لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
ابو بلال
ابو بلال
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Empty بطل المواحهه على بن ابى طالب رضى الله عنه {الأربعاء 15 ديسمبر - 17:38}


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بطل المواحهه على بن ابى طالب رضى الله عنه

أيها الأخيار البررة:


نحن
اليوم مع ((بطل المواجهة)) نتكلم اليوم عن بطل من الأبطال، بطل في زهده
وفي غناه، بطل في شجاعته وفي إقدامه، بطل في سلمه وفي حربه، عاش بطلاً،
ومات بطلاً، ويبعث – إن شاء الله – بطلاً.



نتحدث
اليوم عن هذا البطل؛ لأننا في عصر نحتاج فيه إلى الأبطال فلا نجدهم، نبحث
عن أبطال المواجهة في الحرب والسلم، فلا نجد لهم أثراً.



إن هذا البطل، بطل في مواجهة الكفر والوثنية، بطل أمام اليهود والنصارى، بطل أمام الظلم والظلام.


إنه علي بن أبي طالب!!


هل
تريدون مني اليوم أن أعرف علي بن أبي طالب؟ بأي لسان أتكلم على المنبر عن
أبي الحسن؟ إنني أعلن أنني عاجز عن الوفاء بحقه، أو إنزاله منزلته، ولكن
يكفينا وفاءً له أن قلوبنا تحبه، وتفرح لذكره، ودراسة سيرته.



أسلم علي بن أبي طالب وعمره عشر سنوات، فهو أول غلام في الأرض يعلن لا إله إلا الله محمد رسول الله.


أسلم بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو ابن عمه، وصهره وحبيبه.


فلما أسلم علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon ضمه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى حنانه، إلى قلبه، إلى بيته، فأعطاه الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon
كل ما يملك أعطاه الحب أولاً، أعطاه العلم والهداية، زوجه بابنته الزهراء،
ولاه المبارزة أمام الأبطال، مجده بالكلمات، ذبّ عنه وعن عرضه، وقف معه
حتى مات بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon وبقي علي.



ولما أراد النبي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon أن يهاجر مختفياً، وكانت عنده أموال العرب، لأنه الأمين استأمنوه على أموالهم، ثم كذبوه، ولكنه بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon ترك ودائعهم عند علي ليردها إلى أصحابها، وخرج النبي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon
متسللاً، وترك علياً في فراشه، فأتى إليه الكفار شاهرين سيوفهم، متوثبين
للقتل وإراقة الدماء، إلا أنه كان ثابت الجأش، لم يخف ولم يضطرب، لأنه بطل
المواجهة، ثم لحق الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة.



وفي سيرة علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon قصصٌ وسلوى للفقراء والمنكوبين، وفيها عزاء للمصابين المجروحين وفيها تخفيف عن المضطهدين والمظلومين.


فسيرة علي، تمسح دموع البائسين، وتخفف الألم عن المحرومين، فهي قصة طويلة، يستفيد من أحداثها كل مسلم على وجه الأرض.


لما
وصل إلى المدينة، أعطاه عليه الصلاة والسلام جائزة كبرى، هل هي قصر؟ أو
فيلا؟ أو مال ؟ لا، وإنما أعلن إمام الناس، إمام الأجيال، أن علي ابن أبي
طالب، يحب الله ورسوله، وأن الله ورسوله، يحبان علي بن أبي طالب.



فما سبب هذه المنحة الكبرى؟ والجائزة العظمى؟


حاصر عليه الصلاة والسلام خيبر، حاصر اليهود في خيبر، قبل أن يجلوا منها بالقوة الحديد والنار.


اليهود
هم أعداء الله؛ لأنهم سبوا الله، وقتلوا الأنبياء، وحرّفوا كلام الله،
وبدلوا شرائع الله، وقتلوا الموحدين، واليوم يجلسون على مائدة المفاوضات
يناقشون مستقبل الأمة الإسلامية!!



حاصرهم
النبي عليه الصلاة والسلام، ضيق عليهم الخناق، وحاول أن يفتح مدينة خيبر،
فاستعصت عليه، كانت متمنعة، أرسل أبا بكر الصديق فما استطاع، أرسل عمر فما
استطاع، فاهتم الناس هماّ شديداً، وباتوا ليلة طويلة، فقام عليه الصلاة
والسلام وسط الليل يقول: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه
الله ورسوله، يفتح الله عليه، فبات الناس يدوكون ليلتهم[1]، أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول الله بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon
كلّهم يرجوا أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب، فقالوا: يشتكي عينيه
يا رسول الله، قال: فأرسلوا إليه، فأتوني به، فلما جاء، بصق في عينيه، ودعا
له، فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله،
أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم
ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي
الله بك رجلاً واحداً، خير لك من أن يكون لك حمرُ النعم[2].



انطلق علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
يحمل الراية، ووقف على أسوار إخوان القردة والخنازير يناديهم إلى الحق،
ويدعوهم إلى العدل، أيها الناس.. اسمعوا.. وعوا.. استفيقوا.. استيقظوا..
تنبهوا، ولكن لأن القرد لا يفهم، ولو رأى إشارتك وعرف كلامك، ولأن الخنزير
مطموس على بصيرته طمساً، لم يسمعوا، ولم يروا، ولم يهتموا.



فلما رأى علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
أن المفاوضات غير مجدية، وأن المناقشات معهم لا توصل إلى حلول، كان عنده
حلّ آخر، دعا بطلهم للمبارزة علناً أمام الجماهير، فنزل مرحب اليهودي
الخسيس، وكان شجاعاً فقال:



قد علمت خيبر أني مرحب


شاكي السلاح بطل مجرّب


إذا الحروب أقبلت تلهب


فنزل إليه علي بن أبي طالب مردداً:


أنا الذي سمّتني أمي حيدره


كليث غابات كريه المنظره


أكيلهم بالسيف كيل السندره


فتنازل
الصديق علي بن أبي طالب مع الزنديق مرحب اليهودي، فقطعّه علي بسيفه، وقيل:
إنه قسمه بالسيف نصفين إلى الهاوية، إلى النار، وافتتح علي خيبر، كما أخبر
بذلك الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله؛ يفتح الله عليه)).



أراد علي بن أبي طالب بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon نسب الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon فذهب ليخطب فاطمة الزهراء البتول، سيدة نساء العالمين، وقف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام يريد أن يتكلم معه فما استطاع.


حياءٌ من إلهي أن يراني وقد ودّعت صحبك واصطفاك


فتبسم
عليه الصلاة والسلام، وعرف مقصده، فقال: يا علي، أتريد فاطمة زوجة لك؟
قال: نعم، قال: عندك مهر، ويعلم عليه الصلاة والسلام أن علياً لا يملك
درهماً ولا ديناراً، ولا ذهباً ولا فضة، ولا قصراً ولا حديقة، ولكنه يملك
إيماناً كالجبال، يملك تاجاً على رأسه؛ ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله)) يملك أنه بطل المواجهة.



قال: يا رسول الله، ما عندي شيء، قال: ((أين درعك الحطميّة))[3] قال: درعٌ لا تساوي درهمين، فأتى به علي، وسلمه للرسول، عليه الصلاة والسلام، فعقد لهما بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon وتزوج علي فاطمة الزهراء، وأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.


هي بنت من؟ هي زوج من؟ هي أم من؟ من ذا يُساوي في الأنام عُلاها


أمـا أبوهـا فهـو أشـرف مـرسـلٍ جبريل بالتوحيد قـد ربّاهـا


وعلــيُّ زوج لا تسـل عنـه سـوى سـيف غـدا بيمينـه تيـّاها


ودخل بها بيته، الذي أسسه على تقوى من الله ورضوان، وأصبح صهر رسول الله بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon.


خرج بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon
إلى تبوك، وخلّف علياً على المدينة، خلّفه لأنه شجاع وبطل للمواجهة، لا
يحمي العرض إلا مثل علي بن أبي طالب، ولا يدفع الضيم إلا مثل علي بن أبي
طالب، جعله في المدينة يحمي ما وراء الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon
فجاء المنافقون إلى علي بن أبي طالب، وقالوا: يا علي، إن الرسول عليه
الصلاة والسلام استثقلك، إنك ثقيل عليه، تركك في المدينة وخرج إلى تبوك،
سبحان الله ! محمد يستثقل علياً، فلحق علي رسول الله بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon وهو في الطريق إلى تبوك، فأخبره بما يقول الناس، فتضاحك النبي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon ثم قال: يا علي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون بن موسى، إلا أنه ليس نبي بعدي[4].



وهذه بشارة أخرى لعلي بن أبي طالب، ومنقبة عظمى تضاف إلى مناقبه، أنه من رسول الله بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon بمنزلة هارون وموسى.


كان علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon بطلاً للمواجهة يؤدب به الرسول عليه الصلاة والسلام أعداء الله، كان الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon ينتدبه كلما انتدب رجلاً لمواجهة الموت.


في
بدر، وقبل احتدام المعركة، دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام أبطال
المسلمين، ليبارزوا أبطال الكفر، فقال: أين علي بن أبي طالب، قال: ها أنا
يا رسول الله، فخرج، وبارز قرنه الوليد بن عتبة، فقتله علي، ثم اشتبك مع
الكفار في صراع دام، فقتل منهم مقتلة عظيمة.



كان يقرأ القرآن فقرأ قوله تعالى: بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Start-iconهذان خصمان اختصموا في ربهمبطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه End-icon
[الحج:19]. فبكى وقال: أنا أحد الخصمين يوم القيامة، وذلك لأنه كان خصماً
للكفر والوثنية والإلحاد، أما الوليد وأمثاله، فيبعثون يوم القيامة خصوماً
للإسلام والتوحيد والحق والعدل، ثم يفصل الله عز وجل بين الفئتين يوم
القيامة بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Start-iconولا يظلم ربك أحداًبطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه End-icon [الكهف:49].



وتتكرر
المسألة مع علي بن أبي طالب في الأحزاب، فيحاصر الرسول عليه الصلاة
والسلام حصاراً دامياً من مشركي العرب واليهود، والقوميين الخونة،
والنصارى، والمنافقين، ويأتي بطل من أبطال الكفر، اسمه عمرو بن ود، فيدعو
المسلمين للمبارزة، فيقول: من يبارز أيها المسلمون؟! فيسكتون، من يتقدم
ليبارزني أمام الجماهير؟ فلا يبرز أحد، ولكن علياً لا يرضى بذلك، فيقول:
أنا يا رسول الله، يحب المواجهة، دائماً روحه على كفه، يقدمها رخيصة لنصرة
الدين، وإعلاء راية التوحيد.



أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجواراً


فقال عليه الصلاة والسلام: إنه عمرو بن ود!! قال: ولو كان عمرو بن ود، فنزل له علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
وتبارز البطلان، بطل الإسلام، وبطل الكفر، وبرقت السيوف، وارتفع الغبار،
وكان عليه الصلاة والسلام يدعو الله لينصر علياً، وانجلى الغبار، وإذا بعلي
واقف على صدر عمرو، وقد قطع رأسه، وسيفه يقطر دما، فكبر الرسول عليه
الصلاة والسلام، الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. وكبر معه المسلمون،
إنه بطل المواجهة.



وفي البخاري، في كتاب الرقاق، قال علي بن أبي طالب بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
وأرضاه: إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، فكونوا
من أبناء الآخرة، ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب،
وغداً حساب ولا عمل[5].



كان
فقيراً لا يملك قليلاً ولا كثيراً، تولى الخلافة خمس سنوات، كانت كلها
مواجهة؛ واجه الخوارج وأدبهم، وواجه المتمردين وطاردهم، وواجه البغاة
وشتتهم، فحياته كلها مواجهة، قلبه مجروح وجسمه مجروح، وعرضه مجروح من أهل
النفاق والريبة.



لقي علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
طلحة في الجمل، في ذاكم الصراع الذي نكف عنه، ونكل أمرهم فيه إلى الله،
ونسأله تبارك وتعالى أن يجمعنا بهم في دار كرامته، قتل طلحة في هذه الفتنة،
ورآه علي مجندلاً في دمائه، فنزل، ومسح التراب من على وجهه، وبكى طويلاً،
وقال: اسأل الله أن جعلني وإياك ممن قال فيهم: بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Start-iconونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلينبطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه End-icon [الججر:47].



تولى
علي الخلافة خمس سنوات، ولكنه ظل فقيراً، لم يشبع ولو يوماً واحداً، رجع
إلى أهله ذات يوم، فقال: عندكم طعام؟ قالوا: لا !! عندكم شيء؟ قالوا: لا!!
فخرج بسيفه الذي هو سيف الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon واسمه ذو الفقار، فوقف أمام أهل العراق يقول لهم: قاتلكم الله يا أهل العراق، أموت أنا وأسرتي جوعاً، وهذا سيف الرسول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon معي، ولطالما جلّيت به الكربات عن وجه رسول الله بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon ثم قال: من يشتريه مني بطعام ليلة!!.



لا
يجد قوت يومه وهو الذي ذهب إلى بيت المال، وكان مملوءاً بالطعام والمال
والسلاح، فوزع ما فيه في يوم واحد، ورش عليه الماء، وصلى ركعتين، وقال:
اللهم اشهد أني ما أبقيت لنفسي منه درهماً ولا ديناراً، ولا حبة ولا تمرة
ولا زبيبة.



مرض علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
قبل أن يموت فعاده أبو فضالة الأنصاري، وقال له: ما يقيمك بهذا المنزل،
ولو هلكت به، لم يلك إلا أعراب جُهينة، فلو دخلت المدينة، كنت بين أصحابك،
فلو أصابك ما تخاف، أو نخاف عليك، وليك أصحابك، وكان أبو فضالة من أهل بدر،
فقال علي: إني لست ميتاً من مرضي هذا، إنه عهد إلي النبي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon أني لا أموت حتى تخضب هذه من هذه[6]، يعني تخضب لحيته من صدغه بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon.



عاش بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon بطلا، وأسلم بطلاً، وجاهد بطلاً، ومات بطلاً، ويبعث إن شاء الله بطلاً.


علو في الحياة وفي الممات بحق تلك إحدى الكرمات


كان يقول بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon: متى يبعث أشقاها ! يشير إلى قول النبي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Salla-icon: ((إنك
ستضرب ضربة هاهنا وضربة هنا، وأشار إلى صدغه، فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك،
ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة، أشقى ثمود))
[7].



خرج علي بطل المواحهه  على بن ابى طالب رضى الله عنه Radia-icon
قبل صلاة الفجر ليوقظ المسلمين للصلاة، ثم دخل المسجد، فوجد عبد الرحمن بن
مُلْجم الخارجي المارد الخبيث، وجده منبطحاً على بطنه، وقد جعل سيفه مما
يلي الأرض مسلولاً، فركله علي برجله وقال: لا تنم على بطنك، فإنها نومة أهل
النار، وافتتح علي ركعتين، فوثب عليه الخارجي عدو الرحمن، فضربه بالسيف
على صدغه فانفلق، فقال علي: الله أكبر.. لله الأمر من قبل ومن بعد، فسقط
على وجهه، وسالت لحيته دماءً غزيراً، وحمل إلى البيت، وبكى المسلمون
جميعاً، كل الرجال والنساء، والشيوخ والأطفال، وتحولت بيوت المسلمين إلى
مناحات، يبكون بطل المواجهة.



قامت عجوز تبكي، وتعبر عن جراحها وأساها، فقالت بيتاً من الشعر، فيه لوعة وأسى وحرقة على هذا البطل العظيم، قالت:


يا ليتها إذ فدت عمراً بخارجةٍ فدت علياً بمن شاءت من البشر


تقول:
يا ليت المنية، يوم تركت عمرو بن العاص، وأصابت خارجة رئيس الشرطة، وقتل
خارجة وسلم عمرو وكان هو المقصود بالقتل، يا ليتها تركت علياً وأصابت من
شاءت من البشر.



أبا حسن لهفي لذكراك لهفة يباشر مكواها الفـؤاد فينضـج


متى تستعيد الأرض جمالها فتصبح فـي أثـوابهـا تتبهـرج


عفاءٌ على دنيا رحلت لغيره فليـس بهـا للصـالحين معـرّج


كدأب علي في المواطن كلها أبي حسن والغصن من حيث يخرج


قتل علي بن أبي طالب، وقد كان ينتظر الموت، وينتظر الشقيّ الذي سيقضي عليه، وكان دائماً يتمثل بهذين البيتين:


اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا


ولا تجزع من الموت فإن الموت آتيكا


أيها المسلمون:


لماذا نتحدث اليوم عن علي بن أبي طالب؟ لماذا نخصّ اليوم علي بن أبي طالب؟.


إننا
نتحدث عن علي بن أبي طالب في هذا اليوم، لأنه بطل المواجهة، ونحن نفتقر
إلى المواجهة، لا نتحمل المواجهة، أمة سلمت قيادها لغيرها، أمة سُحقت
كرامتها، لأنها لا تملك بطلاً للمواجهة.



أمة أصبح القرار بيد غيرها لأنها لا تقوى على المواجهة.


إن علي بن أبي طالب قدوة لكم أيها الشباب، وأستاذ لكم أيها الأطفال، وهو شيخ للشيوخ، وبطل للأبطال.


إن علي بن أبي طالب يكفيه أنه يحب الله ورسوله، وأن الله ورسوله يحبانه.


سلام عليك يا علي بن أبي طالب، يوم أسلمت، ويوم هاجرت، ويوم بايعت، ويوم قتلت، ويوم تبعث حياً.


عباد الله:


أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.



الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى