لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أرباح رغم الجراح Empty أرباح رغم الجراح {السبت 19 نوفمبر - 23:51}

الشيخ / إبراهيم بن صالح العجلان
أرباح رغم الجراح

الحمد الذي أنزل على عبده الفرقان , وأيده بنصره يوم التقى الجمعان ,
أحده سبحانه وأشكره على جزيل النعم وسابغ الإحسان , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديان , وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله سيد ولد عدنان , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا.. أما بعد :

فاتقوا الله معاشر المؤمنين حق التقوى , (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )).

إخوة الإيمان :

ولا تزال المحرقة اليهودية تعيث في أرضنا الفساد , ولا تزال مناظر الدماء والأشلاء تصبحنا وتمسينا .. فرحماك ربي رحماك بالأطفال الرضع , والشيوخ الركع , والنساء الثكالى .

لسنا بحاجة ـ عباد الله ـ أن نستذكر المواجع , ونعيد الفواجع .

لسنا بحاجة أن نصوِّر أنين المكلومين , ولا توجعات المصابين , ولا آهات المقهورين , بل حتى المساجد التي يذكر فيها اسم الله كثيرا لم تسلم من إجرام وإرهاب يهود .

نتجاوز هذه المآسي فعدسات الإعلام , وشاشات الفضائيات قد كفتنا تصويرها , والصورة أبلغ من ألف قول ومقال .

وإنما سيكون حديثنا عن منح بيضاء في أزمتنا السوداء ..

منحٍ ... تحيي جذوة الأمل في النفوس .... فما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل

منح .... نخفف بها جراحاتنا , ونستعلي بها على تشاؤماتنا , ونصحح بها رؤيتنا في قضيتنا .

عباد الله :

إنَّ من المقرر شرعا أن الله لا يقدر شراً محضاً , بل قضاء الله فيه من الخير والخيرية ما يغيب على كثير من العباد .

أي مصاب أعظم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يتهم في عرضه وترمى زوجته أحب الخلق إليه بالفاحشة , ويمكث النبي صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً , بهمِّه وغمِّه ينتظر خبر السماء , ثم يأتي الوحي بلسماً على قلب النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم )) .

فمن غير اللائق بأمة الإسلام , أمة الشهادة والحجة , أمة البذل والهداية والإرشاد أن تنوح على مآسيها وتتوجع لخسائرها وتتناسى مكاسبها ومرابحها

* إخوة الإيمان :

وأول مكاسب أزمتنا ... أننا رأينا حقيقة اليهود كما صوَّرها القرآن الكريم .

تلك الحقيقة التي طالما حاول اليهود بإعلامهم وعملائهم تغييرها وتزويرها

ما نراه اليوم ....صورة من إفساد يهود الذي قال عنهم ربهم الذي خلقهم :

(( ويسعون في الأرض فساداً )) وقال سبحانه أيضاً : (( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله )) .

رأينا كذب يهود وبهتانهم , حين زعم ساستهم أن لا يقتلون الأبرياء وإنما هدفهم الإرهابيين كما يزعمون , لقد رأى العالم كله أن ضحية صواريخهم سوادهم من المدنيين العزل .

هذا الكذب والتضليل نبأنا الله به عنهم فقال جل جلاله : (( سماعون للكذب أكالون للسحت )) فهم كذبه , ويحبون سماع الكذب , حتى قال رئيسهم الهالك رابين : من الواجب الكذب من أجل مصالح إسرائيل ) .

ورأينا أيضا .. جبن اليهود وخورهم وهلعهم حين يهاجر مئات من أسرهم بعيدً عن صواريخ المقاومة المتواضعة , رأيناهم كيف يفزعون ويختبئون حرصا على الحياة , وصدق الله : ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ), وصدق الله: ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )

أما نقضهم للعهود والمواثيق والاتفاقيات فهذا خصلة يهودية يبدأ الحديث عنها ولا ينتهي , وحسبنا قول ربنا ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم )، ( أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ) ( الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة ) .

فهاهي آيات ربنا نراها اليوم شاهدا ملموسا محسوسا في صراعنا مع يهود
إنَّ هذا كلَّه ليزدنا إيمانا واطمئنانا بكلام ربنا وصدق موعوده , والذي من موعوده ( إن الله يدافع عن الذي آمنوا ) ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )

· معاشر المؤمنين :

ومن مكاسب هذه الأزمة أنَّ الراية المرفوعة هي راية إسلامية ... ليست راية قومية , ولا بعثية , ولا باطنية .

تلك الراية التي طالما أفزعت وأقلقت الصهاينة , والتي قال عنها مؤسس دولة إسرائيل ابن جوريون : ( نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا القوميات ولا الملكيات في العالم ، وإنما نخشى الإسلام .. هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ في المنطقة.. إنني أخشى أن يظهر محمد من جديد في المنطقة ) .

ألا يحق لنا أن نفرح بهذه الراية التي صيرت اليهود في رعب إلى رعبهم
ألا يحق لنا أن نفاخر بهذه الكتيبة التي عرَّت أسطورة الجيش الذي لا يقهر

فهنيئا لأمة محمد هؤلاء الأبطال الذين ما ضرهم من خالفهم , ولا من خذلهم
هنيئا بهؤلاء الرجال الذين علو وشمخوا , ورفعوا هاماتهم.... وشدوا بأسنا يوم أن كاد يغلبنا يأسنا .

إنهم فتية آمنوا بربهم , وضحوا بأرواحهم وأطفالهم في سبيل حفظ حقوقهم ومقدساتهم , ما وهنوا لما أصابهم , وما ضعفوا , وما استكانوا..

ـ شعارهم : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )

ـ مبدؤهم : ( فلا تهينوا وتد عوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم )

ـ رجاؤهم : ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)

ـ عزاؤهم ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

ـ يقينهم : ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين )

- شكواهم : ( حسبنا الله ونعم الوكيل )

- سلواهم : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )



لقد أحيت هذه المقاومة الباسلة في الأمة معاني منسية , فأحيت في ضمير الأمة حب الشهادة والتطلع لها , حتى أضحت الشهادة وأخبارها حديث الناس هناك , وأصبحت البيوت تتلقى التهاني بها , لا التعازي عليها .

هذه الخاتمة ـ يا عباد الله ـ مطلب عزيز وهاجس ثمين لكل مؤمن بالله واليوم الآخر , أن يودع دنياه ويستقبل أخراه بوسام الشهادة في سبيل الله .

( فزت ورب الكعبة )... صيحة ...أطلقها الصحابي حَرَام بن مِلْحان يوم أصابه سهم في ظهره حتى خرج سنانُه من صدره .

بهذه المعاني تحيا الأمة ويرخص في ضميرها حب الدنيا وكراهية الموت , وهو الوَهْن الذي نبأنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم .

وهذه المقاومة أيضاً عززت في الأمة روح الكرامة , وقيم العزة , وهي مؤشر على حياة الشعوب , فلا يرضى الذل والاستذلال إلا من سفه نفسه , وفقد إنسانيته.

وإذا كنا جميعا نتفق أن تحرير الأقصى وإعادته للجسد الإسلامي من الأولويات المناطة بالأمة ... فلابد أن لا نختلف على أن وجود فئة مرابطة مجاهدة في أرض الإسراء هي أول خطوة لتحقيق هذا الهدف .

نعم .... لن نمني الأمة بزوال إسرائيل على يد هذه المقاومة ( مع اعتقادنا أن ذلك على الله ليس بعزيز وبعيد ) , ولكن لابد أن نستيقن أنَّ هذه المقاومة قدمتنا لهدفنا ذاك عشر خطوات يوم أن أخرنا غيرهم ألف خطوة.

عباد الله :

الآلام والجراح قدر الله في هذه الأمة , ومشيئة الله نافذة في أمتنا المكلومة المرحومة أن يصيبها البلاء ليكفر الله عن أهلها السيئات , ويتخذ منها شهداء وليميز الله الذين آمنوا من الذين نافقوا .

( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )

( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين * وليعلم الذين نافقوا )

( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )

لقد مس رسولَ الله وصحابتَه البأساءُ والضراءُ في مكة , حتى شكوا لرسول الله :

ألا تدع الله لنا ,, ألا تستنصر لنا ؟.

لقد مس رسولَ الله وصحابتَه اللأواء يوم أحد , فكسرت رباعيته , وشج وجهه , وغارت حلقة المغفر في وجهه , حتى أعياه القيام صلى الله عليه وسلم
وقتل في مشهد أحد سبعون من خيار وأبطال المهاجرين والأنصار .

أما فجع رسول الله بقتل سبعين من قراء القرآن ومهرته في بئر معونة
أما مس هذه الأمة البأساء يوم الغزو الصليبي البربري في القرن الخامس الهجري , وقتل في القدس سبعون ألفا في يوم واحد فقط , وحوِّل المسجد الأقصى إلى كنيسة رفع الصليب عليها دهرا من الزمن .

أما فجعت أمتنا بمليون شهيد في بغداد فقط إبان الغزو التتري الهمجي عليها، أما قدَّمت هذه الأمة مليون شهيد من أجل تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي حتى لقبت الجزائر ببلد المليون شهيد .

هذه هي ضريبة المدافعة واسترجاع الحقوق , طريق شائك ومرير , لكن ثمنه العزة .....نصر أو شهادة .

ومن يريد مقاومة بلا مصائب ومواجع فهو كمن يجمع بين نقيضين .

· عباد الله :

ومن منح هذه الأزمة ومكاسبها ... أنها كشفت للعالم زيف الشعارات البراقة التي تنادي بها دول النصرانية الطاغية الباغية ، رأينا هذه الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير المصير رأيناها رأي العين في فلسطين ، رأينا رحمة الغرب المتحضّر بالإنسان حينما يبرر لعصابات يهود أن تحرق وتدمر تحت ذريعة الدفاع عن النفس.. رأينا عين اليقين من هو الإنسان الذي تحفظ كرامته , ومن هو الإنسان الذي لا يعبأ به في أي أرض هلك .

أين هي تلك القوانين التي عرفت حق الحيوان ولم تتحرك حتى الآن لدماء المسلمين .

سلوا التاريخ .... هل عرفت البشرية واقعة أشد جرما ومواتا للقيم الإنسانية من خنق شعب ومحاصرته ليموت جوعا وألما وقتلا , والنعم والخيرات تحيط بالبلدان من حوله .

والعجب أن يحدث هذا كله في عالم التغني بالقيم والحقوق الإنسانية .

· عباد الله

ومن منح هذه الأزمة أنها أخرت خطوات التطبيع عن الشعوب كثيرا , فهتافات الملايين الآن من جاكرتا إلى الرباط مع مشروع المقاومة , فلا يمكن أن يتعايشوا مع شعب هذه أخلاقه وهذا طبعه وطبيعته .

لقد فهمت الشعوب الإسلامية رسائل اليهود عبر صواريخها بأنهم أمة لا تعيش إلا على الحروب , فهمنا ذلك جيدا , فعرفنا أن أمة المكر والمماطلة والخيانة لن تتنازل عن أرض القدس ولا عن حق عودة اللاجئين , ولا عن جزء من أراضي الضفة الغربية .

فهي أراض انتزعوها بالدم والدمع كما يرددون , وقالوها صراحة : لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة , وعدنا إلى أكثر أما كننا قداسة , ولن نغادرها أبداً .

إخوة الإيمان :

لا سبيل لعزة الأمة إلا بعودتها لدينها والتفافها على نفسها , وإحياء روح الولاء بينها كما نعتها ربها بقوله :(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ).

وإذا كانت يهود اختارت طريق الدماء والأشلاء فلها ذلك !!!

ولكن ليعلموا أننا أمة لا ننسى مآسينا

نحن أمة نزداد صلابة كلـ ما ازدادت شراسة أعادينا

نحن أمة يجري الفداء في عروقنا والبطولة سجية فينا



وليعلموا أيضا ... أن أمة محمد تمرض لكنها لا تموت , وأن الضعف الذي نعيشه ما هو إلا مرحلة استثنائية , وسيأتي منا أو من أجيالنا من يتعامل مع يهود اليوم كما تعامل نبينا صلى الله عليه وسلم مع يهود بني قريظة ،(( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ))

بارك الله لي ولكم في القرآن .........
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى