مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د. رياض بن محمد المسيميري
من يعبد الله على حرف
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ....
أما بعد :
أيها المسلمون:
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم .. {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11
يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ... ذلك هو الضلال البعيد .. يدعو لمن ضره أقرب من نفقه ، لبئس المولى ولبئس العشير ... تصف هذه الآيات من كتاب الله ، نوعا من الناس ، ضعف إيمانهم ويقينهم بالله تعالى ..
دخلوا الإسلام ، لكنهم لم يحققوا في قلوبهم معنى لا إله إلا الله .. محمد رسول الله فصاروا يعبدون الله على حافة هاوية .. على حافة هاوية عميقة مهلكة .. فهم على وشك السقوط والضلال .. عند أدنى هزة أو ابتلاء ..
وهم يأخذون الدين قضية تجارة ومقايضة ونفع مادي .. ويصف ابن عباس ـ رضي الله عنهما – بعض أولئك المساكين فيقول :
كان الرجل يقدم المدينة .. فان ولدت امرأته غلاماً .... أو نتجت خيله ... قال : هذا دينٌ صالح ..
وان لم تلد امرأته .. ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء ...
والآية الكريمة .. تصور هذا الإنسان بأنه على حرف ..غير متمكن في العقيدة ولا مثبت في العبادة .. في حركة جسدية متأرجحة .. قابلة للسقوط .. عند الدفعة الأولى ..
ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ...
ووقفته المتأرجحة ... وشكه وتردده .. يمهد من قبل لهذا الانقلاب .. هذا الإنسان المتقلب ، هش الإيمان ضعيف العقيدة ... مادام الخير والمال يأتيه أو حصل على وظيفة أو منصب أو ربح في بيع أو شراء فهو مطمئن القلب بإيمانه .. بل ربما اعتقد أن ذلك لفضله وصلاحه ورضا الله عنه حتى إذا سلب منه شيء من ذلك ظهر مرض قلبه فانقلب على وجهه وانتكس راجعاً في إيمانه ...
وبدأ يحتج على ربه ... ويتضجر من قضائه وقدره وتخايل له الشيطان يقذف في قلبه الشبهة تلو الشبهة .. حتى تنهار إرادته وينهار إيمانه فيخسر بذلك الدنيا والآخرة ... وذلك هو الخسران المبين ويدخل في هذا نوع من الناس ... رفعوا راية الإصلاح ... فتحدثوا وخطبوا ونشطوا في وقت الرخاء حتى إذا مسهم البلاء .. وتغير عليهم الناس نكصوا على أعقابهم ... وتخلوا عن دعوتهم .. وجعلوا فتنة الناس كعذاب الله ... وربما أخلد بعضهم إلى الأرض .. واستكانوا للمناصب والشهوات .. وبحثوا لأنفسهم عن العلل والمعاذير .. التي لا تغنيهم عند الله فتيلا.....
كما يدخل في هذا كل الذين .. آمنوا بالله .. على أساس المصلحة .. والمنفقة العاجلة واتخذوا الدين ... تجارة مادية محسوسة حتى إذا أصابهم الله ، بشيء من الخوف والجوع .. أو نقص من الأموال والأنفس والثمرات ..
انقلبوا وارتدوا على أعقابهم ... ثم ما هي عقيدة هذا الذي يعبد الله على حرف ؟
وإلي أين يتجه ؟
إنه يتجه بعيداً عن الله ؟!
إنه يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه يدعو صنما أو وثناً على طريقة الجاهلية الأولى أو يدعو شخصاً ، أو جهة أو مصلحة ... على طريقة الجاهليات الكثيرة المتناثرة .. في كل زمان ومكان .. كجاهلية هذا القرن ... التي تستبعد حكم الله وشرعه عن الحياة فتجعل بعض البشر عبيداً آنذاك وبعضهم آلهة مستكبرين .
وخير مثال ، على هذا الذي يدعو من دون الله ، ما لا يضره وما لا ينفعه ...
ما تقوم به دوائر الفن ومؤسساته على طول العالم الإسلامي معرضه ما تقوم به من نشر للخلاعة ... وإفساد للأفكار .. وهدم للإسلام وتجريد للأمة من سر قوتها .. وأساس نهضتها .. لتكون لقمة سائغة للكفار وأذنابهم ، يلهثون وراء هذا الهدف .. بل وراء هذه الجريمة .. وهم يدعون من دون الله ما لا يضرهم وما لا ينفعهم .. إما إشباعا لشهوات سواد الناس وكسباً لرضاهم ...
أو تنفيذا لمخططات الكفار وأذنابهم الراغبين في إشغال الأمة عنهم وتهميش دورها في الحياة {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}البقرة109
كل هذا رغبة أو رهبة ممن يدعونهم من دون الله ..
وينسى هؤلاء المضطربون .. الواقفون على حافة الهاوية .. إن هذا الحرف قد انهار بهم ... فهؤلاء الذين يدعونهم من دون الله أو إشغالهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً فما الشعوب ولا الكفار ولا كل مخلوق .. إلا ضعيف حقير في سلطة الله وقبضته .. مهما بدا في أعين الناس الضعاف .. بطشه أو جبروته هذا مثال ، للذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ذلك هو الضلال البعيد ..
وقد يدخل في هذا الصنف من الناس عبيد الدينار والدرهم .. الذين يلهثون وراء الدنيا وحطامها ... عن أي طريق ....
عن طريق الربا في البنوك ... أو عن طريق الغش والاحتيال .. أو عن طريق الغلول والسرقة ... من بيت المال أو غيرها من المكاسب الخبيثة .
تلهية حلاوة المال ولذته ... فيلهث وراءه .. وقد أصم أذنيه وأغمض عينيه ... عن كل نصيحة أو موعظة وضرب بأمر ربه عرض الحائط ودعا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه .. فاختطفه الموت .. وهو غارق في خدمة معبود ه ووثنه .. ذلك هو الضلال البعيد ...
ومنهم من يجعل منصبه الذي يمنحه الجاه والسلطة والسمعة ..
يجعله وثناً يدعوه من دون الله ... فينافق لرؤسائه .. ويرتكب لإرضائهم سخط الله ويتشبث بهذا المنصب مهما كان الثمن .. ومهما كانت التضحيات حتى اختطفه الموت وهو غارق في تقديس معبوده والتباهي به بين الناس وغادر منصبه غير مأسوف عليه ... وتسابق الذين كان ينافق من أجلهم ... ويتملق لإرضائهم .. تسابقوا إلى تنصيب غيره .. دون أن يذرفوا عليه دمعة واحدة ....ذلك هو الخسران المبين وهكذا ينسى هؤلاء المساكين كلهم وهم في غمرة نشوتهم .. لمن يدعونه من دون الله ينسون أن نواصي الخلق جميعا بيده سبحانه يتصرف بهم كما يشاء .. فيمرضهم ويميتهم ويغنيهم ويفقرهم .. ويعزهم ويذلهم .. متى شاء سبحانه ..
وما السلطات ولا الأموال .. ولا المناصب إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا أو برق خلب سرعان ما يتلاشى فيفقده صاحبه .. أو ينتزع هو من بين تلك المعظمات في نفسه فيتمنى لحظتها لو يشتري دقيقة واحدة من الدنيا بكل ما يملك ولكن هيهات فالأنفاس معدودة .... والأيام محدودة ..
وهكذا تتلاش الأموال والسلطات والمناصب هكذا فجأة .. وتترك صاحبها .. وهو في أحرج المواقف .. وأشدها حاجة إلى العين والمواسي ولذلك يقول الله عن هذه الأوثان {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ }الحج13
بارك الله لي ولكم .........
الخطبة الثانية
الحمد لله يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير
أما بعد أيها المسلمون
ففي كل يوم يقدم الموت درساً جديداً لكل المخدوعين ببريق الدنيا وسرابها .. المغترين بما هم فيه من صحة وعافية .. وشباب وقوة وما ينعمون به من مال وثروة أو جاه وسلطة ...
في كل يوم يقدم الموت درساً للذين ضنك سعيهم في الحياة الدنيا .. وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعاً .. فأضاعوا حياتهم وافنوا أعمارهم ، في ما لا يسمن ولا يغني من جوع .. وفهموا الحياة بالمقلوب فأصبحت الغاية وسيلة .. والوسيلة غاية .. وأصبح اللب قشورا .. والمجد غرورا فأفيقوا أيها المخدعون ببريق الدنيا وزخارفها وكذبها وبهارجها .. وأصلحوا ما بينكم وبين ربكم فقد طال الجفاء وامتدت الخصومة واقترب الحساب.. وأوشك العقاب ....
ثم أفيقوا أيها المخدوعون
وأصلحوا ما بينكم وبين العباد... وردوا المظالم إلى أهلها .. واتقوا دعاء المظلومين وسهام القانتين الخاشعين فان الموت سكرات ، وعند الله تجتمع الخصوم ..
اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا............
من يعبد الله على حرف
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ....
أما بعد :
أيها المسلمون:
فيقول الله تعالى في كتابه الكريم .. {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11
يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ... ذلك هو الضلال البعيد .. يدعو لمن ضره أقرب من نفقه ، لبئس المولى ولبئس العشير ... تصف هذه الآيات من كتاب الله ، نوعا من الناس ، ضعف إيمانهم ويقينهم بالله تعالى ..
دخلوا الإسلام ، لكنهم لم يحققوا في قلوبهم معنى لا إله إلا الله .. محمد رسول الله فصاروا يعبدون الله على حافة هاوية .. على حافة هاوية عميقة مهلكة .. فهم على وشك السقوط والضلال .. عند أدنى هزة أو ابتلاء ..
وهم يأخذون الدين قضية تجارة ومقايضة ونفع مادي .. ويصف ابن عباس ـ رضي الله عنهما – بعض أولئك المساكين فيقول :
كان الرجل يقدم المدينة .. فان ولدت امرأته غلاماً .... أو نتجت خيله ... قال : هذا دينٌ صالح ..
وان لم تلد امرأته .. ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء ...
والآية الكريمة .. تصور هذا الإنسان بأنه على حرف ..غير متمكن في العقيدة ولا مثبت في العبادة .. في حركة جسدية متأرجحة .. قابلة للسقوط .. عند الدفعة الأولى ..
ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ...
ووقفته المتأرجحة ... وشكه وتردده .. يمهد من قبل لهذا الانقلاب .. هذا الإنسان المتقلب ، هش الإيمان ضعيف العقيدة ... مادام الخير والمال يأتيه أو حصل على وظيفة أو منصب أو ربح في بيع أو شراء فهو مطمئن القلب بإيمانه .. بل ربما اعتقد أن ذلك لفضله وصلاحه ورضا الله عنه حتى إذا سلب منه شيء من ذلك ظهر مرض قلبه فانقلب على وجهه وانتكس راجعاً في إيمانه ...
وبدأ يحتج على ربه ... ويتضجر من قضائه وقدره وتخايل له الشيطان يقذف في قلبه الشبهة تلو الشبهة .. حتى تنهار إرادته وينهار إيمانه فيخسر بذلك الدنيا والآخرة ... وذلك هو الخسران المبين ويدخل في هذا نوع من الناس ... رفعوا راية الإصلاح ... فتحدثوا وخطبوا ونشطوا في وقت الرخاء حتى إذا مسهم البلاء .. وتغير عليهم الناس نكصوا على أعقابهم ... وتخلوا عن دعوتهم .. وجعلوا فتنة الناس كعذاب الله ... وربما أخلد بعضهم إلى الأرض .. واستكانوا للمناصب والشهوات .. وبحثوا لأنفسهم عن العلل والمعاذير .. التي لا تغنيهم عند الله فتيلا.....
كما يدخل في هذا كل الذين .. آمنوا بالله .. على أساس المصلحة .. والمنفقة العاجلة واتخذوا الدين ... تجارة مادية محسوسة حتى إذا أصابهم الله ، بشيء من الخوف والجوع .. أو نقص من الأموال والأنفس والثمرات ..
انقلبوا وارتدوا على أعقابهم ... ثم ما هي عقيدة هذا الذي يعبد الله على حرف ؟
وإلي أين يتجه ؟
إنه يتجه بعيداً عن الله ؟!
إنه يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه يدعو صنما أو وثناً على طريقة الجاهلية الأولى أو يدعو شخصاً ، أو جهة أو مصلحة ... على طريقة الجاهليات الكثيرة المتناثرة .. في كل زمان ومكان .. كجاهلية هذا القرن ... التي تستبعد حكم الله وشرعه عن الحياة فتجعل بعض البشر عبيداً آنذاك وبعضهم آلهة مستكبرين .
وخير مثال ، على هذا الذي يدعو من دون الله ، ما لا يضره وما لا ينفعه ...
ما تقوم به دوائر الفن ومؤسساته على طول العالم الإسلامي معرضه ما تقوم به من نشر للخلاعة ... وإفساد للأفكار .. وهدم للإسلام وتجريد للأمة من سر قوتها .. وأساس نهضتها .. لتكون لقمة سائغة للكفار وأذنابهم ، يلهثون وراء هذا الهدف .. بل وراء هذه الجريمة .. وهم يدعون من دون الله ما لا يضرهم وما لا ينفعهم .. إما إشباعا لشهوات سواد الناس وكسباً لرضاهم ...
أو تنفيذا لمخططات الكفار وأذنابهم الراغبين في إشغال الأمة عنهم وتهميش دورها في الحياة {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}البقرة109
كل هذا رغبة أو رهبة ممن يدعونهم من دون الله ..
وينسى هؤلاء المضطربون .. الواقفون على حافة الهاوية .. إن هذا الحرف قد انهار بهم ... فهؤلاء الذين يدعونهم من دون الله أو إشغالهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً فما الشعوب ولا الكفار ولا كل مخلوق .. إلا ضعيف حقير في سلطة الله وقبضته .. مهما بدا في أعين الناس الضعاف .. بطشه أو جبروته هذا مثال ، للذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ذلك هو الضلال البعيد ..
وقد يدخل في هذا الصنف من الناس عبيد الدينار والدرهم .. الذين يلهثون وراء الدنيا وحطامها ... عن أي طريق ....
عن طريق الربا في البنوك ... أو عن طريق الغش والاحتيال .. أو عن طريق الغلول والسرقة ... من بيت المال أو غيرها من المكاسب الخبيثة .
تلهية حلاوة المال ولذته ... فيلهث وراءه .. وقد أصم أذنيه وأغمض عينيه ... عن كل نصيحة أو موعظة وضرب بأمر ربه عرض الحائط ودعا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه .. فاختطفه الموت .. وهو غارق في خدمة معبود ه ووثنه .. ذلك هو الضلال البعيد ...
ومنهم من يجعل منصبه الذي يمنحه الجاه والسلطة والسمعة ..
يجعله وثناً يدعوه من دون الله ... فينافق لرؤسائه .. ويرتكب لإرضائهم سخط الله ويتشبث بهذا المنصب مهما كان الثمن .. ومهما كانت التضحيات حتى اختطفه الموت وهو غارق في تقديس معبوده والتباهي به بين الناس وغادر منصبه غير مأسوف عليه ... وتسابق الذين كان ينافق من أجلهم ... ويتملق لإرضائهم .. تسابقوا إلى تنصيب غيره .. دون أن يذرفوا عليه دمعة واحدة ....ذلك هو الخسران المبين وهكذا ينسى هؤلاء المساكين كلهم وهم في غمرة نشوتهم .. لمن يدعونه من دون الله ينسون أن نواصي الخلق جميعا بيده سبحانه يتصرف بهم كما يشاء .. فيمرضهم ويميتهم ويغنيهم ويفقرهم .. ويعزهم ويذلهم .. متى شاء سبحانه ..
وما السلطات ولا الأموال .. ولا المناصب إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا أو برق خلب سرعان ما يتلاشى فيفقده صاحبه .. أو ينتزع هو من بين تلك المعظمات في نفسه فيتمنى لحظتها لو يشتري دقيقة واحدة من الدنيا بكل ما يملك ولكن هيهات فالأنفاس معدودة .... والأيام محدودة ..
وهكذا تتلاش الأموال والسلطات والمناصب هكذا فجأة .. وتترك صاحبها .. وهو في أحرج المواقف .. وأشدها حاجة إلى العين والمواسي ولذلك يقول الله عن هذه الأوثان {يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ }الحج13
بارك الله لي ولكم .........
الخطبة الثانية
الحمد لله يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير
أما بعد أيها المسلمون
ففي كل يوم يقدم الموت درساً جديداً لكل المخدوعين ببريق الدنيا وسرابها .. المغترين بما هم فيه من صحة وعافية .. وشباب وقوة وما ينعمون به من مال وثروة أو جاه وسلطة ...
في كل يوم يقدم الموت درساً للذين ضنك سعيهم في الحياة الدنيا .. وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعاً .. فأضاعوا حياتهم وافنوا أعمارهم ، في ما لا يسمن ولا يغني من جوع .. وفهموا الحياة بالمقلوب فأصبحت الغاية وسيلة .. والوسيلة غاية .. وأصبح اللب قشورا .. والمجد غرورا فأفيقوا أيها المخدعون ببريق الدنيا وزخارفها وكذبها وبهارجها .. وأصلحوا ما بينكم وبين ربكم فقد طال الجفاء وامتدت الخصومة واقترب الحساب.. وأوشك العقاب ....
ثم أفيقوا أيها المخدوعون
وأصلحوا ما بينكم وبين العباد... وردوا المظالم إلى أهلها .. واتقوا دعاء المظلومين وسهام القانتين الخاشعين فان الموت سكرات ، وعند الله تجتمع الخصوم ..
اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا............
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى