رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
توبة الممثل المغربي المشهور سعيد الزياني
في مكة أم القرى- شرفها الله - ومن جوار بيت الله الحرام ، وفي العشر الأخيرة من رمضان ، حدثنا الممثل سابقا، والداعية حاليا، الأخ سعيد الزياني عن قصة رجوعه إلى الله ، وهدايته إلى الطريق المستقيم ، فقال : نشأت في بيت من بيوت المسلمين ، ولما بلغت سن المراهقة كنت أحلم - كما كان يحلم غيري من الشباب المراهق - بتحقيق شيئين مهمين في نظري آنذاك ، وهما : الشهرة والمال ، فقد
كنت أبحث عن السعادة وأسعى إلى الحصول عليها بأية طريقة كانت . في بداية الأمر. . التحقت بالإذاعة المغربية، وشاركت في تقديم بعض الفقرات التي تربط بين البرامج ، ثم تقدمت فأصبحت أقدم برامج خاصة حتى اكتسبت خبرة في هذا المجال ، ثم اتجهت إلى التلفزيون وتدرجت فيه حتى أصبحت مقدما من الدرجة الأولى - وهي أعلن درجة يحصل عليها مذيع أو مقدم - وأصبحت أقدم نشرات الأخبار، والكثير من برامج السهرة والمنوعات وبرامج الشباب ، واشتهرت شهرة كبيرة لم يسبقني إليها أحد ، وأصبح اسمي على كل لسان ، وصوتي يسمع في كل بيت . وعلى الرغم من هذه الشهرة، إلا أني كنت غير سعيد بهذا. . كنت أشعر بضيق في صدري ، فقلت في نفسي لعلي أجد السعادة في الغناء . . وبالفعل ، فقد ساعدتني شهرتي في الإذاعة والتفزيون أن أقدم من خلال أحد البرامج التلفزيونية أغنية قصيرة كانت هي البداية لدخولى عالم الغناء . ودخلت عالم الغناء، وحققت شهرة كبيرة في هذا المجال ، ونزل إلى الأسواق العديد بل الآلاف من الأشرطة الغنائية التي سجلتها بصوتي . وعلى الرغم من ذلك كله كنت أشعر بالتعاسة والشقاء، وأحس بالملل وضيق الصدر، وصدق الله إذ يقول : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء). فقلت في نفسي : إن السعداء هم الممثلون والممثلات ، فأردت أن أشاركهم فى تلك السعادة ، فاتجهت إلى التمثيل ، وأصبحت ممثلا من الدرجة الأوك ، فكنت لا أمثل الا أدوار البطولة في جميع الأعمال التي أقدمها . . والحقيقة ودون مبالغة أصبحت شخصا متميزا في بلدي ، فلا أركب إلا أغـلى السيارات وأفخمها، ولا ألبس إلا الملابس الثمينة . . مكانتي الاجتماعية أصبحت راقية ، فاصدقائي هم كبار الشخصيات من الأمراء وغيرهم ، فكنت أتنقل بين القصور، من قصر إلى قصر، وتفتح لي الأبواب وكاني صاحب تلك القصور. ولكن . . وعلى الرغم من ذلك كله ، كنت أشعر باني لم أصل إلى السعادة التي أبحث عنها . وفى يوم من الأيام . . أجرى معي أحد الصحفيين لقاء صحفيا طويلا، وكان من بين الأسئلة التي وجهها إلي هذا السؤال : "الفنان سعيد الزياني . . من المصادفات أن اسمك ينطبق على حياتك . . فاسمك سعيد، وأنت سعيد، ماتقول في ذلك ؟" . وكان الجواب . "وفي الحقيقة أن ماتعتقده ويعتقده كثير من الناس غير صحيح ، فانا لسيت سعيدا في حياتي ، واسمي في الحقيقة لايزال ناقصا، فهو يتكون من ثلاثة أحرف وهي : س ، ع ، ي "سعي "، وأنا مازلت أسعى، أبحث عن الحرف الأخير وهو حرف "الدال " ليكتمل اسمي وتكتمل سعادتي ، وإلى الآن لم أجده ، وحين أجده سوف أخبرك ". وقد أجري معي هذا اللقاء وأنا في قمة شهرتي وثرائي . . ومرت الأيام والشهور والأعوام . . وكـان لي شقيق يكـبرني سنا، هاجر إلى بلجيكا . . كان إنسانا عاديا إلا أنه كان أكثر مني التزاما واستقامة، وهناك في بلجيكا التقى ببعض الدعاة المسلمين فتأثر بهم وعاد إلى الله على أيديهم . فكـرت في القيام برحلة سياحية إلى بلجيكا فيها أخي فامر عليه مرور الكرام ، ثم أواصل رحلتي إلى مختلف بلاد العالم . سافرت إلى بلجيكا، والتقيت أخي هناك ، ولكني فوجئت بهيئته المتغيرة، وحياته المختلفة، والأهم من ذلك ، السعادة التي كانت تشع في بيته وحياته ، وتاثرت كثيرا بما رأيت ، إضافة إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين الشباب المسلم في تلك المدينة، وقد قابلوني بالأحضان ، ورحبوا بي أجمل ترحيب ، ووجهوا لي الدعوة لحضور مجالسهم واجتماعاتهم والتعرف عليهم بصورة قوية . أجبت الدعوة، وكنت أشعر بشعور غريب وأنا أجلس معهم ، كنت أشعر بسعادة عظيمة تغمرني لم أشعر بها من قبل ، ومع مرور الأيام قمت بتمديد إجازتي لكي تستمر هذه السعادة التي طالما بحثت عنها فلم أجدها . وهكذا . . كنت أشعر بالسعادة مع هؤلاء الأخيار تزداد يوما بعد يوم ، والضيق والهم والشقاء يتناقص يوما بعد يوم . . حتى امتلأ صدري بنور الإيمان ، وعرفت الطريق إلى الله الذي كنت قد ضللت عنه مع ما كنت أملكه من المال والثراء والشهرة، وأدركت من تلك اللحظة أن السعادة ليست في ذلك المتاع الزائل ، إنما هي في طاعة الله عز وجل : ( من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )0 ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى). امتدت إجازتي عند أخي أكثر من سنتين ، وأرسلت رسالة إلى الصحفي الذي سالني السؤال السابق ، وقلت له . الأخ رئيس تحريرصحيفة: في جريدة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . . أود أن أذكرك بالسؤال الذي سألتني فيه عن السعادة، وذلك في يوم وتاريخ وقد أجبتك بالجواب التالي : ووعدتك أن أخبرك متى ما وجدت حرف الدا ل الان . يطيب لي ويشرفني أن أخبرك باني قد وجدت حرف الدال المتمم لاسمي حيث وجدته في الدين . . وأصبحت الان "سعيدا" حقا . شاع الخبر بين الناس ، وبدأ أعداء الدين والمنافقون يطلقون علي الإشاعات ، ويرمونني بالتهم ، فمنهم من قال : إن سعيدا اختل عقله وصار مجنونا، ومنهم من قال : إنه أصبح عميلا لأمريكا أو لروسيا . . . إلى غير ذلك من الإشاعات المغرضة . . كنت أستمع إلى هذه الإشاعات فأتذكر دائما ما قوبل به الأنبياء والرسل والدعاة على مر العصور والدهور، وعلى رأسهم نبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - أجمعين - فازداد ثباتا وإيمانا ويقينا، وأدعو الله دائما : ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .
في مكة أم القرى- شرفها الله - ومن جوار بيت الله الحرام ، وفي العشر الأخيرة من رمضان ، حدثنا الممثل سابقا، والداعية حاليا، الأخ سعيد الزياني عن قصة رجوعه إلى الله ، وهدايته إلى الطريق المستقيم ، فقال : نشأت في بيت من بيوت المسلمين ، ولما بلغت سن المراهقة كنت أحلم - كما كان يحلم غيري من الشباب المراهق - بتحقيق شيئين مهمين في نظري آنذاك ، وهما : الشهرة والمال ، فقد
كنت أبحث عن السعادة وأسعى إلى الحصول عليها بأية طريقة كانت . في بداية الأمر. . التحقت بالإذاعة المغربية، وشاركت في تقديم بعض الفقرات التي تربط بين البرامج ، ثم تقدمت فأصبحت أقدم برامج خاصة حتى اكتسبت خبرة في هذا المجال ، ثم اتجهت إلى التلفزيون وتدرجت فيه حتى أصبحت مقدما من الدرجة الأولى - وهي أعلن درجة يحصل عليها مذيع أو مقدم - وأصبحت أقدم نشرات الأخبار، والكثير من برامج السهرة والمنوعات وبرامج الشباب ، واشتهرت شهرة كبيرة لم يسبقني إليها أحد ، وأصبح اسمي على كل لسان ، وصوتي يسمع في كل بيت . وعلى الرغم من هذه الشهرة، إلا أني كنت غير سعيد بهذا. . كنت أشعر بضيق في صدري ، فقلت في نفسي لعلي أجد السعادة في الغناء . . وبالفعل ، فقد ساعدتني شهرتي في الإذاعة والتفزيون أن أقدم من خلال أحد البرامج التلفزيونية أغنية قصيرة كانت هي البداية لدخولى عالم الغناء . ودخلت عالم الغناء، وحققت شهرة كبيرة في هذا المجال ، ونزل إلى الأسواق العديد بل الآلاف من الأشرطة الغنائية التي سجلتها بصوتي . وعلى الرغم من ذلك كله كنت أشعر بالتعاسة والشقاء، وأحس بالملل وضيق الصدر، وصدق الله إذ يقول : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء). فقلت في نفسي : إن السعداء هم الممثلون والممثلات ، فأردت أن أشاركهم فى تلك السعادة ، فاتجهت إلى التمثيل ، وأصبحت ممثلا من الدرجة الأوك ، فكنت لا أمثل الا أدوار البطولة في جميع الأعمال التي أقدمها . . والحقيقة ودون مبالغة أصبحت شخصا متميزا في بلدي ، فلا أركب إلا أغـلى السيارات وأفخمها، ولا ألبس إلا الملابس الثمينة . . مكانتي الاجتماعية أصبحت راقية ، فاصدقائي هم كبار الشخصيات من الأمراء وغيرهم ، فكنت أتنقل بين القصور، من قصر إلى قصر، وتفتح لي الأبواب وكاني صاحب تلك القصور. ولكن . . وعلى الرغم من ذلك كله ، كنت أشعر باني لم أصل إلى السعادة التي أبحث عنها . وفى يوم من الأيام . . أجرى معي أحد الصحفيين لقاء صحفيا طويلا، وكان من بين الأسئلة التي وجهها إلي هذا السؤال : "الفنان سعيد الزياني . . من المصادفات أن اسمك ينطبق على حياتك . . فاسمك سعيد، وأنت سعيد، ماتقول في ذلك ؟" . وكان الجواب . "وفي الحقيقة أن ماتعتقده ويعتقده كثير من الناس غير صحيح ، فانا لسيت سعيدا في حياتي ، واسمي في الحقيقة لايزال ناقصا، فهو يتكون من ثلاثة أحرف وهي : س ، ع ، ي "سعي "، وأنا مازلت أسعى، أبحث عن الحرف الأخير وهو حرف "الدال " ليكتمل اسمي وتكتمل سعادتي ، وإلى الآن لم أجده ، وحين أجده سوف أخبرك ". وقد أجري معي هذا اللقاء وأنا في قمة شهرتي وثرائي . . ومرت الأيام والشهور والأعوام . . وكـان لي شقيق يكـبرني سنا، هاجر إلى بلجيكا . . كان إنسانا عاديا إلا أنه كان أكثر مني التزاما واستقامة، وهناك في بلجيكا التقى ببعض الدعاة المسلمين فتأثر بهم وعاد إلى الله على أيديهم . فكـرت في القيام برحلة سياحية إلى بلجيكا فيها أخي فامر عليه مرور الكرام ، ثم أواصل رحلتي إلى مختلف بلاد العالم . سافرت إلى بلجيكا، والتقيت أخي هناك ، ولكني فوجئت بهيئته المتغيرة، وحياته المختلفة، والأهم من ذلك ، السعادة التي كانت تشع في بيته وحياته ، وتاثرت كثيرا بما رأيت ، إضافة إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين الشباب المسلم في تلك المدينة، وقد قابلوني بالأحضان ، ورحبوا بي أجمل ترحيب ، ووجهوا لي الدعوة لحضور مجالسهم واجتماعاتهم والتعرف عليهم بصورة قوية . أجبت الدعوة، وكنت أشعر بشعور غريب وأنا أجلس معهم ، كنت أشعر بسعادة عظيمة تغمرني لم أشعر بها من قبل ، ومع مرور الأيام قمت بتمديد إجازتي لكي تستمر هذه السعادة التي طالما بحثت عنها فلم أجدها . وهكذا . . كنت أشعر بالسعادة مع هؤلاء الأخيار تزداد يوما بعد يوم ، والضيق والهم والشقاء يتناقص يوما بعد يوم . . حتى امتلأ صدري بنور الإيمان ، وعرفت الطريق إلى الله الذي كنت قد ضللت عنه مع ما كنت أملكه من المال والثراء والشهرة، وأدركت من تلك اللحظة أن السعادة ليست في ذلك المتاع الزائل ، إنما هي في طاعة الله عز وجل : ( من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )0 ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى). امتدت إجازتي عند أخي أكثر من سنتين ، وأرسلت رسالة إلى الصحفي الذي سالني السؤال السابق ، وقلت له . الأخ رئيس تحريرصحيفة: في جريدة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . . أود أن أذكرك بالسؤال الذي سألتني فيه عن السعادة، وذلك في يوم وتاريخ وقد أجبتك بالجواب التالي : ووعدتك أن أخبرك متى ما وجدت حرف الدا ل الان . يطيب لي ويشرفني أن أخبرك باني قد وجدت حرف الدال المتمم لاسمي حيث وجدته في الدين . . وأصبحت الان "سعيدا" حقا . شاع الخبر بين الناس ، وبدأ أعداء الدين والمنافقون يطلقون علي الإشاعات ، ويرمونني بالتهم ، فمنهم من قال : إن سعيدا اختل عقله وصار مجنونا، ومنهم من قال : إنه أصبح عميلا لأمريكا أو لروسيا . . . إلى غير ذلك من الإشاعات المغرضة . . كنت أستمع إلى هذه الإشاعات فأتذكر دائما ما قوبل به الأنبياء والرسل والدعاة على مر العصور والدهور، وعلى رأسهم نبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - أجمعين - فازداد ثباتا وإيمانا ويقينا، وأدعو الله دائما : ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى