ابو يوسف
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
- لكم تعجبتُ عندما سمعتُ أنَّ الإنسانَ قد يدفِن بعضَه، وبعضُهُ الآخرُ على قيد الحياة! وسرعان ما زال عجبي عندما دفنت ولداً من أولادي تحت أطباق الثرى، عندها أيقنت أني دفنت فلذةً من كبدي، وجزءًا من سويداء قلبي.
- طالما تعجبت في صغري عندما كنتُ أسمع عِبارة (دموع الفرح)، وأقول في نفسي: وهل للفرح دموعٌ، وللحزن دموعٌ؟! فإنني ما عرفت إلا دموعَ البكاء والأحزان، والنحيبِ والأشجان..
ولكنْ ها أنا اليوم أرى للفرح أنواعاً شتّى من الدموع، وللبكاء أنواعاً شتى من الدموع، فلله درُّ الدموع! نبكي فنذرفها من العيون، ونفرح فتفيض بها المآقي والجفون!
- تعجبت عندما قرأت عنوان كتاب (بحر الدموع) لمؤلفه ابن الجوزي ، فقلت: سبحان الله! وهل للدموع أيضاً بحرٌ؟!
فما انتهيت من قراءته حتى قلت في نفسي: ليته سماهُ (بحارَ الدموع)!
- عجبتُ من الصخور الصماءِ التي تتفجّر منها الأنهارُ، وعجبت من الصدور التي تحتوي على قلوبٍ أقسى من الأحجار!
- عجبت من إنسانٍ يملك قلباً لا يلينُ، وعيناً لا تدمعُ، ونفساً لا تشبعُ، ويدًا إلى الله - متضرعةً - لا تُرفع!
- عجبتُ ممن أعطاه الله قلباً نابضاً، فأحبَّ فيه الأغيارَ، ونسي العزيزَ الجبار!
- عجبت ممن يعيشُ حياتَه بلا هدف، ويمضي في الدنيا بلا عقيدةٍ!
- عجبتُ ممن يموتُ ولم يترك أحداً يترحَّمُ عليه، وعجبت ممن يحيا، ويتمنى الناسُ أن يترحموا عليه!
- عجبتُ من طالب الوصول، وهو نائمٌ في أول الطريق، وازداد عجبي من إنسانٍ وصل إلى نهاية الطريق، ثم اكتشف أنه كان يسير في غير الطريق المطلوب، وإذا به في ضلال مُبين..!
- عجبت من ظالمٍ يضحك ملءَ فيه، ويمضي ليلَهُ في سباتٍ عميق، وسهامُ دعواتِ المظلومين تشقّ عنان السماء، وترقى فوقَ الْحُجُب، في الصباحِ والمساء..!
- عجبت ممن يبيع البخسَ بالثمين، ويخسر تجارةً كان حرِيًّا بها أن تكون رابحةً، ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ!
- طالما تعجبت من الغافل عن ذكر الله، معيشتهُ ضنْكٌ، وقلبُه مَيْتٌ، وحياتُه شقاءٌ، ووقتهُ هباءٌ!
- ما أشدّ تعجبي من إنسانٍ كافأ اليدَ التي أعطته بالقطعِ، وقابل العطاءَ بالمَنع!
- عجبت من عينين مبصرتين كيف يعمى صاحبُهما عن نور البصيرة، ولا يرى بهِما شعاعَ الحق، وضياءَ التقى، وإشراقَ شمسِ الهداية!
- عجبت ممن يدّعي محبة النبي - صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لا يسير على نهجه، ولا يتّبع سنته، ولا يترسَّم خُطاه!
- عجبت ممن أعطاه الله وجهاً حسناً، ولا يزال سادراً في ضلاله، متّبِعاً هواهُ وشهواتِهِ، وكأنه ما قرأ قولَه تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [سورة القصص: الآية 88].
- تعجبت كثيراً من الذين رأوا وجه الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولم يبصروا النورَ الذي في مُحَيَّاهُ، والجمالَ والبهاء الذي للوجه الشريف كساهُ، ولم يتبعوا سبيله، ويهتدوا بهداهُ!
لكن عجبي زال عندما قرأتُ قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا}. [سورة الأعراف: الآية 179]. وعلمت أن الإنسان لا يبصر بعينه، بل يبصر بقلبه, وفعلاً كما قال اللهُ تعالى: {فإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. [سورة الحج: الآية 46].
- طالما تعجبتُ من ليل الصحابة رضي الله عنهم، فلا هو كلَيلنِا، ولا نهارُهم كنهارِنا، فمن أين لنا أن نتشبَّهَ بهم؟!
ولكنْ على أية حالٍ:
فتشبَّهوا إنْ لم تكُونوا مِثلَهمْ إنّ التشبُّهَ بالكِرامِ فَلاحُ
- عجبت من الكثيرين الذين يتشوَّقون إلى رؤية المصطفى - صلى الله عليه وسلم، ويتحسرون لأن الله لم يخلقْهم في عصر الصحابة رضي الله عنهم، فقلت في نفسي: ليتَ شعري ومن قال لهم إنهم سوف يؤمنون به، وإنّ أحدَهم سيكون كأبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهم؟ فهم لا يدرون، وبالقدر الْمُغَيَّب لا يعلمون! فربما كان أحدهم كأبي لهب وأبي جهل!
فليحمدِ الإنسانُ ربَّه على عظيم نعمه، وليدعُ مع ذلك الأعرابي: اللهم إنك أعطيتنا الإسلامَ من غير أن نسألَك، فلا تحرمْنا الجنة ونحن نسألُك.
- تعجبتُ من الذين ينتظرون الثوابَ من الناس، ثناءً ومدحاً وإطراءً، فقلت: ليت شعري ألاَ يعلم هؤلاء أن الناسَ كما تمدحُ تقدحُ، وكما تثني عليك، تغتابك وتنمُّ عليك! وأن الناس ينسون حسناتِك، ويتذكرون كل زلةٍ من زلاتك، فانتظر ثوابَك ممن يعلم خائنةَ الأعين، وما تخفي الصدورُ, ويعلم السرَّ وأخفى، وأحاط بكل شيءٍ علماً.
فالناسُ - يا أخي - كما قال الشاعر:
فإنْ رأَوا هفوةً طاروا بها فرحاً منِّي ومَا علِمُوا من صالحٍ دفنوا
- كم تعجبتُ من إنسانٍ كنتُ أظنُّه أُميًّا فإذا بي تلميذٌ بين يديه! وكم تعجبتُ من إنسانٍ يدّعي العلمَ، وهو غارقٌ في بحارٍ من الجهل!
- كم من إنسانٍ كنتُ أظنُّه وفيًّا، فإذا به أشدّ خيانةً من أبي رغال! وكم من إنسانٍ قالوا عنه "خائنٌ" فإذا به أوفى من السموأل!
مصطفى قاسم عباس
- طالما تعجبت في صغري عندما كنتُ أسمع عِبارة (دموع الفرح)، وأقول في نفسي: وهل للفرح دموعٌ، وللحزن دموعٌ؟! فإنني ما عرفت إلا دموعَ البكاء والأحزان، والنحيبِ والأشجان..
ولكنْ ها أنا اليوم أرى للفرح أنواعاً شتّى من الدموع، وللبكاء أنواعاً شتى من الدموع، فلله درُّ الدموع! نبكي فنذرفها من العيون، ونفرح فتفيض بها المآقي والجفون!
- تعجبت عندما قرأت عنوان كتاب (بحر الدموع) لمؤلفه ابن الجوزي ، فقلت: سبحان الله! وهل للدموع أيضاً بحرٌ؟!
فما انتهيت من قراءته حتى قلت في نفسي: ليته سماهُ (بحارَ الدموع)!
- عجبتُ من الصخور الصماءِ التي تتفجّر منها الأنهارُ، وعجبت من الصدور التي تحتوي على قلوبٍ أقسى من الأحجار!
- عجبت من إنسانٍ يملك قلباً لا يلينُ، وعيناً لا تدمعُ، ونفساً لا تشبعُ، ويدًا إلى الله - متضرعةً - لا تُرفع!
- عجبتُ ممن أعطاه الله قلباً نابضاً، فأحبَّ فيه الأغيارَ، ونسي العزيزَ الجبار!
- عجبت ممن يعيشُ حياتَه بلا هدف، ويمضي في الدنيا بلا عقيدةٍ!
- عجبتُ ممن يموتُ ولم يترك أحداً يترحَّمُ عليه، وعجبت ممن يحيا، ويتمنى الناسُ أن يترحموا عليه!
- عجبتُ من طالب الوصول، وهو نائمٌ في أول الطريق، وازداد عجبي من إنسانٍ وصل إلى نهاية الطريق، ثم اكتشف أنه كان يسير في غير الطريق المطلوب، وإذا به في ضلال مُبين..!
- عجبت من ظالمٍ يضحك ملءَ فيه، ويمضي ليلَهُ في سباتٍ عميق، وسهامُ دعواتِ المظلومين تشقّ عنان السماء، وترقى فوقَ الْحُجُب، في الصباحِ والمساء..!
- عجبت ممن يبيع البخسَ بالثمين، ويخسر تجارةً كان حرِيًّا بها أن تكون رابحةً، ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ!
- طالما تعجبت من الغافل عن ذكر الله، معيشتهُ ضنْكٌ، وقلبُه مَيْتٌ، وحياتُه شقاءٌ، ووقتهُ هباءٌ!
- ما أشدّ تعجبي من إنسانٍ كافأ اليدَ التي أعطته بالقطعِ، وقابل العطاءَ بالمَنع!
- عجبت من عينين مبصرتين كيف يعمى صاحبُهما عن نور البصيرة، ولا يرى بهِما شعاعَ الحق، وضياءَ التقى، وإشراقَ شمسِ الهداية!
- عجبت ممن يدّعي محبة النبي - صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لا يسير على نهجه، ولا يتّبع سنته، ولا يترسَّم خُطاه!
- عجبت ممن أعطاه الله وجهاً حسناً، ولا يزال سادراً في ضلاله، متّبِعاً هواهُ وشهواتِهِ، وكأنه ما قرأ قولَه تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [سورة القصص: الآية 88].
- تعجبت كثيراً من الذين رأوا وجه الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولم يبصروا النورَ الذي في مُحَيَّاهُ، والجمالَ والبهاء الذي للوجه الشريف كساهُ، ولم يتبعوا سبيله، ويهتدوا بهداهُ!
لكن عجبي زال عندما قرأتُ قوله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا}. [سورة الأعراف: الآية 179]. وعلمت أن الإنسان لا يبصر بعينه، بل يبصر بقلبه, وفعلاً كما قال اللهُ تعالى: {فإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. [سورة الحج: الآية 46].
- طالما تعجبتُ من ليل الصحابة رضي الله عنهم، فلا هو كلَيلنِا، ولا نهارُهم كنهارِنا، فمن أين لنا أن نتشبَّهَ بهم؟!
ولكنْ على أية حالٍ:
فتشبَّهوا إنْ لم تكُونوا مِثلَهمْ إنّ التشبُّهَ بالكِرامِ فَلاحُ
- عجبت من الكثيرين الذين يتشوَّقون إلى رؤية المصطفى - صلى الله عليه وسلم، ويتحسرون لأن الله لم يخلقْهم في عصر الصحابة رضي الله عنهم، فقلت في نفسي: ليتَ شعري ومن قال لهم إنهم سوف يؤمنون به، وإنّ أحدَهم سيكون كأبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهم؟ فهم لا يدرون، وبالقدر الْمُغَيَّب لا يعلمون! فربما كان أحدهم كأبي لهب وأبي جهل!
فليحمدِ الإنسانُ ربَّه على عظيم نعمه، وليدعُ مع ذلك الأعرابي: اللهم إنك أعطيتنا الإسلامَ من غير أن نسألَك، فلا تحرمْنا الجنة ونحن نسألُك.
- تعجبتُ من الذين ينتظرون الثوابَ من الناس، ثناءً ومدحاً وإطراءً، فقلت: ليت شعري ألاَ يعلم هؤلاء أن الناسَ كما تمدحُ تقدحُ، وكما تثني عليك، تغتابك وتنمُّ عليك! وأن الناس ينسون حسناتِك، ويتذكرون كل زلةٍ من زلاتك، فانتظر ثوابَك ممن يعلم خائنةَ الأعين، وما تخفي الصدورُ, ويعلم السرَّ وأخفى، وأحاط بكل شيءٍ علماً.
فالناسُ - يا أخي - كما قال الشاعر:
فإنْ رأَوا هفوةً طاروا بها فرحاً منِّي ومَا علِمُوا من صالحٍ دفنوا
- كم تعجبتُ من إنسانٍ كنتُ أظنُّه أُميًّا فإذا بي تلميذٌ بين يديه! وكم تعجبتُ من إنسانٍ يدّعي العلمَ، وهو غارقٌ في بحارٍ من الجهل!
- كم من إنسانٍ كنتُ أظنُّه وفيًّا، فإذا به أشدّ خيانةً من أبي رغال! وكم من إنسانٍ قالوا عنه "خائنٌ" فإذا به أوفى من السموأل!
مصطفى قاسم عباس
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى