عبير الروح
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الإحســــان
مسجد خالد بن الوليد
- يقول الله تعالى: [وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ].
- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) ( [1] )
في الآية: الأمر العام و الشامل بالإحسان لكل أحد في كل شيء.
والحديث: يوضح إلى أي مدى يصل الإحسان و معلوم أن كل أحد يعلم إنه مطلوب منه إحسان عمله، لكن أن يصل إلى درجة الأمر بأن يحسن القاتل قتلته و الذابح ذبيحته، إن هذا لأمر عظيم.
عباد الله:
دائرة الإحسان واسعة جداً لم تدعُ مجالاً إلا دخلته، فالإحسان مع الله أن تعبده كأنك تراه ... إلخ. والإحسان مع القرآن بإحسان التلاوة و التدبر والعمل و التحاكم إليه و الدعوة إلى تطبيقه.
والإحسان مع خلق الله ولن نستطيع الإحاطة بها، ولكن نقتصر على من أكد الله علينا الإحسان إليهم قال تعالى: [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا] بدأ بأشرف إحسان و أعظمه وهو توحيد الله، وثنى بأعظم محسن من الخلق إليكم وهما والداك. وثلث: بذوي القربى من الأولاد و الإخوان وسائر ذوي الأرحام لعظيم حقهم عليك. ثم أتبعهم باليتامى أولئك المحرومون البؤساء الذين فقدوا سندهم من الناس وحُرموا العطف و الحنان، فكلف الله المجتمع بتعويضهم عن ذلك، ووعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم من يحسن إليهم ويقوم بمصالحهم بالدرجة العالية في الجنة فقال تعالى: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة و الوسطى) ( [2] ).
وحذر من قهره وامتهانه فقال تعالى: [فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ] و التعدي على ماله فقال عز ذكره: [إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا].
ثم أمر بالإحسان إلى المساكين ويدخل فيهم الفقراء، فيجب الإحسان إليهم بإعطائهم ما جعله الله لهم من مال الأغنياء من الزكاة، ثم ببذل المعروف، ويلتحق بهؤلاء ضعفة المسلمين الذين تُنتهك حقوقهم وتُستباح محارمهم ويَتعدى عليهم الأقوياء.
ثم وصل بالإحسان إلى الجار فقال سبحانه: (و الجار ذي القربى) من النسب: (والجار الجنب) الذي ليس بينك وبينه نسب وأردف: (بالصاحب بالجنب) قيل الزوجة، وقيل كل من صحبته وجمعت بينك وبينه ملازمة ورفقة من عمل أو سفر أو من دارسة أو أي مجال. وابن السبيل: سواءً أتاك في محل إقامتك أو لقيته في سفرك. وختم : ( وما ملكت أيمانكم ).
الخطبة الثانية
جزاء الإحسان
- الحمد و الثناء.
يقول تعالى: [هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ] فالجزاء متحقق حتى للكافرين؛ فإنهم إذا أحسنوا كافأهم الله بذلك في دنياهم.
وأما المؤمن فمكافأته في الدنيا والآخرة، وأول جزاء يترتب عليه خير الدنيا و الآخرة: 1. (معية الله): [إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ] [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ].
2. وحبه سبحانه: [وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] [فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ].
و في الدنيا:
1) صلاح النفس و الحصول على المواهب العظيمة من الله قال تعالى : [وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ] .
2) مكافآت عظيمة منها الذرية الصالحة، قال تعالى عن إبراهيم: [وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ] .
وفي الآخرة:
1. حفظ الإحسان و الحصول عليه أحوج ما يكون الإنسان إليه [وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ].
2. و الجنة: [فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ] [لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] .
[1] رواه مسلم 3 / 1548 برقم 1955.
[2] متفق عليه البخاري 5 / 2032 برقم 4998 ، مسلم 4 / 2287 برقم 2983.
مسجد خالد بن الوليد
- يقول الله تعالى: [وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ].
- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)) ( [1] )
في الآية: الأمر العام و الشامل بالإحسان لكل أحد في كل شيء.
والحديث: يوضح إلى أي مدى يصل الإحسان و معلوم أن كل أحد يعلم إنه مطلوب منه إحسان عمله، لكن أن يصل إلى درجة الأمر بأن يحسن القاتل قتلته و الذابح ذبيحته، إن هذا لأمر عظيم.
عباد الله:
دائرة الإحسان واسعة جداً لم تدعُ مجالاً إلا دخلته، فالإحسان مع الله أن تعبده كأنك تراه ... إلخ. والإحسان مع القرآن بإحسان التلاوة و التدبر والعمل و التحاكم إليه و الدعوة إلى تطبيقه.
والإحسان مع خلق الله ولن نستطيع الإحاطة بها، ولكن نقتصر على من أكد الله علينا الإحسان إليهم قال تعالى: [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا] بدأ بأشرف إحسان و أعظمه وهو توحيد الله، وثنى بأعظم محسن من الخلق إليكم وهما والداك. وثلث: بذوي القربى من الأولاد و الإخوان وسائر ذوي الأرحام لعظيم حقهم عليك. ثم أتبعهم باليتامى أولئك المحرومون البؤساء الذين فقدوا سندهم من الناس وحُرموا العطف و الحنان، فكلف الله المجتمع بتعويضهم عن ذلك، ووعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم من يحسن إليهم ويقوم بمصالحهم بالدرجة العالية في الجنة فقال تعالى: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة و الوسطى) ( [2] ).
وحذر من قهره وامتهانه فقال تعالى: [فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ] و التعدي على ماله فقال عز ذكره: [إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا].
ثم أمر بالإحسان إلى المساكين ويدخل فيهم الفقراء، فيجب الإحسان إليهم بإعطائهم ما جعله الله لهم من مال الأغنياء من الزكاة، ثم ببذل المعروف، ويلتحق بهؤلاء ضعفة المسلمين الذين تُنتهك حقوقهم وتُستباح محارمهم ويَتعدى عليهم الأقوياء.
ثم وصل بالإحسان إلى الجار فقال سبحانه: (و الجار ذي القربى) من النسب: (والجار الجنب) الذي ليس بينك وبينه نسب وأردف: (بالصاحب بالجنب) قيل الزوجة، وقيل كل من صحبته وجمعت بينك وبينه ملازمة ورفقة من عمل أو سفر أو من دارسة أو أي مجال. وابن السبيل: سواءً أتاك في محل إقامتك أو لقيته في سفرك. وختم : ( وما ملكت أيمانكم ).
الخطبة الثانية
جزاء الإحسان
- الحمد و الثناء.
يقول تعالى: [هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ] فالجزاء متحقق حتى للكافرين؛ فإنهم إذا أحسنوا كافأهم الله بذلك في دنياهم.
وأما المؤمن فمكافأته في الدنيا والآخرة، وأول جزاء يترتب عليه خير الدنيا و الآخرة: 1. (معية الله): [إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ] [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ].
2. وحبه سبحانه: [وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] [فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ].
و في الدنيا:
1) صلاح النفس و الحصول على المواهب العظيمة من الله قال تعالى : [وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ] .
2) مكافآت عظيمة منها الذرية الصالحة، قال تعالى عن إبراهيم: [وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ] .
وفي الآخرة:
1. حفظ الإحسان و الحصول عليه أحوج ما يكون الإنسان إليه [وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ].
2. و الجنة: [فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ] [لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ] .
[1] رواه مسلم 3 / 1548 برقم 1955.
[2] متفق عليه البخاري 5 / 2032 برقم 4998 ، مسلم 4 / 2287 برقم 2983.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى