لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

جدتي.. وجورية لم تصل..!! Empty جدتي.. وجورية لم تصل..!! {الجمعة 14 أكتوبر - 15:20}

جدتي.. وجورية لم تصل..!!



"في زاوية من زوايا حديقة البيت عندنا، فيه جزء صغير، يمكن متر في مترين، وفي وسطه شجرة واحدة وهي "ورد الجوري".. وهالشجرة هذي قصتها قصة..!! هذي جدتي، كانت دائما تزورنا بالبيت وكلما مرت على الحديقة قالت:
ياوليدي: حط لك "جورية"..
وأنا أقولها: إن شاء الله يا جدة.. إن شاء الله..

وفي يوم..
جات جدتي عندنا، وجيت أسلم عليها، وقالت لي تعالى أبيك في الحديقة..
وذهبت معها، وإذا عندها غرسة صغيرة وجميلة تحملها بين أصابعها الرقيقة، وتقول: انتبه من الشوك ياوليدي..
هذي "جورية" ماصارت ولا استوت، خذها وسم بالله وازرعها..

قلت: إن شاء الله..

وغافلت جدتي وعطيتها للمزارع وقلت له: ازرعها "زين"؟؟!!

المهم..
بعد مدة جات الجدة الحبيبة لزيارتنا، وأول ما رأتني قالت: هاه وشلون الجورية؟؟!!
قلت زينة والحمد لله، وأنا حقيقة ما ادري حتى وين حطها المزارع؟؟!!!
قالت: طيب قم وأنا أمك خلنا نشوفها؟؟؟!!

قلت: بعدين يا جدة.. بعدين، أنت الحين تعبانه وان شاء الله إذا ارتحت نبي نروح ونشوفها..

قالت: لا والله ما أرتاح لين أشوفها..

وأمام إصرارها العجيب، ما لقيت لي مخرج، ورحت معاها للحديقة، وأنا التفت يمين ويسار، أدور على هالجورية؟؟!!

المهم..

وجدتها في آخر الحديقة، "عود يابس"، والحمد لله أن جدتي ما لاحظت أني قاعد أدور عليها..

قالت: يا وليدي هذي بتموت. أنتوا ما تسقونها؟؟!!

قلت: إلا يا جدة المزارع كل يوم يسقيها..

قالت: المزارع؟؟!!

قلت: إيه المزارع..!!

قالت: لا يولدي، هذه جورية طيبة، وأصلها طيب، يبي لها عناية، وحب، وحنان..

وصدقني ياوليدي، قد ما تعطيها.. تعطيك.. ليش أنت ما تدري أنها تحس وتشعر فيك؟؟!!

قلت: إلا.. إلا.. "وطبعا لكي أفتك من تأنيبها وكلامها علي"؟؟!!

وبعدها بكم يوم، أحضرت جدتي للجورية سماد، ومعاه شيء ثاني، عرفت فيما بعد أنه أحشاء نوع من أنواع السمك، وجلست جدتي تخلط السماد مع هذا الشيء، ومعه قليل من الماء، ثم تنثره نثرا على الجورية وجذورها وهي "تنهم" "وتحدي" أي تنشد، وتكلم هذه الجورية وتضحك معها؟؟؟!!

يالله.. هل خرفت جدتي أم ماذا؟؟؟!!

وبعد أن انتهت، أوصتني بسقايتها بماء "حلو"، أوصيك يا وليدي لا يمرها مايكم هذا اللي كنه ماي بحر؟؟!!

إن شاء الله يا جدة أبشري..

وأوصيت عليها المزارع بهذا الماء..

وبعد فترة سافرت للدراسة، لمدة ستة أشهر، وعندما عدت للمنزل، لفت نظري منظر الحديقة، وأن بها شيئا مختلفا؟؟!!

فذهبت إلى هناك، وإذا بشجرة لم أرى أجمل منها، ولا أزكى من رائحتها، وإذا بها وردتان " جوريتان" لم أرى أجمل منهما، إحداهما كان لونها أحمر فاتح، والأخرى أفتح منها قليلا، وكأنهما ينظران إلي على استحياء..

ووالله ليخيل إلي أنهما حوريتان يجهزان لأزواجهما من حسنهما ودلالهما..

وحينما دلفت إلى المنزل سألت والدتي: هل أتت "الجورية" بشيء قبل اليوم؟

فأجابتني بلا، وأن هاتان الجوريتان هما أول النتاج..

فحمدت الله أنه لم يفتني شيء..

فوضعت حاجاتي وأغراضي وذهبت مسرعا لتلك "الجورية" واستأذنتها بأخذ بنتيها منها..

نعم استأذنتها..

ألم تقل جدتي أنها تسمع وتحس وتشعر؟؟!!

المهم..

قطعت الطريق مسرعا، لا ألوي على شيء إلا الوصول لجدتي لكي ترى ماعملته يداها، ولأخبرها بأن كل ما قالته صحيحا، وأفرحها بهاتان الجوريتان "الحوريتان"..

وعندما وصلت..

وجدت السكون يلف المكان..

فسلمت على جدتي، ووضعت "الجوريتان" بجانبها، وقلت لها:

ياجدتي.. ياحبيبتي.. ياقرة عيني وفؤادي.. أنظري لنتاجك..

أنظري ماذا وهبنا الله.. أنظري لهاتان الجوريتان اللتان لم أرى أجمل منهما، إلا عينيك، وعطفك وحنانك..

أنظري كيف عوض الله صبرك على ذلك "السماد" وشوك الأسماك، والتراب، بحوريتان زكيتان يكادان أن ينطقان وتلهج ألسنتهما بشكر الخالق، بأن ساق لهما واحدة تفيض أحاسيسا طيبة ومشاعر رائعة، كروعتك ياجدتي..

أنظري لهذا الجمال، وهذه الرائحة الفواحة التي تلف المكان..

وسكتت للحظات..

ولم تجبني جدتي..

فوضعت جورية على يمينها، وأخرى على يسارها، ودعوت لها وانصرفت، وقلت لها مودعا:

ياجدتي:

هذه جورية لم تصل..!!

وخرجت من باب "المقبرة"؟؟!!!!

وكأن الدنيا هي المقبرة، وماخلفت ورائي هي الدنيا، بوجود جدتي والجورية فيها..

نعم لقد ماتت جدتي وأنا مسافر، ولم يخبرني الأهل حتى عدت..

رحمك الله ياجدتي، فقد علمتني أشياء كثيرة وربطتني بحب الجمال والعطف والحنان..

أسأل الله أن تتنزل عليك الرحمات والغفران في هذا الشهر الكريم..

ومنذ ذلك اليوم، وضعت سياجا خشبيا على تلك الجورية، لونه أخضر فاتح، وغطيتها بقماش شفاف من الأعلى كي تصلها أشعة الشمس فقط، وأصبحت ساقيها وراعيها يوما بعد يوم..

وكان نتاجها وردتان أو ثلاث، كل شهرين أو ثلاثة تقريبا، ولا باستطاعة أحد كائن من كان، أن يقرب منها غيري، وكنت أضع النتاج عندي بالغرفة، وأدعو لجدتي كلما مررت على تلك الجورية، أو بناتها.."
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى