رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ /صالح بن عبد الرحمن الخضيري
الاخلاص لله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن , وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً .
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الغني الحميد , القويُّ المجيد , له الحمد كله وله الشكر كله وإليه يرجع الأمر كله وهو العليم بذات الصدور , فادعوه مخلصين له الدين , الحمد لله رب العالمين .
وأشهد أنَّ نبينا محمَّد بن عبد الله خليل الله ورسوله , اللهم صلِّ وسلم على هذا النبي الكريم , اللهمَّ آتِهِ الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , واجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته , اللهم ارضَ عن آله وعن أزواجه وعن أصحابه وعن من تبعهم بإحسان .
أمَّا بعدُ : فيا أيها المؤمنون بالله ولقائه : أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم , والإخلاص له في الأقوال والأعمال , فهذا – والله – طريق السعادة و الفلاح .
أيُّها الإخوةُ في الله : حدثتكم في جمعة ماضية عن الإخلاص ومكانته من الدين , وأنه أصلٌ عظيم بل شرط في قبول الأعمال , وسمعتم شيئاً مما كان عليه السلف الصالح من تحقيق هذا الأصل والحرص عليه , ولنا بقية من حديث حول هذا الموضوع الخطير الذي هو قوام جميع الأعمال .
أيُّها المسلمُون : علمنا أن الإخلاص تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين , وأن كل عمل لا بد له من نيَّة كما قال r : (( إِنَّما الأعمَالُ بالنِّياتِ , وَإنَّما لكلِّ امرئٍ مَا نَوَى )) وهذا الحديث الذي رواه الشيخان عدَّه العلماء نصف الإسلام , ومنهم من قال هو ثلث الإسلام , ومحلُّ النية القلب , والإخلاص واجب في العبادات وهو عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى .
ولهذا كان السلف – رحمهم الله – يتعلمون النية ويجاهدون أنفسهم على إصلاح القصد , قال سفيان الثوري - رحمه الله - : (كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل ) , وقال بعضهم : ( اطلب النية للعمل قبل العمل , وما دمت تنوي الخير فأنت بخير ) , وقال بعضهم : ( تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد , وذلك بسبب تقلب القلب وسرعة تحولاته وكثرة الواردات عليه ) , قال سهل بن عبد الله : ( القلب الرقيق تؤثر فيه الخطرات ) .
ولقد كان النبي r كثيراً ما يدعو بهذا الدعاء : (( يَا مُقلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلبي عَلى دِينك )) . [ت جه] , وفي المسند وسنن ابن ماجة أنه r قال : (( مَا مِن قلبٍ إلا وهُو معلَّقٌ بينَ إصبعَين مِن أصابعِ الرَّحمنِ , إنْ شَاءَ أقامَهُ وإنْ شاءَ أزَاغَه ... )) الحديث , وفي المستدرك والمسند عنه r أنه قال : (( لَقَلْبُ ابنِ آدمَ أشدُّ تقلُّباً مِن القِدْرِ إذَا استجمعَتْ غَلَيَانَاً )) .
أيُّها المسلمُون : الإخلاص سبب للنجاة من شدائد الدنيا والآخرة , وسبب لنيل السعادة فيهما , فكم رفع الله أقواماً بسببه , وكم نجَّى آخرين لإخلاصهم , وكم تبوَّأ أقوام المنازل العالية في الجنات لإخلاصهم وصدقهم مع الله .
لما حضرت غزوة تبوك حثَّ النبي r أصحابه على البذل والإنفاق , فكل جاء بما يقدر عليه , بينما وُجِدَ عدد من فقراء المسلمين لا يجدون ما ينفقون فجاءوا إلى رسول الله r يريدون منه أن يحملهم للجهاد فقال : (( لا أجِدُ مَا أحمِلُكُم عَلَيهِ )) فانصرفوا تفيض أعينهم من الدمع حَزَنَاً ألا يجدوا ما ينفقون – كما ذكر الله ذلك في القرآن – ولكن تأمل لما علم الله صدق نيتهم بلغهم منازل المجاهدين المنفقين , كان من هؤلاء غلبة بن زيد t قام يصلي من الليل ثم دعا وقال : اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغَّبت فيه ولم تجعل في يدي ما أجاهد به مع رسولك , ولم تجعل في يد رسولك r ما يجهزني للخروج , وإني أتصدق على كل مسلم ومسلمة بكل مظلمة ظلمني فيها من مال أو عرض , فلما صلى النبي r الفجر كان الوحي قد جاء من السماء فقال : (( أين المتصدِّقُ البارحة ؟ )) فلم يقم أحد . فقال : (( أين المتصدِّق البارحة فلْيقُمْ )) فقام غلبة بن زيد فقال : أنا يا رسول الله . فقال r : (( أَبْشِرْ فوَالذي نفسُ محمَّدٍ بيدهِ لقَد كُتبتْ في الزَّكاةِ المتقبَّلة )) .
ولما رجعوا من الغزوة قال : (( إنَّ بالمدينة لَرِجَالاً مَا سِرتمْ مسيراً ولا قطعتمْ وادياً إلا شَرَكُوكُمْ في الأجرِ حبَسَهُمْ العُذر )) . [انظر رياض الصالحين بروايات الحديث ص 41] .
فشأن النية وإخلاصها عظيم وثوابه جسيم , والمخلصون هم الناجون في الدنيا والآخرة , عن عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله r يقول : (( انطلقَ ثلاثةُ نفرٍ ممَّن كانَ قبلكمْ حتَّى آواهُم المبيتُ إلى غارٍ فدخلوهُ فانحدرتْ صخرةٌ منَ الجبلِ فسدَّتْ عليهمُ الغارَ فقالوا : إنَّه لا ينجيكُم مِن هذهِ الصَّخرةِ إلا أنْ تدعُوا اللهَ بصالحِ أعمالِكم , قالَ رجلٌ منهم : اللهمَّ كانَ لي أبوانِ شيخانِ كَبيران , وكنتُ لا أَغْبِقُ فيهمَا أهلاً ولا مالاً – أي لا يقدم في شرب قبلهما أحدا – فنأَى بي طلبُ الشجرِ يوماً فلمْ أرحْ عليهمَا حتَّى نامَا , فحلبتُ لهمَا غَبوقهما فوجدتهمَا نائمَين فكرهتُ أنْ أوقظَهما وأنْ أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً , فلبثتُ – والقدحُ في يدي – أنتظرُ استيقاظَهما حتَّى بَرق الفجرُ والصِّبية يتضاغون عندَ قدميَّ , فاستيقظَا فشربَا غبوقَهما , اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهكَ ففرِّج عنَّا مَا نحنُ فِيه مِن هَذه الصَّخرة , فانفرجتْ شيئاً لا يستطيعونَ الخروجَ منهُ .
فقالَ الآخرُ : اللهمَّ إني كانتْ لي ابنةُ عمٍّ كانتْ أحبَّ الناسَ إليَّ , فأردتها عَلى نفسِها فامتنعَت منِّي , حتَّى ألمَّت بها سنةٌ منَ السِّنين (أي افتقرت) فجاءَتني فأعطيتُها عشرينَ ومِائة دينارٍ عَلى أنْ تخلِّي بينِي وبينَ نفسِها ففعلِتْ , حتَّى إذَا قدرتُ علَيها ( وفي رواية) قعدتُ بينَ رِجلَيها قَالتْ : اتَّقِ اللهَ ولا تفضَّ الخَاتَمَ إلا بحقِّه . فانصرفتُ عنهَا وهيَ أحبُّ النَّاسِ إليَّ وتركتُ الذَّهبَ الذي أعطيتُها , اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فأفرج عنَّا ما نحنُ فيه فانفرجتِ الصَّخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطيعونَ الخروجَ منهَا .
فقالَ الثَّالثُ : اللهمَّ إني استأجرتُ أجَرَاء وأعطيتُهم أجرَهم غيرَ رجلٍ واحدٍ تركَ الذي لهُ وذهبَ , فثمَّرت أجرهُ وكثرَت منهُ الأموالُ , فجاءَني بعدَ حين فقالَ : يا عبدَ اللهِ أدِّ إليَّ أجرِي . فقلتُ : كل مَا ترى مِن أجرِكَ , منَ الإبِلِ والبقرِ والغنمِ والرقيقِ . فقالَ : يا عبدَ الله لا تستهزِئ بِي . فقلتُ : لا أستهزئُ بكَ . فأخذهُ كلَّهُ فاسْتاقَهُ فلمْ يترُك منهُ شيئاً , اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهكَ فأفرج عنَّا مَا نحنُ فيهِ , فانفرجتْ الصَّخرةُ فخرجُوا يمشونَ )) . [أخرجه البخاري ومسلم] . فتأمل رحمك الله في قول كل واحد منهم : اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك أي خالصاً لا رياء فيه ولا سمعة , فاستجاب الله لهم وفرج عنهم .
أيُّها الإخوَة : ( الإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقيَ للفلاح , وهو الذي يحمل الإنسان على مواصلة عمل الخير , فمن يصلي رياءً أو حياءً من الناس لا بدَّ أن تمرَّ عليه أوقات لا ينهض فيها إلى صلاة , ومن يفعل المعروف ليُذكر في المجالس أو الصُّحف قد يرى بعينه باباً من أبواب الإحسان فيصرف عنه وجهه لأنَّه خفي ليس بجانبه لساناً أو قلماً يذكر هذا الإحسان إطراءً ومدحاً وهكذا ) . [رسائل الإصلاح 1/10] .
ومن هنا كان السلف يواصلون عمل الخير ويخفونه عن أقرب الناس إليهم , قالت زوجة حسان بن أبي سنان : كان حسان يجيء فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيَّها , فإذا علم أني نمت سلَّ نفسه فخرج ثم قام يصلي , قالت : فقلت له : يا أبا عبد الله كم تعذب نفسك , ارفق بها . فقال : ويحك اسكتي فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانا .
وجاء في ترجمة أمير المؤمنين في الحديث عبد الله بن المبارك- رحمه الله -عن محمد بن أعين وهو صاحبه في أسفاره وعزيز عليه قال : ( كنَّا ذات ليلة في غزوة الروم فذهب ابن المبارك ووضع رأسه ليريني أنه نام فقلت : أنا برمحي في يدي فقبضت عليه , ووضعت رأسي على الرمح كأني نمت .
قال محمد : فظنَّ ابن المبارك أني نمت فقام يصلي حتى طلع الفجر فأيقظني يظن أني نائم فقال : يا محمد . فقلت : إني لم أنم . قال : فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلي في شيء طوال الغزوة , كأنه لم يعجبه ذلك مني حين فطنت عليه في ذلك العمل , فلم أزل أعرفها فيه حتى مات , وما رأيت رجلاً أسرَّ بالخير منه ) .
وابن المبارك هذا عليه -رحمة الله- كان يتردد في بلدة طرسوس وكان ينزل في موضع له , فكان شاب يتردَّد إليه ويتعلم منه ويسمع منه الحديث ويقوم بحوائجه , وفي إحدى المرات فقده ابن المبارك فقيل محبوس بدين مقداره عشرة آلاف درهم , فسأل ابن المبارك عن صاحب المال فأعطاه عشرة آلاف وحلَّفه ألا يخبر أحداً ما عاش ابن المبارك , فأخرج الشاب من السجن وسافر ابن المبارك ولحقه الشاب على مسافة مرحلتين من البلد , فقال له ابن المبارك : يا فتى أين كنت لم أرك ؟ فقال : كنت محبوساً بدين . قال : وكيف خلصت ؟ قال : جاء رجل فقضى ديني ولم أدر . قال : فاحمد الله . ولم يعلم هذا الشاب بأنَّ ابن المبارك هو الذي قضى دينه إلا بعد موت ابن المبارك- عليه رحمة الله- .
يقول محمد بن واسع : ( إنه كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به ) . قال بعضهم : لقيني رجل في طرق من طرق المدينة فقال : كم عيالك ؟ قال فأخبرته فقال : قد أمرت أن أجري عليك وعلى عيالك ما دمت حيَّاً فقلت : من أمرك ؟ فقال : لا أخبرك . فقلت : إن هذا معروف يشكر فقال : الذي أمرني لم يرد شكرك قال : فكنت آخذ منه إلى أن توفي خالد بن عبد الله بن عمر بن عثمان فاجتمع له الناس فحضرته فلقيني ذلك الرجل : يا فلان هذا والله صاحبك الذي كان يجري عليك ما كنت أعطيك .
فهكذا فليكن أهل الإيمان , برٌّ وإحسان وعمل وإخلاص وإسرار بالخير رحمهم الله ووفقنا لسلوك سبيلهم واقتفاء أثرهم , أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية ( عَنِ الإخْلاصِ )
الحمد لله يعلم ما أسرَّ العبد وما أظهر , وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أنَّ محمَّداً عبد الله ورسوله , اللهمَّ صلِّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان .
أمَّا بعدُ : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمكم الله أن سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة على قدر إخلاصه لله U , والمخلص تتحقق له طمأنينة القلب والرِّفعة في الدَّارين وقبول الدعاء وتفريج الكرب والشدائد , وبالإخلاص يُبعدُ عن الإنسان الوساوس والأوهام , قال الداراني : ( إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء ) , وكلما كانت العبادة عن عيون الناس وأسماعهم أخفى , كان نفعها أعظم , وكان صاحبها أسلم , وقد مرَّ أبو أمامة t على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي ويدعو فقال : نِعْمِ أنت لو كان هذا في بيتك . [السير 3/361] .
أيُّها المسلمُون : إن الإخلاص إذا تحقق في النفس قوَّى صاحبه فنهض مدافعاً عن الحق غير مبالٍ بما يلاقي في هذا السبيل , والإخلاص يشرح صدر صاحبه للإنفاق وبذل المال في وجوه الخير , فتراه يؤثر بشيء من ماله وإن كان محتاجاً إليه .
والإخلاص يعلم صاحبه الزهد في عَرَضِ الدنيا , فلا يخشى منه أن يناوئ الحق أو يلبسه بشيء من الباطل وأعطي ما أعطي من متع الحياة .
والإخلاص يصون التاجر والبائع عن الخيانة في صنف البضاعة أو قيمتها , والإخلاص يردع قلم كل كاتب عن أن يقلب الحقائق أو يكسوها لوناً غير لونها إرضاء لشخص أو طائفة .
والإخلاص يحمل العبد على المحافظة على شعائر دينه , فلا يتخلف عن صلاة الجماعة , ولا ينتهك المحرمات إذا غاب عن أعين الناس , بل يراقب ربه الذي يراه ويعلم ما في قلبه .
عبَاد الله : وضدُّ الإخلاص الرياء والسُّمعة والعُجب , نعوذ بالله من ذلك .
والرِّياء : إظهار العبادة لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها . [الإخلاص والشرك الأصغر عبد العزيز العبد اللطيف].
والسُّمعة : العمل لأجل سماع الناس , والعُجب : أن يرى المرء أن عنده من العبادة والخير والفضل ما ليس عند الناس .
وقد تكلم أهل العلم عن هذه الأمراض وما ثبت من أدلة القرآن والسنة من التحذير منها , وخير علاج للرياء تذكر المرء لنفسه دائماً بأنه عبد لا يستحق على خدمة سيده عوضاً ولا أجرة فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه .
وَمن العلاجِ أيضاً : أن يكثر من العبادات غير المشاهَدة وأن يخفيها كقيام الليل وصدقة السِّرِّ والبكاء من خشية الله خالياً من الناس .
ومنَ العلاجِ : أن يتذكر الموتَ وسكراته والقبر وأهواله واليوم الآخر بأحواله . [المصدر السابق] .
ومنَ العلاجِ : أن يعلم ما في عمله من عيوب وآفات وما فيه من حظِّ النفس , ونصيب الشيطان , وأن يخاف من مقت الله له إذا اطَّلع على قلبه وهو منطوٍٍ على الرياء .
ومنَ العلاجِ : أن يوقن بأن الناس لن يغنوا عنه من الله شيئاً , وأنهم لن يضروا أو ينفعوا إلا بشيء قد كتبه الله , يقول بعضهم : ( جاهد نفسك في دفع أسباب الرياء عنك , واحرص على أن يكون الناس عندك كالبهائم والصبيان , ولا تفرق في عبادتك بين وجودهم وعدمهم , وعلمهم بها أو غفلتهم عنها , واقنع بعلم الله وحده..) .د
ولا شيء كاللجوء إلى الله والاستعانة به ودعائه والتعوذ به من الرياء ومحبطات الأعمال .
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين , وأولياءك المفلحين , اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم , اللهم اجعل أعمالنا صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيها شيئا .
الاخلاص لله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن , وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً .
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الغني الحميد , القويُّ المجيد , له الحمد كله وله الشكر كله وإليه يرجع الأمر كله وهو العليم بذات الصدور , فادعوه مخلصين له الدين , الحمد لله رب العالمين .
وأشهد أنَّ نبينا محمَّد بن عبد الله خليل الله ورسوله , اللهم صلِّ وسلم على هذا النبي الكريم , اللهمَّ آتِهِ الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , واجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته , اللهم ارضَ عن آله وعن أزواجه وعن أصحابه وعن من تبعهم بإحسان .
أمَّا بعدُ : فيا أيها المؤمنون بالله ولقائه : أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم , والإخلاص له في الأقوال والأعمال , فهذا – والله – طريق السعادة و الفلاح .
أيُّها الإخوةُ في الله : حدثتكم في جمعة ماضية عن الإخلاص ومكانته من الدين , وأنه أصلٌ عظيم بل شرط في قبول الأعمال , وسمعتم شيئاً مما كان عليه السلف الصالح من تحقيق هذا الأصل والحرص عليه , ولنا بقية من حديث حول هذا الموضوع الخطير الذي هو قوام جميع الأعمال .
أيُّها المسلمُون : علمنا أن الإخلاص تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين , وأن كل عمل لا بد له من نيَّة كما قال r : (( إِنَّما الأعمَالُ بالنِّياتِ , وَإنَّما لكلِّ امرئٍ مَا نَوَى )) وهذا الحديث الذي رواه الشيخان عدَّه العلماء نصف الإسلام , ومنهم من قال هو ثلث الإسلام , ومحلُّ النية القلب , والإخلاص واجب في العبادات وهو عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى .
ولهذا كان السلف – رحمهم الله – يتعلمون النية ويجاهدون أنفسهم على إصلاح القصد , قال سفيان الثوري - رحمه الله - : (كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل ) , وقال بعضهم : ( اطلب النية للعمل قبل العمل , وما دمت تنوي الخير فأنت بخير ) , وقال بعضهم : ( تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد , وذلك بسبب تقلب القلب وسرعة تحولاته وكثرة الواردات عليه ) , قال سهل بن عبد الله : ( القلب الرقيق تؤثر فيه الخطرات ) .
ولقد كان النبي r كثيراً ما يدعو بهذا الدعاء : (( يَا مُقلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلبي عَلى دِينك )) . [ت جه] , وفي المسند وسنن ابن ماجة أنه r قال : (( مَا مِن قلبٍ إلا وهُو معلَّقٌ بينَ إصبعَين مِن أصابعِ الرَّحمنِ , إنْ شَاءَ أقامَهُ وإنْ شاءَ أزَاغَه ... )) الحديث , وفي المستدرك والمسند عنه r أنه قال : (( لَقَلْبُ ابنِ آدمَ أشدُّ تقلُّباً مِن القِدْرِ إذَا استجمعَتْ غَلَيَانَاً )) .
أيُّها المسلمُون : الإخلاص سبب للنجاة من شدائد الدنيا والآخرة , وسبب لنيل السعادة فيهما , فكم رفع الله أقواماً بسببه , وكم نجَّى آخرين لإخلاصهم , وكم تبوَّأ أقوام المنازل العالية في الجنات لإخلاصهم وصدقهم مع الله .
لما حضرت غزوة تبوك حثَّ النبي r أصحابه على البذل والإنفاق , فكل جاء بما يقدر عليه , بينما وُجِدَ عدد من فقراء المسلمين لا يجدون ما ينفقون فجاءوا إلى رسول الله r يريدون منه أن يحملهم للجهاد فقال : (( لا أجِدُ مَا أحمِلُكُم عَلَيهِ )) فانصرفوا تفيض أعينهم من الدمع حَزَنَاً ألا يجدوا ما ينفقون – كما ذكر الله ذلك في القرآن – ولكن تأمل لما علم الله صدق نيتهم بلغهم منازل المجاهدين المنفقين , كان من هؤلاء غلبة بن زيد t قام يصلي من الليل ثم دعا وقال : اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغَّبت فيه ولم تجعل في يدي ما أجاهد به مع رسولك , ولم تجعل في يد رسولك r ما يجهزني للخروج , وإني أتصدق على كل مسلم ومسلمة بكل مظلمة ظلمني فيها من مال أو عرض , فلما صلى النبي r الفجر كان الوحي قد جاء من السماء فقال : (( أين المتصدِّقُ البارحة ؟ )) فلم يقم أحد . فقال : (( أين المتصدِّق البارحة فلْيقُمْ )) فقام غلبة بن زيد فقال : أنا يا رسول الله . فقال r : (( أَبْشِرْ فوَالذي نفسُ محمَّدٍ بيدهِ لقَد كُتبتْ في الزَّكاةِ المتقبَّلة )) .
ولما رجعوا من الغزوة قال : (( إنَّ بالمدينة لَرِجَالاً مَا سِرتمْ مسيراً ولا قطعتمْ وادياً إلا شَرَكُوكُمْ في الأجرِ حبَسَهُمْ العُذر )) . [انظر رياض الصالحين بروايات الحديث ص 41] .
فشأن النية وإخلاصها عظيم وثوابه جسيم , والمخلصون هم الناجون في الدنيا والآخرة , عن عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله r يقول : (( انطلقَ ثلاثةُ نفرٍ ممَّن كانَ قبلكمْ حتَّى آواهُم المبيتُ إلى غارٍ فدخلوهُ فانحدرتْ صخرةٌ منَ الجبلِ فسدَّتْ عليهمُ الغارَ فقالوا : إنَّه لا ينجيكُم مِن هذهِ الصَّخرةِ إلا أنْ تدعُوا اللهَ بصالحِ أعمالِكم , قالَ رجلٌ منهم : اللهمَّ كانَ لي أبوانِ شيخانِ كَبيران , وكنتُ لا أَغْبِقُ فيهمَا أهلاً ولا مالاً – أي لا يقدم في شرب قبلهما أحدا – فنأَى بي طلبُ الشجرِ يوماً فلمْ أرحْ عليهمَا حتَّى نامَا , فحلبتُ لهمَا غَبوقهما فوجدتهمَا نائمَين فكرهتُ أنْ أوقظَهما وأنْ أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً , فلبثتُ – والقدحُ في يدي – أنتظرُ استيقاظَهما حتَّى بَرق الفجرُ والصِّبية يتضاغون عندَ قدميَّ , فاستيقظَا فشربَا غبوقَهما , اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهكَ ففرِّج عنَّا مَا نحنُ فِيه مِن هَذه الصَّخرة , فانفرجتْ شيئاً لا يستطيعونَ الخروجَ منهُ .
فقالَ الآخرُ : اللهمَّ إني كانتْ لي ابنةُ عمٍّ كانتْ أحبَّ الناسَ إليَّ , فأردتها عَلى نفسِها فامتنعَت منِّي , حتَّى ألمَّت بها سنةٌ منَ السِّنين (أي افتقرت) فجاءَتني فأعطيتُها عشرينَ ومِائة دينارٍ عَلى أنْ تخلِّي بينِي وبينَ نفسِها ففعلِتْ , حتَّى إذَا قدرتُ علَيها ( وفي رواية) قعدتُ بينَ رِجلَيها قَالتْ : اتَّقِ اللهَ ولا تفضَّ الخَاتَمَ إلا بحقِّه . فانصرفتُ عنهَا وهيَ أحبُّ النَّاسِ إليَّ وتركتُ الذَّهبَ الذي أعطيتُها , اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فأفرج عنَّا ما نحنُ فيه فانفرجتِ الصَّخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطيعونَ الخروجَ منهَا .
فقالَ الثَّالثُ : اللهمَّ إني استأجرتُ أجَرَاء وأعطيتُهم أجرَهم غيرَ رجلٍ واحدٍ تركَ الذي لهُ وذهبَ , فثمَّرت أجرهُ وكثرَت منهُ الأموالُ , فجاءَني بعدَ حين فقالَ : يا عبدَ اللهِ أدِّ إليَّ أجرِي . فقلتُ : كل مَا ترى مِن أجرِكَ , منَ الإبِلِ والبقرِ والغنمِ والرقيقِ . فقالَ : يا عبدَ الله لا تستهزِئ بِي . فقلتُ : لا أستهزئُ بكَ . فأخذهُ كلَّهُ فاسْتاقَهُ فلمْ يترُك منهُ شيئاً , اللهمَّ إنْ كنتُ فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهكَ فأفرج عنَّا مَا نحنُ فيهِ , فانفرجتْ الصَّخرةُ فخرجُوا يمشونَ )) . [أخرجه البخاري ومسلم] . فتأمل رحمك الله في قول كل واحد منهم : اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك أي خالصاً لا رياء فيه ولا سمعة , فاستجاب الله لهم وفرج عنهم .
أيُّها الإخوَة : ( الإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقيَ للفلاح , وهو الذي يحمل الإنسان على مواصلة عمل الخير , فمن يصلي رياءً أو حياءً من الناس لا بدَّ أن تمرَّ عليه أوقات لا ينهض فيها إلى صلاة , ومن يفعل المعروف ليُذكر في المجالس أو الصُّحف قد يرى بعينه باباً من أبواب الإحسان فيصرف عنه وجهه لأنَّه خفي ليس بجانبه لساناً أو قلماً يذكر هذا الإحسان إطراءً ومدحاً وهكذا ) . [رسائل الإصلاح 1/10] .
ومن هنا كان السلف يواصلون عمل الخير ويخفونه عن أقرب الناس إليهم , قالت زوجة حسان بن أبي سنان : كان حسان يجيء فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيَّها , فإذا علم أني نمت سلَّ نفسه فخرج ثم قام يصلي , قالت : فقلت له : يا أبا عبد الله كم تعذب نفسك , ارفق بها . فقال : ويحك اسكتي فيوشك أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانا .
وجاء في ترجمة أمير المؤمنين في الحديث عبد الله بن المبارك- رحمه الله -عن محمد بن أعين وهو صاحبه في أسفاره وعزيز عليه قال : ( كنَّا ذات ليلة في غزوة الروم فذهب ابن المبارك ووضع رأسه ليريني أنه نام فقلت : أنا برمحي في يدي فقبضت عليه , ووضعت رأسي على الرمح كأني نمت .
قال محمد : فظنَّ ابن المبارك أني نمت فقام يصلي حتى طلع الفجر فأيقظني يظن أني نائم فقال : يا محمد . فقلت : إني لم أنم . قال : فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلي في شيء طوال الغزوة , كأنه لم يعجبه ذلك مني حين فطنت عليه في ذلك العمل , فلم أزل أعرفها فيه حتى مات , وما رأيت رجلاً أسرَّ بالخير منه ) .
وابن المبارك هذا عليه -رحمة الله- كان يتردد في بلدة طرسوس وكان ينزل في موضع له , فكان شاب يتردَّد إليه ويتعلم منه ويسمع منه الحديث ويقوم بحوائجه , وفي إحدى المرات فقده ابن المبارك فقيل محبوس بدين مقداره عشرة آلاف درهم , فسأل ابن المبارك عن صاحب المال فأعطاه عشرة آلاف وحلَّفه ألا يخبر أحداً ما عاش ابن المبارك , فأخرج الشاب من السجن وسافر ابن المبارك ولحقه الشاب على مسافة مرحلتين من البلد , فقال له ابن المبارك : يا فتى أين كنت لم أرك ؟ فقال : كنت محبوساً بدين . قال : وكيف خلصت ؟ قال : جاء رجل فقضى ديني ولم أدر . قال : فاحمد الله . ولم يعلم هذا الشاب بأنَّ ابن المبارك هو الذي قضى دينه إلا بعد موت ابن المبارك- عليه رحمة الله- .
يقول محمد بن واسع : ( إنه كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به ) . قال بعضهم : لقيني رجل في طرق من طرق المدينة فقال : كم عيالك ؟ قال فأخبرته فقال : قد أمرت أن أجري عليك وعلى عيالك ما دمت حيَّاً فقلت : من أمرك ؟ فقال : لا أخبرك . فقلت : إن هذا معروف يشكر فقال : الذي أمرني لم يرد شكرك قال : فكنت آخذ منه إلى أن توفي خالد بن عبد الله بن عمر بن عثمان فاجتمع له الناس فحضرته فلقيني ذلك الرجل : يا فلان هذا والله صاحبك الذي كان يجري عليك ما كنت أعطيك .
فهكذا فليكن أهل الإيمان , برٌّ وإحسان وعمل وإخلاص وإسرار بالخير رحمهم الله ووفقنا لسلوك سبيلهم واقتفاء أثرهم , أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية ( عَنِ الإخْلاصِ )
الحمد لله يعلم ما أسرَّ العبد وما أظهر , وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أنَّ محمَّداً عبد الله ورسوله , اللهمَّ صلِّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان .
أمَّا بعدُ : فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمكم الله أن سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة على قدر إخلاصه لله U , والمخلص تتحقق له طمأنينة القلب والرِّفعة في الدَّارين وقبول الدعاء وتفريج الكرب والشدائد , وبالإخلاص يُبعدُ عن الإنسان الوساوس والأوهام , قال الداراني : ( إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء ) , وكلما كانت العبادة عن عيون الناس وأسماعهم أخفى , كان نفعها أعظم , وكان صاحبها أسلم , وقد مرَّ أبو أمامة t على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي ويدعو فقال : نِعْمِ أنت لو كان هذا في بيتك . [السير 3/361] .
أيُّها المسلمُون : إن الإخلاص إذا تحقق في النفس قوَّى صاحبه فنهض مدافعاً عن الحق غير مبالٍ بما يلاقي في هذا السبيل , والإخلاص يشرح صدر صاحبه للإنفاق وبذل المال في وجوه الخير , فتراه يؤثر بشيء من ماله وإن كان محتاجاً إليه .
والإخلاص يعلم صاحبه الزهد في عَرَضِ الدنيا , فلا يخشى منه أن يناوئ الحق أو يلبسه بشيء من الباطل وأعطي ما أعطي من متع الحياة .
والإخلاص يصون التاجر والبائع عن الخيانة في صنف البضاعة أو قيمتها , والإخلاص يردع قلم كل كاتب عن أن يقلب الحقائق أو يكسوها لوناً غير لونها إرضاء لشخص أو طائفة .
والإخلاص يحمل العبد على المحافظة على شعائر دينه , فلا يتخلف عن صلاة الجماعة , ولا ينتهك المحرمات إذا غاب عن أعين الناس , بل يراقب ربه الذي يراه ويعلم ما في قلبه .
عبَاد الله : وضدُّ الإخلاص الرياء والسُّمعة والعُجب , نعوذ بالله من ذلك .
والرِّياء : إظهار العبادة لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها . [الإخلاص والشرك الأصغر عبد العزيز العبد اللطيف].
والسُّمعة : العمل لأجل سماع الناس , والعُجب : أن يرى المرء أن عنده من العبادة والخير والفضل ما ليس عند الناس .
وقد تكلم أهل العلم عن هذه الأمراض وما ثبت من أدلة القرآن والسنة من التحذير منها , وخير علاج للرياء تذكر المرء لنفسه دائماً بأنه عبد لا يستحق على خدمة سيده عوضاً ولا أجرة فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه .
وَمن العلاجِ أيضاً : أن يكثر من العبادات غير المشاهَدة وأن يخفيها كقيام الليل وصدقة السِّرِّ والبكاء من خشية الله خالياً من الناس .
ومنَ العلاجِ : أن يتذكر الموتَ وسكراته والقبر وأهواله واليوم الآخر بأحواله . [المصدر السابق] .
ومنَ العلاجِ : أن يعلم ما في عمله من عيوب وآفات وما فيه من حظِّ النفس , ونصيب الشيطان , وأن يخاف من مقت الله له إذا اطَّلع على قلبه وهو منطوٍٍ على الرياء .
ومنَ العلاجِ : أن يوقن بأن الناس لن يغنوا عنه من الله شيئاً , وأنهم لن يضروا أو ينفعوا إلا بشيء قد كتبه الله , يقول بعضهم : ( جاهد نفسك في دفع أسباب الرياء عنك , واحرص على أن يكون الناس عندك كالبهائم والصبيان , ولا تفرق في عبادتك بين وجودهم وعدمهم , وعلمهم بها أو غفلتهم عنها , واقنع بعلم الله وحده..) .د
ولا شيء كاللجوء إلى الله والاستعانة به ودعائه والتعوذ به من الرياء ومحبطات الأعمال .
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين , وأولياءك المفلحين , اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم , اللهم اجعل أعمالنا صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيها شيئا .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى