لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب مجموعة رسائل  Empty كتاب مجموعة رسائل {الثلاثاء 11 أكتوبر - 22:07}

سئل الشيخ محمد رحمه الله تعالى عن معنى لا إله إلا الله ، فأجاب بقوله : أعلم رحمك الله تعالى أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام ، وهي كلمة التقوى ، وهي العروة الوثقى ، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون . وليس المراد قولها بالسان مع الجهل بمعناها ، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدرك الأسفل من النار ، مع كونهم يصلون ويتصدقون . ولكن المراد قولها مع معرفتها بالقلب ، ومحبتها ومحبة أهلها وبغض من خالفها ومعاداته ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله مخلصاً" وفي رواية " خالصاً من قلبه " وفي رواية " صادقاً من قلبه " وفي حديث آخر : " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله " إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة . فأعلم أن هذه الكلمة نفي وإثبات : نفي الإلهية عما سوى الله سبحانه وتعالى من المرسلين حتى محمد صلى الله عليه وسلم ومن الملائكة حتى جبريل فضلاً عن غيرهما من الأنبياء والصالحين ، "وإثباتها لله عز وجل " .

إذا فهمت ذلك فـتأمل الألوهية التي أثبتها الله تعالى لنفسه ونفاها عن محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل وغيرهما أن يكون لهم منها مثال حبة من خردل . فاعلم أن هذه الألوهية هي التي تسميها العامة في زماننا السر والولاية . والإله معناه الولي الذي فيه السر ،وهو الذي يسمونه الفقير والشيخ وتسمية العامة السيد وأشباه هذا وذلك أنهم يظنون أن الله جعل الخواص الخلق عنده منزلة يرضى أن يلتجئ الإنسان إليهم ويرجوهم ويستغيث بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله .
فالذين يزعم أهل الشرك في زماننا أنهم وسائطهم الذين يسميهم الأولون الآلهة ، والواسطة هو الإله ، فقول الرجل لا إله إلا الله إبطال للوسائط .

إذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة فذلك بأمرين :

الأول أن تعرف أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلهم وأباح أموالهم واستحل نساءهم كانوا مقرين لله سبحانه بتوحيد الربوبية ،وهو أنه لا يخلق ولا يرزق ولا يحي ولا يمين ولا يدبر الأمور إلا اله وحده . كما قال تعالى : " قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر . فسيقولون الله " وهذه مسألة عظيمة جليلة مهمة وهي أن تعرف أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يحرم دماءهم ولا أموالهم ، وكانوا أيضاً يتصدقون ويحجون ويعتمرون ويتعبدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفاً من الله عز وجل . ولكن الأمر الثاني هو الذي كفرهم وأحل دماءهم وأموالهم ، وهو : أنهم لم يشهدوا الله بتوحيد الألوهية وتوحيد الإلهية هو أن لا يدعي ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له ، ولا يستغاث بغيره ، ولا يذبح لغيره ولا ينذر لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل ، فمن استغاث بغيره فقد كفر ، ومن ذبح لغيره فقد كفر ، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه ذلك .

وتمام هذا أن تعرف أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون الصالحين ـ مثل الملائكة وعيسى وأمه وعزيز وغيرهم من الأولياء ـ فكفروا بهذا مع إقرارهم بأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المدبر .
إذا عرفت هذا عرفت معنى " لا إله إلا الله " وعرفت أن من نخا نبياً أو ملكاً أو ندبه أو استغاث به فقد خرج من الإسلام ، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فإن قال قائل من المشركين : نحن نعرف أن الله هو الخالق الرازق المدبر ، لكن هؤلاء الصالحون مقربون ، ونحن ندعوهم وننذر لهم وندخل عليهم ونستغيث بهم ونريد بذلك الوجاهة والشفاعة ، وإلا فنحن نفهم أن الله هو الخالق الرازق المدبر ، فقل : كلامك هذا مذهب أبي جهل وأمثاله ، فإنهم يدعون عيسى وعزيزاً والملائكة والأولياء يريدون ذلك كما قال تعالى : " والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " وقال تعالى : " ويعبدون من دون الله مال يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " . فإذا تأملت هذا تأملاً جيداً وعرفت أن الكفار يشهدون لله بتوحيد الربوبية ـ وهو تفرده بالخلق والرزق والتدبير ـ وهم ينخون عيسى والملائكة والأولياء يقصدون أنهم يقربونهم إلى الله زلفى ويشفعون لهم عنده ، وعرفت أن من الكفار ـ خصوصاً النصاري منهم ـ من يعبد الله الليل والنهار ويزهد في الدنيا ، يتصدق بما دخل عليه منها معتزلاً في صومعة عن الناس ، وهو مع هذا كافر عدو لله مخلد في النار بسبب اعتقاده في عيسى أو غيره من الأولياء يدعوه أو يذبح له أو ينذر له ـ تبين لك كيف صفة الإسلام الذي دعا إليه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وتبين لك أن كثيراً من الناس عنه بمعزل ، وتبين لك معنى قوله صلى الله عليه وسلم : "بدأ الإسلام غربياً وسيعود غريباً كما بدأ " .

فالله الله يا إخواني ، تمسكوا بأصل دينكم ، وأوله وآخره ـ وأُسه ورأسه شهادة أن لا إله إلا الله ، واعرفوا معناه وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين ، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله وافترى ، فقد كلفه الله تعالى بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم ، فالله الله يا إخواني تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم وأنتم لا تشركون به شيئاً . اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .
ولنختم الكلام بأية ذكرها الله تعالى في كتابه تبين لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم من كفر الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : " وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ، فلما نجاكم إلى ابر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً " . فقد ذكر الله عن الكفار أنهم إذا مسهم الضر تركوا السادة والمشايخ فلم يدعوا أحداً منهم ولم يستغيثوا به ، بل يخلصون لله وحده لا شريك له ، ويستغيثون به وحده ،فإذا جاء الرخاء أشركوا . وأنت ترى المشركين من أهل زماننا ـ ولعل بعضهم يدعي أنه من أهل العلم وفيه زهد واجتهاد وعبادة ـ إذا مسه الضر قام يستغيث بغير الله مثل معروف أو عبد القادر الجيلاني وأجل من هؤلاء مثل زيد بن الخطاب والزبير ، وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله المستعان . وأعظم من ذلك وأطم أنهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة مثل شمسان وإدريس " ويقال له الأشقر " ويوسف وأمثالهم ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
والحمد لله أولاً وآخراً
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه أجمعين آمين .
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب مجموعة رسائل  Empty رد: كتاب مجموعة رسائل {الثلاثاء 11 أكتوبر - 22:07}

إذا قيل كل : من ربك ؟ فقل : ربي الله فإذا قيل لك : إيش معنى الرب ؟ فقل : المعبود المالك المتصرف . فإذا قيل لك : إيش أكبر ما ترى من مخلوقاته ؟ فقل : السموات والأرض . فإذا قيل لك إيش تعرفه به ؟ فقل : أعرفه بآياته ومخلوقاته . وإذا قيل لك : إيش أعظم ما ترى من آياته ؟ فقل : الليل والنهار ، والدليل على ذلك قوله تعالى : "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" . فإذا قيل لك : إيش معنى الله ؟ فقل : معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين . فإذا قيل لك : لأي شئ الله خلقك ؟ فقل : لعبادته . فإذا قيل لك : أي شئ عبادته ؟ فقل توحيده وطاعته . فإذا قيل لك : أي شئ الدليل على ذلك ؟ فقل : قوله تعالى : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" وإذا قيل لك : أي شئ أول ما فرض الله عليك ؟ فقل : كفر بالطاغوت وإيمان بالله ، والدليل على ذلك قوله تعالى : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، والله سميع عليم " . فإذا قيل : إيش العروة الوثقى ؟ فقل لا إله إلا الله . ومعنى " لا إله " نفي و " إلا الله " إثبات . فإذا قيل لك : إيش أنت نافي ، وإيش أنت مثبت ؟ فقل : نافي جميع ما يعبدون من دون الله ، ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له . فإذا قيل لك : إيش الدليل على ذلك ؟ فقل : قوله تعالى : "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ" هذا دليل النفي ، ودليل الإثبات " إلا الذي فطرني " .
فإذا قيل لك إيش الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ؟ فقل : توحيد الربوبية فعل الرب ، مثل الخلق والرزق ، والإحياء ، والإماته ، وإنزال المطر وإنبات النبات ، وتدبير الأمور ... وتوحيد الإلهية فعلك أيها العبد ، مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابة والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة.
فإذا قيل لك إيش دينك ؟ فقل ديني الإسلام ، وأصله وقاعدته أمران : الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ،والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه . والإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعادة فيه ، وتكفير من فعله . وهو مبني على خمسة أركان : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداَ رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضان ، وحج البيت مع الاستطاعة . ودليل الشهادة قوله تعالى : "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" ودليل أن محمداً رسول الله وقوله تعالى : "
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" . والدليل على إخلاص العبادة والصلاة والزكاة قوله تعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " . ودليل الصوم قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" . ودليل الحج قوله تعالى : "فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" .

وأصول الإيمان ستة : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

فإذا قيل : من نبيك ؟ فقل : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل ابن إبراهيم الخليل على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام . بلده مكة وهاجر إلى المدينة . وعمره ثلاث وستون سنة : منها أربعون قبل النبوة ، وثلاث وعشرون نبياً رسولا . نبئ باقرأ ،أرسل بالمدثر . فإذا قيل : هو مات أو ما مات ؟ فقل : مات ، ودينه ما مات " ولن يموت" إلى يوم القيامة ، والديل قوله تعالى : "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ" وهل الناس إذا ماتوا يبعثون ؟ فقل : نعم ، والدليل قوله تعالى : "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ" . والذي ينكر البعص كافر ، والدليل قوله تعالى : "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ". وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب مجموعة رسائل  Empty رد: كتاب مجموعة رسائل {الثلاثاء 11 أكتوبر - 22:08}

اعلم رحمك الله تعالى أنه واجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم ثلاث مسائل :

( المسألة الأولى ) : أن الله خلقنا ولم يخلقنا عبثاً ، ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولا ومعه كتاب من أطاعه فهو في الجنة ومن عصاه فهو في النار ، والدليل قوله تعالى : " إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلا " .

( المسألة الثانية ) : أن أعظم ما جاء به هذا الرسول أن لا يشرك مع الله في عبادته أحد ، والدليل قوله تعالى : " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " .

( المسألة الثالثة ) : أن من وحد الله تعالى وعبد الله تعالى لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ، والدليل قوله تعالى : " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ، رضى الله عنهم ورضوا عنه ، أولئك حزب الله ، ألا إن حزب الله هم المفلحون "
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب مجموعة رسائل  Empty رد: كتاب مجموعة رسائل {الثلاثاء 11 أكتوبر - 22:08}

أعلم رحمك الله تعالى أن أول ما فرض الله على بن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، والدليل قوله تعالى : " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " .

فأما صفة الكفر بالطاغوت فهو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها ، وتعاديهم .

وأما معنى الإيمان بالله فهو أن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون سواه وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ،وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله : " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده " .

والطاغوت عام ، فكل ما عبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت ، والطواغيت كثيرة ورءوسهم خمسة :

(الأول) : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله ، والدليل قوله تعالى : " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين " .

(الثاني) : الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى ، والدليل قوله تعالى : " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً " .

(الثالث) : الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، والدليل وقوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "

(الرابع) : الذي يدعي علم الغيب من دون الله ، والدليل قوله تعالى : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً " وقال تعالى : " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " .

(الخامس) : الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة ، والدليل قوله تعالى : " ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ، كذلك نجزي الظالمين " .

واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلا بالكفر بالطاغوت ، والدليل قوله تعالى : " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " . والرشد دين محمد صلى الله عليه وسلم ، والغي دين أبي جهل ، والعروة الوثقى شهادة أن لا إله إلا الله وهي متضمنة للنفي والإثبات تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له .
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

كتاب مجموعة رسائل  Empty رد: كتاب مجموعة رسائل {الثلاثاء 11 أكتوبر - 22:09}

فإن قيل : فما الجامع لعبادة الله وحده ؟ قلت : طاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه . فإن قيل : فما أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله تعالى ؟ قلت : من أنواعها الدعاء والاستعانة ، والاستغاثة ، وذبح القربان ، والنذر ، والخوف ، والرجاء ،والتوكل ، والإنابة ، والمحبة ، والخشية ، والرغبة والرهبة ، والتأله ، والركوع ، والسجود ، والخشوع ، والتذلل ، والتعظيم الذي هو من خصائص الإلهية . ودليل الدعاء قوله تعالى: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً " . وقوله تعالى : {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} إلى قوله : " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " . ودليل الاستعانة قوله تعالى : "إياك نعبد وإياك نستعين " . ودليل الاستغاثة قوله تعالى : {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} . ودليل الذبح قوله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ودليل النذر قوله تعالى : " يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً " . ودليل الخوف قوله تعالى : " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " ودليل الرجاء قوله تعالى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " ، ودليل التوكل قوله تعالى : " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " ، ودليل الإنابة قوله تعالى : " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له " ، ودليل المحبة قوله تعالى : {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب} ، ودليل الخشية قوله تعالى : " فلا تخشوا الناس واخشون " ، ودليل الرغبة والرهبة قوله تعالى : " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا ، وكانوا لنا خاشعين " ، ودليل التأله قوله تعالى : " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " ، ودليل الركوع والسجود قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " ، ودليل الخشوع قوله تعالى : " وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا " الآية ونحوه ، فمن صرف شيئاً من هذه الأنواع لغير الله تعالى فقد أشرك بالله غيره .

فإن قيل : فما أجل أمر أمر الله به ؟ قيل : توحيده بالعبادة ، وقد تقدم بيانه . وأعظم نهي نهي الله عنه الشرك به ، وهو أن يدعو مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادة . فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد اتخذه رباً وإلهاً وأشرك مع الله غيره ، أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادة . وقد تقدم من الآيات ما يدل على أن هذا هو الشرك الذي نهى الله عنه وأنكره على المشركين . وقد قال تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً ، وقال تعالى : " إنه من يشرك فقد حرم الله عليه الجنة ، ومأواه النار ، وما للظالمين من أنصار " والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى