لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
مسلم
مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

السياحة وآثرها على الأمة  Empty السياحة وآثرها على الأمة {السبت 26 نوفمبر - 10:07}

د. رياض بن محمد المسيميري
السياحة وآثرها على الأمة


إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102]. (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1]. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) [الأحزاب:70-71].

أما بعدُ : فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ ص وشرُّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .

أما بعد ، أيُّها الأخوةُ في الله :

فإنَّ من الثمراتِ المُرةِ للهزيمةِ النفسية، التي يتجرعُها المُسلمونَ مُنذُ عُصُورِ الاندحارِ والانحدار، حينَ بَدّلُوا وغيَروا، ونبذوا كتابَ اللهِ وراءَهُم ظِهريا، إنَّ من الثمراتِ المُرةِ، لتلكَ الهزيمةِ، ذلكَ الاستعدادَ المُفرط، لتقديمِ كلَّ التنازلاتِ عن القِيمِ والمبادئ، وذلكَ التراجعَ المهين، عن كلَّ الثوابتِ والخُصوصيات، في سبيلِ إرضاءِ الآخرين، ومنحِهم كلِّ ما يشتَهُونَ باسمِ المَدنِيَةِ والحضارة، واللحاقِ بالركبِ الفائت، حتى لو كانَ اللحاقُ به، يعني فُقدانَ كلَّ شيءٍ وخسارةَ كُلَّ شيء، والاستخفافَ بكلِّ شيء، وشَيءٌ أدلَّ على ذلكَ ممَّا تُبذِلهُ دولٌ إسلاميةٌ عديدة، من جُهودٍ ضخمة، ومساعٍ حثيثة، لتطويرِ ما يُسمى بصناعةِ السياحةِ، ومحاولةِ جَذبِ أكبرَ عددٍ مُمكنٍ من السُيَاح الأجانب، بغضِّ النظرِ عن ديانتهِم ومعتقداتِهم، فضلاً عن أخلاقهمِ وسلوكياتِهم، والسباقُ لا يزالُ على أشدهِ، والتنافسُ ما أنفكَ يلتهبُ حماساً، لتحقيقِ أعلى الأرقامِ لأعدادِ الليالي الفُندقيةِ التي يقضِيها السُياحُ في حُجرِ الفنادق، والمُنتجعاتِ الخاصة !!

ونشطت نتيجةً لذلكَ دوائرُ السياحةِ في البلادِ المذكورةِ، في الترويحِ لأماكنِ الجَذبِ السياحي، عبرَ حملاتٍ دَعَائيةٍ ضخمة، مُصاحبةً بصورٍ ومناظرَ التُقطت بعناية، لمشاهدَ وثنية، ومزاراتٍ شركية، وأضرِحَةٍ وقبور، وبقايا العُصورِ والدُهُور، واجتهد القَائِمون على ذلكَ الإسفافِ المُهين، في تقديمِ كلِّ ما يهواهُ الآخرون، دُونَ أدنى نظرٍ لحلالٍ أو حرام، أو جائزٍ أو مكروه، فالمهمُ هُو إرضاءُ ذلكَ السائح، وإشباعُ فضولهِ، واستجداؤهُ بأن يكررَ الزيارةَ كلَّ عام، ووصلَ الأمرُ أن أصبحَ ضمنَ البرامجَ السياحية، ترتيبَ زياراتٍ على مدارِ الساعة، لزيارةِ المَساجِدِ والجوامعِ الشهيرة، والتقاطَ الصُورِ التذكاريةِ داخلَ أسوارها، وتحتَ منابِرِها في استخفافٍ مُهين، لقدسيةِ تلك البقاع، واستفزازٍ همجيٍ لشعورِ كلِّ مُسلم أبيّ .

أيُّها الأحبةُ في الله : وليس بخافٍ على كلِّ ذي لب، الآثارَ الخطيرةِ التي عانت ولا تزالُ تُعاني منها تلك البلاد، التي فتحت أبوَابها أمام السياحةِ الأجنبية، والتي تتخلص أولاً :

بسقوطِ حاجزَ النُفرةِ مع الأعداء، وذوبانِ عقيدةَ الولاءِ والبراء، فالكفارُ المُحارِبُون، والمُشرِكُون الوثنيون، أصبحوا يُشاطِرُون أبناءَ التوحيدِ مساكنهم، ويُقاسِمُونَهم لقمةَ عيشهم، ويلهُو صِبيَانَهم جميعاً فوقَ أرجوحةٍ واحدة، فهل بقيَ للدينِ بقيةً بعد سُقُوطِ هذا الأصلِ الأصيل، والركنِ الركين ؟؟

أليسَ اللهُ تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ )) (سورة الممتحنة :1) .

فماذا بقيَ من الولايةِ والمودة ؟!! لم نُؤثِرُهم بها، وقد شَاطَرونا كِسرةَ الخُبزِ وشربةَ الماء، واختلطت أنفَاسُنا بأنفاسِهم، واصطكَّت أكتافُنا بأكتافِهم في شَوارِعنا وأسواقِنَا، بل أيُّ سياجٍ سيبقى لحمى التوحيدِ، وصفاءَ العقيدةِ، ومللَ الكُفرِ، تحيطُ بأبناءِ المُسلمينَ من كلِّ جانب، فهذهِ صُلبانٌ تلمع، وتلكَ نواقيسُ تُضرب، وهاتِيكَ أبواقٌ تُنفخ، أيُّ توحيدٍ سيبقى وجيوشٌ من المُنصرِين ستزحفُ تحتَ غطاءِ تبادلِ الثقافات، وتعارفِ الشُعوبِ، واستكشافِ المجهُولِ، وهي تحملُ الأناجيلَ، ونشراتِ التبشيرِ والتخدير، والإلحادِ والكُفر، لتُغرِقَ بها بيوتَ المُسلمين، حقائِبُهم وجيوبهم ؟!!

أما ثانيا : فلا تسل عن الانحدارِ الأخلاقي الذي آل ويؤولُ إليه أبناءُ الأمة، وقد وفدَ إلى بلادِهم أُناسٌ يَحمِلونَ كلَّ شيءٍ إلاَّ الفضيلة، ويتحلونَ بكلِّ شيءٍ إلاَّ العفة، ويمتازُونَ بكلِّ شيءٍ إلاَّ بالخلقِ النظيف، كم هن البغايا اللاتي سيفدنَ إلى ديارِ الإسلامِ باسمِ السِياحةِ واكتشافِ الجديد ؟!! كم هُم حملةُ الأرجاسِ والأنجاس؟ الذين سيَغرِقُون شوارعَ المسلمين بعُريِّهم وتفسُخهم وانحِلالِهم ومجُونِهم؟!!

فليتَ شِعري من أباحَ ذلك وورّطَ الأمةَ في المهالك

أما ثالثا : فدُونكَ حبلُ الأمنِ الممزق،، وجدارُ الحِمايةِ المتصدع، بفعلِ عِصاباتِ الإجرامِ، وشُذُاذِ الآفاقِ، ومُروجِي المخدرات، وقُطَّاعِ الطريق، إلى كلِّ مُروءةٍ وأمانة، فلقد سَهُلت وسائلُ الاتصال، وحريةَ الانتقالِ لأولئكَ المُجرِمين، إنشاءَ عصاباتٍ وشبكاتٍ إجراميةٍ، مُدربةً لتنفثَ سُمُومها، وتُمارِسُ مُجونِها، وتنشرُ أخطارَها وآثارَها في كلِّ مكانٍ بوسائل عدة، ومسمياتٍ شتَّى، أعجبُها وأسخفُها مُسمَّى السياحة !!

أيُّها المسلمون :

وتبقى قضيةً بالغةَ الخُطورَةِ، وهي البعدُ النفسي للسائحِ الأجنبي، فالسائحُ في العُرفِ العالمي، هُو كائنٌ بشريٌّ مُدلل، يَجبُ أن تفرشَ لهُ الأرضَ ورُودَاً ورياحين، وأن تُسخِرَ كلَّ الإمكاناتِ من أجلِ عينيهِ، وإرضاءً لغرورهِ، وإشباعاً لغرائزهِ، وتلبيةً لنزواتِهِ، ويجبُ أن توفرَ لَهُ الحمايةَ الكافيةَ، ليُمارِسَ عربَدَتَهُ وفجوره، فلا غُرو أن تسمعَ عن إنشاءِ الشرطةِ السياحيةِ المناطِ بها السهرَ على حمايتهِ ورعايته، حتى لا يجرؤ إنسانٌ على إيذائهِ، أو تعكيرَ صفوَ مزاجهِ أو حتى مُطالبتهِ باحترامِ حُقوقِ الآخرين، كلُّ ذلكَ من أجلِ بريقٍ دنانيرهُ التي تملأُ جيوبه، ثُمَّ هُو شاعرٌ في قرارةِ نفسهِ أنَّهُ زائرٌ ثمين، مُرحبٌ فيه، مرغُوبٌ في طولِ إقامتهِ، فيُقدِمُ عليك بسُحنتهِ الشقراء، ونظارتِهِ السوداء، وفخذهِ العارية، فلا تسل بعدَ ذلكَ عن حجمِ تجاوزاتِهِ، ومبلغِ انتهاكاتِهِ لحُرمَاتِ الدين وحقوقَ العباد، واستفزازهِ لمشاعرِ كُلِّ حُرٍ غيور.

فيا شديدُ الطولِ والإنعامِ إليكَ نشكُو غُربةَ الإسلام !!

أيُّها المسلمون :

ألا إنَّ من العجائبِ ما يُردِدُهُ أقوامٌ لا خلاقَ لهم، يدعُونَنَا نحنُ المُسلمينَ في هذهِ الجزيرةِ المُباركةِ، جزيرةَ الإسلامِ ومعقلِ التوحيد، إلى اقتفاءِ آثارِ أولئكَ التائهين، وفتحِ المجالِ للسياحةِ الأجنبية، ومنافسةِ العَواصِمِ العالميةِ في استقطابِ أكبرَ قدرٍ مُمكنٍ من العلوجِ النصارى، وشُذَاذِ الآفاقِ بدعوى التنشيطِ الاقتصادي، وتعريفِ العالمِ بآثارِنِا وثقافاتِنِا، دعوةُ بعضِ الفَارِغِينَ إلى مُحاكاةِ الجهلةِ والمُتاجرينَ بالعقائد، في إحياءِ قُبورٍ عفا عليها الزمن، وسدانةِ مشاهدَ طواها النسيان، وإنَّهُ لم يكُن يوماً في تاريخِ الأمةِ أن افتخرَ حُماةُ التوحيدِ وحراسُ العقيدةِ بمشهدٍ من المشاهِدِ، أو مزارٍ من المزاراتِ، فضلاً عن التفكيرِ في تسييرِ زياراتٍ منظمة، إلى كهوفٍ وغيران، وجبالٍ ووديان، أو التزاحُمِ حولَ ديارِ القومِ المُعذَبَين كالآثارِ الثمودية، أو القبورِ الحاتميةِ الطائية.

وحاشا بلادَ التوحيدِ أن تستبدلَ الذي هُو أدنى بالذي هُو خير، فتتخلى عن رِسالتِها الخالدة، ونُورِها الفياض، وإشعُاعِها الباهر، الذي ملأَ الدُنيا ببهائهِ وجماله، وتلهثُ وراءَ دعواتٍ مشبوهة، تُزينُ الباطلَ وتُنمقه، يقودُ لواءِها كُتَّابٌ وصحافيون، أجلَبوا بخيلِهم ورجلِهم دعوةً وكتابة، وصُراخاً وضجيجاً، لتقليدُ الأجنبي في كُلِّ شيءٍ، حتى صدقَ فيهم قول المعصوم r : ((لو دخلوا جُحر ضبٍ لدخلتموه)) .

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم، واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم .



الخطبة الثانية

الحمد لله يُعطي ويمنع, ويخفضُ ويرفع, ويضرُ وينفع, ألا إلى اللهِ تصيرُ الأمور. وأُصلي وأسلمُ على الرحمةِ المهداة, والنعمةِ المُسداة, وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين,

أمَّا بعدُ:

أيُّها الأخوةُ في الله :

يجبُ أن نُدركَ أننا أصحابُ رسالةِ،وأصحابُ عقيدة، وأصحابُ قضية، أصحابُ رسالةٍ يجبُ أن نحمِلها إلى الآفاقِ حتى لا يبقى بيتُ وبرٍ ولا مدرٍ إلاَّ أدخلهُ اللهُ الإسلامَ بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِ ذليل، وأصحابُ عقيدةٍ يجبُ أن نرفعَ لوائها في كُلِّ وادٍ وناد، حتى يكونَ الدينُ كُلَّهُ للهِ ولو كَرِه المُشركون، وأصحابُ قضيةٍ يجبُ أن نحيا وأن نعيشَ من أجلها .

وقد فهمَ هذه الرسالة ووعى هذه الحقيقةِ أولئكَ الفوارسُ العظام، والجهابذةُ الكرامِ من أسلافِ هذه الأمة، فأقامُوا حِلَقَ التعليمِ في مساجِدِهم، وأُنشئت دُورَ الحديثِ، ومدارسُ التوحيدِ والفقهِ والأصول، ووفدَ الناسُ من كلِّ مكانٍ يطلُبُونَ العلومَ على أيديٍ، حُفَّاظُ الدُنيا وجهابذةُ الزمان، فساحَ الزائرونَ ورعايا البلادِ المفتوحةِ في بلادِ المسلمين، طلباً للعلمِ ونشدانا للثقافةِ الأصيلة، واختصَّت جزيرةُ الإسلامِ بمزيدٍ من الإشعاعِ الآخَّاذ، والسراجِ الوهاج، إلى هذا العصرِ الذي نعيشُيهُ، فظَلَ الوَافِدونَ يُقُدمُون لأداءِ منسكي الحجِّ والعمرة، ويرجِعُون وقد تخلص كثيرٌ منهم من خُرافات متراكمة ..وبدع متمكنة ..بفضل الله أولا ثم ما يُبذل من جهود ضخمة تبذلها الجهاتِ المختصة، من خلالِ جمٍّ غفيرٍ من الدُعاةِ والوعُاظ والمُوجِهِين، ينتشِرُونَ في مكةَ والمشاعرِ كلَّ عام، بالإضافةِ إلى ملايينَ النشراتِ الدعويةِ المؤصلة، توضعُ في أيدي أولئكَ الحجاجِ والمعتمرين، وإن ننسى فلا ننسى الجامعةَ الإسلاميةِ السلفيةِ العريقة، في مدينةِ رسولِ اللهِ r حَرسَها اللهُ، وهي تستقطبُ مئاتَ الدارسينَ من أقطارِ المُعمورةِ يتلقَونَ عقيدةَ السلف، وقالَ اللهُ وقالَ رسولهُ r ، ليرجِعوا بعد ذلك دُعاةً ومعلمين، فهذهِ بركاتُ الجزيرةِ، وهذهِ تجارتُها وتلكَ صِناعَتُها .

وخُلاصَةَ القولِ، إن كانَ من شَيءٍ نُقَدِمهُ للعالمِ فهُو كتابٌ وسنة، وإن كانَ من شيءٍ نتغنى بهِ ونفخرُ من أجلهِ فهُو وحيانِ شريفان، وكنزان عظيمان ..إن كان من شيء نقدمه لمن ينشدون الاطلاع على ثقافتنا فهو قرآن حكيم وذكر مبين من مثل قوله تعالى : ((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ)) .

إن كانَ من شيءٍ نُقدِمهُ فهُو من مثلِ قولِ الله تعالى: (( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)) (سورة المائدة :72) .

إن كانَ من شَيءٍ نُقدِمهُ فهُو من مثلِ قولهِ تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) (سورة الحج :74,73)

إن كانَ من شيءٍ نُقدمهُ فهُو من مثلِ قولِه ِ: (( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) ( سورة الحـج : 46,45 ) .

إن كان من شيءٍ نُقدمهُ فهُو سنة شريفة ، بيضاءَ نظيفة، من مثلِ قوله r : (( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )) رواه مسلم[1]

إن كانَ من شيءٍ نُقدمهُ للدنيا كُلَّها فهو من مثل قوله r : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي)) رواه أحمد .

هذه بضاعَتُنا، وتلك رسالتنا.

اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،

اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين، يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين، وقائد الغرِّ المحجلين وعلى ألهِ وصحابته أجمعين.

وأرض اللهمَّ عن الخلفاءِ الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي

اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور،وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

[1] ورقمه (153) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى