خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
رأته ممسكا بها وهي مستسلمة له كعاشقين في حالة هيام ,يقلبها بين يديه بفرح, يداعبها بأطراف أصابعه بودّ وتلطف خشية أن يلحق بها أذى ثم يدنو بها من شفتيه وبريق الإعجاب يشعّ من عينيه..كانت شفتاه ترتجفان لهفة لرشفها وصدره ينتفض شوقا لضمها والامتلاء برائحتها ثم بعد كل رشفة كان يطلق زفرة تتراقص لها أهداب عينيه وتنتفض لها أعضاء جسده نشوة والتذاذا.
صعقت لهول ما رأته , وغصّت كلمات الرفض وتزاحمت في حلقها , ورمته بنظرة ملؤها الحسرة والألم ,ألقت بجسدها على الكرسي قباله ,وسقطت وردة حمراء كانت قد قامت بقطفها له من حديقة منزلهم..ثم غرقت في صمت مطبق ودموع تهرق..
كل ذلك وهو ينظر إليها باندهاش ويعاود رشف تلك اللفافة البغيضة بين يديه بتسارع.
عندما استمرت في ذهولها تجاهلها ولم يدرأنه في تلك اللحظة قد انطفأت كل مشاعر الحب التي كانت تتفجر له في قلبها..
بعد برهة اقترب منها وسأل :
_ ما بك ,هل أنت مريضة؟! خنقتها رائحة أنفاسه المحروقة بلهب الدخان , وعندما وضع كفه على جبينها ليتحسّس هل توجد حمّى شعرت بالغثيان من رائحة كفه الملوّثة ببقايا " السيجار " المشتعل كأنها "طفاية سيجار" متعفنة..أبعدتها وقالت:
_ لم تخبرني أنك مدخّن ! تبسّم ورجع مكانه قائلا:
_هل هذا هو ما أغضبك؟.. لقد أفزعتني..ثم دسّ يده في جيبه وأخرج زجاجة عطر صغيرة وسكب منها بضع قطرات ومسح بها يديه ولحيته وهو يقول:
_ تضايقت من رائحة الدخان ,أنا أيضا في أوقات كثيرة أتضايق منها, ورفع رأسه ليرى سيل دموعها وهي تنهمر بغزارة..قالت:
_ طلقني..
_ماذا؟!
_ لقد سمعتني ..طلقني فورا..
قفز من بقعته إلى جوارها وأمسك بيدها قائلا:
_ هل جننت أم هي إحدى مزحاتك؟! كفكفت دموعها وقالت:
_بالتأكيد لا أمزح ولست مجنونة ثم بادرته قائلة بحنق:
_ تعرف أن التدخين محرّم شرعا وعقلا , حتى غير المسلمين يحرّمونه !
_ نعم ..لكن..قاطعته..
_ وبالتأكيد مدرك كم هو مضر بالصحة؟!..
_ هذه مبالغات..
_تنكرها؟!
_ لا أنكر.. ولكن ..
_ وضعت يدها على فمه وقالت:
_ أكره سماع لكن..كنت دوما أظنّ أنه لا يوجد رجل عاقل يقع في هذه العادة السيئة..فهل ترضى أن أتناول كل يوم بضعة ريالات من جيبك وأقوم بإحراقها أمام ناظريك ,ثم هل تقبل أن أسقيك شرابا سكبت فيه قطرات من السم صباح مساء؟؟!..
أنا لا أمقت المدخن لأنه واقع في معصية فكلنا قد يجترح المعاصي والذنوب..
ولا أمقته لأنه مقيم على عادة سيئة فحسب فكلنا قد تكون له بعض العادات السيئة..ولا أمقته لأنه يؤذي من حوله فكلنا قد يتسبب في الأذى للغير من حين لآخر..
بل أمقته لأني أرى أن تدخينه رغم علمه بحرمة ذلك وإصراره عليه دلالة على ضعف إيمانه وهشاشة التزامه وقلة حيائه من الله حيث يبارزه بذات المعصية صباح مساء..ولأن لزومه لعادة أجمع عقلاء العالم على استهجانها واستنكارها بصفتها إحدى طرق الموت ببطء دلالة على ضعف عقله وانعدام إرادته وقدرته على نهي نفسه عن الهوى ,وأنا لا أرتضي لأبنائي أبا هذه صفاته..
لذا فأنا مصرة على ما طلبت وعلى الفور...لا أدري لماذا غرّوني بك؟!
وقف يستمع إليها مدهوشا وقد أسقط في يده وهو يراها مصرّة على هذا الطلب غير المتوقع, فقبل عدة أيام تمّ عقد قرانهما وبعد أيام قليلة سيكون زفافهما..وكان هذا اللقاء المحموم هو اللقاء الثالث الذي يجمعه بها..اللقاء الأول كان عند النظرة الشرعية قبل إتمام الخطبة وقد أخذت بمجامع قلبه منذ النظرة الأولى بعد أن كانت قد سلبت لبه مما سمعه عنها من أخلاق رفيعة والتزام"
والأذن تعشق قبل العين أحيانا" وأما اللقاء الثاني فقد تم في ليلة عقد قرانهما وذلك في حفل بسيط ضمّ الأهل في ليلة مقمرة وأجواء إيمانية خلت من مزامير الشيطان وكل مالا يرضي الرحمن ,وقد كان فرحا مستبشرا بهذه الزيجة المباركة التي تمت بيسر وسهولة وسرعة وكان سعيدا أن رزقه الله الزوجة الصالحة التي ستزدان بها أيام عمره..
فهل يعقل أن تتبخر كل أحلامه هكذا في لمح البصر وتذهب أدراج الرياح ؟ّ!...
صدم تماما بطلبها وإصرارها عليه ,ألجمته المفاجأة فخرج دون أن ينبس ببنت شفة ,وانخرطت هي في بكاء طويل...
عندما علمت أمها بما كان منها لامتها ووبّختها ,وغضب أبوها من موقفها الصارم معه واتخاذها قرارا في لحظة غضب ودون أن ترجع إليه..هي بدورها توجّهت إليهم باللوم ,كيف لم يخبروها أنه مدخن؟! فأجابوها: لم نسأل عن ذلك...قالت:
_ لم أتصور أن ترضوا لي زوجا مدخنا, ثم إنّ ما ذكرتموه عن حسن سلوكه ودماثة خلقه وتديّنه جعلني لا أتخيل أن رجلا بهذه المواصفات قد يكون مدخنا !!
أمضت سلمى ليلتها تتقلّب على الجمر وتتساءل: هل كان موقفي متشددا كما يقولون؟ هل هذا عيب لا يردّ بسببه الزوج؟..
بل إنه خطأ وجرم وغباوة, ثم كيف لي تجاوز هذه التناقضات في شخصيته؟!
كيف يكون ملتزما وهو مدخن؟! الالتزام لا يتجزأ..أين هو من قوله تعال: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" ..
إني لأتعجب كيف لهم أن يدّعوا التزامه غير آبهين بهذ الزلة,كيف لهم أن يعجبوا به غير مدركين هذا الخلل في شخصيته؟!
مرّت بضعة أيام واقترب موعد الزفاف الذي تمّ تحديده مسبقا وقد وزّعت الدعوات ,وسلمى مصرّة على موقفها بينما هو خرج ولم يعد ,في المدرسة تهكّمت صديقات سلمى عليها واستغربن موقفها المتشدد وقالت إحدى صديقاتها:
_ اعتبريه مريضا وحاولي علاجه من هذه العلة..وقالت أخرى: أنت دائما متشددة ,لا تكوني "حنبلية" وكفاك غباء أما إذا بقيت مصرّة على موقفك هذا فأعطيه عنوان منزلنا..وضحكت..
كلّ ذلك زاد من حيرتها وألمها..فهي أيضا قد أحبّت سالما حبا شديدا ومال إليه قلبها كل الميل إلا أنها لم تكن في يوم من الأيام تسعى لمجرد زوج يؤمّن لها المكانة الاجتماعية ويشبع حاجاتها الفطرية ,إنما أرادت دوما شريكا لها في صناعة الحياة الطيبة ,تريد قدوة لأبنائها الذين أحبتهم قبل أن تراهم ,أرادته دافعا لها للعلو..ولا تصدّق أن مصابا بهذه العلة يصلح أن يكون لها كذلك.
كان الضغط من الأهل والأصحاب يزداد عليها يوما بعد يوم ..وفي الليلة التي سبقت موعد زفافهما جاء وطرق الباب في ساعة متأخرة من الليل..استقبله عمه بفرح وحاول أن يعتذر عن موقف سلمى الصلب واعتذر سالم بدوره عن انقطاعه واختفائه طوال هذه المدة وطلب أن يرى سلمى..جاءت تمشي بخطوات متثاقلة وعندما رأته خفق قلبها بشدّة وهفا إليه لكنها أخفت كل ذلك..انسحب الأب وتركهما منفردين..مرّت دقائق صمت ثقيلة,كانت خلالها تنظر إليه وكأنها تنتظر لحظة تنفيذ الحكم بالإعدام ..شعر سالم بذلك فأخذ يتلاعب بأعصابها متململا...
متصنعا..متنحنحا وأخيرا نطق قائلا:
_ لقد فعلت ما يرضيك..
_ ماذا؟
_ قال: طلقت..
_ قالت: طلقتني؟ وشهقت شهقة وقبل أن تبدأ بالبكاء..أردف:
_ طلقت الدخان طلاقا بائنا لا رجعة فيه, وإن أردت أبا قدوة لأبنائك فأنا بدوري أريد صانعة لأبنائي ولن أجد صانعة خيرا منك..ارتمت بين أحضانه وبلّلت كتفه بدموع الفرح..
مجلة الأسرة العدد_175_شوال1428هجرية
(( طلاق بائن ! ))
نبيلة الوليدي
رأته ممسكا بها وهي مستسلمة له كعاشقين في حالة هيام ,يقلبها بين يديه بفرح, يداعبها بأطراف أصابعه بودّ وتلطف خشية أن يلحق بها أذى ثم يدنو بها من شفتيه وبريق الإعجاب يشعّ من عينيه..كانت شفتاه ترتجفان لهفة لرشفها وصدره ينتفض شوقا لضمها والامتلاء برائحتها ثم بعد كل رشفة كان يطلق زفرة تتراقص لها أهداب عينيه وتنتفض لها أعضاء جسده نشوة والتذاذا.
صعقت لهول ما رأته , وغصّت كلمات الرفض وتزاحمت في حلقها , ورمته بنظرة ملؤها الحسرة والألم ,ألقت بجسدها على الكرسي قباله ,وسقطت وردة حمراء كانت قد قامت بقطفها له من حديقة منزلهم..ثم غرقت في صمت مطبق ودموع تهرق..
كل ذلك وهو ينظر إليها باندهاش ويعاود رشف تلك اللفافة البغيضة بين يديه بتسارع.
عندما استمرت في ذهولها تجاهلها ولم يدرأنه في تلك اللحظة قد انطفأت كل مشاعر الحب التي كانت تتفجر له في قلبها..
بعد برهة اقترب منها وسأل :
_ ما بك ,هل أنت مريضة؟! خنقتها رائحة أنفاسه المحروقة بلهب الدخان , وعندما وضع كفه على جبينها ليتحسّس هل توجد حمّى شعرت بالغثيان من رائحة كفه الملوّثة ببقايا " السيجار " المشتعل كأنها "طفاية سيجار" متعفنة..أبعدتها وقالت:
_ لم تخبرني أنك مدخّن ! تبسّم ورجع مكانه قائلا:
_هل هذا هو ما أغضبك؟.. لقد أفزعتني..ثم دسّ يده في جيبه وأخرج زجاجة عطر صغيرة وسكب منها بضع قطرات ومسح بها يديه ولحيته وهو يقول:
_ تضايقت من رائحة الدخان ,أنا أيضا في أوقات كثيرة أتضايق منها, ورفع رأسه ليرى سيل دموعها وهي تنهمر بغزارة..قالت:
_ طلقني..
_ماذا؟!
_ لقد سمعتني ..طلقني فورا..
قفز من بقعته إلى جوارها وأمسك بيدها قائلا:
_ هل جننت أم هي إحدى مزحاتك؟! كفكفت دموعها وقالت:
_بالتأكيد لا أمزح ولست مجنونة ثم بادرته قائلة بحنق:
_ تعرف أن التدخين محرّم شرعا وعقلا , حتى غير المسلمين يحرّمونه !
_ نعم ..لكن..قاطعته..
_ وبالتأكيد مدرك كم هو مضر بالصحة؟!..
_ هذه مبالغات..
_تنكرها؟!
_ لا أنكر.. ولكن ..
_ وضعت يدها على فمه وقالت:
_ أكره سماع لكن..كنت دوما أظنّ أنه لا يوجد رجل عاقل يقع في هذه العادة السيئة..فهل ترضى أن أتناول كل يوم بضعة ريالات من جيبك وأقوم بإحراقها أمام ناظريك ,ثم هل تقبل أن أسقيك شرابا سكبت فيه قطرات من السم صباح مساء؟؟!..
أنا لا أمقت المدخن لأنه واقع في معصية فكلنا قد يجترح المعاصي والذنوب..
ولا أمقته لأنه مقيم على عادة سيئة فحسب فكلنا قد تكون له بعض العادات السيئة..ولا أمقته لأنه يؤذي من حوله فكلنا قد يتسبب في الأذى للغير من حين لآخر..
بل أمقته لأني أرى أن تدخينه رغم علمه بحرمة ذلك وإصراره عليه دلالة على ضعف إيمانه وهشاشة التزامه وقلة حيائه من الله حيث يبارزه بذات المعصية صباح مساء..ولأن لزومه لعادة أجمع عقلاء العالم على استهجانها واستنكارها بصفتها إحدى طرق الموت ببطء دلالة على ضعف عقله وانعدام إرادته وقدرته على نهي نفسه عن الهوى ,وأنا لا أرتضي لأبنائي أبا هذه صفاته..
لذا فأنا مصرة على ما طلبت وعلى الفور...لا أدري لماذا غرّوني بك؟!
وقف يستمع إليها مدهوشا وقد أسقط في يده وهو يراها مصرّة على هذا الطلب غير المتوقع, فقبل عدة أيام تمّ عقد قرانهما وبعد أيام قليلة سيكون زفافهما..وكان هذا اللقاء المحموم هو اللقاء الثالث الذي يجمعه بها..اللقاء الأول كان عند النظرة الشرعية قبل إتمام الخطبة وقد أخذت بمجامع قلبه منذ النظرة الأولى بعد أن كانت قد سلبت لبه مما سمعه عنها من أخلاق رفيعة والتزام"
والأذن تعشق قبل العين أحيانا" وأما اللقاء الثاني فقد تم في ليلة عقد قرانهما وذلك في حفل بسيط ضمّ الأهل في ليلة مقمرة وأجواء إيمانية خلت من مزامير الشيطان وكل مالا يرضي الرحمن ,وقد كان فرحا مستبشرا بهذه الزيجة المباركة التي تمت بيسر وسهولة وسرعة وكان سعيدا أن رزقه الله الزوجة الصالحة التي ستزدان بها أيام عمره..
فهل يعقل أن تتبخر كل أحلامه هكذا في لمح البصر وتذهب أدراج الرياح ؟ّ!...
صدم تماما بطلبها وإصرارها عليه ,ألجمته المفاجأة فخرج دون أن ينبس ببنت شفة ,وانخرطت هي في بكاء طويل...
عندما علمت أمها بما كان منها لامتها ووبّختها ,وغضب أبوها من موقفها الصارم معه واتخاذها قرارا في لحظة غضب ودون أن ترجع إليه..هي بدورها توجّهت إليهم باللوم ,كيف لم يخبروها أنه مدخن؟! فأجابوها: لم نسأل عن ذلك...قالت:
_ لم أتصور أن ترضوا لي زوجا مدخنا, ثم إنّ ما ذكرتموه عن حسن سلوكه ودماثة خلقه وتديّنه جعلني لا أتخيل أن رجلا بهذه المواصفات قد يكون مدخنا !!
أمضت سلمى ليلتها تتقلّب على الجمر وتتساءل: هل كان موقفي متشددا كما يقولون؟ هل هذا عيب لا يردّ بسببه الزوج؟..
بل إنه خطأ وجرم وغباوة, ثم كيف لي تجاوز هذه التناقضات في شخصيته؟!
كيف يكون ملتزما وهو مدخن؟! الالتزام لا يتجزأ..أين هو من قوله تعال: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" ..
إني لأتعجب كيف لهم أن يدّعوا التزامه غير آبهين بهذ الزلة,كيف لهم أن يعجبوا به غير مدركين هذا الخلل في شخصيته؟!
مرّت بضعة أيام واقترب موعد الزفاف الذي تمّ تحديده مسبقا وقد وزّعت الدعوات ,وسلمى مصرّة على موقفها بينما هو خرج ولم يعد ,في المدرسة تهكّمت صديقات سلمى عليها واستغربن موقفها المتشدد وقالت إحدى صديقاتها:
_ اعتبريه مريضا وحاولي علاجه من هذه العلة..وقالت أخرى: أنت دائما متشددة ,لا تكوني "حنبلية" وكفاك غباء أما إذا بقيت مصرّة على موقفك هذا فأعطيه عنوان منزلنا..وضحكت..
كلّ ذلك زاد من حيرتها وألمها..فهي أيضا قد أحبّت سالما حبا شديدا ومال إليه قلبها كل الميل إلا أنها لم تكن في يوم من الأيام تسعى لمجرد زوج يؤمّن لها المكانة الاجتماعية ويشبع حاجاتها الفطرية ,إنما أرادت دوما شريكا لها في صناعة الحياة الطيبة ,تريد قدوة لأبنائها الذين أحبتهم قبل أن تراهم ,أرادته دافعا لها للعلو..ولا تصدّق أن مصابا بهذه العلة يصلح أن يكون لها كذلك.
كان الضغط من الأهل والأصحاب يزداد عليها يوما بعد يوم ..وفي الليلة التي سبقت موعد زفافهما جاء وطرق الباب في ساعة متأخرة من الليل..استقبله عمه بفرح وحاول أن يعتذر عن موقف سلمى الصلب واعتذر سالم بدوره عن انقطاعه واختفائه طوال هذه المدة وطلب أن يرى سلمى..جاءت تمشي بخطوات متثاقلة وعندما رأته خفق قلبها بشدّة وهفا إليه لكنها أخفت كل ذلك..انسحب الأب وتركهما منفردين..مرّت دقائق صمت ثقيلة,كانت خلالها تنظر إليه وكأنها تنتظر لحظة تنفيذ الحكم بالإعدام ..شعر سالم بذلك فأخذ يتلاعب بأعصابها متململا...
متصنعا..متنحنحا وأخيرا نطق قائلا:
_ لقد فعلت ما يرضيك..
_ ماذا؟
_ قال: طلقت..
_ قالت: طلقتني؟ وشهقت شهقة وقبل أن تبدأ بالبكاء..أردف:
_ طلقت الدخان طلاقا بائنا لا رجعة فيه, وإن أردت أبا قدوة لأبنائك فأنا بدوري أريد صانعة لأبنائي ولن أجد صانعة خيرا منك..ارتمت بين أحضانه وبلّلت كتفه بدموع الفرح..
مجلة الأسرة العدد_175_شوال1428هجرية
(( طلاق بائن ! ))
نبيلة الوليدي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى