خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
حواء آل جدة
جريدة المدينة
الأحد, 23 أغسطس 2009
تهاني السالم - جدة
وتبدأ الأسر المسلمة في السعي مبكرا لتوفير احتياجات رمضان “من المآكل والمشارب ” التي تزيد عن حاجة الفرد الشخصية ويصل بها الحال إلى أن تُرمى في النفايات ! فيحل التبذير والإسراف فكيف نجعل من رمضان مدرسة في تعلم الاقتصاد ؟ وما أبرز مظاهر التبذير ؟ وما هي أسبابه ؟ وغيرها من الأسئلة في ثنايا هذا التحقيق:
بدايةً يتحدث “للمدينة” د.أحمد عزب “عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز “فيقول:” في كل عام يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك بما يحمله هذا الشهر من خصائص وفضائل ميزه الله وفضله بها على غيره من شهور العام؛ ومن الملاحظ أنه ما إن تقترب أيام هذا الشهر الفضيل حتى نجد ذلكم الاستعداد والتهيؤ لاستقبال هذا الشهر؛ وهذا الاستعداد على أنواع مختلفة؛ ومن ضمن هذه الاستعدادات التهيؤ بشراء الاحتياجات الغذائية خلال هذا الشهر، ومن الأمور التي تلاحظ في هذا الشهر ما يحصل من تبذير في شراء الأطعمة والأشربة المخصوصة لهذا الشهر المبارك، فنلاحظ ذلكم الاندفاع والتسابق نحو المحلات التجارية لشراء هذه الاحتياجات غير المحسوب أحيانا، فنلاحظ أن البعض يقوم بشراء ما يفيض عن حاجته وحاجات أسرته خلال هذا الشهر، وكأننا سنقبل على شح أو نقص في المواد الغذائية” .
الاقتصاد ..الاقتصاد!!
ويُشدد د.عزب على الاقتصاد فيقول : “ولا شك أن التبذير محرم في ديننا الإسلامي الحنيف الذي أمرنا بالاقتصاد والمحافظة على النعمة وعدم تبذيرها، قال تعالى: ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين))؛ وقال تعالى: ((ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)). وأقول هنا إنه ليس هناك ما يمنع شرعاً من الاستعداد والتهيؤ لاستقبال هذا الشهر بشراء الاحتياجات الغذائية التي يحتاج إليها الشخص وأسرته خلال هذا الشهر وحتى لا ينشغل في أيام الشهر الفضيل بالتسوق، ولكن بدون إسراف أو تبذير بل يشتري الشخص ما يحتاجه دون تبذير وتوسع وإفراط وكأن الشهر الذي سنقبل عليه هو شهر للأكل والشرب فقط؛ فالله عز وجل لمّا فرض علينا صيام شهر رمضان إنما كان ذلك لتحقيق مصالح ومنافع للعباد من التزامهم بهذه العبادة ولا شك أن الإسراف والتبذير ينافيان هذه المصالح فالمسلم ينبغي أن يتعلم المحافظة على النعمة من خلال المدرسة الرمضانية، لأنه بصيامه أثناء النهار وشعوره بشيء من الجوع والعطش يعلم أن هناك من هو محروم من هذه النعمة طوال العام فيدفعه ذلك للمحافظة على النعمة وعدم تبذيرها، لأنه يعلم أن المحافظة على النعم من أسباب دوامها وحفظها من الله عز وجل على عباده، وأن الإسراف والتبذير من شأنه أن يكون سبباً في ضياع النعمة وفقدانها.
ويؤكد عزب الاحتفاء بالشهر بالاستعداد الإيماني فيقول : ” ولا شك أنه ليس من الاحتفاء بالشهر التنوع في المطاعم والمشارب، بل إن الاحتفاء إنما يكون بالاستعداد الإيماني لهذا الشهر والتهيئة النفسية للطاعات والتوبة والإقبال على الله عز وجل فهكذا يكون الاحتفاء والاستعداد المطلوب لقدوم هذا الشهر.”
مظاهر التبذير
ثم بيّن عزب بعض مظاهر التبذير بقوله:” والتبذير يكون حينما نجد أن البعض يقوم بشراء ما يفيض عن حاجاته، وحينما تقوم ربة الأسرة بتجهيز العديد من الأصناف المتنوعة مما يزيد عن حاجة الأسرة عند الإفطار ومن ثمّ عدم تناول هذا الطعام وإهماله أو رميه في المهملات. كذلك يكون التبذير حينما يأكل الصائم عند الإفطار ما يزيد عن حاجاته حتى يصل إلى حد التخمة ومن ثم فلا يستطيع القيام إلى صلاة العشاء والقيام أو يكون متثاقلاً حين أدائها مما يذهب خشوعه أثناء الصلاة فهذا من التبذير أيضا. والصائم ينبغي أن لا يزيد عن حاجاته في تناوله للطعام بل يأكل ما يسد رمقه، ويكفينا في ذلك التوجيه النبوي ((ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)). فالصائم لا يزيد عن حاجاته في الطعام والشراب بل يكفي القليل حتى يكون الصائم نشيطاً للطاعة والعبادة ،وما يتعلق بتنويع الأطعمة فليس هناك ما يمنع من تنويع الأطعمة، وإنما الممنوع الإسراف والتبذير المحرم شرعاً أو الزيادة عن حد حاجة الأسرة، كذلك فإن التنويع يقتضي أن ربة الأسرة ستقضي أوقاتا أطول في الإعداد والتجهيز أو أن رب الأسرة سيمضي وقتاً طويلاً في شراء هذه الحاجيات والوقت في رمضان ثمين جداً فالمسلم يحرص على لحظاته وساعاته ويمضيها في الذكر والطاعة والعبادة”.
الفرق بين الجود والتبذير
ومن جهة أخرى توضح أ.حواء آل جدة “رئيسة الشئون التعليمية بالمعهد العلمي الثاني بجدة” الفرق بين التبذير والجود بقولها : “أثناء بحثي وجدت إحصاءات متوافرة للقوة الشرائية ومعدل ارتفاع الأسعار في شهر رمضان المبارك في عدد من الدول العربية، بينما لم أجد مثل ذلك فيما يخص المملكة العربية السعودية سوى افتراضات رقمية تقديرية تخلص إلى الزيادة في القوة الشرائية ستصبح 2,5 مليار ريال للمواد الغذائية، ومثلها للكماليات كالملابس والأثاث ونحوه ليكون المجموع 5 مليارات ريال، وهو رقم لا شك كبير جدًّا ،ويأتي السؤال الطبيعي، ألا يُعدّ ذلك تبذيرًا؟ وللإجابة عنه لا بد من معرفة معنى التبذير أولاً، والفرق بينه وبين الجود، لأن أولئك المنفقين يرون أن الشهر كريم وأن هذا من الجود، بينما في الحقيقة تتحكم الأنماط الاستهلاكية والعادات الملصقة بالشهر بشكل لا يُستهان به في ذلك ،لذا فإن الجود والذي هو وضع العطاء في موضعه، مع مراعاة المصلحة والتقدير وأداء الحقوق الواجبة؛ مطلوب في رمضان بشكل أخص من غيره ، وقد كان رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم - أجود ما يكون في رمضان. بينما التبذير على النقيض تمامًا ، فهو إنفاق وتبديد للمال وفق ثقافة استهلاكية هزيلة قائمة على اتخاذ قرارات الشراء دون اعتبار المصلحة المعتبرة والحقيقية، ودون تقدير مناسب، فهو وضع المال في غير موضعه، وتكديس سلع قد تكفي ربع السنة أو تزيد دون دواع مبررة” .
وتُضيف أ.حواء آل جدة قائلةً: ” أما بالنسبة للصائم والطعام، فليُعلم أولاً أن تعدد أنواع الطعام على المائدة جائز من حيث الأصل، فقد روى عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - أنه رأى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يأكل الرطب بالقثاء. رواه البخاري(5449) وبه بوب بابٌ جمع اللونين أو الطعامين بمرّة، لكننا نشهد لدى الكثير من الأسر تجاوزًا في مسألة تلوين وتعدد الأنواع، وهي عادات استحكمت وطغت ربما كان من نتائجها حالات التبذير وإلقاء الأطعمة دون أن يُمس منها إلا لممًا.. والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: ” كلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة ” رواه أحمد والنسائي وابن ماجه” .
ابتزاز الفتيات
http://www.lahaonline.com/livedialouges/201.htm
العالم الرقمي
http://www.lahaonline.com/livedialouges/200.htm
عادات مستحكمة وأنماط استهلاكية تخلط بين الجود والتبذير
حوآء آل جدة
حواء آل جدة
جريدة المدينة
الأحد, 23 أغسطس 2009
تهاني السالم - جدة
وتبدأ الأسر المسلمة في السعي مبكرا لتوفير احتياجات رمضان “من المآكل والمشارب ” التي تزيد عن حاجة الفرد الشخصية ويصل بها الحال إلى أن تُرمى في النفايات ! فيحل التبذير والإسراف فكيف نجعل من رمضان مدرسة في تعلم الاقتصاد ؟ وما أبرز مظاهر التبذير ؟ وما هي أسبابه ؟ وغيرها من الأسئلة في ثنايا هذا التحقيق:
بدايةً يتحدث “للمدينة” د.أحمد عزب “عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز “فيقول:” في كل عام يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك بما يحمله هذا الشهر من خصائص وفضائل ميزه الله وفضله بها على غيره من شهور العام؛ ومن الملاحظ أنه ما إن تقترب أيام هذا الشهر الفضيل حتى نجد ذلكم الاستعداد والتهيؤ لاستقبال هذا الشهر؛ وهذا الاستعداد على أنواع مختلفة؛ ومن ضمن هذه الاستعدادات التهيؤ بشراء الاحتياجات الغذائية خلال هذا الشهر، ومن الأمور التي تلاحظ في هذا الشهر ما يحصل من تبذير في شراء الأطعمة والأشربة المخصوصة لهذا الشهر المبارك، فنلاحظ ذلكم الاندفاع والتسابق نحو المحلات التجارية لشراء هذه الاحتياجات غير المحسوب أحيانا، فنلاحظ أن البعض يقوم بشراء ما يفيض عن حاجته وحاجات أسرته خلال هذا الشهر، وكأننا سنقبل على شح أو نقص في المواد الغذائية” .
الاقتصاد ..الاقتصاد!!
ويُشدد د.عزب على الاقتصاد فيقول : “ولا شك أن التبذير محرم في ديننا الإسلامي الحنيف الذي أمرنا بالاقتصاد والمحافظة على النعمة وعدم تبذيرها، قال تعالى: ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين))؛ وقال تعالى: ((ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)). وأقول هنا إنه ليس هناك ما يمنع شرعاً من الاستعداد والتهيؤ لاستقبال هذا الشهر بشراء الاحتياجات الغذائية التي يحتاج إليها الشخص وأسرته خلال هذا الشهر وحتى لا ينشغل في أيام الشهر الفضيل بالتسوق، ولكن بدون إسراف أو تبذير بل يشتري الشخص ما يحتاجه دون تبذير وتوسع وإفراط وكأن الشهر الذي سنقبل عليه هو شهر للأكل والشرب فقط؛ فالله عز وجل لمّا فرض علينا صيام شهر رمضان إنما كان ذلك لتحقيق مصالح ومنافع للعباد من التزامهم بهذه العبادة ولا شك أن الإسراف والتبذير ينافيان هذه المصالح فالمسلم ينبغي أن يتعلم المحافظة على النعمة من خلال المدرسة الرمضانية، لأنه بصيامه أثناء النهار وشعوره بشيء من الجوع والعطش يعلم أن هناك من هو محروم من هذه النعمة طوال العام فيدفعه ذلك للمحافظة على النعمة وعدم تبذيرها، لأنه يعلم أن المحافظة على النعم من أسباب دوامها وحفظها من الله عز وجل على عباده، وأن الإسراف والتبذير من شأنه أن يكون سبباً في ضياع النعمة وفقدانها.
ويؤكد عزب الاحتفاء بالشهر بالاستعداد الإيماني فيقول : ” ولا شك أنه ليس من الاحتفاء بالشهر التنوع في المطاعم والمشارب، بل إن الاحتفاء إنما يكون بالاستعداد الإيماني لهذا الشهر والتهيئة النفسية للطاعات والتوبة والإقبال على الله عز وجل فهكذا يكون الاحتفاء والاستعداد المطلوب لقدوم هذا الشهر.”
مظاهر التبذير
ثم بيّن عزب بعض مظاهر التبذير بقوله:” والتبذير يكون حينما نجد أن البعض يقوم بشراء ما يفيض عن حاجاته، وحينما تقوم ربة الأسرة بتجهيز العديد من الأصناف المتنوعة مما يزيد عن حاجة الأسرة عند الإفطار ومن ثمّ عدم تناول هذا الطعام وإهماله أو رميه في المهملات. كذلك يكون التبذير حينما يأكل الصائم عند الإفطار ما يزيد عن حاجاته حتى يصل إلى حد التخمة ومن ثم فلا يستطيع القيام إلى صلاة العشاء والقيام أو يكون متثاقلاً حين أدائها مما يذهب خشوعه أثناء الصلاة فهذا من التبذير أيضا. والصائم ينبغي أن لا يزيد عن حاجاته في تناوله للطعام بل يأكل ما يسد رمقه، ويكفينا في ذلك التوجيه النبوي ((ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)). فالصائم لا يزيد عن حاجاته في الطعام والشراب بل يكفي القليل حتى يكون الصائم نشيطاً للطاعة والعبادة ،وما يتعلق بتنويع الأطعمة فليس هناك ما يمنع من تنويع الأطعمة، وإنما الممنوع الإسراف والتبذير المحرم شرعاً أو الزيادة عن حد حاجة الأسرة، كذلك فإن التنويع يقتضي أن ربة الأسرة ستقضي أوقاتا أطول في الإعداد والتجهيز أو أن رب الأسرة سيمضي وقتاً طويلاً في شراء هذه الحاجيات والوقت في رمضان ثمين جداً فالمسلم يحرص على لحظاته وساعاته ويمضيها في الذكر والطاعة والعبادة”.
الفرق بين الجود والتبذير
ومن جهة أخرى توضح أ.حواء آل جدة “رئيسة الشئون التعليمية بالمعهد العلمي الثاني بجدة” الفرق بين التبذير والجود بقولها : “أثناء بحثي وجدت إحصاءات متوافرة للقوة الشرائية ومعدل ارتفاع الأسعار في شهر رمضان المبارك في عدد من الدول العربية، بينما لم أجد مثل ذلك فيما يخص المملكة العربية السعودية سوى افتراضات رقمية تقديرية تخلص إلى الزيادة في القوة الشرائية ستصبح 2,5 مليار ريال للمواد الغذائية، ومثلها للكماليات كالملابس والأثاث ونحوه ليكون المجموع 5 مليارات ريال، وهو رقم لا شك كبير جدًّا ،ويأتي السؤال الطبيعي، ألا يُعدّ ذلك تبذيرًا؟ وللإجابة عنه لا بد من معرفة معنى التبذير أولاً، والفرق بينه وبين الجود، لأن أولئك المنفقين يرون أن الشهر كريم وأن هذا من الجود، بينما في الحقيقة تتحكم الأنماط الاستهلاكية والعادات الملصقة بالشهر بشكل لا يُستهان به في ذلك ،لذا فإن الجود والذي هو وضع العطاء في موضعه، مع مراعاة المصلحة والتقدير وأداء الحقوق الواجبة؛ مطلوب في رمضان بشكل أخص من غيره ، وقد كان رسولنا - صلى الله عليه وآله وسلم - أجود ما يكون في رمضان. بينما التبذير على النقيض تمامًا ، فهو إنفاق وتبديد للمال وفق ثقافة استهلاكية هزيلة قائمة على اتخاذ قرارات الشراء دون اعتبار المصلحة المعتبرة والحقيقية، ودون تقدير مناسب، فهو وضع المال في غير موضعه، وتكديس سلع قد تكفي ربع السنة أو تزيد دون دواع مبررة” .
وتُضيف أ.حواء آل جدة قائلةً: ” أما بالنسبة للصائم والطعام، فليُعلم أولاً أن تعدد أنواع الطعام على المائدة جائز من حيث الأصل، فقد روى عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - أنه رأى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يأكل الرطب بالقثاء. رواه البخاري(5449) وبه بوب بابٌ جمع اللونين أو الطعامين بمرّة، لكننا نشهد لدى الكثير من الأسر تجاوزًا في مسألة تلوين وتعدد الأنواع، وهي عادات استحكمت وطغت ربما كان من نتائجها حالات التبذير وإلقاء الأطعمة دون أن يُمس منها إلا لممًا.. والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: ” كلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة ” رواه أحمد والنسائي وابن ماجه” .
ابتزاز الفتيات
http://www.lahaonline.com/livedialouges/201.htm
العالم الرقمي
http://www.lahaonline.com/livedialouges/200.htm
عادات مستحكمة وأنماط استهلاكية تخلط بين الجود والتبذير
حوآء آل جدة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى