لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

قمة عائلية .. مصغرة ! Empty قمة عائلية .. مصغرة ! {الجمعة 7 أكتوبر - 22:59}

قمة عائلية .. مصغرة !



كانت ليلة طويلة ! الساعات تمر ببطء وتثاقل منذ أنهى الحاج فتحى صلاة العشاء وأتبعها بصلاة القيام ظنا منه أنه قد ينام حتى الفجر وتحوطا من أن تضيع منه صلاة القيام تحت أغطيته الثقيلة فى ليلته الباردة وبين أحلامه التى تملأ عليه وقت نومه منذ شهور طويلة .. لكن الحاج فتحى ما كاد يأوى إلى فراشه حتى عاودته الفكرة التى تلح عليه إلحاحا وتشغله عن كل ما عداها حتى مصنعه الذى لم ينشغل عنه يوما !
تقلب فى فراشه يقاوم السهاد والأرق والقلق .. نهض من فراشه .. تجول فى شقته الرحبة التى يعيش فيها وحيدا .. أمسك بسماعة التليفون وأدار القرص يطلب ابنه طارق .. تردد فى اللحظة الأخيرة .. أغلق الخط .. كان واثقا أن ابنه طارق سوف يرفض الفكرة كعادته ، فهو لم يرح خاطر أبيه يوما .. يعارض للمعارضة ، جاف فى تعاملاته وحواراته .. تخرج الكلمات من فمه وهو يتحدث كطلقات الرصاص أو السهام المسمومة .. لم يكسب حب أحد .. ورغم هذا ظل أبوه يحسن معاملته ويروضه ويلبى طلباته ، ليسانه الابن الأصغر فحسب ، وإنما وفاء للمرحومة أمه التى ظلت توصى الحاج فتحى عليه وهى فى سكرات الموت ، لم يحرمه أبوه من إدارة المصنع براتب كبير ولا من الزواج من زميلته الجامعية داليا رغم كل مساوئها وتحريضها المستمر لطارق للتمرد على ابيه ومطالبته بالمزيد والمزيد .. واستمر الحاج فتحى فى سياسته تجاه طارق .. يضبط أعصابه ويصبر وينصح ويعظ دون جدوى .. بل حاول الحاج فتحى أن يقلم أظافر طارق بشقيقه الأكبر عمر حينما دعاه الأب ليترك وظيفته الحكومية ويشارك أخاه إدارة المصنع .. لكن عمر برجاحة عقله وقناعة نفسه اعتذر لأبيه بأدب وحياء حتى لا يكون سببا فى اشتعال الغيرة فى قلب طارق وزوجته وربما تقطعت الشعرة الأخيرة فى علاقتهما بالأب وعمر .. ورغم رضا الأب وإعجابه البالغ بعمر وشعوره بأنه لم ينجب غيره إلا أن طارق ظل يحصد المكاسب فى جشع وينفرد هو وأسرته الصغيرة بكل أرباح المصنع ! .. أما عمر فقد كانت زوجته تحبه وتشجع قناعته وتحثه على أن يبتعد عن أى سبب يعكر صفو علاقته بأخيه .. ولهذا ظل عمر يتألم فى صمت مثله مثل كل إنسان ملتزم يكون اقل حظا من هؤلاء المنفلتين الذين لا يقيمون وزنا إلا لما يخدم مصالحهم ! .. كان الأب هو الآخر يدرك هذا جيدا وينتظر اليوم الذى يسدد فيه لعمر مكافأة الابن الصالح ! .. ووسط هذه الذكريات التى سادت خاطر الحاج فتحى صاح فى نفسه مؤكدا انه وجد الحل أخيرا .. سوف يجمع الأخوين معا ويعرض عليهما فكرته فى الزواج من الست " اعتدال " حتى ترعاه فى أيامه الأخيرة وتملأ عليه شقته الواسعة ! حضر الأخوان القمة العائلية المصغرة .. ثار طارق قبل ان يكمل أبوه عرض فكرته .. وتحمس عمر مثلما كان يتحمس دائما لكل ما يسعد والده .. صرخ طارق يحذر أباه من أن يتزوج امرأة تلهف من ميراثه ما يستحقه ابناؤه .. وصاح عمر ينهر أخاه ويدعو لأبيه بطول العمر.. أطرق الأب برأسه إلى الأرض حزنا .. واحتدم النقاش بين الأخوين .. لكن الحاج فتحى أنهاه حينما نهض غاضبا ثم صاح فى طارق محذرا بأن صبره عليه قد طال .. وأنه أخطأ حينما استشاره ورفع من شأنه .. ثم قال الأب موجها حديثه لعمر . أما أنت يا ابنى فربنا يقدرنى وأرد لك جمايلك .. وكفاية إنى هاموت وأنا راض عنك ! انسحب طارق من الجلسة .. وراح عمر يهدىء من روع أبيه ويطالبه بأن يسامح طارق منتحلا له الأسباب والمبررات التى لم تقنع الأب جملة وتفصيلا .. وسأل الحاج فتحى عمر هل يذهب معه فى الصباح إلى بلدتهما ليطلب الاب يد اعتدال .. ورحب عمر بالاقتراح دون أن يخطر أباه ان اعتذاره عن عدم الذهاب للعمل فى اليوم التالى سوف يعرضه لأشد الجزاء باعتباره رئيس لجنة الجرد المشكلة بأمر عاجل من المحكمة فى احدى القضايا ! فى الطريق الى بلدتهما كان عمر شاردا فى تهديد طارق الذى اخفاه عمر عن والدهما بعد مكالمة الصباح التى ارغى فيها طارق وأزبد وأقسم ألا تتم هذه الزيجة مهما كانت الأسباب .. وكان عمر شاردا فى رئيسه الذى حذره من التخلف عن رئاسة اللجنة .. وكان سارحا فى أمر ابيه الذى كان يلح عليه فى تلك اللحظات لتقديم استقالته وادارة نصف المصنع حتى يرتاح ضمير الأب ، وبينما يلتفت عمر الى ابيه ليعلن عن رفضه القاطع اختلت عجلة القيادة فى يده ، وتراقصت السيارة ، ودوى صوت ارتطام شديد بعد ان اصطدمت اكثر من سيارة مسرعة بسيارة عمر .. لحظات عصيبة .. مات عمر فى الحال ونقل الحاج فتحى الى المستشفى فى حالة سيئة . لكن العناية الالهية انقذت الاب بجراحة دقيقة وعاجلة .. افاق بعد ثلاثة أيام يسأل عن عمر . بكى كل من حوله .. شحب وجهه واهتزت اطرافه فسارع الجميع يقسمون له ان عمر لم يمت ، لكنه يعالج ! .. لم يصدق الأب .. ضرب عرض الحائط بتعليمات الاطباء وصرخ فيهم انه لا يطلب الحياة ، لكن يريد عمر .. إلا أن الحاج عاد من جديد ليكتشف ان الدموع فى عيون من حوله تحمل الاجابة التى يخفونها عنه ! .. صمت الرجل .. وقع أسيرا لاكثر من غيبوبة لا يكاد يفيق من احداها حتى تتسلمه الاخرى .. الاطباء اكدوا انه تجاوز مرحلة الخطر بعد الحادث ، لكنه لم يعد راغبا فى الحياة مما يشكل خطرا اكبر من خطر الحادث نفسه ! . بعد اسبوعين أسلم الحاج فتحى الروح حزنا على عمر . لم ينس الجميع ان آخر كلمة نطق بها كانت اسم ابنه الأكبر بينما لم يتذكر فى غيبوبته او افاقته ابنه طارق ولو لمرة واحدة . انتهى الحداد .. ومضى الاربعون .. وبدأ طارق يعد اعلان الوراثة بالمحكمة باعتباره الوريث الوحيد لابيه .. ذهبت اليه زوجة عمر تلبية لدعوة منه .. منحها خمسة آلاف جنيه وهو يذكرها بأن المبلغ هديه منه لاولاد اخيه وليس حقا من الحقوق .. ودارت الدنيا بزوجة الاخ حينما استطرد طارق فى حديثه عن عمر يتهمه بالنفاق لابيهما .. انسحبت الارملة ورفضت بحسم البكاء لحظة واحدة او استلام المبلغ .. عادت تبكى الى ابنائها ، ووقف اكبرهم المهندس الشاب يؤكد لها أنه لابد من ان يكون لهم حق فى تركة الجد .. ولابد ـ أيضا ـ من اثارة الموضوع أمام المحكمة . واقسم طارق الا يأخذ اولاد اخيه مليماواحدا من المليون جنيه التى قدرت بها قيمة المصنع بعد ان وقفوا امامه فى المحكمة .. وتحدى ان يكسبوا قضيتهم . وفى المحكمة قدم طارق كل ما يثبت انه الوارث الوحيد لابيه بعد ان مات اخوه الأكبر فى حياة الأب وبالتالى لم يعد لعمر نصيب فى تركته ومن باب أولى اولاده أيضا .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى