لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

(رقيب وعتيد,بين الحقيقة والخيال!!) Empty (رقيب وعتيد,بين الحقيقة والخيال!!) {الإثنين 3 أكتوبر - 20:35}

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله القائل في محكم تنزيله(سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)ثم الصلاة وأزكى التسليم على من بعثه الله رحمة للعالمين ,ليخرجهم به من ظلمات الجهالة إلى نور الحق المبين ويهديهم به إلى صراطه المستقيم.
موضوع البحث:
تفسير لقوله تعالى(في سورة ق) {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق : 17 - 18]
وهو وجه آخر استنبطته في تفسير هذه الآيات ,لا يعارض صحيح النقل ولا يناقض صريح العقل,وإن كنت قد خالفت به ماتعارف عليه السلف والخلف من علماء الأمة في تفسير هذه الآيات .فكما هو معلوم (أن نصوص الوحي قد نزلت بألفاظ جامعة تحيط بكل المعاني الصحيحة في مواضعها التي قد تتتابع في ظهورها جيلا بعد جيل )(تأصيل الإعجاز العلمي للقرآن والسنة_الزنداني_نقلا عن مجلة الإعجاز العلمي).
فقد اعتمدت في تفسيرها على القواعد الراسخة للتفسير العلمي لنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة, وعلى استقراء وتتبع الحقائق العلمية المكتشفة حديثا , مع فهم المعاني المستنبطة من النصوص الشرعية وفق منهج التفسير المعتمد لدى علماء الأمة الإسلامية.
والمسألة قابلة للتمحيص بشرط ألا يكون ذلك بناء على المنهج المذموم في كتاب الله العزيز والذي ذكره فيه على لسان أصحابه عند قوله جل وعلا (إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)الزخرف _23_
فقد قال جل وعلا في سورة الأعراف ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)_199_
منبها إيانا لضرورة مراعاة أعراف كل زمان ,ومن ذلك مراعاة الفتوحات والكشوف العلمية التي فتح الله بها على أهل هذا الزمان عند تفسيرنا لآيات القرآن الكريم حمالة الأوجه القابلة للتأويل حيث لاتدل بلفظها على معنى واحد ,وهذه هي صلب مهمة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة والتي تخدم قاعدة (أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ).

المعنى اللغوي المفسر للآيات:
*إذ يتلقى : تلقاه بمعنى استقبله (مختار الصحاح)
* قعيد: صفة مشبهة باسم الفاعل _قاعد_ على وزن فعيل تفيد الديمومة والثبوت (مختار الصحاح)
وفي تفسير البغوي (قعيد) قيل :أراد بالقعيد الملازم الذي لا يبرح ,لا القاعد الذي هو ضد القائم.وقال مجاهد: القعيد :الرصيد) بتشديد الراء مع فتحه وكسر الصاد.
* رقيب :حافظ لأعماله (مختار الصحاح) و في تفسير القرطبي :في الرقيب ثلاثة أوجه :أحدها المتتبع للأمور.الثاني أنه الحافظ قاله السدي.والثالث أنه الشاهد قاله الضحاك.(تفسير القرطبي.ط 2.المكتبة الشاملة.الإصدار الثالث)
* عتيد: معد حاضر(مختار الصحاح)وعند القرطبي: وفي العتيد وجهان :أحدهما أنه الحاضر الذي لا يغيب .والثاني :أنه الحافظ المعد للحفظ وإما للشهادة .قاله الجوهري: العتيد : الشيء الحاضر المهيأ ,وقد عتده تعتيدا وأعده إعتادا أي أعده ليوم ومنه قوله تعالى. وأعتدت لهن متكئا.يوسف.
(تفسير القرطبي).

وهكذا نرى أن التفسير اللغوي لمعاني الآيات ينفي ما تواطأ عليه المفسرون , وماتعارف عليه الوعاظ من أن المتلقيان هما ملكان اثنان عن يمين المرء والشمال أحدهما رقيب والأخر عتيد ,وهما يقومان بإحصاء مايعمله العبد حتى مجرد اللفظ وذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول:أنا إن سلمنا بأن رقيب عتيد صفتان لاثنان يلزمنا القول بأن حكيم عليم صفتان لاثنان .تعالى الله عن ذلك .لأن هذا مثل هذا.
الوجه الثاني: قواعد اللغة تقرر أن عتيد صفة لرقيب .تبعتها حكما.
الوجه الثالث: قعيد صفة مشبهة باسم الفاعل تفيد الديمومة والثبوت لا كما تعارف عليه الناس أن هذين الملكين يفارقان العبد عند الخلوات لقضاء الحاجة أو معاشرة الأزواج أو عند التعري,أو يصعدان بصحائف أعماله فيتركانه ثم يعودان.
وهذا الإشكال هو ما أرقني دهرا ودفعني دفعا لأبحث له عن جواب .وكانت الإجابة عبارة عن فتح من الله جائني أثناء عملي في بحث أسري تقصيت فيه الفوارق الفسيولوجية بين دماغي الرجل والمرأة .فكان أن توصلت إلى هذه النتيجة ألا وهي أن الرقيب العتيد القاعد معي على الدوام لا يفارقني ويحصي علي سائر أفعالي واقوالي منذ بلوغي لسن التكليف وحتى يرفع عني القلم بموت أو جنون وما شابهه ليس إلا الدماغ (العقل البشري المعجز) وأن المتلقيان قصد بهما الفص الأيمن للدماغ والفص الأيسر على الأرجح لأن الاحتمال الثاني هو كونهما العقل الواعي واللاواعي.

تفنيد أدلة القائلين أنهما ملكان:
بعد بحث وجدت أنهم استندوا في تفسيرهم هذا على قوله جل وعلا: كراما كاتبين يعلمون ماتفعلون(الإنفطار) ولا أدري لماذا ذهبوا هذا المذهب مع أنه جل وعلا قال: يعلمون.ولم يقل :يكتبون !
وإن صح حمل الأية على هذا المعنى فهو لا يفيد ملا زمتهم للعبد فهو بعيد عن معنى الرقيب العتيد وهو من باب تعدد الشهود على ابن آدم من ملائكة وجلود وألسنة و....إلخ.
ومن السنة وجدتهم اعتمدوا على أحاديث أوردها المفسرون كابن كثير عند تفسيره لهذه الأية من سورة الانفطار, منها ماروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : إن الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا إحدى ثلاث :الغائط والجنابة والغسل..وأحاديث سواه من مثله أوردها بن كثير رحمه الله وذكر ان في رواتها من هو (لين الحديث أو ضعيف متهم بالوضع) (تفسير القرآن الكريم لابن كثير).
فهي أحاديث ظنية الثبوت .كما أنها تخالف المعنى اللغوي المفسر للأيات .وفوق ذلك هي معارضة لصريح العقل حيث ثبت بالإحصاء أن مايقضيه الإنسان العادي خلال فترة حياة متوسطة في الحمام يساوي ستة أشهر!(دليل التنمية البشرية.هشام الطالب.(ص196)
هذا فضلا عما يقضيه في الخلوة بالزوج.فكيف يتم إحصاء الأعمال خلال ذلك إذا كانوا الكاتبين ينصرفوا خلالها حياء؟؟!!!!!
*واستندوا كذلك على قوله(صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح المتفق عليه: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي. فيقولون :تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون(مشكاة المصابيح).
وإنما هؤلا الملائكة المذكورون في قوله تعالى :له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله(الرعد.11)
ثم لم يذكر الحديث أنهم يلازمون الإنسان أو أنهم يحصون عليه أعماله فمن أين جاؤا بهذا التدليل؟
وهكذا نرى جليا ضعف استدلالاتهم في تفسيرهم بأن الرقيب العتيد هما ملكان .

التحرير العلمي للمسالة:
بتتبع المواطن التي ورد فيها ذكر عملية إحصاء أعمال العباد وجدت الحديث الصحيح (رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ وعن المعتوه حتى يعقل (رواه الترمذي وابو داوود وصححه الألباني وخرجه في الإرواء ).
ولم يرد فيه ذكر للملائكة وأشار لعملية الإحصاء بالقلم.وبين أن غياب العقل الكامل أو الجزئي سبب لتوقف عملية الإحصاء على الإنسان ,فلا يؤاخذ المجنون والنائم على فعلهما , وأما الصبي فالعلم الحديث يؤكد أن العمليات الحيوية في دماغ الإنسان تبقى قاصرة حتى البلوغ ,وذلك من حيث اكتمال النضج النفسي والعاطفي وحتى الموصلات العصبية في الدماغ لا تتناهى اكتمالا إلا بعد البلوغ.لذا فالشارع لايؤاخذه مؤاخذة البالغ وإن اقترف جرما.ولا يصبح المرء مكلفا إلا باكتمال نضجه العقلي .فالعقل هو الآلة التي تحصي عليه أعماله وفيه يطوى الكتاب المنشور والذي يفرد للعبد يوم القيامة ويقال له :اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (الإسراء14)و وماإن يقرأه العبد حتى يقول متعجبا: مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها(الكهف49).

حقائق علمية مكتشفة عن العقل:
العقل هو الحقيقة الكونية اللامادية الكائنة وراء المخ وهو أصل المخ وقد أثبتت عدة بحوث إمكانية استقلال الوعي الإنساني عن الجسد المادي(ك.الطاقة الروحية.عبد الباسط السيد.دار غراس)
والعقل المعني به هذا البحث هو هذه اللطيفة الربانية المعجزة ,ولقد سلم العلم من قبل بوجود قلب عضلي وقلب معنوي فلا غرو أن نسلم بوجود عقل مادي وهو المخ , وعقل معنوي وهو ماوراء المخ (وإذا قلنا أن المخ من صنع العقل فإن فناء المخ لا يؤدي بالضرورة إلى تلاشي العقل)(المصدر السابق) ويؤيد هذا الفتح العلمي المبهر تفسير قوله تعالى( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)(ق.21) يقول صاحب التحرير والتنوير: فالشهيد هو القعيد والسائق هو المتلقي يتلقى روحه من ملك الموت فيسوقه إلى منزله وقت الإعادة.فالعقل المعنوي يغادر مع الروح شاهدا على بن آدم وفي طيه كل ماأحصاه على ابن آدم من أعماله.والله أعلم
ويدلل على هذا الافتراض أنه في الموت الأصغر(النوم) يبقى العقل يعمل(فعندما ينام المرء تظهر قدرة العقل الباطن على الإبداع والخلق فإذابه يصنع صورا ومنازل وطرق ومباني( المصدر السابق) وعندما نموت حقيقة سيبقى هذا العقل المعنوي وسيذهب إلى عالم الغيب محتفظا بكل ما أحصاه من أعمالنا, والعقل ينقسم إلى عقل واعي وعقل لاواعي (وفي العقل الواعي تقع ذكرياتنا القريبة وملكاتنا التي نستخدمها في حياتنا الحاضرة عن طريق جهاز التفكير الحاضر)(المصدر السابق) وللعقل الواعي شأن آخر (حيث أن العلماء يقدرون أثناء فترة حياة الإنسان المعتادة أن ما يرسل إلى العقل البشري من البيانات يبلغ خمسة عشر تريليون خلية بيانية وكل ما اختبره الإنسان مسجل في تلك الخلايا _ وأن 90% من تلك المعلومات مدفونة في العقل الباطن وليس هناك من وسيلة سهلة لاستخراجها بإرادتنا إلى حيز الوجود ولا سلطان لنا عليها من عقلنا الواعي إذا رغبنا فيها(ك.كيف تضاعف ذكائك .سكوت وات.م.جرير) ومصداق ذلك قوله تعالى (أحصاه الله ونسوه)(المجادلة_6_) فهذا هو التفسير العلمي للنسيان المذكور في هذه الأية الكريمة فنحن قد نسينا بعض ما فعلناه إلا أنه مخزن في عقلنا الباطن.

وأخيرا:
وبمناقشة عقلية هادئة أتسائل :لماذا نتصور أن الله القائل عن ذاته أنه أسرع الحاسبين يحصي أعمال العباد بهذه الطريقة ؟بأوراق وأقلام وملائكة يصعدون ويهبطون...وإن أحدنا لو تقدم له شخص لشغل وظيفة محاسب فسأله.هل تجيد التعامل مع الحاسوب؟فقال :لا .غير أني ياسيدي أنهي أدق المسائل الحسابية بالورقة والقلم كأفضل حاسوب.لما قبله لشغل هذه الوظيفة.
ولله المثل الأعلى.
فوالله ما قدرنا الله حق قدره إن قبلنا بهذا التفسير العقيم لهذه الآيات الجليلة في سورة ق ,والذي كان مقبولا لدى من جاءوا قبلنا لعدم بلوغهم من العلم مابلغنا.
فالخلاصة :أن الرقيب العتيد القعيد الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من أعمالنا إنما هو العقل البشري المعجز المستقر في جمجمة كل إنسان لايتحرك ولو تحرك لارتج وفسد وعندما يفقد المرء عقله يرفع عنه قلم الإحصاء لتعطل آلته ,ومن يخطئ ذلك فعليه بالدليل وإثبات خطأ ما وصل إليه هذا البحث ,فانا لست أكثر من طالبة لطمأنينة اليقين غيورة على هذا الدين الذي حرر العقول كما حرر العباد .فلا يجدر بنا حبسها على فهم عقول لم تبلغ مابلغنا من فتوحات علمية لابد من إخضاع تأويل الآيات حمالة الأوجه لها مادام ذلك لايعارض أصل من أصول الدين الثابتة.


والله من ورراء القصد, وهو الموفق لكل خير وفلاح
وجزاكم الله خيرا

أختكم من اليمن.تعز: نبيلة الوليدي




(رقيب وعتيد,بين الحقيقة والخيال!!)

نبيلة الوليدي
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى