صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
تعليم الأطفال الغناء وثمن المغنية وأجرتها
فقد
وصفنا شأنه بدءا أن هذا هو الشعر المهجور. فإن كان وقع النهي عن ثمنه على
الصحيفة فالمعنى على ما وصفنا من أنه كلام مهجور. وأما إذا كان كلاما
محمودا، فالبيع وثمنه غير داخل في ذلك النهى.. ألا ترى أنه ما نهى عبد
الله بن رواحةن وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم شعراء رسول الله صلى
الله عليه وسلم يذبون عنه ويهجون الكفار ويعيرونهم وينكون فيهم، كما وصفهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: )لَكَأَنَّما تَنضَحُونَهُم
بِالنَبل(.
وإنما معناه في النهي عندنا عن مجالسة الشعراء عمن كان بهذه
الصفة التي ذكر الله تعالى: (وَالشُعَراءُ يَتَّبِعهُمُ الغَاوون أَلَم
تَر أَنَّهُم في كُلِ وَادٍ يَهيمونَ وَأَنَّهُم يَقولونَ مَالاَ
يَفعَلُونَ) فبين أنهم في أودية الضلالة يهيمون طعنا وتعييرا ومثالب
للأموات ورميا بالفرى لفروج المحصينات. فمن جالسه فهو تابعه، وهو فار. ثم
استنثى المحمود منهم، فقال: (إلا الَّذين آَمَنَوا وَعَمِلوا الصالِحات
وَذَكَرُوا الله كَثيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعدِ ما ظُلِمُوا). وما كان من
الشعر بعد ذلك حكمة وموعظة، فهو خارج عن هذا المنهى، وقد روي عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إنَّ من الشعر لحكمة( فقد نجد كثيرا من
الحكم قد نقلتها الأئمة بالقوافي في الأحاديث(.
لبس الذهب
للرجال
الحرير
فإنما زجر عن هذه الأشياء كي لا يتشبهوا بأهل الكفر بالله،
وليضاهوا أولياء الله فيما وعدهم في الآجل، فمن فعل ذلك قيل له يوم
القيامة حين يعرض على ربه: (أَذهَبتُم طَيبَاتِكُم في حَياتِكُمُ
الدُّنيَا واستَمتَعتُم بِها فَاليَومَ تُجزَونَ عَذَاب الهُونِ).
؟
تعليم الأطفال الغناء وثمن المغنية وأجرتها
وأما قوله: )ونَهى عَن
تعليم الصبيان الغناء، وعن تعليم الفتيات، وعن ثمن المغنية، وعن أجر
المغنية(.
فهذا
من أجل ما قلنا بدءا إن هذا لهو ولعب.. ألا ترى إلى قوله تعالى: (وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَ، سَبِيلِ اللَهِ).
فإذا
كان
الغناء لهوا يضل عن سبيل الله، فتعليم الصبيان فساد لهم، وكذلك
المغنية. وإنما تُعلم ليرتفع ثمنها عند أهل الريب والفساد؛ لأنهم يبغون
بها نصيب النفس.
حدثنا على بن حجر السعدي، حدثنا المشمعل بن ملحان من
ولد عدى بن حاتم الطائى، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زهر، عن زهر،
عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: )لاَ يَحِلُّ تَعليمُ المُغَنِياتِ، وَلاَ بيعِهِنَّ،
وأَمانِهِنَّ حَرَامٌ. وَفِي مِثلِهِ نزلت: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشتَري
لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَهِ). حدثنا صالح بن عبد الله،
حدثنا فرج بن فضالة، عن ابن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا قيس بن جعفر
الدارمي، حدثني عبيد الله بن رؤيةب بن العجاج، عن أبيه، عن جده، قال: قال
لي أبو هريرة رضي الله عنه: يا عجاج شبب بالعراض والدمث، وإياك وأعراض
المسلمين(.
بيع العلم وثمنهوأما قوله: )وَنهَى عن بَيع العلم وثمنه(.
فالعلم
هو
دين الله ابتعث به أنبياءه؛ فلا يباع بعرض الدنيا. وقد أخذ الله على
أهل الكتاب ميثاقهم أن يبينوه ولا يكتمونه، فباعوه؛ فذمهم الله قال:
(فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلَيلاً) يعني
الدنيا (فَبِسَ ما يَشتَرُونَ).
وقال في التوراة: )علّم مجانا كما عُلمت
مجانا(.
وقال لنبيه عليه السلام: (قُل ما أسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرِ،
وَمَا أَنا مِنَ المُتَكَلِفينَ).
ولم
يطلق لأحد أن يبلغ عن الله ما ائتمنه عليه من علمه ووحيه يعرض الدنيا.
وكذلك العلماء نعدهم خلفاء الرسل، وهم مبلغون عن الله، فليس لأحد منهم أن
يأخذ عليه نوالا من حطام الدنيا. فقد كان العلماء يتوقون في حالة البيع
والشراء أن يحابوا أو يزادوا لمكانهم من العلم؛ حتى روى لنا عن الحسن
البصري رحمه الله أنه قيل له: هذا لك بكذا. فقال: إنما جئت أشتري بدرهمي
لا بديني. فهذا إذا قبل المحاباة طمعا فيه من أجل دينه، فأما إذا عرف له
حقه من غير طمع، فلا بأس به. ولم يزل أهل الدين يعرف لهم، ويؤثرون على
غيرهم من الناس. وكان عليه السلام يؤثر، ويفضل، ويعرف له على نبوته ومكانه
من الله تعالى.
الشعر المهجوروأما قوله: )ونهى عن الشعر، وعن مجالسة
الشاعر(.
تعليم الصبيان الغناء، وعن تعليم الفتيات، وعن ثمن المغنية، وعن أجر
المغنية(.
فهذا
من أجل ما قلنا بدءا إن هذا لهو ولعب.. ألا ترى إلى قوله تعالى: (وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَ، سَبِيلِ اللَهِ).
فإذا
كان
الغناء لهوا يضل عن سبيل الله، فتعليم الصبيان فساد لهم، وكذلك
المغنية. وإنما تُعلم ليرتفع ثمنها عند أهل الريب والفساد؛ لأنهم يبغون
بها نصيب النفس.
حدثنا على بن حجر السعدي، حدثنا المشمعل بن ملحان من
ولد عدى بن حاتم الطائى، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زهر، عن زهر،
عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: )لاَ يَحِلُّ تَعليمُ المُغَنِياتِ، وَلاَ بيعِهِنَّ،
وأَمانِهِنَّ حَرَامٌ. وَفِي مِثلِهِ نزلت: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشتَري
لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَهِ). حدثنا صالح بن عبد الله،
حدثنا فرج بن فضالة، عن ابن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا قيس بن جعفر
الدارمي، حدثني عبيد الله بن رؤيةب بن العجاج، عن أبيه، عن جده، قال: قال
لي أبو هريرة رضي الله عنه: يا عجاج شبب بالعراض والدمث، وإياك وأعراض
المسلمين(.
بيع العلم وثمنهوأما قوله: )وَنهَى عن بَيع العلم وثمنه(.
فالعلم
هو
دين الله ابتعث به أنبياءه؛ فلا يباع بعرض الدنيا. وقد أخذ الله على
أهل الكتاب ميثاقهم أن يبينوه ولا يكتمونه، فباعوه؛ فذمهم الله قال:
(فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلَيلاً) يعني
الدنيا (فَبِسَ ما يَشتَرُونَ).
وقال في التوراة: )علّم مجانا كما عُلمت
مجانا(.
وقال لنبيه عليه السلام: (قُل ما أسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرِ،
وَمَا أَنا مِنَ المُتَكَلِفينَ).
ولم
يطلق لأحد أن يبلغ عن الله ما ائتمنه عليه من علمه ووحيه يعرض الدنيا.
وكذلك العلماء نعدهم خلفاء الرسل، وهم مبلغون عن الله، فليس لأحد منهم أن
يأخذ عليه نوالا من حطام الدنيا. فقد كان العلماء يتوقون في حالة البيع
والشراء أن يحابوا أو يزادوا لمكانهم من العلم؛ حتى روى لنا عن الحسن
البصري رحمه الله أنه قيل له: هذا لك بكذا. فقال: إنما جئت أشتري بدرهمي
لا بديني. فهذا إذا قبل المحاباة طمعا فيه من أجل دينه، فأما إذا عرف له
حقه من غير طمع، فلا بأس به. ولم يزل أهل الدين يعرف لهم، ويؤثرون على
غيرهم من الناس. وكان عليه السلام يؤثر، ويفضل، ويعرف له على نبوته ومكانه
من الله تعالى.
الشعر المهجوروأما قوله: )ونهى عن الشعر، وعن مجالسة
الشاعر(.
فقد
وصفنا شأنه بدءا أن هذا هو الشعر المهجور. فإن كان وقع النهي عن ثمنه على
الصحيفة فالمعنى على ما وصفنا من أنه كلام مهجور. وأما إذا كان كلاما
محمودا، فالبيع وثمنه غير داخل في ذلك النهى.. ألا ترى أنه ما نهى عبد
الله بن رواحةن وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم شعراء رسول الله صلى
الله عليه وسلم يذبون عنه ويهجون الكفار ويعيرونهم وينكون فيهم، كما وصفهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: )لَكَأَنَّما تَنضَحُونَهُم
بِالنَبل(.
وإنما معناه في النهي عندنا عن مجالسة الشعراء عمن كان بهذه
الصفة التي ذكر الله تعالى: (وَالشُعَراءُ يَتَّبِعهُمُ الغَاوون أَلَم
تَر أَنَّهُم في كُلِ وَادٍ يَهيمونَ وَأَنَّهُم يَقولونَ مَالاَ
يَفعَلُونَ) فبين أنهم في أودية الضلالة يهيمون طعنا وتعييرا ومثالب
للأموات ورميا بالفرى لفروج المحصينات. فمن جالسه فهو تابعه، وهو فار. ثم
استنثى المحمود منهم، فقال: (إلا الَّذين آَمَنَوا وَعَمِلوا الصالِحات
وَذَكَرُوا الله كَثيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعدِ ما ظُلِمُوا). وما كان من
الشعر بعد ذلك حكمة وموعظة، فهو خارج عن هذا المنهى، وقد روي عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إنَّ من الشعر لحكمة( فقد نجد كثيرا من
الحكم قد نقلتها الأئمة بالقوافي في الأحاديث(.
لبس الذهب
للرجال
وأما قوله: )ونهى عن لبس الذهب للرجال(.
فالذهب
أغلى شيء في الدنيا. والجبابرة الفراعنة إنما قصدت من الدنيا لاستعمال
أغلى شيء منها.. ألا ترى إلى قول فرعون: (فَلَولاَ أُلقِىَ عَلَيهِ
أَسوِرَةٌ مِن ذَهَب)، يعرف قدر موسى من طريق الذهب؛ فحلية الذهب هو زى
الجبابرة.
قال: وروى في الخبر: أن الله تعالى قال: قل لبني إسرائيل: لا
تلبسوا لباس أعدائي، ولا تركبوا مراكب أعدائي؛ فتكونوا أعدائي كما هم
أعدائي.
فهؤلاء الجبابرة عمدوا إلى أعالي النعم، وغلى أعزه عند الخلق؛
فتناولوه من الدنيا، يريدون بذلك الخيلاء والفخر على عباد الله تكبرا
وتعظما وتيها، وهو الذهب والحرير وركوب النمور؛ لأن النمر عزيز أخذه لا
يكاد يتمكن منه.
فأما الذهب والحرير، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيده، ورقى المنبر، فقال: )هذان محرمان على ذكور أمتي، حل لإناثهم(.
فسبب ذلك التحريم وعلته أن الذهب والحرير للرجال خيلاء وتجبر وتعظم؛ فحرم
ذلك عليهم من أجل هذا الضرر العظيم، وأحل للإناث لأنها زينة لهن وعون على
العفة للأزواج. فهن إن افتخرن وتعظمن واختلن، فهن إناث ليس منهن فراعنة
ولا جبابرة.
لبس القسىوأما قوله: " ونهى عن لبس القسى " .
فهو
قريب مما وصفنا، القسى ثياب حمر كالأرجوانن قال: وروى عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال: طالحمرة زينة الشيطان " قال: وروى في الخبر في
قوله عز وجل: (فَخَرَجَ عَلَى قَومِ فِى زِينَتهِ) قال: في ثياب حمر -
يعني به قارون - .
حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو ثميلة يحيى بن
واضح، حدثنا عبيد الله بن سليمان، عن الضحاك، قال: سمعت نزالا عن عبد الله
أنه كره القسى، ويرويه عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
؟؟؟؟؟؟
لبسفالذهب
أغلى شيء في الدنيا. والجبابرة الفراعنة إنما قصدت من الدنيا لاستعمال
أغلى شيء منها.. ألا ترى إلى قول فرعون: (فَلَولاَ أُلقِىَ عَلَيهِ
أَسوِرَةٌ مِن ذَهَب)، يعرف قدر موسى من طريق الذهب؛ فحلية الذهب هو زى
الجبابرة.
قال: وروى في الخبر: أن الله تعالى قال: قل لبني إسرائيل: لا
تلبسوا لباس أعدائي، ولا تركبوا مراكب أعدائي؛ فتكونوا أعدائي كما هم
أعدائي.
فهؤلاء الجبابرة عمدوا إلى أعالي النعم، وغلى أعزه عند الخلق؛
فتناولوه من الدنيا، يريدون بذلك الخيلاء والفخر على عباد الله تكبرا
وتعظما وتيها، وهو الذهب والحرير وركوب النمور؛ لأن النمر عزيز أخذه لا
يكاد يتمكن منه.
فأما الذهب والحرير، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيده، ورقى المنبر، فقال: )هذان محرمان على ذكور أمتي، حل لإناثهم(.
فسبب ذلك التحريم وعلته أن الذهب والحرير للرجال خيلاء وتجبر وتعظم؛ فحرم
ذلك عليهم من أجل هذا الضرر العظيم، وأحل للإناث لأنها زينة لهن وعون على
العفة للأزواج. فهن إن افتخرن وتعظمن واختلن، فهن إناث ليس منهن فراعنة
ولا جبابرة.
لبس القسىوأما قوله: " ونهى عن لبس القسى " .
فهو
قريب مما وصفنا، القسى ثياب حمر كالأرجوانن قال: وروى عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال: طالحمرة زينة الشيطان " قال: وروى في الخبر في
قوله عز وجل: (فَخَرَجَ عَلَى قَومِ فِى زِينَتهِ) قال: في ثياب حمر -
يعني به قارون - .
حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا أبو ثميلة يحيى بن
واضح، حدثنا عبيد الله بن سليمان، عن الضحاك، قال: سمعت نزالا عن عبد الله
أنه كره القسى، ويرويه عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
؟؟؟؟؟؟
الحرير
وأما قوله: )ونهى عن لبس الحرير والقز، وعن لبس الديباج، وعن
لبس الخز، وعن الركوب على جلود النمور(.
فجنس
منه الصوف، وجنس منه الحرير، وجنس منه الجلود المدبوغة، وجنس منه السداب.
فإنما صارت كلها مضمومة في نهى واحد من أجل أنها زي الفراعنة والجبابرة.
ولو كانت من أجل أجناسها لرد كل شيء إلى جنسه، ثم أطلق لهم الخز من أجل
أنه شيء دونها، وقد يكون منه الخسيس الذي يوازى القطن والكتان وأصله صوف،
فهو وإن كان لينا فإنه كساء، وليس في الأكسية خيرية، فهل سمعت الله ذكر في
الجنة خزا كما ذكر الحرير والسندس والإستبراق. فهذا كله إبريسم. فأما الخز
فهو شعر ليست من لباس الجبابرة والفراعنة، بل يأنفون من ذلك، وإنما هو
للقواد والدهاقين والبطاريق.. ألاترى أنه أبيح للرجال التحلي بالفضة مثل
الخواتيم ونحوه، ثم نهى عن الشرب في آنية الفضة وسوى بالذهب؛ لأن هذا تشبه
بأهل الكفر.
لبس الخز، وعن الركوب على جلود النمور(.
فجنس
منه الصوف، وجنس منه الحرير، وجنس منه الجلود المدبوغة، وجنس منه السداب.
فإنما صارت كلها مضمومة في نهى واحد من أجل أنها زي الفراعنة والجبابرة.
ولو كانت من أجل أجناسها لرد كل شيء إلى جنسه، ثم أطلق لهم الخز من أجل
أنه شيء دونها، وقد يكون منه الخسيس الذي يوازى القطن والكتان وأصله صوف،
فهو وإن كان لينا فإنه كساء، وليس في الأكسية خيرية، فهل سمعت الله ذكر في
الجنة خزا كما ذكر الحرير والسندس والإستبراق. فهذا كله إبريسم. فأما الخز
فهو شعر ليست من لباس الجبابرة والفراعنة، بل يأنفون من ذلك، وإنما هو
للقواد والدهاقين والبطاريق.. ألاترى أنه أبيح للرجال التحلي بالفضة مثل
الخواتيم ونحوه، ثم نهى عن الشرب في آنية الفضة وسوى بالذهب؛ لأن هذا تشبه
بأهل الكفر.
فإنما زجر عن هذه الأشياء كي لا يتشبهوا بأهل الكفر بالله،
وليضاهوا أولياء الله فيما وعدهم في الآجل، فمن فعل ذلك قيل له يوم
القيامة حين يعرض على ربه: (أَذهَبتُم طَيبَاتِكُم في حَياتِكُمُ
الدُّنيَا واستَمتَعتُم بِها فَاليَومَ تُجزَونَ عَذَاب الهُونِ).
؟
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الكلام أو العبث يوم الجمعة والإمام يخطب
قال أبو عبد الله
رحمه الله: فالشيب وقار، وإنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغييره
مخالفة أهل الكتاب.
حدثنا
حميد بن الربيع اللخمي ويعقوب بن شيبة قالا: حدثنا محمد بن كناسة، عن هشام
بن عروة، عن أخيه عثمان بن عزوة، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم(.
حدثنا
علي بن حجر، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )غيروا اللحى ولا تشبهوا بالأعاجم(.
وحدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق العبدي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن
المبارك، حدثنا الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلين عن
أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إنَّ أحسن ما غيرتم به
الشيب الحناء والكتم(.
وحدثنا علي بن حجر السعدي ويحيى بن أحمد الطائي،
قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، حدثنا سالم بن عبد الله الكلاعي، عن
أبي عبد الله القرشي، عن عبد الله ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: )الصفرة خضاب المؤمن، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب
الكافر(.
وحدثنا محمد بن يحيى القصري، حدثنا أبو حمص العبدي، عن محمد
ابن إبراهيم بن عكاشة السدي، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )عليكم بالحناء؛ فإنه خضاب الإسلام، يزيد
في العقل، ويجلي البصر، ويذهب بالصداع، ويزيد في الجماع، ويزين المؤمن.
وعليكم بالصفرة؛ فإنها خضاب الإيمان(.
حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا جندل
بن والق، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقى، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )يكون قوم في آخر
الزمان قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فهذا فعل أهل العتو والجبرية في آخر الزمان، وكذلك
كان من قبل فعل الفراعنة. فإن المرء إذا شاخ راح، وإذا راح استحقره
السفهاء، واستوقره العقلاء، وكان أهل العتو يأنفون من ذلك، ويغيرونه
بالسواد، يخفون على الناظرين إليهم أحوالهم.
فهذه مثلة يريد أن يعود في
هيئة الشاب، وقد قال الله تعالى في تنزيله فيما يحكي عن قول العدو:
(وَلآَمُرَنَهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ الله). وقال الله تعالى: (لاَ
تَبديلَ لِخَلقِ الله). فإذا أَذهب المغير وقاره بسواد، فهو كأنه يريد أن
يعود كما كان، لحبه للشباب، وحرصه على العمر. فإنه يكره الشيب؛ لأنه علامة
لإقباله على الموت... ألا ترى أن أول من خضب بالسواد فرعون، فهو السابق
على العتو.
إلا ان المجوس يحفون لحاهم، ويعفون شواربهم، يريدون بذلك
التعلم والتجلد للسنين، فقال صلى الله عليه وسلم: )خالفوا المجوس؛ جزوا
الشوارب، وأوفروا اللحى(. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن أهل
الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم، فخالفوهم فأعفوا اللحى وحفوا الشوارب(.
ففي
مذهب
كسرى التجلد والتجبر والعتو، وأن يكون في هيئة الغلمان والشبان. وفي
مذهب محمد صلى الله عليهوسلم التواضع، والعبودية لله، والتطهير، وزينة
الرجال في اللحى( وتطهرهم في قص الشارب لئلا يبقى فيه وضر الطعام(.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: فأما منيرخص في خضاب السواد من السلف فلمعنى غير
هذا.
حدثنا
محمد بن مرزوق البصرين حدثنا علي بن عيسى، حدثنا الصديق بن عمر، حدثني
رفاع السدوسي، حدثنا ابن صهيب، حدثه عن أبيه صهيب، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: )اختضبوا بالسواد؛ فإنه أنس للزوجة، ومكيدة للعدو(.
وحدثنا
على
بن حجر، حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي، قال: سمعت أبا لاحق يحدث عن عبد
الله بن معاوية، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: )اختضبوا بالسواد؛
فإنه أنس للنساء، وهيبة للعدو(.
حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل،
عن الجعد بن عبد الرحمن، عن السايب بن سبيع، بعثه عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وهو أبيض الرأس واللحية، فرجع وهو أسود الرأس واللحية يتراءى ويتمارى
في معرفته.
وحدثنا عبد الجبار، حدثنا الحسن بن حبيب بن ندية، عن عبد
الصمد ابن حبيب، عن أبيه، عن الحكم بن عمرو الغفاري، قال: دخلت أنا وأخي
رافع على عمر بن الخطاب رضي لاله عنه وأنا مخضوب بالحناء وأخي بالصفرة،
فقال: أما خطابك فخضاب الإسلام، وأما خضاب أخيك فخضاب الإيمان... وسئل عن
السواد، فكرهه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فقد جاء عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنه: )آنس للزوجة، ومكيدة للعدو(، وكذلك قول عمر رضي الله
عنه من بعده على الوجهين جميعا. فللنساء على أزواجهن حقوق، منها حق التزين
لهن وقال ابن عباس رضي الله عنه: إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن
تتزين لي.
فمن التزين أن يخفي شيبه، ويخضبه بسواد، فإن كان لهذا يفعله
فهو خارج من النهي عندنا.. ألا ترى أن محمد بن الحنفية رحمه الله لما خرج
إلى الناس في حمراء أنكروا عليه، فقال: هذا ألقته علىّ أهلي، وإنهن يحببن
منا ما نحب منهن... حدثنا بذلك فضالة بن فضل، والجارود به معاذ، قالا:
حدثنا يزيغ الحنظلي، عن أبي وهب، عن الضحاك، عن محمد بن الحنفية.
ألا
ترى أن عثمان رضي الله عنه لما دخل بامرأته، فرأت به منالشيب، ففطن لها
عثمان رضي الله عنه، فقال لها: إنما وراء الشيب ما تحبين.
فللنساء في
هذا تمييز ونظر وميل إلى الأشب فالأشب؛ لأن نهمتها في الرجال؛ لأنها خلقت
من الرجل.
وكذلك الحسن بن علي رضي الله عنه اختضب بالسواد؛ لأنه في
الخبر أنه تزوج ثلثمائة.
وإنما
قال: )الحمرة خضاب الإسلام، والصفرة خضاب الإيمان(؛ لأن الإسلام في
الحياة، والإيمان عند الموت؛ لأنه إذا قرب الموت زالت عنه أعمال الشريعة،
والإسلام ما ظهر، والإيمان ما بطن. حتى يقدم إلى ربه وقد غير شيبه، لئلا
يشبه أهل الكتاب... ألا ترى إلى قوله عليه السلام في دعائه على الجنازة:
)اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على
الإيمان(.
الجرس
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرني
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )هذان محرمان على ذكور أمتي حل
لإناثهم(.
أخبرنا يحيى بن أحمر، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث،
عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )لا يتختم
بالذهب ولا يلبس القسى(.
حدثنا سليمان بن أبي هلال الدهني، حدثنا أبو
الأحوص، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويدن عن البراء بن عازب،
قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فإنما وقع هذا النهي على الرجال دون النساء؛ لأن
المرأة تتزين لزوجها للعفة عن الحرام، وليس على الرجال من الزينة كل ذلك،
إنما على الرجال التنظيف والتطهير والتطييب؛ لأن بغية النساء من الرجال
الفراش، لأن المرأة خلقت من الرجل، فنهمتها في الرجال، والرجل يتخير ويبغي
الزينة والحلية؛ لأن نهمته متشعبة في النساء وفي غيرها من سائر الشهوات(.
وروى
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: )خلق الرجل من طين، فنهمته في
الطين، وخلقت المرأة من الرجل؛ فنهمتها في الرجال(.
وقال الله تعالى
جده: (أَوَ مَن يُنَشَأُ في الحِليَة).
فالحلية لهن دون الرجال.
حدثنا
على
بن حجر، شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ربيع بنت معوذ بن
عفراء، قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زعب،
فأعطاني ملء كفه حليا أو ذهبا. حدثني يعقوب بن شيبة، حدثني إسحاق بن عيسى
الطباع، عن شريك بإسناده مثله غير أنه قال: أعطاني ملء كفه ذهبا وقال: ) "
تحلى به(.
حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن
إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أهدى
النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلى فيها خاتم من ذهب، فيه فصى
حبشي، فأخذه رسول الله صلى الله عليهوسلم بعود أو ببعض أصابعه، وإنه ليعرض
عنه، فدعا ابنته أمامة بنت أبي العاص، فقال: )تحلى بهذا يا بنية(.
حدثنا
عباد بن يعقوب الأسدي، حدثني سرى بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلادة، فقال: )لأعطينها أحبَّ
أهلي إلىَ(؛ فتغير ألوان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحدة
تقول يعطى صاحبتي، حتى إذا استبان في وجوههن وأمامة في ناحية البيت، فقال:
" تعالى يا بنية " فعلقها في عنقها(.
حدثنا موسى بن عبد الله السيقل،
حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم بمثله.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: أما ما جاء من حديث البراء: نهانا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن خاتم الذهب. ثم روى من فعله - فذاك له خاص. حدثنا محمد
بن بشار، حدثنا محمد بن مجعفر وابن مهدي، حدثنا شعبة، عن أبي السفر، قال:
رأيت على البراء رضي الله عنه خاتما من ذهب.
حدثنا محمد بن شجاع
المروزي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: رأيت على البراء خاتما
من ذهب.
وحدثنا
محمد بن مقبل، حدثنا عيسى بن خالد، عن شيخ من أهل جوزجان، قال: رايت على
البراء خاتما من ذهب، فقلت: ما هذا؟ قال: رخص لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وحدثنا محمد بن معمر البصرى، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الباجي،
حدثنا أبو المغيرة الجوزجاني، عن البراء بن عازب، قال: أعطاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، فقال: )تحل ما ألبسك الله ورسوله(.
فهذا
كشف عن أمر البراء أنه له خاص ومكرمة من الله.. ألا ترى أنه قال: )ما
ألبسك الله( والذي قال: )نهانا( فإنما هي للعامة.
وأما الذي يتخذ آنفا
من ذهب أو سنا، فليس ذلك من اللباس ولا التحلي.
حدثنا
حميد بن علي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )حدثنا إسماعيل بن
عبد الله بن أبي، قال: أصيب أنفي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
اتخذ أنفا من ذهب(.
حدثنا علي بن محمد بن مروان السدى، حدثني أبي،
حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: انكسر سن
لعبد الله بن عبد الله بن أبى، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يجعل مكانه سنا من ذهب.
وحدثنا الجارود، حدثنا النضري، حدثنا أبو
الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرقة بن عرفجة: أن جده عرفجة بن سعد أصيب أنفه
يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فذكر ذلك لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتخذ أنفا من ذهب.
قلت لأبي الأشهب:
عبد الرحمن أدرك جده عرفجة؟ قال: نعم.
؟نقش الحيوان في الخاتم
وأما
قوله: )ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، وعن اللعب بالحصى،
والإيماء، وعن إشارة بيده أو برأسه والإمام يخطب وقال: )من تكلم يوم
الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له(.
قال أبو عبد الله
رحمه الله: إنما قصرت عن أربع فجعلت ركعتين من اجل الخطبة؛ لما علم الله
أن بالناس حاجة إلى الموعظة والتذكرة، فأمر قائدهم أن يقوم في كل أسبوع
مرة، يجمعهم لصلاتهم، ويذكرهم بأيام الله ويعظهم؛ فاشتملت هذه الجمعة على
أمر عظيم من الثواب الجزيل والفضل.
فمن ذهب يتكلم في ذلك الوقت فقد شغل
قلبه عن الموعظة. وكذلك الإيماء والإشارة فيه مشغلة عن الموعظة وإن قل ودق
شأنه، فهو لاغ.
وقوله:
)لا جمعة له(، أي يذهب فضل جمعته وجزيل ثوابه، لا أنها تبطل ويؤمر
بالإعادة، بل صلاته جائزة، ولكنها منقوصة، وقد ذهب حظه من فضل الجمعة؛ فقد
بقيت صلاته مقصورة إلى ركعتين وفاته فضل جمعته.
الخضاب بالسوادوأما
قوله: )ونهى عن الخضاب بالسواد(.
فهذا
من أجل أنه غرر، فإن أراد أن يتزوج ولم يبيحه كان غررا ومن أجل أن الشيب
وقار أكرم الله به إبراهيم عليه السلام ومن تبعه على ملته، فإذا شاب وغيره
بالسواد فكأنه رفض تلك الكرامة وزينتها وحرم وقاره؛ لأنه يريد أن يتشبه
بالحالة الأولى.
وهذا تأديب واختيار من النبي صلى الله عليه وسلم
للأمة. ومن فعله لم يقع في النهي المأثوم، وقد كان الحسن والحسين رضي الله
عنهما يخضبان بالسواد، وقد فعله كثير من الصحابة، غلا أن الخضاب على
الغالب الحمرة والصفرة، فقد زجر عن ذلك في وقته.
حدثنا أبي، حدثنا أبو
نعيم، عن سفيان، عن أبي رباح، عن مجاهد، قال: أول من خضب بالسواد فرعون.
فهذا
فعل
الجبارين الذين يأنفون من الشيب، ويكرهون أن يكونوا في زي الضعفاء
المشيخة. فأما عبد تذلل لله عبادة وعبودية، فإن خضب بالسواد ليتزين به عند
أهله أو ليهيب العدو إذا خرج غازيا، فإن الشاب أنكى في العدو من الشيخ
وأهيب له، لم تلحقه سنن الفراعنة، وهو على كل مراده أمر جميل.
حدثنا
قتيبة، عن ابن لهيعة،عن خالد بن أبي عمران، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن
عجرة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )غيروا
الشيب، ولا تقربوه السواد، ولا تشبهوا باليهود(.
حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان، عن الزهري،عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
حدثنا
سفيان بن وكيع، حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
جيء بأبي قحافة يوم فتح مكة ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلمك )غيروا هذا الشيبن وجنبوه السواد(.
قوله: )ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، وعن اللعب بالحصى،
والإيماء، وعن إشارة بيده أو برأسه والإمام يخطب وقال: )من تكلم يوم
الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له(.
قال أبو عبد الله
رحمه الله: إنما قصرت عن أربع فجعلت ركعتين من اجل الخطبة؛ لما علم الله
أن بالناس حاجة إلى الموعظة والتذكرة، فأمر قائدهم أن يقوم في كل أسبوع
مرة، يجمعهم لصلاتهم، ويذكرهم بأيام الله ويعظهم؛ فاشتملت هذه الجمعة على
أمر عظيم من الثواب الجزيل والفضل.
فمن ذهب يتكلم في ذلك الوقت فقد شغل
قلبه عن الموعظة. وكذلك الإيماء والإشارة فيه مشغلة عن الموعظة وإن قل ودق
شأنه، فهو لاغ.
وقوله:
)لا جمعة له(، أي يذهب فضل جمعته وجزيل ثوابه، لا أنها تبطل ويؤمر
بالإعادة، بل صلاته جائزة، ولكنها منقوصة، وقد ذهب حظه من فضل الجمعة؛ فقد
بقيت صلاته مقصورة إلى ركعتين وفاته فضل جمعته.
الخضاب بالسوادوأما
قوله: )ونهى عن الخضاب بالسواد(.
فهذا
من أجل أنه غرر، فإن أراد أن يتزوج ولم يبيحه كان غررا ومن أجل أن الشيب
وقار أكرم الله به إبراهيم عليه السلام ومن تبعه على ملته، فإذا شاب وغيره
بالسواد فكأنه رفض تلك الكرامة وزينتها وحرم وقاره؛ لأنه يريد أن يتشبه
بالحالة الأولى.
وهذا تأديب واختيار من النبي صلى الله عليه وسلم
للأمة. ومن فعله لم يقع في النهي المأثوم، وقد كان الحسن والحسين رضي الله
عنهما يخضبان بالسواد، وقد فعله كثير من الصحابة، غلا أن الخضاب على
الغالب الحمرة والصفرة، فقد زجر عن ذلك في وقته.
حدثنا أبي، حدثنا أبو
نعيم، عن سفيان، عن أبي رباح، عن مجاهد، قال: أول من خضب بالسواد فرعون.
فهذا
فعل
الجبارين الذين يأنفون من الشيب، ويكرهون أن يكونوا في زي الضعفاء
المشيخة. فأما عبد تذلل لله عبادة وعبودية، فإن خضب بالسواد ليتزين به عند
أهله أو ليهيب العدو إذا خرج غازيا، فإن الشاب أنكى في العدو من الشيخ
وأهيب له، لم تلحقه سنن الفراعنة، وهو على كل مراده أمر جميل.
حدثنا
قتيبة، عن ابن لهيعة،عن خالد بن أبي عمران، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن
عجرة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )غيروا
الشيب، ولا تقربوه السواد، ولا تشبهوا باليهود(.
حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان، عن الزهري،عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
حدثنا
سفيان بن وكيع، حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
جيء بأبي قحافة يوم فتح مكة ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلمك )غيروا هذا الشيبن وجنبوه السواد(.
قال أبو عبد الله
رحمه الله: فالشيب وقار، وإنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغييره
مخالفة أهل الكتاب.
حدثنا
حميد بن الربيع اللخمي ويعقوب بن شيبة قالا: حدثنا محمد بن كناسة، عن هشام
بن عروة، عن أخيه عثمان بن عزوة، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم(.
حدثنا
علي بن حجر، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )غيروا اللحى ولا تشبهوا بالأعاجم(.
وحدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق العبدي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن
المبارك، حدثنا الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلين عن
أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إنَّ أحسن ما غيرتم به
الشيب الحناء والكتم(.
وحدثنا علي بن حجر السعدي ويحيى بن أحمد الطائي،
قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، حدثنا سالم بن عبد الله الكلاعي، عن
أبي عبد الله القرشي، عن عبد الله ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: )الصفرة خضاب المؤمن، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب
الكافر(.
وحدثنا محمد بن يحيى القصري، حدثنا أبو حمص العبدي، عن محمد
ابن إبراهيم بن عكاشة السدي، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )عليكم بالحناء؛ فإنه خضاب الإسلام، يزيد
في العقل، ويجلي البصر، ويذهب بالصداع، ويزيد في الجماع، ويزين المؤمن.
وعليكم بالصفرة؛ فإنها خضاب الإيمان(.
حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا جندل
بن والق، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقى، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )يكون قوم في آخر
الزمان قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فهذا فعل أهل العتو والجبرية في آخر الزمان، وكذلك
كان من قبل فعل الفراعنة. فإن المرء إذا شاخ راح، وإذا راح استحقره
السفهاء، واستوقره العقلاء، وكان أهل العتو يأنفون من ذلك، ويغيرونه
بالسواد، يخفون على الناظرين إليهم أحوالهم.
فهذه مثلة يريد أن يعود في
هيئة الشاب، وقد قال الله تعالى في تنزيله فيما يحكي عن قول العدو:
(وَلآَمُرَنَهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ الله). وقال الله تعالى: (لاَ
تَبديلَ لِخَلقِ الله). فإذا أَذهب المغير وقاره بسواد، فهو كأنه يريد أن
يعود كما كان، لحبه للشباب، وحرصه على العمر. فإنه يكره الشيب؛ لأنه علامة
لإقباله على الموت... ألا ترى أن أول من خضب بالسواد فرعون، فهو السابق
على العتو.
إلا ان المجوس يحفون لحاهم، ويعفون شواربهم، يريدون بذلك
التعلم والتجلد للسنين، فقال صلى الله عليه وسلم: )خالفوا المجوس؛ جزوا
الشوارب، وأوفروا اللحى(. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن أهل
الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم، فخالفوهم فأعفوا اللحى وحفوا الشوارب(.
ففي
مذهب
كسرى التجلد والتجبر والعتو، وأن يكون في هيئة الغلمان والشبان. وفي
مذهب محمد صلى الله عليهوسلم التواضع، والعبودية لله، والتطهير، وزينة
الرجال في اللحى( وتطهرهم في قص الشارب لئلا يبقى فيه وضر الطعام(.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: فأما منيرخص في خضاب السواد من السلف فلمعنى غير
هذا.
حدثنا
محمد بن مرزوق البصرين حدثنا علي بن عيسى، حدثنا الصديق بن عمر، حدثني
رفاع السدوسي، حدثنا ابن صهيب، حدثه عن أبيه صهيب، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: )اختضبوا بالسواد؛ فإنه أنس للزوجة، ومكيدة للعدو(.
وحدثنا
على
بن حجر، حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي، قال: سمعت أبا لاحق يحدث عن عبد
الله بن معاوية، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: )اختضبوا بالسواد؛
فإنه أنس للنساء، وهيبة للعدو(.
حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل،
عن الجعد بن عبد الرحمن، عن السايب بن سبيع، بعثه عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وهو أبيض الرأس واللحية، فرجع وهو أسود الرأس واللحية يتراءى ويتمارى
في معرفته.
وحدثنا عبد الجبار، حدثنا الحسن بن حبيب بن ندية، عن عبد
الصمد ابن حبيب، عن أبيه، عن الحكم بن عمرو الغفاري، قال: دخلت أنا وأخي
رافع على عمر بن الخطاب رضي لاله عنه وأنا مخضوب بالحناء وأخي بالصفرة،
فقال: أما خطابك فخضاب الإسلام، وأما خضاب أخيك فخضاب الإيمان... وسئل عن
السواد، فكرهه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فقد جاء عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنه: )آنس للزوجة، ومكيدة للعدو(، وكذلك قول عمر رضي الله
عنه من بعده على الوجهين جميعا. فللنساء على أزواجهن حقوق، منها حق التزين
لهن وقال ابن عباس رضي الله عنه: إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن
تتزين لي.
فمن التزين أن يخفي شيبه، ويخضبه بسواد، فإن كان لهذا يفعله
فهو خارج من النهي عندنا.. ألا ترى أن محمد بن الحنفية رحمه الله لما خرج
إلى الناس في حمراء أنكروا عليه، فقال: هذا ألقته علىّ أهلي، وإنهن يحببن
منا ما نحب منهن... حدثنا بذلك فضالة بن فضل، والجارود به معاذ، قالا:
حدثنا يزيغ الحنظلي، عن أبي وهب، عن الضحاك، عن محمد بن الحنفية.
ألا
ترى أن عثمان رضي الله عنه لما دخل بامرأته، فرأت به منالشيب، ففطن لها
عثمان رضي الله عنه، فقال لها: إنما وراء الشيب ما تحبين.
فللنساء في
هذا تمييز ونظر وميل إلى الأشب فالأشب؛ لأن نهمتها في الرجال؛ لأنها خلقت
من الرجل.
وكذلك الحسن بن علي رضي الله عنه اختضب بالسواد؛ لأنه في
الخبر أنه تزوج ثلثمائة.
وإنما
قال: )الحمرة خضاب الإسلام، والصفرة خضاب الإيمان(؛ لأن الإسلام في
الحياة، والإيمان عند الموت؛ لأنه إذا قرب الموت زالت عنه أعمال الشريعة،
والإسلام ما ظهر، والإيمان ما بطن. حتى يقدم إلى ربه وقد غير شيبه، لئلا
يشبه أهل الكتاب... ألا ترى إلى قوله عليه السلام في دعائه على الجنازة:
)اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على
الإيمان(.
الجرس
وأما قوله: )ونهى عن الجرس) فالضرب به
يشبه المعازف؛ لأنها تصوت وتتلون، وتلذذ السامعين، قال: وروى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس( ومحاضر الشيطان عند
ضرب الجرس.. ألا ترى أن الجن والشياطين يدعون بضرب الجرس، وبطنين الطست،
وما أشبه ذلك. فالأصوات مقسمة على جميع الخلقن فكل له منه حظن وإن العدو
سال ربه زيادة في حله ليكون له بذلك تبع يؤويهم إليه فأعطى على الإستدراج
لأنه ينال على المكر والخداع، فلما اعطى استعملها في هذه الأصوات من
المعارف والمزامير والجرس والصيح والصفير، فمزج الذي عنده من ذلك بهذه
الأصوات التي تحدث منها هذه الأشياء، فما كان من ذلك الجنس فهو حظ
الشيطان، وتجتنبه الملائكة.
تكنية الذمىوأما قوله: )ونهى أن يقال للذمي:
يا أبا فلان(.
فذاك من أجل أن الكنية كرامة وإجلال، فلا يحيا بها
الذمي، ولا يوجب له ذلك، ولا يستحق الإجلالا، لأنه عدو الله.
الخاتم
المصنوع من الحديد أوالصفر أو الذهبوأما قوله: )ونهى أن يتختم الرجل
والمرأة بخاتم من حديد، وعن خاتم الصفر، وخاتم الذهب(.
فالحديد حلية أهل
النار، وأما خاتم الصفر فمن أجل الأصنام، وأما خاتم الذهب فمن أجل أن
الذهب محرم على الذكور.
حدثنا
أبي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن عبد الله بن
مسلم الباهلي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: دخل رجل من الأنصار على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من حديد، فقال: )مالي أرى عليك
حلية أهل النار؟ن فنزعه فاتخذ خاتم من شبه. فقال )مالي مالي أجد منك ريح
الأصنام؟ فقال: فماتأمرني يارسول الله؟ قال: )اتخذه فضة، ولا تتمه مثقالا(.
فأما
الخاتم
من الذهبن فروى في حديث آخر: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
وبيده ذهب وحرير، فقال: )هذان حرامان على ذكور أمتي، حل لإناثهم( حدثنا
بذلك قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي أفلح
الهمداني، عن عبد الله زريز الغافقي: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )إنَّ هذين حرام على ذكور
أمتي(.
يشبه المعازف؛ لأنها تصوت وتتلون، وتلذذ السامعين، قال: وروى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس( ومحاضر الشيطان عند
ضرب الجرس.. ألا ترى أن الجن والشياطين يدعون بضرب الجرس، وبطنين الطست،
وما أشبه ذلك. فالأصوات مقسمة على جميع الخلقن فكل له منه حظن وإن العدو
سال ربه زيادة في حله ليكون له بذلك تبع يؤويهم إليه فأعطى على الإستدراج
لأنه ينال على المكر والخداع، فلما اعطى استعملها في هذه الأصوات من
المعارف والمزامير والجرس والصيح والصفير، فمزج الذي عنده من ذلك بهذه
الأصوات التي تحدث منها هذه الأشياء، فما كان من ذلك الجنس فهو حظ
الشيطان، وتجتنبه الملائكة.
تكنية الذمىوأما قوله: )ونهى أن يقال للذمي:
يا أبا فلان(.
فذاك من أجل أن الكنية كرامة وإجلال، فلا يحيا بها
الذمي، ولا يوجب له ذلك، ولا يستحق الإجلالا، لأنه عدو الله.
الخاتم
المصنوع من الحديد أوالصفر أو الذهبوأما قوله: )ونهى أن يتختم الرجل
والمرأة بخاتم من حديد، وعن خاتم الصفر، وخاتم الذهب(.
فالحديد حلية أهل
النار، وأما خاتم الصفر فمن أجل الأصنام، وأما خاتم الذهب فمن أجل أن
الذهب محرم على الذكور.
حدثنا
أبي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن عبد الله بن
مسلم الباهلي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: دخل رجل من الأنصار على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من حديد، فقال: )مالي أرى عليك
حلية أهل النار؟ن فنزعه فاتخذ خاتم من شبه. فقال )مالي مالي أجد منك ريح
الأصنام؟ فقال: فماتأمرني يارسول الله؟ قال: )اتخذه فضة، ولا تتمه مثقالا(.
فأما
الخاتم
من الذهبن فروى في حديث آخر: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
وبيده ذهب وحرير، فقال: )هذان حرامان على ذكور أمتي، حل لإناثهم( حدثنا
بذلك قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي أفلح
الهمداني، عن عبد الله زريز الغافقي: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )إنَّ هذين حرام على ذكور
أمتي(.
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرني
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )هذان محرمان على ذكور أمتي حل
لإناثهم(.
أخبرنا يحيى بن أحمر، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث،
عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )لا يتختم
بالذهب ولا يلبس القسى(.
حدثنا سليمان بن أبي هلال الدهني، حدثنا أبو
الأحوص، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويدن عن البراء بن عازب،
قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فإنما وقع هذا النهي على الرجال دون النساء؛ لأن
المرأة تتزين لزوجها للعفة عن الحرام، وليس على الرجال من الزينة كل ذلك،
إنما على الرجال التنظيف والتطهير والتطييب؛ لأن بغية النساء من الرجال
الفراش، لأن المرأة خلقت من الرجل، فنهمتها في الرجال، والرجل يتخير ويبغي
الزينة والحلية؛ لأن نهمته متشعبة في النساء وفي غيرها من سائر الشهوات(.
وروى
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: )خلق الرجل من طين، فنهمته في
الطين، وخلقت المرأة من الرجل؛ فنهمتها في الرجال(.
وقال الله تعالى
جده: (أَوَ مَن يُنَشَأُ في الحِليَة).
فالحلية لهن دون الرجال.
حدثنا
على
بن حجر، شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ربيع بنت معوذ بن
عفراء، قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زعب،
فأعطاني ملء كفه حليا أو ذهبا. حدثني يعقوب بن شيبة، حدثني إسحاق بن عيسى
الطباع، عن شريك بإسناده مثله غير أنه قال: أعطاني ملء كفه ذهبا وقال: ) "
تحلى به(.
حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن
إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أهدى
النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلى فيها خاتم من ذهب، فيه فصى
حبشي، فأخذه رسول الله صلى الله عليهوسلم بعود أو ببعض أصابعه، وإنه ليعرض
عنه، فدعا ابنته أمامة بنت أبي العاص، فقال: )تحلى بهذا يا بنية(.
حدثنا
عباد بن يعقوب الأسدي، حدثني سرى بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلادة، فقال: )لأعطينها أحبَّ
أهلي إلىَ(؛ فتغير ألوان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحدة
تقول يعطى صاحبتي، حتى إذا استبان في وجوههن وأمامة في ناحية البيت، فقال:
" تعالى يا بنية " فعلقها في عنقها(.
حدثنا موسى بن عبد الله السيقل،
حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم بمثله.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: أما ما جاء من حديث البراء: نهانا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن خاتم الذهب. ثم روى من فعله - فذاك له خاص. حدثنا محمد
بن بشار، حدثنا محمد بن مجعفر وابن مهدي، حدثنا شعبة، عن أبي السفر، قال:
رأيت على البراء رضي الله عنه خاتما من ذهب.
حدثنا محمد بن شجاع
المروزي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: رأيت على البراء خاتما
من ذهب.
وحدثنا
محمد بن مقبل، حدثنا عيسى بن خالد، عن شيخ من أهل جوزجان، قال: رايت على
البراء خاتما من ذهب، فقلت: ما هذا؟ قال: رخص لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وحدثنا محمد بن معمر البصرى، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الباجي،
حدثنا أبو المغيرة الجوزجاني، عن البراء بن عازب، قال: أعطاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، فقال: )تحل ما ألبسك الله ورسوله(.
فهذا
كشف عن أمر البراء أنه له خاص ومكرمة من الله.. ألا ترى أنه قال: )ما
ألبسك الله( والذي قال: )نهانا( فإنما هي للعامة.
وأما الذي يتخذ آنفا
من ذهب أو سنا، فليس ذلك من اللباس ولا التحلي.
حدثنا
حميد بن علي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )حدثنا إسماعيل بن
عبد الله بن أبي، قال: أصيب أنفي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
اتخذ أنفا من ذهب(.
حدثنا علي بن محمد بن مروان السدى، حدثني أبي،
حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: انكسر سن
لعبد الله بن عبد الله بن أبى، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يجعل مكانه سنا من ذهب.
وحدثنا الجارود، حدثنا النضري، حدثنا أبو
الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرقة بن عرفجة: أن جده عرفجة بن سعد أصيب أنفه
يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فذكر ذلك لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتخذ أنفا من ذهب.
قلت لأبي الأشهب:
عبد الرحمن أدرك جده عرفجة؟ قال: نعم.
؟نقش الحيوان في الخاتم
وأما
قوله: )ونهى أن ينقش الحيوان في الخواتيم(.
لأنه
إذا نقش يحول صورة، والمصور هو الله تعالى، وقد زجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن التصاوير، وقال: )أشد الناس عذابا المصورون، يقال لهم: أحيوا
ما خلقتم(.
فإذا نقش في الخاتم حيوانا، ثم ختم به في طينة أو في شيء
صارت صورة.
وأما
ما جاء من الأخبار في نفس من لبس من الصحابة والتابعين الخواتيم التي فيها
هذه النقوش، فروى عن حذيفة: أنه لبس خاتما عليه نقش كركيين متقابلين،
وفلان لبس خاتما فيه ذباب، وأشباه هذا - أحاديث كثيرة. سمعت سفيان بن وكيع
يقول: سمعت أبي يقول لما حدث بهذه الأحاديث: أن هذه خواتيم العجم، فلما
فتحوا كور الأعاجم غنموها، فإنما لبسوها من أجل أنها غنيمة، ولم يعبئوا
بذلك النقش.
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد
السكوني، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن أبي الزناد، قال: رأيت في يد أبي
بردة بن أبي موسى خاتما من فضة عتيق، عليه أسدان متقابلان، بينهما رجل
يلحسانه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا خاتم قد روى في الأخبار أنه
خاتم دانيال عليه السلام، لما فتحت تستر غنموه وأميرهم أبو موسى فأصابه في
الفىء، وذلك أن دانيال عليه السلام لما ألقى في البئر، وفيه أسدان قد خرجا
فجعلا يلحسانه - كي يكون نصب عينيه عطف الله عليه. فلما لبسه أبو موسى رضي
الله عنه لم يغيره عن حاله. وهذا كما فعل داود عليه السلام أحب أن تكون
الخطيئة نصب عينيه، فسأل ربه أن ينقشها في كفه، ففعل، فكان إذا رآهما
اضطربت يده فوقع الإناء من يده.
نقش إسم الله تعالى على الخاتموأما
قوله: )ونهى أن ينقش إسم الله على الخاتم(.
فهذا
تأديب وحسم على الناس لكي يعظموا إسم الله تعالى؛ فإنه يلبس ذلك ويدخل في
الخلاء ويستنجي. وهذا إنما نهى عن هذا الإسم خاصة فيما نعلم؛ لأن الله
تعالى لا يشركه أحد فيه بنو آدم فيسموا بها، فإن نقش بها، على الخواتيم لم
يكن داخلا في هذا النهي عندنا. وإنما خص إسم الله تعالى؛ لأن إسمه الذي هو
إسمه من العظمة أن يجل هذا الإسم عن أن يدخل به المواضع الدنيئة.
وأما
ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نقش خاتمه ثلاثة أسطر " محمد
رسول الله الله " : محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، فلم يجئنا أنه كان
يدخل به الخلاء.
حدثنا أحمد بن مدرك الهروي، حدثنا عون بن جعفر، عن
مسرف بن أبي معاذ، عن صالح بن مرداس، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي
الله عنه: قال: لما ارتقى موسى عليه السلام جبل طور سيناء رأى الجبار في
أصبعه خاتما، فقال: يا موسىن ما هذا؟ قال: يا رب حلى من حلى الرجال.
قال:
فهل عليه شيء من أسمائي أو كلامي؟ قال: لا يا رب: قال: فاكتب عليه لكل أجل
كتاب.
حدثنا
عمر بن أبي عمر، حدثنا شباب بن خليفة، حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة
بن عبد الله بن أنس: أن نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أسطر: )محمد رسول الله(.
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
بن سعيد العنبري، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن ثابت البناني، حدثني أبي، عن
أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه اتخذ خاتما من ورق نقشه " محمد
رسول الله " .
حدثنا يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد
العزيز بن صهيب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من
فضة ونقش فيه " محمد رسول الله " وقال: " لا ينقش أحد على نقشه " .
حدثنا
محمد
بن بشار العبدي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا زمعة ابن صالح، عن
سلمة بن وهرام، عن يعلى بن أمية، قال: صنعت لرسول صلى الله عليه وسلم
خاتما لم يشركني فيه أحد، ونقشه؛ " محمد رسول الله " .حدثنا محمد بن
ميمون المكي، حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قال:
اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتما
فضة، فجعل فصه من باطن كفه، ثم نقش عليه " محمد رسول الله " وقال: )لا
ينقش أحد على نقش خاتميْ(.قال أبو عبد الله رحمه الله: معناه أنه إنما نقش
ليختم به الكتب، وذلك أنه قيل له: إن الملوك لا يقرون الكتاب إذا لم يكن
مختوما، فلذلك قال: لا ينقش على مثل نقشه؛ لاشتباه الأمر، ودخول الضرر.
وكذلك خاتم الخلافة ممنوع أن نقشه على مثل نقشه لاشتباه الأمر.
وأما
قوله: )جعل فصه مما يلي بطن كفيه( فذلك عندنا بمعنى دخول الخلاء.
حدثنا
أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء
الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق
بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان
خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا
أبو
الخطاب الحرشي، حدثنا زياد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن ميمون القداح،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه.
وحدثنا بشر بن القاسم
النيسابوري، حدثنا ابن نمير، حدثنا إبراهيم بن الفضل، عن عبد الله بن
محمد، عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في
يمينه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا لحال الإستنجاء، كأنه كره أن
يستنجي والخاتم فيه ذلك النقش. حدثنا الجارودن حدثنا يحيى بن الضريس، عن
عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سالت عكرمة عن الرجل يدخل الخلاء وعليه خاتم
فيه اسم الله؟ قال: يجعل فصه في كفه، ثم يقبض عليه، فيكون كالقرآن في صدره.
قوله: )ونهى أن ينقش الحيوان في الخواتيم(.
لأنه
إذا نقش يحول صورة، والمصور هو الله تعالى، وقد زجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن التصاوير، وقال: )أشد الناس عذابا المصورون، يقال لهم: أحيوا
ما خلقتم(.
فإذا نقش في الخاتم حيوانا، ثم ختم به في طينة أو في شيء
صارت صورة.
وأما
ما جاء من الأخبار في نفس من لبس من الصحابة والتابعين الخواتيم التي فيها
هذه النقوش، فروى عن حذيفة: أنه لبس خاتما عليه نقش كركيين متقابلين،
وفلان لبس خاتما فيه ذباب، وأشباه هذا - أحاديث كثيرة. سمعت سفيان بن وكيع
يقول: سمعت أبي يقول لما حدث بهذه الأحاديث: أن هذه خواتيم العجم، فلما
فتحوا كور الأعاجم غنموها، فإنما لبسوها من أجل أنها غنيمة، ولم يعبئوا
بذلك النقش.
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد
السكوني، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن أبي الزناد، قال: رأيت في يد أبي
بردة بن أبي موسى خاتما من فضة عتيق، عليه أسدان متقابلان، بينهما رجل
يلحسانه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا خاتم قد روى في الأخبار أنه
خاتم دانيال عليه السلام، لما فتحت تستر غنموه وأميرهم أبو موسى فأصابه في
الفىء، وذلك أن دانيال عليه السلام لما ألقى في البئر، وفيه أسدان قد خرجا
فجعلا يلحسانه - كي يكون نصب عينيه عطف الله عليه. فلما لبسه أبو موسى رضي
الله عنه لم يغيره عن حاله. وهذا كما فعل داود عليه السلام أحب أن تكون
الخطيئة نصب عينيه، فسأل ربه أن ينقشها في كفه، ففعل، فكان إذا رآهما
اضطربت يده فوقع الإناء من يده.
نقش إسم الله تعالى على الخاتموأما
قوله: )ونهى أن ينقش إسم الله على الخاتم(.
فهذا
تأديب وحسم على الناس لكي يعظموا إسم الله تعالى؛ فإنه يلبس ذلك ويدخل في
الخلاء ويستنجي. وهذا إنما نهى عن هذا الإسم خاصة فيما نعلم؛ لأن الله
تعالى لا يشركه أحد فيه بنو آدم فيسموا بها، فإن نقش بها، على الخواتيم لم
يكن داخلا في هذا النهي عندنا. وإنما خص إسم الله تعالى؛ لأن إسمه الذي هو
إسمه من العظمة أن يجل هذا الإسم عن أن يدخل به المواضع الدنيئة.
وأما
ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نقش خاتمه ثلاثة أسطر " محمد
رسول الله الله " : محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، فلم يجئنا أنه كان
يدخل به الخلاء.
حدثنا أحمد بن مدرك الهروي، حدثنا عون بن جعفر، عن
مسرف بن أبي معاذ، عن صالح بن مرداس، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي
الله عنه: قال: لما ارتقى موسى عليه السلام جبل طور سيناء رأى الجبار في
أصبعه خاتما، فقال: يا موسىن ما هذا؟ قال: يا رب حلى من حلى الرجال.
قال:
فهل عليه شيء من أسمائي أو كلامي؟ قال: لا يا رب: قال: فاكتب عليه لكل أجل
كتاب.
حدثنا
عمر بن أبي عمر، حدثنا شباب بن خليفة، حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة
بن عبد الله بن أنس: أن نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أسطر: )محمد رسول الله(.
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
بن سعيد العنبري، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن ثابت البناني، حدثني أبي، عن
أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه اتخذ خاتما من ورق نقشه " محمد
رسول الله " .
حدثنا يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد
العزيز بن صهيب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من
فضة ونقش فيه " محمد رسول الله " وقال: " لا ينقش أحد على نقشه " .
حدثنا
محمد
بن بشار العبدي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا زمعة ابن صالح، عن
سلمة بن وهرام، عن يعلى بن أمية، قال: صنعت لرسول صلى الله عليه وسلم
خاتما لم يشركني فيه أحد، ونقشه؛ " محمد رسول الله " .حدثنا محمد بن
ميمون المكي، حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قال:
اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتما
فضة، فجعل فصه من باطن كفه، ثم نقش عليه " محمد رسول الله " وقال: )لا
ينقش أحد على نقش خاتميْ(.قال أبو عبد الله رحمه الله: معناه أنه إنما نقش
ليختم به الكتب، وذلك أنه قيل له: إن الملوك لا يقرون الكتاب إذا لم يكن
مختوما، فلذلك قال: لا ينقش على مثل نقشه؛ لاشتباه الأمر، ودخول الضرر.
وكذلك خاتم الخلافة ممنوع أن نقشه على مثل نقشه لاشتباه الأمر.
وأما
قوله: )جعل فصه مما يلي بطن كفيه( فذلك عندنا بمعنى دخول الخلاء.
حدثنا
أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء
الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق
بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان
خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا
أبو
الخطاب الحرشي، حدثنا زياد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن ميمون القداح،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه.
وحدثنا بشر بن القاسم
النيسابوري، حدثنا ابن نمير، حدثنا إبراهيم بن الفضل، عن عبد الله بن
محمد، عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في
يمينه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا لحال الإستنجاء، كأنه كره أن
يستنجي والخاتم فيه ذلك النقش. حدثنا الجارودن حدثنا يحيى بن الضريس، عن
عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سالت عكرمة عن الرجل يدخل الخلاء وعليه خاتم
فيه اسم الله؟ قال: يجعل فصه في كفه، ثم يقبض عليه، فيكون كالقرآن في صدره.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
منع الكلأ
فمن
أجل العورة؛ لأن النظر إلى عورة المسلم حرام، وقد سترى الله ذلك على آدم
وحواء عليهما السلام، وقال الله تعالى: (لِيُبدىَ لَهُما ما وُوُرىَ
عَنهُما مِن سُوءاتِهِما). فهو سوأة قد وريت عنهما، فأمر ولده بالستر،
فإذا دخل بغير مئزر فقد أثم، إلا أن يكون خاليا ليس معه أحد، فليس بآم،
وقد ترك الأدب.. حدثنا محمود بن عبد الله بن بزيغ البصرى، حدثنا يزيد بن
زريع، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: " احفظ عورتك إلا عن زوجك أو ما
ملكت يمينك(. قلت: أرايت إن كان أحدنا خاليا؟ قال: )فالله أحق أن تستحي
منه(.
دخول المرأة الحمام العام
فإن
الشمال للشيطان، واليمين للملك، وكاتب الحسنات عن اليمين، وكاتب السيئات
عن الشمال، وغدا صفوف أهل الجنة عن اليمين، وصفوف أهل النار عن الشمال،
والجنة عن اليميني، والنار عن الشمال؛ فمختار الله عز وجل من الأشياء
والبقاع اليمين.
فما كان من أكل، أو شرب، أو ليس، أو تناول مرفق،
فباليمين. وما كان من مرفوض وإزالة أذى فبالشمال، مثل: الإستناء،
والامتخاط، وما أشبهه.
حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله
الرملي، حدثنا مؤمل ابن إسماعيل، عن مبارك بن فضالة، حدثني عبيد الله بن
مسلم بن يسار، سمع أباه يقول: إني لأكره أن أمس فرجي بيميني،وأنا أرجو أن
أخذ به كتابي.
النفخ في الطعام والشراب
والأسماء
في الأصل على الحقائق هي سمات الأشياء، ثم أحدث الناس أشياء صيروها علائم
فيما بينهم تفاؤلا وتطيرا، فأول اسم بدا في الخلق آدم عليه السلام؛ لأنه
مشتق من أديم الأرض، وكأنه مشتق من الإدام، لأنه جمع بين ترابه ومائه
وعجن، وكأنه مشتق من الأدمة وهي الوسيلة، وهذا والأوسط واحد؛ لأن الذي
يقرب والذي يجمع يقرب أيضا، فإنما سمي آدم فيصير هذا له سمة، ثم كنى عن
اسمه، فقال: أبا البشر، فأكرم بذكر الأبوة، فكل من كنى من بعده من ولده عن
إسم من الأسماء بالأبوة، ثم ألحق أبوته باسم من الأسماء تفاؤلا بشيء أو
تطيرا من شيء، ففزع إلى التفاؤل، لا أنه تطير.. فهذا شأن الكنى.
فأما
النهي عن أبي مالك، فيرى أنه استوحش من هذه اللفظة، لأنه لا مالك إلا
الله، ومنه بدأ الملك للمالكين، فحسن أن يسمى مالك لأنه قد مملكهم. وأول
المالكين الله تعالى. فإذا قلت " يا مالك " " يا أبا الحكم " ففيه وحشة.
وأما
أبو
عيسى، فإذا قلت " يا أبا عيسى " فتلك الوحشة موجودة؛ لأن الله تعالى
يقول: (رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلى مَريمَ وَرُوحٌ منهُ)
فنفى عنه أبوة الآباء.
وأما قوله " أبي القاسم " فهو كما قال صلى الله
عليه وسلم: )أنا أبو القاسم؛ الله يعطى، وأنا أقسم، فكان سيد الخزان " وما
زال جوادا حتى منعه الله من الإعطاء، فقال: (وَلاَ تَبسُطهَا كُلَّ
البَسطِ). وكان يقول: )يأبى الله لي البخل(. وما سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم قط فقال: لا. فثبتت أبوته إلى القسمة. فهذه كنيته، ومكرمة عظيمة.
ومن
قال:
إنما كانت هذه الكنية له متقدمة قبل نبوته من أجل ابنه القاسم " .
فهو كذلك، ولكن هكذا قدر الله تعالى ان يكنى بذلك، حتى يكون قاسما من
قسامه، فيكنى عن إسمه بالأبوة بالقسمة، حتى كنى عن ذلك فعل الله ورسوله.
ثم
أدب
الله المؤمنين فقال: (لاَ تَجعَلُوا دُعاءَ الرَسولِ بَينَكُم
كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً). وإنما يدعو بعضهم بعضا بالإسم والكنية، فأين
إجلال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سويته بالناس؟ فأدبهم حتى قالوا:
يا رسول الله، يا نبي الله، فأما الجفاة الأعراب فكانوا يجيئون ويقولون:
يا محمد. فأدب الله المؤمنين بذلك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
)سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي(. فتأول من بعده هذه الكلمة على ضروب شتى؛
فمنهم من قال: قد أطلق الإسم للعامة، وحظر الكنية على مذهب ما جاء به
الخبر من القسمة )الله يعطي، وأنا أقسم(. ومنهم من قال: قد أطلق الإسم
وحظر الكنية على من له هذا الإسم، فليس له أن يجمع بين كنيته واسمه فيتشبه
به؛ لأنه سمى محمد وأحمد على الإسم الأصلي وكذلك الكنية. ومنهم من قال:
هذا في حياته، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتفع النهي.
أربعة
أسماء
وأما قوله: )ونهى عن منع الكلأ(.
فهذا
مثله؛ لأن المسلمين فيه شركاء لمرعى دوابهم؛ لأنه لم ينبته، ولم يعمل فيه
عملا، إنما أنبته الله مرعى للبهائم ثم خلقه، فإذا نبت في أرض مملوكة، فمن
سبقه إليه فاحتشه فهو له، وكذلك روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
)المسلموهن شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار( وهذا شيء عام لا يستغنى
عنه ولا يسوغ منعه.
غش اللبنوأما قوله: )ونهى أن يشاب لبن لبيع(.
فهذا
إذا صب الماء فيه حتى يزداد في الكيل، فهو غش وخيانة، وإنما باع الماء
بسعر اللبن!!
تعاطي السيف مسلولاوأما قوله: )ونهى أن يتعاطى السيف
مسلولا( وقال: )ليغمده ثم يناوله(.
فهذا
لتعظيم الدماء، ولعله إن أعطاه مسلولا أن يزل فيقتل لآخر، فيكون المعطي
معينا له، وليغمده حتى يكون هو الذي يسله، فيكون وباله عليهن ولا يشركه
المعطي.
سل السيف في المسجدوأما قوله: )ونهى أن يسل السيف في المسجد(.
وذلك
أن
المسجد يبنى للذكر، والسيف منه الموت إلا أن يعصم الله.. ألا ترى إلى
قوله: (وَلَقَد كُنتُم تَمَنَّونَ المَوتَ مِن قَبلِ أَن تَلقَوهُ فَقَد
رأَيتُموهُ وأَنتُم تَنظُرونَ9 فإنما رأوا السيوف في الحرب فيه الموت
فسماه الله تعالى الرؤية.
برى النبل أو تريشه أو المرور به في
المسجدوأما قوله: )ونهى أن يبرى النبل في المسجد، أو تريش، أو يمر بها في
المسجد إلا وهو آخذ بنصولها(.
فهذا كله خوفا من أن يصيب مسلما في
المسجد، وليس السلاح من شأن المسجد.
رفع الأصوات في المسجد، ونشدان
الضالة، وإنشاد الشعر، وإقامة الحدود، والإقتصاص، والبيع
وأما
قوله: )ونهى عن رفع الأصوات في المساجد، وأن تنشد الضالة، وأن ينشد الشعر،
وأن تقام فيه الحدود، وعن أن تقاص فيه الجراحات، وعن البيع فيه(.
فهذا
كله يشبه بعضه بعضا؛ لأن فعل هذا كله في المسجد ترك لحرمة المسجد؛ لأن
المسجد بيت الله، أذن الله أن يرفع، ويعظم، ويشرف، ويذكر إسم الله فيه،
ومن أتى المسجد فقد زار ربه، وأن في التوراة مكتوبا: من أتى المسجد فقد
زارني وضافني، ولن أرض له قرى دون الجنة، فالمساجد بيوت طيبة..
حدثنا
يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا محمد بن مسلم الطائي، حدثني خال عبد الله بن
المؤذن، عن سعيد بن المسيب، قال: من جلس في المسجد، فإنما يجالس ربه،
وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى: (الله نورُ السَمَواتِ وَالأَرضِ). ثم
قال: (في بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اِسمُهُ) فقوله
(فى) ينبك عن قول سعيد، فإذا رفع الصوت فيه في خصومة، أو لغط، أو لغو؛ فقد
ضيع حرمته. فرفع الصوت في الدعاء، والذكر، والقرآن، والمناظرة للتفقه في
الدين، محمود كله؛ ولهذا بنى، لأن هذا كله ذكر الله.
وإقامة الحدود
والاقتصاص من الجراحات عقوبات، والمسجد موضع نزول الرحمن. وناشد الضالة
طالب دنيا، وإنما بني لطلب الآخرة. وكذلك البيع والشراء فهو أرباح الدنيا،
وإنما بني لأرباح الآخرة ولمتاجرة الملك الأعلى لا لمتاجرة العباد. والبيع
يحضره الشياطين واللغو والكذب، والمسجد ليس بحقيق لمثل هذا.
وأما إنشاد
الشعر، فإن كان من الشعر الذي فيه قوام الدين، ويرجع إلى محمود الأمر؛ فهو
خارج من النهي؛ فقد فعله حسان بن ثابت في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وفي حرم الله تعالى حين دخل مكة، وفعله عبد الله بن رواحة رضي الله
عنه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلمن وفي حرم الله تعالى حين دخل
مكة، والحرام مسجد كله. وما كان فيه تشبيب ومباح أن يبسط، فالمسجد معظم
ومنزه عن ذلك؛ لأنه للذكر بنى. ألا ترى إلى قوله تعالى: (في بُيُوتٍ
أَذِنَ الله أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اِسمُهُ). وقال: (وَمساجِدَ
يُذكَر فيها اِسمُ الله كَثيراً).
دخول الرجل الحمام العام بدون
مئزروأما قوله: )ونهى أن يدخل الحمام إلا بمئزر(.
فهذا
مثله؛ لأن المسلمين فيه شركاء لمرعى دوابهم؛ لأنه لم ينبته، ولم يعمل فيه
عملا، إنما أنبته الله مرعى للبهائم ثم خلقه، فإذا نبت في أرض مملوكة، فمن
سبقه إليه فاحتشه فهو له، وكذلك روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
)المسلموهن شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار( وهذا شيء عام لا يستغنى
عنه ولا يسوغ منعه.
غش اللبنوأما قوله: )ونهى أن يشاب لبن لبيع(.
فهذا
إذا صب الماء فيه حتى يزداد في الكيل، فهو غش وخيانة، وإنما باع الماء
بسعر اللبن!!
تعاطي السيف مسلولاوأما قوله: )ونهى أن يتعاطى السيف
مسلولا( وقال: )ليغمده ثم يناوله(.
فهذا
لتعظيم الدماء، ولعله إن أعطاه مسلولا أن يزل فيقتل لآخر، فيكون المعطي
معينا له، وليغمده حتى يكون هو الذي يسله، فيكون وباله عليهن ولا يشركه
المعطي.
سل السيف في المسجدوأما قوله: )ونهى أن يسل السيف في المسجد(.
وذلك
أن
المسجد يبنى للذكر، والسيف منه الموت إلا أن يعصم الله.. ألا ترى إلى
قوله: (وَلَقَد كُنتُم تَمَنَّونَ المَوتَ مِن قَبلِ أَن تَلقَوهُ فَقَد
رأَيتُموهُ وأَنتُم تَنظُرونَ9 فإنما رأوا السيوف في الحرب فيه الموت
فسماه الله تعالى الرؤية.
برى النبل أو تريشه أو المرور به في
المسجدوأما قوله: )ونهى أن يبرى النبل في المسجد، أو تريش، أو يمر بها في
المسجد إلا وهو آخذ بنصولها(.
فهذا كله خوفا من أن يصيب مسلما في
المسجد، وليس السلاح من شأن المسجد.
رفع الأصوات في المسجد، ونشدان
الضالة، وإنشاد الشعر، وإقامة الحدود، والإقتصاص، والبيع
وأما
قوله: )ونهى عن رفع الأصوات في المساجد، وأن تنشد الضالة، وأن ينشد الشعر،
وأن تقام فيه الحدود، وعن أن تقاص فيه الجراحات، وعن البيع فيه(.
فهذا
كله يشبه بعضه بعضا؛ لأن فعل هذا كله في المسجد ترك لحرمة المسجد؛ لأن
المسجد بيت الله، أذن الله أن يرفع، ويعظم، ويشرف، ويذكر إسم الله فيه،
ومن أتى المسجد فقد زار ربه، وأن في التوراة مكتوبا: من أتى المسجد فقد
زارني وضافني، ولن أرض له قرى دون الجنة، فالمساجد بيوت طيبة..
حدثنا
يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا محمد بن مسلم الطائي، حدثني خال عبد الله بن
المؤذن، عن سعيد بن المسيب، قال: من جلس في المسجد، فإنما يجالس ربه،
وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى: (الله نورُ السَمَواتِ وَالأَرضِ). ثم
قال: (في بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اِسمُهُ) فقوله
(فى) ينبك عن قول سعيد، فإذا رفع الصوت فيه في خصومة، أو لغط، أو لغو؛ فقد
ضيع حرمته. فرفع الصوت في الدعاء، والذكر، والقرآن، والمناظرة للتفقه في
الدين، محمود كله؛ ولهذا بنى، لأن هذا كله ذكر الله.
وإقامة الحدود
والاقتصاص من الجراحات عقوبات، والمسجد موضع نزول الرحمن. وناشد الضالة
طالب دنيا، وإنما بني لطلب الآخرة. وكذلك البيع والشراء فهو أرباح الدنيا،
وإنما بني لأرباح الآخرة ولمتاجرة الملك الأعلى لا لمتاجرة العباد. والبيع
يحضره الشياطين واللغو والكذب، والمسجد ليس بحقيق لمثل هذا.
وأما إنشاد
الشعر، فإن كان من الشعر الذي فيه قوام الدين، ويرجع إلى محمود الأمر؛ فهو
خارج من النهي؛ فقد فعله حسان بن ثابت في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وفي حرم الله تعالى حين دخل مكة، وفعله عبد الله بن رواحة رضي الله
عنه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلمن وفي حرم الله تعالى حين دخل
مكة، والحرام مسجد كله. وما كان فيه تشبيب ومباح أن يبسط، فالمسجد معظم
ومنزه عن ذلك؛ لأنه للذكر بنى. ألا ترى إلى قوله تعالى: (في بُيُوتٍ
أَذِنَ الله أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيها اِسمُهُ). وقال: (وَمساجِدَ
يُذكَر فيها اِسمُ الله كَثيراً).
دخول الرجل الحمام العام بدون
مئزروأما قوله: )ونهى أن يدخل الحمام إلا بمئزر(.
فمن
أجل العورة؛ لأن النظر إلى عورة المسلم حرام، وقد سترى الله ذلك على آدم
وحواء عليهما السلام، وقال الله تعالى: (لِيُبدىَ لَهُما ما وُوُرىَ
عَنهُما مِن سُوءاتِهِما). فهو سوأة قد وريت عنهما، فأمر ولده بالستر،
فإذا دخل بغير مئزر فقد أثم، إلا أن يكون خاليا ليس معه أحد، فليس بآم،
وقد ترك الأدب.. حدثنا محمود بن عبد الله بن بزيغ البصرى، حدثنا يزيد بن
زريع، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: " احفظ عورتك إلا عن زوجك أو ما
ملكت يمينك(. قلت: أرايت إن كان أحدنا خاليا؟ قال: )فالله أحق أن تستحي
منه(.
دخول المرأة الحمام العام
وأما قوله: )ونهى أن تدخله
المرأة(.
فمن
ذلك أيضا حظر عليها أصلا تأديبا.. وجاء عن عمر رضي الله عنه: أنه كتب إلى
أمراء الأجناد بالنهى عن ذلك إلا من سقم. فإذا كانت سقيمة، ودخلت مستترة،
فلا بأس به.
والرجل قد أبيح له دخوله بمئزر، والمرأة من قرنها إلى قدمها
عورةن فاحتيط لهن أن لا يدخلن إلا من سقم.
حدثنا
بذلك يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم
الغساني، عن حكيم بن عمير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب: أن الحمام
حرام على كل مؤمن إلا بمئزر، وعلى النساء إلا من: سقم. وإسماعيل، عن
الأحوص بن حكيم،عن عمير، عن أبيه، عن عمر بمثله.
النظر إلى العورةواما
قوله: )وَنهى أن ينظر الرجل إلى عورة الرجل، والمرأة إلى عورة المرأة(.
فتلك
سوأة،
وقد سترها الله، وسماها سوأةن وخلق آدم عليه السلام وسترها عنه وعن
زوجته. وإنما ظهر لهما ذلك بالمعصية، فاستحييا مما رأيا.
فذاك موضع
حياء. وقال: (يا بَني آَدَمَ، قَد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِباساً يُوَاري
سَواءَتِكُم). فإذا نظرت إليها فقد نظرت إلى شيء قد واراه الله باللباس
الذي أنزل من أجله، وهتكت ستر الله؛ ولذلك قال سليمان: لأن أموت، ثم أنشر،
ثم أموت، ثم أنشرن أحب إلىّ من أن أرى عورة مسلم، أو يرى عورتيس. وفي هذا
كلام كثير قد شرحناه في كتاب " العلل " .
الخلوة بالأجنبيةوأما قوله:
)ونهى أن يخلو الرجل بإمرأة غير محرم(.
فهذا
فعل داع إلى فتنة عظيمة، وروى في الخبر: أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال: )ما خلا رجل بامرأة غير ذات رحم محرم إلا كان الشيطان ثالثهما(.
قال
أبو
عبد الله رحمه الله: العصمة عصمتان: عصمة من الله عز وجل على القلب،
وعصمة من الله على طريق الأسباب. فإذا خلا بامرأة غير محرم فقد ذهبت
الأسباب، وانقطعت العصمة، فإن أدركته عصمة اللهعلى الإنفراد برحمة منه
وفضل وإلا فقد هلك.. ألا ترى أن يوسف عليه السلام لم ينصرف حتى رأى
البرهان، وهو جبريل على صورة يعقوب صلى الله عليهما، فحينئذ ولىهاربا،
وهذه عصمة على سبب خاص كرامة من الله، ليس كالأسباب العامة.
والأسباب
العامة هو أن يهم بأمر، فيحدث حدث من الأمر، فيقطع عليك هذا، نويحول بينك
وبينه، من خوف، أو حياء، أو نقص تدبير، أو يجىء إنسان، فيحول بينك وبينه
أحداث الدنيا. فهذه عصمة وسبب.
حدثنا محمد بن الضحاك، حدثنا ابن إدريس،
قال: سمعت ليثا يذكر عن مجاهد، قال: لو لم يصب المسلم من أحيه المسلم شيئا
إلا أن حياءه يمنعه من المعاصي.
فهذه عصمة الأسباب.
حدثنا عبد
الوهاب بن فليح المكي، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعرة:
أن رجلا وجد امرأة على غدير فراودها عن نفسها، فلما جلس منها ذهب يحرك
ذكره، فإذا هو مثل الهدبة، لم يقدر على شيء منها؛ فندم، فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يركع
أربع ركعات، فنزلت: (أقم الصلاة طرفي النهار).
الجلوس على مائدة يشرب
عليها الخمروأما قوله: )ونهى أن يُجلس على مائدة يشرب عليها الخمر(.
فلإت
اللعنة
غير مأمونة أن تحل تلك المائدة، فأما البركة فقد ارتفعت، لأن كل
رزق فمادته من البركة، فإذا انقطع المدد صارت رزءا في الدنيا، ووبالا في
الآخرة.
الأكل بالشمالوأما قوله: )ونهى أن يأكل الرجل بشماله(.
المرأة(.
فمن
ذلك أيضا حظر عليها أصلا تأديبا.. وجاء عن عمر رضي الله عنه: أنه كتب إلى
أمراء الأجناد بالنهى عن ذلك إلا من سقم. فإذا كانت سقيمة، ودخلت مستترة،
فلا بأس به.
والرجل قد أبيح له دخوله بمئزر، والمرأة من قرنها إلى قدمها
عورةن فاحتيط لهن أن لا يدخلن إلا من سقم.
حدثنا
بذلك يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم
الغساني، عن حكيم بن عمير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب: أن الحمام
حرام على كل مؤمن إلا بمئزر، وعلى النساء إلا من: سقم. وإسماعيل، عن
الأحوص بن حكيم،عن عمير، عن أبيه، عن عمر بمثله.
النظر إلى العورةواما
قوله: )وَنهى أن ينظر الرجل إلى عورة الرجل، والمرأة إلى عورة المرأة(.
فتلك
سوأة،
وقد سترها الله، وسماها سوأةن وخلق آدم عليه السلام وسترها عنه وعن
زوجته. وإنما ظهر لهما ذلك بالمعصية، فاستحييا مما رأيا.
فذاك موضع
حياء. وقال: (يا بَني آَدَمَ، قَد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِباساً يُوَاري
سَواءَتِكُم). فإذا نظرت إليها فقد نظرت إلى شيء قد واراه الله باللباس
الذي أنزل من أجله، وهتكت ستر الله؛ ولذلك قال سليمان: لأن أموت، ثم أنشر،
ثم أموت، ثم أنشرن أحب إلىّ من أن أرى عورة مسلم، أو يرى عورتيس. وفي هذا
كلام كثير قد شرحناه في كتاب " العلل " .
الخلوة بالأجنبيةوأما قوله:
)ونهى أن يخلو الرجل بإمرأة غير محرم(.
فهذا
فعل داع إلى فتنة عظيمة، وروى في الخبر: أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال: )ما خلا رجل بامرأة غير ذات رحم محرم إلا كان الشيطان ثالثهما(.
قال
أبو
عبد الله رحمه الله: العصمة عصمتان: عصمة من الله عز وجل على القلب،
وعصمة من الله على طريق الأسباب. فإذا خلا بامرأة غير محرم فقد ذهبت
الأسباب، وانقطعت العصمة، فإن أدركته عصمة اللهعلى الإنفراد برحمة منه
وفضل وإلا فقد هلك.. ألا ترى أن يوسف عليه السلام لم ينصرف حتى رأى
البرهان، وهو جبريل على صورة يعقوب صلى الله عليهما، فحينئذ ولىهاربا،
وهذه عصمة على سبب خاص كرامة من الله، ليس كالأسباب العامة.
والأسباب
العامة هو أن يهم بأمر، فيحدث حدث من الأمر، فيقطع عليك هذا، نويحول بينك
وبينه، من خوف، أو حياء، أو نقص تدبير، أو يجىء إنسان، فيحول بينك وبينه
أحداث الدنيا. فهذه عصمة وسبب.
حدثنا محمد بن الضحاك، حدثنا ابن إدريس،
قال: سمعت ليثا يذكر عن مجاهد، قال: لو لم يصب المسلم من أحيه المسلم شيئا
إلا أن حياءه يمنعه من المعاصي.
فهذه عصمة الأسباب.
حدثنا عبد
الوهاب بن فليح المكي، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعرة:
أن رجلا وجد امرأة على غدير فراودها عن نفسها، فلما جلس منها ذهب يحرك
ذكره، فإذا هو مثل الهدبة، لم يقدر على شيء منها؛ فندم، فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يركع
أربع ركعات، فنزلت: (أقم الصلاة طرفي النهار).
الجلوس على مائدة يشرب
عليها الخمروأما قوله: )ونهى أن يُجلس على مائدة يشرب عليها الخمر(.
فلإت
اللعنة
غير مأمونة أن تحل تلك المائدة، فأما البركة فقد ارتفعت، لأن كل
رزق فمادته من البركة، فإذا انقطع المدد صارت رزءا في الدنيا، ووبالا في
الآخرة.
الأكل بالشمالوأما قوله: )ونهى أن يأكل الرجل بشماله(.
فإن
الشمال للشيطان، واليمين للملك، وكاتب الحسنات عن اليمين، وكاتب السيئات
عن الشمال، وغدا صفوف أهل الجنة عن اليمين، وصفوف أهل النار عن الشمال،
والجنة عن اليميني، والنار عن الشمال؛ فمختار الله عز وجل من الأشياء
والبقاع اليمين.
فما كان من أكل، أو شرب، أو ليس، أو تناول مرفق،
فباليمين. وما كان من مرفوض وإزالة أذى فبالشمال، مثل: الإستناء،
والامتخاط، وما أشبهه.
حدثنا الفضل بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله
الرملي، حدثنا مؤمل ابن إسماعيل، عن مبارك بن فضالة، حدثني عبيد الله بن
مسلم بن يسار، سمع أباه يقول: إني لأكره أن أمس فرجي بيميني،وأنا أرجو أن
أخذ به كتابي.
النفخ في الطعام والشراب
وأما قوله:
)ونهى عن النفخ في الطعام والشراب( فهذا إذا كان مع غيره، فهو مؤذ له،
ولعله ان يعاف صاحبه ذلك، فيكون قد أفسد عليه. وأما إذا كان وحده فلا نعلم
به بأسا؛ لأنه ليس فيه أذة ولا إفساد على أحد.
حدثنا محمد بن علي
الشقيقي، حدثنا أبي، حدثنا أبو عصمة، عن الحجاج،عن عبد الملك، عن إبراهيم،
قال: إنما كره النفخ في الطعام.
حدثنا
محمد، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن زيد، حدثني صاحب لي، عن إسحاق بن سويد،
قال: سألته عن النفخ في الطعام؟ قال: لا أدري. إلا أن الأحنف قالك إن في
الإنسان ريحان، فإذا أراد أن يبرد الشيء قال: تفه، وإذا أراد أن يسخن قال:
آه.
حدثنا عبدان بن عثمان، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا بكار بن
عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه قال: الروح في الرأس، والنفس في البطن،
فإذا التقيا جاء النوم. والروح يأمر بالخير، والنفس تأمر بالشر، والريح
الحارة من النفس، والباردة من الروح، وهي باردة.
قال أبو عبد الله رحمه
الله: وزاد فيه غيره عن وهب قال: ثم نفخ وهب على يده فقال: " أف " ثم قال:
هذه من الروح، وهي باردة. ثم قال: " آه " قال: هذه من النفس، وهي حارة.
النفخ
في الصلاةوأما قوله: )ونهى أن ينفخ في الصلاة(.
فإن
النفخ في الصلاة مجراه مجرى الكلام؛ ولذلك قال علماؤنا: إذا كان نفخ يسمع
فهو كلام، ويقطع الصلاة؛ لأن النفخ إنما هو " أف " أو " تف " وهي كلمة.
وقد ذكر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (أف لكم)، وقال: (وَلا تَقُل
لَهُما أُفٌ) فهذه كلمة بالغة. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: )لو علم الله شيئا أردة في العقوق من أف لذكره( حدثنا عمر بن أبي
عمر، حدثنا محمد بن حجر، عن أبي جعفر، عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده، عن
علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وصسلم: )لو علم الله
من العقوق شيئا أردة من أف لذكره؛ فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل
النار، وليعمل العاق ما شاء أن يعمل، فلن يدخل الجنة(.
حدثنا عمر بن أبي
عمر، حدثنا هارون الراسبي، عن جعفر بن حيان، عن أبي رجاء، قال: " الأف "
الكلام القذع الردىء الجفى.
قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: " الأف "
وسخ في الأظفار، والتف قلامتها.
الصلاة إلى مقبرة أو حماموأما قوله:
)ونهى عن الصلاة إلى موضع حش، أو حمام، أو مقبرة(.
فهذا
تأديب، ولا نعلم أنه يفسد صلاته ما أمامه. وإذا كانت بينه وبين هذه
الأشياء سترة فلا بأس به. وإذا لم تكن سترة ففيه وحشة؛ لأن الحش متغوطة
الناس؛ وإنما سمى حشا؛ لأنه موضع النخيل، وكانوا يتغوطون هناك للسترة،
والحمام أقذار الناس وغسالتهم، والمقبرة دفن الموتى، وفيها البلى، وتبدد
العظام، والأوصال. فلا يستحب أن يستقبل الله تعالى بمثل هذه الأشياء.
أربع
كنىوأما قوله: )ونهى عن أربع كنى: عن أبي مالك، وأبي الحكم، وأبي القاسم،
وأبي عيسى(.
فإن هذه الألفاظ غير عذبة، فيها بعض الوحشة؛ لأن الكنى
إكرام المؤمن وإجلاله. والاسم متبذل، فإذا أريد إجلاله كنى عن الاسم
المتبذل..
)ونهى عن النفخ في الطعام والشراب( فهذا إذا كان مع غيره، فهو مؤذ له،
ولعله ان يعاف صاحبه ذلك، فيكون قد أفسد عليه. وأما إذا كان وحده فلا نعلم
به بأسا؛ لأنه ليس فيه أذة ولا إفساد على أحد.
حدثنا محمد بن علي
الشقيقي، حدثنا أبي، حدثنا أبو عصمة، عن الحجاج،عن عبد الملك، عن إبراهيم،
قال: إنما كره النفخ في الطعام.
حدثنا
محمد، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن زيد، حدثني صاحب لي، عن إسحاق بن سويد،
قال: سألته عن النفخ في الطعام؟ قال: لا أدري. إلا أن الأحنف قالك إن في
الإنسان ريحان، فإذا أراد أن يبرد الشيء قال: تفه، وإذا أراد أن يسخن قال:
آه.
حدثنا عبدان بن عثمان، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا بكار بن
عبد الله، قال: سمعت وهب بن منبه قال: الروح في الرأس، والنفس في البطن،
فإذا التقيا جاء النوم. والروح يأمر بالخير، والنفس تأمر بالشر، والريح
الحارة من النفس، والباردة من الروح، وهي باردة.
قال أبو عبد الله رحمه
الله: وزاد فيه غيره عن وهب قال: ثم نفخ وهب على يده فقال: " أف " ثم قال:
هذه من الروح، وهي باردة. ثم قال: " آه " قال: هذه من النفس، وهي حارة.
النفخ
في الصلاةوأما قوله: )ونهى أن ينفخ في الصلاة(.
فإن
النفخ في الصلاة مجراه مجرى الكلام؛ ولذلك قال علماؤنا: إذا كان نفخ يسمع
فهو كلام، ويقطع الصلاة؛ لأن النفخ إنما هو " أف " أو " تف " وهي كلمة.
وقد ذكر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (أف لكم)، وقال: (وَلا تَقُل
لَهُما أُفٌ) فهذه كلمة بالغة. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: )لو علم الله شيئا أردة في العقوق من أف لذكره( حدثنا عمر بن أبي
عمر، حدثنا محمد بن حجر، عن أبي جعفر، عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده، عن
علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وصسلم: )لو علم الله
من العقوق شيئا أردة من أف لذكره؛ فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل
النار، وليعمل العاق ما شاء أن يعمل، فلن يدخل الجنة(.
حدثنا عمر بن أبي
عمر، حدثنا هارون الراسبي، عن جعفر بن حيان، عن أبي رجاء، قال: " الأف "
الكلام القذع الردىء الجفى.
قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: " الأف "
وسخ في الأظفار، والتف قلامتها.
الصلاة إلى مقبرة أو حماموأما قوله:
)ونهى عن الصلاة إلى موضع حش، أو حمام، أو مقبرة(.
فهذا
تأديب، ولا نعلم أنه يفسد صلاته ما أمامه. وإذا كانت بينه وبين هذه
الأشياء سترة فلا بأس به. وإذا لم تكن سترة ففيه وحشة؛ لأن الحش متغوطة
الناس؛ وإنما سمى حشا؛ لأنه موضع النخيل، وكانوا يتغوطون هناك للسترة،
والحمام أقذار الناس وغسالتهم، والمقبرة دفن الموتى، وفيها البلى، وتبدد
العظام، والأوصال. فلا يستحب أن يستقبل الله تعالى بمثل هذه الأشياء.
أربع
كنىوأما قوله: )ونهى عن أربع كنى: عن أبي مالك، وأبي الحكم، وأبي القاسم،
وأبي عيسى(.
فإن هذه الألفاظ غير عذبة، فيها بعض الوحشة؛ لأن الكنى
إكرام المؤمن وإجلاله. والاسم متبذل، فإذا أريد إجلاله كنى عن الاسم
المتبذل..
والأسماء
في الأصل على الحقائق هي سمات الأشياء، ثم أحدث الناس أشياء صيروها علائم
فيما بينهم تفاؤلا وتطيرا، فأول اسم بدا في الخلق آدم عليه السلام؛ لأنه
مشتق من أديم الأرض، وكأنه مشتق من الإدام، لأنه جمع بين ترابه ومائه
وعجن، وكأنه مشتق من الأدمة وهي الوسيلة، وهذا والأوسط واحد؛ لأن الذي
يقرب والذي يجمع يقرب أيضا، فإنما سمي آدم فيصير هذا له سمة، ثم كنى عن
اسمه، فقال: أبا البشر، فأكرم بذكر الأبوة، فكل من كنى من بعده من ولده عن
إسم من الأسماء بالأبوة، ثم ألحق أبوته باسم من الأسماء تفاؤلا بشيء أو
تطيرا من شيء، ففزع إلى التفاؤل، لا أنه تطير.. فهذا شأن الكنى.
فأما
النهي عن أبي مالك، فيرى أنه استوحش من هذه اللفظة، لأنه لا مالك إلا
الله، ومنه بدأ الملك للمالكين، فحسن أن يسمى مالك لأنه قد مملكهم. وأول
المالكين الله تعالى. فإذا قلت " يا مالك " " يا أبا الحكم " ففيه وحشة.
وأما
أبو
عيسى، فإذا قلت " يا أبا عيسى " فتلك الوحشة موجودة؛ لأن الله تعالى
يقول: (رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلى مَريمَ وَرُوحٌ منهُ)
فنفى عنه أبوة الآباء.
وأما قوله " أبي القاسم " فهو كما قال صلى الله
عليه وسلم: )أنا أبو القاسم؛ الله يعطى، وأنا أقسم، فكان سيد الخزان " وما
زال جوادا حتى منعه الله من الإعطاء، فقال: (وَلاَ تَبسُطهَا كُلَّ
البَسطِ). وكان يقول: )يأبى الله لي البخل(. وما سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم قط فقال: لا. فثبتت أبوته إلى القسمة. فهذه كنيته، ومكرمة عظيمة.
ومن
قال:
إنما كانت هذه الكنية له متقدمة قبل نبوته من أجل ابنه القاسم " .
فهو كذلك، ولكن هكذا قدر الله تعالى ان يكنى بذلك، حتى يكون قاسما من
قسامه، فيكنى عن إسمه بالأبوة بالقسمة، حتى كنى عن ذلك فعل الله ورسوله.
ثم
أدب
الله المؤمنين فقال: (لاَ تَجعَلُوا دُعاءَ الرَسولِ بَينَكُم
كَدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً). وإنما يدعو بعضهم بعضا بالإسم والكنية، فأين
إجلال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سويته بالناس؟ فأدبهم حتى قالوا:
يا رسول الله، يا نبي الله، فأما الجفاة الأعراب فكانوا يجيئون ويقولون:
يا محمد. فأدب الله المؤمنين بذلك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
)سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي(. فتأول من بعده هذه الكلمة على ضروب شتى؛
فمنهم من قال: قد أطلق الإسم للعامة، وحظر الكنية على مذهب ما جاء به
الخبر من القسمة )الله يعطي، وأنا أقسم(. ومنهم من قال: قد أطلق الإسم
وحظر الكنية على من له هذا الإسم، فليس له أن يجمع بين كنيته واسمه فيتشبه
به؛ لأنه سمى محمد وأحمد على الإسم الأصلي وكذلك الكنية. ومنهم من قال:
هذا في حياته، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتفع النهي.
أربعة
أسماء
وأما قوله: )ونهى عن أربعة من الأسماء: يسار، ونافع، وبركة،
ورافع(.
فاليسر
واليسار من الله تعالى، والنافع هو الله، والبركة عنده ينزلها حيث شاء،
والرافع هو الله يرفع ويخفض، بيده ميزان القسط. فهذه أسماؤهم؛ فكره.. ألا
ترى انه لا يكره أن يسمى عليما أو حكيما أو مالكا؛ فاليسر والنفع والبركة
والرفع أصله من الربوبية.
وهذا تأديب وليس بحظر.
قتل النملة والهدهد
والصرد والنحلوأما قوله: )ونهى عن قتل النملة، والهدهد، والصرد، والنحل(.
فإن
الدواب
خلقت من الأرض من الموضع الذي رفعت منه تربة آدم عليه السلام،
فجعلت سخرة له. فأما ما كان من التربة مما يلي أسفل آدم عليه السلام فهو
السباع وما لا يؤكل، وما كان مما يلي أعلاه فذلك مما يؤكل، والحمامة من
موضع القلب، فلذلك يؤنس بها وتأنس بالآدميين، وهو قوله تعالى: (أَوَ لَم
يَرَوا أَنَّا خَلَقنا لَهُم مِمَّ عَمِلَت أَيدينّا أَنعاماً فَهُم لَهَا
مالِكُونَ). فعمل الله كان في تربة آدم عليه السلام، ثم خلق مما عملت
الأيدي هذه الدواب، أي من ذلك الموضع. ثم كل دابة راجعة إلى تربتها، وإلى
جوهرها من الأرض.وقسم الله الخير والشر بين خلقه، فوضع الخير في بعض،
والشر في بعض.. ألا ترى أن الضفدع كيف نصرت إبراهيم عليه السلام بالماء
الذي نقل بفمه ليطفئ ألا ترى أن الوزع كيف نفخ النار على إبراهيم عليه
السلام عداوة له، وولاية لإبليس؛ لأنه من جنس الحية؟ وألا ترى أن الغراب
كيف ترك أمر الرسول عليه السلام، وأقبل على جيفة حمامة، وجفا حيث خرج من
السفينة يوم استوت سفينة نوح عليه السلام على الجودي؟ وألا ترى أن الحمامة
كيف أسرعت الرجعة وفي منقارها ورق الزيتون، وعلى رجليها أثر الطين؛ فهذه
جواهر الأرض، فالنملة كيسة.. ألا ترى أنها تجمع في صيفها لشتائها حرزا
وأخذا بالحزم، فلم يكن هذا لها من بينالدواب إلا ولها هناك فضل معرفة
وبصر؟ ألا ترى كيف قالت عندما أقبل سليمان عليه السلام في موكبه حتى تبسم
نبي الله ضاحكا من قولها، فقالت: (يا أَيُّهَا النَّملُ اِدخلُوا
مَسَاكِنَكُم لاَ يَحطِمَنَّكُم سُلَيمانُ وَجُنودُهُ وَهُم لاَ
يَشعُرُونَ). ألا ترى أنه فزع عندما سمع هذه الكلمة إلى إيزاع الشكر؛
لأنها ذكرت الحطم، ثم نسبته إلى أن يفعل ذلك.
وأما الهدهد، فحدثنا
سليمان بن حميد أبو الربيع الأيادي، حدثنا عون بن عمارة، عن الحسن الجعدي،
عن الزبير بن حريث، عن عكرمة، قال: إنما صرف الله شر سليمان عليه السلام
عن الهدهد لأنه كان بارا بأبويه.
وسمعته يقول: إن ملكا خرج إلى الصيد
في يوم صحو، فقابله حراث يرجع مع آلته إلى بيته، فقال للملك: ارجع فهذا
يوم مطير، فلم يقبل الأمير ما قال ومضى، وكان ساعة جاء المطر؛ فقال
الأمير: هو رجل منجم، علىّ به.
فقال: لست بمنجم، ولكن أعلم علم النمل
أنه يدخل طعامه يوما يعلم أنه يكون مطرا في بيته، ويخرجه يوما يعلم أنه لا
يكون مطرا؛ فهم منجم لا أنا.
وأما الصرد، فحدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا
ابن مهدي، عن قرة بن خالد، عن موسى بن أبي غليط، عن أبي هريرة رضي الله
عنه، قال: الصرد أول طير صام. وروى في الخبر: أنه كان دليل إبراهيم عليه
السلام حيث سار من الشام لبناء الكعبة.
وأما النحلة، فمذكورة في
التنزيل بالطاعة لله تعالى، فقال: (وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ
اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ)
إلى قوله: (ذُلُلاً) فالثمرات منها ما هو حلو، ومنها مر، ومنها بشع، ومنه
حامض، ومنه حار، ومنه رخو لين؛ فذلت لله فأكلت من الكل وتركت شهوتها، فجعل
الله ما في بطنها عسلا حلوا كله، وصير فيه شفاء للناس؛ لأنها لم تأكل
بنهمة ولا شهوة، وإنما أكلته طاعة وذلة لربها؛ فصارت بذلك سالكة لسبل ربها
بترك النهمة والهوى؛ يعلم العباد أن السالك لسبيله من ترك النهمة في
الأمور.
فهذه زنابير احتملت من ربها كل هذا الثناء، ونالت هذه المرتبة؛
فكيف بالآدمي المكرم المفضل على البرية، وقد قال الله تعالى:
(وَفَضَّلناهُم عَلَى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلاُ).
ورافع(.
فاليسر
واليسار من الله تعالى، والنافع هو الله، والبركة عنده ينزلها حيث شاء،
والرافع هو الله يرفع ويخفض، بيده ميزان القسط. فهذه أسماؤهم؛ فكره.. ألا
ترى انه لا يكره أن يسمى عليما أو حكيما أو مالكا؛ فاليسر والنفع والبركة
والرفع أصله من الربوبية.
وهذا تأديب وليس بحظر.
قتل النملة والهدهد
والصرد والنحلوأما قوله: )ونهى عن قتل النملة، والهدهد، والصرد، والنحل(.
فإن
الدواب
خلقت من الأرض من الموضع الذي رفعت منه تربة آدم عليه السلام،
فجعلت سخرة له. فأما ما كان من التربة مما يلي أسفل آدم عليه السلام فهو
السباع وما لا يؤكل، وما كان مما يلي أعلاه فذلك مما يؤكل، والحمامة من
موضع القلب، فلذلك يؤنس بها وتأنس بالآدميين، وهو قوله تعالى: (أَوَ لَم
يَرَوا أَنَّا خَلَقنا لَهُم مِمَّ عَمِلَت أَيدينّا أَنعاماً فَهُم لَهَا
مالِكُونَ). فعمل الله كان في تربة آدم عليه السلام، ثم خلق مما عملت
الأيدي هذه الدواب، أي من ذلك الموضع. ثم كل دابة راجعة إلى تربتها، وإلى
جوهرها من الأرض.وقسم الله الخير والشر بين خلقه، فوضع الخير في بعض،
والشر في بعض.. ألا ترى أن الضفدع كيف نصرت إبراهيم عليه السلام بالماء
الذي نقل بفمه ليطفئ ألا ترى أن الوزع كيف نفخ النار على إبراهيم عليه
السلام عداوة له، وولاية لإبليس؛ لأنه من جنس الحية؟ وألا ترى أن الغراب
كيف ترك أمر الرسول عليه السلام، وأقبل على جيفة حمامة، وجفا حيث خرج من
السفينة يوم استوت سفينة نوح عليه السلام على الجودي؟ وألا ترى أن الحمامة
كيف أسرعت الرجعة وفي منقارها ورق الزيتون، وعلى رجليها أثر الطين؛ فهذه
جواهر الأرض، فالنملة كيسة.. ألا ترى أنها تجمع في صيفها لشتائها حرزا
وأخذا بالحزم، فلم يكن هذا لها من بينالدواب إلا ولها هناك فضل معرفة
وبصر؟ ألا ترى كيف قالت عندما أقبل سليمان عليه السلام في موكبه حتى تبسم
نبي الله ضاحكا من قولها، فقالت: (يا أَيُّهَا النَّملُ اِدخلُوا
مَسَاكِنَكُم لاَ يَحطِمَنَّكُم سُلَيمانُ وَجُنودُهُ وَهُم لاَ
يَشعُرُونَ). ألا ترى أنه فزع عندما سمع هذه الكلمة إلى إيزاع الشكر؛
لأنها ذكرت الحطم، ثم نسبته إلى أن يفعل ذلك.
وأما الهدهد، فحدثنا
سليمان بن حميد أبو الربيع الأيادي، حدثنا عون بن عمارة، عن الحسن الجعدي،
عن الزبير بن حريث، عن عكرمة، قال: إنما صرف الله شر سليمان عليه السلام
عن الهدهد لأنه كان بارا بأبويه.
وسمعته يقول: إن ملكا خرج إلى الصيد
في يوم صحو، فقابله حراث يرجع مع آلته إلى بيته، فقال للملك: ارجع فهذا
يوم مطير، فلم يقبل الأمير ما قال ومضى، وكان ساعة جاء المطر؛ فقال
الأمير: هو رجل منجم، علىّ به.
فقال: لست بمنجم، ولكن أعلم علم النمل
أنه يدخل طعامه يوما يعلم أنه يكون مطرا في بيته، ويخرجه يوما يعلم أنه لا
يكون مطرا؛ فهم منجم لا أنا.
وأما الصرد، فحدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا
ابن مهدي، عن قرة بن خالد، عن موسى بن أبي غليط، عن أبي هريرة رضي الله
عنه، قال: الصرد أول طير صام. وروى في الخبر: أنه كان دليل إبراهيم عليه
السلام حيث سار من الشام لبناء الكعبة.
وأما النحلة، فمذكورة في
التنزيل بالطاعة لله تعالى، فقال: (وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ
اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ)
إلى قوله: (ذُلُلاً) فالثمرات منها ما هو حلو، ومنها مر، ومنها بشع، ومنه
حامض، ومنه حار، ومنه رخو لين؛ فذلت لله فأكلت من الكل وتركت شهوتها، فجعل
الله ما في بطنها عسلا حلوا كله، وصير فيه شفاء للناس؛ لأنها لم تأكل
بنهمة ولا شهوة، وإنما أكلته طاعة وذلة لربها؛ فصارت بذلك سالكة لسبل ربها
بترك النهمة والهوى؛ يعلم العباد أن السالك لسبيله من ترك النهمة في
الأمور.
فهذه زنابير احتملت من ربها كل هذا الثناء، ونالت هذه المرتبة؛
فكيف بالآدمي المكرم المفضل على البرية، وقد قال الله تعالى:
(وَفَضَّلناهُم عَلَى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلاُ).
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
التحريش بين البهائم
وقد كان على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم مخنث، فنفاه إلى البقيع. فلما كان زمن عمر رضي الله عنه،
استأذنه في الدخول إلى المدينة ليسأل الناس، فأذن له في الجمعة مرة.
حدثنا
حميد
بن الربيع اللخمي، حدثنا بكر بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد
الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد، عن سعد بن مالك: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نفى رجلا مخنثا من المدينة فكان كذلك حتى إمرة عمر رضي الله
عنه، فكان يرخص له أن يدخل يوم الجمعة المدينة فيتصدق عليه.
حدثنا عمر
بن أبي عمر العبدي، حدثنا الحسن بن أبي صالح البجلي، عن عبد الرزاق، عن
يحيى بن العلاء، حدثنا بشر بن نمير، سمع مكحولا يقول: حدثنا يزيد بن
عبدالله الجهني، عن صفوان بن أمية، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فجاء عمرو بن مرة، فقال: يا رسول الله، إن الله كتب على الشقوة، فلا
أراني أرزق إلا من ضرب دفى بكفي، فأذن له في الغناء من غير فاحشة. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم )لا آذن لك، ولا كرامة، ولا نعمة، كذبت أي
عدو الله، فقد رزقك الله حلالا طيبا فاخترت ما حرمه الله عليك من رزقه
مكان ما أحل الله لك من خلال. ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك، قم عني وتب
إلى الله. أما إنك إن فعلت بعد التقدمة شيئا ضربتك ضربا وجيعا، وجعلتك
مثلة، ونفيتك من أهلك، وأحللت سلبك نهبة لفتيان المدينة(، فقام عمرو وبه
من الشر والحزن ما لا يعلمه إلا الله، فقال عليه السلام بعد ما تولى:
)هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله كما كان يوم القيامة مخنثا
عريانا، لا يستتر من الناس بهدبه، كلما قام صرع( فقام عرفطة بن نهيك
التيميمى، فقال: إن أهلي مرزوقون من هذا الصيد، ولنا فيه قسم وبركة، وهو
مشغلة عن ذكر الله، وعن الصلاة في الجماعة، وبنا غليه حاجة، أفتحله أو
تحرمه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: )أُحله، لأن الله تعالى قد أحله،
نعمالعملن والله أولى بالعذر، وقد كان لله رسل قبل كلها تصطاد أوتطلب
الصيد ويكفيك من الصلاة في الجماعة إذا غبت عنها في طلب الرزق حبك
للجماعة، وحبك ذكر الله وأهله، فابتغ على نفسك وعيالك حلالا، فإن ذلك جهاد
في سبيل الله، واعلم أن عون الله مع صالح التجار( سمعته يقول: سأل عرفطة
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأن العرب تقول إن الوحش دواب الجن
يركبونهن، فلا يجوز صيدهن، فلذلك سأله عرفطة، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما قال.
الاختصار تحزنا على المصائب
فإنه
قد نسب الخير إليه، والخير والنعمة لولي النعمة، فبقاؤه لا يجدي نفعا. وقد
نسب الخير إلى غير مستحقه فهذا كفران. وإذا اعترف أن الخير كله بيد الله
ثم يقول لعبده لا تزال بخير ما بقيت، فهذا حكم منه على الله فما يدريه أن
يكون كذلك.
قول ما شاء الله وشئت!
حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم، حدثنا عباد بن العوام، عن أبي
شيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه: أنه كان ينام بين جاريتين.
قال: وروى عن الحسن: أنه كره ذلك لاستماع الوجس.
؟؟حد الشفرة
والشاة تنظر
؟قيام
الرجل بالليل والنهار منتصبا عريانا وأما قوله: )ونهى أن يمشي الرجل بالليل
والنهار منتصبا عريانا(.
فقد
ذكرنا شأنه وأن هذا من فعل الجاهلية. وكانوا لا يبالون من التعري لما قد
سلبوا من الحياء. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )الحياء
من الإيمان(. وروى عنه أنه قال: )قلة الحياء كفر(.
حدثنا بذلك الجارود،
حدثنا سليمان بن عمرو النخعي، حدثنا يزيد بن أبي حبيب المصري، عن مرثد بن
عبدالله، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )قلة
الحياء كفر(.
قال أبو عبد الله رحمه الله: الإنتصاب عريانا هو من قلة
المبالاة وقلة الحياء. قال: وأيضا خلة أخرى أن يخاف عليه من الجن أن ترميه
ببلية. وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من اغتسل في
براز من الأرض بالليل، فليخط حوله دائرة ليغتسل فيها(. حدثنا قتيبة، حدثنا
ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب بذلك. فهذا إذا لم يجد ما يستتر به،
واحتاج إلى غسل فعل مثل ذلك، حتى لا يجد العدو وأعوانه سبيلا إليه.
والتعري
الذي
ذكر في الحديث أن يتخلى عن جميع ثيابه بلا حاجة ولا ضرورة، فأما
المستنجي والمغتسل فلا يجد بدا من كشف عورته. وقد أبان رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذلك.
حدثنا بشر بن خالد العسكري، حدثنا مسلمة بن هشام بن عبد
الملك، عن الأعمش عن زيد العمى، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )سِترُ بينَ أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن
يقولك بسم الله(.
وروى عن موسى بن عمران عليه السلام: أنه كان إذا أراد
أن يغتسل دخل الماء مع ثوبه، ثم يرفعه قليلا قليلا حتى يغيب حتى يغيب جسده
في الماء، فحينئذ يضع ثوبه.
وحدثنا الجارود، حدثنا الفضل بن موسى، عن
عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن زيد العمى، عن أنس، قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يرفع ثوبه عند الحاجة حتى يدنو من الأرض.
مباشرة
الرجل امرأته وهي حائض بدون ثوب
ثم لحظ إلىالخلق لحظة يوم
السبت يعرفهم نفسه،ويلهمهم ربوبيته، وأقبل على الكلام، فأثنى على نفسه،
ومجد نفسه، وخاطب خلقه. وذلك في الأخبار مروي. فأطرق له كل شيء وأنصت له
كل شيء، وأقروا بالملك، وذلوا وانقادوان فاسبتوا من كلامه، فسمى يوم
السبت، وبالأعجمية شه مشتق من الحيرة والإسبات، وهو الخدر وسنة النعاس،
والسنة ريح النوم، فصار الخلق كالموقوذ من أثقال الكلام، ومنه قوله عز
وجل: (وجَعلنا نومَكُم سُباتا) فإذا أسبت فهو ثقيل يحذر، فهذا في كل سبت
موجود. فإذا احتجم الرجل يومئذ فإنما يحتجم في وقت ركود الدم وإسباته
فيعود برصا. وأما يوم الأربعاء فهو يوم قدر الله الأقوات فيه، والدم قوت
النفس وغذاؤها، فلا يخرج في وقت تقدير الأقوات فيعود برضا وفرحا.
وفي
غير هذا الحديث كراهية الحجامة يوم الثلاثاء. حدثنا ابي، عن موسى بن
إسماعيل، عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه: أن أبا بكرة كان
ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: )فيها ساعة لا يرقأ فيها دم(.
حدثنا عبد الله بن عبد الله بن
أسيد الكلابي، حدثنا زاجر بن الصلت، عن عبد الله بن حفص،عن عبد الله بن
القاسم، عن أبيه: أن أبا بكرة كان ينهى عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويقول:
هو اليوم الذي أنزل فيه الحديد؛ فلا يستعمل الحديد في اليوم الذي أنزل
فيه، وهو يوم الدم؛ فلا يهيج الدم في يوم مهتاجه. فإذا كان يوم اهتياجه
مخافة أن لا يرقأ، فكذلك لا يهيج في يوم إسباته مخافة أن يجمد وينعقد
فيصير برصا.
الكلام أو العبث يوم الجمعة والإمام يخطب
قال أبو عبد الله
رحمه الله: فالشيب وقار، وإنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغييره
مخالفة أهل الكتاب.
حدثنا
حميد بن الربيع اللخمي ويعقوب بن شيبة قالا: حدثنا محمد بن كناسة، عن هشام
بن عروة، عن أخيه عثمان بن عزوة، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم(.
حدثنا
علي بن حجر، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )غيروا اللحى ولا تشبهوا بالأعاجم(.
وحدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق العبدي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن
المبارك، حدثنا الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلين عن
أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إنَّ أحسن ما غيرتم به
الشيب الحناء والكتم(.
وحدثنا علي بن حجر السعدي ويحيى بن أحمد الطائي،
قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، حدثنا سالم بن عبد الله الكلاعي، عن
أبي عبد الله القرشي، عن عبد الله ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: )الصفرة خضاب المؤمن، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب
الكافر(.
وحدثنا محمد بن يحيى القصري، حدثنا أبو حمص العبدي، عن محمد
ابن إبراهيم بن عكاشة السدي، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )عليكم بالحناء؛ فإنه خضاب الإسلام، يزيد
في العقل، ويجلي البصر، ويذهب بالصداع، ويزيد في الجماع، ويزين المؤمن.
وعليكم بالصفرة؛ فإنها خضاب الإيمان(.
حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا جندل
بن والق، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقى، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )يكون قوم في آخر
الزمان قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فهذا فعل أهل العتو والجبرية في آخر الزمان، وكذلك
كان من قبل فعل الفراعنة. فإن المرء إذا شاخ راح، وإذا راح استحقره
السفهاء، واستوقره العقلاء، وكان أهل العتو يأنفون من ذلك، ويغيرونه
بالسواد، يخفون على الناظرين إليهم أحوالهم.
فهذه مثلة يريد أن يعود في
هيئة الشاب، وقد قال الله تعالى في تنزيله فيما يحكي عن قول العدو:
(وَلآَمُرَنَهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ الله). وقال الله تعالى: (لاَ
تَبديلَ لِخَلقِ الله). فإذا أَذهب المغير وقاره بسواد، فهو كأنه يريد أن
يعود كما كان، لحبه للشباب، وحرصه على العمر. فإنه يكره الشيب؛ لأنه علامة
لإقباله على الموت... ألا ترى أن أول من خضب بالسواد فرعون، فهو السابق
على العتو.
إلا ان المجوس يحفون لحاهم، ويعفون شواربهم، يريدون بذلك
التعلم والتجلد للسنين، فقال صلى الله عليه وسلم: )خالفوا المجوس؛ جزوا
الشوارب، وأوفروا اللحى(. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن أهل
الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم، فخالفوهم فأعفوا اللحى وحفوا الشوارب(.
ففي
مذهب
كسرى التجلد والتجبر والعتو، وأن يكون في هيئة الغلمان والشبان. وفي
مذهب محمد صلى الله عليهوسلم التواضع، والعبودية لله، والتطهير، وزينة
الرجال في اللحى( وتطهرهم في قص الشارب لئلا يبقى فيه وضر الطعام(.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: فأما منيرخص في خضاب السواد من السلف فلمعنى غير
هذا.
حدثنا
محمد بن مرزوق البصرين حدثنا علي بن عيسى، حدثنا الصديق بن عمر، حدثني
رفاع السدوسي، حدثنا ابن صهيب، حدثه عن أبيه صهيب، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: )اختضبوا بالسواد؛ فإنه أنس للزوجة، ومكيدة للعدو(.
وحدثنا
على
بن حجر، حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي، قال: سمعت أبا لاحق يحدث عن عبد
الله بن معاوية، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: )اختضبوا بالسواد؛
فإنه أنس للنساء، وهيبة للعدو(.
حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل،
عن الجعد بن عبد الرحمن، عن السايب بن سبيع، بعثه عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وهو أبيض الرأس واللحية، فرجع وهو أسود الرأس واللحية يتراءى ويتمارى
في معرفته.
وأما قوله: )ونهى أن يحرش بين البهائم، أو
يمثل بها، وقالك من فعل ذلك فهو ملعون(.
فإن
الله وضع العدل بين خلقه، ثم لم يرض من الظلم بقليل، ولا كثير، ولامثقال
ذرة، ولا حبة خردل، وليس بتارك أحدا من خلقه يوم القيامة حتى يقضي له، حتى
أن الشاة الجماء ليقاد لها من القرناء. فإذا حرش، فقد دعاهم إلى الظلم،
واستعملهم بذلك؛ فالوبال راجع إليه يوم القيامة إذا كان هو سبب ذلك.
التخنيث
ومخالطة المخنثوأما
قوله: )ونهى عن التخنيث، وعن حديث المخنث، ومحادثة المخنث، وعن مجالسة
المخنث، وعن صحبة المخنث، وعن إجابة دعوة المخنث، وقال: لعن الله المخنث(.
فالمخنث
خلق
هائل شأنه، فظيع أمره؛ فظاهره رجل، وباطنه امرأة. فالذي في باطنه حول
أحوال الظاهر حتى مده إلى أحوال النساء قولا ومشيا وعملا ولباسا وزيا
وهيئة، فقد حلت به اللعنة؛ لأنه مسخ، فنفسه نفوس النساء، وخلقته خلقة
الرجال؛ فلذلك لا تكاد تجد منهم تائبا لأن نفسه الممسوخة قد غيرت قلبه
وطبعه إلى أخلاق النساء وطلبهن للرجال.
وهذا آية عظيمة من آيات الله عز
وجل يعتبر بها المسلمون، ويستعيذون بالله من شرها، فكأنه جعل هذا موعظة
للخلق ليشكروه على لباس العافية.
يمثل بها، وقالك من فعل ذلك فهو ملعون(.
فإن
الله وضع العدل بين خلقه، ثم لم يرض من الظلم بقليل، ولا كثير، ولامثقال
ذرة، ولا حبة خردل، وليس بتارك أحدا من خلقه يوم القيامة حتى يقضي له، حتى
أن الشاة الجماء ليقاد لها من القرناء. فإذا حرش، فقد دعاهم إلى الظلم،
واستعملهم بذلك؛ فالوبال راجع إليه يوم القيامة إذا كان هو سبب ذلك.
التخنيث
ومخالطة المخنثوأما
قوله: )ونهى عن التخنيث، وعن حديث المخنث، ومحادثة المخنث، وعن مجالسة
المخنث، وعن صحبة المخنث، وعن إجابة دعوة المخنث، وقال: لعن الله المخنث(.
فالمخنث
خلق
هائل شأنه، فظيع أمره؛ فظاهره رجل، وباطنه امرأة. فالذي في باطنه حول
أحوال الظاهر حتى مده إلى أحوال النساء قولا ومشيا وعملا ولباسا وزيا
وهيئة، فقد حلت به اللعنة؛ لأنه مسخ، فنفسه نفوس النساء، وخلقته خلقة
الرجال؛ فلذلك لا تكاد تجد منهم تائبا لأن نفسه الممسوخة قد غيرت قلبه
وطبعه إلى أخلاق النساء وطلبهن للرجال.
وهذا آية عظيمة من آيات الله عز
وجل يعتبر بها المسلمون، ويستعيذون بالله من شرها، فكأنه جعل هذا موعظة
للخلق ليشكروه على لباس العافية.
وقد كان على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم مخنث، فنفاه إلى البقيع. فلما كان زمن عمر رضي الله عنه،
استأذنه في الدخول إلى المدينة ليسأل الناس، فأذن له في الجمعة مرة.
حدثنا
حميد
بن الربيع اللخمي، حدثنا بكر بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد
الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد، عن سعد بن مالك: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نفى رجلا مخنثا من المدينة فكان كذلك حتى إمرة عمر رضي الله
عنه، فكان يرخص له أن يدخل يوم الجمعة المدينة فيتصدق عليه.
حدثنا عمر
بن أبي عمر العبدي، حدثنا الحسن بن أبي صالح البجلي، عن عبد الرزاق، عن
يحيى بن العلاء، حدثنا بشر بن نمير، سمع مكحولا يقول: حدثنا يزيد بن
عبدالله الجهني، عن صفوان بن أمية، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فجاء عمرو بن مرة، فقال: يا رسول الله، إن الله كتب على الشقوة، فلا
أراني أرزق إلا من ضرب دفى بكفي، فأذن له في الغناء من غير فاحشة. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم )لا آذن لك، ولا كرامة، ولا نعمة، كذبت أي
عدو الله، فقد رزقك الله حلالا طيبا فاخترت ما حرمه الله عليك من رزقه
مكان ما أحل الله لك من خلال. ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك، قم عني وتب
إلى الله. أما إنك إن فعلت بعد التقدمة شيئا ضربتك ضربا وجيعا، وجعلتك
مثلة، ونفيتك من أهلك، وأحللت سلبك نهبة لفتيان المدينة(، فقام عمرو وبه
من الشر والحزن ما لا يعلمه إلا الله، فقال عليه السلام بعد ما تولى:
)هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله كما كان يوم القيامة مخنثا
عريانا، لا يستتر من الناس بهدبه، كلما قام صرع( فقام عرفطة بن نهيك
التيميمى، فقال: إن أهلي مرزوقون من هذا الصيد، ولنا فيه قسم وبركة، وهو
مشغلة عن ذكر الله، وعن الصلاة في الجماعة، وبنا غليه حاجة، أفتحله أو
تحرمه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: )أُحله، لأن الله تعالى قد أحله،
نعمالعملن والله أولى بالعذر، وقد كان لله رسل قبل كلها تصطاد أوتطلب
الصيد ويكفيك من الصلاة في الجماعة إذا غبت عنها في طلب الرزق حبك
للجماعة، وحبك ذكر الله وأهله، فابتغ على نفسك وعيالك حلالا، فإن ذلك جهاد
في سبيل الله، واعلم أن عون الله مع صالح التجار( سمعته يقول: سأل عرفطة
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لأن العرب تقول إن الوحش دواب الجن
يركبونهن، فلا يجوز صيدهن، فلذلك سأله عرفطة، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما قال.
الاختصار تحزنا على المصائب
وأما قوله:
)ونهى عن الإختصار يتحازنون على مصائبهم(.
وروى في الخبر: أن إبليس نزل
من السماء بهذه الصفة مدحورا مطرودا. والإختصار أن يأخذ بيده على خصره من
الجانبين.
التثاؤب في الصلاةوأما قوله: )ونهى عن التثاؤب في الصلاة،
وقال: ليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يضحك منه(.
التثاؤب أصله. من قلة
المبالاة ألقى إلى إبليس.. ألا ترى أنه قال: )يضحك في جوفه(؛ فالضحك من
ذهاب البال.
حدثنا
هارون بن حاتم الكوفي، حدثنا ابن إدريس، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن
سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إذا تثاءب أحدكم في
صلاته فليقل: سبحان الله( فإنما أمر بالتسبيح من بين الكلام، ولم يؤمر
بالتهليل ولا بالتكبير ولا بالتحميد؛ لأن مبتدأ هذه الكلمة وهو السين من
قوله: )سبحان الله( فإذا نطقت بها، وضممت شفتيك انقمع وذهب سلطانه لذكر
الله. وإذا هللت أو كبرت أو حمدت، فمبتدأ كلمته مفتوح، وهو الألف واللام،
فإذا نطق بها مع الفتح وجد العدو سبيلا إلى الدخول.
الحلف بالآباء
والكعبة والحياةوأما قوله: )ونهى أن يقول الرجل: لا وأبيك، أو يقول: لا
والكعبة، لا وحياتك وحياة فلان(.
فهذا
حالف بغير الله، فمن حلف بالله فإنما يريد بذلك الشيء أن يثبته باسم الله،
وإذا حلف بغير الله فقد ضاده؛ لأن هذه الأشياء كلها زائلة والله دائم لا
يزول، وإنما يؤكد إثبات الأشياء بالدائم الذي لا يزول، فكذا وصفه بين
العباد. فإذا أردت أن تؤكده بشيء هو زائل فإن، فكأنك تريد أن تثبت له
ديمومته.
قول: لا نزال بخير ما بقيت!وأما قوله: )ونهى أن يقول الرجل لا
نزال بخير ما بقيت(.
)ونهى عن الإختصار يتحازنون على مصائبهم(.
وروى في الخبر: أن إبليس نزل
من السماء بهذه الصفة مدحورا مطرودا. والإختصار أن يأخذ بيده على خصره من
الجانبين.
التثاؤب في الصلاةوأما قوله: )ونهى عن التثاؤب في الصلاة،
وقال: ليمسك بيده على فيه؛ فإن الشيطان يضحك منه(.
التثاؤب أصله. من قلة
المبالاة ألقى إلى إبليس.. ألا ترى أنه قال: )يضحك في جوفه(؛ فالضحك من
ذهاب البال.
حدثنا
هارون بن حاتم الكوفي، حدثنا ابن إدريس، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن
سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إذا تثاءب أحدكم في
صلاته فليقل: سبحان الله( فإنما أمر بالتسبيح من بين الكلام، ولم يؤمر
بالتهليل ولا بالتكبير ولا بالتحميد؛ لأن مبتدأ هذه الكلمة وهو السين من
قوله: )سبحان الله( فإذا نطقت بها، وضممت شفتيك انقمع وذهب سلطانه لذكر
الله. وإذا هللت أو كبرت أو حمدت، فمبتدأ كلمته مفتوح، وهو الألف واللام،
فإذا نطق بها مع الفتح وجد العدو سبيلا إلى الدخول.
الحلف بالآباء
والكعبة والحياةوأما قوله: )ونهى أن يقول الرجل: لا وأبيك، أو يقول: لا
والكعبة، لا وحياتك وحياة فلان(.
فهذا
حالف بغير الله، فمن حلف بالله فإنما يريد بذلك الشيء أن يثبته باسم الله،
وإذا حلف بغير الله فقد ضاده؛ لأن هذه الأشياء كلها زائلة والله دائم لا
يزول، وإنما يؤكد إثبات الأشياء بالدائم الذي لا يزول، فكذا وصفه بين
العباد. فإذا أردت أن تؤكده بشيء هو زائل فإن، فكأنك تريد أن تثبت له
ديمومته.
قول: لا نزال بخير ما بقيت!وأما قوله: )ونهى أن يقول الرجل لا
نزال بخير ما بقيت(.
فإنه
قد نسب الخير إليه، والخير والنعمة لولي النعمة، فبقاؤه لا يجدي نفعا. وقد
نسب الخير إلى غير مستحقه فهذا كفران. وإذا اعترف أن الخير كله بيد الله
ثم يقول لعبده لا تزال بخير ما بقيت، فهذا حكم منه على الله فما يدريه أن
يكون كذلك.
قول ما شاء الله وشئت!
وأما قوله: )ونهى أن
يقول: ما شاء الله وشئت(.
فهذا
شرك في المشيئة، فهي لفظة سيئةن وقول شينع؛ لأن المشيئة لله، وبمشيئته شاء
العبد، قال الله تعالى: (وَما تَشاءُونَ إِلاَّ أَن يَشاءَ الله.فلا يجمع
بين المشيئتين؛ لأن مشيئة العبد إنما تقوم بمشيئة الله تعالى، فإذا نطقه
بالواو، فقد جمع بينهما وسوى، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت، كما نطق به
الكتاب، وكما هو في الأصل؛ فإنه لا يقدر أحد أن يشاء شيئا حتى يشاء الله
ذلك، فعند ذلك يشاء العبد.
الحلف بغير اللهوأما قوله: )ونهى أن يحلف
بغير الله(.
فقد
وصفنا بدءا فمن لم يرض بالله فليس من الله، فإنما يؤكد الحادث من الأفعال
والأخبار باسمبه، فمن لم يرض بذلك، فلنفاق فيه، والمنافق ليس من الله.
وذلك فعل من خلا قلبه من عظمة الله، ولا يجد تعظيم اسمه على قلبه.
فهذا
الأصل، فلما ساءت رعة الخلق، وأدبر الزمان بهم إلى ظهور الجهل والمنكر،
فإذا عرض عليه اليمين بالله اجترأ، فإذا عرض عليه اليمين بالطلاق امتنع.
فامتناعه لما يعلم أنه يقع في الحرام من تقية الإسلام في صدره، وإذا اجترأ
على اليمين بالله، فإنما يفعله لجهله بالله وقلة خوفه منه وحيائه.
فإذا
اضطر الإنسان لشيء من هذا، وهو يعلم أن صاحبه بهذه الصفة، فحلفه بالطلاق
والعتاق ونحوه لم أر به بأسا.
الحلف بسورة من كتاب اللهوأما
قوله: )ونهى أن يحلف بسورة من كتاب الله عز وجل، فقال: من حلف بشيء من
كتاب الله تعالى، فعليه بكلامه يمين، فمن شاء بر، ومن شاء فجر(.
فكتاب
الله كلام الله، فالحلف بكلامه كالحلف بفعل من أفعاله، فإن حلف على التبري
منه فهو يمين سوء.
وروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من حلف بملة سوى الإسلام، أو
قال: إنه برىء من الإسلام، فإن كان صادقا فلن يرجع إلا الإسلام سالما، وإن
كان كاذبا فهو كما قال(.
فهذا معناه إذا حلف على شيء ماض فقال: إن كنت
فعلت كذا فأنا برىء من الإسلام، وقد فعلها، فقد كفر عقد يمين. فإن كان
صادقا فقد أساء القول بالتبري من الإسلام، وكيف لا يكون مسيئا، وإنما أعطى
الإسلام من المنة، وهو على أعظم خطر؛ لأنه لا يدري ما يكون في العاقبة،
فيجترىء أن يلفظ بمثل هذه اللفظة مستخفا بهذا الخطر، ولا يخاف أن يسلبه
الله بكفرانه واستخفافه. وأما إذا حلف به على شيء لم يكن، فهو يريد أن
يؤكد ذلك الشيء بهذه اللفظة، فقد أساء في قوله، ولكنه إن حنث في ذلك لزمته
كفارة يمين.
سوم الرجل على سوم أخيه، وخطبته على خطبة أخيهوأما قوله:
)ونهى أن يسوم الرجل على سوم أخيه، وأن يخطب على خطبة أخيه(.
فمن أجل أن
في هذا إفسادا، وهو داعية إلى الشحناء، فمنع القوم من ذلك.
حدثنا
أبي، عن مطرف، عن مالك بن أنس: أنه لا يسوم على سومه ما لم يرد، فإذا رد
فله أن يدخل في سومه، فكذلك الخطبة إذا رد مرة فله أن يدخل في خطبته. ولقد
كان رجل مادام يسوم ويماكس لا يسع أحدا الدخول فيه لكثرة الضرر في ذلك،
ولا يسد على الرجل بيع شيء يريده لمكان هذا السائم، ثم لا يزال يتردد
ويماكس والراغبون في ذلك بمعزل عنه ينتظرون رفضه، فهذا ضرر.
مجامعة
المرأة في حضور أحدوأما قوله: )ونهى أن يجامع الرجل المرأة وعنده أحد حتى
الصبي في المهد(.
فهذا
تأديب؛ لأنه إذا سمع الوجس غيره رجلا أو امرأة افتتن به. وأما ذكر الصبي
في المهد، فهذا تشديد وحسم للباب حتى لا يطمع أحد في الكبير، فأما الصغير
فلا يعلم به بأسا وكذلك صغير لم يعقل، وقد ذكر الله في تنزيله فقال: (أَو
الطِفلِ الَّذَينَ لَم يَظهَرَوا عَلَى عَوراتِ النِّساءِ) فإذا كان طفلا
بهذه الصفة أجنبيا جاز له أن ينظر إلى المرأة الأجنبية، وإن كان رضيعا في
المهد فهذا أحرى أن لا يكون به بأس في حال الجماع؛ وإنما حظر هذا الفعل من
أجل الإفتتان.
يقول: ما شاء الله وشئت(.
فهذا
شرك في المشيئة، فهي لفظة سيئةن وقول شينع؛ لأن المشيئة لله، وبمشيئته شاء
العبد، قال الله تعالى: (وَما تَشاءُونَ إِلاَّ أَن يَشاءَ الله.فلا يجمع
بين المشيئتين؛ لأن مشيئة العبد إنما تقوم بمشيئة الله تعالى، فإذا نطقه
بالواو، فقد جمع بينهما وسوى، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت، كما نطق به
الكتاب، وكما هو في الأصل؛ فإنه لا يقدر أحد أن يشاء شيئا حتى يشاء الله
ذلك، فعند ذلك يشاء العبد.
الحلف بغير اللهوأما قوله: )ونهى أن يحلف
بغير الله(.
فقد
وصفنا بدءا فمن لم يرض بالله فليس من الله، فإنما يؤكد الحادث من الأفعال
والأخبار باسمبه، فمن لم يرض بذلك، فلنفاق فيه، والمنافق ليس من الله.
وذلك فعل من خلا قلبه من عظمة الله، ولا يجد تعظيم اسمه على قلبه.
فهذا
الأصل، فلما ساءت رعة الخلق، وأدبر الزمان بهم إلى ظهور الجهل والمنكر،
فإذا عرض عليه اليمين بالله اجترأ، فإذا عرض عليه اليمين بالطلاق امتنع.
فامتناعه لما يعلم أنه يقع في الحرام من تقية الإسلام في صدره، وإذا اجترأ
على اليمين بالله، فإنما يفعله لجهله بالله وقلة خوفه منه وحيائه.
فإذا
اضطر الإنسان لشيء من هذا، وهو يعلم أن صاحبه بهذه الصفة، فحلفه بالطلاق
والعتاق ونحوه لم أر به بأسا.
الحلف بسورة من كتاب اللهوأما
قوله: )ونهى أن يحلف بسورة من كتاب الله عز وجل، فقال: من حلف بشيء من
كتاب الله تعالى، فعليه بكلامه يمين، فمن شاء بر، ومن شاء فجر(.
فكتاب
الله كلام الله، فالحلف بكلامه كالحلف بفعل من أفعاله، فإن حلف على التبري
منه فهو يمين سوء.
وروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من حلف بملة سوى الإسلام، أو
قال: إنه برىء من الإسلام، فإن كان صادقا فلن يرجع إلا الإسلام سالما، وإن
كان كاذبا فهو كما قال(.
فهذا معناه إذا حلف على شيء ماض فقال: إن كنت
فعلت كذا فأنا برىء من الإسلام، وقد فعلها، فقد كفر عقد يمين. فإن كان
صادقا فقد أساء القول بالتبري من الإسلام، وكيف لا يكون مسيئا، وإنما أعطى
الإسلام من المنة، وهو على أعظم خطر؛ لأنه لا يدري ما يكون في العاقبة،
فيجترىء أن يلفظ بمثل هذه اللفظة مستخفا بهذا الخطر، ولا يخاف أن يسلبه
الله بكفرانه واستخفافه. وأما إذا حلف به على شيء لم يكن، فهو يريد أن
يؤكد ذلك الشيء بهذه اللفظة، فقد أساء في قوله، ولكنه إن حنث في ذلك لزمته
كفارة يمين.
سوم الرجل على سوم أخيه، وخطبته على خطبة أخيهوأما قوله:
)ونهى أن يسوم الرجل على سوم أخيه، وأن يخطب على خطبة أخيه(.
فمن أجل أن
في هذا إفسادا، وهو داعية إلى الشحناء، فمنع القوم من ذلك.
حدثنا
أبي، عن مطرف، عن مالك بن أنس: أنه لا يسوم على سومه ما لم يرد، فإذا رد
فله أن يدخل في سومه، فكذلك الخطبة إذا رد مرة فله أن يدخل في خطبته. ولقد
كان رجل مادام يسوم ويماكس لا يسع أحدا الدخول فيه لكثرة الضرر في ذلك،
ولا يسد على الرجل بيع شيء يريده لمكان هذا السائم، ثم لا يزال يتردد
ويماكس والراغبون في ذلك بمعزل عنه ينتظرون رفضه، فهذا ضرر.
مجامعة
المرأة في حضور أحدوأما قوله: )ونهى أن يجامع الرجل المرأة وعنده أحد حتى
الصبي في المهد(.
فهذا
تأديب؛ لأنه إذا سمع الوجس غيره رجلا أو امرأة افتتن به. وأما ذكر الصبي
في المهد، فهذا تشديد وحسم للباب حتى لا يطمع أحد في الكبير، فأما الصغير
فلا يعلم به بأسا وكذلك صغير لم يعقل، وقد ذكر الله في تنزيله فقال: (أَو
الطِفلِ الَّذَينَ لَم يَظهَرَوا عَلَى عَوراتِ النِّساءِ) فإذا كان طفلا
بهذه الصفة أجنبيا جاز له أن ينظر إلى المرأة الأجنبية، وإن كان رضيعا في
المهد فهذا أحرى أن لا يكون به بأس في حال الجماع؛ وإنما حظر هذا الفعل من
أجل الإفتتان.
حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم، حدثنا عباد بن العوام، عن أبي
شيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه: أنه كان ينام بين جاريتين.
قال: وروى عن الحسن: أنه كره ذلك لاستماع الوجس.
؟؟حد الشفرة
والشاة تنظر
وأما قوله: )ونهى أنتحد الشفرة والشاة تنظر(.
فهذا
لأنها تفزع، ويهولها ذلك؛ لأنها تعلم. فهذا لقلة الرحمة، ومن لا يرحم لا
يُرحم.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إن الله كتب
الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتهم فأحسنوا القتلة(.
حدثنا
قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، قال:
)أمر رسول الله صلى الله عليبه وسلم بحد الشفار، وأن تواري عن البهائم(.
فهذا من الإحسان، وإنه يحب المحسنين.
؟
محو اسم الله تعالى بالبزاقفهذا
لأنها تفزع، ويهولها ذلك؛ لأنها تعلم. فهذا لقلة الرحمة، ومن لا يرحم لا
يُرحم.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إن الله كتب
الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتهم فأحسنوا القتلة(.
حدثنا
قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، قال:
)أمر رسول الله صلى الله عليبه وسلم بحد الشفار، وأن تواري عن البهائم(.
فهذا من الإحسان، وإنه يحب المحسنين.
؟
وأما
قوله:
)ونهى أن يمحو اسم الله تعالى بالبزاق) لأن البزاق من شأنه أن يتفل،
فالتفل على الشيطان. فهو وإن كان طاهرا، فهو مهجور مرمى بهن فلا يحسن ان
يلقى على إسم الله تعالى.. ألا ترى أن الشيء إذا استحقر واستهين به بزق
عليه صاحبه، وكذلك إذا خسىء يتفل عليه؟ فهذا المحو لإسم الله تعالى
بالبزاق تشبيه بالتفل؛ فهو قبيح.
؟
قعود الرجل في المسجد وهو جنبقوله:
)ونهى أن يمحو اسم الله تعالى بالبزاق) لأن البزاق من شأنه أن يتفل،
فالتفل على الشيطان. فهو وإن كان طاهرا، فهو مهجور مرمى بهن فلا يحسن ان
يلقى على إسم الله تعالى.. ألا ترى أن الشيء إذا استحقر واستهين به بزق
عليه صاحبه، وكذلك إذا خسىء يتفل عليه؟ فهذا المحو لإسم الله تعالى
بالبزاق تشبيه بالتفل؛ فهو قبيح.
؟
وأما
قوله: )ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب(.
فهذا
لتعظيم حرمة المسجد؛ لأنه إنما بنى للذكر، وقال الله تعالى: (وَلاَ
جُنُباً إِلاَّ عابِري سَبيلٍ) وإنما رخص للمجتاز الذي يعبره لأن القاعد
متوطن.
؟
اتخاذ المسجد طريقاقوله: )ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب(.
فهذا
لتعظيم حرمة المسجد؛ لأنه إنما بنى للذكر، وقال الله تعالى: (وَلاَ
جُنُباً إِلاَّ عابِري سَبيلٍ) وإنما رخص للمجتاز الذي يعبره لأن القاعد
متوطن.
؟
وأما قوله: )ونهى أن يمر في المسجد
يتخذه طريقا حتى يصلى فيه ركعتين(.
فهذا تأديب.. كره أن يسوي المسجد
يتخذه طريقا حتى يصلى فيه ركعتين(.
فهذا
تأديب .. كره أن يسوي المسجد بسائر البقاع عند الناس، فإذا مر فيه مجتازا
فلا بأس به عندنا والله أعلم؛ لأنه قد ذكر في تنزيله مع الجنابة لعابري
سبيل، فإذا كان بغير جنابة فهو أحرى أن يوسع له. ولكن هذا إذا اتخذه طريقا
لنفسه فلا يزال فيه كالذي يصير الشيء وطنا يدوم عليه، فهو غير محبوب حتى
يصلي ركعتين، فيكون ممزوجا فعلها بفعل المرور إذا صيره طريقا، فقد أخرجه
من حد المسجد، فهو عنده مسجد صلاته في مروره مرتفق ورخصة؛ لأنه إنما بنى
للصلاة، فمادام له فيه صلاة فهو مقيم لحرمة ما بنى له، فإذا أعده طريقا
ورفض الصلاة فيه فقد أخرجه مما بنى له، فهو منهى عنه.
؟؟ندب الميت وأما
قوله: )ونهى أن يندب الميت(.
فالندبة داعية إلى الفتنة والجزع، لأن
المرائي والكلام يعمل في النفوس، فيهيج الرفأة حتى يرق الفؤاد فيجزع.
وربما
كان
في الندبة افتخار ومديح لا يستحقه الميت وهو لا يدري مقدمه على الله،
فهو على غرور يتكلم.. ألا ترى إلى حديث أنس بن مالك: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقف على قبر شاب قتل شهيدا، فقال قائل: هنيئا لك.
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )وما يدريك؟ فعله كان يبخل بما لا ينقصه،
ويتكلم فيما لا يعنيه(. فالندبة تزكية، وقد زجر الله عن التزكية للنفوس؛
والبراءة لها، والشهادة لها.
؟
نعي الميت في القبائليتخذه طريقا حتى يصلى فيه ركعتين(.
فهذا تأديب.. كره أن يسوي المسجد
يتخذه طريقا حتى يصلى فيه ركعتين(.
فهذا
تأديب .. كره أن يسوي المسجد بسائر البقاع عند الناس، فإذا مر فيه مجتازا
فلا بأس به عندنا والله أعلم؛ لأنه قد ذكر في تنزيله مع الجنابة لعابري
سبيل، فإذا كان بغير جنابة فهو أحرى أن يوسع له. ولكن هذا إذا اتخذه طريقا
لنفسه فلا يزال فيه كالذي يصير الشيء وطنا يدوم عليه، فهو غير محبوب حتى
يصلي ركعتين، فيكون ممزوجا فعلها بفعل المرور إذا صيره طريقا، فقد أخرجه
من حد المسجد، فهو عنده مسجد صلاته في مروره مرتفق ورخصة؛ لأنه إنما بنى
للصلاة، فمادام له فيه صلاة فهو مقيم لحرمة ما بنى له، فإذا أعده طريقا
ورفض الصلاة فيه فقد أخرجه مما بنى له، فهو منهى عنه.
؟؟ندب الميت وأما
قوله: )ونهى أن يندب الميت(.
فالندبة داعية إلى الفتنة والجزع، لأن
المرائي والكلام يعمل في النفوس، فيهيج الرفأة حتى يرق الفؤاد فيجزع.
وربما
كان
في الندبة افتخار ومديح لا يستحقه الميت وهو لا يدري مقدمه على الله،
فهو على غرور يتكلم.. ألا ترى إلى حديث أنس بن مالك: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقف على قبر شاب قتل شهيدا، فقال قائل: هنيئا لك.
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )وما يدريك؟ فعله كان يبخل بما لا ينقصه،
ويتكلم فيما لا يعنيه(. فالندبة تزكية، وقد زجر الله عن التزكية للنفوس؛
والبراءة لها، والشهادة لها.
؟
وأما قوله:
)ونهى أن يقال: مات فلان فاشهدوه، وأن ينعى في القبائل(.
فهذا من أجل أن
هذا فعل أهل الجاهلية، كانوا يتكاثرون، ويتفاخرون بالجمع، ويتزينون بذلك،
وهو رياء وسمعة.
؟؟
التعري بالليل والنهار)ونهى أن يقال: مات فلان فاشهدوه، وأن ينعى في القبائل(.
فهذا من أجل أن
هذا فعل أهل الجاهلية، كانوا يتكاثرون، ويتفاخرون بالجمع، ويتزينون بذلك،
وهو رياء وسمعة.
؟؟
وأما قوله: )ونهى عن
التعري بالليل والنهار(.
فمعناه
أن يكون هذا التعري بارزا. فأما في بيت مستور يغتسل فيه، فإن كان في إزار
فهو أفضل، فإن لم يكن فهو في سعة غير آثم، ولكنه ترك الأفضل. فإذا تعرى
بارزا لم يأمن أن يفجأه بعض من لا يحل له النظر فيراه عريانا، وقد أمر
الله تعالى بحفظ الفروج، وقال: (قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضُّوا مِن
أَبصارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم)، أي لا يتعروا فقد أمر بالستر، وغض
البصر عمن لا يستر.
حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا مكي بن إبراهيم، عن بهز
بن حكيم، عن أبيه،عن جده، قال: وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ البصري،
حدثنا يزيد بن زريع، عن بهز، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله،
عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: )احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت
يمينك( قلت: فإن كان أحدنا خاليا؟ قال: )فالله أحق أن يستحى منه(.
التعري بالليل والنهار(.
فمعناه
أن يكون هذا التعري بارزا. فأما في بيت مستور يغتسل فيه، فإن كان في إزار
فهو أفضل، فإن لم يكن فهو في سعة غير آثم، ولكنه ترك الأفضل. فإذا تعرى
بارزا لم يأمن أن يفجأه بعض من لا يحل له النظر فيراه عريانا، وقد أمر
الله تعالى بحفظ الفروج، وقال: (قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضُّوا مِن
أَبصارِهِم وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم)، أي لا يتعروا فقد أمر بالستر، وغض
البصر عمن لا يستر.
حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا مكي بن إبراهيم، عن بهز
بن حكيم، عن أبيه،عن جده، قال: وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ البصري،
حدثنا يزيد بن زريع، عن بهز، عن أبيه، عن جده، قال: قلت: يا رسول الله،
عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: )احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت
يمينك( قلت: فإن كان أحدنا خاليا؟ قال: )فالله أحق أن يستحى منه(.
؟قيام
الرجل بالليل والنهار منتصبا عريانا وأما قوله: )ونهى أن يمشي الرجل بالليل
والنهار منتصبا عريانا(.
فقد
ذكرنا شأنه وأن هذا من فعل الجاهلية. وكانوا لا يبالون من التعري لما قد
سلبوا من الحياء. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )الحياء
من الإيمان(. وروى عنه أنه قال: )قلة الحياء كفر(.
حدثنا بذلك الجارود،
حدثنا سليمان بن عمرو النخعي، حدثنا يزيد بن أبي حبيب المصري، عن مرثد بن
عبدالله، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )قلة
الحياء كفر(.
قال أبو عبد الله رحمه الله: الإنتصاب عريانا هو من قلة
المبالاة وقلة الحياء. قال: وأيضا خلة أخرى أن يخاف عليه من الجن أن ترميه
ببلية. وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من اغتسل في
براز من الأرض بالليل، فليخط حوله دائرة ليغتسل فيها(. حدثنا قتيبة، حدثنا
ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب بذلك. فهذا إذا لم يجد ما يستتر به،
واحتاج إلى غسل فعل مثل ذلك، حتى لا يجد العدو وأعوانه سبيلا إليه.
والتعري
الذي
ذكر في الحديث أن يتخلى عن جميع ثيابه بلا حاجة ولا ضرورة، فأما
المستنجي والمغتسل فلا يجد بدا من كشف عورته. وقد أبان رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذلك.
حدثنا بشر بن خالد العسكري، حدثنا مسلمة بن هشام بن عبد
الملك، عن الأعمش عن زيد العمى، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )سِترُ بينَ أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن
يقولك بسم الله(.
وروى عن موسى بن عمران عليه السلام: أنه كان إذا أراد
أن يغتسل دخل الماء مع ثوبه، ثم يرفعه قليلا قليلا حتى يغيب حتى يغيب جسده
في الماء، فحينئذ يضع ثوبه.
وحدثنا الجارود، حدثنا الفضل بن موسى، عن
عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن زيد العمى، عن أنس، قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يرفع ثوبه عند الحاجة حتى يدنو من الأرض.
مباشرة
الرجل امرأته وهي حائض بدون ثوب
وأما قوله: )ونهى أن يباشر الرجل
امرأته وهي حائض إلا وبينهما ثوب(.
فهذا حسم على الناس كي لا تجد النفس
ذريعة إلى الوقاع بها؛ فإنه إذا باشرها في وقت الحيض خيف عليه الفتنة حتى
يتعدى إلى الوقاع.
والأصل
أنه يحل له منها كل شيء إلا الجماع، وأما فيما دون الفرج فهو مباح له في
وقت الحيض، ولكن الرسول عليه السلام أدب المؤمنين، وحسم عليهم الأبواب
الداعية إلى الفتنى.
حدثنا الجارود، عن وكيع، عن عبيد بن عبد الرحمن،
عن مروان الأصفر، قال: سمعت مسروقا قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: ما يحل
للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ قالت: كل شيء إلا الفرج.
بيات الرجل
على سطح دون أن يحبس قدميه شيءوأما قوله: )ونهى أن يبيت الرجل على سطح وليس
يحبس قدميه شيء دونه(.
فهذا لأنه يخاف أن يتردى عن السطح في نومه إذا
انقلب. فإذا كان في الستر بقدر ما يمسك رجليه فلا بأس، وذلك أدنى الستر.
الحجامة
يوم الأربعاء ويوم السبتوأما قوله: )ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء ويوم
السبت وقال: من فعل ذلك فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه(.
فالسبت
هو يوم قد أسبت الله الخلق فيه، وذلك أنه ابتدأ في خلقه يوم الأحد، فخلق
الأرض في يومين، والسماء في يومين، وقدر في هذه الأيام أقواتها، فذلك
أربعة أيام، فأمسك يوم الأربعاء عن جرى الأشياء، وخلق الجنة والنار يوم
الخميس، ثم خلق آدم يوم الجمعة، وهو آخر خلقه، لأن هذه الأشياء كلها خلقت
له، ومن أجله، ومن أجل ذريته، فختم الخلق به.
امرأته وهي حائض إلا وبينهما ثوب(.
فهذا حسم على الناس كي لا تجد النفس
ذريعة إلى الوقاع بها؛ فإنه إذا باشرها في وقت الحيض خيف عليه الفتنة حتى
يتعدى إلى الوقاع.
والأصل
أنه يحل له منها كل شيء إلا الجماع، وأما فيما دون الفرج فهو مباح له في
وقت الحيض، ولكن الرسول عليه السلام أدب المؤمنين، وحسم عليهم الأبواب
الداعية إلى الفتنى.
حدثنا الجارود، عن وكيع، عن عبيد بن عبد الرحمن،
عن مروان الأصفر، قال: سمعت مسروقا قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: ما يحل
للرجل من امرأته إذا كانت حائضا؟ قالت: كل شيء إلا الفرج.
بيات الرجل
على سطح دون أن يحبس قدميه شيءوأما قوله: )ونهى أن يبيت الرجل على سطح وليس
يحبس قدميه شيء دونه(.
فهذا لأنه يخاف أن يتردى عن السطح في نومه إذا
انقلب. فإذا كان في الستر بقدر ما يمسك رجليه فلا بأس، وذلك أدنى الستر.
الحجامة
يوم الأربعاء ويوم السبتوأما قوله: )ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء ويوم
السبت وقال: من فعل ذلك فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه(.
فالسبت
هو يوم قد أسبت الله الخلق فيه، وذلك أنه ابتدأ في خلقه يوم الأحد، فخلق
الأرض في يومين، والسماء في يومين، وقدر في هذه الأيام أقواتها، فذلك
أربعة أيام، فأمسك يوم الأربعاء عن جرى الأشياء، وخلق الجنة والنار يوم
الخميس، ثم خلق آدم يوم الجمعة، وهو آخر خلقه، لأن هذه الأشياء كلها خلقت
له، ومن أجله، ومن أجل ذريته، فختم الخلق به.
ثم لحظ إلىالخلق لحظة يوم
السبت يعرفهم نفسه،ويلهمهم ربوبيته، وأقبل على الكلام، فأثنى على نفسه،
ومجد نفسه، وخاطب خلقه. وذلك في الأخبار مروي. فأطرق له كل شيء وأنصت له
كل شيء، وأقروا بالملك، وذلوا وانقادوان فاسبتوا من كلامه، فسمى يوم
السبت، وبالأعجمية شه مشتق من الحيرة والإسبات، وهو الخدر وسنة النعاس،
والسنة ريح النوم، فصار الخلق كالموقوذ من أثقال الكلام، ومنه قوله عز
وجل: (وجَعلنا نومَكُم سُباتا) فإذا أسبت فهو ثقيل يحذر، فهذا في كل سبت
موجود. فإذا احتجم الرجل يومئذ فإنما يحتجم في وقت ركود الدم وإسباته
فيعود برصا. وأما يوم الأربعاء فهو يوم قدر الله الأقوات فيه، والدم قوت
النفس وغذاؤها، فلا يخرج في وقت تقدير الأقوات فيعود برضا وفرحا.
وفي
غير هذا الحديث كراهية الحجامة يوم الثلاثاء. حدثنا ابي، عن موسى بن
إسماعيل، عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه: أن أبا بكرة كان
ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: )فيها ساعة لا يرقأ فيها دم(.
حدثنا عبد الله بن عبد الله بن
أسيد الكلابي، حدثنا زاجر بن الصلت، عن عبد الله بن حفص،عن عبد الله بن
القاسم، عن أبيه: أن أبا بكرة كان ينهى عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويقول:
هو اليوم الذي أنزل فيه الحديد؛ فلا يستعمل الحديد في اليوم الذي أنزل
فيه، وهو يوم الدم؛ فلا يهيج الدم في يوم مهتاجه. فإذا كان يوم اهتياجه
مخافة أن لا يرقأ، فكذلك لا يهيج في يوم إسباته مخافة أن يجمد وينعقد
فيصير برصا.
الكلام أو العبث يوم الجمعة والإمام يخطب
وأما
قوله: )ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، وعن اللعب بالحصى،
والإيماء، وعن إشارة بيده أو برأسه والإمام يخطب وقال: )من تكلم يوم
الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له(.
قال أبو عبد الله
رحمه الله: إنما قصرت عن أربع فجعلت ركعتين من اجل الخطبة؛ لما علم الله
أن بالناس حاجة إلى الموعظة والتذكرة، فأمر قائدهم أن يقوم في كل أسبوع
مرة، يجمعهم لصلاتهم، ويذكرهم بأيام الله ويعظهم؛ فاشتملت هذه الجمعة على
أمر عظيم من الثواب الجزيل والفضل.
فمن ذهب يتكلم في ذلك الوقت فقد شغل
قلبه عن الموعظة. وكذلك الإيماء والإشارة فيه مشغلة عن الموعظة وإن قل ودق
شأنه، فهو لاغ.
وقوله:
)لا جمعة له(، أي يذهب فضل جمعته وجزيل ثوابه، لا أنها تبطل ويؤمر
بالإعادة، بل صلاته جائزة، ولكنها منقوصة، وقد ذهب حظه من فضل الجمعة؛ فقد
بقيت صلاته مقصورة إلى ركعتين وفاته فضل جمعته.
الخضاب بالسوادوأما
قوله: )ونهى عن الخضاب بالسواد(.
فهذا
من أجل أنه غرر، فإن أراد أن يتزوج ولم يبيحه كان غررا ومن أجل أن الشيب
وقار أكرم الله به إبراهيم عليه السلام ومن تبعه على ملته، فإذا شاب وغيره
بالسواد فكأنه رفض تلك الكرامة وزينتها وحرم وقاره؛ لأنه يريد أن يتشبه
بالحالة الأولى.
وهذا تأديب واختيار من النبي صلى الله عليه وسلم
للأمة. ومن فعله لم يقع في النهي المأثوم، وقد كان الحسن والحسين رضي الله
عنهما يخضبان بالسواد، وقد فعله كثير من الصحابة، غلا أن الخضاب على
الغالب الحمرة والصفرة، فقد زجر عن ذلك في وقته.
حدثنا أبي، حدثنا أبو
نعيم، عن سفيان، عن أبي رباح، عن مجاهد، قال: أول من خضب بالسواد فرعون.
فهذا
فعل
الجبارين الذين يأنفون من الشيب، ويكرهون أن يكونوا في زي الضعفاء
المشيخة. فأما عبد تذلل لله عبادة وعبودية، فإن خضب بالسواد ليتزين به عند
أهله أو ليهيب العدو إذا خرج غازيا، فإن الشاب أنكى في العدو من الشيخ
وأهيب له، لم تلحقه سنن الفراعنة، وهو على كل مراده أمر جميل.
حدثنا
قتيبة، عن ابن لهيعة،عن خالد بن أبي عمران، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن
عجرة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )غيروا
الشيب، ولا تقربوه السواد، ولا تشبهوا باليهود(.
حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان، عن الزهري،عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
حدثنا
سفيان بن وكيع، حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
جيء بأبي قحافة يوم فتح مكة ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلمك )غيروا هذا الشيبن وجنبوه السواد(.
قوله: )ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، وعن اللعب بالحصى،
والإيماء، وعن إشارة بيده أو برأسه والإمام يخطب وقال: )من تكلم يوم
الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له(.
قال أبو عبد الله
رحمه الله: إنما قصرت عن أربع فجعلت ركعتين من اجل الخطبة؛ لما علم الله
أن بالناس حاجة إلى الموعظة والتذكرة، فأمر قائدهم أن يقوم في كل أسبوع
مرة، يجمعهم لصلاتهم، ويذكرهم بأيام الله ويعظهم؛ فاشتملت هذه الجمعة على
أمر عظيم من الثواب الجزيل والفضل.
فمن ذهب يتكلم في ذلك الوقت فقد شغل
قلبه عن الموعظة. وكذلك الإيماء والإشارة فيه مشغلة عن الموعظة وإن قل ودق
شأنه، فهو لاغ.
وقوله:
)لا جمعة له(، أي يذهب فضل جمعته وجزيل ثوابه، لا أنها تبطل ويؤمر
بالإعادة، بل صلاته جائزة، ولكنها منقوصة، وقد ذهب حظه من فضل الجمعة؛ فقد
بقيت صلاته مقصورة إلى ركعتين وفاته فضل جمعته.
الخضاب بالسوادوأما
قوله: )ونهى عن الخضاب بالسواد(.
فهذا
من أجل أنه غرر، فإن أراد أن يتزوج ولم يبيحه كان غررا ومن أجل أن الشيب
وقار أكرم الله به إبراهيم عليه السلام ومن تبعه على ملته، فإذا شاب وغيره
بالسواد فكأنه رفض تلك الكرامة وزينتها وحرم وقاره؛ لأنه يريد أن يتشبه
بالحالة الأولى.
وهذا تأديب واختيار من النبي صلى الله عليه وسلم
للأمة. ومن فعله لم يقع في النهي المأثوم، وقد كان الحسن والحسين رضي الله
عنهما يخضبان بالسواد، وقد فعله كثير من الصحابة، غلا أن الخضاب على
الغالب الحمرة والصفرة، فقد زجر عن ذلك في وقته.
حدثنا أبي، حدثنا أبو
نعيم، عن سفيان، عن أبي رباح، عن مجاهد، قال: أول من خضب بالسواد فرعون.
فهذا
فعل
الجبارين الذين يأنفون من الشيب، ويكرهون أن يكونوا في زي الضعفاء
المشيخة. فأما عبد تذلل لله عبادة وعبودية، فإن خضب بالسواد ليتزين به عند
أهله أو ليهيب العدو إذا خرج غازيا، فإن الشاب أنكى في العدو من الشيخ
وأهيب له، لم تلحقه سنن الفراعنة، وهو على كل مراده أمر جميل.
حدثنا
قتيبة، عن ابن لهيعة،عن خالد بن أبي عمران، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن
عجرة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )غيروا
الشيب، ولا تقربوه السواد، ولا تشبهوا باليهود(.
حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان، عن الزهري،عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
حدثنا
سفيان بن وكيع، حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:
جيء بأبي قحافة يوم فتح مكة ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلمك )غيروا هذا الشيبن وجنبوه السواد(.
قال أبو عبد الله
رحمه الله: فالشيب وقار، وإنما قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتغييره
مخالفة أهل الكتاب.
حدثنا
حميد بن الربيع اللخمي ويعقوب بن شيبة قالا: حدثنا محمد بن كناسة، عن هشام
بن عروة، عن أخيه عثمان بن عزوة، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم(.
حدثنا
علي بن حجر، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )غيروا اللحى ولا تشبهوا بالأعاجم(.
وحدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق العبدي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن
المبارك، حدثنا الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلين عن
أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إنَّ أحسن ما غيرتم به
الشيب الحناء والكتم(.
وحدثنا علي بن حجر السعدي ويحيى بن أحمد الطائي،
قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، حدثنا سالم بن عبد الله الكلاعي، عن
أبي عبد الله القرشي، عن عبد الله ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: )الصفرة خضاب المؤمن، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب
الكافر(.
وحدثنا محمد بن يحيى القصري، حدثنا أبو حمص العبدي، عن محمد
ابن إبراهيم بن عكاشة السدي، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )عليكم بالحناء؛ فإنه خضاب الإسلام، يزيد
في العقل، ويجلي البصر، ويذهب بالصداع، ويزيد في الجماع، ويزين المؤمن.
وعليكم بالصفرة؛ فإنها خضاب الإيمان(.
حدثنا أبي رحمه الله، حدثنا جندل
بن والق، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقى، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )يكون قوم في آخر
الزمان قوم يخضبون بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فهذا فعل أهل العتو والجبرية في آخر الزمان، وكذلك
كان من قبل فعل الفراعنة. فإن المرء إذا شاخ راح، وإذا راح استحقره
السفهاء، واستوقره العقلاء، وكان أهل العتو يأنفون من ذلك، ويغيرونه
بالسواد، يخفون على الناظرين إليهم أحوالهم.
فهذه مثلة يريد أن يعود في
هيئة الشاب، وقد قال الله تعالى في تنزيله فيما يحكي عن قول العدو:
(وَلآَمُرَنَهُم فَلَيُغَيِرُنَّ خَلقَ الله). وقال الله تعالى: (لاَ
تَبديلَ لِخَلقِ الله). فإذا أَذهب المغير وقاره بسواد، فهو كأنه يريد أن
يعود كما كان، لحبه للشباب، وحرصه على العمر. فإنه يكره الشيب؛ لأنه علامة
لإقباله على الموت... ألا ترى أن أول من خضب بالسواد فرعون، فهو السابق
على العتو.
إلا ان المجوس يحفون لحاهم، ويعفون شواربهم، يريدون بذلك
التعلم والتجلد للسنين، فقال صلى الله عليه وسلم: )خالفوا المجوس؛ جزوا
الشوارب، وأوفروا اللحى(. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن أهل
الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم، فخالفوهم فأعفوا اللحى وحفوا الشوارب(.
ففي
مذهب
كسرى التجلد والتجبر والعتو، وأن يكون في هيئة الغلمان والشبان. وفي
مذهب محمد صلى الله عليهوسلم التواضع، والعبودية لله، والتطهير، وزينة
الرجال في اللحى( وتطهرهم في قص الشارب لئلا يبقى فيه وضر الطعام(.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: فأما منيرخص في خضاب السواد من السلف فلمعنى غير
هذا.
حدثنا
محمد بن مرزوق البصرين حدثنا علي بن عيسى، حدثنا الصديق بن عمر، حدثني
رفاع السدوسي، حدثنا ابن صهيب، حدثه عن أبيه صهيب، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: )اختضبوا بالسواد؛ فإنه أنس للزوجة، ومكيدة للعدو(.
وحدثنا
على
بن حجر، حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي، قال: سمعت أبا لاحق يحدث عن عبد
الله بن معاوية، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: )اختضبوا بالسواد؛
فإنه أنس للنساء، وهيبة للعدو(.
حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل،
عن الجعد بن عبد الرحمن، عن السايب بن سبيع، بعثه عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وهو أبيض الرأس واللحية، فرجع وهو أسود الرأس واللحية يتراءى ويتمارى
في معرفته.
وحدثنا عبد الجبار، حدثنا الحسن بن حبيب بن ندية، عن عبد
الصمد ابن حبيب، عن أبيه، عن الحكم بن عمرو الغفاري، قال: دخلت أنا وأخي
رافع على عمر بن الخطاب رضي لاله عنه وأنا مخضوب بالحناء وأخي بالصفرة،
فقال: أما خطابك فخضاب الإسلام، وأما خضاب أخيك فخضاب الإيمان... وسئل عن
السواد، فكرهه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فقد جاء عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنه: )آنس للزوجة، ومكيدة للعدو(، وكذلك قول عمر رضي الله
عنه من بعده على الوجهين جميعا. فللنساء على أزواجهن حقوق، منها حق التزين
لهن وقال ابن عباس رضي الله عنه: إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن
تتزين لي.
فمن التزين أن يخفي شيبه، ويخضبه بسواد، فإن كان لهذا يفعله
فهو خارج من النهي عندنا.. ألا ترى أن محمد بن الحنفية رحمه الله لما خرج
إلى الناس في حمراء أنكروا عليه، فقال: هذا ألقته علىّ أهلي، وإنهن يحببن
منا ما نحب منهن... حدثنا بذلك فضالة بن فضل، والجارود به معاذ، قالا:
حدثنا يزيغ الحنظلي، عن أبي وهب، عن الضحاك، عن محمد بن الحنفية.
ألا
ترى أن عثمان رضي الله عنه لما دخل بامرأته، فرأت به منالشيب، ففطن لها
عثمان رضي الله عنه، فقال لها: إنما وراء الشيب ما تحبين.
فللنساء في
هذا تمييز ونظر وميل إلى الأشب فالأشب؛ لأن نهمتها في الرجال؛ لأنها خلقت
من الرجل.
وكذلك الحسن بن علي رضي الله عنه اختضب بالسواد؛ لأنه في
الخبر أنه تزوج ثلثمائة.
وإنما
قال: )الحمرة خضاب الإسلام، والصفرة خضاب الإيمان(؛ لأن الإسلام في
الحياة، والإيمان عند الموت؛ لأنه إذا قرب الموت زالت عنه أعمال الشريعة،
والإسلام ما ظهر، والإيمان ما بطن. حتى يقدم إلى ربه وقد غير شيبه، لئلا
يشبه أهل الكتاب... ألا ترى إلى قوله عليه السلام في دعائه على الجنازة:
)اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على
الإيمان(.
الصمد ابن حبيب، عن أبيه، عن الحكم بن عمرو الغفاري، قال: دخلت أنا وأخي
رافع على عمر بن الخطاب رضي لاله عنه وأنا مخضوب بالحناء وأخي بالصفرة،
فقال: أما خطابك فخضاب الإسلام، وأما خضاب أخيك فخضاب الإيمان... وسئل عن
السواد، فكرهه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فقد جاء عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم بأنه: )آنس للزوجة، ومكيدة للعدو(، وكذلك قول عمر رضي الله
عنه من بعده على الوجهين جميعا. فللنساء على أزواجهن حقوق، منها حق التزين
لهن وقال ابن عباس رضي الله عنه: إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن
تتزين لي.
فمن التزين أن يخفي شيبه، ويخضبه بسواد، فإن كان لهذا يفعله
فهو خارج من النهي عندنا.. ألا ترى أن محمد بن الحنفية رحمه الله لما خرج
إلى الناس في حمراء أنكروا عليه، فقال: هذا ألقته علىّ أهلي، وإنهن يحببن
منا ما نحب منهن... حدثنا بذلك فضالة بن فضل، والجارود به معاذ، قالا:
حدثنا يزيغ الحنظلي، عن أبي وهب، عن الضحاك، عن محمد بن الحنفية.
ألا
ترى أن عثمان رضي الله عنه لما دخل بامرأته، فرأت به منالشيب، ففطن لها
عثمان رضي الله عنه، فقال لها: إنما وراء الشيب ما تحبين.
فللنساء في
هذا تمييز ونظر وميل إلى الأشب فالأشب؛ لأن نهمتها في الرجال؛ لأنها خلقت
من الرجل.
وكذلك الحسن بن علي رضي الله عنه اختضب بالسواد؛ لأنه في
الخبر أنه تزوج ثلثمائة.
وإنما
قال: )الحمرة خضاب الإسلام، والصفرة خضاب الإيمان(؛ لأن الإسلام في
الحياة، والإيمان عند الموت؛ لأنه إذا قرب الموت زالت عنه أعمال الشريعة،
والإسلام ما ظهر، والإيمان ما بطن. حتى يقدم إلى ربه وقد غير شيبه، لئلا
يشبه أهل الكتاب... ألا ترى إلى قوله عليه السلام في دعائه على الجنازة:
)اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على
الإيمان(.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الجرس
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرني
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )هذان محرمان على ذكور أمتي حل
لإناثهم(.
أخبرنا يحيى بن أحمر، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث،
عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )لا يتختم
بالذهب ولا يلبس القسى(.
حدثنا سليمان بن أبي هلال الدهني، حدثنا أبو
الأحوص، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويدن عن البراء بن عازب،
قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فإنما وقع هذا النهي على الرجال دون النساء؛ لأن
المرأة تتزين لزوجها للعفة عن الحرام، وليس على الرجال من الزينة كل ذلك،
إنما على الرجال التنظيف والتطهير والتطييب؛ لأن بغية النساء من الرجال
الفراش، لأن المرأة خلقت من الرجل، فنهمتها في الرجال، والرجل يتخير ويبغي
الزينة والحلية؛ لأن نهمته متشعبة في النساء وفي غيرها من سائر الشهوات(.
وروى
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: )خلق الرجل من طين، فنهمته في
الطين، وخلقت المرأة من الرجل؛ فنهمتها في الرجال(.
وقال الله تعالى
جده: (أَوَ مَن يُنَشَأُ في الحِليَة).
فالحلية لهن دون الرجال.
حدثنا
على
بن حجر، شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ربيع بنت معوذ بن
عفراء، قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زعب،
فأعطاني ملء كفه حليا أو ذهبا. حدثني يعقوب بن شيبة، حدثني إسحاق بن عيسى
الطباع، عن شريك بإسناده مثله غير أنه قال: أعطاني ملء كفه ذهبا وقال: ) "
تحلى به(.
حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن
إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أهدى
النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلى فيها خاتم من ذهب، فيه فصى
حبشي، فأخذه رسول الله صلى الله عليهوسلم بعود أو ببعض أصابعه، وإنه ليعرض
عنه، فدعا ابنته أمامة بنت أبي العاص، فقال: )تحلى بهذا يا بنية(.
حدثنا
عباد بن يعقوب الأسدي، حدثني سرى بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلادة، فقال: )لأعطينها أحبَّ
أهلي إلىَ(؛ فتغير ألوان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحدة
تقول يعطى صاحبتي، حتى إذا استبان في وجوههن وأمامة في ناحية البيت، فقال:
" تعالى يا بنية " فعلقها في عنقها(.
حدثنا موسى بن عبد الله السيقل،
حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم بمثله.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: أما ما جاء من حديث البراء: نهانا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن خاتم الذهب. ثم روى من فعله - فذاك له خاص. حدثنا محمد
بن بشار، حدثنا محمد بن مجعفر وابن مهدي، حدثنا شعبة، عن أبي السفر، قال:
رأيت على البراء رضي الله عنه خاتما من ذهب.
حدثنا محمد بن شجاع
المروزي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: رأيت على البراء خاتما
من ذهب.
وحدثنا
محمد بن مقبل، حدثنا عيسى بن خالد، عن شيخ من أهل جوزجان، قال: رايت على
البراء خاتما من ذهب، فقلت: ما هذا؟ قال: رخص لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وحدثنا محمد بن معمر البصرى، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الباجي،
حدثنا أبو المغيرة الجوزجاني، عن البراء بن عازب، قال: أعطاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، فقال: )تحل ما ألبسك الله ورسوله(.
فهذا
كشف عن أمر البراء أنه له خاص ومكرمة من الله.. ألا ترى أنه قال: )ما
ألبسك الله( والذي قال: )نهانا( فإنما هي للعامة.
وأما الذي يتخذ آنفا
من ذهب أو سنا، فليس ذلك من اللباس ولا التحلي.
حدثنا
حميد بن علي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )حدثنا إسماعيل بن
عبد الله بن أبي، قال: أصيب أنفي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
اتخذ أنفا من ذهب(.
حدثنا علي بن محمد بن مروان السدى، حدثني أبي،
حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: انكسر سن
لعبد الله بن عبد الله بن أبى، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يجعل مكانه سنا من ذهب.
وحدثنا الجارود، حدثنا النضري، حدثنا أبو
الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرقة بن عرفجة: أن جده عرفجة بن سعد أصيب أنفه
يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فذكر ذلك لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتخذ أنفا من ذهب.
قلت لأبي الأشهب:
عبد الرحمن أدرك جده عرفجة؟ قال: نعم.
؟نقش الحيوان في الخاتم
حدثنا محمد بن
ميمون المكي، حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قال:
اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتما
فضة، فجعل فصه من باطن كفه، ثم نقش عليه " محمد رسول الله " وقال: )لا
ينقش أحد على نقش خاتميْ(.قال أبو عبد الله رحمه الله: معناه أنه إنما نقش
ليختم به الكتب، وذلك أنه قيل له: إن الملوك لا يقرون الكتاب إذا لم يكن
مختوما، فلذلك قال: لا ينقش على مثل نقشه؛ لاشتباه الأمر، ودخول الضرر.
وكذلك خاتم الخلافة ممنوع أن نقشه على مثل نقشه لاشتباه الأمر.
وأما
قوله: )جعل فصه مما يلي بطن كفيه( فذلك عندنا بمعنى دخول الخلاء.
حدثنا
أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء
الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق
بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان
خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا
أبو
الخطاب الحرشي، حدثنا زياد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن ميمون القداح،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه.
وحدثنا بشر بن القاسم
النيسابوري، حدثنا ابن نمير، حدثنا إبراهيم بن الفضل، عن عبد الله بن
محمد، عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في
يمينه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا لحال الإستنجاء، كأنه كره أن
يستنجي والخاتم فيه ذلك النقش. حدثنا الجارودن حدثنا يحيى بن الضريس، عن
عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سالت عكرمة عن الرجل يدخل الخلاء وعليه خاتم
فيه اسم الله؟ قال: يجعل فصه في كفه، ثم يقبض عليه، فيكون كالقرآن في صدره.
الصلاة
بعد العصر وبعد الفجر
وأما " أيام النحر " فهي أيام خروج
الناس من الإحرام. وإذا حظر الله على العباد شيئا فانتهى وقت الحظر أحب أن
يرجعوا إلى إطلاقه. ألا ترى أنه قال: (لا تَقتُلوا الصَيدَ وَأَنتُم
حُرُم) ثم قال: (وإذا حَلَلتُم فاصطَادوا) وقال: (إذا نُودِيَ لِلصَلاةِ
مِن يَومِ الجُمُعَةِ فاسعَوا إِلى ذِكرِ اللهِ وَذَروا البَيع) ثم قالك
(فَإذا قُضِيَتِ الصَلاةُ فانتَشِروا في الأَرضِ) فكان عبد الله من بشر
إذا قضى الصلاة خرج ثم عاد إلى المسجد، فأحب أن يطلق ويراهم مطلقتين، كما
رآهم في الحظر محظورا عليهم. فكانوا في الإحرام، فإذا فرغوا أحب الله الله
تعالى أن يراهم محلين... ألا ترى إلى قوله عليه السلام: )أيام التشريق
أيام أكل وشرب وبعالْ(. وكان القوم في الإحرام ممنوعين من التبعل، فلما
أطلقوا أحب الله لهم ذلك، فنهوا عن صيامه ليكونوا في هيئة المطلقين
المحلين من إحرامهم، وليتقوى الذاكر على ذكره؛ فإنها أيام ذكر.
واعتبر
برجل له عبد، قيد عبده، ثم أطلقه، فثبت على مكانه كالملقى نفسه كسلا، فهذا
مستثقل وخم، بعيد عن الكياسة، لا يفرح بإطلاقه، فكأنه لم يعبأ به.. ألا
ترى إلى قوله: )إنّ أحبّ عبادي إلىّ أعجلهم فطرا(. فهذه مبادرة إلى رخصته،
فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
وكذلك نهى عن صيام
الأضحى والفطر فيما نرى ليخرج من صومه يوم الفطر، وليأكل من لحم أضحيته
يوم النحر. حدثنا سعيد المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن أبي
عبيد، قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبدأ بالصلاة، ثم
خطب فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهىعن صيام هذين اليومين، أما
يوم الفطر ففطركم من صيامكم، وأما يوم الأضحى فتأكلون من لحوم نسككم. فقد
بين عمر رضي الله عنه العلة فيه.
سفر المرأة فوق ثلاث دون زوج
أو ذي محرم
فهذا
توقيت ومقدار السفر الذي يقدر فيه لقصر الصلاة وانقطاع المسح على الخفين،
كأنه رأى أن ما دون مسيرة ثلاث وإن كان يسمى سفرا فليس بذلك السفر الذي
يوجب العذر. وإن غابت المرأة عن وطنها، فليست تلك غيبة غربة؛ لأن في
الغربة تضييعا لافتقاد الأحوال: أحوال الوطن.. ألا ترى إلى قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )من مات غريبا مات شهيدا(، فإنما صار هكذا لأنه افتقد
أحوال التربية والنعمة والتغذية. وهذا كله نصيب النفس؛ فإنما تحب الحياة،
فإذا افتقدت هذا كله فما تصنع بالحياة؟ فيجد القلب حينئذ الزهادة والخلاصة
من شهوات النفس، فيقدر أن يحتسب بنفسه على الله، فكتب شهيدا، لأن الشهيد
هو الذي احتسب نفسه على الله.. ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )الشهداء أمناء الله قتلوا أو ماتوا(. فإنما صار أمينا إذا تخلص
العبد من إيثار النفس وأحب الموت وتمناه، فذلك قد سلم نفسه إلى الله،
واحتسب بها عليه. ومن لم يخلص قلبه من أسر النفس، فنفسه متشبثة بحب الحياة
الدنيا للشهوة الغالبة، فهو فار من الموت، فإذا مات لم يكن شهيدا، وليس هو
من أمناء الله؛ لأن الأمين من إذا أعطى شيئا عاريةن فيسال الرد، رده بلا
كره. والخائن من قد ولج في رده حتى يؤخذ منه بغير طيبة نفسه، قال الله -
عزوجل - عندما قالت اليهود والنصارى: نحن أولياء الله: (قُل يا أَيُها
الَّذَينَ هادوا إِن زَعَمتُم أَنَّكُم أَولياءَ لِله مِن دونِ النَّاسِ،
فَتَمَنَّوا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقينَ)، ثم أعلم العباد الذي منعهم من
ذلك فقال: (وَلاَ يَتَمَنونَهُ أَبداً بِمَا قَدَّمَت أَيديهِم). فمن قدم
سوءا، فهو عبد آبق، فار من الله تعالى؛ فكيف يتمنى القدوم عليه؟ وكيف تطيب
نفسه بالموت؟ وكيف يكتب شهيدا، والشهيد من يختار وجه الله ورزقه هناك عنده
في محل القربة ليشهده، فيلزمه هذا الإسم؟ فأخبر أن الولي يتمنى الموت،
وكذلك المقتول في سبيل الله سلم نفسه إلى الله بذلا فقلل الإسم، وكذلك
المطعون أيس من الحياة، وكذلك النفساء أيست من الحياة فطابت نفسها بالموت
فهي باذلة، وكذلك الغريق، وصاحب الحرق، وكذلك صاحب الهدم، والمبطون؛
فهؤلاء كلهم قد طيبوا أنفسهم بالموت، واحتسبوا على الله، وتركوا الخيانة
في شأن الروح لما أيسوا من الحياة، فقبل الله ذلك منهم، وألحقهم بالشهداء.
فهذا الغريب قد لحق بهم أيضا من أجل ما وصفنا أنه لما اقتقدت نفسه تلك
الأشياء طلب الموت وسلس قيادة وتخلى عن تشبث النفس بها، فخرج من الخيانة،
وصار من الشهداء، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صير توقيت الثلاث
اغترابا، وما دون ذلك حكمه حكم الحضر، وإنما سمى حضرا لأنه تحضره النعمة
والتربية، وسميت غربة لأنه أغرب نفسه وتباعد، وسمى سفرا لأنه أسفر عن
النعمة إلى البراز.
إحراق شيء من الحيوان بالنار
وأما قوله: )ونهى عن الجرس) فالضرب به
يشبه المعازف؛ لأنها تصوت وتتلون، وتلذذ السامعين، قال: وروى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس( ومحاضر الشيطان عند
ضرب الجرس.. ألا ترى أن الجن والشياطين يدعون بضرب الجرس، وبطنين الطست،
وما أشبه ذلك. فالأصوات مقسمة على جميع الخلقن فكل له منه حظن وإن العدو
سال ربه زيادة في حله ليكون له بذلك تبع يؤويهم إليه فأعطى على الإستدراج
لأنه ينال على المكر والخداع، فلما اعطى استعملها في هذه الأصوات من
المعارف والمزامير والجرس والصيح والصفير، فمزج الذي عنده من ذلك بهذه
الأصوات التي تحدث منها هذه الأشياء، فما كان من ذلك الجنس فهو حظ
الشيطان، وتجتنبه الملائكة.
تكنية الذمىوأما قوله: )ونهى أن يقال للذمي:
يا أبا فلان(.
فذاك من أجل أن الكنية كرامة وإجلال، فلا يحيا بها
الذمي، ولا يوجب له ذلك، ولا يستحق الإجلالا، لأنه عدو الله.
الخاتم
المصنوع من الحديد أوالصفر أو الذهبوأما قوله: )ونهى أن يتختم الرجل
والمرأة بخاتم من حديد، وعن خاتم الصفر، وخاتم الذهب(.
فالحديد حلية أهل
النار، وأما خاتم الصفر فمن أجل الأصنام، وأما خاتم الذهب فمن أجل أن
الذهب محرم على الذكور.
حدثنا
أبي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن عبد الله بن
مسلم الباهلي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: دخل رجل من الأنصار على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من حديد، فقال: )مالي أرى عليك
حلية أهل النار؟ن فنزعه فاتخذ خاتم من شبه. فقال )مالي مالي أجد منك ريح
الأصنام؟ فقال: فماتأمرني يارسول الله؟ قال: )اتخذه فضة، ولا تتمه مثقالا(.
فأما
الخاتم
من الذهبن فروى في حديث آخر: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
وبيده ذهب وحرير، فقال: )هذان حرامان على ذكور أمتي، حل لإناثهم( حدثنا
بذلك قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي أفلح
الهمداني، عن عبد الله زريز الغافقي: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )إنَّ هذين حرام على ذكور
أمتي(.
يشبه المعازف؛ لأنها تصوت وتتلون، وتلذذ السامعين، قال: وروى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس( ومحاضر الشيطان عند
ضرب الجرس.. ألا ترى أن الجن والشياطين يدعون بضرب الجرس، وبطنين الطست،
وما أشبه ذلك. فالأصوات مقسمة على جميع الخلقن فكل له منه حظن وإن العدو
سال ربه زيادة في حله ليكون له بذلك تبع يؤويهم إليه فأعطى على الإستدراج
لأنه ينال على المكر والخداع، فلما اعطى استعملها في هذه الأصوات من
المعارف والمزامير والجرس والصيح والصفير، فمزج الذي عنده من ذلك بهذه
الأصوات التي تحدث منها هذه الأشياء، فما كان من ذلك الجنس فهو حظ
الشيطان، وتجتنبه الملائكة.
تكنية الذمىوأما قوله: )ونهى أن يقال للذمي:
يا أبا فلان(.
فذاك من أجل أن الكنية كرامة وإجلال، فلا يحيا بها
الذمي، ولا يوجب له ذلك، ولا يستحق الإجلالا، لأنه عدو الله.
الخاتم
المصنوع من الحديد أوالصفر أو الذهبوأما قوله: )ونهى أن يتختم الرجل
والمرأة بخاتم من حديد، وعن خاتم الصفر، وخاتم الذهب(.
فالحديد حلية أهل
النار، وأما خاتم الصفر فمن أجل الأصنام، وأما خاتم الذهب فمن أجل أن
الذهب محرم على الذكور.
حدثنا
أبي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن عبد الله بن
مسلم الباهلي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: دخل رجل من الأنصار على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من حديد، فقال: )مالي أرى عليك
حلية أهل النار؟ن فنزعه فاتخذ خاتم من شبه. فقال )مالي مالي أجد منك ريح
الأصنام؟ فقال: فماتأمرني يارسول الله؟ قال: )اتخذه فضة، ولا تتمه مثقالا(.
فأما
الخاتم
من الذهبن فروى في حديث آخر: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
وبيده ذهب وحرير، فقال: )هذان حرامان على ذكور أمتي، حل لإناثهم( حدثنا
بذلك قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي أفلح
الهمداني، عن عبد الله زريز الغافقي: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )إنَّ هذين حرام على ذكور
أمتي(.
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرني
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )هذان محرمان على ذكور أمتي حل
لإناثهم(.
أخبرنا يحيى بن أحمر، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث،
عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )لا يتختم
بالذهب ولا يلبس القسى(.
حدثنا سليمان بن أبي هلال الدهني، حدثنا أبو
الأحوص، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويدن عن البراء بن عازب،
قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب(.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: فإنما وقع هذا النهي على الرجال دون النساء؛ لأن
المرأة تتزين لزوجها للعفة عن الحرام، وليس على الرجال من الزينة كل ذلك،
إنما على الرجال التنظيف والتطهير والتطييب؛ لأن بغية النساء من الرجال
الفراش، لأن المرأة خلقت من الرجل، فنهمتها في الرجال، والرجل يتخير ويبغي
الزينة والحلية؛ لأن نهمته متشعبة في النساء وفي غيرها من سائر الشهوات(.
وروى
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: )خلق الرجل من طين، فنهمته في
الطين، وخلقت المرأة من الرجل؛ فنهمتها في الرجال(.
وقال الله تعالى
جده: (أَوَ مَن يُنَشَأُ في الحِليَة).
فالحلية لهن دون الرجال.
حدثنا
على
بن حجر، شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ربيع بنت معوذ بن
عفراء، قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زعب،
فأعطاني ملء كفه حليا أو ذهبا. حدثني يعقوب بن شيبة، حدثني إسحاق بن عيسى
الطباع، عن شريك بإسناده مثله غير أنه قال: أعطاني ملء كفه ذهبا وقال: ) "
تحلى به(.
حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن
إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أهدى
النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلى فيها خاتم من ذهب، فيه فصى
حبشي، فأخذه رسول الله صلى الله عليهوسلم بعود أو ببعض أصابعه، وإنه ليعرض
عنه، فدعا ابنته أمامة بنت أبي العاص، فقال: )تحلى بهذا يا بنية(.
حدثنا
عباد بن يعقوب الأسدي، حدثني سرى بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلادة، فقال: )لأعطينها أحبَّ
أهلي إلىَ(؛ فتغير ألوان نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحدة
تقول يعطى صاحبتي، حتى إذا استبان في وجوههن وأمامة في ناحية البيت، فقال:
" تعالى يا بنية " فعلقها في عنقها(.
حدثنا موسى بن عبد الله السيقل،
حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم بمثله.
قال
أبو عبد الله رحمه الله: أما ما جاء من حديث البراء: نهانا رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن خاتم الذهب. ثم روى من فعله - فذاك له خاص. حدثنا محمد
بن بشار، حدثنا محمد بن مجعفر وابن مهدي، حدثنا شعبة، عن أبي السفر، قال:
رأيت على البراء رضي الله عنه خاتما من ذهب.
حدثنا محمد بن شجاع
المروزي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق قال: رأيت على البراء خاتما
من ذهب.
وحدثنا
محمد بن مقبل، حدثنا عيسى بن خالد، عن شيخ من أهل جوزجان، قال: رايت على
البراء خاتما من ذهب، فقلت: ما هذا؟ قال: رخص لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وحدثنا محمد بن معمر البصرى، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الباجي،
حدثنا أبو المغيرة الجوزجاني، عن البراء بن عازب، قال: أعطاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، فقال: )تحل ما ألبسك الله ورسوله(.
فهذا
كشف عن أمر البراء أنه له خاص ومكرمة من الله.. ألا ترى أنه قال: )ما
ألبسك الله( والذي قال: )نهانا( فإنما هي للعامة.
وأما الذي يتخذ آنفا
من ذهب أو سنا، فليس ذلك من اللباس ولا التحلي.
حدثنا
حميد بن علي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )حدثنا إسماعيل بن
عبد الله بن أبي، قال: أصيب أنفي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
اتخذ أنفا من ذهب(.
حدثنا علي بن محمد بن مروان السدى، حدثني أبي،
حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: انكسر سن
لعبد الله بن عبد الله بن أبى، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يجعل مكانه سنا من ذهب.
وحدثنا الجارود، حدثنا النضري، حدثنا أبو
الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرقة بن عرفجة: أن جده عرفجة بن سعد أصيب أنفه
يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فذكر ذلك لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتخذ أنفا من ذهب.
قلت لأبي الأشهب:
عبد الرحمن أدرك جده عرفجة؟ قال: نعم.
؟نقش الحيوان في الخاتم
وأما
قوله: )ونهى أن ينقش الحيوان في الخواتيم(.
لأنه
إذا نقش يحول صورة، والمصور هو الله تعالى، وقد زجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن التصاوير، وقال: )أشد الناس عذابا المصورون، يقال لهم: أحيوا
ما خلقتم(.
فإذا نقش في الخاتم حيوانا، ثم ختم به في طينة أو في شيء
صارت صورة.
وأما
ما جاء من الأخبار في نفس من لبس من الصحابة والتابعين الخواتيم التي فيها
هذه النقوش، فروى عن حذيفة: أنه لبس خاتما عليه نقش كركيين متقابلين،
وفلان لبس خاتما فيه ذباب، وأشباه هذا - أحاديث كثيرة. سمعت سفيان بن وكيع
يقول: سمعت أبي يقول لما حدث بهذه الأحاديث: أن هذه خواتيم العجم، فلما
فتحوا كور الأعاجم غنموها، فإنما لبسوها من أجل أنها غنيمة، ولم يعبئوا
بذلك النقش.
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد
السكوني، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن أبي الزناد، قال: رأيت في يد أبي
بردة بن أبي موسى خاتما من فضة عتيق، عليه أسدان متقابلان، بينهما رجل
يلحسانه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا خاتم قد روى في الأخبار أنه
خاتم دانيال عليه السلام، لما فتحت تستر غنموه وأميرهم أبو موسى فأصابه في
الفىء، وذلك أن دانيال عليه السلام لما ألقى في البئر، وفيه أسدان قد خرجا
فجعلا يلحسانه - كي يكون نصب عينيه عطف الله عليه. فلما لبسه أبو موسى رضي
الله عنه لم يغيره عن حاله. وهذا كما فعل داود عليه السلام أحب أن تكون
الخطيئة نصب عينيه، فسأل ربه أن ينقشها في كفه، ففعل، فكان إذا رآهما
اضطربت يده فوقع الإناء من يده.
نقش إسم الله تعالى على الخاتموأما
قوله: )ونهى أن ينقش إسم الله على الخاتم(.
فهذا
تأديب وحسم على الناس لكي يعظموا إسم الله تعالى؛ فإنه يلبس ذلك ويدخل في
الخلاء ويستنجي. وهذا إنما نهى عن هذا الإسم خاصة فيما نعلم؛ لأن الله
تعالى لا يشركه أحد فيه بنو آدم فيسموا بها، فإن نقش بها، على الخواتيم لم
يكن داخلا في هذا النهي عندنا. وإنما خص إسم الله تعالى؛ لأن إسمه الذي هو
إسمه من العظمة أن يجل هذا الإسم عن أن يدخل به المواضع الدنيئة.
وأما
ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نقش خاتمه ثلاثة أسطر " محمد
رسول الله الله " : محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، فلم يجئنا أنه كان
يدخل به الخلاء.
حدثنا أحمد بن مدرك الهروي، حدثنا عون بن جعفر، عن
مسرف بن أبي معاذ، عن صالح بن مرداس، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي
الله عنه: قال: لما ارتقى موسى عليه السلام جبل طور سيناء رأى الجبار في
أصبعه خاتما، فقال: يا موسىن ما هذا؟ قال: يا رب حلى من حلى الرجال.
قال:
فهل عليه شيء من أسمائي أو كلامي؟ قال: لا يا رب: قال: فاكتب عليه لكل أجل
كتاب.
حدثنا
عمر بن أبي عمر، حدثنا شباب بن خليفة، حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة
بن عبد الله بن أنس: أن نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أسطر: )محمد رسول الله(.
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
بن سعيد العنبري، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن ثابت البناني، حدثني أبي، عن
أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه اتخذ خاتما من ورق نقشه " محمد
رسول الله " .
حدثنا يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد
العزيز بن صهيب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من
فضة ونقش فيه " محمد رسول الله " وقال: " لا ينقش أحد على نقشه " .
حدثنا
محمد
بن بشار العبدي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا زمعة ابن صالح، عن
سلمة بن وهرام، عن يعلى بن أمية، قال: صنعت لرسول صلى الله عليه وسلم
خاتما لم يشركني فيه أحد، ونقشه؛ " محمد رسول الله " .
قوله: )ونهى أن ينقش الحيوان في الخواتيم(.
لأنه
إذا نقش يحول صورة، والمصور هو الله تعالى، وقد زجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن التصاوير، وقال: )أشد الناس عذابا المصورون، يقال لهم: أحيوا
ما خلقتم(.
فإذا نقش في الخاتم حيوانا، ثم ختم به في طينة أو في شيء
صارت صورة.
وأما
ما جاء من الأخبار في نفس من لبس من الصحابة والتابعين الخواتيم التي فيها
هذه النقوش، فروى عن حذيفة: أنه لبس خاتما عليه نقش كركيين متقابلين،
وفلان لبس خاتما فيه ذباب، وأشباه هذا - أحاديث كثيرة. سمعت سفيان بن وكيع
يقول: سمعت أبي يقول لما حدث بهذه الأحاديث: أن هذه خواتيم العجم، فلما
فتحوا كور الأعاجم غنموها، فإنما لبسوها من أجل أنها غنيمة، ولم يعبئوا
بذلك النقش.
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد
السكوني، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن أبي الزناد، قال: رأيت في يد أبي
بردة بن أبي موسى خاتما من فضة عتيق، عليه أسدان متقابلان، بينهما رجل
يلحسانه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا خاتم قد روى في الأخبار أنه
خاتم دانيال عليه السلام، لما فتحت تستر غنموه وأميرهم أبو موسى فأصابه في
الفىء، وذلك أن دانيال عليه السلام لما ألقى في البئر، وفيه أسدان قد خرجا
فجعلا يلحسانه - كي يكون نصب عينيه عطف الله عليه. فلما لبسه أبو موسى رضي
الله عنه لم يغيره عن حاله. وهذا كما فعل داود عليه السلام أحب أن تكون
الخطيئة نصب عينيه، فسأل ربه أن ينقشها في كفه، ففعل، فكان إذا رآهما
اضطربت يده فوقع الإناء من يده.
نقش إسم الله تعالى على الخاتموأما
قوله: )ونهى أن ينقش إسم الله على الخاتم(.
فهذا
تأديب وحسم على الناس لكي يعظموا إسم الله تعالى؛ فإنه يلبس ذلك ويدخل في
الخلاء ويستنجي. وهذا إنما نهى عن هذا الإسم خاصة فيما نعلم؛ لأن الله
تعالى لا يشركه أحد فيه بنو آدم فيسموا بها، فإن نقش بها، على الخواتيم لم
يكن داخلا في هذا النهي عندنا. وإنما خص إسم الله تعالى؛ لأن إسمه الذي هو
إسمه من العظمة أن يجل هذا الإسم عن أن يدخل به المواضع الدنيئة.
وأما
ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نقش خاتمه ثلاثة أسطر " محمد
رسول الله الله " : محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، فلم يجئنا أنه كان
يدخل به الخلاء.
حدثنا أحمد بن مدرك الهروي، حدثنا عون بن جعفر، عن
مسرف بن أبي معاذ، عن صالح بن مرداس، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة رضي
الله عنه: قال: لما ارتقى موسى عليه السلام جبل طور سيناء رأى الجبار في
أصبعه خاتما، فقال: يا موسىن ما هذا؟ قال: يا رب حلى من حلى الرجال.
قال:
فهل عليه شيء من أسمائي أو كلامي؟ قال: لا يا رب: قال: فاكتب عليه لكل أجل
كتاب.
حدثنا
عمر بن أبي عمر، حدثنا شباب بن خليفة، حدثنا الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة
بن عبد الله بن أنس: أن نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
أسطر: )محمد رسول الله(.
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
بن سعيد العنبري، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن ثابت البناني، حدثني أبي، عن
أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه اتخذ خاتما من ورق نقشه " محمد
رسول الله " .
حدثنا يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا حماد بن زيد، عن عبد
العزيز بن صهيب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من
فضة ونقش فيه " محمد رسول الله " وقال: " لا ينقش أحد على نقشه " .
حدثنا
محمد
بن بشار العبدي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا زمعة ابن صالح، عن
سلمة بن وهرام، عن يعلى بن أمية، قال: صنعت لرسول صلى الله عليه وسلم
خاتما لم يشركني فيه أحد، ونقشه؛ " محمد رسول الله " .
حدثنا محمد بن
ميمون المكي، حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر قال:
اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتما
فضة، فجعل فصه من باطن كفه، ثم نقش عليه " محمد رسول الله " وقال: )لا
ينقش أحد على نقش خاتميْ(.قال أبو عبد الله رحمه الله: معناه أنه إنما نقش
ليختم به الكتب، وذلك أنه قيل له: إن الملوك لا يقرون الكتاب إذا لم يكن
مختوما، فلذلك قال: لا ينقش على مثل نقشه؛ لاشتباه الأمر، ودخول الضرر.
وكذلك خاتم الخلافة ممنوع أن نقشه على مثل نقشه لاشتباه الأمر.
وأما
قوله: )جعل فصه مما يلي بطن كفيه( فذلك عندنا بمعنى دخول الخلاء.
حدثنا
أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء
الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا أبو الربيع الأيادي، حدثنا إسحاق
بن نجيح الملطي، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، قال: كان
خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان يجعله مما يلي راحته.
حدثنا
أبو
الخطاب الحرشي، حدثنا زياد بن يحيى، حدثنا عبد الله بن ميمون القداح،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه.
وحدثنا بشر بن القاسم
النيسابوري، حدثنا ابن نمير، حدثنا إبراهيم بن الفضل، عن عبد الله بن
محمد، عن عبد الله بن جعفر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتختم في
يمينه.
قال أبو عبد الله رحمه الله: فهذا لحال الإستنجاء، كأنه كره أن
يستنجي والخاتم فيه ذلك النقش. حدثنا الجارودن حدثنا يحيى بن الضريس، عن
عبد العزيز بن أبي رواد، قال: سالت عكرمة عن الرجل يدخل الخلاء وعليه خاتم
فيه اسم الله؟ قال: يجعل فصه في كفه، ثم يقبض عليه، فيكون كالقرآن في صدره.
الصلاة
بعد العصر وبعد الفجر
وأما قوله: )ونهى عن الصلاة في ساعتين: بعد
العصر، وبعد الفجر(.
ففي
النهار ثلاث ساعات الصلاة فيهن محرمة: وفي وقت طلوعها، ووقت زوالها، ووقت
غروبها. فحسم على الناس باب الصلاة بعد العصر وبعد الفجر حتى لا يقعوا في
الوقت المحرم، فالساعات محرمة فيها بعد الفجر وبعد العصر منهي عنها.
حدثنا
إبراهيم
بن عبد الله الخلال، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا موسى بن
علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: ثلاث ساعات نهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن، وأن نقبر موتانا: حتى تطلع
الشمس بازغة، وحين يستوي الزوال، وحين تضيف للغروب حتى تغرب(.
صيام ستة
أيام؟
وأما قوله: )ونهى عن صيام ستة أيام: يوم الفطر، ويوم النحر، ويوم
يشك فيه من رمضان، وثلاثة أيام بعد النحر(.
فأما قوله: )يوم الفطر(
فيكون فصلا بين الفريضة والتطوع.
وأما
" النحر " فلأكل القربان؛ لأنه طعمة الله، قال: (فَكُلوا مِنها
وَأَطعِمُوا القانِعَ وَالمُعتَر) فبدأ بالأكل، ثم الإطعام. وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج، ولا يطعم يوم النحر
حتى يرجع فيأكل من لحم الأضحية، كأنه أحب أن يكون على ريق الغذاء، فيرجع
فيذبح الأضحية فيأكل منها، فكان يأكل من كبدها؛ لأنه موضع الرحمن من كل ذي
روح، فذاك كالتداوي والإستشفاء فيه.
وأما " يوم الشك " فمن أجل أنه إذا
صام فكأنه زاد في الفرض، وذاك إذا صام على انه من الفرض، وأما إذا صامه
تطوعا فقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يصوم شعبان كله يصله
إلى رمضان، كأنه يتأول في قول الله تعالى: (فِصِيامُ شَهرينِ
مُتَتابِعَينِ تَوبَةً مِنَ الله).
العصر، وبعد الفجر(.
ففي
النهار ثلاث ساعات الصلاة فيهن محرمة: وفي وقت طلوعها، ووقت زوالها، ووقت
غروبها. فحسم على الناس باب الصلاة بعد العصر وبعد الفجر حتى لا يقعوا في
الوقت المحرم، فالساعات محرمة فيها بعد الفجر وبعد العصر منهي عنها.
حدثنا
إبراهيم
بن عبد الله الخلال، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا موسى بن
علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: ثلاث ساعات نهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن، وأن نقبر موتانا: حتى تطلع
الشمس بازغة، وحين يستوي الزوال، وحين تضيف للغروب حتى تغرب(.
صيام ستة
أيام؟
وأما قوله: )ونهى عن صيام ستة أيام: يوم الفطر، ويوم النحر، ويوم
يشك فيه من رمضان، وثلاثة أيام بعد النحر(.
فأما قوله: )يوم الفطر(
فيكون فصلا بين الفريضة والتطوع.
وأما
" النحر " فلأكل القربان؛ لأنه طعمة الله، قال: (فَكُلوا مِنها
وَأَطعِمُوا القانِعَ وَالمُعتَر) فبدأ بالأكل، ثم الإطعام. وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج، ولا يطعم يوم النحر
حتى يرجع فيأكل من لحم الأضحية، كأنه أحب أن يكون على ريق الغذاء، فيرجع
فيذبح الأضحية فيأكل منها، فكان يأكل من كبدها؛ لأنه موضع الرحمن من كل ذي
روح، فذاك كالتداوي والإستشفاء فيه.
وأما " يوم الشك " فمن أجل أنه إذا
صام فكأنه زاد في الفرض، وذاك إذا صام على انه من الفرض، وأما إذا صامه
تطوعا فقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يصوم شعبان كله يصله
إلى رمضان، كأنه يتأول في قول الله تعالى: (فِصِيامُ شَهرينِ
مُتَتابِعَينِ تَوبَةً مِنَ الله).
وأما " أيام النحر " فهي أيام خروج
الناس من الإحرام. وإذا حظر الله على العباد شيئا فانتهى وقت الحظر أحب أن
يرجعوا إلى إطلاقه. ألا ترى أنه قال: (لا تَقتُلوا الصَيدَ وَأَنتُم
حُرُم) ثم قال: (وإذا حَلَلتُم فاصطَادوا) وقال: (إذا نُودِيَ لِلصَلاةِ
مِن يَومِ الجُمُعَةِ فاسعَوا إِلى ذِكرِ اللهِ وَذَروا البَيع) ثم قالك
(فَإذا قُضِيَتِ الصَلاةُ فانتَشِروا في الأَرضِ) فكان عبد الله من بشر
إذا قضى الصلاة خرج ثم عاد إلى المسجد، فأحب أن يطلق ويراهم مطلقتين، كما
رآهم في الحظر محظورا عليهم. فكانوا في الإحرام، فإذا فرغوا أحب الله الله
تعالى أن يراهم محلين... ألا ترى إلى قوله عليه السلام: )أيام التشريق
أيام أكل وشرب وبعالْ(. وكان القوم في الإحرام ممنوعين من التبعل، فلما
أطلقوا أحب الله لهم ذلك، فنهوا عن صيامه ليكونوا في هيئة المطلقين
المحلين من إحرامهم، وليتقوى الذاكر على ذكره؛ فإنها أيام ذكر.
واعتبر
برجل له عبد، قيد عبده، ثم أطلقه، فثبت على مكانه كالملقى نفسه كسلا، فهذا
مستثقل وخم، بعيد عن الكياسة، لا يفرح بإطلاقه، فكأنه لم يعبأ به.. ألا
ترى إلى قوله: )إنّ أحبّ عبادي إلىّ أعجلهم فطرا(. فهذه مبادرة إلى رخصته،
فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
وكذلك نهى عن صيام
الأضحى والفطر فيما نرى ليخرج من صومه يوم الفطر، وليأكل من لحم أضحيته
يوم النحر. حدثنا سعيد المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري عن أبي
عبيد، قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فبدأ بالصلاة، ثم
خطب فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهىعن صيام هذين اليومين، أما
يوم الفطر ففطركم من صيامكم، وأما يوم الأضحى فتأكلون من لحوم نسككم. فقد
بين عمر رضي الله عنه العلة فيه.
سفر المرأة فوق ثلاث دون زوج
أو ذي محرم
وأما قوله: )ونهى أن تسافر المرأة فوق ثلاث إلا مع زوج أو
ذي محرم(.
ذي محرم(.
فهذا
توقيت ومقدار السفر الذي يقدر فيه لقصر الصلاة وانقطاع المسح على الخفين،
كأنه رأى أن ما دون مسيرة ثلاث وإن كان يسمى سفرا فليس بذلك السفر الذي
يوجب العذر. وإن غابت المرأة عن وطنها، فليست تلك غيبة غربة؛ لأن في
الغربة تضييعا لافتقاد الأحوال: أحوال الوطن.. ألا ترى إلى قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )من مات غريبا مات شهيدا(، فإنما صار هكذا لأنه افتقد
أحوال التربية والنعمة والتغذية. وهذا كله نصيب النفس؛ فإنما تحب الحياة،
فإذا افتقدت هذا كله فما تصنع بالحياة؟ فيجد القلب حينئذ الزهادة والخلاصة
من شهوات النفس، فيقدر أن يحتسب بنفسه على الله، فكتب شهيدا، لأن الشهيد
هو الذي احتسب نفسه على الله.. ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )الشهداء أمناء الله قتلوا أو ماتوا(. فإنما صار أمينا إذا تخلص
العبد من إيثار النفس وأحب الموت وتمناه، فذلك قد سلم نفسه إلى الله،
واحتسب بها عليه. ومن لم يخلص قلبه من أسر النفس، فنفسه متشبثة بحب الحياة
الدنيا للشهوة الغالبة، فهو فار من الموت، فإذا مات لم يكن شهيدا، وليس هو
من أمناء الله؛ لأن الأمين من إذا أعطى شيئا عاريةن فيسال الرد، رده بلا
كره. والخائن من قد ولج في رده حتى يؤخذ منه بغير طيبة نفسه، قال الله -
عزوجل - عندما قالت اليهود والنصارى: نحن أولياء الله: (قُل يا أَيُها
الَّذَينَ هادوا إِن زَعَمتُم أَنَّكُم أَولياءَ لِله مِن دونِ النَّاسِ،
فَتَمَنَّوا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقينَ)، ثم أعلم العباد الذي منعهم من
ذلك فقال: (وَلاَ يَتَمَنونَهُ أَبداً بِمَا قَدَّمَت أَيديهِم). فمن قدم
سوءا، فهو عبد آبق، فار من الله تعالى؛ فكيف يتمنى القدوم عليه؟ وكيف تطيب
نفسه بالموت؟ وكيف يكتب شهيدا، والشهيد من يختار وجه الله ورزقه هناك عنده
في محل القربة ليشهده، فيلزمه هذا الإسم؟ فأخبر أن الولي يتمنى الموت،
وكذلك المقتول في سبيل الله سلم نفسه إلى الله بذلا فقلل الإسم، وكذلك
المطعون أيس من الحياة، وكذلك النفساء أيست من الحياة فطابت نفسها بالموت
فهي باذلة، وكذلك الغريق، وصاحب الحرق، وكذلك صاحب الهدم، والمبطون؛
فهؤلاء كلهم قد طيبوا أنفسهم بالموت، واحتسبوا على الله، وتركوا الخيانة
في شأن الروح لما أيسوا من الحياة، فقبل الله ذلك منهم، وألحقهم بالشهداء.
فهذا الغريب قد لحق بهم أيضا من أجل ما وصفنا أنه لما اقتقدت نفسه تلك
الأشياء طلب الموت وسلس قيادة وتخلى عن تشبث النفس بها، فخرج من الخيانة،
وصار من الشهداء، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صير توقيت الثلاث
اغترابا، وما دون ذلك حكمه حكم الحضر، وإنما سمى حضرا لأنه تحضره النعمة
والتربية، وسميت غربة لأنه أغرب نفسه وتباعد، وسمى سفرا لأنه أسفر عن
النعمة إلى البراز.
إحراق شيء من الحيوان بالنار
وأما قوله:
)ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار(.
فإنه ليس لأحد أن يعذب بعذاب
الله. والنار مثلة، والمثلة تشبه بفعل الله؛ لأن الله تعالى يعذب بالنار
إذا عاقب.
وقد
جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شان الحية، حدثنا عمر بن أبي
عمر، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا ابن إدريس، عن شريح، عن عمرو بن دينار، عن
أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود،عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمنى فمرت حية، فقال صلى الله عليه وسلم: " اقتلوها " فسبقتنا
إلى جحر فدخلتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )هاتوا بسعفة ونار
فأضرموها عليه نارا( قال نعيم: حدثت به ابن أبي عتبة وابن إدريس حي، فجعل
يتعجب، فلم يصبر حتى قام إليه وسمع منه.
قال أبو عبد الله - رحمه الله
- : وليس هذا الحرق، ولكنه لما فاتتهم وهي عدو لهم احتال في إيصال الهلاك
إليها لما أحب أن يقيم العداوة التي نصبها الله بينهم حيث قال:
(اِِهبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُو) فإقامة عداوتك في شأن الحية وشأن
إبليس مما يتقرب به إلى الله، فلما ابتدروا قتلها سبقتهم، فاحتال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لقتلها كي يخفر ذمة إبليس، ويقيم العداوة التي
نصبها الله بينهم، وينتصر إلىالحق، فإنها مالت إلى الباطل وإلى إبليس،
فألقى النار على الصخرة كي تحمي فتموت غما فليس ذلك حرقا.وكانت الحية
أقيمت في الجنة لخدمة آدم عليه السلام، وكانت ذات قوام ولها عرف كأحسن من
بين نابيها، حتى دخل وكلمه منها، فلعنت ولعن إبليس، وسلبت قوائمهان وجعلت
تمشي على بطنها، وجعل رزقها في التراب، وقال لها إبليس: أنت في ذمتي، فلا
تخافي من الذي أصابك. فكان ابن عباس - رضي الله عنه - يقول: اخفروا ذمة
عدو الله. فلما لعنت تكلمت، فروى في الخبر أنه قال لها الرب تعالى:
وتتكلمين أيضا، فشق لسانها حتى خرست.
حدثنا الهاشمي، حدثنا عبد الرزاق،
عن عمر بن عبد الرحمن، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: قال الله تعالى لآدم
عليه السلم عندما أكل من الشجرة: ملعونة الأرض التي منها خلقت لعنة يتحول
ثمارها شوكا. ولم يكن في الأرض ولا في الجنة شجرتان أفضل من الطلح والسدر،
ثم قال: يا حواء، غررت عبدي؛ فإنك لا تحملين حملا إلا حملتيه كرها، فإذا
أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا. وقال للحية: أنت الذي دخل
الملعون في جوفك حتى غر عبدي؛ ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك، ولا
يكون لك رزق إلا التراب؛ أنت عدو بني آدم، وهم أعداؤك، أين لقيت واحدا
منهم أخذت بعقبه، وحيث لقيك شدخ رأسك.
قال أبو عبد الله - رحمه الله -
: فهذه عداوة أصلية متأكدة يتقرب بها إلى الله، وإنما أعطيت السم في نابها
لمتنع به عن ولد آدم. ولتحذر فتقتل؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه
نوسلم: )اقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة(. حدثنا بذلك عبد الوهاب
بن فليبح، حدثنا عبد العزيز عبد الصمد، حدثنا بذلك عبد الوهاب بن فليح،
حدثنا عبد العزيز عبد الصمد، حدثنا هشام أبو المقدام، عن محمد بن كعب، عن
ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدثنا محمد بن موسى الحرشي،
حدثنا عبد الرحيم، بن زيد العمى، عن أبيه، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
وأبيح للمحرم قتلها. حدثنا قتيبة،
عن ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )خمس يقتلن في الحرم: منها الحية(.
وحدثنا يزيد بن عمرو بن يزيد
البزاني عبد الله الفتوي، حدثنا أحمد بن حرب الغساني، حدثتني ساكنة بنت
الجعد، عن سري بن نبهان الغنوية، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: )اقتلوا الحية: صغيرها وكبيرها، وأسودها وأبيضها؛ فإن من قتلها كانت
له فداء من النار، ومن قتلته كان شهيدا(.
)ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار(.
فإنه ليس لأحد أن يعذب بعذاب
الله. والنار مثلة، والمثلة تشبه بفعل الله؛ لأن الله تعالى يعذب بالنار
إذا عاقب.
وقد
جاء حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شان الحية، حدثنا عمر بن أبي
عمر، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا ابن إدريس، عن شريح، عن عمرو بن دينار، عن
أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود،عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمنى فمرت حية، فقال صلى الله عليه وسلم: " اقتلوها " فسبقتنا
إلى جحر فدخلتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )هاتوا بسعفة ونار
فأضرموها عليه نارا( قال نعيم: حدثت به ابن أبي عتبة وابن إدريس حي، فجعل
يتعجب، فلم يصبر حتى قام إليه وسمع منه.
قال أبو عبد الله - رحمه الله
- : وليس هذا الحرق، ولكنه لما فاتتهم وهي عدو لهم احتال في إيصال الهلاك
إليها لما أحب أن يقيم العداوة التي نصبها الله بينهم حيث قال:
(اِِهبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُو) فإقامة عداوتك في شأن الحية وشأن
إبليس مما يتقرب به إلى الله، فلما ابتدروا قتلها سبقتهم، فاحتال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لقتلها كي يخفر ذمة إبليس، ويقيم العداوة التي
نصبها الله بينهم، وينتصر إلىالحق، فإنها مالت إلى الباطل وإلى إبليس،
فألقى النار على الصخرة كي تحمي فتموت غما فليس ذلك حرقا.وكانت الحية
أقيمت في الجنة لخدمة آدم عليه السلام، وكانت ذات قوام ولها عرف كأحسن من
بين نابيها، حتى دخل وكلمه منها، فلعنت ولعن إبليس، وسلبت قوائمهان وجعلت
تمشي على بطنها، وجعل رزقها في التراب، وقال لها إبليس: أنت في ذمتي، فلا
تخافي من الذي أصابك. فكان ابن عباس - رضي الله عنه - يقول: اخفروا ذمة
عدو الله. فلما لعنت تكلمت، فروى في الخبر أنه قال لها الرب تعالى:
وتتكلمين أيضا، فشق لسانها حتى خرست.
حدثنا الهاشمي، حدثنا عبد الرزاق،
عن عمر بن عبد الرحمن، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: قال الله تعالى لآدم
عليه السلم عندما أكل من الشجرة: ملعونة الأرض التي منها خلقت لعنة يتحول
ثمارها شوكا. ولم يكن في الأرض ولا في الجنة شجرتان أفضل من الطلح والسدر،
ثم قال: يا حواء، غررت عبدي؛ فإنك لا تحملين حملا إلا حملتيه كرها، فإذا
أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا. وقال للحية: أنت الذي دخل
الملعون في جوفك حتى غر عبدي؛ ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك، ولا
يكون لك رزق إلا التراب؛ أنت عدو بني آدم، وهم أعداؤك، أين لقيت واحدا
منهم أخذت بعقبه، وحيث لقيك شدخ رأسك.
قال أبو عبد الله - رحمه الله -
: فهذه عداوة أصلية متأكدة يتقرب بها إلى الله، وإنما أعطيت السم في نابها
لمتنع به عن ولد آدم. ولتحذر فتقتل؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه
نوسلم: )اقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة(. حدثنا بذلك عبد الوهاب
بن فليبح، حدثنا عبد العزيز عبد الصمد، حدثنا بذلك عبد الوهاب بن فليح،
حدثنا عبد العزيز عبد الصمد، حدثنا هشام أبو المقدام، عن محمد بن كعب، عن
ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدثنا محمد بن موسى الحرشي،
حدثنا عبد الرحيم، بن زيد العمى، عن أبيه، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
وأبيح للمحرم قتلها. حدثنا قتيبة،
عن ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )خمس يقتلن في الحرم: منها الحية(.
وحدثنا يزيد بن عمرو بن يزيد
البزاني عبد الله الفتوي، حدثنا أحمد بن حرب الغساني، حدثتني ساكنة بنت
الجعد، عن سري بن نبهان الغنوية، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: )اقتلوا الحية: صغيرها وكبيرها، وأسودها وأبيضها؛ فإن من قتلها كانت
له فداء من النار، ومن قتلته كان شهيدا(.
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
قتل الجان
قال: وزاد فيه غيره عن أبي أسامة، عن أبي المنيب،
عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )خلق الله الجن ثلاثة أثلاث: فثلث كلاب وحيات وخشاش
الأرض، وثلث ريح هفافة، وثلث كبني آدم لهم الثواب وعليهم العقاب. وخلق
الله الإنسان ثلاث أثلاث: فثلث لهم قلوب لا يعقلو بها، ولم أعين لا يبصرون
بها، ولهم آذان لا يسمعون بها؛ إن هم إلا كالأنعام، بل هم اضل. وثلث
أجسامهم أجسام آدم عليه السلام وقلوبهم قلوب الشياطين. وثلث في ظل يوم لا
ظل إلا ظله(.
حدثنا ابن أبي مسرة، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا
حاتم بن إسماعيل، حدثنا إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه،
حدثني عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل ذوات
البيوت - يعني الجان.
وحدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن أبي
قيس الأودي، عن علقمة، قالك اقتلوا الحيا كلها إلا الجنان الذي كأنه ميل
فإنه جنها، ولا يضر أحدكم كافرا قتل أو هو - يعني الحيات(.
حدثنا صالح
بن محمد، حدثنا يحيى بن واضح أبو ثميلة، حدثنا ربيع بن بدر: الجان التي
نهى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عن قتلها هي التي تمشي ولا
تلتوي(.
حدثنا نصر بن فضالة،عن محمد بن سلام البيكندي عن ابن المبارك،
قال: علامة الجنية أنها إذا مشت لا تلتوي.
تقبيل الرجل الرجل أو
التزام الرجل الرجل
فالمثلة تشبه وتمثل بالخلائق، وتبديل خلقه
تعالى.
الإنتباذ في الدباء والحنتم والنقير والمزفت
في قبلة المسجد
يشرب منه
فالآدمي إنما له طعامه غدوا وعشيا، علىهذا ركب وغذى.
وكذلك في الآخرة لهم رزقهم منها بكرة وعشيا. فالصائم من الأمم الماضية أمر
بترك غذائه إلى عشائه فصيرها واحدة، فعطف الله على هذه الأمة فجمع لهم
الغذاء والعشاء، ولم يحل بينهم وبين ذلك، وإنما أمرهم أن يقدموا هذا
الغذاء قبل طلوع الفجر العشاء بمكانه في وقت يجمع لهم في صومهم الأمرين
جميعا.
وسائر الأمم كانوا إذا تعشوا حرم عليهم إلى مثلها من اليوم
الثاني، وكذلك كان في بدء هذه الأمة، فسمح الله لهم في ذلك، فقال: (عَلِمَ
اللهُ أَنَّكُم كُنتُم تَختانُونَ أَنفُسَكُم فَتابَ عَلَيكُم وَعَفا
عَنكُم). فالتوبة من الله الرحمة والعفو والجود؛ فرحم وجاد وقال: (فالآَنَ
باشِرُوهُنَّ وَابتَغَوا ما كَتَبَ الله لَكُم وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتى
يَتبَينَ لَكُم الخَيط الأَبيَضُ مِن الخَيطِ الأَسود مِن الفَجَر) فإذا
واصل الصوم ذهب هذا كله. وأيضا خلة أخرى: إن كل يوم فرض على حدة، فإذا
واصل لم يكن فصل بين الفرضين.
؟التبتل
السمك في الماء
فمن
أجل أن ذلك الذي فيه كتاب الله تعالى وكلامه، فليس لأحد ان يأخذ عليه
ثمنا. ومن رخص فيه، فإنما يرخص من أجل أنه رأى البيع واقع على الورق
والرق.. ألا ترى ان الدراهم البيض يتبايع بها وفيها سورة ثابتة، فلا يقع
البيع على الكتابةن وإنما يقع يقع على الفضة. كذلك العلم لا يباع، وإذا
بيعت فإنما تقع على الصحف، لا على العلم الذي فيه. وهذا النهي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم تأديب. وقد كره ذلك كثير من العلماء، ورخص فيه
آخرون لما ذكرت.
؟إستئجار الأجير دون أن يعلمه أجره
فالولاء
ونعمة تولاها المعتق على عبده إن فك رقبته من الرق، وهو ولى نعمته، فإذا
مات هذا المعتق فميراثه للمعتق، ولا يقدر هذا المعتق أن يجعل ولاءه الذي
هو له لبعض ورثته دون بعض، أو لرجل أجنبي، ببيع أو هبة أو وجه من الوجوه.
فإذا مات وله ورثة، فإنما ترث ورثته ماله لا نعمته التي أنعم بها على
مملوك فأعتقه. وإن كان المعتق ترك اثنين، فمات أحد الإثنين وترك أولادا،
ثم مات المعتق. وإن كان المعتق ترك اثنين، فمات أحد الإثنين وترك أولادا
ثم مات المعتق، فالولاء لهذا؛ لأن الباقي دون أولاد هذا الأب الذي مات،
وهو قوله: )الولاء للكبر) لأن الأول لما مات لم يورث ولاؤه أحدا؛ لأن تلك
النعمة اصطنعها إلى عبده، فإذا مات المعتق، فأقرب الناس إليه من ولي فك
رقبته وأنعم بها عليه، فلذلك يرث ماله. وهذا إذا لم يترك ورثة، فإن مات
أحد الإثنين، فإنه لم يكن ورث شيئا فيورثه ولده، فإن مات والأب الأكبر
حيا، فهو أولى من ولد ابن الميت. فالولاء لحمة كلحمة النسب؛ فكما أن النسب
لا يباع، فكذلك الولاء.
نزو الحمير على الخيل
وأما قوله: )ونهى عن بيع الذهب بالفضة
نسيئة( فهذا كله ربا.
بيع الذهب بالذهب
أو ماقوله: )ونهى عن قتل الجان(.
فذلك
طائفة منالجن قد أنست بالمسلمين، ولهم مساكن في بيوتات المسلمين، وخلقتهن
خلقة الحيات. فهم الجان، فإذا قتلوا أضروا بالقاتل: أولياءه وعشيرته. وروى
لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه زجر عن ذلك. حدثنا بذلك سفيان بن
وكيع، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني صيفي، عن أبي سعيد الخدري،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن بالمدينة نفرا من الجن
أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا، فإن بد له بعد ذلك
فليقتله؛ فإنه شيطان(.
حدثنا الزبير بن بكار الزبيري، حدثنا سعيد بن
سعيد المقبري، عن أخيه، عن جده أبي سعيد الخدري، قال: خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى أحد، فخرج معه فتى من بني خدرة هو حديث عهد بعرس،
فاستأذن رسول الله صلى الله عليهوسلم أن يطالع أهله، فأذن له، فخرج الفتى
وفي يده رمح حتى دخل الدار، فوجد زوجته بباب حجرته جالسة، فافزعه ذلك،
فقال: ما أخرجك من بيتك؟ قالت: حية مطوية على فراشك، هي التي ذعرتني. فدخل
الفتى فركزها برمحه ثم خرج بها في الرمح ترتكض فماتت، ومات الفتى من
ساعته. فذكر ذلك لرسول الله صلىالله عليه وسلم فقال: )لا تقتلوا شيئا
تجدوه في البيوت منهن حتى تقدموا(.
وحدثنا محمد بن أيوب السختياني،
حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير
بن نفير، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:
)الجن على ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب،
وصنف يحلون ويظعنون(.
فذلك
طائفة منالجن قد أنست بالمسلمين، ولهم مساكن في بيوتات المسلمين، وخلقتهن
خلقة الحيات. فهم الجان، فإذا قتلوا أضروا بالقاتل: أولياءه وعشيرته. وروى
لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه زجر عن ذلك. حدثنا بذلك سفيان بن
وكيع، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثني صيفي، عن أبي سعيد الخدري،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )إن بالمدينة نفرا من الجن
أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا، فإن بد له بعد ذلك
فليقتله؛ فإنه شيطان(.
حدثنا الزبير بن بكار الزبيري، حدثنا سعيد بن
سعيد المقبري، عن أخيه، عن جده أبي سعيد الخدري، قال: خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى أحد، فخرج معه فتى من بني خدرة هو حديث عهد بعرس،
فاستأذن رسول الله صلى الله عليهوسلم أن يطالع أهله، فأذن له، فخرج الفتى
وفي يده رمح حتى دخل الدار، فوجد زوجته بباب حجرته جالسة، فافزعه ذلك،
فقال: ما أخرجك من بيتك؟ قالت: حية مطوية على فراشك، هي التي ذعرتني. فدخل
الفتى فركزها برمحه ثم خرج بها في الرمح ترتكض فماتت، ومات الفتى من
ساعته. فذكر ذلك لرسول الله صلىالله عليه وسلم فقال: )لا تقتلوا شيئا
تجدوه في البيوت منهن حتى تقدموا(.
وحدثنا محمد بن أيوب السختياني،
حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير
بن نفير، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:
)الجن على ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب،
وصنف يحلون ويظعنون(.
قال: وزاد فيه غيره عن أبي أسامة، عن أبي المنيب،
عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )خلق الله الجن ثلاثة أثلاث: فثلث كلاب وحيات وخشاش
الأرض، وثلث ريح هفافة، وثلث كبني آدم لهم الثواب وعليهم العقاب. وخلق
الله الإنسان ثلاث أثلاث: فثلث لهم قلوب لا يعقلو بها، ولم أعين لا يبصرون
بها، ولهم آذان لا يسمعون بها؛ إن هم إلا كالأنعام، بل هم اضل. وثلث
أجسامهم أجسام آدم عليه السلام وقلوبهم قلوب الشياطين. وثلث في ظل يوم لا
ظل إلا ظله(.
حدثنا ابن أبي مسرة، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا
حاتم بن إسماعيل، حدثنا إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه،
حدثني عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل ذوات
البيوت - يعني الجان.
وحدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن أبي
قيس الأودي، عن علقمة، قالك اقتلوا الحيا كلها إلا الجنان الذي كأنه ميل
فإنه جنها، ولا يضر أحدكم كافرا قتل أو هو - يعني الحيات(.
حدثنا صالح
بن محمد، حدثنا يحيى بن واضح أبو ثميلة، حدثنا ربيع بن بدر: الجان التي
نهى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عن قتلها هي التي تمشي ولا
تلتوي(.
حدثنا نصر بن فضالة،عن محمد بن سلام البيكندي عن ابن المبارك،
قال: علامة الجنية أنها إذا مشت لا تلتوي.
تقبيل الرجل الرجل أو
التزام الرجل الرجل
وأما قوله: )ونهى أن يقبل الرجل الرجل، أو يلتزم
الرجل الرجل(.
فهذا فعل يدعو إلى ريبة وفساد. فهذا للعامة، وليس كل
الناس يستوي.
وحدثنا
صالح بن محمد، حدثنا قبيس بن الربيع، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن
الشعبي، قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أتاه البشير
بأن جعفر قد خرج من أرض الحبشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )لا
أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر( فخرج يتلقاه، فالتزمه، وقبل بين
عينيه.
قال أبو عبد الله - رحمه الله - فالإلتزام والتقبيل من فعل
الأولياء وأهل المحبة، والعامة نفوسهم معهم، والخيانة معهم كائنة.
فالأولياء قد تنزهوا وبرئوا من الخيانة.. ألا ترى أنه قبل بين عينيه؛ وذلك
أن المأخوذ بالناصية الذي قد أخذ بناصيته إلى الله.
الإنحاء أو السجود
لغير اللهوأما قوله: " ونهى أن ينحني الرجل للرجل، أو يسجد لأحد غير الله(.
فهذا
تواضع
وعبادة، ولا يستحق ذلك أحد غير الله؛ لأن الإنحناء كالركوع، والركوع
لله. وقد كان في الأمم قبلنا إذا لقى الرجل الرجل انحنى له، يريد بذلك
أمانة. فأكرم الله عز وجل هذه الأمة بتحية أهل الجنة، وخصهم بها فجعل
السلام أمانا بينهم.
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا أبي، حدثنا
إسماعيل بن عباس، حدثنا أبو سلمة الحمصي، عن يحيى بن خالد: أن أبا بكر
الصديق - رضي الله عنه - قال: السلام أمان الله في الأرض.
وحدثنا
الشقيقي، حدثنا أشعث بن سوار، عن كردوس بن عياش، عن ابن مسعود - رضي الله
عنه - قال: السلام إسم من أسماء الله تعالى؛ فأفشوه بينكم نصحا من عند
قلوبكم. معناه أن يكون في ذمة أمانك في الظاهر والباطن، فلا تؤذه ولا تخنه
بفعلك، ولا تضمر له على سوء، ولا تحله من رحمتك ورأفتك ونصحك.
حدثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا أوفى، عن أنس، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: )إن الله تعالى أعطاني ثلاث خصال لم يعطها أحدا
قبلي: السلام وهو تحية أهل الجنة، وصفوف الصلاة وهي صفوف الملائكة،
وآمين.. إلا ما كان من موسى وهارون(. معناه أن موسى دعا وأمَّن هارون
عليهما السلام، وهو قول: (رَبَّنا اطمس عَلَى أَموالِهِم) الآية، فقال:
(قَد أُجيبَت دَعوَتُكُما). قال أبو عبد الله - رحمه الله - : فجعل لهذه
الأمة بدلا من الإنحناء السلام، فإن عاد إلى ذلك فقد رفض كرامة الله.
شرب
الخليطينوأما قوله: )ونهى عن شرب الخليطين: البسر والتمر(.
فهو من أجل
أنه إذا اختلط النيىء بالنضيج اشتد وقواه.
الذبح بالسن أو الظفروأما
قوله: )ونهى أن يذبح بالسنب والظفر(.
لأنه
لا يقطع قطع الشيء الحاد، وإنما يبرد الأوداج ويمزقها فيصير كهيئة
الموقوذة، وإذا لم يقطع الودج لم يسل الدم، فجمد فيه، فصار آكلا للدم.
المثلةوأما
قوله: )ونهى عن المثلة(.
الرجل الرجل(.
فهذا فعل يدعو إلى ريبة وفساد. فهذا للعامة، وليس كل
الناس يستوي.
وحدثنا
صالح بن محمد، حدثنا قبيس بن الربيع، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن
الشعبي، قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أتاه البشير
بأن جعفر قد خرج من أرض الحبشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )لا
أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر( فخرج يتلقاه، فالتزمه، وقبل بين
عينيه.
قال أبو عبد الله - رحمه الله - فالإلتزام والتقبيل من فعل
الأولياء وأهل المحبة، والعامة نفوسهم معهم، والخيانة معهم كائنة.
فالأولياء قد تنزهوا وبرئوا من الخيانة.. ألا ترى أنه قبل بين عينيه؛ وذلك
أن المأخوذ بالناصية الذي قد أخذ بناصيته إلى الله.
الإنحاء أو السجود
لغير اللهوأما قوله: " ونهى أن ينحني الرجل للرجل، أو يسجد لأحد غير الله(.
فهذا
تواضع
وعبادة، ولا يستحق ذلك أحد غير الله؛ لأن الإنحناء كالركوع، والركوع
لله. وقد كان في الأمم قبلنا إذا لقى الرجل الرجل انحنى له، يريد بذلك
أمانة. فأكرم الله عز وجل هذه الأمة بتحية أهل الجنة، وخصهم بها فجعل
السلام أمانا بينهم.
حدثنا محمد بن علي الشقيقي، حدثنا أبي، حدثنا
إسماعيل بن عباس، حدثنا أبو سلمة الحمصي، عن يحيى بن خالد: أن أبا بكر
الصديق - رضي الله عنه - قال: السلام أمان الله في الأرض.
وحدثنا
الشقيقي، حدثنا أشعث بن سوار، عن كردوس بن عياش، عن ابن مسعود - رضي الله
عنه - قال: السلام إسم من أسماء الله تعالى؛ فأفشوه بينكم نصحا من عند
قلوبكم. معناه أن يكون في ذمة أمانك في الظاهر والباطن، فلا تؤذه ولا تخنه
بفعلك، ولا تضمر له على سوء، ولا تحله من رحمتك ورأفتك ونصحك.
حدثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا أوفى، عن أنس، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: )إن الله تعالى أعطاني ثلاث خصال لم يعطها أحدا
قبلي: السلام وهو تحية أهل الجنة، وصفوف الصلاة وهي صفوف الملائكة،
وآمين.. إلا ما كان من موسى وهارون(. معناه أن موسى دعا وأمَّن هارون
عليهما السلام، وهو قول: (رَبَّنا اطمس عَلَى أَموالِهِم) الآية، فقال:
(قَد أُجيبَت دَعوَتُكُما). قال أبو عبد الله - رحمه الله - : فجعل لهذه
الأمة بدلا من الإنحناء السلام، فإن عاد إلى ذلك فقد رفض كرامة الله.
شرب
الخليطينوأما قوله: )ونهى عن شرب الخليطين: البسر والتمر(.
فهو من أجل
أنه إذا اختلط النيىء بالنضيج اشتد وقواه.
الذبح بالسن أو الظفروأما
قوله: )ونهى أن يذبح بالسنب والظفر(.
لأنه
لا يقطع قطع الشيء الحاد، وإنما يبرد الأوداج ويمزقها فيصير كهيئة
الموقوذة، وإذا لم يقطع الودج لم يسل الدم، فجمد فيه، فصار آكلا للدم.
المثلةوأما
قوله: )ونهى عن المثلة(.
فالمثلة تشبه وتمثل بالخلائق، وتبديل خلقه
تعالى.
الإنتباذ في الدباء والحنتم والنقير والمزفت
وأما
قوله: )ونهى عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت: أن ينبذ في شيء منها(.
وذلك
أن
الدباء هو القرع، فإذا اشتد فيه وغلا لم يشعر، وكذلك الحنتم وهي جرار
مقبرة، وكذلك النقير وهو خشب منقور مجوف، والمزفت، وهو الذي قد ضرب بالزفت.
فهذه
أوعية
لا تنشق إذا إلى ما فيها فيعلم به صاحبه فيجتنبه. فإنما حرم عنه باب
شرب النبيذ الذي يغلي ويشتد، والمراد منه هذا. ثم لما استحكم تحريم كل
مسكر في قلوبهم فاجتنبوه، قال: )إن الأوعية لاتحرم شيئا ولا تحله( أدخلي
عنهم فقال: )اشربوا من الأشربة ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه(. حدثنا بذلك
صالح بن محمد، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبي، حدثنا الحماني وعفان قالا:
حدثنا أبو الأحوص، عن يحيى بن التميمي، عن عمرو بن عامر، عن أنس بن مالك،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )كنت نهيتكم عن الأوعية، فاشربوا
فيها، ولا تشربوا مسكرا(.
وقال عثمان رضي الله عنه: اشربوا فيها ما
شئتم، فمن شاء أو كي سقاه على إثم. حدثنا حفص بن عمر، حدثنا يزيد بن
هارون، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا فرق السنجي، حدثنا جابر بن زيد: أنه سمع
مسروقا يحدث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )كنت
نهيتكم عن هذه الظروف، فانتبذوا فيها، واجتنبوا كل مسكر(.
حدثنا ابن
أبي مسرة، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا إبن
أبي صالح، عن أيوب بن هلال، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )ألا إن وعاء لا يحل شيئا ولا يحرمه، وكل مسكر حرام(.
؟
التنخمقوله: )ونهى عن الدباء، والحنتم، والنقير، والمزفت: أن ينبذ في شيء منها(.
وذلك
أن
الدباء هو القرع، فإذا اشتد فيه وغلا لم يشعر، وكذلك الحنتم وهي جرار
مقبرة، وكذلك النقير وهو خشب منقور مجوف، والمزفت، وهو الذي قد ضرب بالزفت.
فهذه
أوعية
لا تنشق إذا إلى ما فيها فيعلم به صاحبه فيجتنبه. فإنما حرم عنه باب
شرب النبيذ الذي يغلي ويشتد، والمراد منه هذا. ثم لما استحكم تحريم كل
مسكر في قلوبهم فاجتنبوه، قال: )إن الأوعية لاتحرم شيئا ولا تحله( أدخلي
عنهم فقال: )اشربوا من الأشربة ما طاب لكم، فإذا خبث فذروه(. حدثنا بذلك
صالح بن محمد، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبي، حدثنا الحماني وعفان قالا:
حدثنا أبو الأحوص، عن يحيى بن التميمي، عن عمرو بن عامر، عن أنس بن مالك،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )كنت نهيتكم عن الأوعية، فاشربوا
فيها، ولا تشربوا مسكرا(.
وقال عثمان رضي الله عنه: اشربوا فيها ما
شئتم، فمن شاء أو كي سقاه على إثم. حدثنا حفص بن عمر، حدثنا يزيد بن
هارون، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا فرق السنجي، حدثنا جابر بن زيد: أنه سمع
مسروقا يحدث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )كنت
نهيتكم عن هذه الظروف، فانتبذوا فيها، واجتنبوا كل مسكر(.
حدثنا ابن
أبي مسرة، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا إبن
أبي صالح، عن أيوب بن هلال، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: )ألا إن وعاء لا يحل شيئا ولا يحرمه، وكل مسكر حرام(.
؟
في قبلة المسجد
وأما قوله: )ونهى عن التنخم في قبلة المسجد(.
فالقبلة
لها
حرمة عظيمة؛ لأنها قبالة بيت الله، وقباله معلمه، وقبالة البيت
المعمور، وقبالة العرش. والنخامة فضول الرأس والصدر، فلا يرمى بها في
القبلة، فيكون كالشيء الذي لا حرمة له.. ألاترى أنه ليس من الأدب أن يبزق
الرجل عن يمينه ولا أمامه، وكذلك روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
زجر عن ذلك، وقال: )عن يساره أو تحت قدمه(.
؟
البزاق في البئر الذي فالقبلة
لها
حرمة عظيمة؛ لأنها قبالة بيت الله، وقباله معلمه، وقبالة البيت
المعمور، وقبالة العرش. والنخامة فضول الرأس والصدر، فلا يرمى بها في
القبلة، فيكون كالشيء الذي لا حرمة له.. ألاترى أنه ليس من الأدب أن يبزق
الرجل عن يمينه ولا أمامه، وكذلك روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
زجر عن ذلك، وقال: )عن يساره أو تحت قدمه(.
؟
يشرب منه
وأما قوله: )ونهى عن البزاق في البئر يشرب منه(.
فمن أجل
أن هذا إفساد على كل مستقى يعاف ويقذره، ولعله أن يكون في بعض بزاقه
ماخالطه دم؛ فإنه ينجس بئره من حيث لا يعلم(.
؟
تغيير الحدود بغير حقفمن أجل
أن هذا إفساد على كل مستقى يعاف ويقذره، ولعله أن يكون في بعض بزاقه
ماخالطه دم؛ فإنه ينجس بئره من حيث لا يعلم(.
؟
وأما
قوله: )ونهى أن يحول شيء من تخوم الأرض، قال: ومن فعل ذلك فعليه لعنة
الله(.
فالتخوم:
الحدود فإذا حول أو غضب أو أخذ من أرض غيره، فقد روىعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم: )من ظلم شبرا من الأرض، فأخذه بغير حق، طوقه الله من سبع
أرضين(.
وذلك أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، جعلها بساطا
لعباده، وصير فيها معاشهم، ثم ملكهم على مقاديره؛ فمن تعدى حده الذي أذن
له فيه، فأخذه من غير الوجه الذي أذن فيه، صار غاصبا لأرض الله. وهي أرض
واحدة فتقت فجعلت سبعا، فالغاصب لها يطوق ذلك الذي غصبه من سبع أرضين، حتى
يجىء بها يوم القيامة في عنقه(.
ووجدنا ملك الأشياء كلها إنما أذن الله
تعالى للعباد في تناولها من ستة اوجه للأغنياء، ومن ثمانية أوجه للفقراء:
من الغنيمة، والتجارة، والوصية، والهبة، والهدية، والميراث.. فهذه ستة
للأغنياء، وللفقراء زيادة وجهين: من الصدقة، واللقطة. فما تناولوا من
الدنيا من هذه السبل الثمانية أبيح لهم وسائر ذلك حرام.
؟الوصال في
الصوم وأما قوله: )ونهى عن الوصال في الصوم(.
فإنه
إذا واصل ترك هدية الله، وذلك أن الله تعالى أهدى إلى هذه الأمة الغذاء
المبارك، وهو السحورن جعله طعمة لهم؛ فهو تارك طعمة.. ألا ترى إلى قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )السحور هو الغذاء المبارك؛ فتسحروا ولو
بجرعة من ماء(.
قوله: )ونهى أن يحول شيء من تخوم الأرض، قال: ومن فعل ذلك فعليه لعنة
الله(.
فالتخوم:
الحدود فإذا حول أو غضب أو أخذ من أرض غيره، فقد روىعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم: )من ظلم شبرا من الأرض، فأخذه بغير حق، طوقه الله من سبع
أرضين(.
وذلك أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، جعلها بساطا
لعباده، وصير فيها معاشهم، ثم ملكهم على مقاديره؛ فمن تعدى حده الذي أذن
له فيه، فأخذه من غير الوجه الذي أذن فيه، صار غاصبا لأرض الله. وهي أرض
واحدة فتقت فجعلت سبعا، فالغاصب لها يطوق ذلك الذي غصبه من سبع أرضين، حتى
يجىء بها يوم القيامة في عنقه(.
ووجدنا ملك الأشياء كلها إنما أذن الله
تعالى للعباد في تناولها من ستة اوجه للأغنياء، ومن ثمانية أوجه للفقراء:
من الغنيمة، والتجارة، والوصية، والهبة، والهدية، والميراث.. فهذه ستة
للأغنياء، وللفقراء زيادة وجهين: من الصدقة، واللقطة. فما تناولوا من
الدنيا من هذه السبل الثمانية أبيح لهم وسائر ذلك حرام.
؟الوصال في
الصوم وأما قوله: )ونهى عن الوصال في الصوم(.
فإنه
إذا واصل ترك هدية الله، وذلك أن الله تعالى أهدى إلى هذه الأمة الغذاء
المبارك، وهو السحورن جعله طعمة لهم؛ فهو تارك طعمة.. ألا ترى إلى قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: )السحور هو الغذاء المبارك؛ فتسحروا ولو
بجرعة من ماء(.
فالآدمي إنما له طعامه غدوا وعشيا، علىهذا ركب وغذى.
وكذلك في الآخرة لهم رزقهم منها بكرة وعشيا. فالصائم من الأمم الماضية أمر
بترك غذائه إلى عشائه فصيرها واحدة، فعطف الله على هذه الأمة فجمع لهم
الغذاء والعشاء، ولم يحل بينهم وبين ذلك، وإنما أمرهم أن يقدموا هذا
الغذاء قبل طلوع الفجر العشاء بمكانه في وقت يجمع لهم في صومهم الأمرين
جميعا.
وسائر الأمم كانوا إذا تعشوا حرم عليهم إلى مثلها من اليوم
الثاني، وكذلك كان في بدء هذه الأمة، فسمح الله لهم في ذلك، فقال: (عَلِمَ
اللهُ أَنَّكُم كُنتُم تَختانُونَ أَنفُسَكُم فَتابَ عَلَيكُم وَعَفا
عَنكُم). فالتوبة من الله الرحمة والعفو والجود؛ فرحم وجاد وقال: (فالآَنَ
باشِرُوهُنَّ وَابتَغَوا ما كَتَبَ الله لَكُم وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتى
يَتبَينَ لَكُم الخَيط الأَبيَضُ مِن الخَيطِ الأَسود مِن الفَجَر) فإذا
واصل الصوم ذهب هذا كله. وأيضا خلة أخرى: إن كل يوم فرض على حدة، فإذا
واصل لم يكن فصل بين الفرضين.
؟التبتل
وأما قوله: )ونهى عن
التبتل(، وقال: من لم ينكح فليس منا(.
فالتبتل
عن النساء: رفض النكاح، وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا توالدو، فإني
مكاثر بكم الأمم(. وهذه أمة محبوبة مرحومة، فيحب أن يكثروا.
قال: وروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )ما أحل الله حلالا أحبّ إليه
مِن النكاحِ، وَمَا أَحَلَّ حَلالاً أَبغَضَ إِليه مِنَ الطَلاق(. حدثنا
يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن حميد بن مالك اللخمي، عن
مكحول، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا تبتل ذهب
كله.
قال: وروى عن سعيد بن المسيب: ان النبيين عليهم السلام فضلوا بكثرة
الجماع لما فيه من اللذة.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: )أعطيت قوة أربعين رجلا في النكاح وأعطى المؤمن قوة عشرة(.
قال:
وروى عنه: أنه شكا إلى جبريل عليه السلام قلة الجماع، فتبسم جبريل عليه
السلام حتى تلألأ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثناياه، ثم قال:
أين أنت من الهريسة؛ فإن فيها قوة أربعين رجلا. حدثنا بذلك عمر بن أبي
عمر، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدثنا أرطأة بن المنذر السكوني، عن
مكحول عن أبي هريرةن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: في التبتل انقطاع النسل، وفقد ما خص الله تعالى به
هذه الأمة من شأن النكاح.. ألا ترى قوله: (فَاتوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم،
وَقَّدِموا لأَنفُسِكُم) فروىعن عطاء أنه قال: التسمية عند النكاح. ثم
قال: (وَاتَّقوا الله وَاغلَمُوا أَنَّكُم مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ
المُؤمِنينَ) وقال صلى الله عليه وسلم: )إِنَّ مِن سُنَتي النكاح(.
؟
القزعالتبتل(، وقال: من لم ينكح فليس منا(.
فالتبتل
عن النساء: رفض النكاح، وقال صلى الله عليه وسلم: تزوجوا توالدو، فإني
مكاثر بكم الأمم(. وهذه أمة محبوبة مرحومة، فيحب أن يكثروا.
قال: وروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )ما أحل الله حلالا أحبّ إليه
مِن النكاحِ، وَمَا أَحَلَّ حَلالاً أَبغَضَ إِليه مِنَ الطَلاق(. حدثنا
يحيى بن أحمر الطائي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن حميد بن مالك اللخمي، عن
مكحول، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا تبتل ذهب
كله.
قال: وروى عن سعيد بن المسيب: ان النبيين عليهم السلام فضلوا بكثرة
الجماع لما فيه من اللذة.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: )أعطيت قوة أربعين رجلا في النكاح وأعطى المؤمن قوة عشرة(.
قال:
وروى عنه: أنه شكا إلى جبريل عليه السلام قلة الجماع، فتبسم جبريل عليه
السلام حتى تلألأ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثناياه، ثم قال:
أين أنت من الهريسة؛ فإن فيها قوة أربعين رجلا. حدثنا بذلك عمر بن أبي
عمر، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، حدثنا أرطأة بن المنذر السكوني، عن
مكحول عن أبي هريرةن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله.
قال أبو
عبد الله رحمه الله: في التبتل انقطاع النسل، وفقد ما خص الله تعالى به
هذه الأمة من شأن النكاح.. ألا ترى قوله: (فَاتوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم،
وَقَّدِموا لأَنفُسِكُم) فروىعن عطاء أنه قال: التسمية عند النكاح. ثم
قال: (وَاتَّقوا الله وَاغلَمُوا أَنَّكُم مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ
المُؤمِنينَ) وقال صلى الله عليه وسلم: )إِنَّ مِن سُنَتي النكاح(.
؟
وأما
قوله: )ونهى عن القزع(.
وهو أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه، فهذا
تشبه بالقسيس.
وذكر شرح هذا بتمامه في نوادر الأصول في بابه.
؟
بيعقوله: )ونهى عن القزع(.
وهو أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه، فهذا
تشبه بالقسيس.
وذكر شرح هذا بتمامه في نوادر الأصول في بابه.
؟
السمك في الماء
وأما في قوله: )ونهى عن بيع السمكة في الماء(.
فهذا
أيضا غرر لا يدري يصيبه أم لا.. وقد نهى عن بيع الغرر. وهذا وأشباهه، وكل
بيع على خطر، لا يدري صاحبه أيقدر على تسليمه أم لا؛ فهو غرر، وأخذ ماله
ولم يعط شيئا.
؟بيع المضامين والملاقيح وأما قوله: )ونهى عن بيع
المضامين والملاقيح(.
وهو أن يقول: أبيعك ما تضمن بطن هذه الجارية، أو
هذه الناقة، أو ما يلقح العام.
؟
بيع حبل الحبلةفهذا
أيضا غرر لا يدري يصيبه أم لا.. وقد نهى عن بيع الغرر. وهذا وأشباهه، وكل
بيع على خطر، لا يدري صاحبه أيقدر على تسليمه أم لا؛ فهو غرر، وأخذ ماله
ولم يعط شيئا.
؟بيع المضامين والملاقيح وأما قوله: )ونهى عن بيع
المضامين والملاقيح(.
وهو أن يقول: أبيعك ما تضمن بطن هذه الجارية، أو
هذه الناقة، أو ما يلقح العام.
؟
وأما قوله: )عن
بيع حبل الحبلة(.
وهو أن يقول: أبيعك حبل هذا الحمل الذي ظهر في البطن،
فإذا ولدت وكبرت، فأناأبيعك الآن ذلك الحبل الذي يتوقع من هذا الحبل.
فهذا
كله باطل كلام وربح؛ أخذ ماله على كلام يرجو.
؟
بيع المصاحفبيع حبل الحبلة(.
وهو أن يقول: أبيعك حبل هذا الحمل الذي ظهر في البطن،
فإذا ولدت وكبرت، فأناأبيعك الآن ذلك الحبل الذي يتوقع من هذا الحبل.
فهذا
كله باطل كلام وربح؛ أخذ ماله على كلام يرجو.
؟
وأما
قوله: )ونهى عن بيع المصاحف(
قوله: )ونهى عن بيع المصاحف(
فمن
أجل أن ذلك الذي فيه كتاب الله تعالى وكلامه، فليس لأحد ان يأخذ عليه
ثمنا. ومن رخص فيه، فإنما يرخص من أجل أنه رأى البيع واقع على الورق
والرق.. ألا ترى ان الدراهم البيض يتبايع بها وفيها سورة ثابتة، فلا يقع
البيع على الكتابةن وإنما يقع يقع على الفضة. كذلك العلم لا يباع، وإذا
بيعت فإنما تقع على الصحف، لا على العلم الذي فيه. وهذا النهي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم تأديب. وقد كره ذلك كثير من العلماء، ورخص فيه
آخرون لما ذكرت.
؟إستئجار الأجير دون أن يعلمه أجره
وأما
قوله: )ونهى أن يستأجر أجيرا حتى يعلمه أجره(.
فهذا
من أجل أنه شرط علما، ولم يشترط أجرا، ولم يتعاقد على شيء، وإن تنازعا
اشتبه الأمر، ويؤدي إلى المجازفة والخصومة، فلا ينبغي له أن يقدم على ما
يعقب مثل هذا، فإنه فساد. فإذا لم يعلم أجره، فقد استعمل الجهل، ويلزمه
أجر مثله.
؟
منع الجار أن يغرز خشبة في جدارهقوله: )ونهى أن يستأجر أجيرا حتى يعلمه أجره(.
فهذا
من أجل أنه شرط علما، ولم يشترط أجرا، ولم يتعاقد على شيء، وإن تنازعا
اشتبه الأمر، ويؤدي إلى المجازفة والخصومة، فلا ينبغي له أن يقدم على ما
يعقب مثل هذا، فإنه فساد. فإذا لم يعلم أجره، فقد استعمل الجهل، ويلزمه
أجر مثله.
؟
أما قوله: )ونهى أن
يمنع جاره أن يغرر خشبة في حائطهْ(.
فهذا
إقامة لحرمة الجار، وفي منع ذلك قطيعة ووحشة وتباغض، وفي الحكم له أن يمنع
ذلك؛ لأنه ملكه، ولكن منعه يؤدي إلى فساد وتباين، وهو في ذلك مسقط لحرمة
الجار، وهو عندي داخل في منع الماعون إن شاء الله تعالى، وقد قال الله
تعالى: (فَويلٌ لِلمُصَلين، الَّذينَ هُم عَ، صَلاتِهم ساهُونَ. الَّذينَ
هُم يُراءُونَ. وَيَمنَعونَ المَاعُونَ). والماعون هو كل شيء مرتفق به
ويمتهن، ورأسهن الركوة، ثم من بعده العواري مثل: الفأس، والدلو، والقدر.
بيع
الحيوان بالحيوان نسيئةوأما قوله: )ونهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة(.
فمن
أجل
أنهما إذا تبايعا بذلك بتعاين على شيء يعلمان مالذي وجب كل واحد منهما
ما وجب له عليه، فإذا تبايعا والحيوان معلوم متفاوت، فرب بعير خير من خمسة
أبعرة، فلم ينعقد بيعهما على معلوم، وهذا مجهول.
وإنما البيع عن تراض،
فلو تنازعا لم يدر واحد منهما ما وجب له عليه، فإذا تبايعا والحيوان معلوم
في نفسه غائبا كان أو حاضرا فهو جائز؛ لأن البيع وقع على عين معلوم،
فيدريان مايتطالبان وما وجب على كل واحد منهما.
؟عقر المواشي في دار
الحرب دون ضرورة وأما قوله: )ونهى عن عقر المواشي في دار الحرب(.
فمن
أجل أنه فساد، وكذلك إحراق الزرع.
المبارزة بدون إذن الإماموأما قوله:
)ونهى عن المبارزة بغير إذن الإمام(.
لأن
الإمام إنما نصب ليؤتم به في أمر الحرب؛ لأنه يوفق من أجل العسكر مالا
يوفق لواحد من نفسه. وربما بارز فأصيب. وفي ذلك نكاية في المسلمين وفي
الإمام؛ فلا ينبغي أن يفعل ذلك إلا بإذن الإمام.
؟
الإمامة بالأجريمنع جاره أن يغرر خشبة في حائطهْ(.
فهذا
إقامة لحرمة الجار، وفي منع ذلك قطيعة ووحشة وتباغض، وفي الحكم له أن يمنع
ذلك؛ لأنه ملكه، ولكن منعه يؤدي إلى فساد وتباين، وهو في ذلك مسقط لحرمة
الجار، وهو عندي داخل في منع الماعون إن شاء الله تعالى، وقد قال الله
تعالى: (فَويلٌ لِلمُصَلين، الَّذينَ هُم عَ، صَلاتِهم ساهُونَ. الَّذينَ
هُم يُراءُونَ. وَيَمنَعونَ المَاعُونَ). والماعون هو كل شيء مرتفق به
ويمتهن، ورأسهن الركوة، ثم من بعده العواري مثل: الفأس، والدلو، والقدر.
بيع
الحيوان بالحيوان نسيئةوأما قوله: )ونهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة(.
فمن
أجل
أنهما إذا تبايعا بذلك بتعاين على شيء يعلمان مالذي وجب كل واحد منهما
ما وجب له عليه، فإذا تبايعا والحيوان معلوم متفاوت، فرب بعير خير من خمسة
أبعرة، فلم ينعقد بيعهما على معلوم، وهذا مجهول.
وإنما البيع عن تراض،
فلو تنازعا لم يدر واحد منهما ما وجب له عليه، فإذا تبايعا والحيوان معلوم
في نفسه غائبا كان أو حاضرا فهو جائز؛ لأن البيع وقع على عين معلوم،
فيدريان مايتطالبان وما وجب على كل واحد منهما.
؟عقر المواشي في دار
الحرب دون ضرورة وأما قوله: )ونهى عن عقر المواشي في دار الحرب(.
فمن
أجل أنه فساد، وكذلك إحراق الزرع.
المبارزة بدون إذن الإماموأما قوله:
)ونهى عن المبارزة بغير إذن الإمام(.
لأن
الإمام إنما نصب ليؤتم به في أمر الحرب؛ لأنه يوفق من أجل العسكر مالا
يوفق لواحد من نفسه. وربما بارز فأصيب. وفي ذلك نكاية في المسلمين وفي
الإمام؛ فلا ينبغي أن يفعل ذلك إلا بإذن الإمام.
؟
وأما
قوله: )ونهى عن الإمامة بالأجر(.
فالإمامة
عبادة يعبد ربه، ويقتدي به من خلفه، والعبد لا يأخذ على عبادة مولاه أجرا
إلا منه، وإن أخذ فباطلا أخذه، ولا يجب له عليه شيء.
تعليم القرآن
بالأجروأما قوله: )ونهى عن تعليم القرآن بالأجر(.
فمن
أجل أن القرآن رحمة من الله تعالى وهو عهد الله، ورحمته لا تباع ولا
تشترى، فقال: (قُل مَا أَسأُلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَما أَنا مِن
المُتَكَلِفينَ).
؟
الآذان بالأجرقوله: )ونهى عن الإمامة بالأجر(.
فالإمامة
عبادة يعبد ربه، ويقتدي به من خلفه، والعبد لا يأخذ على عبادة مولاه أجرا
إلا منه، وإن أخذ فباطلا أخذه، ولا يجب له عليه شيء.
تعليم القرآن
بالأجروأما قوله: )ونهى عن تعليم القرآن بالأجر(.
فمن
أجل أن القرآن رحمة من الله تعالى وهو عهد الله، ورحمته لا تباع ولا
تشترى، فقال: (قُل مَا أَسأُلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرٍ وَما أَنا مِن
المُتَكَلِفينَ).
؟
وأما قوله: )ونهى عن الآذان
بالأجر(.
فمن
أجل أن المؤذن يدعو إلى الصلاة والفلاح، فهو داع إلى الله، ولا يحل أن
يأخذ على الدعاء إلى الله أجرا، قال الله تعالى: (وَمَن أَحسنُ قَولاً
مِمَّن دَعا إِلى اللهِ) فإذا ابتغى أجرا، فهو كأنه يقول: إن أعطيتني أدع،
وغلا لم أدعك إلى الله تعالى.
بيع الولاء وهبته
بالأجر(.
فمن
أجل أن المؤذن يدعو إلى الصلاة والفلاح، فهو داع إلى الله، ولا يحل أن
يأخذ على الدعاء إلى الله أجرا، قال الله تعالى: (وَمَن أَحسنُ قَولاً
مِمَّن دَعا إِلى اللهِ) فإذا ابتغى أجرا، فهو كأنه يقول: إن أعطيتني أدع،
وغلا لم أدعك إلى الله تعالى.
بيع الولاء وهبته
فالولاء
ونعمة تولاها المعتق على عبده إن فك رقبته من الرق، وهو ولى نعمته، فإذا
مات هذا المعتق فميراثه للمعتق، ولا يقدر هذا المعتق أن يجعل ولاءه الذي
هو له لبعض ورثته دون بعض، أو لرجل أجنبي، ببيع أو هبة أو وجه من الوجوه.
فإذا مات وله ورثة، فإنما ترث ورثته ماله لا نعمته التي أنعم بها على
مملوك فأعتقه. وإن كان المعتق ترك اثنين، فمات أحد الإثنين وترك أولادا،
ثم مات المعتق. وإن كان المعتق ترك اثنين، فمات أحد الإثنين وترك أولادا
ثم مات المعتق، فالولاء لهذا؛ لأن الباقي دون أولاد هذا الأب الذي مات،
وهو قوله: )الولاء للكبر) لأن الأول لما مات لم يورث ولاؤه أحدا؛ لأن تلك
النعمة اصطنعها إلى عبده، فإذا مات المعتق، فأقرب الناس إليه من ولي فك
رقبته وأنعم بها عليه، فلذلك يرث ماله. وهذا إذا لم يترك ورثة، فإن مات
أحد الإثنين، فإنه لم يكن ورث شيئا فيورثه ولده، فإن مات والأب الأكبر
حيا، فهو أولى من ولد ابن الميت. فالولاء لحمة كلحمة النسب؛ فكما أن النسب
لا يباع، فكذلك الولاء.
نزو الحمير على الخيل
وأما قوله:
)ونهى أن تنزى الحمير على الخيل(.
فلأنه
احتال في خلق الله، ومنه تكون البغال، وفي حديث آخر قالوا: يا رسول الله،
إن ننزي الحمير على الخيل. قال )إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون(.
وهو
فعل الملوك الجبابرة، وهذا زنا من البهائم. حدثنا بذلك عمر بن أبي عمر بن
حفص بن عمر، عن إبراهيم بن الحكم، عن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن
عباس رضي الله عنه، في قوله تعالى: (لَولاَ أَن رَأَى بُرهانَ رَبِّهِ)
قال: جاء جبريل عليه السلام فقال: يا يوسف أماعلمت أن الطير إذا زنا تساقط
ريشه،وأنالثور إذا زنا وقع الدود في قرنه، وزنا الطير أن تنزوا حمامةعلى
الدجاجة، وزنا الثور أن ينزو على حمار أو جنس غير جنسه(.
العرافةوأما
قوله: )ونهى عن العرافة(.
فالعريف يحتمل وزر القوم لأن فيه ظلما وتعديا
غلا ما عصم الله تعالى.
وروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )لا بد للناس من عريف، والعريف
النار( وإن كان أراد بقوله نهى عن العرافة والكهانة وشبهه، فهذا أشد وأمر؛
فإن الكاهن يقال له " عريف " وهوالذي يزعم أنه يعرف أمور الغيب، وهو كاذب
لايقدر على ذلك؛ إذ لم يطلع علىغيبه إلا من ارتضى.
الهجران)ونهى عن
الهجران(، وقال: من كان لا بد فاعلا فلا يهجران أخاه فوق الثلاث، ومن مات
مهاجرا لأخيه كانت النار أولى به(.
ففي
الهجران محقرة ومذلة، قد منعه السلام وبر اللسان.. ألا ترى أنهقال في شأن
النساء: (وَاهجُرُهُنَّ في المَضاجِعِ) يكون تأديبا لها لأن هجران المضاجع
استهانة ورفض. فالهجران ن يصارم اخاه على العداوة والبغضاء، وقد هتك حرمة
الإسلام ونبذها وراء ظهره. فإن كان لا بد مؤدبه فثلاث ولا يجاوز.
الصرفوأما
قوله: )ونهى عن الصرف(.
فلأن
عامته ربا. حدثنا يزيد بن مغفل ولد أبي طيبة، حدثنا ابن فضيل، عن ليثن عن
مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )لو أن أهل الجنة تبايعوا - ولا يتبايعون - لكان بيعهم البر. ولو أن
أهل النار تبايعوا لكان بيعهم الصرف. وإنّ إبليس ليحب الصرف كما يحب أحدكم
ولده(. حدثنا أبو طالب الهروي، حدثنا شبيب بن سليم المصري، قال: سمعت
الحسن البصري يقول: لو أصابني أشد حر في الأرض ما استظللت تحت ظل صيرفي.
الاستعانة
بالمشركين في الحربوأما قوله: رونهى ان يقاتل المشركين بالمشركين(.
لأن
الاستنصار بالأعداء محال، وأن الله تعالى يعدل بعضهم ببعض فلا ينصرهم، فمن
أجلهم يخاف الحرمان.
قتل الصبيانوأما قوله: )ونهى عن قتل الصبيان(.
فمن
أجل
أنهم ذرية، وليس لهم نكاية، ولعل الله يقبل بقلوبهم فهذا موت أن يكف
عن قتلهم ولا يسوقهم إلى النار، فإن لم يرزقوا الإسلام كانوا سببا يرتفق
بهم المسلمون، وهم بمنزلة الأموال التي يغنمونها.
عقر الخيل في
القتالوأما قوله: )ونهى أن تعقر الخيل في القتال(.
فمن
أجل أنه فساد إلا عند الإستئصال إذا استحر القتال وحميت النفوس قامت
النصرة، فعندها يعقرون الخيل، ويكسرون غمد السيوف، ويحملون حملة اليأس من
الحياة.
بيع الذهب بالفضة نسيئة
)ونهى أن تنزى الحمير على الخيل(.
فلأنه
احتال في خلق الله، ومنه تكون البغال، وفي حديث آخر قالوا: يا رسول الله،
إن ننزي الحمير على الخيل. قال )إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون(.
وهو
فعل الملوك الجبابرة، وهذا زنا من البهائم. حدثنا بذلك عمر بن أبي عمر بن
حفص بن عمر، عن إبراهيم بن الحكم، عن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن
عباس رضي الله عنه، في قوله تعالى: (لَولاَ أَن رَأَى بُرهانَ رَبِّهِ)
قال: جاء جبريل عليه السلام فقال: يا يوسف أماعلمت أن الطير إذا زنا تساقط
ريشه،وأنالثور إذا زنا وقع الدود في قرنه، وزنا الطير أن تنزوا حمامةعلى
الدجاجة، وزنا الثور أن ينزو على حمار أو جنس غير جنسه(.
العرافةوأما
قوله: )ونهى عن العرافة(.
فالعريف يحتمل وزر القوم لأن فيه ظلما وتعديا
غلا ما عصم الله تعالى.
وروى
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: )لا بد للناس من عريف، والعريف
النار( وإن كان أراد بقوله نهى عن العرافة والكهانة وشبهه، فهذا أشد وأمر؛
فإن الكاهن يقال له " عريف " وهوالذي يزعم أنه يعرف أمور الغيب، وهو كاذب
لايقدر على ذلك؛ إذ لم يطلع علىغيبه إلا من ارتضى.
الهجران)ونهى عن
الهجران(، وقال: من كان لا بد فاعلا فلا يهجران أخاه فوق الثلاث، ومن مات
مهاجرا لأخيه كانت النار أولى به(.
ففي
الهجران محقرة ومذلة، قد منعه السلام وبر اللسان.. ألا ترى أنهقال في شأن
النساء: (وَاهجُرُهُنَّ في المَضاجِعِ) يكون تأديبا لها لأن هجران المضاجع
استهانة ورفض. فالهجران ن يصارم اخاه على العداوة والبغضاء، وقد هتك حرمة
الإسلام ونبذها وراء ظهره. فإن كان لا بد مؤدبه فثلاث ولا يجاوز.
الصرفوأما
قوله: )ونهى عن الصرف(.
فلأن
عامته ربا. حدثنا يزيد بن مغفل ولد أبي طيبة، حدثنا ابن فضيل، عن ليثن عن
مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: )لو أن أهل الجنة تبايعوا - ولا يتبايعون - لكان بيعهم البر. ولو أن
أهل النار تبايعوا لكان بيعهم الصرف. وإنّ إبليس ليحب الصرف كما يحب أحدكم
ولده(. حدثنا أبو طالب الهروي، حدثنا شبيب بن سليم المصري، قال: سمعت
الحسن البصري يقول: لو أصابني أشد حر في الأرض ما استظللت تحت ظل صيرفي.
الاستعانة
بالمشركين في الحربوأما قوله: رونهى ان يقاتل المشركين بالمشركين(.
لأن
الاستنصار بالأعداء محال، وأن الله تعالى يعدل بعضهم ببعض فلا ينصرهم، فمن
أجلهم يخاف الحرمان.
قتل الصبيانوأما قوله: )ونهى عن قتل الصبيان(.
فمن
أجل
أنهم ذرية، وليس لهم نكاية، ولعل الله يقبل بقلوبهم فهذا موت أن يكف
عن قتلهم ولا يسوقهم إلى النار، فإن لم يرزقوا الإسلام كانوا سببا يرتفق
بهم المسلمون، وهم بمنزلة الأموال التي يغنمونها.
عقر الخيل في
القتالوأما قوله: )ونهى أن تعقر الخيل في القتال(.
فمن
أجل أنه فساد إلا عند الإستئصال إذا استحر القتال وحميت النفوس قامت
النصرة، فعندها يعقرون الخيل، ويكسرون غمد السيوف، ويحملون حملة اليأس من
الحياة.
بيع الذهب بالفضة نسيئة
وأما قوله: )ونهى عن بيع الذهب بالفضة
نسيئة( فهذا كله ربا.
بيع الذهب بالذهب
وأما قوله: )ونهى
عن بيع الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن سواء بسواء(.
فهذا كله ربا، وقد
شرحناه في كتاب " العلل " .
والله أعلم تم بحمد الله تعالى
عن بيع الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن سواء بسواء(.
فهذا كله ربا، وقد
شرحناه في كتاب " العلل " .
والله أعلم تم بحمد الله تعالى
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى