رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حافـــــــظ الزمان
إنه إمام الحفّاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صالح الصحيح رحمه الله تعالى الذي لم تسمع الدنيا بحافظ مثله ... لقد كانت حياته عجباً ، ووفاته أعجب ..
ذكر الحافظ ابن حجر في الهدي أن الإمام البخاري رحمه لما رجع في آخر حياته إلى بخاري نُصبت له الخيام على فرسخ من البلد ، واستقبله أهلها استقبالاً حافلاً ، ونثروا عليه الدراهم والدنانير ، فمكث مدة مكرماً معززاً ، ثم طلب منه والي بخاري خالد بن أحمد الذهلي الحضور إلى داره ليسمع منه ويقرأ كتاب الجامع والتاريخ على أولاده ، فقال الإمام رحمه الله لمبعوث الوالي : " قل له إني لا أذل العلم ، ولا أحمله إلى أبواب السلاطين ، فإن كانت له حاجة في شيء منه فليحضرني في مسجدي أو في داري ، فإن لم يعجبه هذا فهو سلطان فيمنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة أني لا أكتم العلم "
هكذا أعلنها صريحة ، فكانت سبباً للوحشة بينهما ، وأراد الوالي أن ينتقم منه ، فاستعان بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل بخارى حتى تكلموا في مذهب البخاري وطعنوا فيه ، فنفاه عن البلد ، فما كان منه رحمه الله إلا أن دعا الله عليهم فقال : " اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم " ، فاستجاب الله دعاءه ، فأما خالد ( والي بخارى ) فلم يأت عليه أقل من شهر حتى ورد أمر الخليفة بأن يُنادى عليه فنودي عيه وهو على أتان( ) ثم صار عاقبة أمره إلى الذل والحبس ، وأما حريث بن أب الورقاء فإنه ابتلي في أهله فرأى فيهم ما يجل عن الوصف ، وأما فلان فإنه ابتلي في أولاده فأراه الله فيهم البلايا ..
وأما الإمام رحمه الله فقد خرج إلى قرية من قرى سمرقند تدعى " خرتنك " وكان له بها أقرباء فنز عندهم ، فسُمع ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يقول في دعائه : " اللهم ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك " ، فما تم الشهر حتى قبضه الله .. وقال محمد الوراق .. سمعت غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه البخاري يخرتنك يقول : إنه أقام أياماً فمرض حتى وُجه إليه رسولٌ من أهل سمرقند يلتمسون منه الخروج إليهم فأجاب ، وتهيأ للركوب ولبس خفيه وتعمم ، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها إلى الدابة ليركبها وأنا آخذ بعضده ، قال أرسلوني فأرسلناه ، فدعا بدعوات ثم اضطجع ففاضت روحه ، ثم سأل منه عرق كثير ، فما أدرجناه في أكفانه وصلينا عليه ووضعناه في حفرته ؛ فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك ن ودامت أياماً .
قال عبد الواحد بن آدم الطواويسي : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع ، فسلّمت عليه ، فرد عليّ السلام ، فقلت : ما وقوفك هنا يا رسول الله ؟ ، قال : انتظر محمد بن إسماعيل ( يعني البخاري ) .. قال فلما كان بعد أيام بلغني موته ، فنظرت فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت فيها النبي صلى الله عليه وسلم .
قال مهيب بن سليم : كانت وفاته ليلة السبت ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ...
رحم اللهُ الإمام البخاري وتغمده بواسع فضله ومغفرته
إنه إمام الحفّاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري صالح الصحيح رحمه الله تعالى الذي لم تسمع الدنيا بحافظ مثله ... لقد كانت حياته عجباً ، ووفاته أعجب ..
ذكر الحافظ ابن حجر في الهدي أن الإمام البخاري رحمه لما رجع في آخر حياته إلى بخاري نُصبت له الخيام على فرسخ من البلد ، واستقبله أهلها استقبالاً حافلاً ، ونثروا عليه الدراهم والدنانير ، فمكث مدة مكرماً معززاً ، ثم طلب منه والي بخاري خالد بن أحمد الذهلي الحضور إلى داره ليسمع منه ويقرأ كتاب الجامع والتاريخ على أولاده ، فقال الإمام رحمه الله لمبعوث الوالي : " قل له إني لا أذل العلم ، ولا أحمله إلى أبواب السلاطين ، فإن كانت له حاجة في شيء منه فليحضرني في مسجدي أو في داري ، فإن لم يعجبه هذا فهو سلطان فيمنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة أني لا أكتم العلم "
هكذا أعلنها صريحة ، فكانت سبباً للوحشة بينهما ، وأراد الوالي أن ينتقم منه ، فاستعان بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل بخارى حتى تكلموا في مذهب البخاري وطعنوا فيه ، فنفاه عن البلد ، فما كان منه رحمه الله إلا أن دعا الله عليهم فقال : " اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم " ، فاستجاب الله دعاءه ، فأما خالد ( والي بخارى ) فلم يأت عليه أقل من شهر حتى ورد أمر الخليفة بأن يُنادى عليه فنودي عيه وهو على أتان( ) ثم صار عاقبة أمره إلى الذل والحبس ، وأما حريث بن أب الورقاء فإنه ابتلي في أهله فرأى فيهم ما يجل عن الوصف ، وأما فلان فإنه ابتلي في أولاده فأراه الله فيهم البلايا ..
وأما الإمام رحمه الله فقد خرج إلى قرية من قرى سمرقند تدعى " خرتنك " وكان له بها أقرباء فنز عندهم ، فسُمع ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يقول في دعائه : " اللهم ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك " ، فما تم الشهر حتى قبضه الله .. وقال محمد الوراق .. سمعت غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه البخاري يخرتنك يقول : إنه أقام أياماً فمرض حتى وُجه إليه رسولٌ من أهل سمرقند يلتمسون منه الخروج إليهم فأجاب ، وتهيأ للركوب ولبس خفيه وتعمم ، فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها إلى الدابة ليركبها وأنا آخذ بعضده ، قال أرسلوني فأرسلناه ، فدعا بدعوات ثم اضطجع ففاضت روحه ، ثم سأل منه عرق كثير ، فما أدرجناه في أكفانه وصلينا عليه ووضعناه في حفرته ؛ فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك ن ودامت أياماً .
قال عبد الواحد بن آدم الطواويسي : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع ، فسلّمت عليه ، فرد عليّ السلام ، فقلت : ما وقوفك هنا يا رسول الله ؟ ، قال : انتظر محمد بن إسماعيل ( يعني البخاري ) .. قال فلما كان بعد أيام بلغني موته ، فنظرت فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت فيها النبي صلى الله عليه وسلم .
قال مهيب بن سليم : كانت وفاته ليلة السبت ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ...
رحم اللهُ الإمام البخاري وتغمده بواسع فضله ومغفرته
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى