لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
عبير الروح
عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

سورة طه Empty سورة طه {الأربعاء 12 أكتوبر - 23:28}

سورة طه

سئل رحمة الله عن معني هذه الآية : ( قال رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيراً ) .
فأجاب : اعلم رحمك الله أن الله سبحانه عالم بكل شي يعلم ما يقع علي خلقه وانزل هذا الكتاب المبارك الذي جعله تبيانا لكل شي وتفصيلا لكل شي وجعله هدي لأهل القرن الثاني عشر ومن بعدهم كما جعله هدي لأهل القرن الأول ومن بعدهم .
ومن أعظم البيان الذي فيه بيان جواب الحجج الصحيحة والجواب عما يعارضها وبيان الحجج الفاسدة ونفيها فلا إله إلا الله ماذا حرمه المعرضون عن كتاب الله من الهدي والعلم ولكن لا معطي لما منع الله وهذه التي سئلت عنها فيها بيان بطلان شبه يحتج بها بعض أهل النفاق والريب في زماننا وهذا في قضيتنا هذه وبيان ذلك أن هذه آخر قصة آدم وإبليس وفيها من العبر والفوائد العظيمة لذريتهما ما يجل عن الوصف , فمن ذلك أن الله أمر إبليس بالسجود لأدم ولو فعل لكان فيه طاعة لربه وشرف له ولكن سولت له نفسه أن ذلك نقص في حقه إذا خضع لواحد دونه في السن ودونه في الأصل علي زعمه فلم يطع الأمر واحتج علي فعله بحجة وهي أن الله خلقه من أصل خير من أصل آدم ولا ينبغي أن الشريف يخضع لمن دونه بل العكس فعارض النص الصريح بفعل الله الذي هو الخلق فكان في هذا عبرة عظيمة لمن رد شيئاً من أمر الله ورسوله واحتج بما لا يجدي فلما فعل لم يعذره الله بهذا التأويل بل طرده ورفع آدم وأسكنه الجنة وكان مع عدو الله من الحدق والفطنة ودقة المعرفة ما يجل عن الوصف فتحيل علي آدم حتى ترك شيئاً من أمر الله وذلك بالأكل من الشجرة واحتج لأدم بحجج فلما أكل لم يعذره الله بتلك الحجج بل أهبطه إلي الأرض وأجلاه عن وطنه .
ثم قال : ( اهبطا منها جميعا لعضكم لبعض عدو فأما يأتينكم مني هدي ) يقول تعالي : لما أجليتكم عن وطنكم فإن بعد هذا الكلام وهو أني مرسل إليكم هدي من عندي لا أكلمكم إلي رأيكم ولا رأي علمائكم بل انزل إليكم العلم الواضح الذي بين الحق من الباطل والصحيح من الفاسد والنافع من الضار ( لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل ) .
ومعلوم أن الهدي هو هذا القرآن فمن زعم أن القرآن لا يقدر علي الهدي منه إلا من بلغ رتبة الاجتهاد فقد كذب الله في خيره أنه هدي فإنه علي هذا القول الباطل لا يكون هدي إلا في حق الواحد من الآلاف المؤلفة ,و أما أكثر الناس فليس هدي في حقهم ,بل الهدي في حقهم أن كل فرقة تتبع ما وجدت عليه الآباء فما أبطل هذا من قول!وكيف يصح لمن يدعي الإسلام أن يظن في الله وكتابه هذا الظن؟
ولما عرف الله سبحانه أن هذه الأمة سيجري عليها ما جري علي من قبلها من اختلاف علي أكثر من سبعين فرقه ,وان الفرق كلها تترك هدي الله إلا فرقه واحده ,وان الفرق كلها يقرون بان كتاب الله هو الحق, لكن يعتذرون بالعجز ,وأنهم لو يتعلمون كتاب الله ويعلمون به لم يفهموه لغموضه قال :(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي) وهذا تكذيب لهؤلاء الذين ظنوا في القران ظن السوء.
قال ابن عباس:تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل .في الدنيا ولا يشقي في الآخرة وبيان هذا أن هؤلاء يزعمون أنهم لو تركوا طريقة الآباء ويقتصرون علي الوحي لم يهتدوا بسبب أنهم لا يفهمون كما قالوا : ( قلوبنا غلف ) فرد الله عليهم بقوله : ( بل لعنهم الله بكفرهم ) فضمن لمن اتبع القرآن أنه لا يضل كما يضل من اتبع الرأي فتجدهم في المسألة الواحدة يحكون سبعة وقوال أو سنة ليس منها قول صحيح والذي ذكر الله في كتابه في تلك المسألة بعينها لا يعرفونه .
والحاصل أنهم يقولون : لم نترك القرآن إلا خوفاً من الخطأ ولم نقبل علي ما نحن فيه إلا للعصمة فعكس الله كلامهم وبين أن العصمة في إتباع القرآن إلي يوم القيامة .
وأما قوله تعالي : ( ولا يشقي ) فهم يزعمون أن الله يرضي بفعلهم ويثيبهم عليه في الآخرة ولو تركوه واتبعوا القرآن لغلطوا أو عوقبوا فذكر الله أن من اتبع القرآن أمن من المحذور الذي هو الخطأ عن الطريق وهو الضلال وأمن من عاقبته وهو الشقاء في الآخرة .
ثم ذكر الفريق الآخر الذي أعرض عن القرآن فقال : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) وذكر الله هو القرآن الذي بين الله فيه لخلقه ما يحب وما يكره كما قال تعالي : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرنين ) فذكر الله لمن أعرض عن القرآن وارد الفقه من غيره عقوبتين أحداهما : المعيشة الضنك وفسرها السلف بنوعين :
الأول : ضنك الدنيا : وهو انه كان إن غنيا سلط الله عليه خوف الفقر , وتعب القلب والبدن في جمع الدنيا حتى يأتيه الموت ولم يتهن بعيش .
والثاني : الضنك في البرزخ وعذاب القبر .
وفسر الضنك في الدنيا بالجهل , فإن الشك والحيرة لها من القلق وضيق الصدر ما لها فصار في هذا مصداق قوله في الحديث عن القرآن : ( ومن ابتغي الهدي من غيره أضله الله ) عاقبهم بضد قصدهم فأنهم قصدوا معرفة الفقه فجازاهم الله بأن أضلهم وكدر عليهم معيشتهم بعذاب قلوبهم بخوف الفقر وقلة غناء أنفسهم وعذاب أبدانهم بان سلط عليهم الظلمة والحيرة وأغري بينهم العداوة والبغضاء فإن أعظم الناس تعادياً هؤلاء الذين ينتسبون إلي المعرفة .
ثم قال : ( ونحشره يوم القيامة أعمي ) والعمى نوعان :
عمي القلب وعمي البصر فهذا المعرض عن القرآن لما عميت بصيرته في الدنيا عن القرآن جازاه الله بأن حشره يوم القيامة اعمي قال بعض السلف : اعمي عن الحجة لا يقدر علي المجادلة بالباطل كما كان يصنع في الدنيا ز
( قال رب لم حشرتني اعمي وقد كنت بصيراً) فذكر الله أنه يقال له : هذا بسبب أعراضك عن القرآن في الدنيا وطلبك العلم من غيره .
قال ابن كثير في الآية : ( ومن أعرض عن ذكري ) أي خالف أمري وما أنزلته علي رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه ( فإن له معيشة ضنكاً) أي في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح ولا تنعم .
ظاهره أن قوماً اعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا فكانت معيشتهم ضنكاً وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلقاً لهم معاشهم مع سوء ظنهم بالله ثم ذكر كلاماً طويلاً وذكر ما ذكرته من أنواع الضنك والله اعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى