحد الدعاة في وقت سابق , أما ردة الفعل الأخيرة فقد جاءت أكثر نضجا - و إن كان طرحها هو الأقل- حيث ربط أصحابها حادثة الهجوم بالمكان الذي وقعت فيه, بما يمكن تسميته (بيئة العمل).
وإذا انطلقنا لقراءة الحدث بعد تجاوز القشور ، واستبعاد مساحات الشخصنة، وبدأنا في محاولة لسبر أغواره برؤية مختلفة متزودين بزاد من التجرد و الإنصاف.
فإننا سنجد في ذلك المشهد دلالة رمزية لواقع نعيشه - برغم حداثته- حيث أن المشهد ببساطة يبدو كالتالي:
(امرأة عاملة تسعى للوصول إلى نتيجة أكمل, وينصب تركيزها على الإخلاص في العمل, دون أن تستحضر خطورة البيئة التي تعمل فيها, ثم لا تلبث أن تستيقظ على الواقع المؤلم: أنها في لحظة تحولت من موظفة لها إنجازاتها إلى فريسة سهلة لـ(بضعة أسود) و أن ذلك الكم من الإنجازات في تلك اللحظة بات لا معنى له, بل و يمتد الأمر لتنقل تلك الواقعة وتعرض مأساة امرأة كادت أن تفقد حياتها بطرح هزيل وصمت يوشك أن يكون مطبقا من الإعلام)
وعندما نحاول إسقاط هذا المشهد على (واقع المرأة في العمل), فإننا سنقف أمام حقائق متطابقة تكشف عما تتعرض له المرأة من (نهش) بشقيه (النفسي) كالتحرش اللفظي ,و (الجسدي) كالتحرش الذي يصل إلى حد الاعتداء, فما تتعرض له المرأة من ذلك مرتبط تماما بالبيئة التي تعمل فيها فإن كانت ( بيئة آمنة ) تلاشى ما تعانيه المرأة من ذلك, و إن كانت في (بيئة غير آمنة) فإن (ثقافة النهش) هي المتسيدة سواء تدثرت برداء عاطفي أو لم تفعل .
ولغة الأرقام تجعلنا نستبين الأمر بجلاء, فهناك دراسة ميدانية محلية تثبت أن 21 % من الموظفات في تلك البيئة يتعرضن للتحرش من جانب رؤسائهن، و35 % من الزملاء, وقد تطور الأمر عند البعض لطلب لقائهن خارج أوقات العمل بنسبة 28 % ، بينما عانى 24 % منهن من الاتصال بهن في أوقات متأخرة، أما 15 % فكشفن عن التحرش بهن باللفظ واللمس!!!!! (1)
كل هذا يحدث برغم عدم إقرار تلك البيئة نظاميا لتثبت لنا تلك النتائج الأولية أن (ثقافة النهش) مرتبطة بتلك البيئة غير الآمنة كسبب رئيس .
وقد يبدو سن القوانين التشريعية التي تحمي المرأة حلا منطقيا و مقبولا في ظاهره, حيث باتت الكثير من الدول تتنافس في سن تلك القوانين وتفاخر بها, إلا أن النتائج الميدانية التي أكدتها لغة الأرقام في تلك الدول تعيدنا إلى نقطة الصفر .
حيث أن تلك القوانين لم تعالج النهش في الولايات المتحدة الأمريكية فـ المجندات الأمريكيات يتعرضن لاعتداءات من زملائهن بنسبة 19% ،وذلك للفترة 1999-2002م بل وارتفعت النسبة بعد ذلك لتصل إلى 25% .(2), أما في بريطانيا تتعرض الشرطيات البريطانيات للاعتداءات بنسبة تصل إلى 80%, وفشلت هي الأخرى في معالجة النهش بنوعيه, بل حتى دولة شقيقة كمصر تعاني 66% من المضايقات في أماكن عملهن. (3)
إذن المسألة لا ترتبط بـ (الرجل السعودي) - كما قد تتفتق عنه ذهنية البعض -, بل هي مرتبطة بكل (رجل) في ظل تلك الظروف المحيطة .
وعليه يمكننا القول أن العمل في بيئة تخضع فيها العلاقة بين (الرجل و المرأة) لتأطير وهمي, هو تماماً كمثل ترك تلك المحررة بلا حماية مع تلك الأسود !
التي متى ما ملت اللعب وقررت أن تستبدل اللعب بـ(النهش) فلن يردها شيء!!
كما أن القرارات المرتبطة بعمل المرأة والتي تتغافل عن سطوة (الميل الفطري بين الجنسين), وتترك المسألة رهنا لـ(ضمير الرجل) , تعد استهتاراً بحق المرأة في توفير بيئة عمل آمنة لها ، تكفل لها الاستقرار النفسي ، وتأمين لقمة العيش إن عدمت ذلك ، بل وتتعداه إلى إنجازاتها وتحقيق ذاتها ، والإسهام في تنمية وطنها تنمية حقيقية .

وختاماً :
فمصير معاناة المرأة التي وقعت تحت ذل (ثقافة النهش) المتسيدة في تلك (البيئة الخطرة), هو تماماً كمصير تلك الصحفية, تغافل قاتل و تجاهل مستبد ولامبالاة أنانية, لتبقى المرأة في المحصلة النهائية هي (الخاسر الوحيد).


كتبته : هند عامر
- باحثة مهتمة بقضايا المرأة -
hindamer@hotmail.com


---------------------------------------------
(1) صحيفة المدينة 9مارس 2009م / دراسة أعدتها الباحثة وائلة عبد الكريم.
(2 ) مجلة البيان، العدد (202) ص95.
(3) Islamonline.net 9/3/2003 .




( ثقافة النهش )
حادثة الصحفية أسمهان الغامدي أنموذجا

هند عامر
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى