خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
آثار الذنوب والمعاصي
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوعد والوعيد. أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى الذي يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون.
إن للذنوب والمعاصي آثارا سيئة، وعقوبات في الدنيا والآخرة، جمعها ابن القيم رحمه الله في كتابه [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي].
فمما ذكره رحمه الله: أن المعاصي توهن القلب والبدن، وتسبب محق البركات ونقص الخيرات في العلم والعمل والمال والأهل، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان تعلمه للخطيئة يعملها".
كما أن الذنوب تورث الذلة لصاحبها، قال سليمان التيمي رحمه الله : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته ، ذكره ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صفوة الصفوة.
ومن ذلك أنها تسبب حلول النقم وزوال النعم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب، قال عمر رضي الله عنه :" لم ينزل بلاء إلاّ بذنب ولم يكشف إلاّ بتوبة ".
إن علينا عباد الله أن نشكر الله عزوجل على هذه النعم ، نعم المطر والخيرات والبركات ، فإن المطر رحمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غيمت السماء عرف ذلك في وجهه فإذا مطر فرح واستر وقال : (إن المطر رحمة ).
إن التساهل بالمعاصي ولو كانت صغيرة سبب لمحق البركات وموجب لسخط الله تعالى، قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد في مسنده: "إياكم والمعصية، فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل".
ولو لم يكن في ترك المعصية إلا حصول العافية، ومحبة الله تعالى، لكان جديراً بالمؤمن والمؤمنة أن يفرح بترك المعاصي ، قال شفي بن ماتع الأصبحي رحمه الله : " ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة ".
وقال محمد بن كعب رحمه الله: " ما عبد الله بشيء أحب إليه من ترك المعاصي" ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه) خرجاه في الصحيحين .
فأتى بالاستطاعة في جانب المأمورات، ولم يأت بها في جانب المنهيات، إشارة إلى عظيم خطرها وقبيح وقعها، وأنه يجب على المسلم أن يتباعد عنها مطلقاً، بخلاف المأمور فإنه يفعله ما ستطاع.
ولنعلم أن أعظم زاجر عن الذنوب هو الخوف والخشية من الله علام الغيوب.
سئل سعيد بن جبير رحمه الله عن الخشية، فقال:" أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيته بينك وبين معاصيه".
وقال مكحول:" أرق الناس قلوبا أقلهم ذنوبا".
عباد الله :من رحمة الله بنا وفضله علينا، أن جعل لتكفير السيئات ومغفرة الذنوب أسباباً، من ذلك اجتناب الكبائر مع فعل الطاعات كالصلوات وسائر الحسنات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم.
وفي سنن الترمذي بإسناد حسن من حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (واتبع السيئة الحسنة تمحها).
وقال تعالى: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }.
ومن المكفرات القرض والصدقات، قال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }.
وقال عز وجل: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.
ومن أسباب المغفرة : الاستغفار مع عدم الإصرار، قال الله عزوجل: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }.
إن علينا معاشر المسلمين أن نبادر إلى تنظيف قلوبنا بالشكر والتوبة والاستغفار شكراً لله عزوجل على ما أنعم به علينا وأن نحفظ جوارحنا من أدران الذنوب والإصرار، لنحظى بطعم الإيمان ولذة العبادة والبركة فيما أصاب.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وسائر الأمراض، وطهر جوارحنا من الرياء وسائر المعاصي، اللهم طهر أعيننا من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى.
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوعد والوعيد. أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى الذي يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون.
إن للذنوب والمعاصي آثارا سيئة، وعقوبات في الدنيا والآخرة، جمعها ابن القيم رحمه الله في كتابه [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي].
فمما ذكره رحمه الله: أن المعاصي توهن القلب والبدن، وتسبب محق البركات ونقص الخيرات في العلم والعمل والمال والأهل، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان تعلمه للخطيئة يعملها".
كما أن الذنوب تورث الذلة لصاحبها، قال سليمان التيمي رحمه الله : إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته ، ذكره ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صفوة الصفوة.
ومن ذلك أنها تسبب حلول النقم وزوال النعم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب، قال عمر رضي الله عنه :" لم ينزل بلاء إلاّ بذنب ولم يكشف إلاّ بتوبة ".
إن علينا عباد الله أن نشكر الله عزوجل على هذه النعم ، نعم المطر والخيرات والبركات ، فإن المطر رحمة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غيمت السماء عرف ذلك في وجهه فإذا مطر فرح واستر وقال : (إن المطر رحمة ).
إن التساهل بالمعاصي ولو كانت صغيرة سبب لمحق البركات وموجب لسخط الله تعالى، قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام أحمد في مسنده: "إياكم والمعصية، فإن بالمعصية حل سخط الله عز وجل".
ولو لم يكن في ترك المعصية إلا حصول العافية، ومحبة الله تعالى، لكان جديراً بالمؤمن والمؤمنة أن يفرح بترك المعاصي ، قال شفي بن ماتع الأصبحي رحمه الله : " ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة ".
وقال محمد بن كعب رحمه الله: " ما عبد الله بشيء أحب إليه من ترك المعاصي" ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه) خرجاه في الصحيحين .
فأتى بالاستطاعة في جانب المأمورات، ولم يأت بها في جانب المنهيات، إشارة إلى عظيم خطرها وقبيح وقعها، وأنه يجب على المسلم أن يتباعد عنها مطلقاً، بخلاف المأمور فإنه يفعله ما ستطاع.
ولنعلم أن أعظم زاجر عن الذنوب هو الخوف والخشية من الله علام الغيوب.
سئل سعيد بن جبير رحمه الله عن الخشية، فقال:" أن تخشى الله تعالى حتى تحول خشيته بينك وبين معاصيه".
وقال مكحول:" أرق الناس قلوبا أقلهم ذنوبا".
عباد الله :من رحمة الله بنا وفضله علينا، أن جعل لتكفير السيئات ومغفرة الذنوب أسباباً، من ذلك اجتناب الكبائر مع فعل الطاعات كالصلوات وسائر الحسنات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم.
وفي سنن الترمذي بإسناد حسن من حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (واتبع السيئة الحسنة تمحها).
وقال تعالى: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }.
ومن المكفرات القرض والصدقات، قال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }.
وقال عز وجل: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.
ومن أسباب المغفرة : الاستغفار مع عدم الإصرار، قال الله عزوجل: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }.
إن علينا معاشر المسلمين أن نبادر إلى تنظيف قلوبنا بالشكر والتوبة والاستغفار شكراً لله عزوجل على ما أنعم به علينا وأن نحفظ جوارحنا من أدران الذنوب والإصرار، لنحظى بطعم الإيمان ولذة العبادة والبركة فيما أصاب.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وسائر الأمراض، وطهر جوارحنا من الرياء وسائر المعاصي، اللهم طهر أعيننا من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى