لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

اليهود ونقض العهود  Empty اليهود ونقض العهود {السبت 19 نوفمبر - 23:49}

أحمد بن حسين الفقيهي
اليهود ونقض العهود

الخطبة الأولى :

عباد الله : على الرغم من ذكر القرآن للأمم والشعوب البائدةِ وحديثهِ عن الشرائع والرسالات السابقةِ ، إلا أنه كان له تركيزٌ أكثر واهتمام أكبر بأمةٍ واحدةٍ من الأممِ.

إنه ما من أمةٍ من الأمم تناول القرآنُ تفصيل نشأتها ، وتاريخ تكوينها ، وبيان أحوالها ، وخصائص شخصيتها ، ودقائقَ مواقفها ، ودخائل نفوس أفرادِها مثل أمةِ اليهود .

أيها المسلمون : لقد تكرر ذكر اليهود وبيانُ حالِهم في أكثر من ثلث سور القرآن الكريم بسطاً وإجمالاً وتصريحاً وتلميحاً، فها هي أول سورةٍ في القرآن فاتحةُ الكتابِ التي يكررها المسلمون يومياً في كلِ فريضةٍ من فرائضهم ونوافلهم ، يردُ البيان الإلهيُ عن انحراف اليهود والنصارى ويلتجأ المؤمنون إلى ربهم إلا يسلكَ بهم سبيلهم ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذي أنعمت عليه غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .

عباد الله : إن كان ذلك الاهتمام والتكرارِ القرآني يدل فيما يدلٌ عليه : أن الصراع بين اليهود والمسلمين سيبقى إلى يومِ القيامةِ ، وكلما خمدت جذوةٌ الصراعِ في منطقةٍ أو عصرٍ من العصور ستتجددُ في مكان آخر ، وفي أزمنةٍ متلاحقةٍ ، وفي صورٍ شتى ، فلا غرابةَ إذن أن يَكثر الحديثُ عنهم وأن يكشف القرآنُ أحوالهم .

أيها المسلمون : للمرة الألف تفقد فئام من هذه الأمة ذاكرتها ، وتجلس مع عدوها تبحث عن سلامٍ وعهود ومواثيق .

يذبحُها عدوها بالأمس ، وتدير له اليومَ خدها الآخر تظنهُ سيقبلُها، يكذب عدوها ألف مرةٍ ، ولا تزال ترجو أن يصدُق !!

يخون لها ألفَ ميثاقٍ ، ولا تزال تثقُ بمواعيده .

يخدعها ألفَ مرةٍ ، ولا تزال قابلةً لأن تُخدع .

فما لنا اليوم ؟

مالنا لا نتعظ بأحداث التاريخ وتقلباتِ الأيام .

عباد الله : إني أسائل كل من مدَّ يدَه للسلام : أٍيٌ سلامٍ تذهبونَ إليه وتدعون له ؟ أهو السلام الذي يحبُه الجميع ، ويؤمن به الجميعُ ويدعو إليه الجميع ، أما يا ترى هو سلام شعبٍ واحدٍ ، ومن طرفٍ واحدٍ ، وهل هو حقٌ لجهةٍ دون أخرى ؟ .

أي سلامٍ لا يكون الحديث فيه إلا عن التفوق العسكري لطرفٍ على حساب الآخر؟ أيُ سلامٍ يلتزم فيه القائم على رعاية السلامِ بتفوق طرفِ على آخر ؟

هل هو سلامٌ بمواصفاتٍ خاصةٍ وشروط خاصة؟ أهو سلامٌ الغلبة والتسلط والحصارِ والتهديدِ ضدَ كلّ من لا يرضى بهذا النوع من السلام ؟

أي سلامٌ يدعون إليه ؟ أهو السلامُ الذي يهدمُ البيوت ، ويشردُ من الديارِ ، ويحاصر الشعوبَ ، ويعتقلُ المئاتَ ، ويجعلُ ردَ الظلم من طرفٍ إرهاباً ، ومن طرفٍ آخر حقاً مشروعاً وصواباً .

عباد الله : إذا كان السلامُ الذي ينشدونهُ كذلك، فكيف يمكنُ الاقتناع بجدوى مشروعاتِ السلام وضمان استمرارها إذا كانت الموازين بهذا التقلبِ ، والمصطلحات بهذا التلاعب .

قد حصحص الحقُ لا سلمٌ ولا كلمٌ * مع اليهود وقد أبدت عواديها

قد حصحصَ الحقُ لا قولٌ ولا عملٌ * ولا مواثيقُ صدقٍ عند داعيها

أين السلامُ الذي نادت محافلكم * أين الشعاراتُ يا من بات يطربها

تآمرٌ ليسَ تخفانا غوائلهُ * وفتنةٌ نتوارى من أفاعِيها

أيها المسلمون : كم مرةٍ عضَ اليهود يداً امتدت إليهم بالسلام ، وكم مرةٍ نقضَ اليهودُ عهوداً أبرموها ، ومواثيق عقدوها ؟

لقد قال الله تعالى مجلياً حقيقة عهودهم ومواثيقهم ( الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ) وقال سبحانه ( أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ) ، هذه شهادةُ القرآن ، فما هي شهادةُ الواقع على هؤلاء الأقوام ؟ لقد عاهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكتبَ بينه وبينهم كتاباً حين وصل المدينة ، فهل التزمَ اليهودُ العهدَ واحترموا الميثاق ؟ كلا ، فقد غدرَ يهودُ بني قينقاع بعد غزوة بدرٍ وانتصار المسلمين على المشركين ، والمعاهدة لم يمضي عليها إلا سنةٌ واحدةٌ .

وغدرت يهود بن النضير بعد غزوةِ أحدٍ وتجرئوا على المسلمينَ بعد ما أصابهم في غزوةٍ أحدٍ.

وغدرت بنو قريظة عهدَهم في أشدِ الظروف وأحلكها على المسلمين يوم الأحزابِ، فإذا كانت هذه أخلاقُهم مع من يعلمون صدقه ، ويعتقدون نبوتَه ، فهل يُرجى منهم حفظُ العهودِ مع الآخرين ، وهل يُتوقع صدقُ اليهود في معاهداتِهم مع من يرونهم أضعف قدراً ، وأقلُ شأناً .

عباد الله : إن اليهود قومٌ بهتٌ خونةٌ كما قال ذلك عبدالله بن سلامٍ رضي الله عنه الذي كان يهودياً فأسلمَ ، وهم ينظرون إلى العهود والمواثيق التي يوقعونها مع غيرهم أنها للضرورةِ ولغرضٍ مرحلي ، ولمقتضياتِ مصلحةٍ آنيةٍ ، فإذا استنفد الغرضُ المرحلي نقضُ اليهود الميثاق من غير استشعارٍ بقيمٍ أدبيةٍ ولا اعتباراتٍ أخلاقيةٍ ، ولا بمواثيقٍ دوليةٍ .

أيها المسلمون : إن مما نبه عليه القرآنُ ، وبتنا نراهُ في واقعِنا اليوم أن اليهودَ حين ينقضون العهودَ لا ينقضها جميعُهم في وقتٍ واحدٍ ، وإنما ينقضها فريقٌ دونَ آخر ، فإن أصابه سوءٌ ، تظاهر الفريق الآخرُ بالمحافظةِ على العهدِ ، وإن استقامَ لهم الأمرُ تتابعوا في النقضِ ، ومشى بعضهم وراءَ بعض قال سبحانه ( أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم ) .

واليوم الواقعُ اليهوديُ يصدقُ ما أخبرَ اللهُ تعالى عنهم فهاهم حزبٌ يدعو إلى السلامِ ، وحزبٌ آخرُ يجاهر بالعداوة، هذا يجلسُ على مائدةِ المفاوضاتِ ، والآخرُ يُعُملُ سلاحَه ، فإذا أمنوا تهالكوا جميعاً في الحقدِ والبطشِ والمكرِ ، هكذا هم اليهودُ فتباً لمن لم تعظهُ حروف الزمان ...

ومن لم تعظه حروفُ الزمانِ وكيدُ الليالي يعيش مستضاما

الخطبة الثانية

عباد الله : إن من اللطائفِ القرآنية الدقيقةِ في قوله سبحانه (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...)) أن يأتي الأمرُ بإعدادِ القوة لإدخالِ الرعبِ والرهبةِ إلى قلوب الأعداءِ في سياقِ الحديث عن المعاهداتِ ونقضِ اليهودِ لها في كلِ مرةٍ ، فإن المعاهدةَ ليست سوى حبر على ورق لا أثر لها في الواقعِ إن لم تكن مدعمةً بالقوةٍ التي ترتعدُ لها فرائص العدو، كلما فكرَ في نقضِها أو إبطالِ مفعولِها ، وبعدَ الأمرِ بإعدادِ القوةِ الرهيبةِ يأتي الحديثُ عن السلمِ لأنَ السلمَ إن لم يكن من موطنِ القوةِ والعزةِ فهو تنازلٌ للعدوِ وخضوعٌ لشروطِه فيكونُ استسلاماً لا سلاماً .

اقرؤوا ذلك كلّه في قولهِ تعالى (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم )) .

أيها المسلمون : متى حققنا الشروط الربانية التي جعلها اللهُ أساساً لنيل النصر على عدونا فتحَ اللهُ لنا مغاليق الأبوابِ ، وهيأ لنا أفضلَ الوسائلِ وأكرمَ الأسبابِ ، وحقق لنا وعد رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله : ( لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمونَ اليهودَ ، وحتى يختبئ اليهودي من وراءِ الحجرِ والشجرِ إلا الغرقد فإنه من شجرِ اليهود ) .

عباد الله : لن يكتبَ النصرُ الموعودة به هذه الأمة ما دامت تسيرُ في متعرجاتٍ مظلمةٍ، بعيدةٍ عن صراطِ الإسلامِ ، والعدو يعرفُ هذا ولا يزالُ همُه أن يبعدَ الشعوبَ الإسلامية عن عقائد الإسلامِ وتطبيقاتهِ ، ليطيَل أمد بقائِه .

فيا ترى من تكون هذه الفئةُ التي تتبنى الإسلامَ بصدقٍ ، وتخوضَ المعركةَ بإخلاصٍ حتى تنالَ مجدَ النصرِ على العدو الرابضِ في ديارنا ؟

طوبى لمن كانَ رائدَ هذه الفئة ،

وطوبى لمن كان قائداً فيها،

وطوبى لمن كان جندياً من جنودِها .

طوبى لمن شرّفه اللهُ بالجهادِ الحقِ تحتَ رايةِ الإسلامِ الناصعةِ ، بعيداً عن راياتِ الجاهليةِ ، بعيداً عن المزايدات السياسية ، بعيداً عن الخيانات ، ودون جعجعةٍ إعلاميةٍ مضللةٍ .

طوبى للمجاهدين والمرابطين في غزة ولسانُ حالهم هناك الصبرُ من أبوابِ الظفر، والمنيةُ ولا الدنية ، واستقبال الموتِ خيرٌ من استدبارهِ ، وهالكٌ معذور خيرٌ من ناجِ فرور .

طوبى عباد الله لأولئك كلِهِّم ولا عزاء للقاعدينَ والمخلَّفين .

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى