خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض :
(الأول) : الشرك في عبادة الله تعالى ، وقال الله تعالى : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" . وقال : " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ، وما للظالمين من أنصار " ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر .
(الثاني) : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً .
(الثالث) : من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر .
(الرابع) : من اعتقد أن غير هدى النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر .
(الخامس) : من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر .
(السادس) : من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثواب الله . أو عقابه كفر ، والدليل قوله تعالى : " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ؟ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " .
(السابع) : السحر ، ومنه الصرف والعطف ، فمن فعله أو رضي به كفر .
والدليل قوله تعالى : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " .
(الثامن) : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين " .
(التاسع) : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر .
(العاشر) : الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى : " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ، ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون" ، ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف ، إلا المكره . وكلها من أعظم ما يكون خطراً ، ومن أكثر ما يكون وقوعاً . فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه ، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه ، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم .
(الأول) : الشرك في عبادة الله تعالى ، وقال الله تعالى : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" . وقال : " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ، وما للظالمين من أنصار " ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر .
(الثاني) : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً .
(الثالث) : من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر .
(الرابع) : من اعتقد أن غير هدى النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر .
(الخامس) : من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر .
(السادس) : من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثواب الله . أو عقابه كفر ، والدليل قوله تعالى : " قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ؟ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " .
(السابع) : السحر ، ومنه الصرف والعطف ، فمن فعله أو رضي به كفر .
والدليل قوله تعالى : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر " .
(الثامن) : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين " .
(التاسع) : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر .
(العاشر) : الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى : " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ، ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون" ، ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف ، إلا المكره . وكلها من أعظم ما يكون خطراً ، ومن أكثر ما يكون وقوعاً . فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه ، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه ، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم .
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قال الشيخ رحمه الله تعالى : فيها عشر درجات :
(الأولى) : تصديق القلب أن دعوة غير الله باطلة ، وقد خالف فيها من خالف .
(الثانية) أنها منكر فيه البغض ، وقد خالف فيها من خالف .
(الثالثة) : أنها من الكبائر والعظائم المستحقة للمقت والمفارقة ، وقد خالف فيها من خالف .
(الرابعة) : أن هذا هو الشرك بالله الذي لا يغفره ، وقد خالف فيها من خالف .
(الخامسة) : أن المسلم إذا اعتقده أو دان به كفر ، وقد خالف فيها من خالف .
(السادسة) : أن المسلم الصادق إذا تكلم به هازلاً أو خائفاً أو طامعاً كفر بذلك لعلمه ، وأين ينزل القلب هذه الدرجة ويصدقه بها ؟ وقد خالف فيها من خالف .
(السابعة) : أنك تعمل معه عملك مع الكفار من عداوة الأب والابن وغير ذلك ، وقد خالف فيها من خالف .
(الثامنة) أن هذه معنى " لا إله إلا الله " والإله هو المألوه ، والتأله عمل من الأعمال ،وكونه منفياً عن غير الله ترك من التروك .
(التاسعة) : القتال على ذلك حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
(العاشرة) : أن الداعي لغير الله لا تقبل منه الجزية كما تقبل من اليهود ولا تنكح نساؤهم كما تنكح نساء اليهود ، لأنه أغلظ كفراً . وكل درجة من هذه الدرجات إذا عملت بها تخلف عنك بعض من كان معك .
(الأولى) : تصديق القلب أن دعوة غير الله باطلة ، وقد خالف فيها من خالف .
(الثانية) أنها منكر فيه البغض ، وقد خالف فيها من خالف .
(الثالثة) : أنها من الكبائر والعظائم المستحقة للمقت والمفارقة ، وقد خالف فيها من خالف .
(الرابعة) : أن هذا هو الشرك بالله الذي لا يغفره ، وقد خالف فيها من خالف .
(الخامسة) : أن المسلم إذا اعتقده أو دان به كفر ، وقد خالف فيها من خالف .
(السادسة) : أن المسلم الصادق إذا تكلم به هازلاً أو خائفاً أو طامعاً كفر بذلك لعلمه ، وأين ينزل القلب هذه الدرجة ويصدقه بها ؟ وقد خالف فيها من خالف .
(السابعة) : أنك تعمل معه عملك مع الكفار من عداوة الأب والابن وغير ذلك ، وقد خالف فيها من خالف .
(الثامنة) أن هذه معنى " لا إله إلا الله " والإله هو المألوه ، والتأله عمل من الأعمال ،وكونه منفياً عن غير الله ترك من التروك .
(التاسعة) : القتال على ذلك حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
(العاشرة) : أن الداعي لغير الله لا تقبل منه الجزية كما تقبل من اليهود ولا تنكح نساؤهم كما تنكح نساء اليهود ، لأنه أغلظ كفراً . وكل درجة من هذه الدرجات إذا عملت بها تخلف عنك بعض من كان معك .
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ثـمان حالات استنبطها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من قول الله تعالى : " يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ، ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم ، وأمرت أن أكون من المؤمنين ، وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكونن من المشركين ، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين" .
قال رحمه الله تعالى : فيه ثمان حالات :
(الأولى) : ترك عبادة غير الله مطلقاً ولو حاوله أبوه وأمه بالطمع الجليل والإخافة الثقيلة كما جرى لسعد رضي الله عنه مع أمه .
(الحالة الثانية) : أن كثيراً من الناس إذا عرف الشرك وأبغضه وتركه لا يفطن لما يريد الله من قلبه من إجلاله وهبته ، فذكر هذه الحالة بقوله : " ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم " .
(الحالة الثالثة) : إن قدرنا أنه ظن وجود الترك والفعل فلا بد من تصريحه بأنه من هذه الطائفة ، ولو لم يقض هذا الغرض إلا بالهرب عن بلد فيها كثير من الطواغيت الذين يبلغون الغاية في العداوة ، حتى يصرح أنه من هذه الطائفة المحاربة لهم .
(الرابعة) : إن قدرنا أنه ظن وجود هذه الثلاث فقد لا يبلغ الجد في العمل بالدين ، والجد والصدق هو إقامة الوجه للدين .
(الخامسة) : إن قدرنا أنه ظن وجود الحالات الأربع فلا بد له من مذهب ينتسب إليه ، فأمر أن يكون مذهبه الحنيفية ، وترك كل مذهب سواها ولو كان صحيحاً ففي الحنيفية عنه غنيه .
(السادسة) : إنا إن قدرنا أن ظن وجود الحالات الخمس فلا بد أن يتبرأ من المشركين فلا يكثر سوادهم .
(الحالة السابعة) : إن قدرنا أنه ظن وجود الحالات الست فقد يدعو من غير قلبه نبياً أو غيره لشيء من مقاصده ولو كان ديناً يظن أنه إن نطق بذلك من غير قلبه لأجل كذا وكذا خصوصاً عند الخوف أنه لا يدخل في هذا الحال .
(الحالة الثامنة) : إن ظن سلامته من ذلك كله لكن غيره من إخوانه فعله خوفاً أو لغرض من الأغراض هل يصدق الله أن هذا ولو ان أصلح الناس قد صار من الظالمين ، أو يقول كيف يكفر وهو يحب الدين ويبغض الشرك ؟ وما أعز من يتخلص من هذا ، بل ما أعز من يفهمه وإن لم يعمل به ، بل ما أعز من لا يظنه جنوناً ، والله أعلم .
قال رحمه الله تعالى : فيه ثمان حالات :
(الأولى) : ترك عبادة غير الله مطلقاً ولو حاوله أبوه وأمه بالطمع الجليل والإخافة الثقيلة كما جرى لسعد رضي الله عنه مع أمه .
(الحالة الثانية) : أن كثيراً من الناس إذا عرف الشرك وأبغضه وتركه لا يفطن لما يريد الله من قلبه من إجلاله وهبته ، فذكر هذه الحالة بقوله : " ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم " .
(الحالة الثالثة) : إن قدرنا أنه ظن وجود الترك والفعل فلا بد من تصريحه بأنه من هذه الطائفة ، ولو لم يقض هذا الغرض إلا بالهرب عن بلد فيها كثير من الطواغيت الذين يبلغون الغاية في العداوة ، حتى يصرح أنه من هذه الطائفة المحاربة لهم .
(الرابعة) : إن قدرنا أنه ظن وجود هذه الثلاث فقد لا يبلغ الجد في العمل بالدين ، والجد والصدق هو إقامة الوجه للدين .
(الخامسة) : إن قدرنا أنه ظن وجود الحالات الأربع فلا بد له من مذهب ينتسب إليه ، فأمر أن يكون مذهبه الحنيفية ، وترك كل مذهب سواها ولو كان صحيحاً ففي الحنيفية عنه غنيه .
(السادسة) : إنا إن قدرنا أن ظن وجود الحالات الخمس فلا بد أن يتبرأ من المشركين فلا يكثر سوادهم .
(الحالة السابعة) : إن قدرنا أنه ظن وجود الحالات الست فقد يدعو من غير قلبه نبياً أو غيره لشيء من مقاصده ولو كان ديناً يظن أنه إن نطق بذلك من غير قلبه لأجل كذا وكذا خصوصاً عند الخوف أنه لا يدخل في هذا الحال .
(الحالة الثامنة) : إن ظن سلامته من ذلك كله لكن غيره من إخوانه فعله خوفاً أو لغرض من الأغراض هل يصدق الله أن هذا ولو ان أصلح الناس قد صار من الظالمين ، أو يقول كيف يكفر وهو يحب الدين ويبغض الشرك ؟ وما أعز من يتخلص من هذا ، بل ما أعز من يفهمه وإن لم يعمل به ، بل ما أعز من لا يظنه جنوناً ، والله أعلم .
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :
من أعجب العجاب ، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاب ستة أصول بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظن الظانون ، ثم بعد هذا غلظ فيها كثير من أذكياء العالم ، وعقلاء بني آدم ، إلا أقل القليل .
(الأصل الأول) : إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له ، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله ، وكن أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة ، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار : أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتباعهم .
(الأصل الثاني) : أمر الله بالاجتماع في الدين ونهي عن التفرق فيه فبين الله هذا بياناً شافياً تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا لهلكوا ، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه . ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك ، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين ،وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون .
(الأصل الثالث) : أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فيكف العمل به ؟ .
(الأصل الرابع) : بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم ، وقد بين الله تعالى هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله : " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " إلى قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلام : " يا بني إسرائيل" الآية .
ويزيده وضوحاً ما صرحت به السنة في هذا الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد ، ثم صار هذا أغرب الأشياء ، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات ، وخيار ما عندهم لبس الحق بالباطل وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق مدحه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون ، وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم .
(الأصل الخامس) : بيان الله سبحانه لأولياء الله وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله المنافقين والفجار . ويكفي في هذا آية في سورة آل عمران وهي وقوله : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " الآية . وآية في سورة المائدة وهي قوله : " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" الآية . وآية يونس وهي قوله : " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون " ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هداه الخلق وحفظه الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسل ، ومن تبعهم فليس منهم .
ولابد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منهم ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تعهد بالإيمان فليس منهم .
يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء ..
(الأصل السادس) : رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة ، واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة ، وهي القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق ، والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر ، فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضاً حتماً لا شكل ولا إشكال فيه ، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق ، وإما مجنون لأجل صعوبة فهما ، فسبحان الله وبحمده كم بين الله سبحانه شرعاً وقدراً خلقاً وأمراً في رد هذه الشبه الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد الضروريات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون " لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ، إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقحمون ، وجعلنا بين أيديهم ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، إنما تنذر من ابتع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم" .
آخره والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
من أعجب العجاب ، وأكبر الآيات الدالة على قدرة الملك الغلاب ستة أصول بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظن الظانون ، ثم بعد هذا غلظ فيها كثير من أذكياء العالم ، وعقلاء بني آدم ، إلا أقل القليل .
(الأصل الأول) : إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له ، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله ، وكن أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة ، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار : أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقوقهم وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين واتباعهم .
(الأصل الثاني) : أمر الله بالاجتماع في الدين ونهي عن التفرق فيه فبين الله هذا بياناً شافياً تفهمه العوام ، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا لهلكوا ، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه . ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك ، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين ،وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون .
(الأصل الثالث) : أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، فبين الله له هذا بياناً شائعاً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فيكف العمل به ؟ .
(الأصل الرابع) : بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم ، وقد بين الله تعالى هذا الأصل في أول سورة البقرة من قوله : " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم " إلى قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلام : " يا بني إسرائيل" الآية .
ويزيده وضوحاً ما صرحت به السنة في هذا الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد ، ثم صار هذا أغرب الأشياء ، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات ، وخيار ما عندهم لبس الحق بالباطل وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق مدحه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون ، وصار من أنكره وعاداه وصنف في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم .
(الأصل الخامس) : بيان الله سبحانه لأولياء الله وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله المنافقين والفجار . ويكفي في هذا آية في سورة آل عمران وهي وقوله : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " الآية . وآية في سورة المائدة وهي قوله : " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" الآية . وآية يونس وهي قوله : " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون " ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هداه الخلق وحفظه الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسل ، ومن تبعهم فليس منهم .
ولابد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منهم ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تعهد بالإيمان فليس منهم .
يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء ..
(الأصل السادس) : رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة ، واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة ، وهي القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق ، والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر ، فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضاً حتماً لا شكل ولا إشكال فيه ، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق ، وإما مجنون لأجل صعوبة فهما ، فسبحان الله وبحمده كم بين الله سبحانه شرعاً وقدراً خلقاً وأمراً في رد هذه الشبه الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد الضروريات العامة ولكن أكثر الناس لا يعلمون " لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ، إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقحمون ، وجعلنا بين أيديهم ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، إنما تنذر من ابتع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم" .
آخره والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
إعلم رحمك الله أن التوحيد الذي فرض الله على عباده قبل فرض الصلاة والصوم هو توحدي عبادتك أنت ، فلا تدع إلا الله وحده لا شريك له ، لا تدع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، كما قال تعالى : {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وقال تعالى : {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} .
واعلم أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة إشراكهم أنه يدعون الله ويدعون معه الأصنام والصالحين ، مثل عيسى وأمه والملائكة ، يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهم يقرون أن الله سبحانه هو النافع الضار المدبر ، كما ذكر عنهم في قوله تعالى : {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} .
فإذا عرفت هذا ـ وعرفت أن دعوتهم الصالحين وتعلقهم عليهم أنهم يقولون ما نريد إلا الشفاعة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا الدعوة لله ويكن الدين كله لله ، وعرفت أن هذا هو التوحيد الذي هو أفرض من الصلاة والصوم ويغفر الله لمن أتى به يوم القيامة ولا يغفر لمن جهله ولو كان عابداً ، وعرفت أن ذلك هو الشرك بالله الذي لا يغفر الله لمن فعله ، وهو عند الله أعظم من الزنا وقتل النفس ، مع أن صاحبه يريد به التقرب من الله ، ثم مع هذا عرف أمراً آخر وهو أن أكثر الناس ما عرف هذا ، منهم العلماء الذين يسمونهم العلماء في سدير والوشم وغيرهم إذا قالوا نحن موحدون الله نعرف ما ينفع ولا يضر إلا الله ، وأن الصالحين لا ينفعون ولا يضرون ، وعرف أنهم لا يعرفون إلا التوحيد ، وتوحيد الكفار ، توحدي الربوبية عرفت كبر نعمة الله عليه ، خصوصاً إذا تحققت أن الذي يواجه الله ولا يعرف التوحيد ، أو عرفه ولم يعمل به أنه خالد في النار ولو كان من أعبد الناس كما قال تعالى : " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
إعلم رحمك الله أن التوحيد الذي فرض الله على عباده قبل فرض الصلاة والصوم هو توحدي عبادتك أنت ، فلا تدع إلا الله وحده لا شريك له ، لا تدع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، كما قال تعالى : {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وقال تعالى : {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} .
واعلم أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة إشراكهم أنه يدعون الله ويدعون معه الأصنام والصالحين ، مثل عيسى وأمه والملائكة ، يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهم يقرون أن الله سبحانه هو النافع الضار المدبر ، كما ذكر عنهم في قوله تعالى : {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} .
فإذا عرفت هذا ـ وعرفت أن دعوتهم الصالحين وتعلقهم عليهم أنهم يقولون ما نريد إلا الشفاعة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليخلصوا الدعوة لله ويكن الدين كله لله ، وعرفت أن هذا هو التوحيد الذي هو أفرض من الصلاة والصوم ويغفر الله لمن أتى به يوم القيامة ولا يغفر لمن جهله ولو كان عابداً ، وعرفت أن ذلك هو الشرك بالله الذي لا يغفر الله لمن فعله ، وهو عند الله أعظم من الزنا وقتل النفس ، مع أن صاحبه يريد به التقرب من الله ، ثم مع هذا عرف أمراً آخر وهو أن أكثر الناس ما عرف هذا ، منهم العلماء الذين يسمونهم العلماء في سدير والوشم وغيرهم إذا قالوا نحن موحدون الله نعرف ما ينفع ولا يضر إلا الله ، وأن الصالحين لا ينفعون ولا يضرون ، وعرف أنهم لا يعرفون إلا التوحيد ، وتوحيد الكفار ، توحدي الربوبية عرفت كبر نعمة الله عليه ، خصوصاً إذا تحققت أن الذي يواجه الله ولا يعرف التوحيد ، أو عرفه ولم يعمل به أنه خالد في النار ولو كان من أعبد الناس كما قال تعالى : " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى