لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الإجازة و الخلافات الأسرية  Empty الإجازة و الخلافات الأسرية {الجمعة 18 نوفمبر - 15:30}

الشيخ / مقبل بن حمد المقبل
الإجازة و الخلافات الأسرية

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين ، شرح بالإيمان الصدور ، وآمننا في الأوطان والدور ، ، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير وإليه تصير الأمور ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله المنقذ بأمر الله من الضلالة إلى الهدى ومن الظلام إلى النور . صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النشور .. وسلم تسليما كثيرا :

أما بعد : فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله ربكم عملا بوصيته لكم ولمن قبلكم (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ) .

إخوة الإسلام : هي فسحة وسعادة وأنس واجتماع .. هي ترويح مهم ، وترفيه بريء .. يسودها الانشراح وتعمرها الأفراح .. تلكم هي الإجازة الصيفية .. هكذا ينبغي أن تكون في البيوت والأسر ، وهكذا يجب أن يُخطط لها وفقَ ضوابطَ شرعية لا تخرجنا عن دائرة المباح ..

إلا أننا نجد في المقابل أن سعةَ بعضِ البيوت تتحول في الإجازة إلى ضيق ، واطمئنانَها وسكونَها يتحول إلى اضطراب .. أثبتت ذلك الدراساتُ والإحصاءات فالجهات المعنية بالاستشارات الأسرية يكثر الضغط عليها في الصيف ..و نسب الطلاق تزداد في الصيف .. والتأفف والتأوه يكثر صيفا في البيوت من قبل الزوجة أو الأبناء أو الآباء ..

فالزوجة والأبناء يريدون السفرَ للنزهة أو زيارةَ الأهل أو حتى العمرة وكلها تحتاج إلى ميزانية كبيرة خاصة مع كثرة الأولاد .. أو تطلبُ الزوجة الأموال الكثيرة لها ولبناتها لفساتين الفرح ، أو للذهاب إلى المنتجعات والمنتزهات القريبة التي يحتاج الدخولُ إليها والأكلُ فيها واللعبُ بألعابها إلى مصاريف كثيرة .. والأب المغلوب على أمره قد أرَّقه وأتعبه اختلافُ نظام أبنائه عن نظامه فهم يسهرون وهو ينام من أجل الدوام .. ولا تسل عن الإزعاج والتشويش والشجار بسبب الفراغ والفوضى الوقتية ... وقد أضنى ذلك الأبَ أيضا حرُّ الصيف اللافح الذي ثبت علمياً أنه يزيد في حالة توتُّرِ الأعصاب وعدمِ انضباط المزاج .. وقد أنهكته القروضُ والالتزامات من إيجارٍ أو فواتيرِ كهرباء تتضاعف جدا فترة الصيف .. وقد يكون ملاذا لأقاربه القادمين من بعيد فيمتلئ بيته بالزائرين أياما غير معدودة فتتضاعف عليه التبعات بما لا يخفى على ذي لب ..

عباد الله : إن هذه الأسباب وغيرَها قد تشعل فتيلَ الخلافات بين الزوجين ، فتكونُ الإجازةُ معها إجازةً عن المودة والرحمة التي قدَّر الله أن تكون بين الزوج وزوجته ( ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) . فتتحول الراحة النفسية إلى تعب والابتسامة إلى غضب حتى يقول القائل : متى تنتهي الإجازة وتعود المياه إلى مجاريها .

وعندئذ يجب علينا أن نتشبث بطوق النجاة بعد الله وقامع المشكلات ألا وهو الحلم والصبر والتحمل من قبل الأطراف كلها الأبِ والأمِ والأولاد .. فلا نثرب ولا نعنف على من طلب حظه من الترفيه المباح وإنما نناقش الموضوع بكل هدوء وإقناع وفي أوقات هدوء النفس وصفاء المزاج وما أجمل الحوار الهادف إذا ساد أرجاءَ البيت .. كما يجب على الأم والأولاد مراعاةُ حالِ الأب وقدرتِه المادية فلا يكلفونه ما لا يطيق بل يكونون عونا له في الإجازة على الكدح والعمل لمساعدته في سداد دينه أو نفقات بيته ..

عباد الله :

ويجب علينا نحن الآباء أن لا نهرب من البيت بحجة عدم الصبر على مطالبة الزوجة والأولاد بالسفر أو المصاريف ؛ فننعمَ نحن في الاستراحات ومع الأصدقاء ، وهم يعيشون بين جدران البيت والشيطان يؤزهم على الانحراف ، والانتقام بطرق منبوذة .. بل يجب أن نكون عندهم نضع لهم برامج مسلية أو نكلفهم بما يقطع عليهم الوقت بالفائدة .. أو نحو ذلك من البرامج التي تربط الأسرة بعضها ببعض ، ويشعر الأولاد معها بالإجازة من غير كلفة باهضة على الأب ..

وإذا كانت الإجازة مجالا لاكتشاف المدن والبلدان حتى إن بعضهم ليفخر بزيارته جميعَ البلدان ويحتار إلى أين يذهب مستقبلا .. فإنها مجال رحب للجالسين لاكتشاف كوامن النفس واستخراج طاقات وإبداعات العائلة من خلال التنظيم المحكم والتخطيط السليم ..

فلنجعل من إجازة الصيف تطبيقا عمليا للمتعة الحقيقة الكامنة في استقرارا الأسرة وسيادة المودة بين أفرادها .. ولنجعلها فرحا وسرورا بحسن إدارتها وثقافة استغلالها .. حتى تأتي الدراسة وقد اشتاقت لها النفوس وتهيات خير تهيؤ .. ولنعلم أننا بذلك نحفظ أعمارنا فحفظ الوقت هو حفظ للعمر الذي سنُسأل عنه عند لقيا ربنا .. ونحفظ بيوتنا من التصدق والتشقق وفي ذلك حفظ للمجتمع من الانهيار والتفكك .. أسأل الله أن يجمع الشمل ويؤلف بين القلوب .. أقول ما تسمعون وأستغفر الله ...

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين ..

إخوة الإسلام : إن مما يؤجج خلافات الصيف حفلات الزواج ـ كما سبق ـ فمصاريفها الخاصة بالنساء كبيرة على المدعوين فضلا عن أهل الزوجين .. فاللباس يحتاج إلى نفقة ، والزينة وتسريح الشعر يحتاج إلى نفقة .. والزوج غالبا لا يستطيع تغطية ذلك لالتزاماته أو قناعته بعدم جدوى ذلك أو نحو ذلك .. وعلاج هذا التزام السنة الحسنة في الزواجات بقصر الدعوة على الرجال فقط فإن ذلك أفضل شرعا وعرفا لدى عقلاء المجتمع .. ولا يمنع من إعلان الفرح بين النساء ولكن باختصار شديد مقصور على أقرب القرابة وفي البيت .. وأعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أولم ولو بشاة ) . فلنكن عونا على استقرار البيوت بالاقتصاد في حفلات الزواج ، وقصرها على الرجال .. ولنهنأ بدعوات المسلمين في هذه الخطوة المباركة ..

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله ...

ــــــــــــــ

إمام جامع الخضير في محافظة رياض الخبراء

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى