صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
نقدم
في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس
العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر
ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة
القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين
يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن!
إنها
ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات
النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب
صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في
معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!!
ومن
هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا
الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن
الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة
ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين.
هناك
بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب
المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد
البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل
النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟
والحقيقة
أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم
القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية
النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد.
يُخلق
القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان.
ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم
لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب
الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه
الأمر بالنبض.
وهذا
يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن
القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها
ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.
حقائق القلب
القلب
هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان، ويبلغ
وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد. وفي القلب المريض جداً يمكن أن
يصل وزنه إلى 1000 غرام بسبب التضخم.
يقوم
قلبك منذ أن كنتَ جنيناً في بطن أمك (بعد 21 يوماً من الحمل) بالعمل على
ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما تصبح بالغاً يضخ قلبك في اليوم أكثر
من سبعين ألف لتر من الدم وذلك كل يوم، هذه الكمية يضخها أثناء انقباضه
وانبساطه، فهو ينقبض أو يدق كل يوم أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح عمرك
70 سنة يكون قلبك قد ضخ مليون برميل من الدم خلال هذه الفترة!
يزود
القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين
لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها
الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون.
طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية
التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية
لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر!!
علاقة الدماغ بالقلب
هل
الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي
عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء
الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ،
يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا
ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم
ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء
لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس.
ولكننا
كمسلمين لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل
14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة
والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة
علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من
حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به
الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ
بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر
على النشاط الكهربائي للدماغ.
العلماء
لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك،
لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو
الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً،
والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن.
الشيء
الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب،
وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض
العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا
التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور.
ويقول الدكتور Armour
إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف
أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب
المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.
مشاهد مثيرة!
تقول المعالجة النفسية Linda Marks
بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال:
ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له
علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل
في نفسية المريض قبل وبعد عملة زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي
الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي. ولكن منذ التسعينات تعرفت على إحدى
المهتمات بهذا الموضوع وهي "ليندا راسك" التي تمكنت من تسجيل علاقة بين
الترددات الكهرطيسية التي يبثها القلب والترددات الكهرطيسية التي يبثها
الدماغ، وكيف يمكن للمجال الكهرطيسي للقلب أن يؤثر في المجال المغنطيسي
لدماغ الشخص المقابل!
البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek
يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها
أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً
لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب،
ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.
يقول الدكتور Schwartz
قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع
بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس
دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي
يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن
قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"!
والذي
أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد
ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب
الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن
الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب
القلب الأصلي.
ما
هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل
الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل
آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك
الطفل.
تقول
الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت
تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم
بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن
تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات
نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
مئات
ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث
سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع
سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه
لا ترموني في الماء!!
السلام عليكم ورخنع الله وبركاته
نقدم
في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس
العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر
ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة
القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين
يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن!
إنها
ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات
النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب
صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في
معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!!
ومن
هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا
الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن
الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة
ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين.
هناك
بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب
المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد
البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل
النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟
والحقيقة
أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم
القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية
النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد.
يُخلق
القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان.
ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم
لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب
الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه
الأمر بالنبض.
وهذا
يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن
القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها
ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.
حقائق القلب
القلب
هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان، ويبلغ
وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد. وفي القلب المريض جداً يمكن أن
يصل وزنه إلى 1000 غرام بسبب التضخم.
يقوم
قلبك منذ أن كنتَ جنيناً في بطن أمك (بعد 21 يوماً من الحمل) بالعمل على
ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما تصبح بالغاً يضخ قلبك في اليوم أكثر
من سبعين ألف لتر من الدم وذلك كل يوم، هذه الكمية يضخها أثناء انقباضه
وانبساطه، فهو ينقبض أو يدق كل يوم أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح عمرك
70 سنة يكون قلبك قد ضخ مليون برميل من الدم خلال هذه الفترة!
يزود
القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين
لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها
الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون.
طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية
التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية
لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر!!
علاقة الدماغ بالقلب
هل
الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي
عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء
الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ،
يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا
ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم
ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء
لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس.
ولكننا
كمسلمين لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل
14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة
والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة
علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من
حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به
الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ
بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر
على النشاط الكهربائي للدماغ.
العلماء
لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك،
لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو
الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً،
والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن.
الشيء
الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب،
وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض
العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا
التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور.
ويقول الدكتور Armour
إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف
أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب
المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.
مشاهد مثيرة!
تقول المعالجة النفسية Linda Marks
بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال:
ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له
علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل
في نفسية المريض قبل وبعد عملة زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي
الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي. ولكن منذ التسعينات تعرفت على إحدى
المهتمات بهذا الموضوع وهي "ليندا راسك" التي تمكنت من تسجيل علاقة بين
الترددات الكهرطيسية التي يبثها القلب والترددات الكهرطيسية التي يبثها
الدماغ، وكيف يمكن للمجال الكهرطيسي للقلب أن يؤثر في المجال المغنطيسي
لدماغ الشخص المقابل!
البرفسور Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek
يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها
أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً
لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب،
ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.
يقول الدكتور Schwartz
قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع
بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس
دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي
يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن
قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"!
والذي
أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد
ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب
الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن
الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب
القلب الأصلي.
ما
هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل
الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل
آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك
الطفل.
تقول
الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت
تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم
بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن
تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات
نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
مئات
ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث
سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع
سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه
لا ترموني في الماء!!
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
نرى في هذا الرسم الآلية التي يعمل بها الكورتيزول cortisol
وهو عبارة عن هرمون منشط ينظم ضغط الدم ووظيفة القلب الوعائية وجهاز
المناعة، كما يسيطر على استعمال الجسم للبروتين والكربوهيدرات والدهون
ونتيجة لزيادة الضغوط سواء البدنية مثل المرض أو الصدمة، ويزيد إنتاج هرمون
الكورتيزول كردّ طبيعي وضروري في الجسم إذا بقيت مستويات التوتر عالية
لفترة زمنية طويلة. وقد وجدت دراسة بريطانية جديدة أن الإجهاد الناجم عن
العمل عامل مهم في حدوث أمراض القلب وداء السكري والتعرض لأخطار السكتة
الدماغية.
آيات كثيرة تحض على الهدوء النفسي
إن الذي يتأمل القرآن يلاحظ أن كثيراً من الآيات تأمرنا بالصبر وعدم الغضب والتسامح والعفو، ومن هذه الآيات قوله تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. ويقول أيضاً: (وَإِنْ
عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ
صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ
إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا
يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ) [النحل: 126-128].
ويقول في حق المتقين الذين وعدهم جنات عرضها السموات والأرض: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134]. وأفضل طريقة لعلاج الضغوط النفسية هي العفو، لأن الله تعالى يقول: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].
فجزء
كبير من الضغوط اليومية التي يتعرض لها الإنسان سببها الإحساس بالظلم وعدم
القدرة على النيل من الآخرين، ولكن بمجرد أن يمارس الإنسان "العفو" فإن
المشكلة تتبخر مثل الحرارة عندما تبخر الماء! ولذلك كان النبي الكريم أكثر
الناس عفواً، ويكفي أن نتذكر يوم فتح مكة عندما نصره الله على أعدائه الذين
استهزؤوا به وآذوه وأخرجوه وشتموه، ولكنه عفا عنهم وقال: اذهبوا فأنتم
الطلقاء!
إن
هذا الموقف هو درس لكل مؤمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رحمة
الله تعالى بعباده أنه جعل ثواب التسامح والعفو كبيراً جداً في الآخرة،
وجعل ثوابه عظيماً في الدنيا وهو التمتع بصحة أفضل واستقرار نفسي أكبر!
وتأملوا معي هذا النص القرآني الرائع: (وَلَا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34-35]، فمهما كانت مشكلتك مع
الآخرين يمكن حلّها بمجرد المعاملة بالتي هي أحسن وبقليل من الصبر وبكلمة
طيبة كما قال الله تعالى: (أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي
أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 24-25].
التفاؤل وأثره على القلب
ما
أعظم التعاليم التي جاء بها الإسلام، وما أروع آيات هذا القرآن، وما أجمل
أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... فقد كان دائم التفاؤل ويستبشر
برحمة الله، ولم يكن يحزن على أمر من أمور الدنيا أبداً، بل كان في كل لحظة
يمتثل قول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس:
58]. وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، وكان أبعد الناس عن
التشاؤم، بل كان ينهى عن التطيُّر و"النظرة السوداء" للمستقبل.
وبما أن الله تعالى قال: (لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:
21]، فإنه من الواجب أن نقتدي بسنته ونهتدي بهديه فلا نتشاءم ونتفاءل
بالخير دوماً، وهذا خلق من أخلاق النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولكن
ماذا عن العلم الحديث، وهل هناك من اكتشاف علمي يؤكد صدق تعاليم نبيّ
الرحمة عليه الصلاة والسلام؟
أكدت
دراسة أمريكية بأن التشاؤم قد يهلك صاحبه، بعد أن كشفت عن زيادة احتمال
تعرض مرضى القلب للوفاة بسبب معاناتهم القلبية، في حال أكثروا من التشاؤم
في تعاطيهم مع حالتهم الصحية. ويقول الدكتور جون بيرفوت من المركز الطبي
التابع لجامعة ديوك الأمريكية، تعد هذه من أولى الدراسات التي تختبر كيفية
تأثر صحة المريض بنظرته وتوجهاته حيال مرضه، وهو ما يؤثر في النهاية على
فرصه في النجاة.
وقد
ركزت الدراسات السابقة على تأثير توقعات المريض، فيما يختص بحالته
المرضية، على قدرته على استئناف الحياة بشكل طبيعي، وبالتحديد فيما يتعلق
بالعمل وقيامه بالتمارين الرياضية، إلا أن الدراسة الأخيرة ساعدت في الكشف
عن تأثير توجهات الفرد حيال مرضه على صحته البدنية.
وتشير
نتائج هذه الدراسة إلى ارتفاع مخاطر الوفاة عند المرضى الذي أظهروا
تشاؤماُ تجاه وضعهم الصحي، وذلك بمقدار الضعف مقارنة مع المرضى الآخرين.
ومن
وجهة نظر الباحثين، فقد بات من المعلوم وجود علاقة بين الاكتئاب وزيادة
معدلات الوفيات عند الأشخاص، غير أن النتائج الحالية تظهر حجم تأثير توقعات
المريض، على تعافيه من المرض، بغض النظر عن أية عوامل نفسية أو اجتماعية
أخرى.
ويؤكد
الدكتور "بيرفوت" على أن الدراسة تقدم نصيحة للطبيب حول أهمية التنبه إلى
ما يعتقده المريض حيال مرضه، لما لذلك من تأثير على تعافيه. كما تبين
للمرضى بأن توقعاتهم الإيجابية تجاه هذا الأمر، لن تحسن من شعورهم فحسب،
وإنما قد تمكنهم من العيش فترة أطول.
وفي ظل هذه النتائج العلمية ندرك أهمية أن يستبشر المؤمن برحمة من الله، فهو القائل: (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
[آل عمران: 171]. وقد عجب النبي صلى الله عليه وسلم من حال المؤمن فكان كل
حاله خير: إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإذا أصابته سراء شكر فكان
خيراً له!!
من
هنا نتعلم درسين من دروس التقوى: الصبر والشكر. فالمؤمن يتميز على غير
المؤمن بهاتين الصفتين أثناء تعامله مع ظروف الحياة وصعوباتها، فتجد أن
الصبر والشكر يجعلان المؤمن أكثر تفاؤلاً وأبعد ما يكون عن التشاؤم، لأنه
يدرك أن الله معه، وأن المستقبل له، وأن الجنة بانتظاره، فلا يحزن على شيء
فاته، ولا يخاف من شيء سيأتيه، ولذلك قال تعالى: (أَلَا
إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *
الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62-64]. فهل هناك أجمل من أن يمتلك المؤمن البشرى في الدنيا والآخرة، فماذا يريد بعد ذلك؟
القلب والروح
نشرت جريدة ديلي ميل بتاريخ 9/4/2008 مقالاً مهماً بعنوان Can we really transplant a human soul?
هل يمكننا حقاً أن نزرع الروح لإنسان؟ وبسبب الوقائع المثيرة التي سردتها
المقالة أحببت أن أنقلها وأعلق عليها لنرى أن كل ما يكشفه العلماء اليوم
وما يستغربون منه قد تحدث عنه القرآن وأشار إليه بوضوح بما يشهد على إعجاز
هذا الكتاب العظيم.
1-
إن زراعة الأعضاء ليست كما كان يظنها العلماء مجرد زراعة أو نقل من شخص
لآخر، إنها نقل لجزء من ذكرياته وعواطفه وروحه! ولذلك فإن العديد من
المشاكل تواجه العلماء بسبب تغير شخصية المريض بعد أن يتم نقل عضو جديد له.
وربما يكون أوضح هذه الحالات ما حدث منذ أيام لشخص يدعى سوني غراهام،
والذي كان رجلاً محباً للخير والحياة وبعد أن أجريت له زراعة قلب من شخص
مات منتحراً، حدثت تغيرات عميقة في شخصية هذا الرجل حتى انتحر بنفس
الطريقة!!
2- كلير هي امرأة عمرها 47 عاماً أصيبت بارتفاع ضغط الدم الرئوي الأساسي، وأشرفت على الموت، وتصادف أن مات شاب عمره
18 عاماً بحادث دراجة نارية فأخذوا قلبه ورئتيه وتمت زراعتهما لكلير. تقول
كلير: على الفور وبعد انتهاء العملية أحسست أن في صدري قلب يختلف عن قلبي
وضرباته تختلف.
إن
أول سؤال سأله الصحفيون لكلير بعد العملية ماذا تشعرين الآن: قالت أشتهي
"البيرة" بشكل كبير، واستغرب كل من حولها من أهلها، فهي لا تشرب "البيرة"
أصلاً ولا تحبها، فماذا حدث؟ تتابع كلير قصتها فتقول: لقد بدأت بعد شهر من
العملية أشتهي بعض الأطعمة التي لم أكن أحبها مثل الدجاج، وبدأتُ أتصرف مثل
الرجال، وكنتُ أحس بأنني رجل ولست امرأة! وبدأت أشعر بميول نحو النساء
بدلاً من الرجال! بدأتُ أرى حلماً وهو أن شاباً كان صديقاً لي أحببته ولم
أستطع مفارقته وأحسست أننا سنكون معاً للأبد، واسمه "تيم"، وبعدما أفقت من
الحلم اكتشفت بعد بحث طويل أن "تيم" هذا هو متبرع القلب والرئتين والذي مات
بحادث.
وبعد
ذلك بدأت "كلير" تبحث عن عائلة المتبرع، لأن الأطباء لا يجوز لهم أن
يخبروها عنه، هكذا هي القوانين، لا يسمح بإظهار المتبرع. وبعد بحث طويل
بمساعدة الأصدقاء استطاعت الوصول للعنوان المطلوب، وعندما ذهبت إلى بيتهم
سألتهم عن اسمه كانت المفاجأة أن اسمه بالفعل هو "تيم" وسألتهم عن شخصيته
فقالوا إنه كان يحب البيرة والدجاج والأطعمة ذاتها التي أصبحت "كلير"
تحبها!
3-
هناك مئات الحالات المشابهة لحالة كلير والتي تحدث نتيجة زرع القلب
والرئتين والأعضاء، لقد رفض الأطباء في أمريكا التعامل مع مثل هذه الحالات
على الرغم من إلحاح المرضى معرفة من تبرع لهم وما هي صفاته، ولكن القوانين
تمنع ذلك عندهم، ولذلك تبقى هذه الحالات غير مدروسة. ويؤكد الكاتب PAUL THOMPSON أن هناك أكثر من 70 حالة موثقة تشبه حالة سوني وكلير، حدثت لها تغيرات في الشخصية تشبه تماماً شخصية المتبرع.
4- البرفسور Gary Schwartz
في جامعة أريزونا يؤكد أن هناك أعداداً هائلة من المرضى حدثت لهم تغيرات
شخصية بعد زراعة أعضاء لهم، ويقول إن هذه الحالات تشكل تحدياً للطب الحديث
الذي عجز عن تفسيرها بحقائقه الحالية!
فقد وثّق البروفسور Gary Schwartz
حالة غريبة، وهي امرأة شاذة جنسياً تحب الوجبات السريعة عمرها 29 عاماً،
وقد أصيبت بفشل في قلبها وتم زرع قلب لها مأخوذ من فتاة نباتية لا تأكل
الحوم عمرها 19 عاماً، وبعد الزرع مباشرة أصبحت هذه المرأة طبيعية: زال
الشذوذ وأصبحت تكره الوجبات السريعة تماماً مثل صاحبة القلب الأصلي!!
ملاحظة:
في حالة هذه المرأة الشاذة وكيف تغير الشذوذ الجنسي لديها وأصبحت طبيعية
بتغيير قلبها، دليل على أولئك الذين يدعون أن الشذوذ الجنسي هو حالة طبيعية
موجودة في جينات الإنسان الشاذ، ولذلك يقولون لماذا يعاقبه الله على
أفعاله الشاذة؟ ونقول يا أحبتي إن مركز الصلاح والفساد هو في القلب، فبمجرد
أن تم تغيير قلب المرأة "السحاقية" تغيرت على الفور وتزوجت وأصبحت طبيعية
جداً! ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن القلب هو مستودع المعلومات وينبغي علينا
أن نقوم بصيانته وتخزين المعلومات المفيدة فيه، وعلى رأسها القرآن.
5- حالة أخرى توضح أن زراعة الكلية تعطي صفات صاحب الكلية، فقد تم توثيق حالة امرأة اسمها Lynda Gammons
تبرعت لزوجها بإحدى كليتيها، وبعد نجاح العملية أصبح الزوج يحب تنظيف
المنزل والطبخ والتسوق، وهذه الأعمال كان يكرهها قبل العملية! إذاً الذاكرة
موجودة في كل خلية من خلايا جسدنا!
مقطع
في الخلايا العصبية للقلب، وهي خلايا عددها أكثر من 40000 خلية، ويؤكد بعض
الأطباء "الشجعان" أن هذه الخلايا مسؤولة عن التفكير وعن توجيه الدماغ
ولها دور كبير في التحكم بكل الجسد! ومنهم البروفسور Gary Schwart
الذي وثق عشرات الحالات التي تثبت أن للقلب دوراً كبيراً في التحكم بشخصية
الإنسان وأفعاله وذكرياته، بل إن القلب هو الذي يحدد مستوى الإيمان أو
الكفر لدى الإنسان!
6-
تؤكد صحيفة ديلي ميل أن الأطباء في الصين مهتمون بهذه الظاهرة ويدرسونها
الآن، وإذا كانت هذه الظاهرة صحيحة فإنها ستحطم الكثير من الحقائق في الطب
الحديث، ولكن لو تأملنا القرآن والسنة الشريفة لوجدنا وصفاً واضحاً للقلب
وعمله، يقول صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، صدق
رسول الله. وانظروا معي إلى حالة الرجل الذي كان قلبه سليماً من الناحية
الإيمانية، ولكنه مريض طبياً، كيف أقدم على الانتحار بعد تغيير قلبه، ماذا
يعني ذلك؟
نستطيع أن نستنتج من الوقائع السابقة:
1- أن القلب هو مركز الإيمان، فقد انقلب هذا الرجل من الإيمان إلى الإلحاد، فأوصله ذلك إلى الانتحار. يقول تعالى عن قلوب الكفار: (وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
2- القلب هو مركز التفقه والإدراك، يقول تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179].
3- القلب هو مركز العقل، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) [الحج: 46].
4-
للقلب دور في إدراك ما يسمعه الإنسان، فحالة الرجل الذي انتحر ولقي مصير
صاحب القلب الأصلي تؤكد أنه في وضع غير طبيعي، وبالتالي يتصرف كإنسان أعمى
لا يبصر، فكل ما يشغله هو الانتحار، وهنا نستنتج أن المريض أصبح يرى
الأشياء رؤية جديدة كما كان يراها صاحب القلب الأصلي، ولذلك يمكننا أن نقول
إن القلب هو مركز البصيرة، يقول تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحجر: 46].
5-
للقلب دور في إدراك ما يسمعه الإنسان وما يراه، لأن العلماء يؤكدون أنه مع
كل زراعة قلب، تتغير نظرة المريض للحياة وتتغير طريقته في فهم الأشياء
والتعامل مع الواقع، فهو يرى الأمور بمنظار صاحب القلب الأصلي، ويسمع
الأشياء كما كان يسمعها صاحب القلب الأصلي، ولذلك قال تعالى: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6-
تؤكد حالة الرجل الذي انتحر، أن صاحب القلب الأصلي كان قلبه مريضاً ويحمل
أفكاراً إلحادية ولا يؤمن بالآخرة وليس في قلبه إلا الانتحار، وانتقلت
الفكرة ذاتها وهذا يدل على أن القلب يمرض مرضاً يفقد معه إيمانه بالله،
يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) [البقرة: 10].
7-
حالة المرأة التي تم تغيير قلبها ورئتيها وكيف انقلبت انقلاباً جذرياً تدل
على أن الصدر هو مستودع للذكريات أيضاً وأن الرئتين لهما دور في التفقه
والإيمان والكفر، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
8- إن الحالات السابقة تؤكد أن القلب هو مخزن المعلومات وليس الدماغ، والدماغ تابع للقلب، وهذا ما أكده القرآن بقوله تعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [آل عمران: 167]. إذاً القلب مستودع الذكريات، يقول تعالى: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 18].
يؤكد
العلماء أن القلب قد يكون مركز الروح، وعندما يتم زرعه في شخص آخر تنتقل
أجزاء من روح الإنسان صاحب القلب الأصلي، ولكنهم يقولون إن العلم على الرغم
من تطوره لا يزال يقف عاجزاً أمام تفسير هذه الظاهرة المحيرة بسبب نقص
المعلومات. ألا تظن أخي القارئ أن القرآن قد أزال الحيرة عندما قال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
وأخيراً:
ربما تدرك الآن لماذا اهتم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالقلوب، وأمرنا أن
نغذيها بكلام الله، فمثل القلب الذي لا يذكر الله كالبيت الخرب، وربما
تدرك لماذا كان أكثر دعاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، وأن نكون من الذين قال فيهم: (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ
دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 2-4].
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى