خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تكشف بعض التقارير أن السماح بالروايات المحرمة بدأ منذ عام 2006 ,
وتؤكدها تواريخ إعداد بعض خطب الجمعة التي رافقت تلك المعارض , وثبوت هذا يعني أن ردود الفعل الهادفة لإصلاح هذا الخطأ المتكرر كانت مثل الحديد تماما يوحي تعرضها للتسخين بقرب تشكيلها غير أن تركها بلا تشكيل يجعلها تبرد سريعا .
أتساءل أين المقالات التي تندد بالتجاوزات في معرض الكتاب الآن , بالرغم أننا بالكاد أكملنا عدة أيام منذ إختتام فعالياته .
هذا البرود في التعاطي هو الذي جعل الأمر يستمر على مدى خمس أعوام .
وهذه الحقيقة تجعلنا ننتقل منها إلى حقيقة أخرى لا تقل أهمية حيث سطرت وزارة الإعلام تحت تبويب ( معلومات عن المعرض وتاريخه) في الموقع الرسمي لمعرض الكتاب العبارة التالية :
(تحرص وزارة الثقافة والإعلام أن يظهر المعرض في كل عام بشكل مميز ويرضي جميع الأطراف بمختلف توجهاتها الفكرية والثقافية )
والحقيقة التي نطرحها في هذا المقال تقول: ( أن وزارة الإعلام اكتفت بجعل هذه العبارة الرنانة شعارا لا مبدأ .. وهناك فرق )
حيث ما هو معلوم أن المبادئ السامية إذا لم تطبق تحولت إلى شعارات جوفاء تتجه أينما كانت المصلحة (الخاصة) .. أقول الخاصة وليست العامة.
و تحول هذا المبدأ إلى شعار أجوف في معرض الكتاب , و ليكن المعرض المقام بالرياض لهذا العام 2011 أنموذجا ,
أقول تحوله إلى شعار أجوف كان سمة ظاهرة و أنعكس أثره على فرض أطروحات أحد التوجهات الفكرية على ثلاث مسارات
1- في كل من المناشط المقامة على هامش المعرض
2- في المعرض نفسه والسياسة التي اتبعتها (لجنة المطبوعات ) في ترشيح الكتب .
حيث تجد التناقض الظاهر بين ما صرح به د.عبد العزيز العقيل مدير معرض الرياض الدولي للكتاب في صحيفة الجزيرة بتاريخ 2/4/1432 قائلا : ( المعرض يخلو تماماً من كل ما يعارض الثوابت الدينية والسياسية والتاريخية ) من جهة
وبين النتائج التي يظهرها محرك البحث عن الكتب في موقع المعرض الذي تم إدراجها من قبل دور النشر من جهة أخرى
حيث ترجح النتائج صحة أقوال الشهود الذي قالوا برؤيتهم لتلك الكتب المخالفة
بل وصحة تلك القوائم التي ينشرها بعض من اشتراها متباهيا !!!
مما يحيل نتائج البحث لتكون دليلا موثقا لتلك الأقوال التي لم يسندها دليل .
ويلحظ أن دور النشر المشاركة والتي بلغ عددها 700 دار نشر بحسب تصريح (العقيل) في جريدة الجزيرة بتاريخ 16/3/1432
أقول أن دور النشر تلك لم تكن تتورع عن إدراج عناوين الروايات الموغلة في الإباحية في الموقع الرسمي في العالم الافتراضي والمعرض على أرض الواقع أيضا , إلى جانب وجود كتب تعج بالمخالفات العقدية وصولا إلى الإلحاد , بل حتى السياسة لم تسلم - كما توهم البعض - .
ولو وضعنا افتراضية موغلة في المثالية تقول أن كل دار ستطرح كتابين فقط مخالفة للشريعة و استثنينا 20 دار كونها دور محافظة على الثوابت الشرعية فهذا يعني أننا نقف أمام 1360 كتاب يتحدى الله ورسوله أولا ويتحدى المادة الثالثة والعشرون من نظام الحكم ثانيا ..
هذا اعتمادا على فريضة مغرقة في المثالية و لا أود أن أزيد مساحة الخذلان الممتد إذا ما طرحنا فرضية أخرى أكثر واقعية تقضي بــ10 كتب في كل دار نشر و أترك لكم حساب تلك النتيجة المؤلمة !!
وفي هذه المعطيات ثمة مؤشرات :
أولها .. أن وزارة الإعلام لم توجه أي خطاب إلى دور النشر بخصوص نوعية الكتب المطروحة
وفي حال ثبت هذا فإن فيه تحدي وتجاهل صارخ للمادة الثالثة والعشرين من نظام الحكم !!
وهو ما حاول أن ينفيه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المُكلَّف، الدكتور عبد الله الجاسر في تصريحه المنشور في جريدة الرياض يوم الجمعة 6 /4/ 1432 وكان نصه (مشيرا إلى أن بعض المثقفين عادة ما يرددون "سياسة الوزير فلان وسياسة الوزير الفلاني" الأمر الذي أكد نفيه لكون جميع الوزراء ينفذون سياسة واحدة تتمثل في سياسة الدولة أيدها الله بنصره وتوفيقه ) ولا أدري عن أي تنفيذ يتحدث الرجل؟!!
أما الثاني : هو أن لائحة المخالفات التي يوردها الموقع هي لائحة برتوكولية لا أكثر حيث برغم وجود بند ينص على أن (عرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية غير المجازة من وزارة الثقافة والإعلام ) إلا أن قاعدة البحث في المعرض تضم آلاف الكتب الغير مجازة !!!!
و أخيرا الثالث : أن تشكيل (لجنة المطبوعات ) المعلن عنها هو تشكيل شرفي لا أكثر و أن اللجنة تشاغلت بتقديم التسهيلات للمشاركين عن هدفها الرئيس وهو توجيههم !!
وإحقاقا للحق وحتى لا تكون التهم جزافا .. وحيث إني قد اعتدت أن أستبن الصورة كاملة عن المسائل المطروحة لأصدر حكمي الشخصي عليها من منطلق أن (الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) , وحيث إني أيضا اعتدت على تمحيص ما يصلني وعدم قبول قول القائل دون مستند أو دليل ..
لهذا عمدت إلى تجاهل تلك القوائم التي أصدرها محتسبين لتجاوزات معرض الكتاب بالرغم من ثبوت وجود تلك الكتب في قاعدة بيانات المعرض الرسمية و بدأت بإجراء بحث موسع عن الروايات الإباحية التي يكشف عنها محرك البحث عن الكتب في الموقع الرسمي وكان ذلك في ليلة الأحد 8/4/1432هـ ولم أستطع إكمال ما بدأت حيث تم تعطيل محرك البحث فجر نفس اليوم !! تحت مبرر (عذراً ، خاصية البحث فعالة أثناء فترة إقامة المعرض الرسمية فقط. ) بالرغم أن الفعاليات الثقافية للمعرض انتهت قبل ذلك بيومين !!!!
وما ينبغي ذكره وتوضيحه أن محتوى رواية واحدة من تلك الروايات التي عثرتُ عليها
كاف لإقالة اللجنة الثقافية بأكملها ,
ذلك لأن السماح بأمثال هذه الروايات جاء إما قناعة بالمحتوى أو تقصيرا في المراقبة , وكلا الاحتمالين لا يغتفر في بلد ينص نظامها على أنها (تحمي عقيدة الإسلام.. وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله.)
و والله إن قلمي ليعف عن سرد تلك التفاصيل المنتنة حتى أني كنت أعف بصري فلا أقرأ تلك الروايات كاملة و إنما أكتفي بقراءة بعض القراءات النقدية ومطابقة النصوص التي تستشهد بها تلك القراءات على النصوص الأصلية للكتاب
و ما ذاك شأني فقط مع تلك الروايات التي يدافع عنها بعض من لا لب له , وإنما هو شأن كل عين قرأت كتاب الله يوما فكيف لمن اعتاد صحبة الثريا أن يفاخر بلزوم الثرىو يدافع عن ذلك!
وحسبك أن الاندهاش من ذلك الرتل الاباحي في السرد يأتي بقلم نقاد اعتادوا على مثل ذلك..
و سأورد هنا نماذج لبعض الروايات التي كشف عنها محرك البحث في الموقع تحت تصنيف (إبداع) و (رواية ) لنستحضر سويا ما أستثار (الغضب الشعبي) لهذه الأطروحات التي تتحدى القيم الأخلاقية السامية التي بعث نبينا محمد لإتمامها حينا بل وتتحدى إلهنا وتقدح في نبينا تارة أخرى فإليكم ما وجدت :
الرواية الأولى :
البطل فيها ( مسلم منحرف) ويتم تبرير انحرافه بحرمانه من والدته ,والبطلة (فتاة نصرانية عفيفة) ترتبط مع البطل بعلاقة محرمة , حيث امتنعت عن تكوين أي علاقة مع جميع الرجال ولكنها لم تمتنع حينما تعرفت على البطل ,حيث يحاول المؤلف بطريقة قذرة أن يجعل الفتاة (تجسيدا للنصرانية السمحة) المستعدة للتحاور مع الفتى المنحل أخلاقيا (الإسلام بحسب الرواية) تعالى الله الحق ودينه الحق عما يقولون
وتعج الرواية بتجاوزات عقدية في قالب تجاوزات أخلاقي لتكون ظلمات فوق ظلمات .
الرواية الثانية :
تتحدث الرواية عن شاب مغربي يهاجر إلى إحدى الدول الغربية باحثا عن الاستقرار إلا أنه يجد نفسه قد انغمس في المجون وتركز الرواية على جيران البطل الذين لا هم لهم سوى الشرب والرقص وتذكر صراحة جارته (التي تمتهن القوادة ) و ابنتها التي ترتبط مع البطل بعلاقة محرمة !!!!!!
الرواية الثالثة :
هي رواية لمؤلف مصري,يستخدم فيها المؤلف أحد أبطال القصة للحديث عن أهمية تناول الجنس أدبيًا، ويسخر من النقاد الذين يمتعضون منه ويجسد المؤلف رؤيته تلك في نفس الرواية حيث تعج الرواية بالسرد اللا أخلاقي حيث يحاول المؤلف التأكيد على أن هذا (الحال المنحرف للحياة) هو حال حقيقي منطقي معبر عن الحياة الطبيعية للفرد العادي !!!
الرواية الرابعة :
تساوي بين الأديان تماما وتضع فرضيات ترى أن في كل دين خيط يجب ربطه ببقية الأديان لننتقل إلى العالم الآخر – عالم الروح –
وهي فرضية تؤدي إلى الكفر الصريح كما هو معلوم .
الرواية الخامسة:
هذه الرواية موغلة في الإباحية لدرجة أن أحد من كتب قراءة نقدية لها قال أن أقارب وأصدقاء الكاتب تجاوزوا المفاجأة إلى حد الصدمة والاندهاش , حيث أنهم يعرفون مدى حشمة صديقهم وعفته ولا يستطيعون أن يبرروا تلك اللغة الإباحية التي عجت بها الرواية !!
و يتورع قلمي عن ذكر المزيد عنها , فلا فائدة ترجى وهدف سامي يتحقق.
هذا فقط نتاج بحث ثلاث ساعات حرصت فيها أن أراعي الأمانة و أمحص و أدقق ما قرأته من عناوين ومحتوى الروايات , قبل أن تغلق الوزارة محرك البحث عن الكتب في الموقع و الذي إستعان به بعض الباحثين لجرد الكتب المخالفة للعقيدة
فكيف لو أتاحت لنا الفرصة إتمام البحث , حيث كنت أعتزم تحليل مايزيد على ذلك وتصنيفها من حيث التجاوزات العقدية والأخلاقية
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل عاقل :
ما فائدة هذه الروايات وما هو البعد الثقافي الذي يتحصل عليه عقل القارئ من هذا الانحدار الذوقي؟
ثم كيف يصرح (العقيل) بملء فيه بعدم وجود التوراة والإنجيل بينما من اشتراها لا يزال يحتفظ بالنسخ معه بالرغم من أنه لا يوجد دار نشر واحده مصرح لها في هذه البلاد ببيعها؟
بل كيف يصرح الجاسر بتقيد وزارة الإعلام بسياسة الدولة .. بينما يكفي إحضار طفل ليثبت لنا عكس ذلك؟
بل و أعظم من هذا و أكبر ما نقلته وكالة واس عن معالي وزير الإعلام د.خوجة :
(أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة " إن وزارة الثقافة والإعلام لم تمارس أي إقصاء بحق أياً من فئات أو مفكري الوطن على مختلف توجهاتهم من خلال البرنامج الثقافي لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م ) !!!!
نختم مقالنا :
بـــ (دعوة) :
لمن يملك إصلاح تجاوزات المعرض .. أن (لا يبرد)
و(نداء )
لكل مسؤول .. أن يكف عن التصريحات المعلبة , وأن ينزل إلى الميدان .
و( طلب ):
لوزاتنا الحبيبة أن تكون لنا سندا لا ضدا في تثقيف هذه الأجيال ثقافة طاهرة مثمرة
و أن عن سياسة التخدير التي تتبعها منذ خمس سنوات , حيث أن التظاهر بعدم العلم بالتجاوزات هو تبرير سنوي متكرر لن يجدي نفعا في العام القادم .
كتبته هند عامر
hinamer@hotmail.com
الروايات المحرمة في معرض الكتاب 2011 .. حتى لا يبرد الحديد
هند عامر
وتؤكدها تواريخ إعداد بعض خطب الجمعة التي رافقت تلك المعارض , وثبوت هذا يعني أن ردود الفعل الهادفة لإصلاح هذا الخطأ المتكرر كانت مثل الحديد تماما يوحي تعرضها للتسخين بقرب تشكيلها غير أن تركها بلا تشكيل يجعلها تبرد سريعا .
أتساءل أين المقالات التي تندد بالتجاوزات في معرض الكتاب الآن , بالرغم أننا بالكاد أكملنا عدة أيام منذ إختتام فعالياته .
هذا البرود في التعاطي هو الذي جعل الأمر يستمر على مدى خمس أعوام .
وهذه الحقيقة تجعلنا ننتقل منها إلى حقيقة أخرى لا تقل أهمية حيث سطرت وزارة الإعلام تحت تبويب ( معلومات عن المعرض وتاريخه) في الموقع الرسمي لمعرض الكتاب العبارة التالية :
(تحرص وزارة الثقافة والإعلام أن يظهر المعرض في كل عام بشكل مميز ويرضي جميع الأطراف بمختلف توجهاتها الفكرية والثقافية )
والحقيقة التي نطرحها في هذا المقال تقول: ( أن وزارة الإعلام اكتفت بجعل هذه العبارة الرنانة شعارا لا مبدأ .. وهناك فرق )
حيث ما هو معلوم أن المبادئ السامية إذا لم تطبق تحولت إلى شعارات جوفاء تتجه أينما كانت المصلحة (الخاصة) .. أقول الخاصة وليست العامة.
و تحول هذا المبدأ إلى شعار أجوف في معرض الكتاب , و ليكن المعرض المقام بالرياض لهذا العام 2011 أنموذجا ,
أقول تحوله إلى شعار أجوف كان سمة ظاهرة و أنعكس أثره على فرض أطروحات أحد التوجهات الفكرية على ثلاث مسارات
1- في كل من المناشط المقامة على هامش المعرض
2- في المعرض نفسه والسياسة التي اتبعتها (لجنة المطبوعات ) في ترشيح الكتب .
حيث تجد التناقض الظاهر بين ما صرح به د.عبد العزيز العقيل مدير معرض الرياض الدولي للكتاب في صحيفة الجزيرة بتاريخ 2/4/1432 قائلا : ( المعرض يخلو تماماً من كل ما يعارض الثوابت الدينية والسياسية والتاريخية ) من جهة
وبين النتائج التي يظهرها محرك البحث عن الكتب في موقع المعرض الذي تم إدراجها من قبل دور النشر من جهة أخرى
حيث ترجح النتائج صحة أقوال الشهود الذي قالوا برؤيتهم لتلك الكتب المخالفة
بل وصحة تلك القوائم التي ينشرها بعض من اشتراها متباهيا !!!
مما يحيل نتائج البحث لتكون دليلا موثقا لتلك الأقوال التي لم يسندها دليل .
ويلحظ أن دور النشر المشاركة والتي بلغ عددها 700 دار نشر بحسب تصريح (العقيل) في جريدة الجزيرة بتاريخ 16/3/1432
أقول أن دور النشر تلك لم تكن تتورع عن إدراج عناوين الروايات الموغلة في الإباحية في الموقع الرسمي في العالم الافتراضي والمعرض على أرض الواقع أيضا , إلى جانب وجود كتب تعج بالمخالفات العقدية وصولا إلى الإلحاد , بل حتى السياسة لم تسلم - كما توهم البعض - .
ولو وضعنا افتراضية موغلة في المثالية تقول أن كل دار ستطرح كتابين فقط مخالفة للشريعة و استثنينا 20 دار كونها دور محافظة على الثوابت الشرعية فهذا يعني أننا نقف أمام 1360 كتاب يتحدى الله ورسوله أولا ويتحدى المادة الثالثة والعشرون من نظام الحكم ثانيا ..
هذا اعتمادا على فريضة مغرقة في المثالية و لا أود أن أزيد مساحة الخذلان الممتد إذا ما طرحنا فرضية أخرى أكثر واقعية تقضي بــ10 كتب في كل دار نشر و أترك لكم حساب تلك النتيجة المؤلمة !!
وفي هذه المعطيات ثمة مؤشرات :
أولها .. أن وزارة الإعلام لم توجه أي خطاب إلى دور النشر بخصوص نوعية الكتب المطروحة
وفي حال ثبت هذا فإن فيه تحدي وتجاهل صارخ للمادة الثالثة والعشرين من نظام الحكم !!
وهو ما حاول أن ينفيه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المُكلَّف، الدكتور عبد الله الجاسر في تصريحه المنشور في جريدة الرياض يوم الجمعة 6 /4/ 1432 وكان نصه (مشيرا إلى أن بعض المثقفين عادة ما يرددون "سياسة الوزير فلان وسياسة الوزير الفلاني" الأمر الذي أكد نفيه لكون جميع الوزراء ينفذون سياسة واحدة تتمثل في سياسة الدولة أيدها الله بنصره وتوفيقه ) ولا أدري عن أي تنفيذ يتحدث الرجل؟!!
أما الثاني : هو أن لائحة المخالفات التي يوردها الموقع هي لائحة برتوكولية لا أكثر حيث برغم وجود بند ينص على أن (عرض أو بيع الكتب والمواد الثقافية غير المجازة من وزارة الثقافة والإعلام ) إلا أن قاعدة البحث في المعرض تضم آلاف الكتب الغير مجازة !!!!
و أخيرا الثالث : أن تشكيل (لجنة المطبوعات ) المعلن عنها هو تشكيل شرفي لا أكثر و أن اللجنة تشاغلت بتقديم التسهيلات للمشاركين عن هدفها الرئيس وهو توجيههم !!
وإحقاقا للحق وحتى لا تكون التهم جزافا .. وحيث إني قد اعتدت أن أستبن الصورة كاملة عن المسائل المطروحة لأصدر حكمي الشخصي عليها من منطلق أن (الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) , وحيث إني أيضا اعتدت على تمحيص ما يصلني وعدم قبول قول القائل دون مستند أو دليل ..
لهذا عمدت إلى تجاهل تلك القوائم التي أصدرها محتسبين لتجاوزات معرض الكتاب بالرغم من ثبوت وجود تلك الكتب في قاعدة بيانات المعرض الرسمية و بدأت بإجراء بحث موسع عن الروايات الإباحية التي يكشف عنها محرك البحث عن الكتب في الموقع الرسمي وكان ذلك في ليلة الأحد 8/4/1432هـ ولم أستطع إكمال ما بدأت حيث تم تعطيل محرك البحث فجر نفس اليوم !! تحت مبرر (عذراً ، خاصية البحث فعالة أثناء فترة إقامة المعرض الرسمية فقط. ) بالرغم أن الفعاليات الثقافية للمعرض انتهت قبل ذلك بيومين !!!!
وما ينبغي ذكره وتوضيحه أن محتوى رواية واحدة من تلك الروايات التي عثرتُ عليها
كاف لإقالة اللجنة الثقافية بأكملها ,
ذلك لأن السماح بأمثال هذه الروايات جاء إما قناعة بالمحتوى أو تقصيرا في المراقبة , وكلا الاحتمالين لا يغتفر في بلد ينص نظامها على أنها (تحمي عقيدة الإسلام.. وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله.)
و والله إن قلمي ليعف عن سرد تلك التفاصيل المنتنة حتى أني كنت أعف بصري فلا أقرأ تلك الروايات كاملة و إنما أكتفي بقراءة بعض القراءات النقدية ومطابقة النصوص التي تستشهد بها تلك القراءات على النصوص الأصلية للكتاب
و ما ذاك شأني فقط مع تلك الروايات التي يدافع عنها بعض من لا لب له , وإنما هو شأن كل عين قرأت كتاب الله يوما فكيف لمن اعتاد صحبة الثريا أن يفاخر بلزوم الثرىو يدافع عن ذلك!
وحسبك أن الاندهاش من ذلك الرتل الاباحي في السرد يأتي بقلم نقاد اعتادوا على مثل ذلك..
و سأورد هنا نماذج لبعض الروايات التي كشف عنها محرك البحث في الموقع تحت تصنيف (إبداع) و (رواية ) لنستحضر سويا ما أستثار (الغضب الشعبي) لهذه الأطروحات التي تتحدى القيم الأخلاقية السامية التي بعث نبينا محمد لإتمامها حينا بل وتتحدى إلهنا وتقدح في نبينا تارة أخرى فإليكم ما وجدت :
الرواية الأولى :
البطل فيها ( مسلم منحرف) ويتم تبرير انحرافه بحرمانه من والدته ,والبطلة (فتاة نصرانية عفيفة) ترتبط مع البطل بعلاقة محرمة , حيث امتنعت عن تكوين أي علاقة مع جميع الرجال ولكنها لم تمتنع حينما تعرفت على البطل ,حيث يحاول المؤلف بطريقة قذرة أن يجعل الفتاة (تجسيدا للنصرانية السمحة) المستعدة للتحاور مع الفتى المنحل أخلاقيا (الإسلام بحسب الرواية) تعالى الله الحق ودينه الحق عما يقولون
وتعج الرواية بتجاوزات عقدية في قالب تجاوزات أخلاقي لتكون ظلمات فوق ظلمات .
الرواية الثانية :
تتحدث الرواية عن شاب مغربي يهاجر إلى إحدى الدول الغربية باحثا عن الاستقرار إلا أنه يجد نفسه قد انغمس في المجون وتركز الرواية على جيران البطل الذين لا هم لهم سوى الشرب والرقص وتذكر صراحة جارته (التي تمتهن القوادة ) و ابنتها التي ترتبط مع البطل بعلاقة محرمة !!!!!!
الرواية الثالثة :
هي رواية لمؤلف مصري,يستخدم فيها المؤلف أحد أبطال القصة للحديث عن أهمية تناول الجنس أدبيًا، ويسخر من النقاد الذين يمتعضون منه ويجسد المؤلف رؤيته تلك في نفس الرواية حيث تعج الرواية بالسرد اللا أخلاقي حيث يحاول المؤلف التأكيد على أن هذا (الحال المنحرف للحياة) هو حال حقيقي منطقي معبر عن الحياة الطبيعية للفرد العادي !!!
الرواية الرابعة :
تساوي بين الأديان تماما وتضع فرضيات ترى أن في كل دين خيط يجب ربطه ببقية الأديان لننتقل إلى العالم الآخر – عالم الروح –
وهي فرضية تؤدي إلى الكفر الصريح كما هو معلوم .
الرواية الخامسة:
هذه الرواية موغلة في الإباحية لدرجة أن أحد من كتب قراءة نقدية لها قال أن أقارب وأصدقاء الكاتب تجاوزوا المفاجأة إلى حد الصدمة والاندهاش , حيث أنهم يعرفون مدى حشمة صديقهم وعفته ولا يستطيعون أن يبرروا تلك اللغة الإباحية التي عجت بها الرواية !!
و يتورع قلمي عن ذكر المزيد عنها , فلا فائدة ترجى وهدف سامي يتحقق.
هذا فقط نتاج بحث ثلاث ساعات حرصت فيها أن أراعي الأمانة و أمحص و أدقق ما قرأته من عناوين ومحتوى الروايات , قبل أن تغلق الوزارة محرك البحث عن الكتب في الموقع و الذي إستعان به بعض الباحثين لجرد الكتب المخالفة للعقيدة
فكيف لو أتاحت لنا الفرصة إتمام البحث , حيث كنت أعتزم تحليل مايزيد على ذلك وتصنيفها من حيث التجاوزات العقدية والأخلاقية
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل عاقل :
ما فائدة هذه الروايات وما هو البعد الثقافي الذي يتحصل عليه عقل القارئ من هذا الانحدار الذوقي؟
ثم كيف يصرح (العقيل) بملء فيه بعدم وجود التوراة والإنجيل بينما من اشتراها لا يزال يحتفظ بالنسخ معه بالرغم من أنه لا يوجد دار نشر واحده مصرح لها في هذه البلاد ببيعها؟
بل كيف يصرح الجاسر بتقيد وزارة الإعلام بسياسة الدولة .. بينما يكفي إحضار طفل ليثبت لنا عكس ذلك؟
بل و أعظم من هذا و أكبر ما نقلته وكالة واس عن معالي وزير الإعلام د.خوجة :
(أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة " إن وزارة الثقافة والإعلام لم تمارس أي إقصاء بحق أياً من فئات أو مفكري الوطن على مختلف توجهاتهم من خلال البرنامج الثقافي لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م ) !!!!
نختم مقالنا :
بـــ (دعوة) :
لمن يملك إصلاح تجاوزات المعرض .. أن (لا يبرد)
و(نداء )
لكل مسؤول .. أن يكف عن التصريحات المعلبة , وأن ينزل إلى الميدان .
و( طلب ):
لوزاتنا الحبيبة أن تكون لنا سندا لا ضدا في تثقيف هذه الأجيال ثقافة طاهرة مثمرة
و أن عن سياسة التخدير التي تتبعها منذ خمس سنوات , حيث أن التظاهر بعدم العلم بالتجاوزات هو تبرير سنوي متكرر لن يجدي نفعا في العام القادم .
كتبته هند عامر
hinamer@hotmail.com
الروايات المحرمة في معرض الكتاب 2011 .. حتى لا يبرد الحديد
هند عامر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى