لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

عوائق الاستقامة  Empty عوائق الاستقامة {الإثنين 21 نوفمبر - 9:29}

د . سعد بن عبدالله الحميد
عوائق الاستقامة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى

إن الحمد الله نحمده تعالى, ونستعينه, ونستغفره, ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فهو المهتدي, ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته, وأسمائه, وصفاته, له الملك, وله الحمد, وبيده الخير, وهو حي لا يموت, وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه, وخليله, وخيرته من خلقه أرسله الله رحمة للعالمين, فشرح الله به الصدور, وأنار به العقول, وفتح به أعيناً عُميا, وآذاناً صُما, وقلوباً غلفا, اللهم أجزه عنا أفضل ما جزيت نبياً عن أمته, وأعلِ على جميع الدرجات درجته واحشرنا تحت لوائه وزمرته, ووردنا حوضه في الآخرة, اللهم لا تجعل لقلوبنا الآن حوضاً ترده إلا كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم أفضل صلاةٍ وأتم سلام, وأكمله وأعلاه, وأشمله وأنماه, وأبلغه وأزكاه, وذروة منتهاه, اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر, والفسوق, والعصيان, واجعلنا من الراشدين. اللهم وبغض إلى قلوبنا البدعة والمبتدعين, وأرنا الحق حقا, والباطل باطلا, ووفقنا لاتباع الحق والعمل به ودعوة إليه والصبر على الأذى فيه ابتغاء وجهك وطلب مرضاتك. وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا وإياكم على الإيمان, والذكر, والقرآن الكريم. وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله. ثم يجمعنا أخرى سرمدية أبدية في دارٍ قصورها ذهبٌ, والمسك طينتها, والزعفران حشيش نابت فيها. ( رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} [آل عمران193]، {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }آل عمران194 }

أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلاله وكل ضلالة في النار. أجارني الله و إياكم من النار. أما بعد عباد الله كل من تلقونه, أو يحدثكم يأخذ منكم ويعطيكم ويترك في نفوسكم أثراً حسناً أو سيئاً مؤقتاً أو باقيا, وكل من تلتقون بهم في دروب الحياة على أصنافٍ ثلاثة كما يقول بعض جهابذة الحكماء, وكبار مشائخة العلماء. فمنهم من يمر مرور السيل العرمرم السفاح, يدمر العمران ويقتل الحيوان ويؤذي الإنسان. ومنهم من يمر مرور النهر على الصخر فلا يترك أثرا فلا ينبت زهراً ولا ينتج ثمرا. ومنهم من يمر مرور الماء على الأرض البكر تكون قبله قاحلات منحلات وتصير بعده جنات وبساتين ممر عات, مباركٌ أينما كان, درةٌ كيفما أُديرت أضاءت ومشمٌ من حيث ما شمّا فاحا أينما وقع نفع كالغيث في كبد السحاب هطوله يخشى البلاد مشارقا ومغاربا, كالبدر من حيث رأيته يهدي إلى عينيك نوراً ثاقبا فأرجوا الله بمنه وكرمه, أن نكون من هذا الصنف المبارك مثل فرعٍ بدوحة العز تأوي تحت أفنانه عُكاس الديار.عباد الله. أوصيكم ونفسي المقصر بتقوى الله عز وجل في السر والعلن. يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102}..{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1}.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}سورة الأحزاب 71}

أما بعد :

عباد الله:

فإن من عوائق الاستقامة: التسويف الذي انخدع به كثير من الناس والشباب منهم بالأخص. تجد أنه يعمل ما يعمل مادام شاباً ثم يتوب بعد ذلك وباب التوبة مفتوح, وما علم المسكين أن الموت لا يفرق بين شاب وغيره, صغير أو كبير, ذكر أو أنثى, غني آو فقير, فالكل إذا حان ضمان من الله بأن سيعيش من العمر كذا وكذا, بل المطلوب شرعاً من كل منا إذا أصبح أن لا ينتظر المساء, وإذا أمسى أن لا ينتظر الصباح, ولنعلم أن أكثر صياح أهل النار من التسويف والمسوف يبني الأمر على ما ليس إليه وهو البقاء, فلعله لا يبقي وهل عجز عن تركها الآن إلا بسبب غلبة الشهوة عليه, وهذه الشهوة لا تفارقه غداً فما كان سيفعله غداً لماذا لا يفعله اليوم, بل من المعلوم أنه كلما انتظر زادت عنده المعوقات, فكلما طالت المدة اعتاد يقول ابن قدامةـ رحمه الله ـ : ما مثل المسوف إلا من احتاج إلى قلع شجرة, فرآها قوية لا تنقطع إلا بمشقة شديدة, فأخرها سنة ثم يعود إليها, وهو لا يعلم أن الشجرة كلما بقيت ازدادت رسوخها وهو كلما طال عمره ازداد ضعفه, فالعجب من عجزه مع قوته عن مقاومتها في حال ضعفها, كيف ينتظر الغلبة إذا ضعف وقويت ومن عوائق الاستقامة: ما يسمى بضغط البيئة, أو ضغط المجتمع أو ضغط الواقع, ويقصد به الخروج عن مألوف وأعراف المجتمع مما يعرض صاحبه للسخرية.

تقدم الكلام فيما مضى عن أحد أخطار البث المباشر وهو الخطر على العقيدة وأما الخطر الثاني من أخطار البث المباشر, فهو خطره على الأخلاق, والأمة التي لا خُلُقَ لها لا خير فيها.

وإنما الأمم الأخـ لاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ومن أبرز ما خلفت الأفلام من شرور خلال السنوات الماضية ما أحدثته من خلل في أخلاق الرجال وأعراض النساء, ويتمثل هذا الخلل فيما يأتي: شيوع الرذيلة وسهولة ارتكابها, حتى أنك لتجد بعض المجتمعات وقد اعتادت ذلك. تفجير الغرائز والبحث عن سبل غير شرعية لإشباعها والسبب ما يرد في الأفلام من عري فاضح, مع اختيار النساء الجميلات في شكلهن للقيام بأدوار معينة في الأفلام.

تعويد الناس على أمور محرمة هي بريد الفتنة, كالخلوة, والاختلاط, والمغازلة, وهذا يعرض بكثرة إلى أن استمر الناس في هذا المنكر.

الدعاية لأمور محرمة تؤدي إلى الانحراف, كالدعاية إلى شرب الخمور, وغير ذلك من الأمور المحرمة.

بث الأفلام الدعائية التي ترغب المشاهد في السفر للخارج, وقدر بعد ذلك ما يحدث هناك بعد

السفر. وهذه مسألة تحتاج إلى طول تأمل وتقدير لهذا الخطر المترتب عليها. فإذا علمنا أن بعض الناس بمناسبة الصيف والعطلة الصيفية يتسابقون إلى بلدان الكفر. بحيث أصبح ذلك أمرا مشاهداً ظاهراً بعد أن لم يكن كذلك. إذا علمنا ذلك, من أهمها الدعاية التي تمتلىء بها صحفنا وللأسف وفيها شتى المغريات, فشركات السياحة تتنافس في الأسعار وتعلن للمواطن عن زيارة بلاد معروفة بالانحلال وانتشار العهر والرذيلة فيها ذهاباً وإياباً مع تأمين المسكن وغير ذلك من متطلبات الرحلة, بأسعار زهيدة, بل لعلكم تستغربون بعض صحفنا تدعوا المواطن إلى زيارة إحدى البلدان الأوربية المعروفة بالانحلال وانتشار اللواط فيها. مقابل كم ؟ إنه مجاناً دون أن يدفع المسافر قرشاً واحداً, وليس ذلك فقط بل أن يصطحب معه من شاء من أفراد عائلته, فعلى أي شيء يصنعون ذلك. أ لأنه قربة إلى الله؟ يحتسبون الأجر في الإنفاق فيها, أو لمآرب أخرى لا تخفى على الفطن اللبيب فإذا كان هذا الانكباب على السفر للخارج من جراء تأثير هذه الدعاية في الصحف, فما بالك يا أخي بالدعاية في مناظر تلفزيونية ملونة لا تتحكم فيها أي جهة, بث مباشر من تلك البلدان, يصور ما فيها من مناظر ومسارح وملاهي ودور الرقص وأندية العري, وشواطىء البحار, وحدائق فيها ألوان مما يسخط الله جل وعلا, إلى غير ذلك مما يعجز القلم عن وصفه, فلا شك والله أن الأمة مقبلة على شر لا يعلم مداه إلا الله, فأين العاقل الرشيد. واسمعوا لهذا الكلام الذي أنقله لكم عن رجل كافر لكنه عاقل, وهو أحد الدكاترة الغربيين, يصف أثر الأفلام على الناس, يقول الدكتور بلوفر: إن الأفلام التجارية التي تنتشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في معظم موضوعاتها كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن الآداب الجنسية الضارة من الأفلام, وقد ثبت للباحثين أن فنون التقبيل والحب والمغازلة والإثارة الجنسية والتدخين يتعلمها الشباب منهم خلال السينما والتلفزيون ). أ. هـ كلامه والفضل ما شهدته الأعداء. فإن ثالث الأخطار على البث المباشر. الخطر الأمني فإذا علمنا أن الأفلام التي تعرض في التلفزيون الذي يخضع للرقابة قد أسهمت في رفع مستوى الجريمة من خلال ما تعرضة من أفلام العنف والجريمة وكيفية السطو على البنوك والمنازل والمتاجر, فما بالكم بالأفلام التي لا رقابة عليها إطلاقاً
ًوتصور إذا كانت الانقلابات التي تحدث في بعض البلدان تحرص أول ما تحرص على السيطرة على جهاز الإذاعة والتلفزيون وتعتبر الدول أن سقوطها الإذاعي والتلفزيوني يعني سقوط الدولة. وتجد الدول تحارب الإذاعات الموجهة ضدها حرباً لا هوادة فيها, وتحاول التشويش عليها وتحصين المستمعين لها, وتبذل كل رخيص في سبيل الحيلولة دون التأثر بها ويصنعون ذلك لقناعتهم بالأثر ضد أمن البلد, فإذا كان الأمر كذلك فما بالك ببلد ينخرم فيه زمام السيطرة الإعلامية, ويصبح مواطنوه أول الزاهدين في إذاعة وتلفاز, وتوجهون للإذاعات ومحطات تلفزة ضحايا لما يبث عبر ما يستمعون إليه ويشاهدونه وفيها من الخطورة على أمن البلد ما فيه فمن ذلك الجريمة فالارتباط بينها وبين ما يعرض في الأفلام ارتباط وثيق, حتى قال الطبيب النفسي ستيفان بانا ) الأستاذ بجامعة كولومبيا: إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فإن التلفزيون هو المدرسة الإعدادية للانحراف ) وأوضح العالم الفرنسي ( جان خيرو) في دراساته عن الجريمة أن أسباب الانحراف عند المنحرفين ترجع إلى مشاهدة أفلام العنف, وتدل الإحصائيات الأخيرة التي أجريت في أسبانيا أن 39% من أحداث المنحرفين قد أقبسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام يقضي أحدهما ساعات طويلة جداَ في مشاهدة هذه الأفلام والمسلسلات والبرامج العدوانية. وذكر أحد دكاترة هذا البلد أنه من خلال إحدى الدراسات التي أجريت على 500 فيلم طويل تبين أن موضوع الحب والجريمة والجنس ليشكل نسبة 72%منها.

ولا شك بأن المشاهد الذي يقضي ساعات أمام مشاهدة هذه الأفلام سيتأثر بها تأثراً واضحاً وبخاصة إذا كان شاباً أو شابة وفي سن فيها من الاضطراب النفسي ما فيها, مع قصر النظر عن مغبة ما يشاهد, والجراءة والإقدام التي يمتلكها من هم في هذه السن ومخالطة من يماثلونهم في السن والميول والاتجاه فيشجع بعضهم بعضا ويغري بعضهم بعضا. ومن المخاطر الأمنية التي تترتب على البث المباشر الإضطرابات الأمنية ويمكن أن أوجز الحديث عن ذلك بذكر ما جاء في تقرير صادر من اليونسكو حيث جاء فيه ما نصه: إن إدخال مسائل إعلام جديدة وخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية. أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية وغالباً ما يصاحب فوائد الاتصالات الحديثة سلبية يمكن أن تشيع الاضطرابات بدرجة كبيرة في النظم القائمة ) هذا أيها الإخوة مع أن كثيرا من محطات التلفزيون والإذاعة العالمية تخضع لإ رادات المخابرات لبعض الدول وفي هذا ما فيه مما لا ينكر لأن الدولة التي تريد إسقاط نظام قائم أو زعزعة الأمن فيه إذا كانت تمتلك محطات إذاعة تثير الفوضى والاضطراب فيه وتعمل على إثارة الناس ضد النظام القائم فيه وسياساتهم في هذا ما يشاهده المواطن في التلفزيون من مظاهر تقام في بعض البلدان إن احتجاجاً على أوضاع معينة فيصبح البلد الذي نعم بالأمن مدة طويلة بلداً تسوده الفتن والقلاقل والمخاوف, وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

لقد تقدم ذكر عائقين من عوائق الاستقامة وهما حب الشهوات ومجالسة أهل السوء وهناك عوائق أخرى تقدم الحديث عنها في مواضيع مستقلة منها المخدرات والتدخين والسفر للخارج, والهاتف

فلا شك بأن المخدرات من أعظم ما يصرف المرء عن الاستقامة, بسبب عدم قدرته متعاطيها على تركها كما يقال, ومثلها التدخين الذي قد يتساهل فيه بعض الناس, فلا تجد مثلاً من يهتم بمنع غبنه عنه كاهتمامه بمنعه من المخدرات مع أن الذي يقع في التدخين عنده الاستعداد أكثر من غيره على تعاطي المخدرات والخمور لأنه وضع رجله على بداية السلم, وهذا أمر مشاهد ومعروف تجد احدا يتعاطى المخدرات والخمور وهو لا يدخن, والرباط بين هذه الأمور الثلاثة وثيتق جداً بقي أن نشير إلى أنه وإن كان يعتبر عائقاً عن الاستقامة فيما يظهر, إلا أنه بالإمكان إزالته ولا يستطيع تركها, بل أنه يستطيع إذا كان صاحب إرادة مع توفيق الله له وبذله للأسباب, فكم رأينا من أناس كانوا مدمنين للتدخين تركوه بكل يسر وسهولة, وقد يكون بيننا منهم عدد, بل أن هناك ممن كان يتعاطى المخدرات وترك ذلك, وقد أوردت بعض القصص التي تدل على ذلك حينما تكلمت عن المخدرات في خطب مضت ولنعلم أيها الإخوة أن الإسلام جاء إلى العرب وهم يشربون الخمر وقد تروّت عروقهم بها و وحصل الأمر إلى درجة التفاخر بها في أشعارهم ومدحهم لها حتى أن بعضهم يقول:

إذا ما مت فادفني إلى جنب كرمة
تروي عظامي بعـ ـد موتي عروقها
ولا تدفني في الفلاة فإنني
أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها



وقال حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ في جاهليته :

ونشربها فتتركنا ملوكا وأسداً لا ينهنهنا اللقاء

جاء الإسلام والعرب بهذه الصفة وأشد, فحينما نزل تحريمها, فهل قال أحد منهم لا أستطيع أن أدعها, بل أقلعوا عنها من ساعتهم حتى أن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ كان يسقي أبا طلحة ومن معه الخمر وكان بعضهم رافعاَ الكأس إلى فيه, فلما صاح الصائح: ألا إن الخمر قد حرمت, ألقوا ما بأيديهم, وأراقوا ما عندهم من ساعاتهم ونحن وهم من ذرية لآدم, لا فرق بيننا إلا في هذا الإيمان الذي وقر النفوس, وأما السفر للخارج فإنه من أبواب الشر التي فرطوا في جانب الولاء والبراء والقواعد الضابطة للسفر إلى بلاد أهل الشرك. فدخل علينا الغلاء حينما ذهب الجهلة وأصحاب الشهوات إلى بلاد الرذيلة والشهوات التي أسرتهم وحرفتهم عن طريق الاستقامة وقد تكلمت عن السفر للخارج في بعض الجمع التي مضت, وكذا الهاتف الذي سبق أن بينت ماله من أضرار مع ماله من منافع, وأشرت إلى أنه ينبغي لكل من ولاه الله أمر أحد من الناس أن يضع في حسبانه أن كثيرا ممن وقع في الفاحشة من ذكور وإناث بسبب هذا الهاتف الذي هو في الحقيقة دخيل في بيتك يتخطف أبناءك, وقد اتصل بي قبل أيام قليلة مضت امرأة عبر الهاتف, وسألتني هل أنت فلان, قلت نعم, ثم انفجرت بالبكاء, وأخذت تبكي بكاءً كادت أن تفيض نفسها منه, وأنا لا أدري ما القصة, وأحاول أن أسألها عن سبب بكائها فتزيد في البكاء, حتى صبرت عليها وقتاً, أخذت بعده تسألني, وتقول إنها قد ارتكبت الفاحشة وزنى بها رجل مع أنها متزوجة, ولها بعض الذرية من زوجها, وتريد التوبة, فكيف تتوب وقد ارتكبت هذا الفعل, وهل سيفغر الله لها. تعاظمت الفاحشة ومن تعاظمها لها ظنت أن الله لن يغفر لها, فأجبتها عما سألت عنه, وقلت لها: كيف وقعت في هذا الأمر وأنت متزوجة قد أحصنك الله ؟ فذكرت أنه بسبب الهاتف, يذهب زوجها للعمل وتبقى وحيدة في الضحى في البيت و إلى أن اتصل بها هذا الشيطان الذي أغراها بأسلوبه الماكر, فوقعت فيما وقعت فيه ومن هنا ينبغي أن نعلم أن المرء من ذكر وأنثى قد يكون عفيفاً لا يعرف شيئاً من هذه المحرمات الظاهرة, فيتعرض للبلاء

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي و لكم ويا فوز المستغفرين والتوابين المتطهرين



الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فهو المهتدي, ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين هم بهديه مستمسكون وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد :

أيها الناس:

فلقد طال الحديث عن عوائق الاستقامة ونختمه في هذه الجمعة بذكر أهم ما بقي من عوائق, وهي التهاون بالمعاصي وعدم إدراك خطورتها, وثقل التكاليف, والاعتذار بالقدر والنظر إلى أخطاء أهل الاستقامة. أما التهاون بالمعاصي وعدم إدراك خطورتها فهو الداء العضال الذي ما فتيء ملازماً لكثير من الناس, وهذا ناشئ بادئ ذي بدء من عدم تعظيم الله, لأن المؤمن إذا صدر منه وإن كان الذنب صغيراً, وكلما استعظم العبد الذنب صغر عند الله جل وعلا, وكلما استصغره العبد كبر عند الله تعالى جاء في صحيح البخاري عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: إن المؤمن يرى ذنبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه, وإن الفاجر يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا. وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر, كنا نعدها على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين هم بهديه مستمسكون وسلم تسليماً كثيرا ـ من الموبقات. وقال بلال بن سعد ـ رحمه الله ـ : لا تنظر إلى صغر الخطيئة, ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وأضرار المعاصي كثيرة ليس هذا موضوع إيرادها, ومن أراد معرفتها فعليه بما كتب العلماء في ذلك, ومنه ما ذكره ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الجواب الكافي, وقد يكون عند الناس معرفة ببعضها, كمعرفتهم بأنها توجب سخط الله وحلول نقمته, لكن ما يحصل لهم من رغد في العيش يلهيهم عن تذكر ما هم متلبسون به من المعاصي وقد يكون ذلك استدراجاً لهم. وأما ثقل التكاليف, فهو كذلك, ولولاه لا يبتغي الجنه كل أحد, وسبق ذكر الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحة وهو قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. حفت الجنة بالمكارة, وحفت النار بالشهوات, وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داوود والترمذي والنسائي عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ. قال: لما خلق الله الجنة, قال لجبريل اذهب فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها, فذهب فنظر إليها فقال وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها, فحفها بالمكاره, فقال: اذهب فانظر إليها, فذهب فنظر إليها, فذهب فنظر إليها ثم جاء, فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد. قال: ولما خلق الله النار قال لجبريل: اذهب فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها, فذهب فنظر إليها, ثم جاء فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها, فحفها بالشهوات, فقال: اذهب فانظر إليها, فذهب فنظر إليها, فلما رجع قال: وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها. وهكذا شاء العليم الخبير أن يجعل التكاليف بهذا الثقل ليتميز الناس, فيتضح المطيع من العاصي ولولا ذلك لا ابتغى الجنة من ليس لها بأهل, ولا شك بأن الموفق من وفق في إنفاق الأموال في سبيل الله وهم أصحاب الهمم العالية لن يرضوا عن الجنة بديلا مهما بلغ من الحسن والجمال والراحة وطمأنينة البال لأن مصيره إلى الزوال, وعاقبته إلى شر حال, إخواني في الله أنتم ترون طلاب الدنيا يتحملون التعب بل يستطيبونه في سبيل الحصول على عرض من الدنيا زائل, فالفتى يدرس ويتعب نفسه في متابعة الدروس وتدوينها والمذاكرة وتحمل هموم الامتحانات وما يترتب عليها من قلة مأكل ومشرب وشغل بال, ويستمر ذلك ست عشرة سنة أو أكثر لأنه تيقن أن ما سيحصل له بعد ذلك أمر محمود في نظره ونظر الناس, فصبر على ثقل تلك التكاليف وهكذا التاجر الذي يضحى براحته, وربما عرض نفسه وماله للخطر في الأسفار, كل ذلك رجاء ربح مادي, والسبب في تحمل ثقل هذه التكاليف بينهم لجازم بأن ما سيحصل لهم من جراءه محمود العاقبة, فعجباً لمن يعلم أنه موقن بوعد الله ووعيده مما أعده سبحانه في الدار الآخرة من نعيم مقيم وعذاب دائم, نعيم لمن أطاعه, وعذاب لمن عصاه, كيف لا يتحمل ثقل التكاليف الشرعية ونتيجتها مضمونة بإذن الله, ولا تعد لها نتيجة,

تعصي الإله وأنت تزعم حبه لعمرك هذا في القياس بديع

لوكان حبك صادقاً لأطعته إن الحبيب لمن يحب مطيع



الخطبة الثانية


إن الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فهو المهتدي, ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين هم بهديه مستمسكون بسنته وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد أيها الناس:

تقدم أن من عوائق الاستقامة اعتذار غير المستقيم بالقدر فتجده يقول: الهداية بيد الله, أو سوء فهم قدر الله, فالرب سبحانه مع أنه قدر على الإنسان كل المقادير من خير وشر, إلا أن هذا التقدير ليس تقديرا جبريا وإكراها بل إنه سبحانه جعل العبد مختاراً وبين له طريق الشر وطريق الخير فقال سبحانه وتعالى {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }البلد10وإذا ارتكب أمراً يؤدي إلى مثوبته فهو المتسبب و كما قال سبحانه: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن}النساء79 والعجب من هؤلاء الذين يحتجون بالقدر لماذا لا يحتجون به في أمور دنياهم, لماذا لا يجلس أحدهم ويقول: إذا قدر الله لي أن آكل فسأكل, وإذا قدر لي أن أحصل على المبلغ الفلاني فسأحصل عليه دون عناء, وإذا قدر لي أن أرزق بالولد فسيرزقني دون أن أتحمل عناء النكاح وتكاليفه ومسئولياته, ومن طريف ما يذكر في ذلك أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أمسك رجلاً يسرق فقال له لم تسرق فقال: قدر الله علي, فقال: وأنا أقطع يدك بقدر الله. وليس معنى هذا تخطئة من يذكر القدر من باب التسليم, فهذا له حال وذاك له حال آخر, والفرق بين الحالين حال الوقوع وعدمه. فإذا كان الإنسان في عزبة أن يفعل أمراً غير محمود محتجاً بالقدر فهذا الذي منع منه الشرع وإذا كان الإنسان يبذل الأسباب ووقع عليه أمر من الأمور وبعد ما وقع أذعن واستسلم لقضاء الله فهذا هو المحمود حتى لا تؤول به الحال إلى التسخط والتلوُم, ولذلك جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . قال: احتج ادم وموسى, فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته, أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى, أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه, وأنزل عليك التوراة. أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني ؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ . : فحج آدم موسى. ومعلوم بأنه حجة لأن هذا التلوم حصل بعد وقوع المصيبة, ولو كان احتجاج آدم بالقدر قبل وقوع المصيبة لما كان ذلك مقبولاً شرعاً وأما النظر إلى أخطاء أهل الاستقامة أو من نسميهم بالملتزمتين وأما استقامته فيذكر من أخطاء فلان وفلان فمن أطلقوا لحاهم, وقصروا ثيابهم ويفعلون ومع أن هذه الحجة ضعيفة غير مقبولة, فإننا نقول:أن هؤلاء الذين سلكوا طريق الاستقامة بشر كبقية البشر, فيهم سيء الخلق, وفيهم سريع الغضب, وفيهم البخيل, ومنهم الجبان, كما أن فيهم حسن الخلق, والحليم, والكريم, والشجاع, وقد تجد الواحد منهم ملتحياً مقصراً لثوبة محافظاً على الأوامر مجتنباً للنواهي فيما يظهر على غالب أحواله, وتجده مع ذلك عاقاً لوالديه كما أنك قد تجد إنساناً حالقاً للحيته مسبلاً لثوبه, ومع ذلك فهو بر بوالديه, محافظاً على الصلوات, الفرق بينه وبين السابق أن هذا عصى الله بعقه لوالديه, وهذا عصى الله بحلقه للحيته وإسباله لثوبه فلا ينبغي أن تنظر لخطأ الاول ولا تنظر لخطأ الثاني, وإذا نظرت لخطأ الأول فلا تنظر إليه مقروناً بغيره من أهل الاستقامة فإنك تجد الكثير منهم لا يوافقه على دخله, فهو إذا يخطئ كما يخطئ غيره من البشر وقد تجد منهن يقص لحيته ويقصر ثوبه ويزني أو يشرب الخمر, فهل هذا حجة في نفورك عن الاستقامة ولا يعني هذا أنه إذا فعل هذه الأخطاء دخل في دائرة أهله أي أهل هذا العمل بل قد يكون صادقا غلبته شهوته وأسره شيطانه وزل تلك الزلة فصحابة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ. فيهم من زنى، وقد تاب توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم وفيهم من كان شرب الخمر مرارا ولما لعنه بعض الصحابة نهاهم.

وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه عموما ولم يزل قائلاً عليما وآمراً حكيما, أمركم بأمرٍ بدأ به بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه, وثلث بكم عباد الله من جنه و إنسه . فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }{سورة الأحزاب: 56}

اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وأستاذنا ومرشدنا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهدية إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين من اليهود والنصارى والشيوعيين يا رب العالمين نسأل الله تعالى لنا ولجميع المسلمين الهداية والرشاد ونسأله تعالى يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن, اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا, إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يا سميع الدعاء اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى, اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. عباد الله

إنَ اللهَ يَأمركُمْ بِثلاثٍ فَاتَبعوهَا وَينَهاكُم عَنْ ثَلاثٍ فاجْتنِبوهَا، إِنَ اللهَ يَأْمركُمْ بِالعَدلِ وَالإِحْسانِ، وَإِيتاءِ ذِيْ القُربَىْ، وَيَنهَاكُمْ عَن الفَحشَاءِ وَالمُنكرِ وَالبَغيِ يَعِظكمْ لَعَلكمْ تَذكرونْ، فَاذكرُوا اللهَ العَظيمَ الجَليلَ يَذكركُمْ وَاشْكروهُ عَلىْ نِعمهِ يَزِدكُمْ وَلَذِكرُ اللهِ أَكبرُ واللهُ يَعلمُ مَا تَصنعُونْ.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى