خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
في شهر القرآن 1430 .. شهر رمضان الفقيد
كنت أبحث عن كتاب يساعدني أكثر .. على استيعاب شامل .. و فهم كامل لمفهوم ( التدبر )
و قد عثرت حينها على كتاب عذب .. للمؤلف د . مساعد بن سليمان الطَّيَّار .
بعنوان (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر) ..... عنوان طويل .. أليس كذلك ؟
حسنا ..لسنا بحاجة إلى كل هذا
فقط سنتوقف مع بعض المفاهيم .. التي توضح لنا الفرق بين التدبر و التأثر
لنعرف .. ( كيف نحيا بالقرآن ؟ ) .. فلننطلق ..
((( الأمر بتدبر القرآن كان للكفار و المنافقين )))
هل تصدق ذلك ؟!!! جاء الأمر بتدبر القرآن في أربعة مواضع من القرآن الكريم ,
و العجيب أن آيتين نزلت في سياق المنافقين و ذلك في ( النساء ) و (محمد) , و آيتين في سياق الكفار في ( المؤمنون ) و (ص )
هاهو ا لمصحف بين يديك فتش عن آية خامسة .. و أخبرني .
و برغم احتمال دخول المؤمنين في الأمر بالتدبر في آية سورة (ص) .. و لذلك ما يشهد له
إلا أن السؤال الذي يستحق الطرح هو:
لماذا لم تكن هناك آية صريحة بالأمر بتدبر القرآن للمسلمين ؟!
ببساطة .. لأن الأمر للمسلمين بتدبر القرآن هو أمر بديهي بالضرورة ( لا يحتاج أن تنزل آية للتذكير به )
ولنبسط المسألة أكثر .. فإننا عندما نضع خريطة بين يدي ( مُسَافرٍ تائِه)
فهو ليس بحاجه .. لأن نأمره بالاستعانة بها في رحلته !!
ذلك لأنه لا طريق للنجاة ... إلا في الاعتماد عليها ـ بعد الله ـ
اقرأ ما يقوله د/ مساعد : ( وليس نزولُ الآيةِ في سياق غيرِ المؤمنينَ يعني أنَّ المؤمنينَ لا يُطلبُ منهم التَّدبُّرُ!!!! بل هم مأمورونَ به، وداخلونَ في الخطاب من باب أولى لأنَّهم أهلُ الانتفاعِ بتدبُّرِ القرآنِ.)
نعم ((((( نحن أهلُ الانتفاعِ بتدبُّرِ القرآنِ ))))) .. و لا حاجة لأن تنزل آية تذكرنا بذلك
كيف نتدبر ما لا نفهمه ؟
دائما ما أدعوا إلى قراءة التفسير كمفتاح للتدبر .. و هذا ما وجدته في ثنايا هذا الكتاب .. ذلك لأنه من غير المقنع .. إدعائك التدبر الكامل لما ( لا تفهمه )
يقول د/ مساعد: (الأصلُ أنَّ مرحلةَ التَّدبُّرِ تأتي بعدَ الفَهْمِ، إذ لا يُمكنُ أن يُطلبَ منك تدبُّرُ كلامٍ لا تعقِلُه، وهذا يعني أنَّه لا يوجدُ في القرآنِ ما لا يُفهَمُ معناهُ مطلقًا،وأنَّ التَّدبُّرَ يكونُ فيما يتعلَّقُ بالتَّفسيرِ، أي أنَّه يتعلَّقُ بالمعنى المعلومِ )
سأعيد و أقرأ بقلبك..
(أي أنَّه يتعلَّقُ بالمعنى المعلومِ ) ... المعلوم ليس المجهول .
إن لم نفهم الآية عند سماعها .. هل نترك التدبر؟!
يقول دكتورنا الفاضل : ( لكن يحسن هنا أنْ أنبِّه إلى أنه قد لا يُفهم المعنى المراد، فتحتاج إلى البحث عنه. وتطلُّب المعنى يحتاجُ نَظَرًا وفِكْرًا، وهذا نوع من التدبر يكون سابقًا للفهم، والله أعلم.)
إذن التدبر خطوتين :
1ـ قبل الفهم .. بقراءة كتب التفسير حتى تصل للفهم. - و هو الخطوة الأولى -
2ـ بعد الفهم . - و هو الذي يضع اللبنة الأولى لصناعة الحياة –
حسنا .. تدبر .. فهم ..تدبر ..ثم ما ذا ؟
ثم استنباط .. نعم استنباط , الاستنباط هو نتيجة التدبر ..و هو مربط الفرس في عملية التدبر وثمرتها و نتاجها
يقول د/ مساعد (عند تأمُّلِ عملية الاستنباط يظهر أنَّ فيها إعمال فكر ونظر،(...) فيتدبَّرُ المتدبر ما يحتويه معنى الآيةِ من وجوه الاستنباطاتِ والفوائد، وهو تدبُّرٌ لاستخراج الحِكَمِ والأحكامِ والآدابِ وغيرِها مما يستنبطُه المستنبطُ، وهذا يعني أنَّ الاستنباطات نتيجةٌ للتَّدبُّرِ. )
لا زال هناك سؤال يشتاق لإجابة
ماهي تلك القشعريرة التي تصيبنا عند سماع الآيات من قارئ جميل الصوت ؟
هي تأثرا و ليست تدبرا .. يقربُ التَّدبُّرِ من معنى التَّفكُّرُ والتَّذكُّرُ والنَّظرُ والتَّأملُّ والاعتبارُ والاستبصارُ، و قد أوضح ذلك ابن القيم في حديث له عن هذا الشأن
لكن هل يقرب من معنى التأثر ؟!
يقول د/ مساعد : ( يخلطُ بعضُ النَّاسِ بين التَّدبُّرِ والتَّأثُّرِ من سماع القرآن، فيجعلونَ القشعريرةَ التي تصيب الإنسان , والخشوعَ الذي يلحقُه بسبب تأثيرِ القرآنِ عليه هو التَّدبُّرُ، وليسَ الأمرُ كذلك.
فالتَّدبُّرُ عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذِّهنِ، والتَّأثُّرُ انفعالٌ في الجوارحِ والقلبِ، وقد يكونُ بسبب التَّدبُّرِ، وقد يكونُ بسببِ روعةِ القرآنِ ونظمه، وقد يكونُ بسبب حالِ الشَّخصِ في تلكَ اللَّحظةِ )
سأعيد .. فأقرأ بقلبك:
(فيجعلونَ القشعريرةَ التي تصيب الإنسان والخشوعَ الذي يلحقُه بسبب تأثيرِ القرآنِ عليه هو التَّدبُّرُ، وليسَ الأمرُ كذلك )
إذن الفرق بينهما .. أن (التَّدبُّرُ عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذِّهنِ، والتَّأثُّرُ انفعالٌ في الجوارحِ والقلبِ)
و أسباب التأثر ..(وقد يكونُ بسبب التَّدبُّرِ، وقد يكونُ بسببِ روعةِ القرآنِ ونظمه، وقد يكونُ بسبب حالِ الشَّخصِ في تلكَ اللَّحظةِ)
حسنا يا أحباب .. برغم روعة التأثر و عذوبته .. إلا أنه يظل حالة وقتيه .. ..تهدينا الطمأنينة و السكينة .. ثم تنتهي بانتهاء المؤثر ..و هو سماع كلام الله ـ جل في علاه ـ
بينما يبقى التدبر .. هو الهادي الذي يهدينا في متاهات الحياة ..و هو الدليل الذي يقودنا لتجاوز عقباتها
هنا رابط لأحد المواقع التي توفر لك تفسير الآية من عدة تفاسير معتمدة ..و لا تحتاج إلا لوضع مؤشر الفأرة على الآية
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002&
فإذا ما استوقفتك آية .. اعلم أن الله أراد بك خيرا (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
لا تحرم نفسك هذا الخير بالتأجيل.. و أعلم أنها فرصة جديدة ..لتتعلم قاعدة جديدة من قواعد الحياة .. التي يمتلئ بها هذا ( الكتاب المذهل)
الخريطة بين يديك .. و أنت تدرك أنك تائه بدونها
لا تنتظر أن يأتي أحدهم
ليأمرنك ..بالاهتداء بها .
دمتم بعفو و مغفرة
-------------------
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك
ماوافق الحق من قولي فخذوه و ما جانبه فأجتنبوه
كتبته : هند عامر
hindamer@hotmail.com
( التدبر ) و ( التأثر ) .. و أيهما يصنع الحياة؟
هند عامر
كنت أبحث عن كتاب يساعدني أكثر .. على استيعاب شامل .. و فهم كامل لمفهوم ( التدبر )
و قد عثرت حينها على كتاب عذب .. للمؤلف د . مساعد بن سليمان الطَّيَّار .
بعنوان (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر) ..... عنوان طويل .. أليس كذلك ؟
حسنا ..لسنا بحاجة إلى كل هذا
فقط سنتوقف مع بعض المفاهيم .. التي توضح لنا الفرق بين التدبر و التأثر
لنعرف .. ( كيف نحيا بالقرآن ؟ ) .. فلننطلق ..
((( الأمر بتدبر القرآن كان للكفار و المنافقين )))
هل تصدق ذلك ؟!!! جاء الأمر بتدبر القرآن في أربعة مواضع من القرآن الكريم ,
و العجيب أن آيتين نزلت في سياق المنافقين و ذلك في ( النساء ) و (محمد) , و آيتين في سياق الكفار في ( المؤمنون ) و (ص )
هاهو ا لمصحف بين يديك فتش عن آية خامسة .. و أخبرني .
و برغم احتمال دخول المؤمنين في الأمر بالتدبر في آية سورة (ص) .. و لذلك ما يشهد له
إلا أن السؤال الذي يستحق الطرح هو:
لماذا لم تكن هناك آية صريحة بالأمر بتدبر القرآن للمسلمين ؟!
ببساطة .. لأن الأمر للمسلمين بتدبر القرآن هو أمر بديهي بالضرورة ( لا يحتاج أن تنزل آية للتذكير به )
ولنبسط المسألة أكثر .. فإننا عندما نضع خريطة بين يدي ( مُسَافرٍ تائِه)
فهو ليس بحاجه .. لأن نأمره بالاستعانة بها في رحلته !!
ذلك لأنه لا طريق للنجاة ... إلا في الاعتماد عليها ـ بعد الله ـ
اقرأ ما يقوله د/ مساعد : ( وليس نزولُ الآيةِ في سياق غيرِ المؤمنينَ يعني أنَّ المؤمنينَ لا يُطلبُ منهم التَّدبُّرُ!!!! بل هم مأمورونَ به، وداخلونَ في الخطاب من باب أولى لأنَّهم أهلُ الانتفاعِ بتدبُّرِ القرآنِ.)
نعم ((((( نحن أهلُ الانتفاعِ بتدبُّرِ القرآنِ ))))) .. و لا حاجة لأن تنزل آية تذكرنا بذلك
كيف نتدبر ما لا نفهمه ؟
دائما ما أدعوا إلى قراءة التفسير كمفتاح للتدبر .. و هذا ما وجدته في ثنايا هذا الكتاب .. ذلك لأنه من غير المقنع .. إدعائك التدبر الكامل لما ( لا تفهمه )
يقول د/ مساعد: (الأصلُ أنَّ مرحلةَ التَّدبُّرِ تأتي بعدَ الفَهْمِ، إذ لا يُمكنُ أن يُطلبَ منك تدبُّرُ كلامٍ لا تعقِلُه، وهذا يعني أنَّه لا يوجدُ في القرآنِ ما لا يُفهَمُ معناهُ مطلقًا،وأنَّ التَّدبُّرَ يكونُ فيما يتعلَّقُ بالتَّفسيرِ، أي أنَّه يتعلَّقُ بالمعنى المعلومِ )
سأعيد و أقرأ بقلبك..
(أي أنَّه يتعلَّقُ بالمعنى المعلومِ ) ... المعلوم ليس المجهول .
إن لم نفهم الآية عند سماعها .. هل نترك التدبر؟!
يقول دكتورنا الفاضل : ( لكن يحسن هنا أنْ أنبِّه إلى أنه قد لا يُفهم المعنى المراد، فتحتاج إلى البحث عنه. وتطلُّب المعنى يحتاجُ نَظَرًا وفِكْرًا، وهذا نوع من التدبر يكون سابقًا للفهم، والله أعلم.)
إذن التدبر خطوتين :
1ـ قبل الفهم .. بقراءة كتب التفسير حتى تصل للفهم. - و هو الخطوة الأولى -
2ـ بعد الفهم . - و هو الذي يضع اللبنة الأولى لصناعة الحياة –
حسنا .. تدبر .. فهم ..تدبر ..ثم ما ذا ؟
ثم استنباط .. نعم استنباط , الاستنباط هو نتيجة التدبر ..و هو مربط الفرس في عملية التدبر وثمرتها و نتاجها
يقول د/ مساعد (عند تأمُّلِ عملية الاستنباط يظهر أنَّ فيها إعمال فكر ونظر،(...) فيتدبَّرُ المتدبر ما يحتويه معنى الآيةِ من وجوه الاستنباطاتِ والفوائد، وهو تدبُّرٌ لاستخراج الحِكَمِ والأحكامِ والآدابِ وغيرِها مما يستنبطُه المستنبطُ، وهذا يعني أنَّ الاستنباطات نتيجةٌ للتَّدبُّرِ. )
لا زال هناك سؤال يشتاق لإجابة
ماهي تلك القشعريرة التي تصيبنا عند سماع الآيات من قارئ جميل الصوت ؟
هي تأثرا و ليست تدبرا .. يقربُ التَّدبُّرِ من معنى التَّفكُّرُ والتَّذكُّرُ والنَّظرُ والتَّأملُّ والاعتبارُ والاستبصارُ، و قد أوضح ذلك ابن القيم في حديث له عن هذا الشأن
لكن هل يقرب من معنى التأثر ؟!
يقول د/ مساعد : ( يخلطُ بعضُ النَّاسِ بين التَّدبُّرِ والتَّأثُّرِ من سماع القرآن، فيجعلونَ القشعريرةَ التي تصيب الإنسان , والخشوعَ الذي يلحقُه بسبب تأثيرِ القرآنِ عليه هو التَّدبُّرُ، وليسَ الأمرُ كذلك.
فالتَّدبُّرُ عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذِّهنِ، والتَّأثُّرُ انفعالٌ في الجوارحِ والقلبِ، وقد يكونُ بسبب التَّدبُّرِ، وقد يكونُ بسببِ روعةِ القرآنِ ونظمه، وقد يكونُ بسبب حالِ الشَّخصِ في تلكَ اللَّحظةِ )
سأعيد .. فأقرأ بقلبك:
(فيجعلونَ القشعريرةَ التي تصيب الإنسان والخشوعَ الذي يلحقُه بسبب تأثيرِ القرآنِ عليه هو التَّدبُّرُ، وليسَ الأمرُ كذلك )
إذن الفرق بينهما .. أن (التَّدبُّرُ عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذِّهنِ، والتَّأثُّرُ انفعالٌ في الجوارحِ والقلبِ)
و أسباب التأثر ..(وقد يكونُ بسبب التَّدبُّرِ، وقد يكونُ بسببِ روعةِ القرآنِ ونظمه، وقد يكونُ بسبب حالِ الشَّخصِ في تلكَ اللَّحظةِ)
حسنا يا أحباب .. برغم روعة التأثر و عذوبته .. إلا أنه يظل حالة وقتيه .. ..تهدينا الطمأنينة و السكينة .. ثم تنتهي بانتهاء المؤثر ..و هو سماع كلام الله ـ جل في علاه ـ
بينما يبقى التدبر .. هو الهادي الذي يهدينا في متاهات الحياة ..و هو الدليل الذي يقودنا لتجاوز عقباتها
هنا رابط لأحد المواقع التي توفر لك تفسير الآية من عدة تفاسير معتمدة ..و لا تحتاج إلا لوضع مؤشر الفأرة على الآية
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002&
فإذا ما استوقفتك آية .. اعلم أن الله أراد بك خيرا (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
لا تحرم نفسك هذا الخير بالتأجيل.. و أعلم أنها فرصة جديدة ..لتتعلم قاعدة جديدة من قواعد الحياة .. التي يمتلئ بها هذا ( الكتاب المذهل)
الخريطة بين يديك .. و أنت تدرك أنك تائه بدونها
لا تنتظر أن يأتي أحدهم
ليأمرنك ..بالاهتداء بها .
دمتم بعفو و مغفرة
-------------------
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك
ماوافق الحق من قولي فخذوه و ما جانبه فأجتنبوه
كتبته : هند عامر
hindamer@hotmail.com
( التدبر ) و ( التأثر ) .. و أيهما يصنع الحياة؟
هند عامر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى