مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د.محمد بن عبد الله الهبدان
تصحيح المفهوم من الآيات
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
الخطبة الأولى
أما بعد : فقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم ..وأمرَ بتدبرهِ وفهمه حق الفهم فقال : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29 كما حذر سبحانه من التلاعبِ بعباراتهِ وألفاظه ..وتجريدهِا عما تضمنتُه من المعاني الصحيحة ..لئلا ينجرفَ الإنسانُ إلى مزالقَ خطره ..ومهاوٍ مُهلكة ..تزلُ بها الأقدام ..وتتعثرُ فيها الخطى ..لكنْ نتيجةً لضعفِ الإيمانِ واليقين ..باللهِ واليوم الآخر ..وقلةِ العلم وضعفِ البصيرة ..ونُدرةِ الفقهِ في كتابِ الله تعالى ..أساء كثيرٌ من المسلمين ..فهمَ آياتِ الكتابِ العزيز ..وكيَّفوا معتقداتِهم وتصرفاتِهم ..وسلوكهِم ومعاملاتِهم ومنهجَهم في الحياةِ كلِّها ..على ضوءِ ذلك الفهمِ السقيم ..فضلَّوا وأَضلوا ..و أفتوا أنفسَهم وغيرَهم بلا علمٍ أو هدىً أو كتابٍ منير..
حتى وصلَ ببعضهِم الأمر ..إلى إساءةِ الظنِّ بأنبياءِ الله ورسله ..ووقعَ في قلوبِهم ما شاء اللهُ أن يقع ..مما يندى له الجبينُ حياء ..ويشيبُ من هولهِ الوالدان ..وهاكَ أخي المسلم أمثلةً ونماذجَ لما نقول : لترى كيف تكونُ عثرةُ القدم ..ومصارعِ الرجال فمن ذلك :
ما حكاه القرآنُ الكريم من قصةِ نزولِ الملائكة ، أضيافاً على لوطٍ عليه السلام ، قبيلَ قيامهِم بتنفيذِ المهمةِ المفزعة ..التي جاءوا من أجلها ..وتحطيمِ القرى اللوطية ..رأساً على عقب ..بعد مشوارٍ طويل ، من الفسقِ والفجور ..وتلطخٍ مهين ، في الخنا والفاحشة ..لكن ما إنْ سَمَعَ الأشقاء ، بمقدمِ أولئكَ الضيوف الكرام ، حتى أقبلوا بخيلهِم ورجلهِم تؤزهُم الشياطين أزاً ..تُحدثهم أنفسهُم بمراودةِ لوطٍ عن ضيوفه ..بكلِ لؤمٍ و وقاحة ، عندها يخاطبهُم لوطٌ بقولِه {يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }هود78 وفي قولِ لوطٍ ـ عليه السلام ـ: {هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ }هود78 يقعُ بعضُ الناسِ في سوءِ الفهم ..وظنِّ السَوْء ..ويتوهمون أنَّ لوطاً يعرضُ بناتهِ في الحرام ..وهذا ظنٌ مُخيف ..وسوءُ أدبٍ مع أنبياءِ الله ورسلهِ ..تزلُ به الأقدام ..وتتصدعُ من هولهِ الجبال ..وحقيقةُ الأمر ؛ أنَّ لوطاً إنَّما دعَاهم إلى الاستعفافِ بنسائهِم وزوجاتهِم ..مواكبةً للفطرة ..وتجنباً للشذوذِ والفاحشة ..قال مجاهد : لم يكنَّ بناتَِه ، ولكنْ كنّ من أمتِه ..وكلُ نبيٍ أبٌ لأمته .
فتأمل ـ رحمك الله ـ كيف تكونُ عثرةُ القدم ..ومداخلُ الشيطان .
ومن الآيات التي يقعُ فيها سوءُ الفهمِ كذلك ..قولُه تعالى على لسانِ الخليلِ عليه السلام : {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ . فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ . فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام78 فيتوهم بعضُ الناس ..أنّ إبراهيمَ كان حيراناً لا يعرفُ ربَّه وخالقَه .وأنَّه كان يظن الكوكبَ الذي رآه بازغا ، هو ربَّه الذي يعبدُه ويتوسلُ إليه ..ثم ظنّه القمرَ بعد ذلك ، وأخيراً الشمس ..وهذا وهمٌ كبير ..وخطأٌ فادح ..يتنـُزه عنه خليلُ الرحمنِ وحبيبُه ..الذي زكاه ربُه وبرأهُ من الشركِ فقال : {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120 وإنما قصدَ إبراهيم عليه السلام إفهامَ قومهِ المشركين ..بأن الذي فطَرَ السموات و الأرضَ هو الله ..وأن الذي زيَّن السماءَ بالنجومِ ..هو الله ..وأن الذي سخر الشمس و القمرَ دائبين ..هو الله ..ربُه الذي يعبدُه ويقدسه ..ويعظمه وينزهه ..سبحانه وتعالى عما يشركون .
ومما يُساء فهمُه كذلك ؛ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105
فيتوهم بعض المتعالمين و الكسالى ..أن المرادَ من الآية ..أن يكتفيَ المسلمُ بإصلاحِ نفسه، وتعاهدِها ..بالرعايةِ والتقويم ..ثم لا عليه بعد ذلك ..صَلُحَ الناسُ أم فَسدُوا ..اهتدوا إلى شرعِ الله أم ضلوا ، فلا يأمرُ بمعروف ولا يَنهى عن منكر ..ولا يغارُ لحرمةٍ مُنتهكة ..أو شعيرةٍ ممتهنة ..بل ينزوي في حجرة على نفسِه الخانعة ..مكتفيا بالحوقلةِ و الترجيع ..وندبِ الزمانِ البائس المنكود ..ولَعَمْرُكَ ..كم عاد ذلك الفهمُ السقيم ..كم عادَ على الأمةِ من ويلاتٍ ونكبات ..وشرورٍ وفتن ..حتى استأسدَ دعاةُ الباطل ..ووجدوَها فرصةً سانحة لنشرِ باطلهم ..وترسيخِ فجورهِم ..وتثبيتِ دعائم كفرهم وإلحادهم ..ولو تأملَ المنصفون الآية ..بكلِ تجردٍ وموضوعية لوجدوُها بعيدةً كلَّ البعدِ عما ذَهبَ إليه المبطلون والضعفاءُ الخانعون
ففيها يخاطبُ اللهُ المؤمنين ..بأنكم متى قمتم بما أوَجَبَه اللهُ عليكم ..من تبليغِ العلمِ ونشرهِ وبذلِ النصيحةِ لمن ولاه اللهُ أمرَكم ..وأمرتم بالمعروف ..ونهيتم عن المنكر ..وأديتم ما يقتضيه مقامُ الدعوةِ من صدعٍ بالحق ..ومقاومةٍ للباطل ..ثم أصرَّ المعاندون على عنادهِم ..والمبطلونَ على باطلهِم ، وتمادى الفجرةُ في فجورهِم ..فلا يضرُكم ضلالُهم بعد ذلك ..وما أكثرُ الناسِ ولو حرصت بمؤمنين .
ومما يقعُ فيه سوءُ الفهمِ كذلك قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ. وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون61
وهذه الآيات العظيمة ..يفهمُها بعضُ الناس فهماً خاطئا ..فيظنون أن المرادَ بالمذكورين في الآيات ..هم الذين يزنون ويسرقون ويفعلون الموبقات ومع ذلك ؛ يفعلونها خائفين مشفقين من عذاب الله ونقمته وبطشه ..وهذا فهمٌ غيرُ سديد ..فقد سألتْ عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : أرأيتَ قولَه تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }المؤمنون60 أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر ، ويخافون الله؟ قال : لا يا بنتَ الصديق !! إنهم الذين يُصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يقبل منهم .. فلا مسوغَ في الآياتِ إذاً ..للفجرةِ و الفسقة أن يستغلوا فهمهَم القاصر ..واستيعابهَم المحدود ..فيرتكبون الذنوب والمعاصي ..بكل صلافةٍ وهمجية ..متمنين على الله الأماني .
ومما يساء فهمه كذلك ..قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}النساء59 فتفهم الآية فهماً خاطئا من وجهين :
أولهما : أنهم يظنون أن المراد بأولي الأمر هم الأمراء والحكام فقط ..والحق أنهم الأمراء والعلماء معاً .
وأما الوجه الثاني ..فإن الكثيرين يظنون أن طاعةَ أولي الأمر ، هي طاعة مطلقة دون قيدٍ أو شرط ..وهذا شطط واضح ..وتعصب ممقوت ..فطاعة الأمير ..مقيدة مشروطة ..بكونها بالمعروف فقط ..إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
وأما العلماء ..فهناك من يبالغ في طاعتهم حتى يصل إلى درجة التقديس والتعظيم المذموم ..ويغلو بهم غلوا مجحفا ..ويقدم أقوالهم على قول الله ورسوله ..وتلك وثنية وافدة ..تلقّاها الناس ممن قال الله فيهم {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ}التوبة31
وإنما الواجب ..احترامُ العلماءِ العاملين ..المشهودُ لهم بالعلم والفضل ..و الصلاح والاستقامة ..كما يجب الذب عن أعراضهم ..والالتفاف حولهم ..ومحبتُهم في الله سبحانه ..واعتقادُ أنهم يخطئون ويصيبون ..وأن خطأَهم مغمورٌ في بحر حسناتهِم
ومن الآيات التي يساء فهمها كذلك ..قوله تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}القصص77
وهذه الآية كثيرا ما يحتج بها عبدة الدينار والدرهم ..واللاهثون خلف الأهواء والشهوات ..ويحتجون بها كلما ذكروا أو وعظوا ..يقولونها إما استخفافا وسخرية بكتاب الله تعالى وهذا كفر وإلحاد ..وإما مكابرة وعنادا ..وهذا غي وفجور ..وأما معناها الصحيح ..أن يسعى الإنسان لإصلاح آخرته ..والقيام بحق الله سبحانه ..ثم لا عليه أن ينال بعد ذلك مما أباحه الله له من المآكل والمشارب ، والمناكح والمساكن ..دون إسراف أو تبذير ..
بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية
أما بعد : فمن الآيات التي يساء فهمها كذلك : قوله تعالى : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}البقرة256 فإذا سمعوا من يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ..تصدى له المعوقون المخذلون ..من أنت أيها الشيخ حتى تجابه التيار !! وتحجب الشمس بعباءتك ..على رسلك أيها المسكين ..فلا إكراه في الدين ..أصلح نفسك ..ودع العباد لرب العباد !! ويبدءون في تخذيل ذلك الداعيةِ المحتسب ، وتوهينِ عزمه ، بسم عباراتهم ..وقبيح إشاراتهم ..ويتناسى أولئك المساكين ..أن مفهوم الآيةِ الكريمة ..أن عليكم أيها المسلمون ..أن تعرضوا الإسلام بكماله وجماله ..وسموه وبهائه ..وعدالته و سماحته ..فمن آمن واستجاب كانت له الحسنى في الدارين ..وإن كانت الأخرى ..فليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ..
ومن الآيات التي يساء فهمها كذلك ..قوله تعالى {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ }النساء129 الآية ..وهذه الآية يفهمها بعض الرجال والنساء فهما خاطئا فيقعون في مزالق خطرة ..فأما الرجال ؛ فيظنون أنه ليس باستطاعتهم تحقيقُ العدلِ بين الزوجات ..مهما كان حرصُهم واجتهادُهم ..فإذا كان العدلُ متعذرا ..حسب فهمهم القاصر ..فلا عليهم إذاً أن يفاضلوا بين الزوجات ..ويجحفوا في حق بعضهن ..ويفضلون إحداهَن على الأخرى في العطاء والقَسْمِ .
كما تظن بعض النساء ..ظنا مشابها ..فإذا كان العدل مستحيلا ..فإن الله يقول : { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً }النساء3 فيحاربن تعدد الزوجات ، وتقيمُ إحداهُن الدنيا ولا تقعدها حين يفكر زوجُها في نكاحِ غيرهِا معها ..متشبثةً بقوله سبحانه {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ }النساء129 .
وكلا الطرفين مخطئ في الفهم ..فالعدالة التي لا يستطيعها الزوج ..هي الميل القلبي ..فإن الرجلَ لا يملكُ قلبَه الذي بين جنبيه ..ومن هنا كان عليه الصلاة والسلام يقول : " اللهم هذا قَسْمي فيما أملك فلا تلمني فيما تَملكُ ولا أَملك " .
فيجب على الزوج أن يعدلَ بين زوجاته ..ويحسنَ معاملَتهن ..ويبذلَ الوسعَ والطاقة ؛ في إرضائِهن جميعا ..ونيلِ عفوهِن عما قد يبدرُ منه ..من إجحافٍ غيرِ مقصود .. ومن الآيات التي يقع فيها سوء الفهم كذلك قوله تعالى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}الإسراء16
فيظن بعض الناس ..أن المراد بالآية أمرنا مترفيها بالفسق والفجور ، حتى إذا استمرءوا الباطل وألفوه ..واستساغوا الطغيان وأحبوه ..حقت عليهم كلمة العذاب ..فدمروا تدميرا ..وأفسدوا البلاد ..فأتاهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون ..وفي قراءة سبعية متواترة { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}الإسراء16 أي جعلناهم أمراء وملوكا ..وكان يفترض فيهم إقامة شرع الله ..وأمره ونهيه ..وإحلال الحلال ..وتحريم الحرام ..وإقامة العدل والقسط ..بين الناس .وحفظ الأمة في دينها وأخلاقها وأعراضها ..لكنهم طغوا واستكبروا ..وآثروا الفسق والفجور ، فحق عليهم القول فدُمروا تدميرا ..
أيها الإخوة في الله : ..والآياتُ التي يساء فهمُها كثيرة ..ولو استطردنا لضاق المقام ..لكنْ للحديثِ بقيةٌ في مناسبة قادمة إن شاء الله تعالى ..امتثالا لأمره سبحانه { لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}آل عمران187
هذا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على النبي العظيم.
تصحيح المفهوم من الآيات
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
الخطبة الأولى
أما بعد : فقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم ..وأمرَ بتدبرهِ وفهمه حق الفهم فقال : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29 كما حذر سبحانه من التلاعبِ بعباراتهِ وألفاظه ..وتجريدهِا عما تضمنتُه من المعاني الصحيحة ..لئلا ينجرفَ الإنسانُ إلى مزالقَ خطره ..ومهاوٍ مُهلكة ..تزلُ بها الأقدام ..وتتعثرُ فيها الخطى ..لكنْ نتيجةً لضعفِ الإيمانِ واليقين ..باللهِ واليوم الآخر ..وقلةِ العلم وضعفِ البصيرة ..ونُدرةِ الفقهِ في كتابِ الله تعالى ..أساء كثيرٌ من المسلمين ..فهمَ آياتِ الكتابِ العزيز ..وكيَّفوا معتقداتِهم وتصرفاتِهم ..وسلوكهِم ومعاملاتِهم ومنهجَهم في الحياةِ كلِّها ..على ضوءِ ذلك الفهمِ السقيم ..فضلَّوا وأَضلوا ..و أفتوا أنفسَهم وغيرَهم بلا علمٍ أو هدىً أو كتابٍ منير..
حتى وصلَ ببعضهِم الأمر ..إلى إساءةِ الظنِّ بأنبياءِ الله ورسله ..ووقعَ في قلوبِهم ما شاء اللهُ أن يقع ..مما يندى له الجبينُ حياء ..ويشيبُ من هولهِ الوالدان ..وهاكَ أخي المسلم أمثلةً ونماذجَ لما نقول : لترى كيف تكونُ عثرةُ القدم ..ومصارعِ الرجال فمن ذلك :
ما حكاه القرآنُ الكريم من قصةِ نزولِ الملائكة ، أضيافاً على لوطٍ عليه السلام ، قبيلَ قيامهِم بتنفيذِ المهمةِ المفزعة ..التي جاءوا من أجلها ..وتحطيمِ القرى اللوطية ..رأساً على عقب ..بعد مشوارٍ طويل ، من الفسقِ والفجور ..وتلطخٍ مهين ، في الخنا والفاحشة ..لكن ما إنْ سَمَعَ الأشقاء ، بمقدمِ أولئكَ الضيوف الكرام ، حتى أقبلوا بخيلهِم ورجلهِم تؤزهُم الشياطين أزاً ..تُحدثهم أنفسهُم بمراودةِ لوطٍ عن ضيوفه ..بكلِ لؤمٍ و وقاحة ، عندها يخاطبهُم لوطٌ بقولِه {يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }هود78 وفي قولِ لوطٍ ـ عليه السلام ـ: {هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ }هود78 يقعُ بعضُ الناسِ في سوءِ الفهم ..وظنِّ السَوْء ..ويتوهمون أنَّ لوطاً يعرضُ بناتهِ في الحرام ..وهذا ظنٌ مُخيف ..وسوءُ أدبٍ مع أنبياءِ الله ورسلهِ ..تزلُ به الأقدام ..وتتصدعُ من هولهِ الجبال ..وحقيقةُ الأمر ؛ أنَّ لوطاً إنَّما دعَاهم إلى الاستعفافِ بنسائهِم وزوجاتهِم ..مواكبةً للفطرة ..وتجنباً للشذوذِ والفاحشة ..قال مجاهد : لم يكنَّ بناتَِه ، ولكنْ كنّ من أمتِه ..وكلُ نبيٍ أبٌ لأمته .
فتأمل ـ رحمك الله ـ كيف تكونُ عثرةُ القدم ..ومداخلُ الشيطان .
ومن الآيات التي يقعُ فيها سوءُ الفهمِ كذلك ..قولُه تعالى على لسانِ الخليلِ عليه السلام : {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ . فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ . فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام78 فيتوهم بعضُ الناس ..أنّ إبراهيمَ كان حيراناً لا يعرفُ ربَّه وخالقَه .وأنَّه كان يظن الكوكبَ الذي رآه بازغا ، هو ربَّه الذي يعبدُه ويتوسلُ إليه ..ثم ظنّه القمرَ بعد ذلك ، وأخيراً الشمس ..وهذا وهمٌ كبير ..وخطأٌ فادح ..يتنـُزه عنه خليلُ الرحمنِ وحبيبُه ..الذي زكاه ربُه وبرأهُ من الشركِ فقال : {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120 وإنما قصدَ إبراهيم عليه السلام إفهامَ قومهِ المشركين ..بأن الذي فطَرَ السموات و الأرضَ هو الله ..وأن الذي زيَّن السماءَ بالنجومِ ..هو الله ..وأن الذي سخر الشمس و القمرَ دائبين ..هو الله ..ربُه الذي يعبدُه ويقدسه ..ويعظمه وينزهه ..سبحانه وتعالى عما يشركون .
ومما يُساء فهمُه كذلك ؛ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105
فيتوهم بعض المتعالمين و الكسالى ..أن المرادَ من الآية ..أن يكتفيَ المسلمُ بإصلاحِ نفسه، وتعاهدِها ..بالرعايةِ والتقويم ..ثم لا عليه بعد ذلك ..صَلُحَ الناسُ أم فَسدُوا ..اهتدوا إلى شرعِ الله أم ضلوا ، فلا يأمرُ بمعروف ولا يَنهى عن منكر ..ولا يغارُ لحرمةٍ مُنتهكة ..أو شعيرةٍ ممتهنة ..بل ينزوي في حجرة على نفسِه الخانعة ..مكتفيا بالحوقلةِ و الترجيع ..وندبِ الزمانِ البائس المنكود ..ولَعَمْرُكَ ..كم عاد ذلك الفهمُ السقيم ..كم عادَ على الأمةِ من ويلاتٍ ونكبات ..وشرورٍ وفتن ..حتى استأسدَ دعاةُ الباطل ..ووجدوَها فرصةً سانحة لنشرِ باطلهم ..وترسيخِ فجورهِم ..وتثبيتِ دعائم كفرهم وإلحادهم ..ولو تأملَ المنصفون الآية ..بكلِ تجردٍ وموضوعية لوجدوُها بعيدةً كلَّ البعدِ عما ذَهبَ إليه المبطلون والضعفاءُ الخانعون
ففيها يخاطبُ اللهُ المؤمنين ..بأنكم متى قمتم بما أوَجَبَه اللهُ عليكم ..من تبليغِ العلمِ ونشرهِ وبذلِ النصيحةِ لمن ولاه اللهُ أمرَكم ..وأمرتم بالمعروف ..ونهيتم عن المنكر ..وأديتم ما يقتضيه مقامُ الدعوةِ من صدعٍ بالحق ..ومقاومةٍ للباطل ..ثم أصرَّ المعاندون على عنادهِم ..والمبطلونَ على باطلهِم ، وتمادى الفجرةُ في فجورهِم ..فلا يضرُكم ضلالُهم بعد ذلك ..وما أكثرُ الناسِ ولو حرصت بمؤمنين .
ومما يقعُ فيه سوءُ الفهمِ كذلك قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ. وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون61
وهذه الآيات العظيمة ..يفهمُها بعضُ الناس فهماً خاطئا ..فيظنون أن المرادَ بالمذكورين في الآيات ..هم الذين يزنون ويسرقون ويفعلون الموبقات ومع ذلك ؛ يفعلونها خائفين مشفقين من عذاب الله ونقمته وبطشه ..وهذا فهمٌ غيرُ سديد ..فقد سألتْ عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله : أرأيتَ قولَه تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }المؤمنون60 أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر ، ويخافون الله؟ قال : لا يا بنتَ الصديق !! إنهم الذين يُصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يقبل منهم .. فلا مسوغَ في الآياتِ إذاً ..للفجرةِ و الفسقة أن يستغلوا فهمهَم القاصر ..واستيعابهَم المحدود ..فيرتكبون الذنوب والمعاصي ..بكل صلافةٍ وهمجية ..متمنين على الله الأماني .
ومما يساء فهمه كذلك ..قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}النساء59 فتفهم الآية فهماً خاطئا من وجهين :
أولهما : أنهم يظنون أن المراد بأولي الأمر هم الأمراء والحكام فقط ..والحق أنهم الأمراء والعلماء معاً .
وأما الوجه الثاني ..فإن الكثيرين يظنون أن طاعةَ أولي الأمر ، هي طاعة مطلقة دون قيدٍ أو شرط ..وهذا شطط واضح ..وتعصب ممقوت ..فطاعة الأمير ..مقيدة مشروطة ..بكونها بالمعروف فقط ..إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
وأما العلماء ..فهناك من يبالغ في طاعتهم حتى يصل إلى درجة التقديس والتعظيم المذموم ..ويغلو بهم غلوا مجحفا ..ويقدم أقوالهم على قول الله ورسوله ..وتلك وثنية وافدة ..تلقّاها الناس ممن قال الله فيهم {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ}التوبة31
وإنما الواجب ..احترامُ العلماءِ العاملين ..المشهودُ لهم بالعلم والفضل ..و الصلاح والاستقامة ..كما يجب الذب عن أعراضهم ..والالتفاف حولهم ..ومحبتُهم في الله سبحانه ..واعتقادُ أنهم يخطئون ويصيبون ..وأن خطأَهم مغمورٌ في بحر حسناتهِم
ومن الآيات التي يساء فهمها كذلك ..قوله تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}القصص77
وهذه الآية كثيرا ما يحتج بها عبدة الدينار والدرهم ..واللاهثون خلف الأهواء والشهوات ..ويحتجون بها كلما ذكروا أو وعظوا ..يقولونها إما استخفافا وسخرية بكتاب الله تعالى وهذا كفر وإلحاد ..وإما مكابرة وعنادا ..وهذا غي وفجور ..وأما معناها الصحيح ..أن يسعى الإنسان لإصلاح آخرته ..والقيام بحق الله سبحانه ..ثم لا عليه أن ينال بعد ذلك مما أباحه الله له من المآكل والمشارب ، والمناكح والمساكن ..دون إسراف أو تبذير ..
بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية
أما بعد : فمن الآيات التي يساء فهمها كذلك : قوله تعالى : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}البقرة256 فإذا سمعوا من يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ..تصدى له المعوقون المخذلون ..من أنت أيها الشيخ حتى تجابه التيار !! وتحجب الشمس بعباءتك ..على رسلك أيها المسكين ..فلا إكراه في الدين ..أصلح نفسك ..ودع العباد لرب العباد !! ويبدءون في تخذيل ذلك الداعيةِ المحتسب ، وتوهينِ عزمه ، بسم عباراتهم ..وقبيح إشاراتهم ..ويتناسى أولئك المساكين ..أن مفهوم الآيةِ الكريمة ..أن عليكم أيها المسلمون ..أن تعرضوا الإسلام بكماله وجماله ..وسموه وبهائه ..وعدالته و سماحته ..فمن آمن واستجاب كانت له الحسنى في الدارين ..وإن كانت الأخرى ..فليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ..
ومن الآيات التي يساء فهمها كذلك ..قوله تعالى {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ }النساء129 الآية ..وهذه الآية يفهمها بعض الرجال والنساء فهما خاطئا فيقعون في مزالق خطرة ..فأما الرجال ؛ فيظنون أنه ليس باستطاعتهم تحقيقُ العدلِ بين الزوجات ..مهما كان حرصُهم واجتهادُهم ..فإذا كان العدلُ متعذرا ..حسب فهمهم القاصر ..فلا عليهم إذاً أن يفاضلوا بين الزوجات ..ويجحفوا في حق بعضهن ..ويفضلون إحداهَن على الأخرى في العطاء والقَسْمِ .
كما تظن بعض النساء ..ظنا مشابها ..فإذا كان العدل مستحيلا ..فإن الله يقول : { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً }النساء3 فيحاربن تعدد الزوجات ، وتقيمُ إحداهُن الدنيا ولا تقعدها حين يفكر زوجُها في نكاحِ غيرهِا معها ..متشبثةً بقوله سبحانه {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ }النساء129 .
وكلا الطرفين مخطئ في الفهم ..فالعدالة التي لا يستطيعها الزوج ..هي الميل القلبي ..فإن الرجلَ لا يملكُ قلبَه الذي بين جنبيه ..ومن هنا كان عليه الصلاة والسلام يقول : " اللهم هذا قَسْمي فيما أملك فلا تلمني فيما تَملكُ ولا أَملك " .
فيجب على الزوج أن يعدلَ بين زوجاته ..ويحسنَ معاملَتهن ..ويبذلَ الوسعَ والطاقة ؛ في إرضائِهن جميعا ..ونيلِ عفوهِن عما قد يبدرُ منه ..من إجحافٍ غيرِ مقصود .. ومن الآيات التي يقع فيها سوء الفهم كذلك قوله تعالى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}الإسراء16
فيظن بعض الناس ..أن المراد بالآية أمرنا مترفيها بالفسق والفجور ، حتى إذا استمرءوا الباطل وألفوه ..واستساغوا الطغيان وأحبوه ..حقت عليهم كلمة العذاب ..فدمروا تدميرا ..وأفسدوا البلاد ..فأتاهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون ..وفي قراءة سبعية متواترة { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}الإسراء16 أي جعلناهم أمراء وملوكا ..وكان يفترض فيهم إقامة شرع الله ..وأمره ونهيه ..وإحلال الحلال ..وتحريم الحرام ..وإقامة العدل والقسط ..بين الناس .وحفظ الأمة في دينها وأخلاقها وأعراضها ..لكنهم طغوا واستكبروا ..وآثروا الفسق والفجور ، فحق عليهم القول فدُمروا تدميرا ..
أيها الإخوة في الله : ..والآياتُ التي يساء فهمُها كثيرة ..ولو استطردنا لضاق المقام ..لكنْ للحديثِ بقيةٌ في مناسبة قادمة إن شاء الله تعالى ..امتثالا لأمره سبحانه { لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}آل عمران187
هذا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على النبي العظيم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى