رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
هذا فراق بيني وبينك
الراوي هذه المرة من الفليبين ، كان شاباً متميزاً في سلوكه وأخلاقه ، ولاسيما ضبطه للسانه ، كان يدرس في أحد البلاد العربية ، وسئل ذات يوم عن قصة هدايته فضحك ، ثم قال : كانت تربطني بصديق علاقة حميمة منذ الصغر ، كان جاري ، وكانت عائلته كعائلتي ، والعكس ، كان ينام تارة في بيتنا ، وكنت أنام تارة في بيتهم ، لم نكن نفترق إلا نادراً
كان البعض يقول عنا : روح سكنت جسدين ..!
كل شيء يجمعنا ، ولم نختلف على شيء ، ولا أذكر أننا تنازعنا شيئاً ،
ورغم أنه في مثل سني غير أني كنت متعلقاً به غاية التعلق ، فقد كان متميزاً عني في أشياء كثيرة
، حتى السفر إلى منطقة قريبة ، لا يمكن أن يسافر أحدنا دون الآخر ،
منذ المراحل الأولى للدراسة كنا في فصل واحد ، بل وعلى ذات الطاولة الخشبية المتواضعة ، فقد كان كل طالبين يشتركان في طاولة ، وهكذا سارت بقية المراحل الدراسية
حتى إتمام الثانوية العامة ، التي نجحنا فيها بامتياز ،
غير أنا حتى هذه اللحظة : لم نكن نعرف من الدين إلا اسمه ، ولا من
المصحف إلا رسمه ، ونحسب أنه يكفي أحدنا أن يكون اسمه في الهوية من أسماء المسلمين ليضمن دخول الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء ..!!
وتيسرت لنا بعثة للدراسة ، وفرحنا لأننا سنبقى معاً ولن نفترق ، فقد كان هذا الأمر يقلقنا للغاية ، ومضت السنة الأولى الجامعية ، ونحن كما كنا ،
بل زادتنا الأجواء الجديدة شيئاً من الانجراف مع صور من الشهوات والأهواء ،
في منتصف السنة الثانية
كان صديقي قد تغير ، لقد تعرف على أصدقاء جدد ،
وجلس إليهم وأحب أخلاقهم ، وأعجب بسلوكياتهم ، وأثارته طروحاتهم ، وأفكارهم …الخ
وعزم على أن ينخلع من حياته السابقة بلا تردد ..
وسرعان ما أتلف عشرات المجلات التي امتلأت بصور النساء ..
وأحرق عشرات الأشرطة من الأغاني الغربية وبعضها عربي ،
ومزق صور النجوم التي كانت تملأ غرفته ،
ورمى في غرفتي بعشرات الكتب والروايات التي كانت تملأ مكتبته المتواضعة ..!
بل وغيّر نمط لباسه ، من البدلات الضيقة للغاية ، إلى بدلات تلائم وضعه الجديد .. وهكذا ..
ومن جهة أصبح حريصاً للغاية على الصلاة في أول وقتها ، كما أصبح كثير التلاوة للقرآن الكريم ، مقبلاً بشغف على الكتب الدينية ..
كنت أرى ذلك وأسأله فيجيب إجابات مختصرة مضمونها :
أنه عرف الطريق ، وقرر أن يسلكه بلا رجعة .. وبقيت كما أنا ، وأخذ شيئاً فشيئاً يحدثني عما يجده في قلبه من معانٍ راقية ، ويرغبني أن أسير في الطريق الذي يسير فيه ،
فأقول له في برود : يا أخي الإسلام أبسط مما صوروه لك .. ! الدين يسر ..! .. ونحو هذا .
ذات ليلة دخل عليّ حجرتي كعادته ، غير أنه رفض أن يجلس ،
وبادر يقول في نبرة لا زالت ترن في أذني كلما تذكرت ذلك المشهد قال :
ما جئت الليلة لأجلس ، ولكني جئت لأقول لك ، أني أحببتك أكثر مما أحببت أشقائي ،
ولقد عشت معك عمراً طويلاً ووجدتك نعم الأخ ، ولكني الليلة..
ولكني الليلة أجد نفسي مضطراً أن أقول لك بكل وضوح :
إما أن تسير معي في طريق الهداية في رحاب الله تعالى ، وإما هذا فراق بيني وبينك ..!
فاختر لنفسك يا صديقي .. وسأتركك تفكر بهدوء ..
وأراد أن يخرج ، فأمسكت بكتفه وقلت :
المسألة عندي لا تحتاج إلى تفكير ، أنا معك ، حيثما كنت ، العيش عيشك والموت موتك ..!
وإذا كنت أحببتك وأنت ضال ، فكيف لا أحبك وأنت مهتدٍ ..!؟
ومنذ تلك الليلة تغير كل شيء في حياتي ..
وشيئاً فشيئاً أدركت أنه كانت على بصيرتي غشاوة كثيفة لم أكن أرى بها الحقائق ..
ولكن الحمد لله الذي هداني ، وجزى الله عني صديقي كل الخير ..
الراوي هذه المرة من الفليبين ، كان شاباً متميزاً في سلوكه وأخلاقه ، ولاسيما ضبطه للسانه ، كان يدرس في أحد البلاد العربية ، وسئل ذات يوم عن قصة هدايته فضحك ، ثم قال : كانت تربطني بصديق علاقة حميمة منذ الصغر ، كان جاري ، وكانت عائلته كعائلتي ، والعكس ، كان ينام تارة في بيتنا ، وكنت أنام تارة في بيتهم ، لم نكن نفترق إلا نادراً
كان البعض يقول عنا : روح سكنت جسدين ..!
كل شيء يجمعنا ، ولم نختلف على شيء ، ولا أذكر أننا تنازعنا شيئاً ،
ورغم أنه في مثل سني غير أني كنت متعلقاً به غاية التعلق ، فقد كان متميزاً عني في أشياء كثيرة
، حتى السفر إلى منطقة قريبة ، لا يمكن أن يسافر أحدنا دون الآخر ،
منذ المراحل الأولى للدراسة كنا في فصل واحد ، بل وعلى ذات الطاولة الخشبية المتواضعة ، فقد كان كل طالبين يشتركان في طاولة ، وهكذا سارت بقية المراحل الدراسية
حتى إتمام الثانوية العامة ، التي نجحنا فيها بامتياز ،
غير أنا حتى هذه اللحظة : لم نكن نعرف من الدين إلا اسمه ، ولا من
المصحف إلا رسمه ، ونحسب أنه يكفي أحدنا أن يكون اسمه في الهوية من أسماء المسلمين ليضمن دخول الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء ..!!
وتيسرت لنا بعثة للدراسة ، وفرحنا لأننا سنبقى معاً ولن نفترق ، فقد كان هذا الأمر يقلقنا للغاية ، ومضت السنة الأولى الجامعية ، ونحن كما كنا ،
بل زادتنا الأجواء الجديدة شيئاً من الانجراف مع صور من الشهوات والأهواء ،
في منتصف السنة الثانية
كان صديقي قد تغير ، لقد تعرف على أصدقاء جدد ،
وجلس إليهم وأحب أخلاقهم ، وأعجب بسلوكياتهم ، وأثارته طروحاتهم ، وأفكارهم …الخ
وعزم على أن ينخلع من حياته السابقة بلا تردد ..
وسرعان ما أتلف عشرات المجلات التي امتلأت بصور النساء ..
وأحرق عشرات الأشرطة من الأغاني الغربية وبعضها عربي ،
ومزق صور النجوم التي كانت تملأ غرفته ،
ورمى في غرفتي بعشرات الكتب والروايات التي كانت تملأ مكتبته المتواضعة ..!
بل وغيّر نمط لباسه ، من البدلات الضيقة للغاية ، إلى بدلات تلائم وضعه الجديد .. وهكذا ..
ومن جهة أصبح حريصاً للغاية على الصلاة في أول وقتها ، كما أصبح كثير التلاوة للقرآن الكريم ، مقبلاً بشغف على الكتب الدينية ..
كنت أرى ذلك وأسأله فيجيب إجابات مختصرة مضمونها :
أنه عرف الطريق ، وقرر أن يسلكه بلا رجعة .. وبقيت كما أنا ، وأخذ شيئاً فشيئاً يحدثني عما يجده في قلبه من معانٍ راقية ، ويرغبني أن أسير في الطريق الذي يسير فيه ،
فأقول له في برود : يا أخي الإسلام أبسط مما صوروه لك .. ! الدين يسر ..! .. ونحو هذا .
ذات ليلة دخل عليّ حجرتي كعادته ، غير أنه رفض أن يجلس ،
وبادر يقول في نبرة لا زالت ترن في أذني كلما تذكرت ذلك المشهد قال :
ما جئت الليلة لأجلس ، ولكني جئت لأقول لك ، أني أحببتك أكثر مما أحببت أشقائي ،
ولقد عشت معك عمراً طويلاً ووجدتك نعم الأخ ، ولكني الليلة..
ولكني الليلة أجد نفسي مضطراً أن أقول لك بكل وضوح :
إما أن تسير معي في طريق الهداية في رحاب الله تعالى ، وإما هذا فراق بيني وبينك ..!
فاختر لنفسك يا صديقي .. وسأتركك تفكر بهدوء ..
وأراد أن يخرج ، فأمسكت بكتفه وقلت :
المسألة عندي لا تحتاج إلى تفكير ، أنا معك ، حيثما كنت ، العيش عيشك والموت موتك ..!
وإذا كنت أحببتك وأنت ضال ، فكيف لا أحبك وأنت مهتدٍ ..!؟
ومنذ تلك الليلة تغير كل شيء في حياتي ..
وشيئاً فشيئاً أدركت أنه كانت على بصيرتي غشاوة كثيفة لم أكن أرى بها الحقائق ..
ولكن الحمد لله الذي هداني ، وجزى الله عني صديقي كل الخير ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى