رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ / مقبل بن حمد المقبل
رسالة إلى الموظف
الحمد لله رب العالمين ، يعلم الجهر وما يخفى ، يجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، أحمده تعالى وأشكره على نعمه التي تترى ، وأستغفره وأتوب إليه سرا وجهرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أكمل البرية خُلقاً وأعظمها برا . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً :
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله .. اتقوا الله ربكم تفلحوا في دنياكم وأخراكم ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
إخوة الإسلام : عبء ثقيل ، ومسؤولية جسيمة تلك التي نحملها نحن المكلفين على كواهلنا ـ أمانة عرضت على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا .. فالتكاليف الشرعية على اختلافها أمانة سنسأل عنها هل أدّينا أم قصرنا ، والأولاد أمانة هل ربينا ورعينا أم أهملنا ، وحقوق الغير لدينا أمانات من ديون وأجرة عمل وقروض وودائع وسنسأل عنها هل وفينا أم تساهلنا وأكلنا ... وهكذا فالأمانات التي تجب رعايتها وردها كثيرة متفرقة .
ولكنني اليوم سألج تفاصيل واحدة منها طالما نالها من التقصير كغيرها الكثير .. إنها أمانة العمل والوظيفة على اختلاف أنواعها ورتبها .. إنها همسة في أذن كل موظف حكومي أو أهلي عسكري أو مدني أمير أو وزير أو قاض أو مدير أو وموظف عادي .. همسة لا أستثني منها معلما أو معلمة أو مراقبا فضفاض الدوام أو غيرهم ممن يأخذ مقابل عمله راتبا من الدولة رعاها الله ..
عباد الله : يدفعني لهذه الهمسة الحبيةِ حبُّ إخواني والنصحُ لهم وإن كنت أولَّ المعنين بها ، يدفعني لها تلكم النقاشات التي تعج بها المجالس والمنتديات عن تقصير كثير من الدوائر الحكومية في أداء رسالتها ، أو إهمالِها في أداء عملها أو تأخيرِها له .. ومرد ذلك في الغالب إلى موظفيها والمسئولين عن مصالح الناس داخلها .
عباد الله : إننا مطالبون أمام الله عز وجل ، ثم أمام الناس بأن نتقي الله تعالى في وظائفنا ومسئولياتنا ، لأننا مؤتمنون عليها وسوف نسأل عنها أمام الله جل في علاه .
قال عز وجل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» رواه أحمد وغيره .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له».
إن الوظيفة عقد مبرم بين طرفين ، يضع على كاهل الموظف واجبات، ويرتب عليه مسؤوليات، ويفرض له حقوقاً ، والوفاء بالعقود والعهود واجب قال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وقال - عز وجل -: ((وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ)) .
فيا أيها الموظف المبارك ويا أيها المربي الحنون : أخلص لله في عملك ، وخلص كسبك من شبهة الحرام .. أتقن عملك الذي كلفت به فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاُ أن يتقنه ) .
كن ملتزما في حضورك وانصرافك إلى مقر العمل بالوقت الذي تم توقيع العقد عليه ، ولا تحتجّ بعمل بعض القضاة ونحوهم ، أو بحال مديرك أو زميلك ، فأنت ستسأل عن نفسك ، لا عن غيرك .
كم هم الذين يحضرون متأخرين وينصرفون مبكرين دون تأنيب ضمير أو شعور بالخطأ والتقصير، كم من المعلمين من يتغيب عن دروسه متبجحا مستهترا فيرهق مديره وزملاءه ويضع بصمة سلبية على خلق تلاميذه .
كم من الموظفين من يحضر ليوقع ، ثم ينصرف فلا يرى في دائرته إلا بعد الظهر لتوقيع الانصراف، فإذا ما تسرب الخبر عن وجود مفتشين أو مسئولين لزيارة تلك الجهة رأيت مثالية مصطنعة لا نظير لها . فأين الله أيها الحبيب ؟ أين مراقبة الباري جل في علاه ؟
مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه براعٍ يرعى غنماً فقال له: بع لي شاة من غنمك – يريد أن يمتحن إيمانه ويمتحن صدقه مع الله- قال الراعي: يا أمير المؤمنين الغنم لسيدي. قال عمر : إذا سألك سيدك عن الشاة فقل أكلها الذئب. قال الراعي: الله أكبر.. فأين الله؟ فجلس عمر يبكي ويقول: صدقتَ والله.. فأين الله؟ .
أيها الموظف المبارك : لا تكثر الاستئذان ، فإذا استأذنت لحاجة ماسة فارجع سريعا ، ولا تكن كحال أولئك الذين يخرجون لإحضار أولادهم من المدارس ثم لا يعودون ، أو يتأخرون كثيرا ..
فعملهم محرم لأن الضرورة تقدر بقدرها ، ولا تقل ليس لدي عمل ، أو أنجزت أعمالي لأنك مربوط في هذه المدة بوظيفتك لا بإنجاز الأعمال.
وعليك أيها الموظف أن تجعل للعبادة وقتها المعقول لتعود بعد ذلك إلى عملك ، ولكم أن تتصوروا أن وقت الصلاة في بعض الدوائر يمتد إلى ساعة كاملة تعطل فيها مصالح الناس بحجة العبادة .. إن من عَطَّل مصالح المسلمين ولم يقض ِ حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )) . رواه أبو داود والترمذي .
أيها الموظف الأمين : إن الواجب الوظيفي أمانة، والأمانة حقها أن تؤدى، ومن لم يؤدها فقد أوقع نفسه في براثن الغدر والخيانة التي كان يستعيذ منها رسولنا صلى الله عليه وسلم ، والله – تعالى كما أخبر - لا يحب الخائنين .
ومن الأمانة حفظ ممتلكات الدائرة التي تعمل بها وعدم استعمال أجهزتها أو سياراتها للمصلحة الشخصية ، وإياك إن كنت مديرا أو مسئولا كبيرا أن تفرغ لخدمة بيتك وأهلك أحدَ موظفيك ما لم ينص النظام على أحقيتك بذلك .
أيها المبارك : إن التقصير في أداء الواجب عليك والذي تتقاضى عليه أجراً يجعل ذلك الأجر الذي تتقاضاه من غير وجه حق سحتاً وكسباً حراماً، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(أيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به)، فأي وعيد يفوق هذا الوعيد؟ ولا تتعجب بعد ذلك عن سبب رد دعائك وعدم إجابته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .
أسال الله أن يصلح أحوال الأمة ، وأن يوفقنا للقيام بمسئولياتنا على الوجه الذي يرضيه عنا إنه سميع مجيب . أول ما تسمعون وأستغفر الله
الثانية :
الحمد لله رب العالمين ...
إخوة الإسلام: لا نجعل المصالح هي الحاكمةَ على تصرفاتنا وقراراتنا ، فقد شاع ـ وصدَّق بعضه الواقع ـ أن من يرجى منهم مصلحة في جهة ما هم الذين يُخدمون ويقدمون على غيرهم ، فأي نصح وأمانة هذه ..
أيها الموظف المبارك : كن قدوة مباركة ومثلا يحتذى، لمن هم دونك من موظفيك في التزامك بالعمل وأمانتك ، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقدم أصحابه في كل ما يأمرهم به، ويسبقهم لكل ما يوجههم إليه .
وطِّن نفسك في تعاملك مع زملائك و مع الجمهور على الخلق الرفيع، والأدب الجم ، من حسن الاستقبال، والعناية بحاجات الناس ، وإنجازها.
كن سهلاً ليناً حبيباً لطيفاً في تعاملك مع الناس ومد يد العون لهم في حدود النظام ودونما ضرر أو ضرار ، وتذكر أن من يَسَّرَ على مسلم ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة وأن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ؛ واسمع لحديث عائشة رضي الله عنها فقد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا : (( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فشق عليهم ، فاشقق عليه. ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به )) رواه مسلم .
عباد الله : إن الواجب الوظيفي ينعكس أثره على الأمة ، فإن أدى الموظف ما عليه، وقام بما يوكل إليه ؛ كان ذلك سبباً في رقي الخدمة التي يقدمها ، فيدفع بذلك عجلة التقدم في الأمة عامة، وإن قصَّر في واجبه فإن ذلك يعني تدهور الخدمة التي يقدمها للأمة، وبالتالي فإنه يسهم في تأخر الأمة وتخلفها.
عباد الله : إن الوظيفة وسيلة للعيش الشريف ، والكسب النظيف ، فاجعل من وظيفتك طاعة لله جل في علاه ، اجعل منها بالإخلاص والإتقان عبادةً تتقرب بها إليه سبحانه وتعالى .
واحرص أيها اللبيب على اختيار العمل الشريف الطيب المباح الذي لا يتعارض مع تعاليم الدين الحنيف حتى يكون عملاً مباركاً وكسبه طيباً . قال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } .
إياك والعمل الحرام أو العمل الذي فيه شبهة فإن خيره قليل وكسبه خبيث مهما كان كثيراً .
قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بِّين وإن الحرام بِّين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام )) متفق عليه .
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم الله بذلكم ..
ـــــــــــــــــــــ
إمام جامع الخضير في محافظة رياض الخبراء
رسالة إلى الموظف
الحمد لله رب العالمين ، يعلم الجهر وما يخفى ، يجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، أحمده تعالى وأشكره على نعمه التي تترى ، وأستغفره وأتوب إليه سرا وجهرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أكمل البرية خُلقاً وأعظمها برا . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً :
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله .. اتقوا الله ربكم تفلحوا في دنياكم وأخراكم ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
إخوة الإسلام : عبء ثقيل ، ومسؤولية جسيمة تلك التي نحملها نحن المكلفين على كواهلنا ـ أمانة عرضت على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا .. فالتكاليف الشرعية على اختلافها أمانة سنسأل عنها هل أدّينا أم قصرنا ، والأولاد أمانة هل ربينا ورعينا أم أهملنا ، وحقوق الغير لدينا أمانات من ديون وأجرة عمل وقروض وودائع وسنسأل عنها هل وفينا أم تساهلنا وأكلنا ... وهكذا فالأمانات التي تجب رعايتها وردها كثيرة متفرقة .
ولكنني اليوم سألج تفاصيل واحدة منها طالما نالها من التقصير كغيرها الكثير .. إنها أمانة العمل والوظيفة على اختلاف أنواعها ورتبها .. إنها همسة في أذن كل موظف حكومي أو أهلي عسكري أو مدني أمير أو وزير أو قاض أو مدير أو وموظف عادي .. همسة لا أستثني منها معلما أو معلمة أو مراقبا فضفاض الدوام أو غيرهم ممن يأخذ مقابل عمله راتبا من الدولة رعاها الله ..
عباد الله : يدفعني لهذه الهمسة الحبيةِ حبُّ إخواني والنصحُ لهم وإن كنت أولَّ المعنين بها ، يدفعني لها تلكم النقاشات التي تعج بها المجالس والمنتديات عن تقصير كثير من الدوائر الحكومية في أداء رسالتها ، أو إهمالِها في أداء عملها أو تأخيرِها له .. ومرد ذلك في الغالب إلى موظفيها والمسئولين عن مصالح الناس داخلها .
عباد الله : إننا مطالبون أمام الله عز وجل ، ثم أمام الناس بأن نتقي الله تعالى في وظائفنا ومسئولياتنا ، لأننا مؤتمنون عليها وسوف نسأل عنها أمام الله جل في علاه .
قال عز وجل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» رواه أحمد وغيره .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له».
إن الوظيفة عقد مبرم بين طرفين ، يضع على كاهل الموظف واجبات، ويرتب عليه مسؤوليات، ويفرض له حقوقاً ، والوفاء بالعقود والعهود واجب قال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وقال - عز وجل -: ((وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ)) .
فيا أيها الموظف المبارك ويا أيها المربي الحنون : أخلص لله في عملك ، وخلص كسبك من شبهة الحرام .. أتقن عملك الذي كلفت به فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاُ أن يتقنه ) .
كن ملتزما في حضورك وانصرافك إلى مقر العمل بالوقت الذي تم توقيع العقد عليه ، ولا تحتجّ بعمل بعض القضاة ونحوهم ، أو بحال مديرك أو زميلك ، فأنت ستسأل عن نفسك ، لا عن غيرك .
كم هم الذين يحضرون متأخرين وينصرفون مبكرين دون تأنيب ضمير أو شعور بالخطأ والتقصير، كم من المعلمين من يتغيب عن دروسه متبجحا مستهترا فيرهق مديره وزملاءه ويضع بصمة سلبية على خلق تلاميذه .
كم من الموظفين من يحضر ليوقع ، ثم ينصرف فلا يرى في دائرته إلا بعد الظهر لتوقيع الانصراف، فإذا ما تسرب الخبر عن وجود مفتشين أو مسئولين لزيارة تلك الجهة رأيت مثالية مصطنعة لا نظير لها . فأين الله أيها الحبيب ؟ أين مراقبة الباري جل في علاه ؟
مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه براعٍ يرعى غنماً فقال له: بع لي شاة من غنمك – يريد أن يمتحن إيمانه ويمتحن صدقه مع الله- قال الراعي: يا أمير المؤمنين الغنم لسيدي. قال عمر : إذا سألك سيدك عن الشاة فقل أكلها الذئب. قال الراعي: الله أكبر.. فأين الله؟ فجلس عمر يبكي ويقول: صدقتَ والله.. فأين الله؟ .
أيها الموظف المبارك : لا تكثر الاستئذان ، فإذا استأذنت لحاجة ماسة فارجع سريعا ، ولا تكن كحال أولئك الذين يخرجون لإحضار أولادهم من المدارس ثم لا يعودون ، أو يتأخرون كثيرا ..
فعملهم محرم لأن الضرورة تقدر بقدرها ، ولا تقل ليس لدي عمل ، أو أنجزت أعمالي لأنك مربوط في هذه المدة بوظيفتك لا بإنجاز الأعمال.
وعليك أيها الموظف أن تجعل للعبادة وقتها المعقول لتعود بعد ذلك إلى عملك ، ولكم أن تتصوروا أن وقت الصلاة في بعض الدوائر يمتد إلى ساعة كاملة تعطل فيها مصالح الناس بحجة العبادة .. إن من عَطَّل مصالح المسلمين ولم يقض ِ حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )) . رواه أبو داود والترمذي .
أيها الموظف الأمين : إن الواجب الوظيفي أمانة، والأمانة حقها أن تؤدى، ومن لم يؤدها فقد أوقع نفسه في براثن الغدر والخيانة التي كان يستعيذ منها رسولنا صلى الله عليه وسلم ، والله – تعالى كما أخبر - لا يحب الخائنين .
ومن الأمانة حفظ ممتلكات الدائرة التي تعمل بها وعدم استعمال أجهزتها أو سياراتها للمصلحة الشخصية ، وإياك إن كنت مديرا أو مسئولا كبيرا أن تفرغ لخدمة بيتك وأهلك أحدَ موظفيك ما لم ينص النظام على أحقيتك بذلك .
أيها المبارك : إن التقصير في أداء الواجب عليك والذي تتقاضى عليه أجراً يجعل ذلك الأجر الذي تتقاضاه من غير وجه حق سحتاً وكسباً حراماً، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(أيما لحم نبت من سحت فالنار أولى به)، فأي وعيد يفوق هذا الوعيد؟ ولا تتعجب بعد ذلك عن سبب رد دعائك وعدم إجابته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .
أسال الله أن يصلح أحوال الأمة ، وأن يوفقنا للقيام بمسئولياتنا على الوجه الذي يرضيه عنا إنه سميع مجيب . أول ما تسمعون وأستغفر الله
الثانية :
الحمد لله رب العالمين ...
إخوة الإسلام: لا نجعل المصالح هي الحاكمةَ على تصرفاتنا وقراراتنا ، فقد شاع ـ وصدَّق بعضه الواقع ـ أن من يرجى منهم مصلحة في جهة ما هم الذين يُخدمون ويقدمون على غيرهم ، فأي نصح وأمانة هذه ..
أيها الموظف المبارك : كن قدوة مباركة ومثلا يحتذى، لمن هم دونك من موظفيك في التزامك بالعمل وأمانتك ، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقدم أصحابه في كل ما يأمرهم به، ويسبقهم لكل ما يوجههم إليه .
وطِّن نفسك في تعاملك مع زملائك و مع الجمهور على الخلق الرفيع، والأدب الجم ، من حسن الاستقبال، والعناية بحاجات الناس ، وإنجازها.
كن سهلاً ليناً حبيباً لطيفاً في تعاملك مع الناس ومد يد العون لهم في حدود النظام ودونما ضرر أو ضرار ، وتذكر أن من يَسَّرَ على مسلم ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة وأن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ؛ واسمع لحديث عائشة رضي الله عنها فقد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا : (( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فشق عليهم ، فاشقق عليه. ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به )) رواه مسلم .
عباد الله : إن الواجب الوظيفي ينعكس أثره على الأمة ، فإن أدى الموظف ما عليه، وقام بما يوكل إليه ؛ كان ذلك سبباً في رقي الخدمة التي يقدمها ، فيدفع بذلك عجلة التقدم في الأمة عامة، وإن قصَّر في واجبه فإن ذلك يعني تدهور الخدمة التي يقدمها للأمة، وبالتالي فإنه يسهم في تأخر الأمة وتخلفها.
عباد الله : إن الوظيفة وسيلة للعيش الشريف ، والكسب النظيف ، فاجعل من وظيفتك طاعة لله جل في علاه ، اجعل منها بالإخلاص والإتقان عبادةً تتقرب بها إليه سبحانه وتعالى .
واحرص أيها اللبيب على اختيار العمل الشريف الطيب المباح الذي لا يتعارض مع تعاليم الدين الحنيف حتى يكون عملاً مباركاً وكسبه طيباً . قال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } .
إياك والعمل الحرام أو العمل الذي فيه شبهة فإن خيره قليل وكسبه خبيث مهما كان كثيراً .
قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بِّين وإن الحرام بِّين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام )) متفق عليه .
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم الله بذلكم ..
ـــــــــــــــــــــ
إمام جامع الخضير في محافظة رياض الخبراء
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى