مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ /صالح بن عبد الرحمن الخضيري
التبرج خطره وضرره
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً .
((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
{ يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هديُ محمد r وشرَّ الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ في دين الله بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار .
أيها المسلمون : يقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس الحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } هذا نداءٌ للمؤمنين من الرحمن الرحيم سبحانه يأمرهم بأن يقو أنفسهم ومن تحت أيديهم من الزوجات والأولاد عذابَ الله والنار الكبرى وإنما تكون الوقاية من النار بتعليمهم أحكام دينهم وأمرِهِم بطاعة الله ورسوله وإبعادهم عن الشر والفساد والوسائل المؤدية إلى ذلك . قال قتادة ـ رحمه الله عند هذه الآية : ( تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه ، فإذا رأيت لله معصيةً قذعتهم عنها وزجرتهم عنها ) أهـ [ تفسير ابن كثير 4/412) .
ولقد أكد رسول الله r على هذه المسئولية العظيمة وأخبر أن الرجل ( ربَّ الأسرة ) راعٍ في بيته وأسرته وحافظٍ مؤتمن وهو مسؤول ومحاسب فلقد روى البخاري ومسلم عن النبي r أنه قال : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الأعظم الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والرجل راعٍ على أهل بيته وهومسؤول عن رعيته ، والمرأةُ راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم ... الحديث [ البخاري نع الفتح 13 رقم 121/111 /7138 ] .
وعند ابن عدي بسندٍ صحيح عن أنس : ( إنَّ الله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه ) .
أيها المسلمون : ومع أهمية العناية بتربية الذكور من الأولاد إلا أن الاهتمام بالمرأة سواءٌ كانت زوجةً أو بنتاً أو يتيمةً في حجر وليها أمر في غاية الأهمية ذلك أن المرأةَ في عصرنا الحاضر قد استُهدِفت من قبل أعداءِ الإسلام وأذنابهم من المستغربين .
فلقد ركز هؤلاء الأعداء ـ قاتلهم الله ـ على المرأة لعلمهم أنها أسرعُ تأثُّراً وتأثيراً من الرجل وعليه ، فحرّضوها على المطالبة بحريتها ـ زعموا ـ ودعوا إلى خروجها وعملها مع الرجال ، وحسّنوا لها التبرج والسفور والفتنة عن طريق موضات اللباس والمساحيق ، حتى أصبحت سلعةً يَلْعَبُ بها اليهود بغرض التكسّب والدعاية فهم يملكون معامل الأقمشة والعطور والمساحيق .
أيها المسلمون : لقد أمر الإسلام المرأة بالقرار في بيتها وعدم الخروج منه لغير حاجة فإذا احتاجت وخرجت فعليها أن تلتزم بالحجاب الشرعي وأن تبتعد عن أسباب الفتنة والزينة وعن تبرج الجاهلية الأولى .
قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } فهل تدرون ما تبرج الجاهلية الأولى التي نهيت المسلمات عن فعله ؟
قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال فذلك تبرّج الجاهلية .
وقال قتادة : كانت لهنَّ مشيةَ تكسِّر وتغنج فنهى الله عن ذلك هذا بعض تبرج الجاهلية الأولى فأين منه تبرج النساء اليوم .
أما وجد من نساءِ المسلمين اليوم من تخرج من بيتها إلى السوق من غير حاجة ، أما وجد منهنَّ من تخرج متزينةً متطيبةً والنبي r يقول : في الحديث الصحيح : (( أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية )) . أما وجد منهن من تخرج إلى السوق أو المستشفى أو إلى المناسبات وعليها ثيابٌ شفافة تظهر المفاتن ، فالخمار مع رقته لا يستر جميع الوجه ، والذراعان مكشوفان والأكمام إلى العضدين وكل هذا ليس من الإسلام في شيء .
فأين تربية المرأة على الحجاب والحشمة والحياء يا عباد الله ؟ أين التوجيه والرعاية من الرجل ؟ أين القوامة والغيرة ؟ أين الرجولة والحميّة ؟
قال علي رضي الله عنه : ألا تستحيون ألا تغارون فإنه بلغني أن نساءَكم يخرجن إلى الأسواق يزاحمن العلوج ) فالله المستعان كيف لو رأى الحال عند كثير من نساء المسلمين اليوم والبعض منهن تخرج في زينتها متطيبةً فاتنةً تقف عند صاحب المحل وقد أبدت زينتها بلا حياءٍ ولا خوفٍ من الله . ثم تبدأ بمحادثته لغير حاجة وممازحته بلا حياء والله سبحانه يقول : { يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن تقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً } هذا وهنَّ نساءُ النبي r الطاهراتِ المطهرات المبرأت من الشك والريبة فكيف بغيرهن من النساء الأخريات اللاتي لا يُقَسْنَ بنساء النبي r .
إن التبرج والسفور من أعظم أسباب الفتنة ووقوع الفواحش ولهذا حذّر الإسلام منه ونهى عنه أشد النهي بل قال r : ( صنفان من أهل النار لم أرهما قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رؤسُهنَّ كأسنمة البخت المائله لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم [ المختصر ص526 ] .
جعلني الله وإياكم ممن إذا ذُكرَّ تذكر وإذا وُعظ اتعظ .
وأقول قولي ....
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر ، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فيا أيها الإخوة المسلمون :
اتقوا الله تعالى وراقبوه واعلموا أنكم غداً بين يدي الله موقوفون وعن أعمالكم محاسبون ، وعن من تحت أيديكم ستسألون { فلا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } .
أيها المسلمون : تبّرج النساء ضررٌ عظيم وخطر جسيم إنه يخرِّب الديار ، ويجلب على أهله الخزي والعار فكم أوقع من فتنة وكم جَرَّ من مصيبة وكم فرّق بين الأحبة ، كم دنّس من شرف وأوقع في تلف فاحفظوا نساءكم رحمكم الله ولا تتركوا لهنَّ الحبل على الغارب فإن المرأة ضعيفةٌ ناقصةٌ عقلٍ ودين إن على الرجال أن يكفُوا النساء مؤنة الخروج إلى الأسواق أو يقللوا منها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وعليهم أن يأتوا بما تحتاجه المرأةُ وهي في بيتها فخيرٌ للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم }
عباد الله : رعايةُ البنات وحفظهنَّ من أسباب الفتن وموارد الهلكة واجبٌ كبير كبير على أولياءهن ومسؤوليةٌ عظمى على الإخوة والآباء ، كيف لا وقد قال الله جلَّ وعلا : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناسُ والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } .
ولا سيما في مثل هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل الانحراف وضعيف فيه الإيمان وقلة فيه الغيرة عند الكثير من الرجال والنساء .
وصار عددٌ من الفُسّاق يلاحقون بعض النساء في الأسواق . ويزداد الخطر في مثل هذه الأيام ،حيث يعاكس هؤلاء الذئاب الفتيات و لا يرقبون في المؤمنين والمؤمنات عهداً ولا ذمة والعِرْضُ إذا دُنِّسَ لم يجبره مالٌ ولا ندم والسعيد من اتعظ بغيره . والمؤمن صاحب حزمٍ وفطنة وقيام بالأمانة والمسئولية .
هذا وينبغي أن تعلم ـ أيها الوالي ـ أن جهاز الهاتف وفي هذا العصر صار فتنة لبعض الفتيات والشباب حيث تقضي البنت أوقاتاً طويلة وهي تتحدث بهذا الجهاز . وقد تنفرد البنت بجهاز هاتف في غرفتها فيزداد الأمر سوءاً وخطراً وربما خرجت البنت بحجة زيارة زميلاتها وليس الأمر كذلك وقد يكون صحيحاً ولكنهنّ ربما اجتمعن على مكالمات هاتفية سيئة أو أمر آخر لا يقل سوءاً عن سابقه ، وهذه الأساليب التي نوّهت عنها أثبتت الجهات المختصه بأنها وقعت فعلاً ، فاعتبروا يا أولي الألباب .
اللهم أصلح ..
التبرج خطره وضرره
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً .
((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))
{ يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هديُ محمد r وشرَّ الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ في دين الله بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالةٍ في النار .
أيها المسلمون : يقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس الحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } هذا نداءٌ للمؤمنين من الرحمن الرحيم سبحانه يأمرهم بأن يقو أنفسهم ومن تحت أيديهم من الزوجات والأولاد عذابَ الله والنار الكبرى وإنما تكون الوقاية من النار بتعليمهم أحكام دينهم وأمرِهِم بطاعة الله ورسوله وإبعادهم عن الشر والفساد والوسائل المؤدية إلى ذلك . قال قتادة ـ رحمه الله عند هذه الآية : ( تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه ، فإذا رأيت لله معصيةً قذعتهم عنها وزجرتهم عنها ) أهـ [ تفسير ابن كثير 4/412) .
ولقد أكد رسول الله r على هذه المسئولية العظيمة وأخبر أن الرجل ( ربَّ الأسرة ) راعٍ في بيته وأسرته وحافظٍ مؤتمن وهو مسؤول ومحاسب فلقد روى البخاري ومسلم عن النبي r أنه قال : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الأعظم الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته والرجل راعٍ على أهل بيته وهومسؤول عن رعيته ، والمرأةُ راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم ... الحديث [ البخاري نع الفتح 13 رقم 121/111 /7138 ] .
وعند ابن عدي بسندٍ صحيح عن أنس : ( إنَّ الله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه ) .
أيها المسلمون : ومع أهمية العناية بتربية الذكور من الأولاد إلا أن الاهتمام بالمرأة سواءٌ كانت زوجةً أو بنتاً أو يتيمةً في حجر وليها أمر في غاية الأهمية ذلك أن المرأةَ في عصرنا الحاضر قد استُهدِفت من قبل أعداءِ الإسلام وأذنابهم من المستغربين .
فلقد ركز هؤلاء الأعداء ـ قاتلهم الله ـ على المرأة لعلمهم أنها أسرعُ تأثُّراً وتأثيراً من الرجل وعليه ، فحرّضوها على المطالبة بحريتها ـ زعموا ـ ودعوا إلى خروجها وعملها مع الرجال ، وحسّنوا لها التبرج والسفور والفتنة عن طريق موضات اللباس والمساحيق ، حتى أصبحت سلعةً يَلْعَبُ بها اليهود بغرض التكسّب والدعاية فهم يملكون معامل الأقمشة والعطور والمساحيق .
أيها المسلمون : لقد أمر الإسلام المرأة بالقرار في بيتها وعدم الخروج منه لغير حاجة فإذا احتاجت وخرجت فعليها أن تلتزم بالحجاب الشرعي وأن تبتعد عن أسباب الفتنة والزينة وعن تبرج الجاهلية الأولى .
قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } فهل تدرون ما تبرج الجاهلية الأولى التي نهيت المسلمات عن فعله ؟
قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال فذلك تبرّج الجاهلية .
وقال قتادة : كانت لهنَّ مشيةَ تكسِّر وتغنج فنهى الله عن ذلك هذا بعض تبرج الجاهلية الأولى فأين منه تبرج النساء اليوم .
أما وجد من نساءِ المسلمين اليوم من تخرج من بيتها إلى السوق من غير حاجة ، أما وجد منهنَّ من تخرج متزينةً متطيبةً والنبي r يقول : في الحديث الصحيح : (( أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية )) . أما وجد منهن من تخرج إلى السوق أو المستشفى أو إلى المناسبات وعليها ثيابٌ شفافة تظهر المفاتن ، فالخمار مع رقته لا يستر جميع الوجه ، والذراعان مكشوفان والأكمام إلى العضدين وكل هذا ليس من الإسلام في شيء .
فأين تربية المرأة على الحجاب والحشمة والحياء يا عباد الله ؟ أين التوجيه والرعاية من الرجل ؟ أين القوامة والغيرة ؟ أين الرجولة والحميّة ؟
قال علي رضي الله عنه : ألا تستحيون ألا تغارون فإنه بلغني أن نساءَكم يخرجن إلى الأسواق يزاحمن العلوج ) فالله المستعان كيف لو رأى الحال عند كثير من نساء المسلمين اليوم والبعض منهن تخرج في زينتها متطيبةً فاتنةً تقف عند صاحب المحل وقد أبدت زينتها بلا حياءٍ ولا خوفٍ من الله . ثم تبدأ بمحادثته لغير حاجة وممازحته بلا حياء والله سبحانه يقول : { يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن تقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً } هذا وهنَّ نساءُ النبي r الطاهراتِ المطهرات المبرأت من الشك والريبة فكيف بغيرهن من النساء الأخريات اللاتي لا يُقَسْنَ بنساء النبي r .
إن التبرج والسفور من أعظم أسباب الفتنة ووقوع الفواحش ولهذا حذّر الإسلام منه ونهى عنه أشد النهي بل قال r : ( صنفان من أهل النار لم أرهما قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رؤسُهنَّ كأسنمة البخت المائله لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم [ المختصر ص526 ] .
جعلني الله وإياكم ممن إذا ذُكرَّ تذكر وإذا وُعظ اتعظ .
وأقول قولي ....
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر ، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فيا أيها الإخوة المسلمون :
اتقوا الله تعالى وراقبوه واعلموا أنكم غداً بين يدي الله موقوفون وعن أعمالكم محاسبون ، وعن من تحت أيديكم ستسألون { فلا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } .
أيها المسلمون : تبّرج النساء ضررٌ عظيم وخطر جسيم إنه يخرِّب الديار ، ويجلب على أهله الخزي والعار فكم أوقع من فتنة وكم جَرَّ من مصيبة وكم فرّق بين الأحبة ، كم دنّس من شرف وأوقع في تلف فاحفظوا نساءكم رحمكم الله ولا تتركوا لهنَّ الحبل على الغارب فإن المرأة ضعيفةٌ ناقصةٌ عقلٍ ودين إن على الرجال أن يكفُوا النساء مؤنة الخروج إلى الأسواق أو يقللوا منها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وعليهم أن يأتوا بما تحتاجه المرأةُ وهي في بيتها فخيرٌ للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم }
عباد الله : رعايةُ البنات وحفظهنَّ من أسباب الفتن وموارد الهلكة واجبٌ كبير كبير على أولياءهن ومسؤوليةٌ عظمى على الإخوة والآباء ، كيف لا وقد قال الله جلَّ وعلا : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناسُ والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } .
ولا سيما في مثل هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل الانحراف وضعيف فيه الإيمان وقلة فيه الغيرة عند الكثير من الرجال والنساء .
وصار عددٌ من الفُسّاق يلاحقون بعض النساء في الأسواق . ويزداد الخطر في مثل هذه الأيام ،حيث يعاكس هؤلاء الذئاب الفتيات و لا يرقبون في المؤمنين والمؤمنات عهداً ولا ذمة والعِرْضُ إذا دُنِّسَ لم يجبره مالٌ ولا ندم والسعيد من اتعظ بغيره . والمؤمن صاحب حزمٍ وفطنة وقيام بالأمانة والمسئولية .
هذا وينبغي أن تعلم ـ أيها الوالي ـ أن جهاز الهاتف وفي هذا العصر صار فتنة لبعض الفتيات والشباب حيث تقضي البنت أوقاتاً طويلة وهي تتحدث بهذا الجهاز . وقد تنفرد البنت بجهاز هاتف في غرفتها فيزداد الأمر سوءاً وخطراً وربما خرجت البنت بحجة زيارة زميلاتها وليس الأمر كذلك وقد يكون صحيحاً ولكنهنّ ربما اجتمعن على مكالمات هاتفية سيئة أو أمر آخر لا يقل سوءاً عن سابقه ، وهذه الأساليب التي نوّهت عنها أثبتت الجهات المختصه بأنها وقعت فعلاً ، فاعتبروا يا أولي الألباب .
اللهم أصلح ..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى