لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
ابو بلال
ابو بلال
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

رساله الى سجين Empty رساله الى سجين {السبت 25 ديسمبر - 22:13}

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ، ولي الصالحين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان
إلاّ على الظالمين ، و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ثم أما بعد :

أخي السجين :-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وأسال الله العلي القدير أن يفرج همك ، وينفس كربك ، وأن يوسع عليك ضايقتك ، وأن يخلفك خيراً في ما راح من عمرك خلف القضبان .
واسمح لي أن أشاركك معاناتك ، وأن أقف بجانبك ولو لفترة قصيرة من الوقت ،
فأنت في النهاية أخي , ولك عليّ حق في أن أمدّ يد العون لك ، ولي حق عليك
في أن تقدّر هذا العون ، وأن تجعله محط اهتمامك ، ومحل نظرك , " فالمؤمن
للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالحمى والسهر .... الحديث" .
تبقى – يا رعاك الله – ذلك العضو الغالي على مجتمعه ، والذي لا يستغنى ذلك المجتمع عنه مهما تطور أو ارتقى ولن يستغنى عنه بسهولة .
أكتب لك هذه الأحرف من داخل أعماق قلب ذكرك فأحبك فأرخص كل ثمين ليصلك.
أكتبها وأنا في جعبتي الكثير من مشاعر الحب لشخصك الأبي الفذ ، وروحك الصابرة المحتسبة .
أكتبها ومعاني الإسلام السامية شعاري وشعارك ، وهي عنوان لك ولي فلم أخلق
أنا وإياك إلا لأجلها ومن أجلها , وأكتبها وأن أعلم بأنك تحاكي نفسك دائماً
، وتجاهدها في لزوم الطاعة وترك المعصية .
أكتبها والندم يحيط بوجدانك ، والحزن يظهر على محياك ، والهم يصارع جوانحك.
أكتبها والأمل يقرب منك ويبعد ، والفرج يسافر عنك ويعود ، وسؤالك دائماً
وأبداً متى أنطلق يا رباه ؟ أكتبها وأنا أعلم بأنك تمر بتجربة مريرة صعبة ،
وتواجه ظروف قاسية نكده ، وتشعر بالظلمة تحيط بك من كل مكان .
أكتبها لك وأن تشعر بخطاك ، وتحس بجرمك , وتدرك بأنك في حاجة دائمة إلى عفو ربك وغفرانه .
أكتبها لك وأنا ولله الذي لا إله إلا هو أني ما قصدت من كتابتها إلاّ أني
أحبك ، وأريد أن تكون أفضل مما أنت فيه ، رجلاً نافعاً لمجتمعك وناسك ،
باراً بربك وبوالديك وممن هم حولك ، مؤثراُ تأثيراً إيجابياً على أصدقائك
وجلسائك .
أكتبها لك مبيناً نعمة هذا السجن عليك ، وفوائده التي لن
تشعر بها إلاّ عندما تكون خارجه بإذن الله تعالى في أقرب وقت بشرط أن تكون
التوبة طريقك ، والعمل السامي خطتك ، والجنة بإذن الله تعالى هدفك ومرادك
الأخير .
وقد تقول وما هي فوائد السجن التي تتحدث عنها وليس فيه إلا
الهم والتعب المرض والعزلة، و كيف لي أن أستخرجها أصلاً وأنا بين قضبان
الحديد ، وتحت أعين الجند , أي فوائد في السجن وأنت تعلم بأنه جدار حاجز
بيني وبين العالم الخارجي ، وكيف لي أن أستفيد من السجن وأنا أسير الهم ،
وحبيس الغم ، ومشرد الأفكار والهواجس ، وجليس الآهات ، وصديق العبرات ،
ومقيد بزنزانة الندم التي لا أستطيع أن أحلها بسهولة لأنها أصبحت جزءاً من
كياني المقعد ، وجسمي المنهزم ، وحالي الهزيل .

فوائد في السجن ..... ؟؟؟ .. ..

هذا هراء لا يصدق ، وكلام غير معقول ، وتمتمة لا أحبها أرجوك ....
أنتم كذلك أيها الناصحون ، تهونون المصيبة لأنكم لا تصارعون مراراتها , تحاولون تهميش الحدث لأنكم لستم في قلبه .

وأقول لك أخي السجين ..

يحق لك أن ترد عليّ بهذا الرد القوي ، وأن تستغرب مما سمعته مني ، وأن
تنكر بعض ما سمعته وأن ترفض البعض الأخر ، ولكن أرجوك لا تسبق الأحداث ،
ولا تستعجل النتائج ، فخذ مني إلى الآخر ، وأسمع ما أعددته لك حتى النهاية
واحكم حينها وسأسمع منك ......

إن أول فوائد السجن :

ـــــ
يا رعاك الله – أنه يعلِّم المؤمن الصبر ، ويلقنه الدروس اللازمة في الجلد
والقوة ، ومتى ما عرف السجين تلك الخصلة الحميدة فإنه يتوالد إلى قلبه
الاطمئنان والراحة ، وكذا يجب أن تكون ، فليس لك إلا الصبر على واقعك وإن
كان هذا الواقع صعب ولا يطاق ، واحتسب الأجر تلقى المثوبة بإذن الله تعالى ,
قال تعالى : " .... وبشر الصابرين ،الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا إليه راجعون "
ثم أعلم بأن مع العسر يسرا ، وأن مع الضيق الفرج ،
وأن تلك اللحظة التي كنت تنتظرها ، ستأتيك بإذنه تعالى ولابد أن ترى النور
يوماً من الأيام .
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج

ثاني الفوائد :

أن السجن مساحة للتأمل ، والرجوع إلى الذات ، والعودة إلى محاسبة النفس
وهذه نعمة من نعم الله عليك أيها السجين أن تجد وقتاً واسعاً تتأمل فيه ما
قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما بدر منك تجاه نفسك والآخرين ولا
يعلمه إلا الله تعالى .
وقد لا يعايش هذه النعمة شخصاً آخر وهو مطلق
لأنها ألهته دنياه ، وغرته نفسه ، واستحوذ عليه شيطانه , ومحاسبة النفس
عبادة متى ما أخلصتها لله تعالى فحري بك متابعة هذه العبادة ، والحرص عليها
، قال تعالى : " يأيها الذين آمنوا قووا أنفسكم و أهليكم ناراً .... ,
وقال تعالى :ـ " يأيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا
اهتديتم ..... "الآية , واجعل أيامك في هذا السجن خلوة مع الله تعالى تتذكر
فيها ذنوبك ومعاصيك , وبهذا تستطيع أن تحلم بمستقبل مشرق تقرر منذ محاسبتك
لنفسك أن تعمل لتحقيقه .

ثالث هذه الفوائد:-

أن في السجن
فرصه ذهبيه لأن يبني الإنسان ذاته , ويحدد مصيره الإيجابي , وأن يبدأ يخطط
للأيام القادمة , فبالتوبة والندم والعزم على عدم العودة لما مضي من حياة
بائسة عقيمة يستطيع السجين ذلك , ومن يمنعك أخي السجين من أن تبني ذاتك
فالأمر بيدك , وأنت صاحب القرار , وهل ينتظر منك إلا ذلك ؟ , إذاً من الآن
اسع لأن تكون صاحب تأثير وإبداع في حياتك القادمة ,اجتهد في بناء ذاتك
بناءاً لا تهده تلابيس إبليس , ولا إغراءات الدنيا , وأسس هذا البناء بتوبة
صادقة ناصعة ناصحة واجعلها محاطة بالشعائر الحميدة , والصفات الجميلة ,
والأخلاق الإسلامية المجيدة , واعلم انه لابد أن تكون لك في هذه الحياة
بصمة , وفي من حولك تأثير , ومن يدري قد نراك صاحب كلمة يوم من الأيام .

رابع فوائد السجن :ـــ

أن السجن مكاناً للدعوة , وموطناً لنشر الخير , ومحلاً للأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر , فعند اجتماعك مع جوانحك وإصدار قرارك بالعودة إلي الله ,
فأصدر قرار آخر مع نفسك بأن تكون داعية لله تعالي في المكان الذي قدر الله
أن تكون من أهله , فالسجن مجتمع لأصحاب الأخطاء , ومقر لمن ظلم نفسه
بمعصية أو ذنب والسجناء أولي الناس بالنصيحة , وأكثر الناس رغبة في أن تحل
مشاكلهم ومصائبهم ,وهم الذين يبحثون دائماً عن من ينقذهم من متلاطمات هذه
الدنيا الدنيئة عندها يتضح بجلاء أهمية دورك , وتدرك أنك تحمل رسالة يجب
إيصالها , ويظهر لك بأن الفرصة قد جاءت حتى وصلت إلي يديك فأستغلها بإقامة
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السجن , وإشاعة العلم , وبث الإصلاح ,
وتأسيس حلقات القرآن الكريم ودورات للسنة الشريفة وغيرها , اعمل على
التعاون مع المسئولين على السجن بعمل جداول وبرامج توعوية في السجن ، ونشر
المطويات النافعة والأشرطة الهادفة بين السجناء ، عندها بإذن الله تكون
عضواً نافعاً بين أقرانك , وتكون بذلك قد أوصلت الأمانة التي كلفت بها .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى