رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
كنت في البرازيل
...( قصة ) كنت في مهمة عمل في مدينة ساوباولو في البرازيل، ونزلت أحد الفنادق قريبا من المركز الإسلامي في المدينة ... وذات مرة توجهت إلى مسجد المركز، لأداء صلاة الفجر، وكان الجو باردا ماطرا، وما إن دخلت المسجد حتى غمر بدني، وروحي دفء عميق، لكن..
فاجأني وجود امرأة تجلس في آخر الصفوف، تضع منديلا على رأسها، وملابسها غير محتشمة! استغربت ذلك، ودارت في رأسي التساؤلات، لكني أرجأت البحث عن إجابتها حتى أدرك الصلاة،
كنا ثمانية مصلين، وبعد الصلاة قام شخص في الخمسين من عمره، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقال: أنا فلان من نيوزلانده،أعمل محاميا، وقد ولدت هناك لأبوين مسلمين، وبعد أن كبرت تعرفت على الإسلام الحقيقي لا الوراثي، فتلذذت به أيما تلذذ، وحرصت على دعوة المحرومين إليه حتى أبرئ ذمتي أمام الله، وقد وفقت للعمل الدعوي من خلال شبكة الإنترنت، وخاطبت كثيراً من الناس ، وممن خاطبتهم: تلك المرأة التي تجلس هناك في آخر الصفوف، وقد بدأت حديثي معها عبر الشاشة عن العمل، فهي تعمل محامية أيضا، ثم تعمقت أحاديثنا في الأديان والعقائد، فأخذت أبين لها محاسن الإسلام ومزاياه، واستمرت مناقشاتنا عدة أشهر، فاقتنعت أخيرًا بدخول الإسلام عن رغبة وإيمان، لكنها لم تجد من يعينها على ذلك هنا، وبحثت عن مراكز الدعوة الإسلامية، فلم تجد إلا مركزا مغلقا.
خشيتُ أن يلين عزمها، فأتيت فوراً من نيوزيلاندة لحضور إسلامها، وتعليمها بعض مبادئ الدين ، وإيصالها ببعض المسلمين الذين يعيشون هنا، ليعين بعضهم بعضا، ولولا ارتباطي بقضايا مهمة في نيوزيلاندة لبقيت عدة أيام، وما أسرعت بالحضور إلا لأنني لا أدري هل أعيش أنا، أو تعيش هي حتى أفرغ وأجد الوقت المناسب.
ثم ناداها، وقال الآن سوف تنطق بالشهادة أمامكم، فجاءت إلى مقدمة المسجد، ونطقت بالشهادة، فقال الرجل: الآن هدأ بالي، وسأعود إلى نيوزيلاندة، وأتركها أمانة في أعناقكم. يا مسلمي ساوباولو، إنها مسؤوليتكم أن تنصروها، و تتعاهدوها، وتعلموها الإسلام، اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.... انتهى الرجل من كلامه، فقام أحد المصلين (من المقيمين في ساوباولو) وقال: أنا أتعهد بها مع زوجتي البرازيلية، سرت في جسدي قشعريرة، فلم أنتبه إلا وأدمعي تذرف، وإذ بالذي بجواري يبكي وينتحب، والذي بجواره... وأذ بنا كلنا نذرف الدمع عندها عرفت أنه لا يزال في الناس، من يبذل الغالي والنفيس... من أجل إنقاذ نفس من النار، وأن هناك من يبكي فرحا بذلك، وأن هناك من سيبكي خجلا، إذ لم يبذل شيئا لهذا الدين، بقي أن تعرفوا أن هذا الدعية المسلم قد قطع نصف قطر الكرةالأرضية قبل أن يصل إلى ساوباولو ليصلي معنا صلاة الفجر!
كتبه د.فهد محمد الخضيري
ملحق مساء الصادر عن مجلة الأسرة
...( قصة ) كنت في مهمة عمل في مدينة ساوباولو في البرازيل، ونزلت أحد الفنادق قريبا من المركز الإسلامي في المدينة ... وذات مرة توجهت إلى مسجد المركز، لأداء صلاة الفجر، وكان الجو باردا ماطرا، وما إن دخلت المسجد حتى غمر بدني، وروحي دفء عميق، لكن..
فاجأني وجود امرأة تجلس في آخر الصفوف، تضع منديلا على رأسها، وملابسها غير محتشمة! استغربت ذلك، ودارت في رأسي التساؤلات، لكني أرجأت البحث عن إجابتها حتى أدرك الصلاة،
كنا ثمانية مصلين، وبعد الصلاة قام شخص في الخمسين من عمره، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقال: أنا فلان من نيوزلانده،أعمل محاميا، وقد ولدت هناك لأبوين مسلمين، وبعد أن كبرت تعرفت على الإسلام الحقيقي لا الوراثي، فتلذذت به أيما تلذذ، وحرصت على دعوة المحرومين إليه حتى أبرئ ذمتي أمام الله، وقد وفقت للعمل الدعوي من خلال شبكة الإنترنت، وخاطبت كثيراً من الناس ، وممن خاطبتهم: تلك المرأة التي تجلس هناك في آخر الصفوف، وقد بدأت حديثي معها عبر الشاشة عن العمل، فهي تعمل محامية أيضا، ثم تعمقت أحاديثنا في الأديان والعقائد، فأخذت أبين لها محاسن الإسلام ومزاياه، واستمرت مناقشاتنا عدة أشهر، فاقتنعت أخيرًا بدخول الإسلام عن رغبة وإيمان، لكنها لم تجد من يعينها على ذلك هنا، وبحثت عن مراكز الدعوة الإسلامية، فلم تجد إلا مركزا مغلقا.
خشيتُ أن يلين عزمها، فأتيت فوراً من نيوزيلاندة لحضور إسلامها، وتعليمها بعض مبادئ الدين ، وإيصالها ببعض المسلمين الذين يعيشون هنا، ليعين بعضهم بعضا، ولولا ارتباطي بقضايا مهمة في نيوزيلاندة لبقيت عدة أيام، وما أسرعت بالحضور إلا لأنني لا أدري هل أعيش أنا، أو تعيش هي حتى أفرغ وأجد الوقت المناسب.
ثم ناداها، وقال الآن سوف تنطق بالشهادة أمامكم، فجاءت إلى مقدمة المسجد، ونطقت بالشهادة، فقال الرجل: الآن هدأ بالي، وسأعود إلى نيوزيلاندة، وأتركها أمانة في أعناقكم. يا مسلمي ساوباولو، إنها مسؤوليتكم أن تنصروها، و تتعاهدوها، وتعلموها الإسلام، اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.... انتهى الرجل من كلامه، فقام أحد المصلين (من المقيمين في ساوباولو) وقال: أنا أتعهد بها مع زوجتي البرازيلية، سرت في جسدي قشعريرة، فلم أنتبه إلا وأدمعي تذرف، وإذ بالذي بجواري يبكي وينتحب، والذي بجواره... وأذ بنا كلنا نذرف الدمع عندها عرفت أنه لا يزال في الناس، من يبذل الغالي والنفيس... من أجل إنقاذ نفس من النار، وأن هناك من يبكي فرحا بذلك، وأن هناك من سيبكي خجلا، إذ لم يبذل شيئا لهذا الدين، بقي أن تعرفوا أن هذا الدعية المسلم قد قطع نصف قطر الكرةالأرضية قبل أن يصل إلى ساوباولو ليصلي معنا صلاة الفجر!
كتبه د.فهد محمد الخضيري
ملحق مساء الصادر عن مجلة الأسرة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى