صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الحمد لله الذي أكرم خواص
عباده بالألفة في الدين، ووفقهم لإكرام عباده المخلصين، وزينهم بالأخلاق
الكريمة والشيم الرضية، تأدباً بأفضل البشرية، وسيد الأمة محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
اعلم أيها الأخ الصالح - أصلح
الله شأننا - أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهاً، وأنا مبين منها ما يدل
على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين، ويعلم أن الله - سبحانه وتعالى - جعل
بعضهم لبعض رحمةً وعوناً، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل
المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره
بالحمى والسهر).
وقال عليه السلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً).
وقال عليه السلام: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر
منها اختلف).
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الأرواح تلاقى في الهوى فتشام، فما تعارف
منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً وفقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين، ونزهه
عن صحبة أهل الأهواء والبدع المخالفين.
وقال عليه السلام: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
ولبعضهم:
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينِهِ ... فَكُلُّ قَرينٍ
بِالمُقارِنِ يَقتَدي
ومن كلام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه:
وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ ... وَإياكَ وَإِيَّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى ... حَليماً حينَ يَلقاهُ
يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إِذا ما هُوَ ماشاهُ
وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ ... مَقاييسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ ... دَليلٌ حينَ يَلقاهُ
آداب العشرة
فمن آداب العشرة:
حسن الخلق
حسن
الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه
وسلم فإنه قال، وقد قيل له: ما خير ما أعطي المرء؟ قال: (حسن الخلق).
تحسين العيوب
ومنها
تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه؛ فقد قال ابن مازن: (المؤمن يطلب معاذير
إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم)، وقال حمدون القصار: (إذا زل أخ من
إخوانك، فاطلب له تسعين عذراً، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب).
معاشرة المؤمن
ومنها
معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً. قال الله تعالى: (لا تَجِدُ
قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ
وَرَسولَهُ).
أوجه المعاشرة
وللمعاشرة أوجه: فللمشايخ والأكابر: بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم.
وللأقران والأوساط: بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام، ما لم يكن
إثماً.
وللمريدين والأصاغر: بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم، وآداب
السنة، وأحكام البواطن، والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب.
الصفح عن العثرات
ومنها
الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها. قال الفضيل بن عياض: (الفتوة
الصفح عن عثرات الإخوان)، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه
معاشرة من يعينه عليه. قال بعض الحكماء: (المؤمن طبعاً وسجية)، وقال ابن
الأعرابي: (تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم).
وواجب على المؤمن أن
يجانب طلاب الدنيا، فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها، وذلك يبعده عن نجاته
ويقظته عنها، ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة؛ ولذلك قال ذو النون
لمن أوصاه: (عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير،
ويذكرك مولاك).
موافقة الإخوان
ومنها قلة الخلاف للإخوان، ولزوم موافقتهم فيما يبيحه العلم والشريعة. قال
أبو عثمان: (موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم).
الحمد على الثناء
ومنها
أن يحمدهم على حسن ثنائهم، وإن لم يساعدهم باليد، لقوله عليه السلام: (نية
المؤمن أبلغ من عمله). قال علي كرم الله وجهه: (من لم يحمل أخاه على حسن
النية، لم يحمده على حسن الصنعة).
ترك الحسد
ومنها
ألا يحسدهم على ما يرى عليهم من آثار نعمة الله، بل يفرح بذلك، ويحمد الله
على ذلك كما يحمده إذا كانت عليه؛ فإن الله تعالى ذم (الحاسدين) على ذلك
بقوله: (أَم يَحسُدُونَ الناسَ عَلى ما أتَاهُمُ اللَهُ مِن فَضلِهِ)،
وقال عليه السلام: (كاد الحسد أن يغلب القدر)، وقال: (لا تحاسدوا).
عدم المواجهة بما يكره
ومنها ألا يواجههم بما يكرهون، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
ذلك.
ملازمة الحياء
ومنها
ملازمة الحياء في كل حال، لقوله عليه السلام: (الإيمان بضعة وسبعون - أو
وستون - باباً، أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن
الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان). وقال رجل للنبي عليه السلام: أوصني،
قال: (استحيي من الله عز وجل كما تستحيي رجلاً من صالح قومك). وقال:
(الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في
النار).
المروءة والمحبة
ومن المعاشرة صدق المروءة وصفاء المحبة، فإنها لا تتم إلا بهما.
إظهار الفرح والبشاشة
ومنها
بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وبسط اليد، وكظم الغيظ، وترك
الكبر، وملازمة الحرمة، وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم.
صحبة العالم العاقل
ومنها
ألا يصحب إلا عالماً، أو عاقلاً فقيهاً حليماً. قال ذو النون رحمة الله
عليه: (ما خلع الله على عبدٍ من عبيده خلعةً أحسن من العقل، ولا قلده
قلادةً أجمل من العلم، ولا زينه بزينةٍ أفضل من الحلم، وكمال ذلك التقوى).
وقال عليه السلام: (من سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحين).
سلامة القلب وإسداء النصحية
ومنها
سلامة قلبه للإخوان، والنصحية لهم، وقبولها منهم، لقوله تعالى: (إِلّا مَن
أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ). وقال السقطي رحمه الله: (من أجل أخلاق
الأبرار سلامة الصدر للإخوان والنصيحة لهم).
حنث الوعد
ومنها
ألا يعدهم ويخالفهم، فإنه نفاق. قال عليه الصلاة والسلام: (علامة المنافق
ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان). وقال الثوري رحمه
الله: (لا تعد أخاك وتخلفه فتعود المحبة بغضة). وأنشدوا:
يا واعِداً أَخلفَ في وَعدِهِ ... ما الخُلفُ مِن سيرَةِ أَهلِ الوَفا
ما كانَ ما أَظهَرتَ مِن وُدِّنا ... إِلّا سِراجاً لاحَ ثُمَ اِنطَفا
صحبة الوقور
ومنها
صحبة من يستحيا منه ليزجره ذلك عن المخالفات؛ فقال قال عليٌّ كرم الله
وجهه: (أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه). وقال أحمد بن حنبل رحمه
الله: (ما أوقعني في بلية إلا صحبة من لا أحتشمه).
الإخلاص في الصحبة
ومنها
أن يراعي في صحبة أخوانه صلاحهم لا مرادهم، ودلالته على رشدهم لا على ما
يحبونه. قال أبو صالح المزي، رحمه الله: (المؤمن من يعاشرك بالمعروف،
ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق من يعاشرك بالمماذعة، ويدلك على ما
تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين).
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله الذي أكرم خواص
عباده بالألفة في الدين، ووفقهم لإكرام عباده المخلصين، وزينهم بالأخلاق
الكريمة والشيم الرضية، تأدباً بأفضل البشرية، وسيد الأمة محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
اعلم أيها الأخ الصالح - أصلح
الله شأننا - أن لأدب الصحبة وحسن العشرة أوجهاً، وأنا مبين منها ما يدل
على أخلاق المؤمنين وآداب الصالحين، ويعلم أن الله - سبحانه وتعالى - جعل
بعضهم لبعض رحمةً وعوناً، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل
المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره
بالحمى والسهر).
وقال عليه السلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً).
وقال عليه السلام: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر
منها اختلف).
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الأرواح تلاقى في الهوى فتشام، فما تعارف
منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً وفقه لمعاشرة أهل السنة والصلاح والدين، ونزهه
عن صحبة أهل الأهواء والبدع المخالفين.
وقال عليه السلام: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
ولبعضهم:
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينِهِ ... فَكُلُّ قَرينٍ
بِالمُقارِنِ يَقتَدي
ومن كلام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه:
وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ ... وَإياكَ وَإِيَّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى ... حَليماً حينَ يَلقاهُ
يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ ... إِذا ما هُوَ ماشاهُ
وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ ... مَقاييسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ ... دَليلٌ حينَ يَلقاهُ
فمن آداب العشرة:
حسن
الخلق مع الإخوان والأقران والأصحاب، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه
وسلم فإنه قال، وقد قيل له: ما خير ما أعطي المرء؟ قال: (حسن الخلق).
ومنها
تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه؛ فقد قال ابن مازن: (المؤمن يطلب معاذير
إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم)، وقال حمدون القصار: (إذا زل أخ من
إخوانك، فاطلب له تسعين عذراً، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب).
ومنها
معاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً. قال الله تعالى: (لا تَجِدُ
قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ
وَرَسولَهُ).
وللمعاشرة أوجه: فللمشايخ والأكابر: بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم.
وللأقران والأوساط: بالنصيحة وبذل الموجود والكون عند الأحكام، ما لم يكن
إثماً.
وللمريدين والأصاغر: بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم، وآداب
السنة، وأحكام البواطن، والهداية إلى تقويمها بحسن الأدب.
ومنها
الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها. قال الفضيل بن عياض: (الفتوة
الصفح عن عثرات الإخوان)، فكما يجب على العبد الأدب مع سيده، يجب عليه
معاشرة من يعينه عليه. قال بعض الحكماء: (المؤمن طبعاً وسجية)، وقال ابن
الأعرابي: (تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم).
وواجب على المؤمن أن
يجانب طلاب الدنيا، فإنهم يدلونه على طلبها ومنعها، وذلك يبعده عن نجاته
ويقظته عنها، ويجتهد في عشرة أهل الخير وطلاب الآخرة؛ ولذلك قال ذو النون
لمن أوصاه: (عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك، وتعينك رؤيته على الخير،
ويذكرك مولاك).
ومنها قلة الخلاف للإخوان، ولزوم موافقتهم فيما يبيحه العلم والشريعة. قال
أبو عثمان: (موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم).
ومنها
أن يحمدهم على حسن ثنائهم، وإن لم يساعدهم باليد، لقوله عليه السلام: (نية
المؤمن أبلغ من عمله). قال علي كرم الله وجهه: (من لم يحمل أخاه على حسن
النية، لم يحمده على حسن الصنعة).
ومنها
ألا يحسدهم على ما يرى عليهم من آثار نعمة الله، بل يفرح بذلك، ويحمد الله
على ذلك كما يحمده إذا كانت عليه؛ فإن الله تعالى ذم (الحاسدين) على ذلك
بقوله: (أَم يَحسُدُونَ الناسَ عَلى ما أتَاهُمُ اللَهُ مِن فَضلِهِ)،
وقال عليه السلام: (كاد الحسد أن يغلب القدر)، وقال: (لا تحاسدوا).
عدم المواجهة بما يكره
ومنها ألا يواجههم بما يكرهون، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
ذلك.
ومنها
ملازمة الحياء في كل حال، لقوله عليه السلام: (الإيمان بضعة وسبعون - أو
وستون - باباً، أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن
الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان). وقال رجل للنبي عليه السلام: أوصني،
قال: (استحيي من الله عز وجل كما تستحيي رجلاً من صالح قومك). وقال:
(الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في
النار).
ومن المعاشرة صدق المروءة وصفاء المحبة، فإنها لا تتم إلا بهما.
ومنها
بشاشة الوجه، ولطف اللسان، وسعة القلب، وبسط اليد، وكظم الغيظ، وترك
الكبر، وملازمة الحرمة، وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم.
ومنها
ألا يصحب إلا عالماً، أو عاقلاً فقيهاً حليماً. قال ذو النون رحمة الله
عليه: (ما خلع الله على عبدٍ من عبيده خلعةً أحسن من العقل، ولا قلده
قلادةً أجمل من العلم، ولا زينه بزينةٍ أفضل من الحلم، وكمال ذلك التقوى).
وقال عليه السلام: (من سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحين).
ومنها
سلامة قلبه للإخوان، والنصحية لهم، وقبولها منهم، لقوله تعالى: (إِلّا مَن
أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ). وقال السقطي رحمه الله: (من أجل أخلاق
الأبرار سلامة الصدر للإخوان والنصيحة لهم).
ومنها
ألا يعدهم ويخالفهم، فإنه نفاق. قال عليه الصلاة والسلام: (علامة المنافق
ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان). وقال الثوري رحمه
الله: (لا تعد أخاك وتخلفه فتعود المحبة بغضة). وأنشدوا:
يا واعِداً أَخلفَ في وَعدِهِ ... ما الخُلفُ مِن سيرَةِ أَهلِ الوَفا
ما كانَ ما أَظهَرتَ مِن وُدِّنا ... إِلّا سِراجاً لاحَ ثُمَ اِنطَفا
ومنها
صحبة من يستحيا منه ليزجره ذلك عن المخالفات؛ فقال قال عليٌّ كرم الله
وجهه: (أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه). وقال أحمد بن حنبل رحمه
الله: (ما أوقعني في بلية إلا صحبة من لا أحتشمه).
ومنها
أن يراعي في صحبة أخوانه صلاحهم لا مرادهم، ودلالته على رشدهم لا على ما
يحبونه. قال أبو صالح المزي، رحمه الله: (المؤمن من يعاشرك بالمعروف،
ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق من يعاشرك بالمماذعة، ويدلك على ما
تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين).
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
ومع النبي صلى الله عليه وسلم: باتباع سنته، وترك مخالفته فيما دق وجل.
صحبة الصحابة وآل البيت
ومع
أصحابه وأهل بيته: بالترحم عليهم، وتقديم من قدم، وحسن القول فيهم، وقبول
أقوالهم في الأحكام والسنن، لقوله عليه السلام: (أصحابي كالنجوم، بأيهم
اقتديتم اهتديتم)، وقوله عليه السلام: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله،
وعترتي أهل بيتي).
صحبة أولياء الله
ومع
أولياء الله: بالخدمة، والاحترام لهم، وتصديقهم فيما يخبرون عن أنفسهم
ومشايخهم؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله، تعالى، يقول:
من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة).
صحبة السلطان
ومع
السلطان: بالطاعة في غير معصية الله إذ مخالفته سنة، فلا يدعو عليه فيهما،
بل يدعو له غائباً، ليصلحه الله تعالى، ويصلح على يديه؛ وينصحه في جميع
أمور دينه، ويصلي ويجاهد معه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين
النصيحة)، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة
المسلمين، وعامتهم).
صحبة الأهل والولد
ومع
الأهل والولد: بالمداراة وسعة الخلق والنفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب
والسنة، وحملهم على الطاعة؛ لقوله تعالى: (يا أَيُّها الَّذين آَمَنُوا
قُوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً). الآية، والصفح عن عثراتهم، والغض عن
مساوئهم في غير إثمٍ أو معصيةٍ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرأة
كالضلع، إن أقمتها تكسرها، وإن داريتها تعش منها على عوج).
صحبة الإخوان
ومع
الإخوان: بدوام البشر، وبذل المعروف، ونشر المحاسين، وستر القبائح،
واستكبار برهم إياك، واستقلال إياهم، وإن كثر، ومساعدتهم بالمال والنفس،
ومجانبة الحقد والحسد والبغي وما يكرهون من جميع الوجوه، وترك ما يعتذر
منه.
صحبة العلماء
ومع العلماء: بملازمة
حرماتهم، وقبول أقوالهم، والرجوع إليهم في المهمات، ومعرفة المكان الذي
جعله الله لهم من خلافة نبيه ووراثتيه؛ لقوله عليه السلام: (العلماء ورثة
الأنبياء).
صحبة الوالدين
ومع العلماء:
ببرهما بالخدمة بالنفس والمال في حياتهما، وإنجاز وعدهما بعد وفاتهما،
والدعاء لهما في كل الأوقات، وإكرام أصدقائهما؛ لقوله؛ عليه السلام: (إن
البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه)؛ وقد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه
وسلم: هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: (نعم.
الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل
إلا بهما). وقال عليه السلام: (من العقوق أن يرى أبواك رأياً وترى غيره).
صحبة الضيف
ومع الضيف: بالبشر، وطلاقة الوجه، وطيب الحديث، وإظهار السرور، وقبول أمره
ونهيه، ورؤية فضله ومنته بإكرامك وتحريه لطعامك.
ولمعرس بن كرام:
مَن دَعانا فَأَبَينا ... فَلَهُ الفَضلُ عَلَينا
فَإِذا نَحنُ أَتَينا ... رَجَعَ الفَضلُ إِلَينا
آداب الجوارح
ثم على كل جارحة أدب تختص بهِ:
أدب البصر
فأدب البصر نظرك للأخ بالمودة التي يعرفها منك، هو والحاضرون، ناظراً إلى
أحسن شيء يبدو منه، غير صارف بصرك عنه في حديثه لك.
أدب السمع
وأدب
السمع: إظهار التلذذ بحديث محادثك، غير صارف بصرك عنه في حديثه، ولا قاطع
له بشيء؛ فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك، فأظهر له عذرك.
أدب اللسان
وأدب
اللسان: أن تحدث الإخوان بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك، باذلاً لهم
النصيحة بما فيه صلاحهم، مسقطاً من كلامك ما يكرهونه؛ ولا ترفع صوتك
عليهم، ولا تخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه.
أدب اليدين
وأدب اليدين: بسطهما للإخوان بالبر والصلة، ولا تقبضهما عنه، ولا عن
الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به.
أدب الرجلين
وأدب
الرجلين: أن تماشي إخوانك على حد التبع، ولا تتقدمهم؛ فإن قربك إليه تقرب
بقدر الحاجة، وترجع إلى مكانك؛ ولا تقعد عن حقوق الإخوان ثقة بالأخوة، لأن
الفضيل رحمه الله، قال: (ترك حقوقهم مذلة)، وتقوم لهم إذا أبصرتهم مقبلين،
ولا تقعد إلا بقعودهم، وتقعد حيث يقعدونك.
آداب البواطن
عنوان أدب الباطن
واعلم،
يا أخي، وفقك الله للرغبة في أدب الصحبة، أن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلاً يمس لحيته في الصلاة، فقال:
(لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه)؛ وقال الجنيد لأبي حفص، رحمة الله عليهما:
(أدبت أصحابك أدب السلاطين)، فقال: (لا، يا أبا القاسم، ولكن حسن أدب
الظاهر عنوان أدب الباطن).
اقتران الأدب بالعلم والحال والصحبة
ثم
اعلم أن كل علم وحال وصحبة خرج من غير أدب غالب مرود على أهله، لقوله عليه
السلام: (إن الله أدبني فأحسن تأديبي). وكان عليه السلام يحب معالي
الأخلاق.
الباطن مطلع الله
وإذا وجب على العبد مراعاة ظاهره لصحبة الخلق، فمراعاة باطنه أولى؛ لأنه
مطلع الرب تعالى.
أوجه مراعاة الباطن
ومراعاة
باطنه وآدابها بملازمة: الإخلاص، والتوكل، والخوف، والرجاء، والرضا،
والصبر، وسلامة الصدر، وحسن الطوية، والاهتمام بذلك في أمر المسلمين؛
لقوله عليه السلام: (من لم يهتم للمسلمين فليس منهم).
فإذا تأدب الناظر في كتابنا هذا بهذه الآداب، وتأدب ظاهره بما ذكرنا، رجوت
أن يكون من الموقنين.
فنسأل
الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا للأخلاق الجميلة، وأن يسددنا في أفعالنا
وأقوالنا وأحوالنا بمنة وكرمه، إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.
والحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، محمدٍ وآله وصحبه، وسلم.
ومع النبي صلى الله عليه وسلم: باتباع سنته، وترك مخالفته فيما دق وجل.
ومع
أصحابه وأهل بيته: بالترحم عليهم، وتقديم من قدم، وحسن القول فيهم، وقبول
أقوالهم في الأحكام والسنن، لقوله عليه السلام: (أصحابي كالنجوم، بأيهم
اقتديتم اهتديتم)، وقوله عليه السلام: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله،
وعترتي أهل بيتي).
ومع
أولياء الله: بالخدمة، والاحترام لهم، وتصديقهم فيما يخبرون عن أنفسهم
ومشايخهم؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الله، تعالى، يقول:
من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة).
ومع
السلطان: بالطاعة في غير معصية الله إذ مخالفته سنة، فلا يدعو عليه فيهما،
بل يدعو له غائباً، ليصلحه الله تعالى، ويصلح على يديه؛ وينصحه في جميع
أمور دينه، ويصلي ويجاهد معه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين
النصيحة)، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة
المسلمين، وعامتهم).
صحبة الأهل والولد
ومع
الأهل والولد: بالمداراة وسعة الخلق والنفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب
والسنة، وحملهم على الطاعة؛ لقوله تعالى: (يا أَيُّها الَّذين آَمَنُوا
قُوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً). الآية، والصفح عن عثراتهم، والغض عن
مساوئهم في غير إثمٍ أو معصيةٍ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرأة
كالضلع، إن أقمتها تكسرها، وإن داريتها تعش منها على عوج).
ومع
الإخوان: بدوام البشر، وبذل المعروف، ونشر المحاسين، وستر القبائح،
واستكبار برهم إياك، واستقلال إياهم، وإن كثر، ومساعدتهم بالمال والنفس،
ومجانبة الحقد والحسد والبغي وما يكرهون من جميع الوجوه، وترك ما يعتذر
منه.
ومع العلماء: بملازمة
حرماتهم، وقبول أقوالهم، والرجوع إليهم في المهمات، ومعرفة المكان الذي
جعله الله لهم من خلافة نبيه ووراثتيه؛ لقوله عليه السلام: (العلماء ورثة
الأنبياء).
ومع العلماء:
ببرهما بالخدمة بالنفس والمال في حياتهما، وإنجاز وعدهما بعد وفاتهما،
والدعاء لهما في كل الأوقات، وإكرام أصدقائهما؛ لقوله؛ عليه السلام: (إن
البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه)؛ وقد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه
وسلم: هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: (نعم.
الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل
إلا بهما). وقال عليه السلام: (من العقوق أن يرى أبواك رأياً وترى غيره).
ومع الضيف: بالبشر، وطلاقة الوجه، وطيب الحديث، وإظهار السرور، وقبول أمره
ونهيه، ورؤية فضله ومنته بإكرامك وتحريه لطعامك.
ولمعرس بن كرام:
مَن دَعانا فَأَبَينا ... فَلَهُ الفَضلُ عَلَينا
فَإِذا نَحنُ أَتَينا ... رَجَعَ الفَضلُ إِلَينا
ثم على كل جارحة أدب تختص بهِ:
فأدب البصر نظرك للأخ بالمودة التي يعرفها منك، هو والحاضرون، ناظراً إلى
أحسن شيء يبدو منه، غير صارف بصرك عنه في حديثه لك.
وأدب
السمع: إظهار التلذذ بحديث محادثك، غير صارف بصرك عنه في حديثه، ولا قاطع
له بشيء؛ فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك، فأظهر له عذرك.
وأدب
اللسان: أن تحدث الإخوان بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك، باذلاً لهم
النصيحة بما فيه صلاحهم، مسقطاً من كلامك ما يكرهونه؛ ولا ترفع صوتك
عليهم، ولا تخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه.
وأدب اليدين: بسطهما للإخوان بالبر والصلة، ولا تقبضهما عنه، ولا عن
الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به.
وأدب
الرجلين: أن تماشي إخوانك على حد التبع، ولا تتقدمهم؛ فإن قربك إليه تقرب
بقدر الحاجة، وترجع إلى مكانك؛ ولا تقعد عن حقوق الإخوان ثقة بالأخوة، لأن
الفضيل رحمه الله، قال: (ترك حقوقهم مذلة)، وتقوم لهم إذا أبصرتهم مقبلين،
ولا تقعد إلا بقعودهم، وتقعد حيث يقعدونك.
عنوان أدب الباطن
واعلم،
يا أخي، وفقك الله للرغبة في أدب الصحبة، أن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلاً يمس لحيته في الصلاة، فقال:
(لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه)؛ وقال الجنيد لأبي حفص، رحمة الله عليهما:
(أدبت أصحابك أدب السلاطين)، فقال: (لا، يا أبا القاسم، ولكن حسن أدب
الظاهر عنوان أدب الباطن).
ثم
اعلم أن كل علم وحال وصحبة خرج من غير أدب غالب مرود على أهله، لقوله عليه
السلام: (إن الله أدبني فأحسن تأديبي). وكان عليه السلام يحب معالي
الأخلاق.
وإذا وجب على العبد مراعاة ظاهره لصحبة الخلق، فمراعاة باطنه أولى؛ لأنه
مطلع الرب تعالى.
ومراعاة
باطنه وآدابها بملازمة: الإخلاص، والتوكل، والخوف، والرجاء، والرضا،
والصبر، وسلامة الصدر، وحسن الطوية، والاهتمام بذلك في أمر المسلمين؛
لقوله عليه السلام: (من لم يهتم للمسلمين فليس منهم).
فإذا تأدب الناظر في كتابنا هذا بهذه الآداب، وتأدب ظاهره بما ذكرنا، رجوت
أن يكون من الموقنين.
فنسأل
الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا للأخلاق الجميلة، وأن يسددنا في أفعالنا
وأقوالنا وأحوالنا بمنة وكرمه، إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.
والحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، محمدٍ وآله وصحبه، وسلم.
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى