رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ / علي بن مصطفى الطنطاوي
المساواة قلبت الموازين
(( ولما دخلنا الفندق ـ أي في صوفر ـ : ـ عمامتان عاليتان على رأس البهجتين , بهجة العراق وبهجة الشام ( أي الأثري والبيطار ) وعقا ل نجدي على هامة سيد من سادة نجد هو الشيخ ياسين الرواف , ونحن اثنان مطربشان ( أي اللذان يلبسان الطربوش ) الأستاذ عز الدين التنوخي وأنا )) .
لما دخلنا تعلقت بنا الأنظار ودارت حولنا الأبصار , وخف بنا شباب يسلمون علينا فقلنا : وعليكم السلام يا إخواننا .
فما راعنا إلا أنهم ضحكوا , وضحك الحاضرون , فقلت لأحدهم : قل لي لماذا تضحك ؟ هل تجد في هيئتي ما يضحك ؟ فازداد الخبيث ضحكا ً . فهممت به , فوثب الحاضرون فقالوا : (( يا للعجب , أتضرب فتاة ؟ وإذا الذين حسبناهم شبانا ً فتيات بسراويل ( بنطلونات) وحلل ( بذلات ) فسرنا ونحن مستحيون , نحاول أن لا نعيدها كرة أخرى . ولما خرجت في الليل لمحت في طريقي واحدة من هؤلاء النسوة , فحيتنا , فقلت لها : مساء الخير , مدموزيل , قالت : مدموزيل ايه يا وقح ؟ فقلت في نفسي : إنها متزوجة , وقد ساءها أني دعوتها بالمدموزيل ( الآنسة ) , وأسرعت فتداركت الخطأ , وقلت : بردون مدام . قالت : مدام في عينك يا قليل الأدب , بأي حق تمزح معي ؟ أنا فلان المحامي , فقلت : عفوا ً بردون .
ووليت هاربا ً وذهبت إلى صاحب الفندق فرجوته أن يعمل لنا طريقة للتفريق بين الرجل والمرأة , فدهش مني , ووجم لحظة , ثم قدر أني أمزح فانطلق ضاحكاً .
قلت : إنني لا أمزح , ولكني أقول الجد , وقصصت عليه القصة .
قال : وماذا نعمل . قلت : لوحات صغيرة مثلا ً من النحاس , أو من الفضة , توضع على الصدر يكتب عليها " رجل " أو " امرأة " . تعلق تحت الثدي الأيسر , في مكان القلب . أو تتخذ حلية من الذهب أو الفضة , عليها صورة ديك مثلا ً أو دجاجة , أو شاة أو خروف , أو شيء أخر من علامات التذكير والتأنيث .
وراقه اقتراحي , وقبله على أنه نكتة , ولم يفكر بالعمل لأنه لم يجد حاجة إلى هذا التفريق مادام المذهب الجديد يقول بمساواة الجنسين .
[ ذكريات 4 / 64 – 65 ]
المساواة قلبت الموازين
(( ولما دخلنا الفندق ـ أي في صوفر ـ : ـ عمامتان عاليتان على رأس البهجتين , بهجة العراق وبهجة الشام ( أي الأثري والبيطار ) وعقا ل نجدي على هامة سيد من سادة نجد هو الشيخ ياسين الرواف , ونحن اثنان مطربشان ( أي اللذان يلبسان الطربوش ) الأستاذ عز الدين التنوخي وأنا )) .
لما دخلنا تعلقت بنا الأنظار ودارت حولنا الأبصار , وخف بنا شباب يسلمون علينا فقلنا : وعليكم السلام يا إخواننا .
فما راعنا إلا أنهم ضحكوا , وضحك الحاضرون , فقلت لأحدهم : قل لي لماذا تضحك ؟ هل تجد في هيئتي ما يضحك ؟ فازداد الخبيث ضحكا ً . فهممت به , فوثب الحاضرون فقالوا : (( يا للعجب , أتضرب فتاة ؟ وإذا الذين حسبناهم شبانا ً فتيات بسراويل ( بنطلونات) وحلل ( بذلات ) فسرنا ونحن مستحيون , نحاول أن لا نعيدها كرة أخرى . ولما خرجت في الليل لمحت في طريقي واحدة من هؤلاء النسوة , فحيتنا , فقلت لها : مساء الخير , مدموزيل , قالت : مدموزيل ايه يا وقح ؟ فقلت في نفسي : إنها متزوجة , وقد ساءها أني دعوتها بالمدموزيل ( الآنسة ) , وأسرعت فتداركت الخطأ , وقلت : بردون مدام . قالت : مدام في عينك يا قليل الأدب , بأي حق تمزح معي ؟ أنا فلان المحامي , فقلت : عفوا ً بردون .
ووليت هاربا ً وذهبت إلى صاحب الفندق فرجوته أن يعمل لنا طريقة للتفريق بين الرجل والمرأة , فدهش مني , ووجم لحظة , ثم قدر أني أمزح فانطلق ضاحكاً .
قلت : إنني لا أمزح , ولكني أقول الجد , وقصصت عليه القصة .
قال : وماذا نعمل . قلت : لوحات صغيرة مثلا ً من النحاس , أو من الفضة , توضع على الصدر يكتب عليها " رجل " أو " امرأة " . تعلق تحت الثدي الأيسر , في مكان القلب . أو تتخذ حلية من الذهب أو الفضة , عليها صورة ديك مثلا ً أو دجاجة , أو شاة أو خروف , أو شيء أخر من علامات التذكير والتأنيث .
وراقه اقتراحي , وقبله على أنه نكتة , ولم يفكر بالعمل لأنه لم يجد حاجة إلى هذا التفريق مادام المذهب الجديد يقول بمساواة الجنسين .
[ ذكريات 4 / 64 – 65 ]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى